
سوريا ورفع العقوبات
استحقت سوريا رفع العقوبات الأوروبية عنها، وقبلها وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعطاء دمشق فرصة في البناء وإعادة تأهيل البلاد بعد سنوات عجاف طويلة وصراع مرير من قتل وتدمير وتهجير ما جعل من سوريا دولة فاشلة رغم أهميتها وثقلها الإقليمي.
رفع العقوبات ربما يكون الخطوة الأولى وخط البداية نحو وضع أسس متينة لدولة جديدة تحكمها العدالة والقانون وتسعى لمحو آثار الحرب، وقادرة على إدارة مكوناتها المجتمعية، ومواردها المادية بحكمة واتزان، ومن دون العودة إلى ثارات الماضي، أو تهميش، أو محسوبيات وفساد، وهذا ما يأمله كل سوري وعربي خصوصاً بعدما جربت كل صنوف العذاب والحرمان.
لكن القصة لم تنته برفع العقوبات، بل إن الاستفادة من ذلك مرهون بشرط وضع خطط قوية لإعادة تأهيل الاقتصاد يقودها مختصون أكفاء، واستقرار أمني يجذب شركات الإعمار والاستثمار، وانفتاح سياسي على الأسواق العربية والعالمية، ونسج علاقات جيدة على أساس المصالح المتبادلة.
ورغم التفاؤل، إلا أن التحديات القادمة كثيرة، والعثرات متتالية، خصوصاً أن الدولة تواجه تشظ داخلي، وعدم ثقة بين العديد من المكونات ما يهدد باشتباك داخلي. فقد حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ من أن «تقييمه هو أن السلطة الانتقالية، في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع - وليس عدة أشهر - من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة، تؤدي فعلياً إلى تقسيم البلاد»، وهو لا يستند إلى قراءات فردية بل إلى رصد استخباراتي وقراءة سياسية عميقة لما يحدث في سوريا.
وهذا ما يتحتم الالتفات إليه وقطع الطريق على هذه الحرب، التي لو اندلعت بالفعل، فإنها ستكون مقتلة يكتوي الكل السوري بها، وستدمر المزيد من البلاد المحطمة أصلاً، والتي تعاني الكثير، وهذا ما يسعى إليه المتربصون الكثر، الذين لا يريدون لسوريا تجاوز كبوتها والاستقرار.
كما أن سوريا وجدت ظهيراً عربياً يدعمها ويقف معها في أزمتها، وهذه فرصة أخرى مهمة جداً في طريق عودتها إلى حضنها العربي الاستراتيجي، فهي تقوى بهذه العودة، كما العرب يقوون بسوريا قوية يكون لها كلمتها في المنطقة والعالم، فهذه البلاد تمتلك من المقومات ما يجعلها ذا مكانة بكل المجالات، في ظل شعب يعشق الانطلاق والنظر إلى الأمام، إذ إن النجاح كان دوماً رفيقه خلال سنوات الحرب، وما بعدها ستكون الانطلاقة صاروخية نحو النهوض إذا توفرت له الأرضية المناسبة.
يقع على عاتق دمشق الآن الكثير، فالمهمة ليست سهلة، والتصرف بحكمة وروية وانضباط يعجل بقطف الثمار، وغير ذلك فإن سوريا التاريخ والحضارة معرضة لمزيد من الانهيار والسقوط، وهذا ما لا يريده أي عربي من المحيط إلى الخليج.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
بعد منع هارفرد من قبولهم.. هونغ كونغ تفتح جامعاتها أمام «الطلاب الأجانب»
هونغ كونغ- أ ف ب أعلنت هونغ كونغ، أنها ستفتح جامعاتها لمزيد من الطلاب الأجانب خاصة ممن تأثروا بقرار الحكومة الأمريكية منع جامعة هارفرد العريقة من قبول أجانب. وأتى التصعيد الكبير في المواجهة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والجامعة العريقة فيما التوتر على أشده أيضاً بين واشنطن وبكين بشأن التجارة ومسائل أخرى. وأدخل قرار ترامب الخميس، الذي علقته مؤقتاً قاضية، بعد شكوى تقدمت بها هارفرد، آلاف الطلاب الأجانب في المجهول. والجمعة، دعت وزيرة التربية في هونغ كونغ كريستين شوي الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال «عدد كبير من الطلاب من أرجاء العالم». وقالت في بيان: «بالنسبة للطلاب الأجانب الذي تأثروا بسياسة قبول الطلاب في الولايات المتحدة، فإن مكتب التربية وجه نداء إلى الجامعات في هونغ كونغ لاعتماد تدابير تسهيلية للطلاب الذين تتوافر فيهم الشروط». ودعت جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا الجمعة، الطلاب الأجانب المسجلين في هارفرد إلى مواصلة دراستهم في صفوفها، واعدة بـ«تدابير قبول مبسطة، ودعم أكاديمي لتسهيل العملية الانتقالية للمهتمين». وتحتل هارفرد المرتبة الأولى في تصنيف «يو أس نيوز أند وورلد ريبورت» لأفضل الجامعات، في حين تأتي جامعة هونغ كونغ للعلوم في المرتبة 105 من أفضل أكثر من 2000 جامعة.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
أمريكا تسمح للمؤسسات المالية بالتعامل مع المصرف التجاري السوري "بشروط"
أصدرت شبكة مكافحة الجرائم المالية، التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية، إعفاءً استثنائياً يسمح للمؤسسات المالية بالتعامل مع المصرف التجاري السوري وفتح الحسابات وتحويل الأموال، من وإلى سوريا. وفي بيان، نقله تليفزيون سوريا اليوم السبت، قالت الشبكة إن هذا الإعفاء "يأتي في إطار جهود الولايات المتحدة لدعم الاستقرار الاقتصادي في سوريا، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، والسماح بتوسيع الأنشطة الاقتصادية في البلاد". ووفق الإعفاء، يُسمح للمؤسسات المالية الأمريكية بفتح حسابات مراسلة والحفاظ عليها قائمة مع المصرف التجاري السوري، ضمن شروط الامتثال للقوانين الأمريكية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ويتضمن الإعفاء شروطاً رئيسية، منها: الالتزام الكامل ببرامج مكافحة غسل الأموال، وتطبيق إجراءات العناية الواجبة المعززة، والامتثال للعقوبات الأمريكية الأخرى، وتقديم تقارير دورية عند الطلب، والمراجعة المستمرة للإجراءات الداخلية للمؤسسات المالية. ويشترط الإعفاء أيضا عدم استفادة الكيانات أو الأفراد الخاضعين للعقوبات من هذه المعاملات.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
نووي إيران.. جولة محادثات خامسة بآمال منخفضة
اختُتمت في روما الجولة الـ5 من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وسط أجواء وصفت بالمعقدة، وأكدت إيران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي أن الطرفين بحاجة إلى المزيد من الجولات التفاوضية.