
وايل كورنيل للطب - قطر تسلط الضوء على إمكانية موت الخلايا الحديدية المحفَّزة بالفلافونويدات في علاج السرطان
وتُشكّل السرطانات المعدية المعوية رُبع جميع حالات السرطان وتحتل المرتبة الثالثة بين الأسباب الرئيسة للوفيات الناجمة عن السرطان في العالم. وقد شهدت الأعوام القليلة الماضية ارتفاعاً مقلقاً في معدل الإصابة بالسرطانات المعدية المعوية المبكرة بين من هم دون سنّ الخمسين.
وعلى الرغم من الإنجازات اللافتة في علاج السرطان، تسهم عوامل معيّنة في التفاوتات الوبائية والتباينات في معدل الإصابة بالسرطانات المعدية المعوية والوفيات الناجمة عنها في جميع أنحاء العالم، ومن بين تلك العوامل العولمة المتسارعة والتغيّرات في توزّع أبرز عوامل الاختطار وانتشارها والاتجاهات الديموغرافية. ومن بين السرطانات المعدية المعوية، يُعدّ سرطان القولون والمستقيم الأكثر شيوعاً، تليه سرطانات المعدة والكبد والمريء والبنكرياس. وتكون الإصابة بالسرطانات المعدية المعوية في أغلبها عشوائية ونسبة 10% فقط منها وراثية. وإلى جانب تأثير العوامل الوراثية والبيئية، تُعدّ أنماط الحياة والعادات الغذائية، بالإضافة إلى عوامل متعددة الأسباب مثل السمنة والتدخين وتناول الكحوليات، عوامل اختطار شائعة مرتبطة بالسرطانات المعدية والمعوية.
وتشمل العلاجات الحالية للسرطانات المعدية المعوية نُهجاً متعددة التخصصات تعتمد على التدخلات الجراحية والعلاجات الكيميائية والإشعاعية والمناعية، والعلاج الموجّه، وغيرها من الطرق العلاجية. ومع ذلك، فإن فعالية هذه العلاجات محدودة بسبب السمات الخبيثة للخلايا السرطانية، وبصفة خاصة قدرتها على مقاومة العلاج والانتشار وتعزيز تكوين الأوعية الدموية.
وتشير أدلة ناشئة إلى أن الاستماتة الخلوية الحديدية، وهي شكل جديد من استماتة الخلايا يعتمد على الحديد، قد تكون هدفاً واعداً لعلاج السرطان. فالاستماتة الخلوية الحديدية نمط فريد ومنظم من موت الخلايا المبرمج وتحدث بفعل التراكم المفرط لبيروكسيدات الدهون. ويثبت عدد متزايد من الدراسات قبل الإكلينيكية فعالية تحفيز عملية الاستماتة الخلوية الحديدية باستخدام مركبات طبيعية مثل الفلافونويدات كاستراتيجية بديلة في علاج السرطان.
وألّفت الدراسة المنشورة الباحثة رقية شهيد الزمان، خرّيجة برنامج التدريب الوطني في وايل كورنيل للطب - قطر (يونيو 2024)، بالتعاون مع مؤلفين مراسلين مشاركين من وايل كورنيل للطب - قطر هم: الدكتور ديتريتش بيسلبيرغ أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية، والدكتور سامسون ماثيوز صاموئيل الباحث المشارك في الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية، والباحثة إليزابيث فارجيز.
وتحدّث الدكتور بيسلبيرغ عن المقالة العلمية المنشورة قائلاً: "تستعرض المقالة أحدث الدراسات التي تناولت الفلافونويدات وما تتسم به من إمكانات في الاستماتة الخلوية الحديدية لعلاج السرطانات المعدية المعوية، بما في ذلك البيانات المستمدة من استنبات الخلايا في المختبر ونظم الأورام الحيوانية النموذجية في الأجسام الحية. وتفترض الدراسة أن الاستماتة الخلوية الحديدية بالاستعانة بالفلافونويد تُمثّل تدخلاً مهماً في علاج السرطان كونها بمثابة عوامل مضادة للسرطان وأيضاً كمستثيرات للتحفيز، الأمر الذي يُعزّز فعالية العلاجات الحالية".
كما تُشير المقالة إلى التطور والتغيّر المستمرين في علاج السرطان، ومع تطوير تقنيات جديدة ومتقدمة ثمة نطاق أوسع لفهم المركبات الطبيعية وتطبيقها، مثل الفلافونويدات، في علاج السرطان. ومن شأن ذلك أن ييسّر وضع استراتيجيات علاجية موجّهة وقائمة على الاستماتة الخلوية الحديدية، وأن يساعد في سد الفجوات حين تخفق العلاجات التقليدية في تحقيق أهدافها بشكل كامل، مما يدعم تطبيق هذه الاستراتيجيات إكلينيكياً.
أُجريت هذه الدراسة بتمويل من برنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب - قطر وبمنحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي (عضو مؤسسة قطر) في إطار برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي – المسار المعتاد في دورته الرابعة عشرة (NPRP14S-0311-210033). والنتائج الواردة هنا تعكس ما جاء في الدراسة المنشورة، وهي مسؤولية المؤلفين وحدهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 3 ساعات
- الرأي
4 حالات وفاة نتيجة المجاعة في قطاع غزة خلال 24 ساعة
قالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة، إن مستشفيات قطاع غزة، سجلت خلال الساعات الـ 24 الماضية 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفلان. وأضافت الوزارة في بيان صحفي، أن العدد الإجمالي ارتفع إلى 201 حالة وفاة، من ضمنهم 98 طفلًا.


الغد
منذ 8 ساعات
- الغد
صحة غزة: ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 193 بينهم 96 طفلا
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الأربعاء، ارتفاع عدد الوفيات جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 193 فلسطينيا بينهم 96 طفلا، وذلك بعد وفاة 5 حالات خلال 24 ساعة. اضافة اعلان وقالت الوزارة في بيان إن مستشفيات القطاع سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية "5 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية". وتابعت: "بذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 193 شهيدًا، من بينهم 96 طفلا". ومؤخرا، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بـ"غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس". ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة. والثلاثاء، أكدت الأمم المتحدة أن قطاع غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات يوميا لإنهاء المجاعة التي تعانيها جراء الحصار وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهرا. وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية". ورغم "سماح" إسرائيل منذ 27 أغسطس/ آب الماضي، بدخول عشرات الشاحنات الإنسانية يوميا إلى قطاع غزة، الذي يحتاج إلى أكثر من 600 شاحنة يوميا كحد أدنى منقذ للحياة، فإنها سهلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لذلك، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.-(الأناضول)


رؤيا نيوز
منذ 16 ساعات
- رؤيا نيوز
68 ألف جزيء بلاستيكي في رئتك يومياً
في كشف علمي مثير للقلق، أظهرت دراسة حديثة أن الهواء داخل منازلنا يحتوي على جسيمات بلاستيكية دقيقة بمعدلات تفوق التوقعات السابقة بـ100 مرة. ووفقًا للدراسة المنشورة عبر «العربية. نت»، فإن الفرد البالغ قد يستنشق يوميًا ما يقارب 68 ألف جزيء بلاستيكي، معظمها غير مرئي للعين المجرّدة وتخترق بسهولة الجهاز التنفسي. الباحثون استخدموا نماذج دقيقة لقياس حجم الجزيئات في بيئات داخلية مثل المنازل والمكاتب والسيارات، ليكتشفوا أن حجم التلوّث قد تم التقليل من شأنه في الدراسات السابقة. الأخطر من ذلك أن هذه الجزيئات لا تترسّب فقط في الرئة، بل قد تنتقل عبر الدم إلى أعضاء أخرى، ما يثير مخاوف صحية بشأن تأثيراتها بعيدة المدى، خاصة على الجهاز العصبي والمناعي. الخبراء أوصوا بضرورة تحسين التهوية، واستخدام مرشحات هواء عالية الكفاءة، وتجنّب الممارسات التي ترفع كثافة الغبار الصناعي، مثل التنظيف الجاف أو المكنسة الكهربائية غير المفلترة. كما نبّهوا إلى دور الأقمشة الاصطناعية في زيادة هذا النوع من التلوث داخل البيوت المغلقة. * الجزيئات تدخل الدم * تهوية الغرف ضرورة * أقمشة صناعية ضارة