logo
أول قمة أميركية - روسية منذ بداية الحرب: 1

أول قمة أميركية - روسية منذ بداية الحرب: 1

Independent عربيةمنذ 2 أيام
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم السبت إن أوكرانيا يجب أن تتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا لأن "روسيا قوة كبيرة جداً، والأوكرانيون ليسوا كذلك"، وذلك بعد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تثمر عن وقف لإطلاق النار.
وفي تحول كبير لموقفه، قال ترمب أيضاً إنه اتفق مع بوتين على ضرورة أن يستهدف المفاوضون مباشرة اتفاق سلام، وليس وقف إطلاق نار مثلما تطالب أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيسافر إلى واشنطن الإثنين لمناقشة الخطوات التالية، بينما رحب حلفاء كييف الأوروبيون بجهود ترمب، لكنهم تعهدوا بدعم أوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا، وحثوا الولايات المتحدة مجدداً على تقديم ضمانات أمنية لكييف.
واجتمع ترمب مع بوتين ثلاث ساعات تقريباً في ألاسكا أمس الجمعة، في أول قمة أميركية - روسية منذ أن شنت موسكو حربها الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وكتب ترمب على منصة "تروث سوشيال"، "خلص الجميع إلى أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هي الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان".
روسيا سترحب
وستحظى هذه الكلمات بالترحيب في موسكو، التي تقول إنها تريد تسوية كاملة - وليست هدنة - لكن هذا الحل سيواجه تعقيدات لأن المواقف "متعارضة تماماً".
وتحقق القوات الروسية تقدماً تدرجاً منذ أشهر. وتسببت الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاماً في مقتل أو إصابة أكثر من مليون شخص من الجانبين، بينهم آلاف المدنيين، معظمهم أوكرانيون بحسب محللين.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبل القمة قال ترمب إنه لن يكون سعيداً ما لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، لكنه بعد ذلك عقب حديثه مع زيلينسكي قال "إذا سار الأمر على ما يرام، سنحدد موعداً لاجتماع مع الرئيس بوتين".
وسيجتمع زيلينسكي مع ترمب الإثنين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، حيث وبخ الرئيس الأميركي ونائبه جي دي فانس الزعيم الأوكراني علناً في فبراير الماضي، واتهماه بنكران الجميل.
وقال زيلينسكي بعد اتصال مطول مع ترمب عقب قمة ألاسكا، إنه يدعم فكرة عقد اجتماع ثلاثي. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "تؤكد أوكرانيا من جديد استعدادها للعمل بأقصى جهد لتحقيق السلام".
لكن بوتين لم يشر إلى عقد اجتماع مع زيلينسكي عند حديثه للصحافيين. وقال مستشاره يوري أوشاكوف لوكالة "تاس" الروسية للأنباء، إنه لم تجر مناقشة القمة الثلاثية.
ضمانات أوكرانيا
وأشار ترامب في مقابلة مع شون هانيتي من شبكة "فوكس نيوز"، إلى أنه ناقش مع بوتين إمكان تبادل الأراضي وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وقال لهانيتي "أعتقد أن هذه نقاط تفاوضنا في شأنها وتوافقنا عليها إلى حد كبير". وأضاف "أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق. يجب أن توافق أوكرانيا على ذلك، ربما سيقولون لا".
وعندما سأله هانيتي حول ما سينصح به زيلينسكي، قال ترمب "يجب التوصل إلى اتفاق". وأضاف "انظر، روسيا قوة كبيرة جداً، وهم ليسوا كذلك".
وأكد زيلينسكي ضرورة الحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا تردع روسيا عن شن هجوم جديد في المستقبل. وقال إنه وترمب ناقشا "إشارات إيجابية من الجانب الأميركي" في شأن الاضطلاع بدور في هذا الصدد.
ولم يُشر بوتين إلى أي تغيير في المواقف التي تنتهجها روسيا منذ فترة طويلة إزاء الحرب، لكنه قال إنه يتفق مع ترمب على ضرورة "ضمان" أمن أوكرانيا.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي لم يتلق فيه هو ولا ترمب أية أسئلة "آمل أن يُمكّننا التفاهم الذي توصلنا إليه من الاقتراب من هذا الهدف وفتح الطريق أمام السلام في أوكرانيا". وأضاف "نتوقع من كييف والعواصم الأوروبية أن تنظر إلى كل هذا بنظرة بناءة، وألا تضع عقبات، وألا تحاول عرقلة التقدم المُحرز من خلال الاستفزاز أو المؤامرات الخفية".
وبالنسبة إلى بوتين، كان مجرد الجلوس مع الرئيس الأميركي انتصاراً. فقد ظل الرئيس الروسي منبوذاً من قادة الغرب منذ بداية الحرب، وقبل أسبوع واحد فقط واجه تهديداً بفرض عقوبات جديدة من ترمب.
النتيجة لصالح بوتين
تحدث ترمب أيضاً إلى قادة أوروبا بعد عودته إلى واشنطن، وشدد عدد منهم على ضرورة مواصلة الضغط على روسيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن إنهاء الحرب بات أقرب من أي وقت مضى، بفضل ترمب، لكنه أضاف "في غضون ذلك، وإلى أن يوقف بوتين اعتداءه الهمجي، سنواصل تضييق الخناق على آلته الحربية بمزيد من العقوبات".
وأفاد بيان صادر عن القادة الأوروبيين، بأن "أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية صارمة للدفاع بفاعلية عن سيادتها وسلامة أراضيها"، مضيفاً أنه لا ينبغي وضع أية قيود على قواتها المسلحة أو حقها في السعي للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهي مطالب ترفضها روسيا بقوة.
وكان لبعض السياسيين والمعلقين الأوروبيين آراء قوية. وكتب السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة فولفجانج إيشينجر على "إكس"، "حصل بوتين على معاملة السجادة الحمراء مع ترمب، بينما لم يحصل الأخير على شيء. كما كان يُخشى: لا وقف لإطلاق النار، ولا سلام".
وأضاف "لا تقدم حقيقياً، النتيجة 1- صفر بوضوح لصالح بوتين، لا عقوبات جديدة. بالنسبة إلى الأوكرانيين: لا شيء، بالنسبة إلى أوروبا: خيبة أمل كبيرة".
وكتب مؤرخ الحرب الباردة سيرغي رادشينكو "بوتين خصم عنيد، ونعم، فاز في هذه الجولة بشكل أساس لأنه حصل على شيء مقابل لا شيء. ومع ذلك، لم يبع ترمب أوكرانيا".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أولكسندر ميريجكو لـ"رويترز" إن ترمب يتبنى موقف بوتين باقتراحه التخلي عن وقف إطلاق النار، مضيفاً "للأسف اتخذ ترمب موقف فلاديمير بوتين".
موعدنا في موسكو
ونفذت كل من روسيا وأوكرانيا هجمات جوية خلال الليل، وهو أمر يومي في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، بينما قالت كييف إنه كان هناك 139 اشتباكاً على خط الجبهة خلال اليوم الماضي.
وقال ترمب لشبكة "فوكس" إنه سيؤجل الآن فرض رسوم جمركية على الصين بسبب شرائها النفط الروسي، لكنه قد يضطر إلى "التفكير في الأمر" في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وأنهى ترمب تصريحاته بعد القمة بقوله لبوتين "أود أن أشكركم جزيل الشكر، وسنتحدث إليكم قريباً جداً، وربما نراكم مجدداً قريباً جداً".
ورد بوتين باللغة الإنجليزية مبتسماً "المرة القادمة في موسكو". وقال ترمب إنه قد "يتعرض لبعض الانتقادات بسبب ذلك"، لكنه "ربما يرى حدوث ذلك".
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك الشرقية كشرط لإنهاء الحرب، لكنه أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب بإمكان تجميد بقية خط المواجهة إذا تمت الاستجابة لمطالبه الرئيسة.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مصادر مطلعة القول إن بوتين قدم هذا الطلب خلال اجتماعه مع ترمب في ولاية ألاسكا أمس الجمعة. وأضافت أن بوتين أعلن أنه سيجمد خطوط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين مقابل السيطرة على دونيتسك.
ولاحقا قال مصدر مطلع إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض تجميد القتال في مناطق أخرى إذا وافقت كييف على الانسحاب من منطقتي دونيتسك ولوجانسك الشرقيتين.
وأبلغ ترمب والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الرئيس الأوكراني بأن بوتين قال إنه لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل انسحاب أوكرانيا وتعهد بعدم شن أي عدوان جديد عليها في إطار هذا الترتيب.
ماكرون وستارمر وميرتس
ويعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، الأحد اجتماعاً عبر الفيديو مع "تحالف الراغبين" المؤيد لكييف، بهدف التحضير للمراحل التالية من محادثات السلام في شأن أوكرانيا، على ما أعلن قصر "الإليزيه" اليوم السبت.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم السبت، نقلاً عن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى أن قادة أوروبيين تلقوا دعوة لحضور اجتماع الإثنين مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، اليوم السبت، إن الغرب يجب أن يظل متحداً وهو يدخل لحظة حاسمة في ما يتعلق بمستقبل أوكرانيا وأمن الدول الأوروبية.
وكتب توسك على منصة "إكس"، قائلاً "لقد دخلت اللعبة المتعلقة بمستقبل أوكرانيا وأمن بولندا وأوروبا بأكملها مرحلة حاسمة". وأضاف "اليوم، بات واضحاً أكثر أن روسيا لا تحترم سوى القوي، وقد أثبت بوتين مجدداً أنه لاعب ماكر وشرس. لذلك فإن الحفاظ على وحدة الغرب بأكمله أمر في غاية الأهمية".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أجندات متباينة تطغى على لقاء ترمب مع زيلينسكي و"تحالف الراغبين"
أجندات متباينة تطغى على لقاء ترمب مع زيلينسكي و"تحالف الراغبين"

الشرق للأعمال

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق للأعمال

أجندات متباينة تطغى على لقاء ترمب مع زيلينسكي و"تحالف الراغبين"

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، الاثنين، قبيل محادثات مصيرية مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، حيث أعرب عن ثقته في الحصول على "ضمانات أمنية" أميركية مدعومة من القادة الأوروبيين، في حين شدد ترمب على أن "بإمكان زيلينسكي إنهاء الحرب الآن.. إذا أراد ذلك". زيلينسكي كتب عبر "تليغرام" بعد وصوله إلى العاصمة الأميركية: "أنا ممتن لرئيس الولايات المتحدة على الدعوة. نحن جميعاً نرغب في إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق". من المقرر أن يعقد الرئيسان اجتماعاً ثنائياً في المكتب البيضاوي، يليه لقاء موسع يضم القادة الأوروبيين. وأكد زيلينسكي أن "السلام يجب أن يكون دائماً"، مضيفاً: "نحن جميعاً نتشارك الرغبة القوية في إنهاء هذه الحرب سريعاً وبصورة موثوقة". وفي موقف أثار جدلاً، جدد ترمب رفضه لعودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، قائلاً: "لا عودة إلى الوراء" في هذا الملف، متهماً الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بأنه "منحها إلى روسيا قبل نحو 12 عاماً من دون إطلاق رصاصة واحدة". "تحالف الراغبين" وتحرك دولي لحفظ السلام سبق اللقاء المرتقب إعلان صادر عما يسمى "تحالف الراغبين"، أكد فيه استعداده لنشر قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا ضمن إطار الضمانات الأمنية المقدمة لكييف. وأفاد البيان أن هذه القوة ستساهم في تأمين المجالين الجوي والبحري الأوكرانيين بمجرد وقف إطلاق النار، ما يشكل خطوة أساسية نحو إبرام اتفاق سلام دائم. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح عقب الاجتماع بأن الهدف من لقاء ترمب وزيلينسكي هو "إظهار جبهة موحدة بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين"، محذّراً من أن "إظهار الضعف أمام روسيا اليوم، يمهد الطريق لصراعات مستقبلية". قلق أوروبي من توجهات ترمب تسود أوساط العواصم الأوروبية مخاوف من أن ينحاز ترمب إلى موسكو أو يمارس ضغوطاً على كييف لعقد صفقة قد تهدد وحدة الأراضي الأوكرانية. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أوروبيين أن الهدف هو الحؤول دون تقويض واشنطن للأمن الأوروبي، خاصةً في ضوء دورها المحوري ضمن حلف شمال الأطلسي منذ عام 1949. في اتصال هاتفي السبت، أبدى ترمب دعمه لفكرة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد الحرب، في تحوّل عن مواقفه السابقة التي كانت تدعو إلى تحميل أوروبا العبء الكامل. رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الأحد، أهمية احترام سيادة أوكرانيا وضمان أمنها، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة "وقف القتل"، داعية إلى محادثات ثلاثية "بأسرع وقت ممكن" بين رؤساء روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة. تحذيرات دبلوماسية ومساعٍ لتفادي سيناريو سابق وصف دبلوماسي أوروبي رفيع الأجواء بين الحلفاء الأوروبيين بـ"الذعر"، مشيراً إلى أن الاجتماع التحضيري قبل لقاء ترمب يُعد الأسرع منذ فترة ما قبل غزو العراق. ولفت إلى الخشية من تكرار مشهد فبراير الماضي، عندما وبّخ ترمب زيلينسكي في البيت الأبيض قائلاً: "أنت لا تملك الأوراق"، في إشارة إلى ضعف موقف أوكرانيا التفاوضي. ترمب كرر هذا الموقف، مساء الجمعة، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، قائلاً إن روسيا "أكثر قوة"، وإن على كييف تقديم تنازلات. ضمانات أمنية خارج إطار الناتو المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أكد في مقابلة مع "فوكس نيوز" أن الرئيسين الأميركي والروسي اتفقا في قمة ألاسكا على "ضمانات أمنية قوية"، قد تكون مشابهة للمادة الخامسة من معاهدة الناتو، لكنها ستُقدَّم بشكل مباشر من الولايات المتحدة ودول أوروبية، نظراً إلى أن أوكرانيا ليست عضواً في الحلف. وأوضح أن هذه الضمانات ستُناقش بشكل موسّع خلال اجتماع الاثنين في البيت الأبيض، بحضور زيلينسكي وقادة أوروبيين، سعياً لتشكيل "جبهة موحدة" في مواجهة التحديات. إمكانية عقد قمة ثلاثية كشف شخص مطلع في البيت الأبيض لصحيفة "نيويورك تايمز" عن احتمال عقد قمة ثلاثية تجمع ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي هذا الأسبوع، لكنه أشار إلى أن العمل على تفاصيل الضمانات الأمنية قد يستغرق وقتاً. في السياق نفسه، قال زيلينسكي من بروكسل، إلى جانب فون دير لاين، إن الدخول في مفاوضات مع موسكو "تحت ضغط السلاح" أمر مستحيل، مجدداً مطالبته بوقف شامل لإطلاق النار قبل أي حوار. وكان ترمب قد التقى بوتين، الجمعة، في ألاسكا، وتخلى بعد اللقاء عن مطلبه بوقف فوري لإطلاق النار، داعياً بدلاً من ذلك إلى اتفاق سلام نهائي. وأبلغ حلفاءه أن بوتين يشترط السيطرة الكاملة على إقليم دونباس، بما في ذلك مناطق لم تُسيطر عليها روسيا طوال سنوات القتال.

قمة ألاسكا.. المنتصر والخاسر والخاسر الأكبر
قمة ألاسكا.. المنتصر والخاسر والخاسر الأكبر

الأمناء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأمناء

قمة ألاسكا.. المنتصر والخاسر والخاسر الأكبر

سارعت وسائل إعلام غربية إلى استنتاجات وخلاصات من "قمة ألاسكا" التي جمعت يوم الجمعة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأجمعت معظم وسائل الإعلام هذه على إبراز الانتصار الساحق الذي حققه الرئيس الروسي من هذه القمة. وبالنسبة لوسائل الإعلام الغربية، فإنه أمكن للزعيم الروسي العودة إلى وطنه وهو يعلم أن دونالد ترامب قد منحه مكافأة دعائية، مشددة على أنه أفلت من العقاب مجددا، باعتباره مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، على خلفية ترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا، وهي مزاعم تنفيها موسكو، التي تعتبر مذكرة التوقيف "باطلة". وأكدت وسائل الإعلام الغربية على أن هناك منتصر واضح في ألاسكا ألا وهو فلاديمير بوتين، ومن ملاح هذا الانتصار: يومٌ تحت الأضواء العالمية مكانةٌ متساويةٌ مع زعيمٍ دولة عظمى حقيقي. استقبالٌ حافلٌ. الأهم من ذلك كله، أنه لا يحتاج إلى الموافقة على وقف إطلاق النار. يمكنه العودة إلى وطنه وهو يعلم أن دونالد ترامب قد منحه مكافأةً دعائية. وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الروسية ستتباهى لأسابيع قادمة، مستغلةً صور بوتين وهو يضحك في مقعد سيارة الرئاسية "كاديلاك وان" أو "السيارة الوحش". والأهم من ذلك أيضا، أن بوتين أفلت من العقاب مجددًا، الذي كان حتى قبل أسبوعين يواجه تهديد عقوباتٍ صارمةٍ وشيكةٍ كان من شأنها أن تُلحق الضرر باقتصاده من خلال استهداف صناعة النفط الحيوية. دونالد ترامب خاسرٌ واضح ألمحت وسائل الإعلام الغربية إلى أن ترامب، على ما يبدو هو الخاسر من هذا اللقاء إذ لم يحصل على أي مقابلٍ لبذله كل ما في وسعه للترحيب بالزعيم الروسي. فقد قال ترامب إنه لن يكون سعيدا إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار وفشلت في تأمينه. غير أن الرئيس الأميركي لن يرى الأمر بهذه الطريقة، فهو يتوق إلى الاهتمام واللحظات التلفزيونية المهمة، وقد حقق أمس ما يصبو إليه. الخاسر الأبرز بالنسبة لوسائل الإعلام الغربية فالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأوكرانيين الذين لم تتم دعوتهم خاسرون أيضا. هذا يعني أن القصف والهجمات بطائرات مسيرة مستمرة. سيموت الكثير منهم. اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي في أوكرانيا غضبًا مع ظهور الصور الاستثنائية من ألاسكا. هذا الصباح، نشر الفنان الأوكراني البارز نيكيتا تيتوف صورةً لافتةً تلخص النظرة العالمية التي يعتقد الكثيرون أنها ناشئة من ألاسكا. المطرقة والمنجل الشيوعيان، ولكن مع استبدال ربطة العنق الحمراء التي يشتهر بها دونالد ترامب بالمطرقة. لو كان ترامب صادقًا في رغبته في إنهاء القتل، لكان قد لجأ إلى وسائل أكثر فعالية بكثير من مؤتمرات القمة غير الحاسمة. إن فرض عقوبات ثانوية على صناعة النفط الروسية وأولئك الذين يتعاملون فيها سيكون أمراً يتعين على بوتين أن يفكر فيه.

"الضمانات الأمنية" تتصدر أولويات زيلينسكي في لقاء ترمب وسط مخاوف أوروبية
"الضمانات الأمنية" تتصدر أولويات زيلينسكي في لقاء ترمب وسط مخاوف أوروبية

الشرق السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق السعودية

"الضمانات الأمنية" تتصدر أولويات زيلينسكي في لقاء ترمب وسط مخاوف أوروبية

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وصل واشنطن، الاثنين، قبيل محادثات حاسمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، عن ثقته في حصول أوكرانيا على "ضمانات أمنية" أميركية، بدعم من قادة الدول الأوروبية، فيما شدد ترمب على أنه بإمكان الرئيس الأوكراني "إنهاء الحرب الآن.. إذا أراد ذلك". وكتب زيلينسكي على تليجرام، بعد وصوله إلى واشنطن "أنا ممتن لرئيس الولايات المتحدة على الدعوة. نحن جميعاً نريد على حد سواء إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق". وسيلتقي زيلينسكي بترمب لإجراء محادثات ثنائية في المكتب البيضاوي، قبل أن يجتمع ترمب مع القادة الأوروبيين، الاثنين. وأضاف زيلينسكي: "نحن جميعاً نتشارك رغبة قوية في إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق. ويجب أن يكون السلام دائماً". وكان الرئيس الأميركي استبعد استرجاع أوكرانيا لشبه جزيرة القرم التي تسيطر روسيا عليها، إذ اعتبر ترمب أنه "لا عودة للخلف" بشأن مسألة شبه جزيرة القرم، متهماً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بـ"منحها إلى روسيا قبل نحو 12 عاماً من دون إطلاق رصاصة واحدة". قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام وفي وقت سابق، الأحد، قال بيان صادر عن اجتماع مجموعة من قادة "تحالف الراغبين" بشأن أوكرانيا، إن التحالف سيؤدي دوراً في الضمانات الأمنية المقدمة لكييف من خلال "قوة متعددة الجنسيات"، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى إنهاء حرب أوكرانيا وإبرام اتفاق سلام دائم، قبيل لقاء الرئيس الأميركي الاثنين في واشنطن. وأضاف البيان، أن القادة أكدوا دعمهم المستمر لأوكرانيا، وأشادوا برغبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تحقيق سلام عادل ودائم، وأشاروا إلى استعداد التحالف لنشر "قوة لحفظ السلام" فور وقف القتال للمساعدة على تأمين المجال الجوي الأوكراني وحدودها البحرية. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الاجتماع، إن الهدف من المحادثات المقررة الاثنين في واشنطن، بين ترمب وزيلينسكي هو "إظهار جبهة موحدة بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين". وأضاف: "إذا أظهرنا ضعفاً اليوم أمام روسيا، فإننا نمهد الطريق لصراعات في المستقبل". وبحسب معظم التقديرات، يريد المسؤولون الأوروبيون التأكد من أن "ترمب لن ينحاز أكثر من اللازم إلى الجانب الروسي"، و"ألا يحاول الضغط على زيلينسكي لعقد صفقة ستزرع في النهاية بذور تفكك أوكرانيا". كما أنهم يسعون إلى منع الولايات المتحدة من "تقويض الأمن الأوروبي"، إذ كانت واشنطن ركيزته منذ تأسيس الناتو في عام 1949، بحسب "واشنطن بوست". وفي مكالمة مع زيلينسكي، السبت، عرض ترمب دعماً لضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا بعد الحرب، وهو تحول عن موقفه السابق الذي قال فيه إنه على أوروبا أن تتحمل عبء حماية البلاد، رغم أن التفاصيل لم تكن واضحة. وفي مؤتمر صحافي الأحد في بروكسل، شددت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على أهمية الضمانات الأمنية لأوكرانيا واحترام أراضيها. لكنها قالت أيضاً إن الأهم هو "إيقاف القتل"، وحثّت على إجراء محادثات بين رؤساء روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة "في أسرع وقت ممكن". مخاوف أوروبية وقال دبلوماسي أوروبي رفيع، لـ"واشنطن بوست"، إن "هناك شعوراً بالذعر بين الحلفاء الأوروبيين"، مشيراً إلى أنه لم يشهد اجتماعاً يتشكل بهذه السرعة منذ ما قبل حرب العراق، في إشارة إلى الاجتماع الذي جمع زيلينسكي بالقادة الأوروبيين قبل لقاء ترمب المرتقب. وكان الهاجس الأكبر، بحسب الدبلوماسي، هو تجنب مشهد مشابه لذلك الذي وقع في فبراير الماضي، عندما التقى زيلينسكي بترمب أمام الكاميرات في البيت الأبيض، حيث وبّخ ترمب الرئيس الأوكراني قائلاً: "أنت لا تملك الأوراق" في الحرب، في إشارة إلى أنه على دولة ضعيفة أن تخضع لمطالب دولة أقوى. وكرر الرئيس الأميركي تلك التصريحات، مساء الجمعة، حين قال في مقابلة مع "فوكس نيوز"، إنه على أوكرانيا أن تدرك أن روسيا دولة "أكثر قوة"، وأن هذه القوة تعني أنه على زيلينسكي تقديم تنازلات. وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، شدد، الأحد، على أن القادة الأوروبيين سيحضرون إلى واشنطن بدعوة من إدارة ترمب، في إطار التنسيق بشأن جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً في تصريحات لبرنامج Face The Nation على شبكة CBS: "إنهم لا يأتون هنا ليمنعوا زيلينسكي من التعرض للتنمر"، "إنهم يأتون لأننا كنا نعمل مع الأوروبيين"، مشيراً إلى سلسلة اجتماعات سابقة ولاحقة لقمة ألاسكا مع بوتين. وقال المسؤولون الأوروبيون، السبت، إن ترمب أعطى زيلينسكي "الحرية" في إحضار أي ضيوف للاجتماع، ثم وجّه البيت الأبيض دعوات لعدد من القادة الأوروبيين. وعندما يجتمع المسؤولون الأوروبيون والأميركيون في البيت الأبيض الاثنين، سيكون أمامهم ما هو أكثر من مجرد الحدود لمناقشته. فالأوروبيون بحاجة إلى إيجاد وسيلة لإقناع ترمب بتقديم ضمانات أمنية ملموسة لأوكرانيا، قد تشمل "قوة حفظ سلام تردع بوتين" عن استئناف الحرب بعد سنوات قليلة. وفي محادثته مع القادة الأوروبيين بعد قمة بوتين، ألمح ترمب للمرة الأولى إلى أنه قد يكون مستعداً للمشاركة في هذا الجهد، رغم أن الافتراض هو أن مساهمة الولايات المتحدة ستكون بالمعلومات الاستخباراتية لا بالجنود. وفي لندن، الأحد، وبعد اجتماع افتراضي لما يُعرف بـ "تحالف الراغبين"، وهو تعبير استُخدم في حربي العراق وأفغانستان، أصدر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بياناً أشاد فيه بالتزام ترمب بـ"توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا". وبدا أن صياغة البيان تهدف إلى إلزامه بهذا المسار. وجدد البيان التأكيد على أن بريطانيا ودولاً أوروبية أخرى مستعدة لـ"نشر قوة طمأنة فور توقف الأعمال العدائية، والمساعدة في تأمين أجواء أوكرانيا وبحارها وإعادة بناء قواتها المسلحة". ضمانات أمنية قوية وفي وقت سابق الأحد، قال المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إن الرئيس الأميركي والرئيس الروسي اتفقا على "ضمانات أمنية قوية" خلال قمتهما في ألاسكا، الأسبوع الماضي. وقال ويتكوف في مقابلة مع قناة Fox News: "الولايات المتحدة مستعدة من حيث المبدأ لتقديم ضمانات أمنية شبيهة بالمادة الخامسة، لكن ليس من خلال الناتو، بل مباشرة من الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى"، في إشارة إلى البند الخامس من بيان تأسيس الناتو. وبموجب المادة الخامسة من معاهدة الناتو، فإنه إذا تعرضت أي دولة عضو لهجوم، فإن جميع الأعضاء يعتبرون هذا الهجوم اعتداءً على الجميع ويتخذون الإجراءات التي يرونها ضرورية. وأوكرانيا ليست عضواً في الناتو، لكنها سعت للحصول على دعم من الحلفاء منذ أن شنت روسيا هجومها في عام 2022. وقال ويتكوف، إن صفقة الضمانات الأمنية ستُناقش بشكل أوسع بين الولايات المتحدة وزيلينسكي والحلفاء الأوروبيين خلال اجتماع بعد ظهر الاثنين في واشنطن، حيث سينضم القادة الأوروبيون لإظهار "جبهة موحدة" ومساعدة زيلينسكي على اجتياز اجتماع يُتوقع أن يكون "عالي المخاطر وربما عاطفياً"، قد يتوقف عليه مستقبل أوكرانيا. اجتماع ترمب وبوتين وزيلينسكي وعلى نحو منفصل، تأمل الولايات المتحدة أن يُعقد اجتماع ثلاثي يجمع ترمب وبوتين وزيلينسكي هذا الأسبوع، حسبما أكد مسؤول في البيت الأبيض لصحيفة "نيويورك تايمز". لكن المسؤول حذر من أن البيت الأبيض لا يتوقع بالضرورة أن يسفر اجتماع الاثنين عن ذلك. وأوضح المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم كشف اسمه لمناقشة التخطيط الداخلي، أن العمل على تفاصيل تنفيذ الضمانات الأمنية قد يستغرق وقتاً طويلاً، وهو ما قد يسمح لبوتين بمواصلة حربه بينما يجري استكمال التفاصيل. من جانبه، قال زيلينسكي، متحدثاً إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في بروكسل، الأحد، إنه من المستحيل الدخول في مفاوضات مع موسكو "تحت ضغط السلاح"، مؤكداً كما في السابق أن وقفاً كاملاً لإطلاق النار يجب أن يكون قائماً قبل أي محادثات. وكان ترمب قد التقى بوتين في ألاسكا، الجمعة، وبعد ذلك أسقط مطلبه بالوقف الفوري لإطلاق النار، داعياً بدلاً من ذلك إلى إبرام اتفاق سلام نهائي. كما أبلغ ترمب حلفاءه أن بوتين يريد السيطرة على كامل إقليم دونباس شرق أوكرانيا كشرط لإنهاء الحرب، بما في ذلك مناطق لم تتمكن القوات الروسية من الاستيلاء عليها طوال سنوات القتال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store