logo
ما الذي حدث في الميناء الإيراني ولماذا ذكّر بمرفأ بيروت؟

ما الذي حدث في الميناء الإيراني ولماذا ذكّر بمرفأ بيروت؟

الجزيرة٢٧-٠٤-٢٠٢٥

طهران ـ في حادثة هزت مدينة بندر عباس جنوب إيران وأعادت إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت ، شهد ميناء "الشهيد رجائي" انفجارًا ضخمًا أدى إلى مقتل 36 شخصًا وإصابة أكثر من 1139 آخرين.
وبينما تواصل السلطات الإيرانية تحقيقاتها لتحديد الأسباب، يعمل رجال الإطفاء المحليون والدوليون على إخماد الحريق الكبير الذي تلا الانفجار.
جاء الحادث بالتزامن مع بدء الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة التي ترعاها سلطنة عمان.
ما أسباب الانفجار؟
حتى الآن، لم تُحدد أسباب الانفجار بشكل دقيق ولم تقدم السلطات الإيرانية رواية رسمية متكاملة، حيث أشارت الحكومة الإيرانية إلى صعوبة تحديد السبب الكامل للحريق قبل إخماده بالكامل، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن المواد الكيميائية المخزنة قد تكون هي السبب المحتمل، ولكن الحسم فقط بعد انتهاء التحقيقات.
وبعد الحادث مباشرة، أعلنت المصادر الإيرانية عن توقف العمل في الميناء بالكامل، فيما أوضحت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المنتجات النفطية أن المنشآت النفطية الواقعة في منطقة بندر عباس تعمل بشكل متواصل ودون انقطاع.
ما المواد التي كانت مخزنة في الميناء وقت الحادث؟
وفقا للتقارير الأولية من مصلحة الجمارك الإيرانية، يُحتمل أن الحادث وقع في مستودع يحتوي على مواد خطرة وكيميائية، رغم أن الحكومة الإيرانية لم تكشف عن نوع المواد المخزنة بدقة، فيما رجحت أن المواد تشمل مواد سامة أو كيميائية خطرة.
وبحسب ما صرحت به الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع البترول في إيران، لا علاقة للحادث بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط، كما أكدت وزارة الدفاع الإيرانية أنه لم تكن هناك شحنات عسكرية أو مواد متفجرة ضمن الحاويات المتأثرة بالحادث.
حتى الآن، لم يتم تحديد الجهة المسؤولة عن الحادث بشكل دقيق، التحقيقات لا تزال جارية من قبل السلطات الإيرانية، التي أوفدت وزير الداخلية لإجراء تحقيقات شاملة، كما توجه اليوم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بندر عباس للمتابعة والوقوف على حالة الميناء.
وبحسب التصريحات الأولية، لا يوجد دليل يشير إلى أن الحادث كان نتيجة لعمل إرهابي أو تخريبي، ووفقا لوزارة الدفاع الإيرانية، لم تكن الحادثة متعلقة بأنشطة عدائية أو عمليات تخريبية.
هل كانت هناك مساعدة دولية؟ وهل هناك تأثير بيئي من جراء الحادث؟
أعلنت السفارة الروسية في طهران أنه استجابة لطلب السلطات الإيرانية، أرسلت روسيا طائرات تحمل فرقا متخصصة من وزارة الطوارئ الروسية للمساعدة في إخماد الحريق والسيطرة عليه بشكل أسرع.
وبالنظر إلى احتمال أن تكون المواد التي كانت المخزنة في المستودع كيميائية، وجّهت السلطات المحلية في بندر عباس والمدن المحيطة إنذارات للسكان المحليين بعدم مغادرة المنازل كما عطلت جميع المدارس والمؤسسات الحكومية والفعاليات والأسواق.
ما التأثير المتوقع لانفجار ميناء رجائي على حركة التجارة الإيرانية؟
إعلان
نظرا لأهمية الميناء في الاقتصاد الوطني، يُتوقع أن يكون لانفجار ميناء الشهيد رجائي تأثير كبير على حركة التجارة الإيرانية. ووفقا لتقرير نشره موقع "إكو إيران" المحلي، فإن الميناء يُعد من أكبر الموانئ التجارية في البلاد، حيث يتم من خلاله تنفيذ أكثر من 55% من صادرات وواردات إيران، وأكثر من 70% من الترانزيت البحري، وحوالي 85% من العمليات المتعلقة بالحاويات.
وأدى الانفجار إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية للميناء، بما في ذلك تدمير مبانٍ إدارية وتلف العديد من المركبات، وأثار هذا الحادث مخاوف بشأن تأمين السلع الأساسية التي تمر عبر هذا الشريان الحيوي للاقتصاد الإيراني، كما أن الميناء يمثل مصدرا مهما لإيرادات الجمارك، حيث يُسهم بنسبة 47% من إجمالي إيراداتها في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى أن إجمالي حركة البضائع في الميناء خلال العام الماضي تجاوز 77 مليون طن من السلع النفطية وغير النفطية، مع تصدير أكثر من 40 مليون طن إلى الدول المستهدَفة، لذا، فإن توقف أو تعطيل العمليات في الميناء قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد وتأخير في تسليم السلع، مما يؤثر سلبا على الاقتصاد الإيراني.
يعد ميناء رجائي أحد أبرز الموانئ التجارية في إيران، ويشكل نقطة حيوية في حركة التجارة البحرية. ويقع في مدينة بندر عباس جنوب إيران ، ويعد البوابة الرئيسية للبلاد على بحر عُمان، مما يجعله ذا أهمية بالغة في التجارة الإقليمية والدولية.
يستخدم الميناء لاستقبال وتصدير مجموعة متنوعة من البضائع بما في ذلك المواد الخام والسلع الاستهلاكية والمنتجات النفطية، كما يعتبر الميناء مركزا رئيسيا للبضائع النفطية الإيرانية التي تصدر إلى الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يقع ميناء رجائي بالقرب من مضيق هرمز، وهو الممر البحري الذي يشكل نقطة العبور الرئيسية للنفط الخام المصدر من منطقة الخليج إلى الأسواق العالمية.
ويشهد هذا المضيق حركة مرور نحو 20% من التجارة النفطية العالمية، مما يزيد من أهمية المنطقة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة بزشكيان لأذربيجان.. هل تعود المياه إلى مجاريها بين طهران وباكو؟
زيارة بزشكيان لأذربيجان.. هل تعود المياه إلى مجاريها بين طهران وباكو؟

الجزيرة

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

زيارة بزشكيان لأذربيجان.. هل تعود المياه إلى مجاريها بين طهران وباكو؟

طهران- بعد سلسلة خطوات دبلوماسية اتخذتها إيران، على مدى أكثر من عامين، لاحتواء التوتر الناتج عن الهجوم المسلح على السفارة الأذربيجانية بطهران عام 2023، زار الرئيس مسعود بزشكيان، أمس الاثنين، العاصمة باكو والتقى نظيره الأذربيجاني إلهام علييف ونقل إليه تحيات المرشد الأعلى علي خامنئي في مسعى لطي صفحة الخلاف بين البلدين. وخلال مؤتمر صحفي مشترك، اعتبر بزشكيان الزيارة مؤشرا على إرادة طهران لتعزيز علاقاتها مع باكو. كما رعى الرئيسان الإيراني والأذربيجاني توقيع 7 مذكرات تفاهم في مجالات التشاور السياسي والتبادل الثقافي والاستثمار والنقل والتعاون الصحي والإعلامي. وضم الوفد المرافق لبزشكيان وزير الخارجية عباس عراقجي، والطاقة عباس علي آبادي، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ستار هاشمي، والتراث الثقافي والسياحة رضا صالحي أميري، والطرق والتنمية الحضرية فرزانه صادق، والمستشار السياسي للرئاسة الإيرانية مهدي سنائي. برعایة رئيسى البلدين..توقيع 7 مذكرات تفاهم مشتركة بين إيران وأذربيجان بحضور رئيسي إيران وجمهورية أذربيجان، تم التوقيع من قبل مسؤولي البلدين على 7 مذكرات تفاهم للتعاون بين مختلف الأجهزة التنفيذية. وبالإضافة إلى البيان المشترك للزيارة الذي وقعه الرئيسان، تم أيضًا توقيع سبع مذكرات… — إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) April 28, 2025 أهمية الزيارة وتأتي الزيارة بعد أيام قليلة من إصدار السلطة القضائية الإيرانية حكم الإعدام بحق منفذ الهجوم المسلح على السفارة الأذربيجانية في طهران الذي أدى حينها إلى مقتل مسؤول أمن السفارة وإصابة حارسين آخرين، حيث علّقت إثره باكو عمل بعثتها الدبلوماسية بالكامل مدة عامين. إعلان وتُعتبر هذه الزيارة هي الأولی لرئيس إيراني إلی باكو منذ 6 سنوات وتأتي على وقع تنافس إقليمي ودولي متصاعد لإيجاد موطئ قدم جنوبي القوقاز انطلاقا من تعقيدات التاريخ والجغرافيا السياسية، مما يحتم على طهران التحرك دبلوماسيا لردم هوة الخلاف مع جارتها الشمالية وتطبيع علاقاتهما بما يتناسب مع صراع المصالح بين القوى الإقليمية والدولية قرب حدودها الشمالية الغربية. ويرى الباحث السياسي مهدي خورسند أن إصرار طهران على إجراء الزيارة في موعدها المقرر رغم دخول البلاد حالة الطوارئ إثر انفجار ميناء الشهيد رجائي جنوبي البلاد السبت الماضي، وإشراف الرئيس بشكل مباشر على عمليات إخماد النيران، يدل على أهميتها لأنها تسبق زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى باكو بعد نحو أسبوع. وفي حديثه للجزيرة نت، يعتبر الباحث الإيراني زيارة بزشكيان خطوة عملية هامة نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد منح طهران ضمانات أمنية للجانب الأذربيجاني تمهيدا لإعادة فتح السفارة في طهران الصيف المقبل. هواجس سياسية وبرأيه، تطغى الملفات السياسية على زيارة بزشكيان إلى باكو بهدف إذابة الجليد بين البلدين من جهة، وإغلاق الباب بوجه بعض الأطراف الإقليمية والغربية وعلى رأسها إسرائيل وبعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الرامية للتأثير على المعادلات السياسية بمنطقة القوقاز، واتخاذها منطلقا للتآمر على كل من إيران وروسيا والإضرار بمصالحهما بسبب القرب من ثروات بحر قزوين. وتعول طهران على تطبيع علاقاتها مع باكو -وفق خورسند- لعرقلة التقارب المتسارع بين الأخيرة وتل أبيب وإبطال مفعول الأجندة التي سيحملها نتنياهو إلى أذربيجان في زيارته المقبلة، موضحا أن إيران تعمل على مد ممر على أراضيها لربط إقليم نخجوان الأذري بالعاصمة باكو لسحب ذريعة شق ممر زنغزور على الأراضي الأرمينية قرب الحدود الإيرانية. إعلان وتابع أنه على ضوء المفاوضات النووية المتواصلة بين الجانبين الإيراني والأميركي فإن هناك من يريد استغلال الخلافات السابقة بين طهران وباكو لإثارة النعرات الطائفية وافتعال أعمال شغب داخل إيران، لثنيها عن مواصلة المسار الدبلوماسي وإقناعها بضرورة تبني خيارات خشنة حيال طهران. وعما إذا ستفضي زيارة بزشكيان لباكو إلى طي صفحة الخلاف بين البلدين على الأمد القريب، يرد خورسند بالنفي، لكنه يستدرك أنها ستشكل منعطفا في تذليل العقبات شيئا فشيئا، وصولا إلى تطبيع العلاقات بالكامل على الأمد المتوسط. 🟥 بزشكيان: العلاقات الايرانية الاذربيجانية مربحة للجانبين قال الرئيس خلال لقاء مع رجال الأعمال الأذربيجانيين: "بمساعدة بعضنا البعض، يمكننا تبادل المعرفة والثقافة لشعبي البلدين، وخلق وضع مربح للجانبين، وخلق فوائد لكلا الجانبين". — إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) April 28, 2025 مصالح اقتصادية ورغم الأهمية التي يحظى بها الجانب السياسي في الزيارة، فإن جعبة الرئيس الإيراني لا تخلو من أجندة اقتصادية لطالما احتلت حيزا كبيرا من دبلوماسية طهران الاقتصادية خلال السنوات والعقود الماضية، بهدف التمتع بموقع يتناسب وطاقاتها في شبكة الممرات العالمية والتكتلات الإقليمية التي تتخذ من التبادل التجاري منطلقا لتعاون الأعضاء. في السياق، يصف السفير الإيراني السابق في باكو محسن باك آئين الدبلوماسية الاقتصادية ببوابة لتعزيز العلاقات السياسية واحتواء التهديدات وضمان المصالح الاقتصادية في منطقة جنوب القوقاز وأوروبا الشرقية. وفي حديثه للجزيرة نت، يستذكر إصرار الجانب الإيراني على عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين طهران وأذربيجان قبل نحو شهر في باكو، تمهيدا لتفعيل وتسريع وتيرة العديد من المشاريع المشتركة، وتوقع أن تمهد زيارة بزشكيان لتعاون اقتصادي ثنائي، لا سيما في إعادة بناء المناطق الأذربيجانية المتضررة جراء حروب قره باغ وارتفاع المبادلات التجارية والطاقة والترانزيت. وبرأيه، فإن موقع إيران الجغرافي يشكل جسرا بين منطقة القوقاز وآسيا من جهة وآسيا وأوروبا من جهة أخرى، عادّا جمهورية أذربيجان بوابة بلاده للوصول إلى جورجيا فالبحر الأسود ثم أوروبا الشرقية، مشددا على ضرورة تفعيل المشاريع المشتركة بين طهران وباكو في إطار الممر الدولي الشمال-الجنوب، لإيصال البضائع الأذربيجانية إلى المياه الخليجية جنوبي إيران. إعلان وتابع باك آئين أن المبادرة الإيرانية ببناء ممر على أراضيها لربط إقليم نخجوان الأذربيجاني بالعاصمة باكو من شأنها سحب الذرائع من القوى الإقليمية والدولية التي لطالما عزفت على وتر مشروع زنغزور بهدف زعزعة أمن المنطقة وتغيير حدودها ومحاصرة طهران. ومع ذلك، فإن التطبيع الكامل بين طهران وباكو سيبقى منقوصا في ظل استمرار شغور مقعد السفير الإيراني لدى الأخيرة منذ 10 أشهر، ورفض الجانب الأذربيجاني عددا من الدبلوماسيين المرشحين لهذا المنصب، وفق ما كشفته وكالة أنباء فارس تزامنا مع زيارة الرئيس الإيراني إلى الجارة الشمالية.

لماذا تطرح بعض الأوساط الإيرانية فرضية التخريب وراء انفجار الميناء؟
لماذا تطرح بعض الأوساط الإيرانية فرضية التخريب وراء انفجار الميناء؟

الجزيرة

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

لماذا تطرح بعض الأوساط الإيرانية فرضية التخريب وراء انفجار الميناء؟

طهران- رغم أن التحقيقات الأولية بشأن انفجار ميناء "الشهيد رجائي" الواقع بمدينة بندر عباس الإيرانية لم تتضح بعد، فقد طرحت بعض الأوساط الإيرانية احتمالية أن الانفجار قد يكون ناتجًا عن عمليات تخريبية، نظرا للظروف السياسية المحيطة بهذا الحادث. الحادث المشابه إلى حد كبير لكارثة مرفأ بيروت التي وقعت عام 2020، جاء نتيجة اندلاع حريق في إحدى الحاويات التي كانت تحتوي على "بضائع خطرة ومواد كيميائية"، وتحول الحريق بسرعة إلى انفجار ضخم أدى إلى تصاعد سحابة فطرية ضخمة برتقالية اللون، وهو ما أثار الذعر في المنطقة وأدى إلى تدمير جزء من الميناء. تغريدة عراقجي قبل وقوع الانفجار، نشر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تغريدة على منصة "إكس" عبر فيها عن قلقه من "أي استفزازات أو محاولات تخريب" قد تهدف إلى عرقلة المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن. وأكد عراقجي، في تغريدته، أن "أجهزتنا الأمنية في حالة تأهب قصوى"، محذرًا من أن بعض الأطراف قد تسعى لعرقلة هذه المفاوضات باستخدام أساليب متعددة، وارتبطت هذه التغريدة بشكل واضح بالتحذيرات الإيرانية التي سبقت الانفجار، مما جعل فرضية التخريب تبرز بشكل قوي بين الأوساط السياسية الإيرانية، التي ربطت هذا الحادث بمحاولات لعرقلة التقدم في المفاوضات النووية. وفي وقت الحادث الذي أسفر حتى مساء اليوم الأحد عن 40 قتيلا، كانت الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة قد اختتمت في سلطنة عمان، مع حديث إيراني عن خلافات مع واشنطن في القضايا الرئيسية والتفاصيل، حسب تصريحات لوزير الخارجية عراقجي أمس، ما أثار مزيدًا من التساؤلات حول إمكانية أن يكون الانفجار في ميناء رجائي مدبرًا بهدف التأثير على هذه المحادثات. الباحث مصطفى نجفي، المعروف بقربه من قيادات رفيعة في النظام الإيراني، مثل الجنرال محسن رضائي، أشار إلى أن انفجار ميناء "الشهيد رجائي" في إيران جاء في التوقيت نفسه للتفجير الذي استهدف قائدًا عسكريًّا روسيًّا بالقرب من موسكو. وقال نجفي، عبر قناته على منصة "تليغرام"، إنه من الممكن أن يكون هذا التزامن بين الانفجارات في روسيا وإيران مرتبطًا بزيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف ، إلى كل من موسكو ومسقط، ما يعزز فرضية وجود أطراف ترغب في إفساد المحادثات بين الأطراف المعنية. فرضيات التخريب وفي سياق تحليل الأوساط الإيرانية، تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الانفجار قد يكون محاولة لإرسال رسالة إلى الطرفين المعنيين بالمفاوضات، سواء كان ذلك من أطراف داخلية أو خارجية. وإذا كان هذا الحادث ناجمًا عن تخريب، فإن الهدف المحتمل من ورائه هو الضغط على إيران في المفاوضات النووية، عبر محاولة إظهار ضعف طهران في تأمين أهم منشآتها الحيوية. بينما يشير البعض الآخر إلى أن التفجير قد يكون محاولة لعرقلة تقدم المفاوضات بشكل عام وليس فشلها، إذ يمكن أن يكون الهدف هو إظهار أن هناك أطرافًا أخرى تراقب عن كثب سير هذه المفاوضات، ويجب أن تؤخذ مصالحها بعين الاعتبار. مكانة إيران في المفاوضات الباحث صلاح الدين خديو، في تحليله للوضع، أشار إلى أن انفجار ميناء "الشهيد رجائي" يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير على مكانة إيران في المفاوضات النووية. وإذا كانت إيران تحت ضغط اقتصادي أميركي، فإن هذا الحادث قد يعزز الموقف الأميركي في المفاوضات، ويُعرقل قدرة إيران على تقديم تنازلات. ووفقًا لخديو، فإن وجود هكذا حادث في هذا التوقيت يعكس تدهورًا أمنيًّا في إيران قد يؤثر على مصداقية طهران في أعين المجتمع الدولي ، مما قد يضعف موقفها في التفاوض مع واشنطن. من جهته، يبرز الناشط السياسي أحمد زيد آبادي فرضية أن الانفجار قد يكون نتيجة لعمليات تخريبية قامت بها إسرائيل أو جماعات إرهابية محلية، مضيفا في مقال له نشر في صحيفة "اقتصاد بويا" أن "تزامن الحادث مع المفاوضات النووية هو تزامن غير مألوف قد يكون مدبرًا". واستشهد بذلك بما أشار إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" مؤخرًا، حيث قال إن "نتنياهو لن يجرني إلى حرب قد يخوضها مع إيران"، موضحًا أن هذا التصريح قد يكون دلالة على أن إسرائيل ربما تُشجع على القيام بعمليات تخريبية دون أن يكون هناك تدخل مباشر من القوات العسكرية. الجوانب الاقتصادية والسياسية في الوقت الذي تشير فيه بعض الأوساط إلى تورط أطراف خارجية، هناك من يذهب إلى أن الحادث قد يكون مدبرًا من قبل أطراف داخلية في إيران، فالباحث محسن زينلي بور يرى أن الحادث يمكن أن يكون خطوة من قبل جماعات داخلية مستفيدة من الوضع الراهن، خاصة تلك التي تتضرر مصالحها الاقتصادية إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي يخفف من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وذكر زينلي، في تحليله، أن وقف العمل مؤقتًا في ميناء "الشهيد رجائي" سيتسبب في عرقلة واردات السلع الأساسية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، وهو ما سيعود بالفائدة على بعض الجهات التي تستفيد من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. وفيما يتعلق بالتقارير الغربية التي ربطت الحادث بتعامل غير صحيح مع شحنة من الوقود الصلب المخصص للصواريخ، نفى المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إبراهيم رضائي هذه التقارير بشكل قاطع. وأكد رضائي، في منشور له على منصة "إكس"، أن الحادث لا علاقة له بأنشطة الدفاع الإيراني، مشيرًا إلى أن التحقيقات ما زالت جارية لفهم السبب الحقيقي وراء الحادث.

ما الذي حدث في الميناء الإيراني ولماذا ذكّر بمرفأ بيروت؟
ما الذي حدث في الميناء الإيراني ولماذا ذكّر بمرفأ بيروت؟

الجزيرة

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

ما الذي حدث في الميناء الإيراني ولماذا ذكّر بمرفأ بيروت؟

طهران ـ في حادثة هزت مدينة بندر عباس جنوب إيران وأعادت إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت ، شهد ميناء "الشهيد رجائي" انفجارًا ضخمًا أدى إلى مقتل 36 شخصًا وإصابة أكثر من 1139 آخرين. وبينما تواصل السلطات الإيرانية تحقيقاتها لتحديد الأسباب، يعمل رجال الإطفاء المحليون والدوليون على إخماد الحريق الكبير الذي تلا الانفجار. جاء الحادث بالتزامن مع بدء الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة التي ترعاها سلطنة عمان. ما أسباب الانفجار؟ حتى الآن، لم تُحدد أسباب الانفجار بشكل دقيق ولم تقدم السلطات الإيرانية رواية رسمية متكاملة، حيث أشارت الحكومة الإيرانية إلى صعوبة تحديد السبب الكامل للحريق قبل إخماده بالكامل، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن المواد الكيميائية المخزنة قد تكون هي السبب المحتمل، ولكن الحسم فقط بعد انتهاء التحقيقات. وبعد الحادث مباشرة، أعلنت المصادر الإيرانية عن توقف العمل في الميناء بالكامل، فيما أوضحت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المنتجات النفطية أن المنشآت النفطية الواقعة في منطقة بندر عباس تعمل بشكل متواصل ودون انقطاع. ما المواد التي كانت مخزنة في الميناء وقت الحادث؟ وفقا للتقارير الأولية من مصلحة الجمارك الإيرانية، يُحتمل أن الحادث وقع في مستودع يحتوي على مواد خطرة وكيميائية، رغم أن الحكومة الإيرانية لم تكشف عن نوع المواد المخزنة بدقة، فيما رجحت أن المواد تشمل مواد سامة أو كيميائية خطرة. وبحسب ما صرحت به الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع البترول في إيران، لا علاقة للحادث بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط، كما أكدت وزارة الدفاع الإيرانية أنه لم تكن هناك شحنات عسكرية أو مواد متفجرة ضمن الحاويات المتأثرة بالحادث. حتى الآن، لم يتم تحديد الجهة المسؤولة عن الحادث بشكل دقيق، التحقيقات لا تزال جارية من قبل السلطات الإيرانية، التي أوفدت وزير الداخلية لإجراء تحقيقات شاملة، كما توجه اليوم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بندر عباس للمتابعة والوقوف على حالة الميناء. وبحسب التصريحات الأولية، لا يوجد دليل يشير إلى أن الحادث كان نتيجة لعمل إرهابي أو تخريبي، ووفقا لوزارة الدفاع الإيرانية، لم تكن الحادثة متعلقة بأنشطة عدائية أو عمليات تخريبية. هل كانت هناك مساعدة دولية؟ وهل هناك تأثير بيئي من جراء الحادث؟ أعلنت السفارة الروسية في طهران أنه استجابة لطلب السلطات الإيرانية، أرسلت روسيا طائرات تحمل فرقا متخصصة من وزارة الطوارئ الروسية للمساعدة في إخماد الحريق والسيطرة عليه بشكل أسرع. وبالنظر إلى احتمال أن تكون المواد التي كانت المخزنة في المستودع كيميائية، وجّهت السلطات المحلية في بندر عباس والمدن المحيطة إنذارات للسكان المحليين بعدم مغادرة المنازل كما عطلت جميع المدارس والمؤسسات الحكومية والفعاليات والأسواق. ما التأثير المتوقع لانفجار ميناء رجائي على حركة التجارة الإيرانية؟ إعلان نظرا لأهمية الميناء في الاقتصاد الوطني، يُتوقع أن يكون لانفجار ميناء الشهيد رجائي تأثير كبير على حركة التجارة الإيرانية. ووفقا لتقرير نشره موقع "إكو إيران" المحلي، فإن الميناء يُعد من أكبر الموانئ التجارية في البلاد، حيث يتم من خلاله تنفيذ أكثر من 55% من صادرات وواردات إيران، وأكثر من 70% من الترانزيت البحري، وحوالي 85% من العمليات المتعلقة بالحاويات. وأدى الانفجار إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية للميناء، بما في ذلك تدمير مبانٍ إدارية وتلف العديد من المركبات، وأثار هذا الحادث مخاوف بشأن تأمين السلع الأساسية التي تمر عبر هذا الشريان الحيوي للاقتصاد الإيراني، كما أن الميناء يمثل مصدرا مهما لإيرادات الجمارك، حيث يُسهم بنسبة 47% من إجمالي إيراداتها في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى أن إجمالي حركة البضائع في الميناء خلال العام الماضي تجاوز 77 مليون طن من السلع النفطية وغير النفطية، مع تصدير أكثر من 40 مليون طن إلى الدول المستهدَفة، لذا، فإن توقف أو تعطيل العمليات في الميناء قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد وتأخير في تسليم السلع، مما يؤثر سلبا على الاقتصاد الإيراني. يعد ميناء رجائي أحد أبرز الموانئ التجارية في إيران، ويشكل نقطة حيوية في حركة التجارة البحرية. ويقع في مدينة بندر عباس جنوب إيران ، ويعد البوابة الرئيسية للبلاد على بحر عُمان، مما يجعله ذا أهمية بالغة في التجارة الإقليمية والدولية. يستخدم الميناء لاستقبال وتصدير مجموعة متنوعة من البضائع بما في ذلك المواد الخام والسلع الاستهلاكية والمنتجات النفطية، كما يعتبر الميناء مركزا رئيسيا للبضائع النفطية الإيرانية التي تصدر إلى الأسواق العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يقع ميناء رجائي بالقرب من مضيق هرمز، وهو الممر البحري الذي يشكل نقطة العبور الرئيسية للنفط الخام المصدر من منطقة الخليج إلى الأسواق العالمية. ويشهد هذا المضيق حركة مرور نحو 20% من التجارة النفطية العالمية، مما يزيد من أهمية المنطقة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store