logo
رأفةً بالسلاح: فوحده يجلب الأموال ويؤمن الإعمار ويضع لبنان على الخارطة

رأفةً بالسلاح: فوحده يجلب الأموال ويؤمن الإعمار ويضع لبنان على الخارطة

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
تنشد الجماعات الإنسانية وكذا الشركات والعائلات والأفراد المكانة والتميز.
لتحقيقها تتعرف على ميزاتها وخاصياتها وعناصر قوتها وما تملك من قدرات وبيئات لبلوغ مكانتها.
ولبنان لديه الكثير من الميزات، واللبنانيون حيث ذهبوا وحلوا فاعلون مميزون منذ أزمنه غابرة.
وقد توفرت بيئات وظروف وفرَّت للبنان مكانة فتنمية واستقرار، كانت بغالبيتها خارجية وطارئة.
فاحتلال فلسطين هجر الرأسمالية الفلسطينية، وكانت قوية وخبيرة وفاعلة، فوفرت شروطاً لتمكن لبنان. ثم جاءت حرب الـ،٦٧ وإقفال قناة السويس، وفرض الحصار على ميناء حيفا، فشهد لبنان مرحلة ازدهار، وشكَّل بوابة الترانزيت والتجارة المثلثة، ونما القطاع المالي والمصرفي والتجاري والوكالات.
أدت إجراءات التأميم في مصر وسورية والعراق إلى رفد السوق اللبنانية بكتلة مالية، وبرأسماليين هاربين توطنوا فيه. وأصبح قبلة التجارة والسياحة، وجامعة ومشفى العرب، وجريدتهم، وفسحتهم للتنزه وقضاء أيام ممتعة.
اللبنانيون من أكثر شعوب العالم شغفاً بالعلم والتحصيل، ولعبت التبشيريات دوراً في تأهيله مدرسة وجامعة ومطبعة العرب، وأكثروا من المعاهد والكليات المتخصصة بفروع الاقتصاد وإدارة الثروات، والإمكانات، والأزمات، فصدَّر لبنان عدداً وافراً من أبنائه الخبراء والقادرون، وقد برزوا عالمياً في تلك التخصصات.
لأسبابهم وثقافتهم، وبنية نظامهم المتخلف، ودستورهم الأشد عنصرية، ولطبقتهم ومنظومتهم السياسية، وبالأصل لطابع الاقتصاد الليبرالي الخدمي، خالفوا ما تعلموه وما درَسوه ودرَّسوه، وساقوا البلاد إلى حربٍ أهلية، ومحنةٍ وطنية مديدة فتَكَت بالكثير مما تحقق لهم في مراحل العز.
والحرب فرَّخت حروباً، 'الكل ضد الكل' فهجرَّت نخبتهم والمتعلمين والأنتليجنسيا الانتاجية والفاعلة.
فتجذرت أزماتهم البنيوية، وتسلطت عليهم منظومة 'مافياوية، لصوصية، نهابة'، كما وصفتها الصحافة العالمية، نهبت الثروات والواردات والودائع وأموال البلديات والنقابات والمتقاعدين.
بل الأخطر فوتت على لبنان فرص الاستفادة من ظروف عربية، أدَّت بدورها إلى هجرة مئات مليارات الدولارات للقطاع المصرفي اللبناني، نُهِبت وبُدِدت ومنها السورية والليبية والعراقية واليمنية والمغتربين.
على عكس ما تعلَّموه وعلِموه، دمروا كل وأي من الخاصيات وعناصر القوة والمميزات!
بحرهم وساحلهم بمميزاته النوعية، وكان غابة من الأعشاب البحرية، والآثار التاريخية، دُمِر بفعل فاعلٍ أحمق، فتحول إلى مكبات نفايات، ومصب مجارير، بلا الثروة السمكية والبحرية!
جبلهم؛ من الأجمل في العالم، ومناخهم من الأروع، ففتكوا به وحولوا الغابات والغطاء الأخضر إلى غابات من الاسمنت والعشوائية!
سهولهم؛ التي مولَّت روما، تحولت إلى مكبات أو غابات باطون، وأُفسِدت تربتها، وحُرِمت من المياه.
بلد يعوم على المياه، ولديه أكثر الأنهار نسبة للمساحة وعدد السكان، وهطولاته المطرية فائضة ونوعية، يعطش شعبه، ويدفع ثلاث فواتير لمياه الشرب والاستخدام، وقد احتكرت مياه الشرب وتباع بأغلى من النفط!
موقعه الجغرافي والجيبولوتيكي حاكم، وهدف للقوى الاقتصادية الصاعدة، ولا من يستفيد، بالعكس التفريط والتخريب هي القاعدة!
مرافئه محط الأنظار منذ بدء التاريخ، وكانت منصة التجارة العالمية من أيام الفراعنة والفينيقيين، صارت دماراً وخراباً!
تنوعه الإنساني والثقافي ثروة جعلته منارة الشرق على مدى العصور، حوله الساسة والمهووسين بالتوريث والمحاصصة إلى بيئات مغلقه عنصرية ومحتربة!
ومازالوا يعملون على نقيض ما تعلَّموا وعلِموا، وما كان عليه الأجداد الفاعلون منشئي الحضارات وعلوم التجارة والتسويق والزراعة والتصنيع.
نموذج يجب أن يدَّرس في العلوم الاقتصادية والتجارية، وفي الأزمات وإدارتها لزيادتها وتعميقها، و'الحبل على الجرار'.
ما تقدم لنصل إلى بيت القصيد:
السلاح المذموم والمتهم، والجارية حملات لتصفيته وتبديده، وإلغاء دوره المحوري في إخراج لبنان من أزماته.
السلاح بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت ورجاله هو وهم من أعزوا لبنان، ووضعوه على الخرائط، واستوجب واستدرج أنهر من الأموال وعشرات مليارات الدولارات الريعية. ما أَمنَّ الاستقرار الاجتماعي، ووفر السلم الأهلي، وحمى الميثاقية، وأمنَّ فرص استمرار المنظومة ونهبها وثرائها الفاحش.
دفعت إيران أكثر من سبعين مليار دولار بحسب الأنباء المتداولة.
دفعت السعودية بحسب إعلانات بن سلمان ٣٠ مليار دولار.
دفعت أمريكا بحسب تصريحات سفيرها السابق ١٠ مليار دولار.
ناهيك عن مؤتمرات باريس وأصدقاء لبنان وأموال الـNGOs ووكالة التنمية الدولية، وقطر والإمارات والعراق ….
في الدبلوماسية والسياسة أَلزم السلاح الدول كبيرها وصغيرها، وبأعلى مستويات حكامها باحترام لبنان، ووضعه على خارطة السياسة والدبلوماسية، وألزمهم بزياراته. فكل زيارة لوزير خارجية أو مبعوث للمنطقة كان يبدأ رحلته من لبنان أو يختمها فيه. واستوجب تحرير عام 2000 قمةً عربية وقمة فرنكوفونية، عدا عن عشرات المؤتمرات وزيارات الوفد والمسؤولين الكبار، وكل ذلك بفضل السلاح ورجاله ودوره.
قبل أن يقول قائل أننا نزيد في قيمة ودور السلاح، نسأله منذ تسلَّم العهد كم من مسؤول زار لبنان؟ كم من مؤتمر أو وفد قصده؟ كم رئيس دولة اتصل؟…
ولولا أن فخامة الرئيس شاب ونشط وساع لاستحضار لبنان بزيارته، لكان ربما لم يذكر في نشرات الأخبار والتغطيات.
أما بعد؛ وبدلالات قاتلة عن قصور الوعي والتفكير وتجاهل الجاري نسأل؛
ماذا يبقى للبنان من مبرر وجود الكيان، أو أي دور يُذكر، إذا سُحِب السلاح وجرِّد لبنان من آخر عناصر قوته وتميزه واستحضاره على الطاولات؟؟؟
إذا استقر الجولاني في سورية، واستثمرت الإمارات مرفأ طرطوس، وتم التتبيع، ماذا يفيد مرفأ بيروت المدمر ومرافئ طرابلس وصور وصيدا المعطلة؟؟ فالتجارة ستكون بين طرطوس وحيفا!
ماذا عن القطاع المصرفي المأزوم والقاصر والمتهم في لبنان والخارج، وأقيمت في وجهه عشرات الدعاوي في العالم؟!
ماذا عن التجارة المثلثة والوكالات؟!
ماذا عن السياحة الأغلى في العالم والأكثر تخلفاً؟!
ماذا عن حماية الميثاقية، والصيغة والتنوع، والسواطير والسيوف تشحذ وتنتظر فرصتها؟!
ماذا عن الكيان وبقائه، والنظام وقدرته على الاستمرار، مع وقف الهبات والمساعدات والإنفاق السياسي، وتجاهل حاجات وحالة لبنان لإدارة وتأمين دولته، وتغطية نفقات جيشه ومؤسسته الضامنة للسلم والاستقرار؟!
هل يأمل أحد بأن دولاراً واحداً سيأتي هبة للبنان، أو للتمويل السياسي وإعادة البناء، إذا انتفت وظيفة السلاح، وسُلِّم ودُمِر بأوامر من المندوب السامي؟!
ليدلنا أحدكم بحق الله ماذا سيكون دور ووظيفة لبنان؟ ومن سيتعامل معه باعتبار ويحسب له حساب؟ ولماذا ولأية أهداف؟
لبنان بلا السلاح ورجاله كـ 'عرس بلا عريس'
تنبهوا واستفيقوا من أفكاركم المتقادمة، وتحرروا من عنصريتكم القاتلة.
فإن أحببتم لبنان، ورغبتم ببقائه وتمويله، فأحبوا السلاح ورجاله.
السلاح حررنا مرات، وحقق انتصارات، وأَمنَّ الصيغة والميثاقية، وجلب الأموال، وحقق الكرامة والسيادة، واستحضر لبنان لاعباً حيوياً ومؤثراً.
بلا السلاح يُعدُّ للبنان وسورية أن يعودوا ولايات تركية.
من لا يصدق ليقرأ تغريدة 'مبعوث ترامب لسورية' عند استقباله للجولاني في تركيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس اليمني: روسيا ترفض تزويدنا بالدفاعات الجوية لهذا السبب
الرئيس اليمني: روسيا ترفض تزويدنا بالدفاعات الجوية لهذا السبب

يمن مونيتور

timeمنذ 2 ساعات

  • يمن مونيتور

الرئيس اليمني: روسيا ترفض تزويدنا بالدفاعات الجوية لهذا السبب

يمن مونيتور/ قسم الأخبار كشف رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي أن وضع اليمن تحت البند السابع للأمم المتحدة يشكل عقبة أمام حصوله على أنظمة دفاع جوي روسية، رغم تأكيده دعم موسكو للشرعية اليمنية وقرارات مجلس الأمن.' ونفى العليمي وجود أي دعم عسكري روسي للحوثيين، معربًا عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة للشرعية وقرار مجلس الأمن 2216، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن بقاء اليمن تحت طائلة البند السابع يحول دون حصوله على أنظمة دفاع جوي روسية لحماية منشآته الحيوية. وقال العليمي، إن الحل السياسي يبقى المسار الأمثل لإنهاء الحرب رغم رفض جماعة الحوثيين المتواصل لكل بادرات السلام، متهمًا إياهم بممارسة سلوك عنصري وطائفي مناقض لقيم الدولة المدنية. وأوضح العليمي في حوار مع قناة 'RT' الروسية أن خارطة الطريق السعودية كانت آخر المقترحات التي وافقت عليها الحكومة الشرعية، لكن الحوثيين واصلوا هجماتهم على المنشآت النفطية والمناطق المدنية وتهديد الملاحة الدولية. كما كشف رئيس المجلس عن تفاصيل مؤلمة لاحتجاز الحوثيين ثلاث طائرات تقل حجاجًا يمنيين في مطار صنعاء ورفضهم إخلاءها رغم التهديدات، ما أدى إلى تدميرها لاحقًا، وتطرق إلى حادثة الطائرة الرابعة التي دمرت مؤخرًا، موضحًا أن الحكومة عرضت نقل الحجاج من جدة إلى عدن إلا أن الحوثيين رفضوا كافة المقترحات وأصروا على هبوط الطائرة في صنعاء، مهددين بقصف مطارات عدن وحضرموت وشبوة والمخا إذا لم تستجب الحكومة لمطلبهم. وأضاف العليمي أن المجلس اضطر للسماح بعودة الطائرة إلى صنعاء حفاظًا على الأرواح وتجنبًا لتصعيد الحرب، لتدمرها غارات إسرائيلية بعد يومين فقط. وشدد على تمثيل مجلس القيادة لكافة الأطياف السياسية والجغرافية في اليمن، مؤكدًا أن أي تسوية سياسية مستقبلية يجب أن تعكس تطلعات الشعب اليمني، بما فيها القضية الجنوبية عبر حوار سلمي. وختم بالقول إن الحوثيين لن يخضعوا للسلام إلا تحت ضغط القوة، واصفًا سلوكهم بالمماثل لتنظيمي القاعدة وداعش، وداعيًا المجتمع الدولي لتبني موقف أكثر حزمًا تجاههم. مقالات ذات صلة

رأفةً بالسلاح: فوحده يجلب الأموال ويؤمن الإعمار ويضع لبنان على الخارطة
رأفةً بالسلاح: فوحده يجلب الأموال ويؤمن الإعمار ويضع لبنان على الخارطة

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 2 أيام

  • وكالة الصحافة اليمنية

رأفةً بالسلاح: فوحده يجلب الأموال ويؤمن الإعمار ويضع لبنان على الخارطة

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية// تنشد الجماعات الإنسانية وكذا الشركات والعائلات والأفراد المكانة والتميز. لتحقيقها تتعرف على ميزاتها وخاصياتها وعناصر قوتها وما تملك من قدرات وبيئات لبلوغ مكانتها. ولبنان لديه الكثير من الميزات، واللبنانيون حيث ذهبوا وحلوا فاعلون مميزون منذ أزمنه غابرة. وقد توفرت بيئات وظروف وفرَّت للبنان مكانة فتنمية واستقرار، كانت بغالبيتها خارجية وطارئة. فاحتلال فلسطين هجر الرأسمالية الفلسطينية، وكانت قوية وخبيرة وفاعلة، فوفرت شروطاً لتمكن لبنان. ثم جاءت حرب الـ،٦٧ وإقفال قناة السويس، وفرض الحصار على ميناء حيفا، فشهد لبنان مرحلة ازدهار، وشكَّل بوابة الترانزيت والتجارة المثلثة، ونما القطاع المالي والمصرفي والتجاري والوكالات. أدت إجراءات التأميم في مصر وسورية والعراق إلى رفد السوق اللبنانية بكتلة مالية، وبرأسماليين هاربين توطنوا فيه. وأصبح قبلة التجارة والسياحة، وجامعة ومشفى العرب، وجريدتهم، وفسحتهم للتنزه وقضاء أيام ممتعة. اللبنانيون من أكثر شعوب العالم شغفاً بالعلم والتحصيل، ولعبت التبشيريات دوراً في تأهيله مدرسة وجامعة ومطبعة العرب، وأكثروا من المعاهد والكليات المتخصصة بفروع الاقتصاد وإدارة الثروات، والإمكانات، والأزمات، فصدَّر لبنان عدداً وافراً من أبنائه الخبراء والقادرون، وقد برزوا عالمياً في تلك التخصصات. لأسبابهم وثقافتهم، وبنية نظامهم المتخلف، ودستورهم الأشد عنصرية، ولطبقتهم ومنظومتهم السياسية، وبالأصل لطابع الاقتصاد الليبرالي الخدمي، خالفوا ما تعلموه وما درَسوه ودرَّسوه، وساقوا البلاد إلى حربٍ أهلية، ومحنةٍ وطنية مديدة فتَكَت بالكثير مما تحقق لهم في مراحل العز. والحرب فرَّخت حروباً، 'الكل ضد الكل' فهجرَّت نخبتهم والمتعلمين والأنتليجنسيا الانتاجية والفاعلة. فتجذرت أزماتهم البنيوية، وتسلطت عليهم منظومة 'مافياوية، لصوصية، نهابة'، كما وصفتها الصحافة العالمية، نهبت الثروات والواردات والودائع وأموال البلديات والنقابات والمتقاعدين. بل الأخطر فوتت على لبنان فرص الاستفادة من ظروف عربية، أدَّت بدورها إلى هجرة مئات مليارات الدولارات للقطاع المصرفي اللبناني، نُهِبت وبُدِدت ومنها السورية والليبية والعراقية واليمنية والمغتربين. على عكس ما تعلَّموه وعلِموه، دمروا كل وأي من الخاصيات وعناصر القوة والمميزات! بحرهم وساحلهم بمميزاته النوعية، وكان غابة من الأعشاب البحرية، والآثار التاريخية، دُمِر بفعل فاعلٍ أحمق، فتحول إلى مكبات نفايات، ومصب مجارير، بلا الثروة السمكية والبحرية! جبلهم؛ من الأجمل في العالم، ومناخهم من الأروع، ففتكوا به وحولوا الغابات والغطاء الأخضر إلى غابات من الاسمنت والعشوائية! سهولهم؛ التي مولَّت روما، تحولت إلى مكبات أو غابات باطون، وأُفسِدت تربتها، وحُرِمت من المياه. بلد يعوم على المياه، ولديه أكثر الأنهار نسبة للمساحة وعدد السكان، وهطولاته المطرية فائضة ونوعية، يعطش شعبه، ويدفع ثلاث فواتير لمياه الشرب والاستخدام، وقد احتكرت مياه الشرب وتباع بأغلى من النفط! موقعه الجغرافي والجيبولوتيكي حاكم، وهدف للقوى الاقتصادية الصاعدة، ولا من يستفيد، بالعكس التفريط والتخريب هي القاعدة! مرافئه محط الأنظار منذ بدء التاريخ، وكانت منصة التجارة العالمية من أيام الفراعنة والفينيقيين، صارت دماراً وخراباً! تنوعه الإنساني والثقافي ثروة جعلته منارة الشرق على مدى العصور، حوله الساسة والمهووسين بالتوريث والمحاصصة إلى بيئات مغلقه عنصرية ومحتربة! ومازالوا يعملون على نقيض ما تعلَّموا وعلِموا، وما كان عليه الأجداد الفاعلون منشئي الحضارات وعلوم التجارة والتسويق والزراعة والتصنيع. نموذج يجب أن يدَّرس في العلوم الاقتصادية والتجارية، وفي الأزمات وإدارتها لزيادتها وتعميقها، و'الحبل على الجرار'. ما تقدم لنصل إلى بيت القصيد: السلاح المذموم والمتهم، والجارية حملات لتصفيته وتبديده، وإلغاء دوره المحوري في إخراج لبنان من أزماته. السلاح بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت ورجاله هو وهم من أعزوا لبنان، ووضعوه على الخرائط، واستوجب واستدرج أنهر من الأموال وعشرات مليارات الدولارات الريعية. ما أَمنَّ الاستقرار الاجتماعي، ووفر السلم الأهلي، وحمى الميثاقية، وأمنَّ فرص استمرار المنظومة ونهبها وثرائها الفاحش. دفعت إيران أكثر من سبعين مليار دولار بحسب الأنباء المتداولة. دفعت السعودية بحسب إعلانات بن سلمان ٣٠ مليار دولار. دفعت أمريكا بحسب تصريحات سفيرها السابق ١٠ مليار دولار. ناهيك عن مؤتمرات باريس وأصدقاء لبنان وأموال الـNGOs ووكالة التنمية الدولية، وقطر والإمارات والعراق …. في الدبلوماسية والسياسة أَلزم السلاح الدول كبيرها وصغيرها، وبأعلى مستويات حكامها باحترام لبنان، ووضعه على خارطة السياسة والدبلوماسية، وألزمهم بزياراته. فكل زيارة لوزير خارجية أو مبعوث للمنطقة كان يبدأ رحلته من لبنان أو يختمها فيه. واستوجب تحرير عام 2000 قمةً عربية وقمة فرنكوفونية، عدا عن عشرات المؤتمرات وزيارات الوفد والمسؤولين الكبار، وكل ذلك بفضل السلاح ورجاله ودوره. قبل أن يقول قائل أننا نزيد في قيمة ودور السلاح، نسأله منذ تسلَّم العهد كم من مسؤول زار لبنان؟ كم من مؤتمر أو وفد قصده؟ كم رئيس دولة اتصل؟… ولولا أن فخامة الرئيس شاب ونشط وساع لاستحضار لبنان بزيارته، لكان ربما لم يذكر في نشرات الأخبار والتغطيات. أما بعد؛ وبدلالات قاتلة عن قصور الوعي والتفكير وتجاهل الجاري نسأل؛ ماذا يبقى للبنان من مبرر وجود الكيان، أو أي دور يُذكر، إذا سُحِب السلاح وجرِّد لبنان من آخر عناصر قوته وتميزه واستحضاره على الطاولات؟؟؟ إذا استقر الجولاني في سورية، واستثمرت الإمارات مرفأ طرطوس، وتم التتبيع، ماذا يفيد مرفأ بيروت المدمر ومرافئ طرابلس وصور وصيدا المعطلة؟؟ فالتجارة ستكون بين طرطوس وحيفا! ماذا عن القطاع المصرفي المأزوم والقاصر والمتهم في لبنان والخارج، وأقيمت في وجهه عشرات الدعاوي في العالم؟! ماذا عن التجارة المثلثة والوكالات؟! ماذا عن السياحة الأغلى في العالم والأكثر تخلفاً؟! ماذا عن حماية الميثاقية، والصيغة والتنوع، والسواطير والسيوف تشحذ وتنتظر فرصتها؟! ماذا عن الكيان وبقائه، والنظام وقدرته على الاستمرار، مع وقف الهبات والمساعدات والإنفاق السياسي، وتجاهل حاجات وحالة لبنان لإدارة وتأمين دولته، وتغطية نفقات جيشه ومؤسسته الضامنة للسلم والاستقرار؟! هل يأمل أحد بأن دولاراً واحداً سيأتي هبة للبنان، أو للتمويل السياسي وإعادة البناء، إذا انتفت وظيفة السلاح، وسُلِّم ودُمِر بأوامر من المندوب السامي؟! ليدلنا أحدكم بحق الله ماذا سيكون دور ووظيفة لبنان؟ ومن سيتعامل معه باعتبار ويحسب له حساب؟ ولماذا ولأية أهداف؟ لبنان بلا السلاح ورجاله كـ 'عرس بلا عريس' تنبهوا واستفيقوا من أفكاركم المتقادمة، وتحرروا من عنصريتكم القاتلة. فإن أحببتم لبنان، ورغبتم ببقائه وتمويله، فأحبوا السلاح ورجاله. السلاح حررنا مرات، وحقق انتصارات، وأَمنَّ الصيغة والميثاقية، وجلب الأموال، وحقق الكرامة والسيادة، واستحضر لبنان لاعباً حيوياً ومؤثراً. بلا السلاح يُعدُّ للبنان وسورية أن يعودوا ولايات تركية. من لا يصدق ليقرأ تغريدة 'مبعوث ترامب لسورية' عند استقباله للجولاني في تركيا.

تصاعد السخط العالمي ضد إسرائيل.. ثمانون دولة تؤكد رفضها قتل غزة بالجوع
تصاعد السخط العالمي ضد إسرائيل.. ثمانون دولة تؤكد رفضها قتل غزة بالجوع

اليمن الآن

time٢٢-٠٥-٢٠٢٥

  • اليمن الآن

تصاعد السخط العالمي ضد إسرائيل.. ثمانون دولة تؤكد رفضها قتل غزة بالجوع

يمن إيكو|تقرير: في مسار تصاعدي للمواقف الدولية الرسمية الرافضة لجرائم الإبادة الجماعية بالأسلحة الحديثة والتجويع البطيء الذي يشهده قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، بلغت الدول التي أعلنت عن مواقفها إلى ثمانين دولة معترف بها أممياً، حسب بيان مشترك نشرته منصة البعثة الفرنسية الدائمة إلى الأمم المتحدة- مقرها نيويورك. وقال البيان- الذي رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'-: إن 'المدنيين في قطاع غزة يتعرضون لخطر المجاعة، إذ يواجهون أسوأ أزمة إنسانية منذ 7 أكتوبر'. حسب البيان الذي ألقاه الممثل الفرنسي في الأمم المتحدة نيابة عن 80 وفداً، يمثلون 80 دولة ملتزمة بتعزيز القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة. ودعا البيان، الذي يتزامن مع الأسبوع الأممي لحماية المدنيين، إلى ضرورة المساءلة عن الانتهاكات التي يشهدها قطاع غزة ومناطق النزاعات في العالم.. مضيفاً: 'يجب إجراء تحقيقات موثوقة ومنهجية في مزاعم انتهاكات القانون الدولي الإنساني، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتجاوزاتها في النزاعات المسلحة، ومحاسبة مرتكبيها. لا يمكن للإفلات من العقاب أن يكون القاعدة. فالإفلات من العقاب ليس مجرد إخفاق في تحقيق العدالة، بل هو رخصة للتكرار'. وذيل البيان المشترك بأسماء الدول الثمانين التي منها: أستراليا، النمسا، بنغلاديش، بلجيكا، البرازيل، بلغاريا، كندا، تشيلي، الصين، كولومبيا، كوستاريكا، كرواتيا، قبرص، جمهورية التشيك، الدنمارك، إستونيا، الاتحاد الأوروبي، فنلندا، فرنسا، جورجيا، ألمانيا، اليونان، غواتيمالا، غيانا، أيسلندا، إندونيسيا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، كوريا، الكويت، لاتفيا، لبنان، ليختنشتاين، ليتوانيا، لوكسمبورغ، ماليزيا، مالطا، المكسيك، مولدوفا، موناكو، الجبل الأسود، هولندا، نيوزيلندا، مقدونيا الشمالية، النرويج، بيرو، بولندا، البرتغال، إسبانيا، سانت فنسنت وجزر غرينادين وغيرها من الدول. وفي سياق متصل، قال تقرير نشرته الجزيرة، إن عشرات البرلمانيين من مختلف أنحاء العالم أطلقوا نداء عاجلاً يدعون فيه إلى التحرك الفوري لإنهاء المجاعة في قطاع غزة، محذرين من خطورة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، جراء ما وصفوها بسياسات الاحتلال الإسرائيلي المتعمدة لعرقلة وصول المساعدات. وأكد البرلمانيون- في بيان مشترك- أن الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ أكتوبر 2023 والذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، مما وضع أكثر من مليوني فلسطيني في مواجهة مجاعة تهدد حياتهم. ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فقد نفدت الإمدادات الغذائية في القطاع، وأضحى أكثر من 80% من السكان يعتمدون على مساعدات أصبحت شبه معدومة. ورصدت المنظمات الدولية- بينها 'يونيسف' و'أنقذوا الأطفال'- انتشار مشاهد مروعة لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، حيث فقد بعضهم القدرة حتى على البكاء، في حين قضى ما لا يقل عن 3100 طفل دون سن الخامسة بسبب نقص الغذاء، في وقت يتزايد عدد الضحايا من الأطفال نتيجة الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها. وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من أن تقييد إسرائيل المساعدات الإنسانية قد يرقى إلى استخدام 'الجوع سلاح حرب'، وهو ما يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي، حسب ما جاء في بيان البرلمانيين. وكانت اللجنة الخاصة للأمم المتحدة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية قد رأت أن هناك 'أسباباً معقولة' للاعتقاد بأن الحصار الإسرائيلي يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وشدد البرلمانيون على أن القانون الدولي- خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة- يحظر تجويع المدنيين ويُلزم جميع الأطراف بالسماح بدخول المساعدات، كما دعوا حكومتي إسرائيل ومصر إلى فتح جميع المعابر مع غزة فوراً وبدون شروط، مطالبين بإزالة أي عراقيل أمام دخول المساعدات، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى وجود رقابة دولية لمنع استخدام التجويع سلاحاً للحرب. يذكر أن هذا التحول الدولي يأتي بعد مرور نحو 20 شهراً على حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد نحو 54 ألفاً وإصابة أكثر من 122 ألفاً، بالإضافة إلى أعداد لا تحصى من المفقودين تحت ركام منازلهم ولا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم. حسب الجزيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store