
زيارة جلب المنافع الأمريكية «2-2»
غادر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منطقة الشرق الأوسط بعد زيارة استغرقت أربعة أيام عقد خلالها صفقات مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وأسفرت عن اتفاقيات استثمارية تتخطى 4 تريليونات دولار فى مجالات الدفاع والطيران والذكاء الاصطناعى وغيرها.. عاد على جناح طائرته الرئاسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية منتشيا بسعادة غامرة.. فقد حقق ما جرى التخطيط له بعناية فائقة ليحصد مكاسب تفوق المتوقع ويثبت مدى إخلاصه وولائه لأمريكا وقدرته على إنعاش اقتصادها متى أصابه الوهن وترسيخ تحولات جذرية تحدث حراكا عالميا وتعيد ضبط موازين القوي.
عكست الزيارة تركيزا خاصا وضعت الاقتصاد أولوية قصوى وتراجعت بظلها الملفات الجيوسياسية واتخذت مقعدا خلفيا- برغبة- بالتأجيل لوقت آخر تكون فيه الظروف مواتية لتنفيذ اتفاقيات أبراهام.. فقد حالت حرب غزة دون خوض الحديث فيها على نحو جاد.. بينما بحثت ملفات أمنية ونووية مع السعودية بسعى لإيجاد تعاون نووى مدنى تنشده أمريكيا رغم استمرار الخلاف حول تخصيب اليورانيوم محليا وأخرى إقليمية جسدها رفع العقوبات عن سوريا ومفاوضات إيران النووية. نسجت زيارة الرئيس الأمريكى ملامح صورة لتحول إستراتيجى فى مقاربة واشنطن لقضايا الإقليم وسط تداخل الأبعاد الاقتصادية مع السياسية والأمنية بسياق متشابك تتجاوز مجرد الزيارات البروتوكولية وقد جاء لقاؤه بقادة دول مجلس التعاون الخليجى محطة مركزية لعقد صفقات كبرى احتواها ملفه الاقتصادى بكنف سياسات اقتصادية على أثرها وجهت إليه انتقادات داخلية وخارجية وبما توصل إليه من عقود استثمارية سيعزز صورته كبطل صفقات بنظر الأمريكيين بعد التراجع الحاد بمؤشرات الرضا عنه داخل المجتمع الأمريكي. توارى الكثير من الملفات الإقليمية الحيوية على جدول أعمال الزيارة وأعليت مصلحة الولايات المتحدة بسعى إلى ترسيخ شراكات مالية ضخمة مع دول الخليج فى محاولة إنعاش الاقتصاد الأمريكى واستعادة مكانته الداخلية وإحياء الدور الأمريكى بالشرق الأوسط بظل خسارة علاقات خارجية مع شركاء تجاريين كبار وعلى هدى ذلك عاود ترامب سيناريو ولايته الأولي.. حيث اختار السعودية لتكون وجهته الخارجية الأولى بخطوة توثق ضرورة بناء جسور العلاقات مع الرياض التى تسعى لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية وعالمية.. عاد الرئيس الأمريكى محملا بصفقات ضخمة تعد الأولى فى التاريخ ليثبت للأمريكيين قدرته على انتشال الاقتصاد من حالة الركود وامتصاص حدة الانتقادات الموجهة إليه على خلفية التخبط بإصدار قرارات اقتصادية اتخذها وأحدثت ارتباكا فى عالم الاقتصاد وخلقت صراعات تجارية دولية.. باستباق لاسترداد موقعه داخليا وخارجيا والوقوف فوق أرض صلبة بحضور أمريكى مؤثر بأرجاء المنطقة. لم يكن وجود ترامب بالمنطقة العربية وجودا عابرا تمضى أوقاته وتنتهى دون رؤية كاملة وأهداف جلية.. فقد جعل وجوده رسالة للجميع تبوح بمعانى توثق التزام واشنطن بحماية مصالحها الإستراتيجية وعدم التفريط فيها أو الصمت على تزايد نفوذ دولى آخر يرسخ لمكانة تتجاوز مكانتها وهو بذلك يحاصر تصاعد النفوذ الصينى والروسى ويرمم الشراكات التقليدية مع دول الخليج بملفات الطاقة والتعاون الأمنى ويعيد رسم صورته كقائد قادر على إدارة التوازنات الدولية وتكريس الحضور الأمريكى القوى والمؤثر. يعلم الرئيس الأمريكى ما يريد تحقيقه من زيارته وما يبلغه من أهداف إستراتيجية تمد جسور الوجود الفعال والمسيطر على مقدرات المنطقة.. ليعيد التموضع فى سياق منافسة جيوسياسية متصاعدة مع الصين وهذه العودة الأمريكية لا تعتمد على إدارة الأزمات فحسب كما طوال العقود السابقة ووفق سياسات قديمة لم تعد صالحة فى ضوء متغيرات عالمية شديدة التعقيد.. بل تستند إلى دعائم مقاربة واقعية قائمة على الاقتصاد والقوة الصلبة بدلا من التحالفات الأمنية التقليدية.. لذلك سعى بجدية نحو ترسيخ شراكات تنموية واستثمارية عميقة مع دول الخليج ليقيم أوضاعا مغايرة وينتقل بوجودها إلى رحاب واسعة.
أراد ترامب التأكيد على ثوابت لا تحتمل الشك بالرغبة فى بناء وجود أمريكى قوى يصلح ما أفسدته سياسات سابقه ويعطى درسا مفيدا للحلفاء والخصوم على حد سواء بوضع النقاط فوق حروف هاربة تجاه مواقف واشنطن حيال القضايا المهمة بالشرق الأوسط صورتها قرارات رفع العقوبات عن سوريا وإبداء حسن النيات فى إبرام اتفاق مع إيران بتسوية ملفها النووى بغياب وجهة النظر الإسرائيلية ووقف حرب غزة ووضع نهاية لمعاناة الشعب الفلسطينى وتوفير مظلة حماية لحركة الملاحة فى البحر الأحمر والقضاء على وكلاء إيران بالمنطقة. سجل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أرقاما استثمارية كبيرة.. وقد تستغرق بعض الصفقات وقتا طويلا حتى تؤتى ثمارها وعلى رأسها طلب قطر شراء 210 طائرات بوينج وصفقة الأسلحة السعودية بقيمة 142 مليار دولار وهى أكبر صفقة أسلحة تبرم على الإطلاق وجميعها بحاجة لترتيبات طويلة المدي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 18 دقائق
- فيتو
روبيو يرد على اتهام تقديم ترامب تنازلات لبوتين لوقف الحرب الأوكرانية
أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مساء أمس الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترامب لم يُقدِّم أي تنازلات لروسيا، رافضًا الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، قال روبيو متحدثًا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يحصل على أي تنازل". إلى ذلك اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو، بالعمل على "كسب الوقت" لمواصلة الحرب ضد كييف، غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفيًّا مع نظيريه الروسي والأوكراني. وتحدث ترامب هاتفيًّا الإثنين إلى كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في اسطنبول الجمعة في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات. لكن المحادثات أخفقت في التوصل لهدنة وانتقد زيلينسكي بوتين معتبرًا أنه أرسل "رؤوسا فارغة" إلى طاولة المفاوضات. وفي المقابل أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال الاتصال الهاتفي، بأن "الذين يحتفون بالنازية حاولوا ترهيب الزعماء الذين جاءوا إلى موسكو للاحتفال بذكرى عيد النصر". وكشف ذلك يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، مساء أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي. وقال: "طبعًا لم يكن محض مصادفة أن تطرق الرئيس بوتين إلى هذا الموضوع، لأن الأوكرانيين هددوا بشكل مباشر المشاركين الأجانب في الفعاليات الاحتفالية بمناسبة عيد النصر، وحاولوا ترهيب القادة الأجانب ومنعهم من القدوم إلى موسكو". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


نافذة على العالم
منذ 26 دقائق
- نافذة على العالم
إقتصاد : الذهب يربح 51 دولاراً عند تسوية تعاملات الثلاثاء مع تراجع الدولار
الأربعاء 21 مايو 2025 03:00 صباحاً نافذة على العالم - مباشر: صعدت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات اليوم الثلاثاء، مع زيادة الطلب على المعدن الأصفر، وتراجع الدولار. وارتفع سعر العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.5%، بمكاسب 51.1 دولار، إلى مستوى 3284 دولاراً للأوقية. وبحلول الساعة 7:59 مساءً بتوقيت جرينتش، زاد الذهب في المعاملات الفورية بأكثر من 2%، بمكاسب 64 دولاراً، إلى 3294 دولاراً للأوقية. وبحلول الساعة 8:02 مساءً بتوقيت جرينتش، تراجع سعر الدولار أمام اليورو بنسبة 0.4% عند مستوى 1.1280 دولار، وانخفضت الورقة الخضراء أمام الين الياباني بنسبة 0.2% عند مستوى 144.5500 ين، وأمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% عند مستوى 1.3388 دولار. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات مكاسب جديدة للذهب في مصر مع ختام تعاملات الثلاثاء

المصري اليوم
منذ 26 دقائق
- المصري اليوم
«القبة الذهبية» خطة ترامب لفرض الهيمنة.. تكلفتها 175 مليار دولار وتعجز أمامها الصواريخ
«قبة ذهبية» بـ175 مليار دولار.. معلومات عن درع الدفاع الصاروخي لحماية أمريكا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه اختار تصميما لدرع الدفاع الصاروخي «القبة الذهبية» التي تبلغ تكلفتها 175 مليار دولا. وأوضح ترامب أنه عين جنرالا من سلاح الفضاء لرئاسة البرنامج الطموح الذي يهدف إلى صد تهديدات الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة، بحسب «سكاي نيوز». وأعلن في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن الجنرال «مايكل جويتلاين» من سلاح الفضاء الأمريكي سيكون المدير الرئيسي للمشروع، وهو جهد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حجر الزاوية في تخطيط ترامب العسكري. وأشار ترامب، إلى أن القبة الذهبية ستحمي بلاده، مضيفًا أن كندا قالت إنها تريد أن تكون جزءا منه. وتهدف القبة الذهبية التي أمر بها ترامب لأول مرة في يناير، إلى إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية لرصد الصواريخ القادمة وتتبعها وربما اعتراضها. سيستغرق تنفيذ القبة الذهبية سنوات، إذ يواجه البرنامج المثير للجدل تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل. وقال ترامب، إن القبة الذهبية ستكون درعًا لن يتوفر لدى أي بلد آخر، مؤكدًا أنها ستحمي بلاده بنسبة قريبة من 100% من جميع الصواريخ الفرط صوتية.