لبنان على خطّ النار.. فهل يبقى خارج الصراع؟
على وقع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، لا يزال لبنان يحبس أنفاسه، انطلاقاً من السؤال التالي: هل تبقى هذه الحرب تحت السيطرة؟ فيما لسان حال اللبنانيين القلقين من الحرب المندلعة في الإقليم يسأل: متى تنتهي هذه الحرب؟ وكيف؟ وما تداعياتها على لبنان؟.
ولأن تقديم الإجابات عن هذه الأسئلة ليس سهلاً، كون حرب «الأسد الصاعد»، التي أعلنتها إسرائيل على إيران، لا يمكن، بحسب تقدير مصادر سياسية متابعة، أن تنتهي سريعاً، أو على الأقلّ، لا مؤشر حتى الآن على أن نهايتها قريبة، فإن ثمّة ترجيحاً ألا يقوم «حزب الله» بأيّ عمل عسكريّ لإسناد إيران، بعدما دفع غالياً ثمن إسناده لغزّة. أما على المقلب الآخر من الصورة، فإنّ ثمّة إجماعاً على أن الزلزال العنيف، الذي يحظى بدعم أمريكي، يضع منطقة الشرق الأوسط كلها، ومنها لبنان، على «كفّ عفريت»، ويشرّع الأبواب أمام احتمالات وسيناريوهات صعبة.
وعلى غرار الكثير من دول المنطقة، يبدو لبنان في قلب الحدث، يرصد التطورات بحذر شديد، و«حبْس أنفاس»، خشية تداعيات الحرب عليه. فصحيح أن لبنان لم يُقحم نفسه هذه المرّة في القتال، ولا تطوّع لذلك أيّ طرف داخلي فيه، لاعتبارات ووقائع معروفة، غير أنه، عملياً، جزء لا يتجزأ من التطورات المتسارعة في المنطقة، ومستقبله السياسي سيكون جزءاً من الصورة السياسية الجديدة الكبرى للمنطقة.. فهل ينجح المسؤولون اللبنانيون في التقاط الفرصة، لإخراج لبنان من عنق الزجاجة الذي دخل فيه، مع انسداد الأفق حول مختلف الملفات العالقة، من الجنوب إلى النزوح وما بينهما، عسى أن يدخل المرحلة الجديدة بأمل جديد، أم يكتفي هؤلاء بمنطق إدارة الأزمة؟.
وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، أجمعت مصادر سياسية مراقبة، لـ «البيان»، على أن لبنان يقع على خطّ النار. ومن موقف «حزب الله»، الذي اعتمد سياسة الحياد، إلى موقع المسؤولية الوطنية للرؤساء، حكومةً ومجلساً نيابياً، المبادرة في الجلوس فوراً إلى طاولة التفاوض، واتخاذ قرار حصريّة السلاح بيد الدولة، وإمهال إسرائيل 60 يوماً للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وتسويق هذا الاتفاق، الذي يوازي بين تسليم السلاح وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، وكلّ الأراضي اللبنانية، وإبلاغه إلى الأمم المتحدة واللجنة الخماسيّة، ووضعه بتصرّف سفراء الدول، وكلّ من يعنيهم الأمر، لسحب الذرائع من يد إسرائيل، ونزع فتيل استدراج لبنان إلى حريق نأى «حزب الله» عنه بنفسه.
فإذا ما رفضت إسرائيل الانسحاب، عندها ما على لبنان إلا البلاغ. ونقلت أوساط حكومية مطّلعة، أن «حزب الله» أبلغ جهات رسمية بوضوح، أنه ملتزم بالكامل باتفاق 27 نوفمبر الفائت، ولا يخطّط لأيّ تحرّك عسكري في الوقت الراهن.
نأي بالنفس
وفي السياق، أكدت أوساط رئاسة الجمهورية لـ «البيان» أن موقف الرئيس جوزيف عون «حاسم ودقيق» في هذا الشأن، ومفاده أن لبنان غير معنيّ بالصراع القائم، ولن يُستخدم كساحة لتصفية حسابات إقليمية. أما الإجراءات المتخذة في هذا الإطار، وفق قول مصادر أمنية لـ «البيان»، فشملت تكثيف المراقبة الجويّة، وتفعيل الجهوزية العسكرية في محيط مطار بيروت، مع التشديد على قدرة لبنان على اتخاذ قرار إغلاق الأجواء، إنْ دعت الحاجة.
أما جنوباً، فقد أوضحت المصادر نفسها، أن وحدات من الجيش اللبناني باشرت، منذ فجر أول من أمس، تسيير دوريات مكثفة على كامل رقعة جنوب الليطاني، مشيرة إلى أن نحو 7 آلاف جندي في حال تأهب قصوى، وأن هذه الإجراءات ليست تعبيراً عن خشية آنية، بل هي تدابير احترازية، لمنع استغلال الأراضي اللبنانية من قبل أيّ جهة أو فصيل. ووسط هذه المعطيات المتسارعة، لا يزال المشهد في لبنان ساكناً وحذراً إلى أقصى الحدود، وإنْ بدا ترجمة دقيقة لمعادلة واضحة: الجهوزية الأمنية كاملة، القرار السياسي موحّد، والموقف الوطني لا لبْس فيه: لبنان خارج الصراع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 41 دقائق
- سكاي نيوز عربية
فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
وأضافت الشركة أنها رصدت لقطات مصورة لاعتراض الجيش الإسرائيلي الهجمات الصاروخية، وأعقب ذلك مشاهد لسقوط اثنين من الصواريخ الفوق صوتية. ونشرت منصات التواصل الاجتماعي سقوط الصاروخين، وسط تقارير تفيد باشتعال النيران في محطة كهرباء حيفا. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه رصد إطلاق دفعة صاروخية جديدة من إيران، بينما سمعت أصوات انفجارات قوية في القدس ومشاهدة حرائق خارج حيفا. وقال الجيش في بيان: "رصد الجيش الإسرائيلي قبل قليل صواريخ أطلقت من إيران باتجاه أراضي دولة إسرائيل". وأضاف أن دفاعاته الجوية تعمل على اعتراض التهديد، لكنه حض السكان على "دخول أماكن محمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر". وكشفت لقطات فيديو دمار عدة مبان في تل أبيب من جراء القصف الإيراني. ولاحقا أعلنت مصادر طبية إسرائيلية أن 90 شخصا على الأقل أصيبوا، من بينهم اثنان في حالة حرجة، فضلا عن 4 مفقودين.

سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض
وبذلك يرتفع عدد القتلى في هذا الهجوم إلى 8 إسرائيليين، بينما لا يزال شخص آخر مفقودا. وأعلنت صحيفة "جيروسالم بوست" بعد هذا الإعلان، ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين منذ بدء الهجمات الإيرانية إلى 16 شخصا. ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، أصيب نحو 370 شخصا في الضربات الإيرانية على إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، قال ردا على هذا الهجوم، إن إيران ستدفع "ثمنا باهظا للغاية"، وذلك خلال زيارته لموقع الضربة الصاروخية في بات يام. وقال نتنياهو: "سنحقق هدفنا وسنوجه لهم ضربة قاسية. وسيشعرون بقوة ذراعنا". وأضاف: "نحن في هذا الوضع لأننا نخوض صراعا وجوديا واضحا لكل مواطن إسرائيلي. عليكم فقط أن تتخيلوا ما الذي سيحدث لو أن إيران امتلكت أسلحة نووية يمكنها إطلاقها نحو المواطنين الإسرائيليين".


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
اتصالات مكثفة لاحتواء التصعيد وتفادي «الحرب الشاملة»
تواصلت أمس السبت الاتصالات والتحركات العربية ضمن مساعٍ لتفادي التصعيد بالمنطقة مع استمرار الاستهداف الإسرائيلي لإيران لليوم الثاني، فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خطر «حرب مدمرة»، في حين أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي على «أهمية وقف العدوان وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي والعدالة من أجل حقن الدماء ووقف التدمير وسقوط المزيد من الضحايا، حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها والمصالح العليا لشعوبها». وبحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات العمليات الإسرائيلية على إيران. وشدد الطرفان في مكالمة هاتفية، على ضرورة بذل الجهود كافة لخفض التصعيد وأهمية ضبط النفس وحل الخلافات بالوسائل الدبلوماسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). في سياق متصل، ناقش ولي العهد في اتصال تلقاه من رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، التطورات التي تشهدها المنطقة بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران والتشديد على أهمية ضبط النفس وخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات كافة بالوسائل الدبلوماسية. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، من خطر اندلاع «حرب مدمّرة» بين إسرائيل وإيران، خلال اتصال مع ولي العهد السعودي. واعتبر أردوغان أن منطقتنا لا يمكنها تحمّل أزمة جديدة، وأن حرباً مدمّرة قد تسبب موجات من الهجرة غير النظامية نحو كل دول المنطقة. ودعا إلى «وقف» إسرائيل التي تشكل التهديد الرئيسي لاستقرار المنطقة وأمنها، معتبراً أن الملف النووي الإيراني لا يمكن حله إلا من خلال مواصلة التفاوض. وأكد أردوغان أن تغاضي الأسرة الدولية عن الاحتلال والإبادة في فلسطين حمل إسرائيل إلى هذا المستوى من العدائية وعدم احترام القانون. وفي وقت سابق الجمعة بحث ولي العهد السعودي في محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهجوم الإسرائيلي على إيران وأهمية خفض التصعيد بالمنطقة. من جانبه، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، مع الرئيس الأمريكي الأوضاع في المنطقة، خاصة ما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية وشدد الشيخ تميم على ضرورة العمل على خفض التصعيد، والتوصل إلى حلول دبلوماسية. من جهته، أكد ترامب استعداد بلاده للمشاركة في مساعي حل الأزمة حفاظاً على الأمن والاستقرار الإقليميين. بدوره، بحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، «مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والتصعيد العسكري في المنطقة». وشدد الجانبان على أهمية «الحاجة الملحّة لتجنب التصعيد وضبط الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط». كما جرى اتصالان هاتفيان، أمس السبت لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيريه العماني بدر البوسعيدي والتركي هاكان فيدان و«تم التوافق على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لخفض حدة التوتر واحتواء التصعيد بالمنطقة، أخذاً في الاعتبار خطورة الوضع القائم وعواقبه». وبحث عبد العاطي أيضاً في اتصالين هاتفيين، مع وزيري خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني وإسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، بشأن هجمات إسرائيل على إيران و«تم الاتفاق على تكثيف الجهود المشتركة لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة». إلى ذلك، أفاد بيان وزارة الخارجية العمانية، أمس السبت، بأن وزيرها بدر البوسعيدي واصل اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة، في إطار المساعي الدبلوماسية لاحتواء التوتر والتصعيد العسكري الخطير في المنطقة. وأكد البوسعيدي خلال هذه الاتصالات على «أهمية وقف العدوان وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي والعدالة من أجل حقن الدماء ووقف التدمير وسقوط المزيد من الضحايا، حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها والمصالح العليا لشعوبها». كما بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس مع نظيريه الإسباني والعماني «الجهود المُستهدِفة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي على إيران».(وكالات)