العرب في مهرجان "كان" 2025: "سماء بلا أرض"...وغزة
تشارك ثلاثة أفلام عربية، في مسابقة "نظرة ما" ضمن فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان "كان" السينمائي الذي انطلق الثلاثاء، كما يشهد المهرجان أنشطة مكثفّة للعديد من صنّاع السينما العرب في عددٍ من الفعاليات الموازية للمهرجان. بحضور مشاهير هوليوود ونجوم الفن من مختلف الدول هذا العام، لا يقتصر الحضور العربي على الأفلام، بل يتخطاه إلى أبعد من ذلك. من خيمة عراقية إلى أجنحة السعودية ومصر والجزائر والمغرب وفلسطين، ومشاركة أبرز مديري المهرجانات السينمائية العربية والممثلين العرب.
والأفلام العربية المشاركة في مسابقة "نظرة ما" هي: "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية أريج السحيري، وهو العمل الروائي الطويل الثاني للمخرجة الفرنسية التونسية إريج سهيري. وتعاونت المخرجة في كتابة سيناريو هذا العمل الإنساني مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، كما تولت إنتاج الفيلم بالشراكة مع ديدار دومهري. ويشارك في بطولة الفيلم كل من آيسا مايغا، وليتيسيا كي، وديبورا ناني، إلى جانب الممثل التونسي محمد جرايا.
وهناك "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى، وتدور أحداث الفيلم في القاهرة، وبطلته الرئيسية هي صومالية تبلغ من العمر 26 عامًا، تُعنى برعاية المرضى المسنين. يغوص الفيلم في تفاصيل مجتمع المهاجرين الأفارقة في القاهرة، مُسلّطًا الضوء على العلاقات المتوترة بين مختلف الفئات.
والفيلم الثالث هو "كان يا مكان في غزة" للثنائي الفلسطيني طرزان وعرّاب نصار، وتدور أحداثه في العام 2007، عندما عززت "حماس" سيطرتها على قطاع غزة. وحاز هذا العمل على جوائز في مهرجان تورونتو السينمائي ومهرجان فريبورج السينمائي الدولي، من بين جوائز أخرى.
وضمن المسابقة الرسمية لـ"كان"، يشارك فيلمان لمخرجين من أصول عربية: "الأخت الصغيرة" أو "The Little Sister" للممثلة والمخرجة الفرنسية من أصول تونسية- جزائرية حفصية حرزي، والفيلم مُقتبس من كتاب فاطمة دعاس الصادر العام 2020. وتدور أحداث الفيلم حول الطفلة الصغرى في عائلة من المهاجرين الجزائريين تلتحق بمدرسة إعدادية مرموقة، ويقول مُلخص الفيلم: "مع ابتعادها عن تقاليد عائلتها وبدء حياتها كشابة، تكتشف أمورًا جديدة".
والفيلم الثاني "صقور الجمهورية" أو "The Eagles of the Republic"، للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح. وتدور أحداث العمل حول الممثل المصري جورج النبوي، الذي يقع في فضيحة علنية، ويشير ملخص الفيلم إلى قصة مضمونها: "على وشك خسارة كل شيء، يُجبر جورج على قبول عرض لا يُقاوم".
تشارك "Egyptian Media Hub" في المهرجان بجناح خاص بها، تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ويضم 13 كياناً سينمائياً وترفيهياً مصرياً، ما بين الإنتاج والتوزيع، والكتابة، والمونتاج، والمؤثرات البصرية، من الجهات الحكومية، والشركات الخاصة.
يهدف ذلك إلى "تعزيز رؤية المحتوى المصري، وإنتشاره عالمياً خارج الحدود المتعارف عليها، والترويج للقصص التي تقدم المجتمع المصري من خلال الأفلام والأعمال الفنية، وأيضاً الخدمات السينمائية والتي تشمل مراحل التطوير والإنتاج والتوزيع على الساحة العالمية"، بحسب تصريح المُنتجة المصرية شاهيناز العقّاد في بيانٍ صحافي.
وتتضمن مشاركة مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" عددًا كبيرًا من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، بما في ذلك جلسة نقاشية بعنوان "من هوليوود إلى القاهرة: ربط الصناعات السينمائية الأميركية والمصرية"، حيث يستعرض رئيس المهرجان الفنّان حسين فهمي: "أوجه التعاون الممكنة بين صناع الأفلام في مصر، والولايات المتحدة، مع التركيز على المشاريع المشتركة التي يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في السينما المستقلة. كما تسلط الندوة الضوء على "الفرص الهائلة التي يمكن أن تقدمها مصر كوجهة سينمائية عالمية"، بحسب بيانٍ صادر عن إدارة مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي".
وكذلك يُقام الجناح المصري في "كان" 2025 بتنظيم مشترك بين مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي"، و"مهرجان الجونة السينمائي"، ولجنة مصر للأفلام "EFC". ويهدف إلى "إبراز دور مصر كموقع تصوير عالمي فريد ومركز إنتاج سينمائي متكامل، حيث يُسلط الضوء على الإمكانات الإنتاجية الهائلة التي توفرها مصر. ودعم المواهب المصرية الشابة، من خلال تنظيم حلقات نقاشية وحفلات استقبال تهدف إلى فتح سبل جديدة للتعاون مع صناع السينما العالمية".
يُعرض الفيلم الفلسطيني الوثائقي "ضع روحك على يدك وامشِ"، للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي، في "أسيد"، وهو قسم موازٍ لمهرجان "كان" مخصص للسينما المستقلة. ويركز العمل على حوارات فيديو بين فارسي، والمصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة في غزة، ويرسم صورة للحياة خلال الحرب الجارية على القطاع من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
يُعرض فيلم "كعكة الرئيس"، للمخرج العراقي حسن هادي، للمرة الأولى عالميًّا في المهرجان ضمن قسم "أسبوع المخرجين" الموازي. ويروي قصة لمياء، ذات التسعة أعوام، التي يتعين عليها جمع المكونات لإعداد كعكة بمناسبة عيد ميلاد صدام حسين، وإلا ستواجه عواقب وخيمة، وهو من بطولة بنين أحمد نايف، وسجاد محمد قاسم، ووحيد ثابت خريبات، ورحيم الحاج.
يُشارك الفيلم الفلسطيني "سعيد بموتك الآن" في مسابقة الأفلام القصيرة بالمهرجان، وهو من إخراج وبطولة توفيق برهوم، في أول تجربة إخراجية له، بمشاركة أشرف برهوم. ويتناول الفيلم قصة شقيقين يعودان إلى جزيرة طفولتهما، لتتكشف أسرار دفينة تجبرهما على مواجهة ماضٍ مشتركٍ ومضطرب.
ووقع الاختيار على الفيلم المغربي "المينا"، للمخرجة رندة معروفي، للمشاركة في أسبوع النقاد بمهرجان كان 2025، وتدور أحداث العمل في مدينة جرادة المغربية، ويُسلط الضوء على واقع سكان المدينة التي كانت مركزاً لصناعة الفحم، وما شهدته من احتجاجات شعبية. كذلك يعرض الفيلم المغربي "المعدن"، للمخرجة رندة ماروفي، وهو عمل توثيقي عن تاريخ مدينة جرادة بعد إغلاق مناجمها.
ويشارك فيلم "الحياة بعد سهام"، للمخرج المصري الفرنسي نمير عبد المسيح، ضمن برنامج ACID بالمهرجان. وتدور أحداث العمل حول عمل توثيقي شخصي يحكي رحلة المخرج للتصالح مع فقدان والدته، حيث استخدم الكاميرا كوسيلة لاكتشاف الذات وشفاء الذاكرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 3 ساعات
- ليبانون 24
في "مهرجان كان"... جوليان أسانج ارتدى قميصاً عليه أسماء نحو 5 آلاف طفل فلسطينيّ
شارك مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج ، في مهرجان "كان" السينمائي مرتديا قميصا يحمل أسماء 4 آلاف و986 طفلا فلسطينيا استشهدوا في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة. وقبيل عرض فيلم وثائقي يسرد قصة حياته تحت عنوان "The Six Billion Dollar Man"، وقف أسانج إلى جانب زوجته ستيلا، على درج قصر المهرجانات مرتديا قميصا يحمل على ظهره عبارة كبيرة كتب عليها: "Stop Israel"، في خطوة حملت رسالة سياسية قوية وواضحة. وقالت صحيفة "humanite" الفرنسية إن هذه الخطوة تظهر أن "نضال أسانج الطويل من أجل الحقيقة لا يزال ثابتا وفاعلا". (روسيا اليوم)


ليبانون 24
منذ 4 ساعات
- ليبانون 24
ياسمين صبري تخطف الأنظار بإطلالة ساحرة ومجوهرات فاخرة تشعل مواقع التواصل
تألقت الممثلة المصرية ياسمين صبري بإطلالة مميزة خلال فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي 2025، حيث خطفت الأنظار بفستان أصفر جريء يعكس ذوقها الراقي والأنيق. ظهر الفستان بقصة الكب من قماش الساتان الفاخر، مما أضفى على إطلالتها لمسة من الحيوية والجرأة، وساهم في إبراز منحنيات جسمها بشكل أنيق وجذاب. ولإكمال مظهرها الفخم، اختارت ياسمين مجموعة من المجوهرات الراقية من دار شوبارد، التي أضفت بريقاً إضافياً على إطلالتها. بإطلالتها هذه، أثبتت ياسمين صبري مرة أخرى أنها من أبرز النجمات العربيات اللاتي ينجحن في الجمع بين الأناقة العصرية والجرأة على السجادة الحمراء في المهرجانات العالمية. (رأي اليوم)

المدن
منذ 5 ساعات
- المدن
"سماء بلا أرض" لأريج السحيري.. النوايا الحسنة لا تكفي
تتميّز مشاكل الهجرة بتقلّبات وتحوّلات أكثر مما يُعرف ويُذكر في نشرات الأخبار. ففي أفريقيا، مثلاً، كما يروي فيلم "سماء بلا أرض" للتونسية أريج السحيري، الذي افتتح عروض مسابقة "نظرة ما"، في الدورة الـ78 لمهرجان "كانّ" السينمائي (13 ـ 24 مايو/أيار 2025)، ثمة توترات وعنصرية وصعوبات مرتبطة بالهجرة الداخلية داخل القارة السمراء نفسها. في هذه الحالة، يروي العمل الجديد لمخرجة فيلم "تحت الشجرة" قصة ثلاث نساء هاجرن إلى تونس من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. نساء سوداوات، بدينهن وعاداتهن وتصرّفاتهن المختلفة عن تلك المعتادة في البلد ذي الأغلبية المسلمة، يشعرن بأنهن في غير مكانهن، ويواجهن جميع أنواع الصعوبات ويحاولن إيجاد موطئ قدم لهن بأفضل ما يمكن. عادةً، دون جدوى. ترتبط بطلات الفيلم ببعضهن البعض. ماري (آيسا مايغا) قسيسة إيفوارية وصحافية سابقة، تعيش في تونس منذ عشر سنوات، تنشط في مجال رعاية المهمشّين من المهاجرين الأفارقة، عبر كنيستها المستقلة التي يقصدها المهاجرون - ومعظمهم من النساء - للصلاة من أجل مصيرهم ومصير أحبّائهم وسط ظروف صعبة، وغالباً ما تكون قاسية. وكما يركّز الفيلم على فتاة نجت من غرق سفينة وتقيم مؤقتاً مع ماري، فإنه يتناول أيضاً نساءً بالغات أخريات تستقبلهن ماري في بيتها ويسعين منذ زمن طويل إلى أن يُرين ويُعترف بهن ويُؤخذن في الاعتبار في مجتمعٍ يهمّشهن أو يضطهدهن صراحةً. ناني (ديبورا كريستيل ناني) هي الأكثر بروزاً بينهن جميعاً. بصوتها العالي اللافت، لا تحاول أن تمرّ مرور الكرام في بلدٍ تتكتّم نساؤه في ملبسهن وحديثهن، بل على العكس تماماً. وللنجاة في الغربة، تنخرط في أنشطة غير قانونية (تهريب مشروبات كحولية بمساعدة رجل تونسي)، لكنها لا تزال لا تجد ما يكفي من المال لإحضار ابنتها المراهقة من ساحل العاج، ومن ثمّ إلى أوروبا. ثالثهن جولي (ليتيتيا كاي)، طالبة هندسة في السنة الأخيرة، تحمل آمال عائلتها وتحلم بمستقبل كبير في الدراسة والهجرة للعمل، ويبدو أن عائلتها تملك المال، ما يسمح لها بالبقاء في تونس بأوراق رسمية وإقامة شرعية. لكن هذا لا يُسهّل عليها الأمور بالضرورة، فسيارات الأجرة لا تتوقف عند مناداتها، ويتحرّش بها الرجال في الشارع (كلاهما في الواقع، لأنهما صديقتان ويقضيان وقتاً طويلاً معاً)، وعندما تُداهم الشرطة منزلهما، تُعاني المعاناة نفسها التي تُعانيها أي مهاجرة أخرى. يتتبّع فيلم السحيري النساء الثلاث معاً وبشكلٍ منفرد، حيث تُواجه كل منهن مشاكلها الخاصة، لكنهن في جميع الأحوال يقعن ضحية للعنصرية والتمييز على أساس الجنس والمشاعر المعادية للمهاجرين التي تُثقل كاهلهن وتمنعهن من المضي قدماً. والكنيسة غير التقليدية التي يرتدنها - تُقدم لهن دعماً روحياً ولكنها تأخذ منهن جزءاً من أموالهن - ليست بالضرورة المكان الذي يُحلّ كل شيء. بحسب المخرجة، الدافع الرئيس وراء فكرة الفيلم هي الطريقة التونسية التي يُصنّف بها المهاجرين من كوت ديفوار ونيجيريا ومالي والكونغو في تونس على أنهم "أفارقة"، متناسين كونهم كتونسيين جزء من هذه القارة. "أردتُ قلب هذا المنظور ورؤية كيف ينظرون هم إلى تونس. أردتُ أيضاً النظر إلى الهجرة من منظور مختلف. في كثير من الأحيان، تُروى فقط من منظور الهجرة الكبرى إلى أوروبا. مع ذلك، في الواقع، أكثر من 80% من الهجرات تتم داخل القارة الأفريقية. اخترتُ تسليط الضوء على هذه الحقيقة من خلال نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، بكل تفاصيلهن". في ثاني أفلامها الروائية الطويلة لا تبتعد السحيري، القادمة من عالم السينما التسجيلية، عن الجذور الواقعية والبيئات الأقل استكشافاً، في سيناريو (شاركت في تأليفه مع آنا سينيك ومليكة سيسيل اللواتي) مستوحى من أحداث حقيقية وقعت في تونس خلال السنوات الأخيرة، عندما استُهدف المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى بعنف في وسائل الإعلام وفي الشوارع. وقد أجّج الخطاب السياسي الملتهب موجة من العداء، أدّت إلى اعتقالات تعسفية وطرد. يستكشف الفيلم التوتر والتآزر اللذين ينشآن في أوقات الأزمات. تقول السحيري: "أكثر ما يثير اهتمامي هو تجاوز الصورة النمطية للمهاجرين عبر خلق شخصيات تبدو حقيقية، معقّدة، وغير متوقعة، وقادرة على تحدّي الجمهور". إلى ذلك، "سماء بلا أرض" فيلم دقيق، صائب سياسياً، ويجسّد اللحظة الراهنة إلى حدٍّ كبير، بطريقة قد تبدو مدروسة بعض الشيء. حسّاس، لكنه لا يرقى إلى مستوى العمل الأول اللافت للمخرجة. ورغم أنه فيلم حسن النية ومثير للاهتمام، يركّز على صراعٍ غير معروفة خصوصياته على نطاق واسع، إلا أنه يعاني نزعة أكاديمية مهرجانية، أقرب إلى "المناسبة" منه إلى الإلحاح، وأكثر اعتدالاً منه إلى العمق السياسي. إنه فيلم إنساني ومتعاطف، ملتزم بشخصياته، ومعاناتهم الكثيرة وأفراحهم الصغيرة، وهي مشاعر ينجح في تصويرها، لكنه لا يترك انطباعاً عميقاً. (*) أريج السحيري مخرجة ومنتجة وصحافية سابقة فرنسية تونسية، تجمع أعمالها بين الواقعية الوثائقية والسينما السردية. بدأت مسيرتها السينمائية بالفيلم التسجيلي "عالسكّة" (2018) الذي نال استحسان النقاد، وجسّد المصاعب اليومية لعمال السكك الحديدية التونسيين الذي كان والدها أحدهم. في 2022 كتبت وأخرجت وأنتجت أول أفلامها الروائية الطويلة، "تحت الشجرة"، بورتريه حميمي للشباب والعمل ولحظات عابرة من التواصل في بساتين التين الريفية. عُرض الفيلم في أسبوعي المخرجين الرابع والخمسين بمهرجان كان السينمائي، واختير لتمثيل تونس في جوائز الأوسكار لعام 2023. إلى جانب عملها السينمائي، تُعد سحيري مناصرة نشطة لحرية التعبير ومحو الأمية الإعلامية وتمكين صانعات الأفلام في العالم العربي والشتات.