
من كيليان مبابي إلى كريستيانو رونالدو
وتلقي كليان مبابي في أبريل الماضي، بحسبما أكدته شبكة "The Athletic" وابلاً من ال صفارات خلال فوز الملكي على أتلتيك بلباو، في مباراة أعقبت خروجاً مؤلماً من رُبع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام آرسنال.
المثير أن المهاجم الفرنسي مبابي لم يكن استثناء، فقد سبقه في ذلك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ، وحارس مرمي الماتدور إيكر كاسياس، حتى الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو.
وفي إنجلترا، يُطلق الجمهور صيحات الاستهجان شديدة، أما في إسبانيا فاللغة الأولى للاعتراض هي ال صفارات ، وهو تقليد له جذور تتجاوز ملاعب كرة القدم تمتد إلى عالم مصارعة الثيران، حيث يعبر الحضور عن استيائهم من أداء الماتادور الإسباني عبر الصفير.
لكن، لا مكان يعبِّر فيه الجمهور عن استيائه بهذه الطريقة أكثر من العاصمة المدريدية، التي لطالما اشتهرت بجمهور أكثر حدة من غيرها في مدن إسبانية أخرى.
وهذا السلوك يعود إلى القرن الماضي، حيث سجلت أولى الحالات في مباريات ريال مدريد ، وكانت من نصيب اللاعب جاسبار روبيو الذي تعرض ل صفارات شديدة بعد عودته من رحلة غير مصرح بها إلى كوبا والمكسيك عام 1932.
وكانت أولى الحالات البارزة، جاءت في خمسينات القرن الماضي، وتحديداً في عهد الهيمنة الأوروبية الأولى للنادي، الجناح فرانشيسكو "باكو" خينتو الذي بقي لسنوات اللاعب الوحيد في التاريخ المتوج ب 6 بطولات دوري أبطال أوروبا ، حيث واجه بداية صعبة للغاية، حيث عده البعض "سريعاً لدرجة أنه يترك الكرة خلفه".
وكانت فكرة النادي فى إعادته إلى فريقه السابق، راسينج سانتاندير، قبل أن يتدخل دي ستيفانو، ويقنع الرئيس نادي ريال مدريد بمنحه فرصة ثانية.
ومع ذلك، حتى دي ستيفانو نفسه الذي ظلّ هدافاً تاريخياً للنادي لسنوات لم ينجُ من صفارات الجمهور، وففي عام 1962، وبعد ظهوره في إعلان تجاري صادم للمجتمع الإسباني، استقبل اللاعب ب صفارات استهجان في أول مباراة له على أرضية " سنتياجو البرنابيو"، ليرد بهدفين قاد بهما الملكي للفوز 3 - 2 على أتلتيك بلباو.
وتأتي الضغوط النفسية في ريال مدريد من الجمهور فحسب، بل تتعزز بتغطية إعلامية مكثفة تخلق بيئة خانقة، وفقاً لما يؤكده خورخي فالدانو ، اللاعب والمدرب والمدير العام السابق للنادي.
وقال خورجي فالدانو ، أن اللعب في ريال مدريد يتطلب أن تكون دائماً في حالة دفاع عن النفس، وكنت ألعب فيها والجماهير كانت ضدي بالكامل، ومع ذلك قدمت أفضل موسم في حياتي، وتوجت بالدورين وكأس الاتحاد الأوروبي، و كأس العالم.
بينما أكد ميشيل جونزاليس ، أنه في مباراة ضد إسبانيول عام 1989، وبعد خسارة مذلة من ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ، قرر مغادرة الملعب احتجاجاً على ال صفارات رغم أن الفريق كان قد حسم لقب "الليجا".
وتابع: "في يوم احتفالي، لم يغفروا لي، وشعرت حينها بأنني مدريد قبل أن أكون محترفاً، ولهذا السبب آذاني الأمر".
وفي القرن الواحد والعشرين، لم يسلم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ، من هذه ال صفارات.
وفي 2017، استهدفت الجماهير رونالدو ، بعد لمسة خاطئة للكرة أمام ريال سوسيداد ، ورداً بعبارات غاضبة تجاه الجمهور التقطتها الكاميرات، زميله حينها، سيرجيو راموس، حاول تهدئته.
أما الويلز جاريث بيل ، فكان ضيفاً دائماً على صفارات الجمهور طوال سنواته الأخيرة مع ريال مدريد ، ما دفع زميله كاسيميرو للتعليق قائلاً: "إنهم يصفرون على جزء من تاريخ النادي".
وأبدى جاريث بيل ، استغرابه من هذه الثقافة التي يواجها فى مدريد، "عندما لا تسير الأمور كما يجب، تنتظر من جمهورك دعماً، لكنهم يصفرون، فيزداد الأمر سوءاً".
ولم يفلت المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو من صافرة الاستهجان، فخلال فترة توتره مع جمهور " سنتياجو البرنابيو" بين 2010 و2013، وجهت إليه صفارات مباشرة، فرد عليها علناً: "زيدان تلقى صفارات ، وكذلك رونالدو ، وأنا أيضاً، إنها المرة الأولى لي، لا بأس".
وواجه حارس مرمى الملكي والماتادور الإسباني إيكر كاسياس، نفس المصير في أواخر مسيرته، خصوصاً في موسم 2014 - 2015، حين استهدفه الجمهور بعد تدهور العلاقة مع جوزيه مورينيو ، وسط اتهامات بتسريب معلومات للإعلام عن النادي.
ويقول فالدانو ، "منذ أن ترتدي قميص ريال مدريد في الفئات السنية، تبدأ المعاناة مع توقعات الجمهور، حتى الأطفال الصغار يعلمون أن ارتداء هذا القميص يعني مواجهة جماهير لا ترحم".
ولا يزال الضغط حاضراً في العصر الحديث، بل ازداد مع مشروع تجديد سنتايجو البرنابيو الضخم بتكلفة تجاوزت مليارَي دولار، ومجموعة من النجوم مثل كليان مبابي ، وفينيسيوس جونيور، وجود بيلينجهام. وبعد الهزيمة الكبيرة التي تلقها الفريق 2 - 5 في نهائي كأس السوبر أمام برشلونة، تعرّض المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وعدد من اللاعبين ل صفارات عند إعلان أسمائهم في مباراة الكأس التالية، ليرد مدرب ريال مدريد بأن "ال صفارات كانت جرس إنذار مقبول".
وواجه البرازيلي فينيسيوس جونيور نفسه استياء الجماهير، وفي إحدى المباريات اختار ألا يحتفل معهم بعد تسجيله هدفاً أُلغي لاحقاً.
أما كليان مبابي ، فقد طاله الاستهجان مجدداً عقب الإقصاء الأوروبي، رغم غيابه عن المباراة التالية، حيث قوبلت صورته على الشاشات ب صفارات صاخبة وشديدة .
وسارة مارتينيز دي إسبيخو، أن هذه ال صفارات أثرت علية نفسياً مباشراً، فقد تولد قلقاً استباقياً أو شكاً ذاتياً يدفع اللاعب للابتعاد عاطفياً كآلية دفاعية، مؤكداً أن لا أحد محصن. فالجمهور هناك تعوَّد على المجد والبطولات وهذا هو مصير كل من يرتدي قميص ريال مدريد.
Previous Next
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي
جوجل نيوز
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ابن الوز عوام.. نجل كريستيانو يفوز ببطولة جديدة مع منتخب بلاده ويحرز هدفين (فيديو)
الأربعاء 21 مايو 2025 11:30 مساءً نافذة على العالم - فاز كريستيانو دوس سانتوس، الابن الأكبر لنجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مع منتخب البرتغال تحت 15 عامًا بلقب بطولة "فلاتكو ماركوفيتش" التي أُقيمت في كرواتيا، وسجل هدفين رائعين في الدقيقتين 13 و14 من عمر المباراة النهائية، ليقود فريقه لتحقيق الانتصار على منتخب كرواتيا. وتعرض 'الدستور' في الفيديو التالي تفاصيل فوز نجل كريستيانو يفوز ببطولة جديدة مع منتخب بلاده وإحرازه لهدفين. ولمزيد من التفاصيل يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي.


الصباح العربي
منذ 2 ساعات
- الصباح العربي
بقيادة كريستيانو رونالدو.. تشكيل النصر ضد الخليج اليوم في دوري روشن للمحترفين
في الجولة الثالثة والثلاثين من دوري روشن السعودي لموسم 2024-2025، من المقرر أن يلتقي فريق النصر بنظيره الخليج في مباراة ينتظرها الجمهور بشغف، وقد شهدت التشكيلة الرسمية للنصر عودة النجم العالمي كريستيانو رونالدو إلى التشكيلة الأساسية، ما يضيف قوة هجومية كبيرة للفريق. رونالدو، الذي سجل 25 هدف هذا الموسم، يلعب بجانب ساديو ماني، مما يجعل خط هجوم النصر أكثر تهديدًا لدفاع الخليج الذي يعاني من بعض الهشاشة وعدم الاستقرار في الخط الخلفي، وهو ما يسعى النصر من خلال هذه المباراة لمواصلة الضغط وتحقيق مركز متقدم في ترتيب الدوري بعد غيابه عن الجولة السابقة. تشكيل النصر أمام الخليج اليوم أعلن المدرب ستيفانو بيولي التشكيلة التي تضم لاعبين مميزين في جميع الخطوط، وهي: بينتو ماثيوس في حراسة المرمى. سلطان الغنام وعلي لاجامي في خط الدفاع. ويأتي مارسيلو بروزوفيتش وأوتافيو في خط الوسط. خط الهجوم: كريستيانو رونالدو، ساديو ماني، جون دوران يعتمد النصر على الاستحواذ ومحاولة الضغط المبكر لاستغلال نقاط ضعف دفاع الخليج، خصوصًا في الكرات العرضية. تشكيلة النصر تعكس استراتيجية هجومية تعتمد على تحركات رونالدو وماني ودوران لإرهاق دفاع الخصم وإيجاد فرص تهديفية متعددة، حيث أن نجاح الفريق في المباراة مرهون بتنفيذ الخطة بدقة وإدارة الفرص أمام مرمى الخليج لتحقيق الفوز المطلوب.


الصباح العربي
منذ 2 ساعات
- الصباح العربي
الفرعون يحكم أوروبا بالأرقام.. محمد صلاح في تشكيل الموسم بدوريات أوروبا
أدرجت صحيفة بريطانية بارزة، النجم المصري محمد صلاح، ضمن قائمة أفضل اللاعبين في الدوريات الأوروبية، بعد موسم استثنائي قاد خلاله ليفربول لتحقيق إنجازات بارزة، أبرزها حسم لقب الدوري الإنجليزي للمرة العشرين في تاريخ النادي. وتصدر صلاح ترتيب هدافي البريميرليغ هذا الموسم بـ28 هدفًا، كما تصدر قائمة أفضل صانعي الأهداف بعد أن قدّم 18 تمريرة حاسمة، ما جعله من أبرز الوجوه التي صنعت الفارق في موسم استثنائي على الصعيد الفردي والجماعي. وجاء صلاح ضمن التشكيل المثالي الذي اختارته الصحيفة، إلى جانب عدد من أبرز نجوم أوروبا، إذ ضمت التشكيلة الحارس تيبو كورتوا من ريال مدريد، والمدافعين أشرف حكيمي ونونو مينديز من باريس سان جيرمان، وفيرجيل فان دايك من ليفربول، وأليساندرو باستوني من إنتر ميلان. وضمت القائمة أيضًا لاعبي خط الوسط بيدري من برشلونة، وفيتينيا من باريس سان جيرمان، وديكلان رايس من أرسنال، إضافة إلى المهاجمين عثمان ديمبيلي من باريس سان جيرمان، ورافينيا من برشلونة، إلى جانب محمد صلاح. ولم يقتصر التقدير على هذا الاختيار، بل حصد صلاح أيضًا جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لعام 2025، والتي تمنحها رابطة كتاب كرة القدم، بعد أن نال النسبة الأكبر من أصوات المشاركين في التصويت. ونجح صلاح في التفوق على عدد من أبرز نجوم الدوري، بعدما حصل على 90% من مجموع الأصوات، متفوقًا على زميله فيرجيل فان دايك، الذي جاء في المركز الثاني، بينما احتل ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل المركز الثالث. ويُعد هذا التتويج هو الثالث لصلاح بهذه الجائزة، بعد أن فاز بها في موسمي 2018 و2022، ليصبح ثاني لاعب في تاريخ البريميرليغ يحققها ثلاث مرات، بعد الفرنسي تييري هنري أسطورة أرسنال. وساهم محمد صلاح بقوة في عودة ليفربول إلى منصة التتويج المحلية، حيث سجل 33 هدفًا في مختلف البطولات خلال الموسم، من بينها 28 هدفًا في الدوري، ما عزز من حضوره كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي والبطولة الإنجليزية.