
"قلب كريم".. مجوهرات فاخرة لدعم العمل الإنساني بتعاون عالمي بين الشارقة ولندن
#منوعات
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة ومؤسسة "القلب الكبير"، الإطلاق الرسمي لمجموعة المجوهرات الفاخرة والحصرية "قلب كريم". وتأتي هذه المجموعة ثمرة تعاون فريد بين مجلس "إرثي"، مؤسسة "القلب الكبير"، وعلامة المجوهرات البريطانية العريقة "أسبري" (Asprey)، وتُخصص عائداتها بالكامل لدعم المشاريع الإنسانية التي تنفذها مؤسسة "القلب الكبير" لمساعدة اللاجئين والنازحين والمجتمعات المحتاجة حول العالم.
قلادة آسرة من اليشم الإمبراطوري بقطع مستطيلة مرصعة بالألماس ومزينة بإطار من وحي التلي وتتدلى تحتها خيوط من لآلئ الخليج العربي والجمشت والعقيق الأحمر ومصنوعة من الذهب الأصفر
إلهام تراثي وقيمة استثنائية:
استلهمت مجموعة "قلب كريم" تصاميمها من حرفة التلي الإماراتية التقليدية، وتضم 20 قطعة مجوهرات فاخرة. تتميز المجموعة باستخدام الجاديت الملكي عالي النقاء كعنصر أساسي، وهو حجر كريم نادر من اليشم عالي الجودة بلونه الأخضر الزمردي النقي، ويُعد من أثمن أنواع اليشم في العالم. بالإضافة إلى الجاديت، تُرصّع القطع بالذهب عيار 18 قيراط، والألماس، والجمشت، واللؤلؤ الطبيعي. وتشمل المجموعة خواتم وقلائد وأقراط وأساور وخلاخيل وعقود مصنوعة من خرز الجاديت.
تتجاوز القيمة السوقية للمجموعة 9.7 مليون جنيه إسترليني، وهي قيمة ارتفعت بشكل ملحوظ بفضل الصفاء النادر لأحجار الجاديت المستخدمة. فقد تبرعت "أسبري" بـ 1000 غرام من الجاديت الملكي عالي النقاء، وكان من المتوقع أن تنتج هذه الكمية 12 قطعة بقيمة تقديرية تبلغ حوالي 4 ملايين جنيه إسترليني. إلا أن نسبة الشوائب المنخفضة جداً في الأحجار (7% مقارنة بالنسبة الاعتيادية البالغة 40%) أتاحت تصميم 20 قطعة، مما ضاعف القيمة الإجمالية المتوقعة للمجموعة.
قلادة من اليشم الإمبراطوري بلونه الأخضر المتألق ولآلئ الخليج العربي وخرز الجمشت وفواصل الذهب والألماس
تحالف للخير والإبداع ورسالة الشارقة الإنسانية:
أكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي أن إطلاق مجموعة "قلب كريم" يجسد رؤية الشارقة في بناء مؤسسات لا تقتصر على وظائفها الإدارية التقليدية، بل تكون مشاريع حيوية تحمل قيم الإمارة في العطاء والتعاون ومساندة المحتاج. وأشارت سموها إلى أن الشارقة حرصت منذ البداية على أن تقترن فعاليات الجمال بالعمل الخيري، وهو مبدأ لم يتغير وأسس لثقافة مؤسساتها وخلق بعداً إنسانياً لفعالياتها يتفاعل مع قضايا العالم ويسهم في صياغة مستقبل أكثر عدلاً وتكافلاً.
وشددت سموها على أن التعاون بين "إرثي" و"القلب الكبير" و"أسبري" يؤكد أهمية تضافر الجهود لدعم القضايا الإنسانية. واعتبرت أن اجتماع جهات تعنى بالتراث والعمل الإنساني والتصميم العالمي لتقديم مشروع إبداعي إنساني مثل "قلب كريم" يعني أن العطاء الإنساني هو القاعدة المشتركة التي تجمع، وأن الفنون تتجاوز دورها التعبيري لتصبح أداة دعم وتمكين واستثمار يضاعف أثر الخير.
من جانبه، أكد جون ريغاس، الرئيس التنفيذي لشركة "أسبري"، على التناغم بين قيم الشركة وقيم "إرثي" ومؤسسة "القلب الكبير" فيما يتعلق بالاستدامة والتراث الحرفي والعمل الإنساني، معرباً عن فخره بالمساهمة في تصميم مجموعة تُكرِّم التراث الإماراتي وتُجسِّد الالتزام المشترك بإحداث فرق في حياة المحتاجين.
ريم بن كرم
وأوضحت ريم بن كرم، المدير العام لمجلس إرثي للحرف المعاصرة، أن حرص سمو الشيخة جواهر القاسمي على أن يكون للمجلس امتدادات عالمية وآثار إنسانية نبيلة أدى إلى بناء شراكات استراتيجية مع أعرق العلامات العالمية التي تشارك "إرثي" الإيمان بأن الفن رسالة سامية وغايته تمكين المجتمعات وغرس القيم النبيلة. وأكدت أن استلهام "أسبري" لتصاميم المجموعة من حرفة التلي يؤكد أهمية جهود "إرثي" في حفظ التراث الإماراتي وتحويله إلى فنون ومنتجات معاصرة.
علياء عبيد المسيبي
بدورها، أشارت علياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، إلى أن الشراكة في إنتاج مجموعة "قلب كريم" تجسد مفاهيم الاستدامة والإبداع في حشد الموارد والطاقات لخدمة الإنسان والمجتمعات. وأكدت أن هذه الشراكة تعبر عن الوظيفة الحقيقية للفن والدور الأصيل للتراث في أن يكونا رسالة تغيير وطموحاً نحو عالم يتجلى فيه الجمال من خلال كرامة الإنسان وصون حقوقه.
مزاد خيري صامت وفرصة للمساهمة:
شهدت سمو الشيخة جواهر القاسمي المزاد الخيري الصامت على قطع مجوهرات مجموعة "قلب كريم"، والذي أُقيم في فندق "ذا تشيدي البيت" في الشارقة. ويشكل هذا المزاد فرصة استثنائية لاقتناء قطع محدودة الإصدار تجمع بين التميز الحرفي لعلامة عالمية والهوية التراثية الإماراتية والرسالة الإنسانية النبيلة للمجموعة. يمنح المزاد المشاركين فرصة لإحداث أثر ملموس في حياة الآخرين من خلال اقتناء قطع لا تقتصر قيمتها على الجمال، بل تسهم في دعم المشاريع الإنسانية لمؤسسة القلب الكبير. تستمر فرصة المشاركة في المزاد حتى تاريخ 19 مايو الحالي.
"قلب كريم".. مجوهرات فاخرة لدعم العمل الإنساني بتعاون عالمي بين الشارقة ولندن
نموذج عالمي للتعاون من أجل الإنسانية:
تمثل اتفاقية التعاون التي جمعت "إرثي" و"القلب الكبير" و"أسبري"، والتي تم توقيعها في لندن عام 2024، نموذجاً عالمياً فريداً لتضافر جهود المؤسسات الحرفية والإنسانية والعلامات التجارية العريقة لدعم القضايا النبيلة. وتشكل الاتفاقية حافزاً للشركات والمؤسسات حول العالم لابتكار مبادرات تخدم الإنسان والقضايا الإنسانية.
تجسد مجموعة "قلب كريم" رسالة إمارة الشارقة ودولة الإمارات في الجمع بين الحداثة والأصالة، والجمال والإبداع، والإرادة الإنسانية القادرة على إحداث تغيير إيجابي في حياة الملايين حول العالم. كما تشكل دعوة مفتوحة للمؤسسات والشركات والعلامات التجارية عالمياً للشراكة في دعم الأهداف النبيلة ذات الأثر المستدام على حياة الأفراد والمجتمعات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
بريطانيا تعيد بناء علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي
لندن (وكالات) توصلت بريطانيا، أمس، إلى تفاهم جديد لضبط العلاقات الدفاعية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي، في فترة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي «بريكست». وبعد ما يقرب من 9 سنوات من تصويتها على مغادرة الاتحاد الأوروبي، ستشارك بريطانيا، ثاني أكبر مُنفق على الدفاع في أوروبا، في مشروعات مشتريات مشتركة، إذ اتفق الجانبان على تسهيل وصول المواد الغذائية والزوار البريطانيين إلى الاتحاد الأوروبي، ووقعا اتفاقية صيد جديدة. واتفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي، على العمل من أجل التوصل إلى اتفاق يُسهّل على الشباب العيش والعمل في جميع أنحاء القارة، إذ يعد الاتفاق جزءاً من عملية إعادة ضبط أوسع للعلاقات بين الطرفين، في مرحلة ما بعد «بريكست». وأكدت بريطانيا أن إعادة ضبط العلاقات مع أكبر شريك تجاري لها، من شأنها أن تُخفّض البيروقراطية المفروضة على مُنتجي الأغذية والزراعة، مما يُخفّض أسعار الغذاء، ويُحسّن أمن الطاقة، ويُضيف ما يقرب من 9 مليارات جنيه إسترليني (12.1 مليار دولار) إلى الاقتصاد بحلول عام 2040. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إن اتفاق الدفاع والتجارة الجديد مع الاتحاد الأوروبي يمثل عهداً جديداً في علاقتهما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست». وأضاف في تصريحات صحافية: «هذه أول قمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتُمثل عهداً جديداً في علاقتنا، وهذا الاتفاق مربح للطرفين، إذ يمنحنا وصولاً غير مسبوق إلى سوق الاتحاد الأوروبي». من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتفاقيات التي أُعلن عنها خلال قمة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تُرسل رسالة مفادها أن «دول أوروبا متحدة». وقالت فون دير لاين: «الرسالة التي نوجهها للعالم اليوم هي أنه في ظل عدم الاستقرار العالمي، وبينما تواجه قارتنا أكبر تهديد تواجهه منذ أجيال، فإننا في أوروبا متحدون». وأجبرت الرسوم الجمركية الأميركية، إلى جانب التحذيرات بضرورة بذل أوروبا المزيد من الجهد لحماية نفسها، الحكومات في جميع أنحاء العالم على إعادة التفكير في العلاقات التجارية والدفاعية والأمنية، مما قرب المسافات بين ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره من القادة الأوروبيين.


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. اتفاق غير مسبوق يدشن لـ«ما بعد بريكست»
تم تحديثه الإثنين 2025/5/19 06:18 م بتوقيت أبوظبي أبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقا دفاعيا وتجاريا دشن لمرحلة ما بعد خروج المملكة المتحدة من التكتل. ويحدد الاتفاق "غير المسبوق"، وفقا لـ"فرانس برس"، ملامح "علاقات أوثق" بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في مجالي الدفاع والتجارة، ويفتح فصلا جديدا بعد خروج المملكة المتحدة المثير للجدل من التكتل قبل خمس سنوات. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الاثنين، إن الاتفاق "يمثل حقبة جديدة في العلاقات بين الجانبين" بعد البريكست. وأضاف في تصريحات للصحفيين "هذه أول قمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. إنها تمثل حقبة جديدة في علاقتنا، وهذا الاتفاق يعود بالنفع على الطرفين". وأوضح أن الاتفاق الذي وصفه بأنه منصف "يمثل بداية عصر جديد في علاقتنا. نحن نتفق على شراكة استراتيجية جديدة تناسب متطلبات زمننا"، مشيرا إلى أن الاتفاق جيد للطرفين. وأكد أن المملكة المتحدة ستجني "فوائد حقيقية وملموسة" في مجالات مثل "الأمن والهجرة غير النظامية وأسعار الطاقة والمنتجات الزراعية والغذائية والتجارة"، بالإضافة إلى "خفض الفواتير وتوفير فرص العمل وحماية حدودنا". من ناحيتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتفاق يبعث برسالة مفادها أن الدول الأوروبية متحدة. وأضافت في تصريحاتها للصحفيين "الرسالة التي نوجهها للعالم اليوم هي أنه... في وقت يسود فيه عدم الاستقرار العالم وتواجه قارتنا أكبر تهديد لها منذ أجيال، فإننا في أوروبا متحدون". وأكد أن "هذا يوم مهم لأننا نطوي الصفحة ونفتح فصلا جديدا. هذا أمر بالغ الأهمية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، لأننا نتشارك في الرؤية والقيم نفسها". ومن المفترض أن تؤدي شراكة الدفاع إلى إجراء محادثات أمنية بشكل أكثر انتظاما، مع احتمال مشاركة بريطانيا في بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي، فضلا عن إمكانية استفادة لندن الكاملة من صندوق دفاع بقيمة 150 مليار يورو (167 مليار دولار) اتفقت دول التكتل على إنشائه. واتفق الجانبان على رفع القيود المفروضة على الصادرات البريطانية إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ27، مقابل تمديد بريطانيا حقوق الصيد للاتحاد الأوروبي في مياهها الإقليمية لمدة 12 عاما إضافيا. وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات جرت خلال الليل وتم خلالها تجاوز الخلافات في قضايا رئيسية. وقالت المملكة المتحدة إن الاتفاق الاقتصادي الجديد مع الاتحاد الأوروبي يخفف من إجراءات التفتيش الجمركي على المنتجات الغذائية والنباتية بما يسمح "من جديد بحرية تدفق السلع". وأضافت رئاسة الحكومة البريطانية (داونينغ ستريت) في بيان أن هذا الاتفاق سيضيف "ما يقرب من 9 مليارات جنيه إسترليني" (12 مليار دولار) إلى الاقتصاد البريطاني بحلول عام 2040. ووقع الجانبان اتفاق "الشراكة الأمنية والدفاعية" في ختام اجتماع اليوم الإثنين ضم إلى جانب ستارمر وفون دير لاين، رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد كايا كالاس. وتم التوقيع كذلك على بيان مشترك بشأن التضامن الأوروبي ووثيقة تفاهم بشأن قضايا تتراوح من التجارة إلى الصيد وتنقل الشباب. وبموجب الاتفاق النهائي، تُبقي بريطانيا مياهها مفتوحة أمام الصيادين الأوروبيين لمدة 12 عامًا بعد انتهاء صلاحية الاتفاق الحالي في عام 2026، مقابل تخفيف دول الاتحاد السبع والعشرين القيود البيروقراطية على واردات السلع الغذائية من المملكة المتحدة إلى أجل غير مسمى. وفيما يتعلق بمسألة تنقل الشباب، اتفق المفاوضون على صياغة عامة تُؤجل المساومة إلى وقت لاحق. وتخشى لندن أن يُؤدي أي برنامج لتنقل الشباب إلى عودة حرية التنقل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ورفض ستارمر العودة إلى حرية الحركة الكاملة، لكنه منفتح على برنامج تنقل يتيح لبعض الشباب البريطانيين والأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا الدراسة والعمل في المملكة المتحدة وبالعكس. وتأتي المحادثات في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لزيادة التسلح في مواجهة التهديد من روسيا والمخاوف من تراجع الولايات المتحدة عن المساهمة في حماية أوروبا في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لكن العديد من التفاصيل المتعلقة بالشراكة الدفاعية ستترك لتنجز لاحقا. وستتطلب إزالة القيود أمام المملكة المتحدة وصناعتها الدفاعية للاستفادة من برامج الاتحاد الأوروبي مثلا، اتفاقا إضافيا. وترتبط بريطانيا أصلًا بعلاقات دفاعية متشابكة مع 23 من دول الاتحاد الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لذلك تعد شراكة الدفاع الجزء الأسهل من الاتفاقات المطروحة. وقالت أوليفيا أوسوليفان، مديرة برنامج المملكة المتحدة في العالم بمركز تشاتام هاوس للأبحاث إن الاتفاق هو "الخطوة التالية نحو تعاون أوثق لكنه لا يمثل حلا للعديد من القضايا العالقة". aXA6IDkyLjExMy4xMzMuMjQxIA== جزيرة ام اند امز AU


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
أداة ذكاء اصطناعي للحكومة البريطانية تجتاز الاختبار بنجاح
أعلنت الحكومة البريطانية، في يناير 2025، عن تحول استراتيجي: جعل الذكاء الاصطناعي رافعة مركزية في تغيير كبير يدعم الخدمات العامة. وقد تحقق هذا الطموح، بدعم من وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا، من خلال إطلاق أداة "Humphrey"، وهي مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة لموظفي الخدمة المدنية. في 14 مايو الجاري، أجرت الوزارة رسميًا أول اختبار حاسم لأحد هذه الحلول، وهو برنامج Consult، المقرر إتاحته قريبًا في جميع الدوائر الحكومية رغم أنه لا يزال قيد التطوير. تجربة أولى استخدمت أداة Consult لأول مرة ضمن استشارة من الحكومة الاسكتلندية بشأن تنظيم الإجراءات التجميلية غير الجراحية التي تزداد شعبية. حيث تعاملت أداة الذكاء الاصطناعي مع ما يقرب من 2000 إجابة في غضون ساعات قليلة، وحددت الموضوعات الرئيسية المرتبطة بكل من الأسئلة الستة المفتوحة. وتبين أن النتائج "متطابقة تقريبا" مع نتائج التحليل البشري التقليدي، حيث وجد خبراء الحكومة المكلفون بالتحقق من الموضوعات اختلافات لا تذكر في الترتيب النهائي. وبقياسه، اعتُبر أداء الذكاء الاصطناعي مرضياً، وذو موثوقية وفعالية. وقال بيتر كايل وزير العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطاني "لا ينبغي لأحد أن يهدر وقته في شيء يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به بشكل أسرع وأفضل، ناهيك عن إهدار ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب من خلال الاستعانة بمصادر خارجية للمقاولين لإنجاز هذا النوع من العمل". في الممارسة العملية، لا يحل برنامج Consult محل الموظفين الحكوميين، بل يساعدهم: فهو يقدم تصنيفًا أوليًا يمكن تحسينه. وبذلك، يحتفظ المحللون بالسيطرة على الحكم النهائي. وبحسب الملاحظات الأولية، فإن هذا الترابط جعل من الممكن توفير الوقت بشكل أسرع لاستكشاف الفروق الدقيقة النوعية، مع الحد من تحيز التفسير الفردي. بحسب وزارة وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطانية، إذا تم نشر هذه الأداة في أكثر من 500 استشارة تجريها الحكومة كل عام، فمن الممكن أن توفر ما يعادل 75 ألف يوم عمل من التحليل، أو حوالي 20 مليون جنيه إسترليني من تكاليف الرواتب. ومن خلال تقليل التأخير، ستسمح الأداة أيضًا لصناع القرار بدمج ردود الفعل العامة بسرعة أكبر، مما يساهم في إدارة أكثر استجابة للسياسات العامة. اقرأ أيضا... "الذكاء الاصطناعي" يتعلم فهم الصور الطبية وقراءتها همفري (Humphrey): مجموعة الذكاء الاصطناعي لحكومة أكثر مرونة لا تقتصر مجموعة الذكاء الاصطناعي الداخلية "همفري" على أداة Consult. حيث تتضمن هذه الحزمة عدة أدوات تهدف إلى تبسيط عمل الحكومة البريطانية: Parlex: تقوم هذه الأداة بتحليل المناقشات البرلمانية لتوجيه السياسات العامة بشكل أفضل. Minute: يضمن هذا النموذج تسجيل وتلخيص الاجتماعات الرسمية. Redbox: مساعد توليدي مصمم للمساعدة في صياغة الوثائق الإدارية. Lex: يسهل البحث القانوني من خلال تحليل القوانين ذات الصلة. تأمل الحكومة البريطانية، من خلال هذه التقنيات، في تقليل اعتمادها على المقاولين، مع تحسين إنتاجية وكفاءة الموظفين المدنيين. خطة تحول طموحة يعد دمج مجموعة "همفري" (Humphrey) للذكاء الاصطناعي جزءا من استراتيجية أوسع لتحديث الخدمة العامة في بريطانيا، وهي الاستراتيجية التي تم تقديمها في يناير الماضي كجزء من "خطة التغيير"، والتي من شأنها أن تمكن الحكومة من تحقيق 45 مليار جنيه إسترليني من المدخرات سنويا. وأعلنت السلطات أيضًا عن نشر خارطة طريق رقمية وذكاء اصطناعي لتنظيم هذا التطور. يضيف الوزير كايل "بعد أن أثبت همفري هذه النتائج الواعدة، فإنه سيساعدنا على خفض تكاليف الحوكمة وتسهيل جمع ومراجعة شاملة لما يقوله لنا الخبراء والجمهور حول مجموعة من القضايا الحرجة"، مؤكدا "اتخذت الحكومة الاسكتلندية خطوة أولى جريئة. قريباً جداً، سأستخدم برنامج Consult في وزارتي، وسوف يستخدمه آخرون أيضاً، مما يسرع عملنا على تنفيذ خطة التغيير". ورغم هذه التجربة الأولى الناجحة، ستخضع أداة Consult للذكاء الاصطناعي إلى المزيد من الاختبارات والتقييمات على نطاق واسع في بريطانيا في الأشهر المقبلة قبل إتاحتها نهائيا لموظفي الخدمة العامة.