
«الرأي العام».. والعالم الآخر في شبكات التواصل
يشير البروفيسور «سايمون أنهولت» نائب رئيس مجلس الدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية البريطانية سابقاً إلى أن «القوة الوحيدة المتبقية في العالم هي: الرأي العام»، وأهم مصادره اليوم هي شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت المحتوى عابراً للحدود، ومتخطياً كل الأنظمة والسياسات ومصفوفة القيم المجتمعية؛ ليصل في لمحة بصر إلى مشاهدة كل التفاصيل، والتفاعل معها بوعي وبدون وعي؛ وصولاً إلى حالة التأثير (الاستقطاب)، ثم مرحلة التخدير الفكري والنفسي (الاستلاب) للسيطرة على السلوك، وفي هذه الحالة تحديداً يكون التنافس محموماً بين القائمين على شبكات التواصل الاجتماعي، والدول التي تدعمها في مسرح البيانات المفتوحة تجاه الأفراد في كل مجتمع.
تكشف الأرقام التقريبية في عام 2024، أن 5.20 مليار نسمة في هذا العالم يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، بنسبة 64%، وذلك مقارنة بمليار مستخدم تقريباً في العام 2010، كما يصل عدد المستخدمين (البالغين) حول العالم (أي أولئك الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق) 87%، وأكثر الكلمات بحثاً على (ويكيبيديا) هي «تشات جي بي تي»، ما يشير إلى الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي.
وفي دراسة نُشرت في موقع «العربية نت» نوفمبر الماضي، بلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية 35.1 مليون مستخدم؛ بنسبة 95.3% من إجمالي مستخدمي الإنترنت، كما تُعد منصات «تيك توك، ويوتيوب، وسناب شات» الأكثر شعبية في السعودية، ويعود ذلك إلى دوافع الاستخدام الرئيسة ممثلة في توثيق اللحظات الشخصية، يليها التواصل مع الآخرين، ثم البحث عن محتوى الترفيه، والإعلان، يليها متابعة المؤثرين، ثم متابعة الأخبار والمعلومات والنقاشات المجتمعية، كذلك أظهرت الدراسة أن الفيديو والمحتوى المرئي هو الأكثر تأثيراً في السعودية، ومتوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون حوالى 3 ساعات و10 دقائق يومياً، وهو ما جعل السعودية ضمن أعلى 10 دول عالمياً من حيث معدل الاستخدام اليومي لشبكات التواصل، إضافة إلى أن حجم سوق الإعلانات الرقمية يتراوح ما بين 7.5 إلى 11 مليار ريال، مما يجعلها من أكبر الأسواق الإعلانية في المنطقة.
هذه الأرقام في العالم؛ هي مجرد معطيات لواقع ينمو بشكل متزايد في كل عام، ويترسخ يقيناً عن «السلطة الخامسة للجمهور»، وحجم التفاعل في شبكات التواصل الاجتماعي الذي وصل ذروته بين فئة الشباب تحديداً، كما يطرح تحدياً عن مدى قدرة الأنظمة في دول العالم على ضبط سلوك المستخدمين في تلك الشبكات، وبيان حقوقهم وواجباتهم، والبدائل المتاحة لضبط وتوجيه الرأي العام بعيداً عن أي فجوات فكرية أو سياسية قد تنفذ من خلالها أجندات عابرة للحدود، وهو الهاجس الذي عبّر عنه صراحة المؤتمر الثاني للإعلام العربي في يناير الماضي في تونس من تحدي «الهيمنة الرقمية العالمية» للإعلام التقليدي، وأيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي وشركات إنتاج الفيديو.
يقول وزير الإعلام البحريني رمزان النعيمي - وهو قانوني وقاضٍ سابق - خلال مشاركته في المنتدى السعودي للإعلام الشهر الماضي «إن الأنظمة الإعلامية لن تكون كافية لضبط سلوك المستخدمين في مواقع التواصل الاجتماعي، والبديل المقترح هو تطوير بيئة محفزة على الإبداع والابتكار باستخدام تلك المواقع؛ مما يجعل المستخدمين في كل بلد نموذجاً في التعبير عن هويتهم، ومنجزاتهم، والدفاع عن مقدراتهم».
نعود إلى «سايمون أنهولت» وقوة الرأي العام؛ لنضيف أن القوة يسبقها وعي يتشكّل في عالم متغيّر، وكلما تمكّنت الدول والشعوب من تغذية هذا الوعي بالانتماء الوطني؛ فلن يكون هناك رأي عام يهدد الوحدة والمصير المشترك؛ لأن الوطن سيبقى فوق مصالح الجميع مهما تباينت مواقفهم وتوجهاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
9 طرق يمارس فيها الذكاء الاصطناعي التمييز ضد النساء
عندما نفكر في تأثير الذكاء الاصطناعي على البشرية، يسارع الناس إلى طرح أسئلة وجودية تتعلق بفناء البشرية واستيلاء الروبوتات على العالم، لكن بدلاً من التركيز على تلك التحذيرات التشاؤمية عما قد يحدث مستقبلاً، هناك صورة خطرة من التمييز تحدث بالفعل الآن، في ظل غياب شبه كامل لأي ضوابط أو تنظيمات فعالة. هذا التمييز يؤثر في النساء وفئات مهمشة أخرى بطرق واقعية للغاية، تمتد من احتمالات قبول المصرف منحهم قرضاً إلى ترشيحهم للوظائف أو حتى حصولهم على تشخيص طبي دقيق لمشكلة صحية خطرة. وما لم نطالب بالمحاسبة الآن، فالخطر قائم بأن يجرنا الذكاء الاصطناعي إلى الخلف بسبب تكريس انعدام المساواة الموجود اليوم في أسس بناء عالمنا المستقبلي، والمؤشرات موجودة بالفعل على أن هذا ما يحدث في الواقع. التوظيف أفادت تقارير حديثة بأن 40 في المئة من شركات المملكة المتحدة تستخدم الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف، قد يبدو ذلك صورة غير مؤذية من ترشيد عملية تستهلك كثيراً من الوقت، ولا سيما أن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على تقليص لائحة طويلة من المتقدمين للوظيفة عن طريق انتقاء "أكثرهم ملاءمة" لشركتكم، لكن هذا الانطباع يتغير طبعاً عندما تتوقفون عند طريقة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي هذه، فهي تلقن كميات هائلة من المعلومات كي تصبح قادرة على "تخمين" أي المتقدمين للوظيفة هم أكثر أشخاص يتوقع نجاحهم فيها، وهو ما يجعلها تفترض أحياناً (بسبب انعدام المساواة وقلة تمثيل بعض الفئات الموجودة في سوق العمل حالياً) أن الرجال البيض مثلاً هم أقوى المرشحين لتولي المناصب العليا. قد يقول المستفيدون من هذه التكنولوجيا إن هذه المشكة حلها بسيط، فما علينا سوى إخفاء الجنس الاجتماعي للمتقدمين بطلبات التوظيف عن أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن حتى في هذه الحال، تبين أن التمييز يظل قائماً بصورة غير مباشرة، عبر تعرف النظام على كلمات ذات طابع جندري في السير الذاتية (ومنها مثلاً كرة "الشبكة" التي تهيمن عليها النساء أو اسم مدرسة للفتيات فقط)، مما يبقي النساء في موقع غير متكافئ، كما أن دراسة حديثة أخرى كشفت عن أن أدوات التوظيف بالذكاء الاصطناعي قد تميز أيضاً ضد المتقدمين بناء على أنماط حديثهم. وحتى قبل تقدم النساء إلى الوظيفة، بدأ الذكاء الاصطناعي بالتدخل في فرصهن بالحصول على عمل، إذ تبين أن خوارزميات الدعاية في "غوغل" قد تعرض على الرجال الباحثين عن عمل إعلانات وظائف لمناصب تنفيذية عليا تخصص لها أجور مرتفعة بمعدل ست مرات أكثر من النساء الباحثات عن عمل. توليد المحتوى أكثر من 100 مليون شخص يستخدمون "تشات جي بي تي" شهرياً، لكن البرنامج، كأمثاله من النماذج اللغوية الكبيرة ((LLMs، يعمل عن طريق استهلاك مجموعات ضخمة من البيانات لتوليد نصوص "تبدو بشرية" أو صور واقعية تبعاً للأوامر التي كتبها المستخدمون. وعندما تكون هذه البيانات مثقلة بالأحكام المسبقة، لا يجتر الذكاء الاصطناعي الذي يولد النصوص انعدام المساواة بل يعظمها أيضاً. ففي دراسة لـ"يونيسكو" حول المحتوى المولد عبر منصات الذكاء الاصطناعي التي تحظى بشعبية كبيرة وجدت أن هناك "إثباتاً لا لبس فيه عن التمييز ضد النساء في المحتوى الذي جرى إنشاؤه"، فالنماذج قرنت الوظائف المرموقة في "الهندسة" أو "الطب" مثلاً بالرجال، فيما خصصت للنساء وظائف "الخدمة المنزلية" أو حتى "البغاء". ومن المرجح أن يكبر أثر هذا التضخيم للسرديات التمييزية من النماذج اللغوية الكبيرة مع استخدامها أكثر فأكثر، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 30 في المئة من المحتوى التسويقي الخارجي لمنظمات كبرى سيولده الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية العام الحالي (بينما كان أقل من اثنين في المئة في 2022). طلبات القروض يسجل العالم حالياً فجوة ائتمانية بقيمة 17 مليار دولار، لها أثر ضخم في انعدام المساواة بين الجنسين، عندما لا تتمتع المرأة باستقلالية مادية، يتضاعف خطر تعرضها إلى مجموعة من المشكلات، بدءاً من العنف المنزلي ووصولاً إلى الزواج بالإكراه. ومع أن مطوري الخوارزميات وخبراء البيانات الذين يصممون أنظمة التقييم الائتماني هم في الغالب من الرجال، يعيشون في الولايات المتحدة، ومن ذوي الدخل المرتفع، فإنهم لا يمثلون الفئة المستهدفة من المستخدمين الذين تطبق عليهم هذه الأنظمة، ومع ذلك فهم من يحددون نتائجها النهائية. ونظراً إلى أن النساء عانين تاريخياً التمييز في قرارات الإقراض، فإن المخاوف تتزايد من أن الشركات التي تستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي في التقييم الائتماني تكرس هذا التمييز الممنهج، مما يهدد بإقصائهن أكثر فأكثر عن الحصول على القروض والخدمات المالية الأخرى. العدالة الجنائية تستخدم سلطات قضائية عدة في الولايات المتحدة أداة تسمي "كومباس" Compas لمساعدتها في اتخاذ قرارات في شأن الإفراج عن الموقوفين قبل محاكمتهم أو الحكم عليهم، فيما تلجأ هذه الأداة إلى الذكاء الاصطناعي كي "تخمن" احتمالات إعادة اعتقال الشخص، لكن هذا النظام يستند إلى بيانات تتعلق بسجلات التوقيف السابقة، في بلد تعاني فيه المؤسسات عنصرية ممنهجة تجعل الشخص الأسود أكثر عرضة بخمس مرات من نظيره الأبيض للتوقيف من الشرطة من دون مبرر، لذا حتى عندما لا تأخذ الخوارزمية العرق في الاعتبار صراحة، فإنها تسهم في استمرار دورة الاعتقال العنصري. وتبين كذلك أن برنامج كومباس يبالغ في تقدير احتمالات تكرار النساء ارتكاب الجرائم، وهو ما يؤدي إلى إنزال عقوبات مجحفة في حق الجانيات اللاتي غالباً ما يكن ضحايا لاعتداءات جسدية أو جنسية. وفي المملكة المتحدة كشفت إحدى الدراسات أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعريف مناطق معينة على أنها بؤر للجريمة يدفع عناصر الشرطة إلى توقع حصول مشكلات عندما تجوب دورياتهم المكان، مما يزيد من احتمال توقيف الأشخاص أو اعتقالهم بدافع التحيز بدلاً من الضرورة الأمنية الفعلية. تقنية التعرف على الوجه يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متنامياً في تقنيات التعرف على الوجه، التي تستخدم في مجالات واسعة، من تطبيقات الشرطة إلى أنظمة دخول المباني، لكن الشركات التي تروج لهذه التقنية بوصفها تقدم "راحة غير مسبوقة" مطالبة بطرح السؤال: راحة لمن بالضبط؟ فعلى رغم الانتشار السريع لهذه التقنيات، إلا أن فعاليتها تتفاوت بصورة كبيرة بين المستخدمين، إذ أظهرت أبحاث أن منتجات التعرف على الوجه لدى شركات كبرى تسجل معدل خطأ يصل إلى 35 في المئة عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، في مقابل 0.8 في المئة فقط عند التعامل مع الرجال ذوي البشرة الفاتحة. الرعاية الصحية كشفت دراسة لكلية لندن الجامعية (UCL) عن أن نماذج الذكاء الاصطناعي التي أنشأت للتنبؤ بأمراض الكبد استناداً إلى تحليل الدم أكثر عرضة للخطأ في كشف المرض بمرتين لدى النساء في مقابل الرجال، وحذر كبير مؤلفي هذه الدراسة أن استخدام هذه الخوارزميات بصورة شائعة في المستشفيات للمساعدة في التشخيص قد يؤدي إلى تردي الرعاية التي تتلقاها النساء. وفي المقابل، في الولايات المتحدة، تبين أن إحدى الخوارزميات التي يشيع استخدامها في قطاع الرعاية الصحية للمساعدة في تحديد هويات المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية إضافية تعاني تمييزاً عرقياً كبيراً، إذ تفضل المرضى ذوي البشرة البيضاء على المرضى السود، وإن كان هؤلاء أشد مرضاً ويعانون مشكلات صحية مزمنة أكثر، وفقاً لدراسة نشرتها المجلة العلمية "ساينس". وبحسب تقديرات مؤلفي الدراسة، وصل الحال بالتمييز العرقي إلى درجة تقليص عدد المرضى السود الذين يحددون على أنهم بحاجة إلى رعاية إضافية بأكثر من النصف. العنف المنزلي تمكن مرتكبو العنف المنزلي من مضايقة ضحاياهم وإخافتهن باستخدام الذكاء الاصطناعي لاختراق أجهزة التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها والأجهزة المنزلية الذكية، والتلاعب بها. فكل الأجهزة، من ساعات اليد وحتى التلفاز قد تسهل المراقبة والملاحقة عن بعد، وهذا خطر كبير عندما تأخذ في الاعتبار التقديرات التي تشير إلى أن ما يقارب 125 مليار جهاز سيصبح متصلاً، بحلول عام 2040، بـ"إنترنت الأشياء" وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المراقبة من المعتدين الساعين إلى ترسيخ سيطرتهم وسطوتهم. العلاقات فيما نحاول التوصل إلى طرق لمعالجة التحيز ضد المرأة على منصات التواصل الاجتماعي، وتبعات هذا السلوك الذي يجرد المرأة من إنسانيتها، يحمل مئات ملايين الأشخاص تطبيقات "رفيقة" قائمة على الذكاء الاصطناعي تعيد تحويل النساء إلى أشياء "لا ترفض طلباً" للاستهلاك الذكوري. وتطبيقات الصديقات الحميمات من الذكاء الاصطناعي أو روبوتات الدردشة التي يروج لها مطوروها غالباً على أنها أفضل من النساء الحقيقيات (تؤمن لك علاقة ممتعة من دون تلك الإرادة الحرة المزعجة)، تقدم للرجال "امرأة" شبيهة بالمرأة الحقيقية بخنوع ويمكن تكييفها بحسب الرغبة، تجعلهم يزهون بأنفسهم وهي رهن إشارتهم متى أرادوا، ويمكنهم استخدامها (وإساءة معاملتها) بحسب رغبتهم. وفي الواقع، عدد كبير من الرجال يسيؤون التعامل مع هذه البرامج ويشاركون نبذات مصورة عن هذه الأفعال مع بعضهم بعضاً، لكي يكتشفوا من بينهم قادر على ارتكاب أكبر الإساءات في حق هذه البرامج. خلال العام الماضي فقط، سجل متجر "غوغل" لهواتف الآندرويد 100 مليون تحميل لـ11 برنامجاً للدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي تتصدر قائمة البرامج المثيلة، وهذا ليس مكسباً للرجال الوحيدين ولا للنساء اللاتي سيتلاقين بهم في وقت لاحق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) إن كنا سنتصدى لانعدام المساواة المستشري في الذكاء الاصطناعي، علينا الاستعانة بمجوعات متنوعة من الأشخاص. فالتكنولوجيا نفسها ليست معادية للمرأة بحد ذاتها، لكن غالباً ما تسفر عن هذه النتائج غير المقصودة، وليس فقط بسبب البيانات المتحيزة والمليئة بالعيوب، بل أيضاً بسبب نقص التنوع في المجموعات التي تؤسس هذه البرامج وتستفيد منها. في الوقت الحالي، يعد تمثيل النساء ضعيفاً إلى أبعد الدرجات في كل جانب من جوانب أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره واستخدامه. وعلى الصعيد العالمي، لا تشكل النساء سوى 12 في المئة فقط من الباحثين في الذكاء الاصطناعي، ومع أنهن يقدن بعضاً من أكثر الجهود إثارة من أجل إنشاء ذكاء اصطناعي آمن وأخلاقي، إلا أن المجموعات التي تترأسها نساء لا تزال تحصل على تمويل من رأس المال الاستثماري أقل بست مرات من نظرائهن الذكور. يحمل الذكاء الاصطناعي وعداً بمستقبل جديد ولامع سيكون له تأثير إيجابي في العالم الحقيقي، ولكن ما لم نعط الأولوية للإنصاف والسلامة في مرحلة التصميم، بحيث يفضح الفكر المعيب القائم على التمييز والتحيز ويصحح، فإنه يمثل خطر إدامة التحيز المؤذي وإعادة كثيرين منا للعصور المظلمة، فلنأمل أن أحدهم يعير انتباهاً للتفاصيل الدقيقة. من كتاب لورا بيتس "عصر جديد من التمييز على أساس الجنس" الصادر في الـ15 من مايو (أيار).


الشرق السعودية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
فنلندا.. قانون جديد لتقييد استخدام الطلاب للهواتف في المدارس
أقر البرلمان الفنلندي قانوناً جديداً يفرض قيوداً مشددة على استخدام الهواتف المحمولة، والأجهزة الرقمية الأخرى بالمدارس، في خطوة تعكس تصاعد القلق بشأن تأثير هذه الأجهزة على الصحة النفسية، والتحصيل الدراسي للطلاب. ووفقاً للتعديلات التشريعية، التي تم التصويت عليها، الثلاثاء، سيدخل القانون حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل، إذ سيفرض قيوداً صارمة على استخدام الهواتف المحمولة خلال ساعات الدوام المدرسي، ولا سيما أثناء الحصص الدراسية، بحسب صحيفة جارديان البريطانية. وسيُسمح للطلاب باستخدام أجهزتهم فقط في حال حصولهم على إذن من المعلم، سواء لأغراض تعليمية، أو صحيّة. تقييد استخدام الهواتف ووجَّه البرلمان الفنلندي وزارة التعليم والثقافة لإجراء دراسة شاملة حول تأثير قيود استخدام الهواتف المحمولة، سواء داخل البلاد، أو على المستوى الدولي، على أن تُنجَز هذه الدراسة بحلول نهاية العام المقبل، وفي حال كشفت نتائجها عن الحاجة لتدابير إضافية، فإن الوزارة ستباشر اتخاذ خطوات جديدة. وبموجب القانون الجديد، سيكون استخدام الهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية مقتصراً على الأغراض التعليمية، أو الصحية فقط. وفي حال استخدام الطالب لهاتفه بما يعوق عملية التعليم، سيكون من حق المعلم، أو مدير المدرسة مصادرة الجهاز. كما سيتعيَّن على المدارس وضع قواعد تنظيمية واضحة لكيفية استخدام وتخزين الهواتف المحمولة خلال الحصص الدراسية، وأوقات الطعام والاستراحة. وقد عبّر عدد من النواب عن اعتراضهم على القانون، مشيرين إلى أنه كان من الأفضل تمديد الحظر ليشمل فترات الاستراحة والوجبات أيضاً، وليس فقط الحصص الدراسية. من جانبه، قال وزير التعليم الفنلندي أندرس أدلركروتس في تصريحات صحافية: "من خلال هذا القانون، نمنح الطلاب فرصة أفضل للتركيز على دراستهم، ونوفر للمعلمين الأدوات اللازمة لضمان بيئة تعليمية هادئة ومحفِّزة على التعلم". وأضاف: "المدرسة ليست مكاناً لتحصيل المعلومات فحسب، بل هي أيضاً مساحة لتطوير المهارات الاجتماعية، وعندما تظل أعين الطلاب مشدودة إلى الشاشات، يصبح من الصعب التفاعل مع الآخرين، لذلك نسعى عبر هذا التشريع إلى تعزيز فرص التفاعل الإنساني الحقيقي خلال اليوم الدراسي". منع الهواتف في المدارس وبهذا، تنضم فنلندا إلى قائمة متنامية من الدول الأوروبية التي لجأت إلى تشريعات قانونية للحد من استخدام الهواتف المحمولة في البيئة التعليمية، على خلفية ما تشير إليه دراسات متزايدة حول تأثير هذه الأجهزة على قدرات الانتباه والثقة بالنفس لدى الأطفال والمراهقين. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الدنمارك أنها ستحظر استخدام الهواتف المحمولة في جميع المدارس، في خطوة وصفتها لجنة الرفاه الوطني في البلاد بأنها ضرورية لـ"منع المنصات الرقمية من استعمار البيئة المدرسية"، وفق تعبير رئيس اللجنة راسموس ماير، الذي دعا دول أوروبا الأخرى إلى أن تحذو حذو بلاده. وأشارت اللجنة الدنماركية في تقريرها إلى أن 94% من الأطفال في البلاد يمتلكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي قبل بلوغ سن 13 عاماً، رغم أن هذه السن هي الحد الأدنى المسموح به على العديد من هذه المنصات، لافتة إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاماً يقضون في المتوسط ثلاث ساعات يومياً على تطبيقي "تيك توك" و"يوتيوب". أما في فرنسا، فقد فُرض حظر على استخدام الهواتف في المدارس الابتدائية والثانوية منذ عام 2018، بينما شرعت البلاد في اختبار ما يعرف بـ"فترة التوقف الرقمي" للأطفال دون سن 15 عاماً. وفي النرويج، أُعلن مؤخراً عن حد أدنى إلزامي لسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يبلغ 15 عاماً، حيث وصفت الحكومة النرويجية شركات التكنولوجيا بأنها "تتنافس مع أدمغة الأطفال الصغار". وفي المملكة المتحدة، كشفت دراسة حديثة أن نحو 99.8% من المدارس الابتدائية، و90% من المدارس الثانوية تطبق شكلاً من أشكال الحظر على الهواتف المحمولة، رغم عدم وجود قانون وطني ينظم هذه المسألة حتى الآن.


صحيفة سبق
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- صحيفة سبق
"مايكروسوفت" تُطلق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة تقول إنها "الأكثر كفاءة" في العالم
أطلقت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، نماذج ذكاء اصطناعي جديدة "في 4"، والتي وصفتها بأنها ستكون "الأكثر كفاءة" في العالم، ومنافساً قوياً لمختلف نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخرى. وأشارت التقارير إلى أن نموذج "في 4" سيكون منافساً قوياً لأحدث نماذج "أوبن أيه آي" المطوّرة لتطبيق "شات جي بي تي"، والمعروف باسم "أو 3 – ميني". وأطلقت "مايكروسوفت" أكثر من إصدارٍ لنماذجها الجديدة، مثل: "في 4 ميني ريسونينج"، و"في 4 ريسونينج"، و"في 4 ريسونينج بلس"، وجميعها يندرج ضمن فئة نماذج "الاستدلال"؛ ما يعني أنها قادرة على تخصيص وقتٍ أطول للتحقّق من صحة حلول المشكلات المُعقدة. وتُوسّع هذه النماذج عائلة نماذج "في" الصغيرة من "مايكروسوفت"، التي أطلقتها الشركة قبل عامٍ؛ لتوفير أساسٍ لمطوّري الذكاء الاصطناعي الذين يُطوّرون تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وذكرت الشركة الأمريكية أن نموذج "في 4 ميني ريسونينج" تمّ تدريبه على ما يقرب من مليون مسألة رياضية تركيبية تمّ إنشاؤها بوساطة نموذج R1 الاستدلالي من شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقول إن حجمه يبلغ نحو 3.8 مليار مُعامل، مُصمم للتطبيقات التعليمية، مثل "الدروس المُدمجة" على الأجهزة خفيفة الوزن. وتتوافق المعلمات تقريباً مع مهارات حل المشكلات في النموذج، وعادةً ما يكون أداء النماذج ذات المعلمات الأكثر أفضل من تلك ذات المعلمات الأقل. بينما أشارت "مايكروسوفت" إلى أن نموذج "في 4 ريسونينج" تمّ تدريبه على نموذج ذي 14 مليار معلمة، باستخدام بيانات ويب "عالية الجودة"، إضافة إلى "عروض توضيحية مُنسقة" من "أو 3 - ميني" من "أوبن أيه آي"، وهو مثالي لتطبيقات الرياضيات والعلوم والبرمجة. أما نموذج "في 4 ريسونينج بلس"، فهو قد تمّ تعديله ليصبح نموذجاً منطقياً لتحقيق دقة أفضل في مهام معيّنة، خاصة أنه تمّ دعمه بأكثر من 671 مليار معلمة. وكتبت "مايكروسوفت" في منشورٍ على مدونتها: "باستخدام التحليل والتعلُّم المعزّز والبيانات عالية الجودة، توازن هذه النماذج الجديدة بين الحجم والأداء، إنها صغيرة بما يكفي للبيئات منخفضة زمن الوصول، مع الحفاظ على قدرات تفكير قوية تُضاهي النماذج الأكبر حجماً".