logo
نافذة المجموعات الكردية في سوريا بين الاندماج والحكم الذاتي

نافذة المجموعات الكردية في سوريا بين الاندماج والحكم الذاتي

الخميس 14 أغسطس 2025 05:20 صباحاً
نافذة على العالم - تشهد سوريا مرحلة حساسة في التعامل مع المجموعات الكردية، وسط مخاوف دمشق وأنقرة من أي انفلات قد يؤدي إلى الفوضى أو تقسيم الأراضي السورية.
وتأتي هذه المخاوف في سياق اجتماعات وتباحثات سياسية بدأت تتبلور نحو تسريع آليات الاندماج بين المجموعات الكردية والدولة السورية، وسط تحديات كبيرة على الأرض ومعضلات مستمرة على صعيد السيادة والقرار المحلي.
تحذيرات دمشق من الفوضى والتقسيم
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، شدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على خطورة دعم الفوضى في سوريا، موضحا أن بلاده تواجه تحديات كبيرة نتيجة التدخلات الخارجية التي تهدف إلى خلق وقائع تقسيمية على الأرض.
وقال الشيباني إن "سوريا مصممة على حماية سيادتها ووحدة أراضيها، ولن تسمح لأي جهة خارجية بتقويض هذا الهدف".
وأكد الشيباني أن دمشق تسعى إلى معالجة القضايا الداخلية عبر الحوار الوطني بين السوريين، مشددا على أن أي تدخل خارجي في ملفات مثل القامشلي أو المناطق الكردية يعد "مساسا بالسيادة الوطنية"، ويهدد الاستقرار الذي تسعى الحكومة إلى ترسيخه بعد سنوات من الحرب والمعاناة.
وفي المقابل، دعا فيدان المقاتلين الأكراد، من وحدات حماية الشعب ومجلس سوريا الديمقراطية، إلى الالتزام باتفاقيات الاندماج مع الحكومة السورية، مؤكدا على "ضرورة القضاء على أي تهديدات من عناصر مسلحة ضمن مناطقهم لضمان الأمن والاستقرار".
المعضلة الكردية: بين الاندماج واستقلال القرار
يواجه الأكراد في سوريا اليوم خيارا صعبا بين الاندماج مع الدولة السورية، الذي يفرض استحقاقات سياسية وعسكرية واضحة، وبين حلمهم في حكم ذاتي واسع ضمن مناطقهم.
ووفق تحليلات الكاتب الصحفي هوشنك حسن خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، فإن هذه المعضلة تشكل "قضية تؤرق دمشق وأنقرة في الوقت ذاته"، لأنها تتعلق بمستقبل المناطق الكردية والسيطرة على الموارد والمكتسبات العسكرية والإدارية التي حققتها خلال سنوات النزاع.
وأوضح حسن أن "المفاوضات بين دمشق والقامشلي تمثل محاولة لتسوية الملف الكردي داخليا بعيدا عن أي تدخل خارجي، وهو ما قد يوفر للأكراد فرصة الاحتفاظ بمكاسبهم في حال التزامهم بالشروط السورية للاندماج. لكن هذا المسار ليس خاليا من العقبات، إذ أن الخيارات المتاحة أمام الأكراد تبقى محكومة بين الاستحقاقات الوطنية ورغباتهم في الحكم الذاتي، ما يجعل العملية السياسية معقدة وحساسة للغاية".
الدور التركي: التدخل السلبي وتأثيره على المفاوضات
وفق حسن فإن الدور التركي في الملف السوري منذ عام 2016 كان سلبيا، إذ استغلت أنقرة الأزمة السورية لتحقيق نفوذ سياسي وعسكري في شمال سوريا، وخصوصا في المناطق الكردية.
وأشار حسن إلى أن تركيا "تخشى فقدان المكاسب التي بنتها خلال سنوات الحرب السورية، وتسعى لتنفرد بالملف السوري بما يخدم مصالحها"، مستشهدا "بسيطرتها على مناطق مثل عفرين ومنع النازحين من العودة إليها منذ احتلالها عام 2018".
واعتبر حسن أن التدخل التركي السلبي يشمل جوانب سياسية وعسكرية، إذ تعيق أنقرة تطبيق اتفاقية 10 مارس المتعلقة بإعادة النازحين وضمان حقوق المجتمعات الكردية.
وتابع حسن قائلا: "هذا الدور التركي ساهم في تأخير المفاوضات بين دمشق والقامشلي وأثر على استقرار المناطق الكردية، وأدى إلى استمرار التوترات الأمنية والمعاناة الإنسانية".
الولايات المتحدة وأوروبا: دور الوساطة الدولي
في ظل التحديات الإقليمية، يرى محللون أن الحلول السورية-الكردية بحاجة إلى دور وساطة دولي فاعل، يتمثل في متابعة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للمفاوضات، لضمان التزام الطرفين ببنود الاتفاق.
وحول هذه النقطة، يقول حسن إن الوسطاء الدوليين يمكن أن يكونوا عنصرا محوريا في ضبط أي تجاوزات محتملة من الأطراف المتحاورة، وضمان تطبيق الاتفاق بشكل عادل على الأرض.
وبيّن أن "السلام والحوار هما السبيل الأمثل لحل المعضلة الكردية في سوريا، وأن القامشلي ودمشق أبديا استعدادا للتعاون ضمن هذه الآليات، مع الاعتماد على الوساطة الدولية لضمان تحقيق الاستقرار السياسي والأمني".
التحديات العسكرية والإدارية للأكراد
يبقى سؤال الاحتفاظ بالمكتسبات العسكرية والإدارية للكرد أحد أبرز القضايا المعقدة، إذ يشير حسن إلى أن هذا مرتبط بعدة عوامل أساسية هي:
1. الالتزام بالقوانين السورية والإطار الدستوري لضمان إدارة شؤونهم المحلية دون المساس بالسيادة الوطنية.
2. حماية حقوق السكان المحليين والعودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم، خصوصا في ظل استمرار وجود الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.
3. التقليل من التدخلات الخارجية التي قد تؤثر على تطبيق الاتفاق بشكل متوازن.
4. دور الوسطاء الدوليين في مراقبة تنفيذ الاتفاق، خصوصا في المناطق الحساسة التي تضم موارد نفطية أو مراكز استراتيجية.
وحسبما أشار حسن فإن أي إهمال لهذه النقاط قد يؤدي إلى تمديد حالة الفوضى أو خلق "حقائق ميدانية جديدة" تضعف فرص الحل الشامل.
فرصة تاريخية للتسوية السورية-الكردية
يبقى مستقبل المجموعات الكردية مرتبطا بالقدرة على التوصل إلى حل سياسي عادل يحمي مكتسباتهم ويضمن وحدة الأراضي السورية.
ويعتبر دور تركيا والحدّ من تدخلاتها السلبي، إلى جانب الوساطة الدولية الفاعلة، عاملا حاسما في نجاح هذه التسوية.
وتظل سوريا أمام فرصة تاريخية لتجاوز عقود من النزاع، عبر حوار داخلي شامل قائم على سيادة الدولة، يضمن حقوق الجميع دون تدخلات خارجية، ويعيد بناء الثقة بين الحكومة السورية والمجتمعات الكردية، ويؤسس لمرحلة استقرار دائمة تعيد الأمن إلى شمال البلاد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيسة المفوضية الأوروبية: نعمل بشكل وثيق مع زيلينسكي وأمريكا للتوصل إلى سلام عادل ودائم
رئيسة المفوضية الأوروبية: نعمل بشكل وثيق مع زيلينسكي وأمريكا للتوصل إلى سلام عادل ودائم

بوابة الأهرام

timeمنذ 5 ساعات

  • بوابة الأهرام

رئيسة المفوضية الأوروبية: نعمل بشكل وثيق مع زيلينسكي وأمريكا للتوصل إلى سلام عادل ودائم

أ ش أ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم السبت إن الاتحاد الأوروبي يعمل بشكل وثيق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم. موضوعات مقترحة وأكدت فون دير لاين - في منشور عبر منصة "إكس" أوردته قناة "سكاي نيوز" البريطانية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية - على أهمية تقديم ضمانات أمنية قوية إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذه الضمانات التي من شأنها حماية المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا تعد أمرا ضروريا. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عقد قمة تاريخية أمس الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية "ألاسكا"، ثم أجرى بعدها اتصالا هاتفيا مع زيلينسكي امتد لأكثر من 90 دقيقة وانضم عدد من القادة الأوروبيين - من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والسكرتير العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته - لهذا الاتصال. وكان الرئيس ترامب قد أكد - في منشور عبر منصة تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي - أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا هي من خلال اتفاق سلام وليس وقف إطلاق نار.

رئيس المجلس الأوروبي يرحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا
رئيس المجلس الأوروبي يرحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 6 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

رئيس المجلس الأوروبي يرحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا

رحب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، اليوم السبت، بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وشدد كوستا - في منشور عبر منصة "إكس" نقلته قناة "سكاي نيوز" البريطانية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية - على ضرورة وقف عمليات القتل، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل التعاون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحقيق سلام عادل ودائم. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عقد قمة تاريخية أمس الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية "ألاسكا"، ثم أجرى بعدها اتصالا هاتفيا مع زيلينسكي امتد لأكثر من 90 دقيقة وانضم عدد من القادة الأوروبيين - من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والسكرتير العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته - لهذا الاتصال. وكان الرئيس ترامب قد أكد - في منشور عبر منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي قبل وقت قليل - أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا هي من خلال اتفاق سلام وليس وقف إطلاق نار.

فون دير لاين: نعمل بشكل وثيق مع زيلينسكي وأمريكا للتوصل إلى سلام عادل ودائم
فون دير لاين: نعمل بشكل وثيق مع زيلينسكي وأمريكا للتوصل إلى سلام عادل ودائم

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 6 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

فون دير لاين: نعمل بشكل وثيق مع زيلينسكي وأمريكا للتوصل إلى سلام عادل ودائم

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم السبت إن الاتحاد الأوروبي يعمل بشكل وثيق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم. وأكدت فون دير لاين - في منشور عبر منصة "إكس" أوردته قناة "سكاي نيوز" البريطانية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية - على أهمية تقديم ضمانات أمنية قوية إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذه الضمانات التي من شأنها حماية المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا تعد أمرا ضروريا. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عقد قمة تاريخية أمس الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية "ألاسكا"، ثم أجرى بعدها اتصالا هاتفيا مع زيلينسكي امتد لأكثر من 90 دقيقة وانضم عدد من القادة الأوروبيين - من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والسكرتير العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته - لهذا الاتصال. وكان الرئيس ترامب قد أكد - في منشور عبر منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي - أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا هي من خلال اتفاق سلام وليس وقف إطلاق نار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store