logo
عدن تصارع الموت .. هل عجز الرئاسي عن الاستفادة من النفط الخام أم أن هناك من يدفع نحو الفوضى؟ غازي العلوي نشر في حياة عدن يوم 02 - 06

عدن تصارع الموت .. هل عجز الرئاسي عن الاستفادة من النفط الخام أم أن هناك من يدفع نحو الفوضى؟ غازي العلوي نشر في حياة عدن يوم 02 - 06

يمرسمنذ 2 أيام

النفط الخام لا يُستغل ومحطات الكهرباء تتوقف... أين تكمن المشكلة؟
اتهامات ب"تسييس الخدمات" في عدن... والمواطن يدفع الثمن وحده
عدن من عاصمة مؤقتة إلى ساحة صراعات... من يوقف الانهيار؟
الأمناء – تقرير / غازي العلوي :
تعيش العاصمة عدن على وقع أزمة كهرباء خانقة، تزداد حدتها يومًا بعد آخر، حيث تشهد معظم مديريات المدينة انقطاعًا للتيار الكهربائي يصل إلى عشرون ساعة يوميًا، في مشهد أعاد إلى الأذهان سنوات الفوضى والشلل الخدمي.
ورغم وفرة الموارد النفطية في البلاد، تؤكد مصادر حكومية مطلعة أن النفط الخام لا يُصدّر ولا يُستخدم بالشكل الكافي لتشغيل محطات الكهرباء، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأزمة ويفتح الباب لتساؤلات عديدة حول إدارة الملف الخدمي في عدن.
غياب المعالجات رغم تعدد الجهات
المفارقة، بحسب مراقبين، أن المجلس الرئاسي الذي يضم عدة تشكيلات وجهات معنية بالطاقة والاقتصاد، لم ينجح حتى الآن في تقديم حلول حقيقية أو حتى تفسير واضح لما يحدث، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول مدى فاعلية هذا المجلس، وقدرته على التعاطي مع قضايا المواطنين.
يأتي ذلك وسط صمت رسمي لافت من قبل المجلس الرئاسي، ما فاقم حالة الغضب الشعبي وزاد من حدة الانتقادات الموجهة له، خاصة مع تزايد اتهامات بالتقاعس و"تسييس الملف الخدمي" في مدينة باتت تعاني من أزمات مركبة في الكهرباء والمياه والصحة والنقل.
عدن بين فشل الإدارة وصراع النفوذ
ويرى محللون أن استمرار الأزمة دون حلول يشير إما إلى عجز حقيقي لدى السلطات الشرعية عن إدارة القطاعات الحيوية، أو إلى وجود نوايا خفية لدفع عدن نحو مزيد من الفوضى المُمنهجة، خاصة في ظل ما توصف بأنها "صراعات نفوذ" بين أطراف متعددة داخل المدينة.
وفيما تتشابك الحسابات السياسية والاقتصادية في خلفية المشهد، يبقى المواطن العدني هو الضحية الأولى، حيث يجد نفسه مضطرًا للتأقلم مع واقع يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، دون أن تلوح في الأفق بوادر تغيير أو تحسين.
تساؤلات الشارع بلا إجابة
في شوارع عدن ، لا يتردد المواطنون في طرح تساؤلاتهم بصوت عالٍ: هل عجزت الدولة عن إيجاد حلول حقيقية؟ أم أن هناك من يتعمد معاقبة المدينة؟ وبين غموض الموقف الرسمي وتدهور الواقع الخدمي، تتواصل معاناة سكان عدن مع الظلام، في انتظار ما قد تحمله الأيام القادمة من تطورات.
عقاب جماعي يتعرض له الجنوبيون وسط واقع مأساوي
تُعد أزمة الكهرباء في الجنوب ، واحدة من أبرز الأزمات التي تثقل كاهل المواطنين، لا سيما مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قاسية.
تتجاوز هذه الأزمة حدود الانقطاع التقني والخدماتي، لتتحول إلى عامل رئيسي في تعقيد الحياة اليومية، ومصدر معاناة مستمرة تؤثر على مختلف نواحي الحياة، من الصحة والتعليم إلى الاقتصاد والاستقرار النفسي والاجتماعي.
في صيف الجنوب، لا يواجه المواطن حرارة الشمس فقط، بل يواجه ظلامًا دامسًا، وغيابًا تامًا لأبسط مقومات الراحة.
انقطاعات الكهرباء المتكررة ولساعات طويلة تجعل من المراوح وأجهزة التبريد مجرد أدوات غير مجدية، ما يزيد من معاناة المرضى وكبار السن والأطفال، كما تتعطل الأعمال، وتتعرض الأجهزة المنزلية للتلف، وتُشل بعض المرافق الحيوية، في وقت يعاني فيه الجنوب أصلًا من ضغوط معيشية واقتصادية خانقة.
الأخطر من ذلك أن هذه الأزمة لا تُعد محض خلل فني أو تقصير إداري فحسب، بل أصبحت وفق العديد من المؤشرات وسيلة ضغط سياسي وسلاح حرب ناعم تُستخدم ضد أبناء الجنوب العربي لتركيعهم وإضعاف إرادتهم.
يُوظف الانقطاع المتعمد أو تأخير تزويد الوقود لمحطات التوليد كورقة ابتزاز، ضمن سياق الصراع السياسي القائم، مما يجعل المواطن البسيط يدفع ثمن صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.
في مواجهة هذا الواقع المرير، لم يقف أبناء الجنوب مكتوفي الأيدي، فقد أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، حملات ضغط ومناشدات للمنظمات الدولية والدول الداعمة، بهدف تسليط الضوء على هذه الأزمة والبحث عن حلول مستدامة.
حلحلة الأزمة ومواجهة الأعباء لن تتم إلا من خلال تعزيز الإدارة الذاتية للخدمات، والبحث عن مصادر بديلة لتوليد الطاقة، سواء من خلال الطاقة الشمسية أو دعم مشاريع صغيرة تُسهم في تخفيف العبء عن الشبكة العامة.
أزمة الكهرباء تكشف بوضوح عن حجم المعاناة التي يتكبدها المواطن الجنوبي، ليس فقط بسبب ضعف البنية التحتية، بل بسبب استخدام الخدمات الحيوية كوسيلة من وسائل الحرب السياسية.
وفي ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة الماسة إلى حلول جذرية واستراتيجية، تضمن استقلالية القرار الخدمي وتمنع تسييس معاناة الناس.
الخروج من دائرة الابتزاز لن يتحقق إلا بتعزيز القدرات الذاتية، ورفع كفاءة الإدارة المحلية، والتكاتف الشعبي خلف مشروع وطني حقيقي يضع كرامة المواطن في مقدمة أولوياته.
فأزمة الكهرباء ليست مجرد عتمة مؤقتة، بل تحدٍ وجودي يفرض على الجنوبيين التوحد في مواجهته وبناء مستقبل أفضل لا تُقطع فيه الحياة كلما اشتدت حرارة الشمس.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"قبل بدء الامتحان" تداول ورقة "يدعى" إنه ا تسريب لامتحان الدراسات الاجتماعيةلالشهادة الاعدادية فى أسيوط
"قبل بدء الامتحان" تداول ورقة "يدعى" إنه ا تسريب لامتحان الدراسات الاجتماعيةلالشهادة الاعدادية فى أسيوط

بوابة الفجر

timeمنذ 33 دقائق

  • بوابة الفجر

"قبل بدء الامتحان" تداول ورقة "يدعى" إنه ا تسريب لامتحان الدراسات الاجتماعيةلالشهادة الاعدادية فى أسيوط

تداولت صفحات وحسابات علي مواقع التواصل الإجتماعي بأسيوط، ورقة يدعى إنه ا امتحان الدراسات الاجتماعية فى امتحانات الفصل الدراسي الثاني، للشهادة الإعدادية للعام الدراسي الحالي بمحافظة أسيوط، قبل ساعات من بدء الامتحان اليوم الاربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان قد أكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، على جاهزية المحافظة الكاملة لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية للعام الدراسي 2024/2025، والمقرر انعقادها خلال الفترة من السبت 31 مايو وحتى الأربعاء 4 يونيو 2025، مشيرًا إلى أن جميع الاستعدادات تتم وفق جدول زمني منظم وبالتنسيق الكامل بين مديرية التربية والتعليم وكافة الأجهزة المعنية لضمان انضباط وسلامة سير الامتحانات. وأشار المحافظ إلى حرصه على توفير كافة سبل الدعم وتذليل أي معوقات قد تواجه العملية الامتحانية، مشددًا على ضرورة الالتزام التام باللوائح والتعليمات الوزارية المنظمة للامتحانات، بما يضمن الشفافية وتكافؤ الفرص، ويهيئ بيئة آمنة ومحفزة للطلاب، متمنيًا لهم التوفيق والنجاح. وأوضح محافظ أسيوط، أن مديرية التربية والتعليم بأسيوط، برئاسة محمد إبراهيم دسوقي، وكيل الوزارة، عقدت اجتماعًا موسعًا ضم رؤساء لجان امتحانات الشهادة الإعدادية، بحضور قيادات التعليم على مستوى المديرية، منهم سيد الشريف مدير عام الشؤون التنفيذية، وأمجد عزت رئيس لجنة الإدارة، وجمال عتريس رئيس لجنة النظام والمراقبة، إلى جانب حسام محمود مدير إدارة شؤون الطلبة، ومحمد إسماعيل مدير إدارة التوريدات، وعدد من مديري ووكلاء الإدارات التعليمية. ناقش الاجتماع الإجراءات التنظيمية الواجب اتباعها داخل اللجان، وآلية تسليم مظاريف الأسئلة وتوزيعها من خلال مندوبي اللجان، مع التشديد على ضرورة الالتزام بالمواعيد الرسمية لفتح المظاريف، بما يحفظ سرية الامتحانات ويعزز مصداقيتها. وكما شدد المحافظ على أهمية تأمين اللجان وتطبيق إجراءات صارمة لمنع الغش، مؤكدًا حظر اصطحاب الهواتف المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية حديثة مثل سماعات البلوتوث أو الساعات الرقمية من قبل الطلاب أو المعلمين داخل اللجان، مع التأكيد على توقيع العقوبات القانونية حيال أي مخالفات أو محاولات إخلال بنزاهة الامتحانات وفقًا للقرارات الوزارية المنظمة. ووجه المحافظ بتشكيل لجان متابعة من المديرية لمتابعة الامتحانات ميدانيًا، وتفعيل غرف العمليات على مستوى الإدارات التعليمية والمديرية، مشددًا على أهمية الالتزام بالإخلاص والانضباط من جميع القائمين على المنظومة التعليمية، لضمان إجراء امتحانات تتسم بالشفافية والنظام وتحقق أفضل مناخ للطلاب.

ختام امتحانات الشهادة الإعدادية.. 94 ألف طالب بسوهاج يؤدون «اللغة الأجنبية» اليوم
ختام امتحانات الشهادة الإعدادية.. 94 ألف طالب بسوهاج يؤدون «اللغة الأجنبية» اليوم

بوابة الأهرام

timeمنذ 33 دقائق

  • بوابة الأهرام

ختام امتحانات الشهادة الإعدادية.. 94 ألف طالب بسوهاج يؤدون «اللغة الأجنبية» اليوم

سوهاج - نيفين مصطفى يؤدي 94 ألفًا و327 طالبًا بالشهادة الإعدادية في سوهاج، اليوم الأربعاء، امتحان مادتي اللغة الأجنبية والكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، داخل 485 لجنة امتحانية على مستوى المحافظة، في ختام أعمال امتحانات الفصل الدراسي الثاني. موضوعات مقترحة استعدادات مديرية التعليم لامتحانات الشهادة الإعدادية وكانت مديرية التربية والتعليم بسوهاج، استعدت لأعمال الامتحانات، ومراجعة جاهزية جميع اللجان الامتحانية بمختلف الإدارات التعليمية، وتوفير الإمكانات وسبل الراحة للطلاب لأداء الامتحانات بسهولة ويسر. ووجّه الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، بضرورة تنفيذ الضوابط والتعليمات الوزارية الخاصة بأعمال الامتحانات، بما في ذلك حضور الطلاب بالزي المدرسي ومنع ارتداء أي زي مخالف، والتشديد على منع اصطحاب الهاتف المحمول داخل اللجان، وتطبيق لائحة الانضباط المدرسي على كل من يخالف القرارات والتعليمات الوزارية المنظمة لأعمال الامتحانات، بهدف توفير بيئة آمنة وهادئة للطلاب لأداء الامتحانات بسهولة ويسر. الانضباط الكامل داخل اللجان ومحيطها وشدد السيد، على التنسيق مع مختلف الأجهزة المعنية بالمحافظة لإزالة جميع الإشغالات بجوار أسوار المدارس المخصصة لامتحانات الشهادة الإعدادية، وكذلك التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتأمين خطوط سير السيارات المخصصة لنقل الامتحانات إلى اللجان الامتحانية وتأمين اللجان من الخارج لتحقيق الانضباط الكامل داخل اللجان.

أسعار النفط ترتفع 1% عند التسوية مسجلة أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين
أسعار النفط ترتفع 1% عند التسوية مسجلة أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين

أموال الغد

timeمنذ 34 دقائق

  • أموال الغد

أسعار النفط ترتفع 1% عند التسوية مسجلة أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% عند تسوية جلسة تعاملات اليوم الثلاثاء، مسجلة أعلى مستوى تسوية في أكثر من أسبوعين في ظل مواصلة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وأيضاً بين أمريكا وإيران وهو ما قد يسهم في استمرار العقوبات المفروضة على موسكو وطهران لفترة أطول. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت دولاراً أو بنسبة 1.55% إلى 65.63 دولار للبرميل عند التسوية، وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 89 سنتاً أو بنسبة 1.42% لتسجل عند التسوية 63.41 دولار للبرميل، بحسب وكالة رويترز. وحقق بذلك خام برنت أعلى مستوى عند التسوية منذ 14 مايو، كما حقق الخام الأميركي أعلى مستوياته عند التسوية منذ يوم 13 من الشهر الماضي. جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه موسكو أن العمل على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب مع كييف 'معقد للغاية'، وأنه من الخطأ توقع صدور أي قرارات في وقت قريب، مشيرة إلى انتظارها رد فعل كييف على اقتراحاتها. وتعتبر روسيا عضواً في مجموعة أوبك+، وكانت خلال العام الماضي ثاني أكبر منتج للخام في العالم بعد أميركا، بحسب بيانات صادرة عن قطاع الطاقة في الولايات المتحدة. وتتجه الدولة الآسيوية إلى رفض مقترح الولايات المتحدة من أجل تسوية الخلاف القائم بشأن البرنامج النووي لطهران. وفي حالة فشل المفاوضات الجارية بين الدولتين، فقد يعني ذلك استمرار عقوبات واشنطن على إيران وخاصة قطاع النفط مما يقوض إمداداتها من الخام ويعزز الأسعار. في سياق آخر، تسبب اندلاع حرائق غابات في إقليم ألبرتا الكندي في توقف مؤقت لإنتاج الإقليم من النفط والغاز، وهو ما قد يخفض الإمدادات. وأثرت حرائق الغابات في الدولة الواقع في أمريكا الشمالية على نحو 7% من إجمالي إنتاج كندا من النفط الخام، بحسب حسابات رويترز.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store