
تكتيك مفاجئ.. كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟
لا شك أن الطائرات المسيّرة أضحت خلال السنوات القليلة الماضية، سلاحاً فتاكاً في الحروب، لاسيما لصغر حجمها وصعوبة رصدها واكتشفافها، فضلا عن قدرتها على توجيه ضربات قوية.
إلا أن "إطلاقها من قبل أراضي العدو" يحمل تأثيراً مضاعفاً عسكريا ومعنوياً أيضا، تماما كما فعل الأوكرانيون قبل أسابيع حين استهدفوا 4 مطارات روسية بعدما أدخلوا شاحنات محملة بالمسيرات.
الأمر عينه، شهدته إيران، بعدما نشر الجيش الإسرائيلي مشاهد لعناصر من الموساد يطلقون المسيرات من قلب إيران، يوم الجمعة الماضي.
ففي خطو مفاجئة، هاجمت المسيرلاات الإسرائيلية التي انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية عدة مواقع عسكرية، ما عد تكتيكًا جديدًا في فن الحروب المتطور باستمرار، وفق ما أوضح مسؤولون وخبراء أسلحة
تكتيك جديد
فبعدما كانت أعمال التجسس والعمليات السرية جزءًا من الصراعات والحروب، شكل تصنيع أو نشر الطائرات المسيرة خلف خطوط العدو خطوة مفاجئة وتكتيكاً جديدا
فيوم الجمعة الماضي، تكرر السيناريو الأوكراني الروسي في إيران، إذ قام عملاء استخبارات إسرائيليون بتهريب مسيرات إلى الداخل الإيراني، ما أعطى إسرائيل تفوقاً مهماً.
وفي السياق، رأى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أساف أوريون، والمحلل الاستراتيجي الدفاعي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن هذا الأمر أجبر الإيرانيين على مراقبة الجبهات الخارجية والداخلية على السواء. وقال "هذا يعني أن على طهران ألا تنظر فقط إلى الغرب لترى ما الذي سيأتي، بل إلى الداخل أيضا"، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"
ثمرة سنوات طويلة
فيما كشف ذمسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية السرية جاءت ثمرة سنوات طويلة من العمل، شملت عمليات كوماندوز داخل طهران، التي تعرضت لضربات قوية يوم الجمعة، وانفجارات طالت مباني سكنية واغتيالات.
بينما رجّح عدد من الخبراء أن تكون بعض الطائرات المسيّرة التي استُخدمت من نوع الكوادكوبتر (أربع مروحيات)، بعضها صغير نسبيًا لكنه قادر على حمل قنابل أو أسلحة أخرى.
من جهته، رأى فرزان ثابت، المحلل المختص في الشؤون الإيرانية وأنظمة الأسلحة في معهد الدراسات العليا في جنيف: "أن المسيّرات ما هي إلا أدوات في نهاية المطاف، وطريقة استخدامها تعتمد على مستوى الحنكة والإبداع. لذا فهذا تطوّر طبيعي ومجرد لمحة عما هو قادم"
كما اعتبر أن الطائرات المسيّرة قد تصبح سلاحًا مهما بشكل خاص في العمليات السرية، إذا أمكن تهريبها إلى أراضي العدو على مراحل، كقطع مفككة، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة."
"تطوير وسائل التصدي لها"
لكنه أوضح أنه "مع تطور حروب الطائرات المسيّرة، ستتطور أيضًا وسائل التصدي لها، سواء من خلال حلول بسيطة، مثل تغطية المعدات العسكرية والدفاعية بأغطية محصنة، أو عبر أنظمة متطورة تُسقِط الطائرات المسيّرة بالأسلحة أو التشويش عليها."
وأضاف ثابت أن إيران تعمل على تطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات بقدرة "رؤية بزاوية 360 درجة للتهديدات القادمة"، والتي إذا كانت تعمل فعليًا، لكان يفترض أن تكتشف الهجمات القادمة من السماء مثل الصواريخ الباليستية، أو من طائرات مسيّرة تُطلَق من بضع كيلومترات فقط،"
يبقى الأكيد أن أوجه التشابه بين عمليات تهريب الطائرات المسيّرة التي نفذتها إسرائيل وأوكرانيا توحي بأن هذه التكتيكات ستُستخدم في نزاعات أخرى، على الأقل حتى تظهر استراتيجيات حربية أحدث وأكثر تخفيًا أو قوة، وفق ثابت
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في خطاب مساء الجمعة أن عنصر المفاجأة كان أساسياً في الهجوم الذي نفذ ضد إيران، معتبرا أنه جوهر النجاح
كما قارن نتنياهو هذا الهجوم السري بآخر نفذته إسرائيل في سبتمبر الماضي في لبنان، عندما استُخدمت أجهزة بيجر وأجهزة اتصال محمولة مليئة بالمتفجرات لاستهداف عناصر حزب الله، وقد استشهد خبراء استخبارات بذلك الهجوم أيضا في أوائل الشهر الحالي بعد ضربة أوكرانيا المفاجئة في روسيا، كمثال على مدى تغيّر أساليب الحرب بسبب التكنولوجيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء السعودية
منذ 27 دقائق
- الأنباء السعودية
عام / محافظ الطائف يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الشثري
الطائف 19 ذو الحجة 1446 هـ الموافق 15 يونيو 2025 م واس استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز محافظ الطائف اليوم، معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد بن ناصر الشثري، الذي قدم للسلام على سموه. ورحب سموه في بداية اللقاء بمعاليه، مؤكدًا اهتمام القيادة الرشيدة -حفظها الله- في كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، وما تقدمه الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء من أعمال جليلة ممثلة بأصحاب الفضيلة الكرام من العلماء والمشايخ.


عكاظ
منذ 33 دقائق
- عكاظ
عين إسرائيل على «جبل الهلاك» في إيران
يطلق عسكريون إسرائيليون على منشأة تخصيب اليورانيوم «فوردو» النووية الإيرانية اسم جبل الهلاك، بسبب قوة تحصينها، ووجودها على عمق نصف كيلومتر تحت جبل، ومحاطة بأنظمة دفاع جوي، وتقع بشكل رمزي بالقرب من مدينة قُم الدينية القديمة. وترى طهران في فوردو، رغم اعترافها بتعرضها للقصف، رمزاً لرغبتها في حماية برنامجها النووي، الذي صُمم ليصمد أمام هجوم مباشر شامل، مع الحفاظ على عدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب بما يسمح لها بإنتاج سلاح نووي محتمل، أو تنفيذ ما يُعرف بالاختراق النووي، وفق ما أوردت «فاينانشيال تايمز». وحسب تقرير للصحيفة البريطانية، نشر اليوم (الأحد)، فإن منشأة فوردو بُنيت تحت صخور صلبة، وأُحيطت بجدران خرسانية مسلحة، ما يجعلها بمنأى عن مدى التدمير الذي قد تلحقه الأسلحة الإسرائيلية المعروفة، وتمثل أيضاً انعكاساً لحالة قلق استراتيجي تعيشها إيران. ونقلت عن الباحث البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية بهنام بن طالبلو قوله: «فوردو هي كل شيء في الأنشطة النووية الإيرانية». وأظهر تحليل لمؤسسة معهد العلوم والأمن الدولي باستخدام صور أقمار اصطناعية أن قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في نطنز ربما تكون أصبحت غير صالحة للاستخدام بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بإمدادات الكهرباء. ويعتقد الخبير في الشأن الإيراني لدى معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب داني سيترينوفيتش أن فوردو ستكون هدفاً صعباً من دون دعم أمريكي، مؤكداً أن المنشأة محصنة بشدة وتقع في عمق جبل. وقال إن إيران لم تقترب بعد من نقطة الصفر (أي التدمير الكامل لبرنامجها النووي).. فهي لا تزال تحتفظ بقدرات كبيرة، لافتاً إلى أن «فوردو» ستكون الهدف الأصعب، وربما الأخير، في الحملة الجوية الإسرائيلية. وتشير تقديرات معهد العلوم والأمن الدولي إلى أن منشأة فوردو قادرة على تحويل كامل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، الذي قدر حجمه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو بـ408 كيلوغرام، إلى يورانيوم صالح لصنع 9 قنابل نووية في غضون 3 أسابيع فقط. وتوقع المعهد أن تتمكن إيران من إنتاج أول كمية (25 كيلوغراماً) من اليورانيوم المخصب بدرجة تصلح لصنع سلاح نووي داخل منشأة فوردو في غضون يومين إلى 3 فقط. ما الفرق بين فوردو ونطنز؟ تكشف الفروقات بين فوردو ونطنز جانباً كبيراً من تاريخ البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب الجهود متعددة الأطراف التي بُذلت لتقييد أنشطة التخصيب، بهدف منع تنفيذ الهجمات من النوع الذي شنته إسرائيل هذا الأسبوع. وأعلنت إيران منشأة نطنز أمام الأمم المتحدة في 2003. ورغم احتوائها على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، وصُممت لتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، لكن بدرجات منخفضة. وتخضع للتفتيش الدوري من قبل الوكالة الدولية، وهي أكثر ملاءمة للاستخدام المدني، وتقع على عمق لا يتجاوز 20 متراً فقط. فيما تتميز فوردو بصلابة جيولوجية تجعل قاعاتها غير قابلة للاختراق أمام القنابل التقليدية المحمولة جواً، بما في ذلك القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة. وشيدت منشأة فوردو بشكل سري، إلى أن كُشف عنها في سبتمبر 2009 في لحظة مثيرة، حين رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السرية عن معلومات استخباراتية أظهرت أن إيران أقامت منشأة سرية داخل جبل لا تتسق مع برنامج سلمي. وشكل هذا الكشف صدمة كبيرة، وأثار انتقادات نادرة من روسيا وتحذيرات من الصين. وباتت فوردو محوراً للجهود الدولية التي تهدف لتقييد البرنامج النووي الإيراني. وأسفرت هذه الضغوط عن تشديد العقوبات الأممية، وأفضت إلى التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 مع القوى الكبرى، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا. وفي مقابل تخفيف العقوبات، وافقت إيران على تحويل فوردو إلى مركز أبحاث، وتحديد عدد أجهزة الطرد المركزي فيها، ووقف التخصيب لمدة 15 عاماً، والسماح بآليات رقابية مشددة من قبل المفتشين الدوليين، لكن واشنطن انسحبت من الاتفاق. وبعد انفجار وقع في نطنز عام 2021، اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراءه، وتسبب في تدمير قدرات التخصيب، فعلت طهران أجهزة الطرد المركزي في فوردو، وبدأت في تحويل مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى درجة نقاء تبلغ 60%، وهي نسبة يمكن من خلالها الوصول إلى درجة التخصيب اللازمة لصناعة قنبلة خلال أيام. وحسب محللين، فإن فوردو قد تتحول، إذا لم تُدمر خلال الهجمات الإسرائيلية، إلى بؤرة جهود الاختراق النووي الإيراني. وقد تنسحب طهران من معاهدة عدم الانتشار النووي، وتوقف تعاونها مع الوكالة الدولية، وتبدأ بتصنيع قنبلة نووية بسرعة. وسبق أن هددت طهران بهذا السيناريو في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم، رغم أن مثل هذه الخطوة قد تدفع الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً إلى جانب إسرائيل. أخبار ذات صلة


الأنباء السعودية
منذ 42 دقائق
- الأنباء السعودية
سياسي / سمو وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًّا من وزيرة خارجية كندا
الرياض 19 ذو الحجة 1446 هـ الموافق 15 يونيو 2025 م واس تلقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اتصالًا هاتفيًّا اليوم، من معالي وزيرة خارجية كندا السيدة أنيتا أناند. وجرى خلال الاتصال بحث المستجدات في المنطقة، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. //انتهى//18:53 ت مـ 0141