logo
الفخّ الصيني

الفخّ الصيني

السوسنةمنذ 5 أيام
رغم أن قمة «البريكس» لم تكن بالمستوى المتوقع، من حيث المشاركة، بعد أن غاب الرئيسان الصيني والروسي، فإنها في كل مرة تعقد تقلّب مواجع الغرب، وتذكّر بأن ثمة قوى أخرى في العالم، تقف بالمرصاد لاقتناص الفرص. فرض رسوم على من ينضم إلى أجندة بريكس من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دفاعاً عن الدولار الذي «يجب أن يبقى ملكاً»، ليس وحده الإشارة على الانزعاج. فكل دول البريكس في كفة، والصين وحدها في أخرى.«ها نحن نعض أصابع الندم. لقد ساعدناهم في الاستيلاء على التكنولوجيا التي ابتكرناها»، يقول المتخصص الفرنسي في الشؤون الصينية إيمانويل فيرون.منذ العقد الأول من القرن الحالي، والدول الغربية تتداول في الغرف المغلقة حول ما يجب فعله في مواجهة الصين، بعد أن بدأت مئات الشركات الغربية تجد نفسها مجبرة على الانسحاب من أرض ظنتها «إلدورادو لا ينضب معينها». ما يزعج ليس تقدم الصين، وسبقها المذهل، وإنما استقلاليتها واستغناؤها عن الغرب. بات بمقدور الصين أن تصنّع قطارات سريعة تتفوق بشكل كبير على القطارات الغربية. هذا يعني ليس فقط أنها تتمدد لتنسج بسككها طريق الحرير الجديد، وإنما أن تصدّر من دون منافس كبير. وكما القطارات التي انطلق أولها من بكين إلى شنغهاي عام 2011 ومن يومها لم يتوقف، كذلك الطائرات، التي انتهت من الحبو وأخذت تطير، وقريباً تصبح منافساً لـ«بوينغ» و«إيرباص»، ومثلها الصواريخ والسيارات، بعد أن احتلت الصين سوق البطاريات من دون أي منازع.التحقيق الرهيب الذي بُث على الإنترنت تحت عنوان «الطريقة الصينية في غزو العالم» يتتبع الاستراتيجية المحكمة للرئيس الصيني دينغ شارو بينغ منذ عام 1975، حتى قبل أن يتولى السلطة، حين زار فرنسا لأسبوعٍ واطلع على أهم التكنولوجيات النووية. هذه الخطة هي التي طبقها أسلافه، التي تجعل الغرب يشعر اليوم بأنه وقع في الفخ الصيني.أظهرت الصين للغرب منتصف السبعينات أنها دولة فقيرة، بكثافة سكانية مربكة، وتحتاج مساعدة، ولن تتردد في دفع الثمن. فرصة استثمارية لا تردّ في بلد بحجم قارة. طلب دينغ شاو بينغ أن تأتي المصانع والشركات الغربية إلى بلاده، مبدياً الرغبة في الانفتاح على الغرب. عندما تمت الموافقة، اشترطت بكين أن تكون المصانع بشراكة مع جهات محلية. تبين في ما بعد أن الذين وُظفوا في المصانع، ليسوا عمّالاً كما تم التعريف بهم، وإنما مهندسون على درجة عالية من المهارة والتكوين العلمي. هؤلاء تمكنوا من تخطي الخُبث الغربي.الغرب الذي افتتح مئات المصانع، وسال لعابه على الكعكة الصينية، لا بل وتنافس على ساحة اعتبرها باقية إلى أمد بعيد، لم يزود الصين بأحدث تقنياته، كما وعد. حتى بالسيارات كان يحتفظ بالموديلات الأحدث لنفسه، ويقدم للصينيين الجيل الذي يسبق. لكن المهندسين الذين زُرعوا في المصانع، لم يتعلموا فقط بل فاقوا أساتذتهم وأضافوا، وتمكنوا من الاجتهاد بشكل غير متوقع، هذا ترجموه وهم يشيدون قطاراتهم السريعة.ثورة 1989 جاءت للغرب باب فرج. ظن أن حلم الديمقراطية عند الشباب الصيني سيكون كافياً لقلب الطاولة. لكن السلطة ضربت بيد من حديد، وفرقت محتجي ساحة «تيا نان من» بالقوة، وهو ما تحول إلى حجة للغرب، ليفرمل تعاونه الصناعي والتكنولوجي مع الصين، وقد بدأ يتحسس تكاليفه المستقبلية الباهظة.لكن سرعان ما عاد الجميع إلى بكين، متجاهلين مخاوفهم مع انهيار جدار برلين، وزوال الخطر الشيوعي. صارت الصين جزءاً من السوق العالمية، منخرطة في منظمة التجارة، مقترضة من البنك الدولي. الرئيس نيكولا ساركوزي الذي زار خلال عهده الصين وعقد اتفاقاً بثمانية مليارات دولار لبناء أربعة مراكز نووية عالية التقنية، اعتقد أنه سيبقى متقدماً في السباق. وهل على القوي أن يخشى من ضعيف قد يسبقه بعد خمسين عاماً. ألن يكون هو الأوفر حظاً بكل ما له من معرفة وتفوق، في البقاء في المقدمة؟ لعله الغرور، أو ثقة زائدة، جعلت الغرب كله يبقى حذراً، لكنه لا يقاوم الاستثمارات الكبرى التي فتحت أمامه في الصين.يقول جنرال سابق في الجيش الشعبي اسمه كولونيل ليو مينغ فو: «نحن تلامذة مجتهدون. نتعلم بسرعة. نستوحي ونجعل أكبر منافسينا شريكاً لنا، لنتعلم بأفضل الطرق».ما يقال بصوت مرتفع، كانت تخفيه الصين، وتقدم نفسها أمةً مهيضةً. لهذا يردد الأوروبيون بحسرة، وهم يتحدثون عن تجربتهم المريرة: «لقد خُدعنا».في خطاب له أمام طلاب جامعة بكين، قال الرئيس تشي جينبينغ: «إن دبلوماسية الصين تشبه (لعبة الغو)». هي أقدم لعبة عرفتها الصين. على عكس الشطرنج، لا تقوم على طرد العدو وقتله بالضربة القاضية. المطلوب محاصرة الخصم من الأطراف والتقدم تدريجياً وببطء إلى نقطة المركز. في هذه الأثناء، يكون اللاعب الماهر قادراً على احتلال مساحات وهو يتقدم بهدوء باتجاه الوسط. هذا يتطلب خطة مسبقة، ورؤية شمولية لرقعة اللعب، ثم التحلي بالصبر وإدارة الوقت للسيطرة، والوصول إلى الهدف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يرتفع مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية
الذهب يرتفع مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية

سرايا الإخبارية

timeمنذ 13 دقائق

  • سرايا الإخبارية

الذهب يرتفع مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية

سرايا - ارتفع الذهب اليوم قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية في وقت لاحق من اليوم، والتي قد تلقي مزيدا من الضوء على مسار أسعار الفائدة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 3346.94 دولار للأوقية (الأونصة).. واستقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب عند 3355.60 دولار. ويتحول تركيز المتعاملين الآن إلى بيانات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر يونيو الماضي المقرر صدورها اليوم. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 38.24 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.3 في المئة إلى 1368.30 دولار، وصعد البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1194.52 دولار.

الذهب يرتفع مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية
الذهب يرتفع مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية

هلا اخبار

timeمنذ 35 دقائق

  • هلا اخبار

الذهب يرتفع مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية

هلا أخبار – ارتفع الذهب اليوم قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية في وقت لاحق من اليوم، والتي قد تلقي مزيدا من الضوء على مسار أسعار الفائدة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 3346.94 دولار للأوقية (الأونصة).. واستقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب عند 3355.60 دولار. ويتحول تركيز المتعاملين الآن إلى بيانات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر يونيو الماضي المقرر صدورها اليوم. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 38.24 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.3 في المئة إلى 1368.30 دولار، وصعد البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1194.52 دولار.

"فوكسكون" تبدأ التجهيز لإنتاج آيفون 17 في الهند
"فوكسكون" تبدأ التجهيز لإنتاج آيفون 17 في الهند

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

"فوكسكون" تبدأ التجهيز لإنتاج آيفون 17 في الهند

أخبارنا : أفادت التقارير أن شركة فوكسكون في الهند بدأت الاختبارات الأولية لتصنيع هاتف آيفون 17، استعدادًا لبدء الإنتاج الضخم في سبتمبر. وفي وقت سابق، أفادت التقارير أن طرازات آيفون 17 قيد الاختبار والتطوير في شركة فوكسكون الهندية. أفادت تقارير أن شركة أبل بدأت استيراد مكونات آيفون 17 من الصين في يونيو. ويُقال إن ذلك تم تمهيدًا لبدء الإنتاج التجريبي الكامل، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business". وتشير التقارير إلى أن المكونات تشمل شاشة iPhone 17، والغطاء الزجاجي، ووحدات الكاميرا الخلفية، وحتى الهيكل الميكانيكي للجهاز. وبشكل عام، شكلت مكونات آيفون 17 حوالي 10% من طلبات "فوكسكون" من الصين في يونيو. أما الـ 90% المتبقية من المكونات، فقد ورد أنها مخصصة لهاتفي آيفون 14 آيفون 16. ومن المتوقع أن تبيع "أبل" عددًا كبيرًا من هذه الطرازات الشهر المقبل، وبما أن شهر أغسطس هو موسم الأعياد الرئيسي في الهند، فمن المتوقع ارتفاع المبيعات. العدد الصغير من المكونات لـ آيفون 17 على الرغم من أنه يلمح إلى أن هذا مجرد اختبار في الوقت الحالي. تزعم مصادر لم تسمها أن "فوكسكون" بدأ في تلقي المكونات في يونيو ، وقد يتم الإنتاج التجريبي في يوليو. يُقال إن الإنتاج الضخم سيبدأ الشهر المقبل، ومن المتوقع إطلاق سلسلة هواتف آيفون 17 رسميًا في سبتمبر. تشير التوقعات الحالية إلى أن يكون الإطلاق خلال الأسبوع الذي يبدأ في 8 سبتمبر. في الوقت نفسه، أفادت التقارير أن شركة فوكسكون تتطلع أيضًا إلى افتتاح مصنع في أوراجادام، تاميل نادو. ويُقال إن هذا المصنع سيُركز تحديدًا على إنتاج هياكل وأغطية هواتف آيفون. كما تُشير المصادر إلى أن المصنع الذي تبلغ تكلفته 2.6 مليار دولار في بنغالورو سيُركز على إنتاج هواتف آيفون 16 وiPhone 16e. إذا سارت الأمور بسلاسة، فمن المرجح أن نشهد إطلاق آيفون 17 من خطوط الإنتاج الهندية بعد فترة وجيزة من الكشف الرسمي عنه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store