logo
الكونجرس والجوع في أميركا الريفية

الكونجرس والجوع في أميركا الريفية

الاتحاد٠١-٠٥-٢٠٢٥

الكونجرس والجوع في أميركا الريفية
إذا زرتَ المناطق الريفية في أميركا بعد إعصار أو فيضان، ستدرك بسرعة أن الكارثة الطبيعية ليست إلا أحدث ضربة تتعرض لها هذه المناطق. قبل سبعة أشهر، ساعدتُ مع كثيرين غيري في إيصال الطعام والماء إلى غرب ولاية كارولاينا الشمالية، حيث تسببت العاصفة «هيلين» في فيضانات مدمرة. واليوم، لا تزال العديد من المجتمعات المتضررة تكافح من أجل التعافي، ولهذا السبب قدمنا عربات سكنية (RVs) للعائلات في المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر.
يستغرق التعافي من الكوارث وقتاً أطول إذا كانت المجتمعات تعاني أصلاً خلال ما يُسمى «الأوقات الجيدة». لكن ما تشهده أميركا الريفية الآن بعيدٌ كل البعد عن كونه أوقاتاً جيدة، إذ تواجه أزمات متتالية، من الرسوم الجمركية إلى الأحوال الجوية المتطرفة، إلى إنفلونزا الطيور، وحملات مكافحة الهجرة. والآن، يُضيف الكونجرس أزمةً جديدة بتقليصه المساعدات الغذائية الفيدرالية، في ظل تلاعب القيادة «الجمهورية» بالميزانية لأغراض سياسية.
والسر الصادم في اقتصادنا الغذائي هو التالي: في كثير من المجتمعات التي تنتِج طعامَنا، يعجز عدد كبير جداً من الناس عن شراء وجبات صحية أساسية. ويُعد برنامج المساعدات الغذائية التكميلية التابع للحكومة (SNAP)، والمعروف سابقاً باسم «كوبونات الطعام» أو «فود ستامبس»، شريان حياة ليس فقط لسكان كارولاينا الشمالية الذين لا يزالون يعيشون في الملاجئ، بل لاقتصادات ريفية كاملة. والواقع أن معدلات الفقر أعلى خارج المدن منها داخلها. لذا، ليس من المستغرب معرفة أن العائلات في المقاطعات الريفية تستخدم برنامج SNAP أكثر من نظيرتها في البلدات الصغيرة أو المدن.
وعلاوة على ذلك، ثمة حاجة ماسة إلى زيادة الإنفاق من خلال المساعدات الغذائية في جميع أنحاء مناطق الريف الأميركية. فصحارى الغذاء، مثل الأسر الجائعة، لا تقتصر على مدننا. وتُسهم إعانات SNAP في دعم المجتمع الأوسع، ودعم متاجر الأغذية المحلية والموردين وسائقي الشاحنات والمزارعين.
وفي العديد من المقاطعات الريفية، قد تكون هذه الإعانات هي ما يُحدد إن كان المتجر سيحقق ربحاً أم سيخسر. ووفقاً لخبراء الاقتصاد في وزارة الزراعة الأميركية، فإن كل دولار يُنفق في SNAP يولّد 1.50 دولار من النشاط الاقتصادي الأوسع. وبموجب خطة ميزانية مجلس النواب، يواجه برنامج SNAP تخفيضات بقيمة 230 مليار دولار على مدى عشر سنوات. ولا سبيل لتحقيق ذلك دون خفض المزايا أو الحد من عدد المستحقين، وهو ما سيتسبب في جعل ملايين الأميركيين يعانون أكثر في سبيل إطعام أسرهم. وللتوضيح، يبلغ متوسط المساعدة الغذائية في SNAP حوالي 6.20 دولار للفرد في اليوم. وفي ظل التخفيض المقترح، سيخفض هذا الرقم إلى حوالي 5 دولارات يومياً، وهذا لا يكفي حتى لشراء شطيرة «روبين» بقيمة 5.45 دولار في كافيتيريا رايبورن، حيث يتناول موظفو الكونجرس غداءَهم. أكثر من ثلثي المستفيدين من SNAP هم من الأطفال أو كبار السن أو ذوي الإعاقات. كما أن ثلاثة أرباعهم يعيشون تحت خط الفقر.
وهذا يعني أن الأسرة المكوّنة من ثلاثة أفراد تكسب أقل من 26,650 دولاراً سنوياً. وفي بعض أكثر الولايات تأييداً لـ«الجمهوريين»، حيث فاز دونالد ترامب بفارق 20 نقطة أو أكثر في انتخابات 2024، تُستخدم إعانات SNAP بنفس قدر استخدامها في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك. ففي ألاباما وويست فيرجينيا، يستفيد واحد من كل ستة أو سبعة أشخاص من SNAP.
أما في لويزيانا، مسقط رأس رئيس مجلس النواب مايك جونسون، فالنسبة أعلى: واحد من كل خمسة أشخاص يعتمد على البرنامج لتلبية احتياجاته الغذائية الأساسية. إطعام الجياع في أميركا ليس قضية حزبية أو موضوعاً محلَّ جدل، فالدعم لبرامج مكافحة الجوع والتغذية واسع وعميق، إذ يمتد من الجماعات الإنجيلية إلى المنظمات التقدمية غير الربحية.
ووفقاً لأحد استطلاعات الرأي، يرى 86% من الأميركيين أن الجوع وانعدام الأمن الغذائي من القضايا الجدية التي تواجه البلاد. وبنفس القوة تقريباً، يرى 80% أنه يتعين على الحكومة زيادةَ دعم برنامج SNAP لا تقليصه. قد يكون فعل الخير سياسة جيدة كذلك. وأحد الأسباب التي تجعل الحكومة موجودة هو رعاية جيراننا المنسيين الذين يحتاجون إلى يد العون.
وإذا كانت عبارة «أميركا أولاً» تعني شيئاً، فإنها يجب أن تعني العناية بالأميركيين المنسيين في ما يسمى «المناطق المهمشة». يقول بعض المحللين إن الانتخابات الأخيرة حُسمت بسبب غلاء المعيشة. ومهما تكن التفسيرات السياسية، فالعائلات لا تزال تعاني في مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء، خاصة في الاقتصادات الريفية ذات الأجور المتدنية، حيث تتم زراعة وتربية غذائنا. وبدلاً من أن نأخذ الطعام من موائد هؤلاء، فلنبنِ موائد أطول، كي يأكل الجميع ويشارك في خيرات هذه البلاد الواسعة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن» خوسيه أندريس*
*مؤسس منظمة «وورلد سنترال كيتشن» غير الربحية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يطلق حرب نجوم جديدة ويسميها "القبة الذهبية" بتكلفة تصل إلى نحو 175 مليار دولار
ترامب يطلق حرب نجوم جديدة ويسميها "القبة الذهبية" بتكلفة تصل إلى نحو 175 مليار دولار

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

ترامب يطلق حرب نجوم جديدة ويسميها "القبة الذهبية" بتكلفة تصل إلى نحو 175 مليار دولار

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة اتخذت القرار بشأن تصميم منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "القبة الذهبية"، والتي ستتضمن أيضا صواريخ اعتراضية تطلق من الفضاء. وقال ترامب خلال حديثه في البيت الأبيض مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث: "يسعدني أن أعلن أننا حددنا رسميا تصميم هذا النظام المتقدم، الذي سيستخدم تقنيات الجيل القادم على الأرض وفي البحر وفي الفضاء، بما في ذلك أجهزة الاستشعار الفضائية والصواريخ الاعتراضية". وردا على سؤال أحد الصحفيين حول المدة التي سيستغرقها تنفيذ المشروع، أجاب ترامب: "نعتقد أن الأمر سيستغرق أقل من ثلاث سنوات بقليل". وأضاف: "نعتقد أن النظام سيكون جاهزا للتطبيق خلال عامين ونصف العام إلى ثلاثة أعوام". وتابع: "التكلفة الإجمالية لهذا النظام عند اكتماله من المرجح أن تبلغ 175 مليار دولار". وأكد ترامب أنه "سيتم دمج مشروع القبة الذهبية مع قدراتنا العسكرية الحالية، وينبغي أن يصبح جاهزا للعمل بشكل كامل بحلول نهاية ولايتي". مشيرا إلى أن كندا مهتمة بالتعاون مع الولايات المتحدة لتغطية أراضيها في النظام الجديد. وكان ترامب قد وقع في 28 يناير الماضي مرسوما يقضي بتطوير نظام الدفاع الصاروخي الوطني "القبة الحديدية الأمريكية" (Iron Dome America). وكشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن النظام يتضمن نشر أنظمة اعتراض في الفضاء مزودة بأسلحة ليزر لتدمير الأسلحة النووية. وأشار التقرير إلى أن ترامب كلف وزير الدفاع بيت هيغسيث بتقديم خطة لنشر هذا النظام خلال 60 يوما.

العقود الآجلة للخام الأمريكي ترتفع بأكثر من دولارين بعد تقرير عن ضربة إسرائيلية لإيران
العقود الآجلة للخام الأمريكي ترتفع بأكثر من دولارين بعد تقرير عن ضربة إسرائيلية لإيران

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • العين الإخبارية

العقود الآجلة للخام الأمريكي ترتفع بأكثر من دولارين بعد تقرير عن ضربة إسرائيلية لإيران

تم تحديثه الأربعاء 2025/5/21 03:32 ص بتوقيت أبوظبي ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من دولارين بعد تقرير عن تجهيز إسرائيل لضربة محتملة على منشآت نووية إيرانية. وفي رد فعل مباشر على تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قفزت العقود الآجلة للخام الأمريكي دولارًا، لكن سرعان ما تجاوز السعر دولارين. وكانت شبكة "سي إن إن" قد أشارت إلى وجود معلومات استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضربة محتملة على منشآت نووية إيرانية. ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قولهم إن معلومات مخابرات جديدة تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضربة محتملة على منشآت نووية إيرانية. وقال مسؤولون أمريكيون، بحسب "سي إن إن" إن تنفيذ مثل هذه الضربة سيكون خرقًا صارخًا لموقف الرئيس دونالد ترامب، وقد يؤدي أيضًا إلى إشعال صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو ما تسعى الولايات المتحدة لتجنّبه منذ أن تسببت حرب غزة في تصاعد التوترات بدءًا من عام 2023. وحذّر المسؤولون من أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن القادة الإسرائيليين قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، وأشاروا إلى وجود خلافات عميقة داخل الإدارة الأمريكية بشأن احتمالية أن تقدم إسرائيل على تنفيذ الضربة في نهاية المطاف. ويرتبط ما إذا كانت إسرائيل ستنفّذ الهجوم، وكيف، بما ستتوصل إليه من تقييم لمفاوضات الولايات المتحدة مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال مصدر مطّلع على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بشأن الملف: "فرصة قيام إسرائيل بضربة ضد منشأة نووية إيرانية قد زادت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة". وأوضح مسؤول أمريكي رفيع أن الولايات المتحدة كثّفت جهود جمع المعلومات الاستخباراتية استعدادًا لتقديم الدعم في حال قررت إسرائيل تنفيذ الضربة. لكن مصدرًا مطّلعًا على توجهات إدارة ترامب أشار إلى أن واشنطن لن تساعد في تنفيذ مثل هذه الضربة في الوقت الحالي، ما لم تقدم طهران على استفزاز كبير. وأشار المصدر أيضًا إلى أن إسرائيل لا تملك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني دون دعم أمريكي مباشر، بما في ذلك التزود بالوقود جوًا والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت العميقة تحت الأرض، وهو ما أكدته تقارير استخباراتية أمريكية سابقة. aXA6IDgyLjI3LjIxMy44NSA= جزيرة ام اند امز CH

ترامب يعلق على الحشد العسكري الروسي على حدود فنلندا
ترامب يعلق على الحشد العسكري الروسي على حدود فنلندا

العين الإخبارية

timeمنذ 5 ساعات

  • العين الإخبارية

ترامب يعلق على الحشد العسكري الروسي على حدود فنلندا

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقارير صحفية تشير إلى تعزيز روسيا حشدها العسكري على طول الحدود مع فنلندا. وقال الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء إنه لا يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن حشد عسكري روسي على طول حدود فنلندا. وذكر ترامب في البيت الأبيض عندما سُئل عن هذا الأمر "لا، أنا لست... قلقا بشأن ذلك على الإطلاق". وأضاف "ستكونان آمنتين للغاية"، في إشارة إلى فنلندا والنرويج. الوقائع: وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن تعزيز القوات الروسية لقواعدها العسكرية قرب الحدود الفنلندية. وتظهر الصور، التي أكدها مسؤولون في الناتو، إقامة صفوف من الخيام الجديدة، ومستودعات قادرة على استيعاب مركبات عسكرية، وتحديث ملاجئ الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى نشاط إنشائي متواصل في قاعدة مروحيات كانت مهجورة سابقًا. وحتى الآن، تبدو هذه التحركات كخطوات أولية ضمن خطة توسع طويلة الأمد، إلا أنها لا تتشابه مع الحشود العسكرية التي سبقت العملية الروسية في أوكرانيا عام 2022، وهو ما يعني بحسب مسؤولين فنلنديين أن الوضع الحالي لا يشكل تهديدًا مباشرًا في الوقت الراهن. وفنلندا حصلت على عضوية الناتو قبل عامين فقط، وهي تشكل الآن أطول خط تماس مباشر بين الحلف وروسيا، إذ تمتد حدودها المشتركة مع روسيا لمسافة 830 ميلًا. وترى "نيويورك تايمز"، أن هذه التحركات الروسية تعكس إدراك موسكو لوجود تهديد من جانب الناتو. ويتوقع المحللون العسكريون أن تتحول هذه المنطقة إلى بؤرة توتر، خاصة وأن جزءًا كبيرًا منها يقع ضمن الدائرة القطبية الشمالية التي تشهد منافسة متزايدة. وتُظهر الصور الجوية عودة النشاط إلى قاعدة مروحيات قرب مدينة مورمانسك القطبية، بعد إهمالها لعقود، بالإضافة إلى نشر عشرات الطائرات الحربية في قاعدة أولينيا الجوية، الواقعة أيضًا في الدائرة القطبية والتي تبعد أقل من 100 ميل من الحدود الفنلندية، وفقًا لصور الأقمار الصناعية. كما ظهر أكثر من مائة خيمة جديدة قبل نحو عام في قاعدة كامينكا، التي تقع على بعد أقل من 40 ميلًا من فنلندا. ترجيحات وبحسب محللين فنلنديين، فإن روسيا تعمل على تحويل الألوية العسكرية القريبة من الحدود إلى فرق أكبر، ما يعني زيادة عدد الجنود في هذه المناطق بآلاف إضافية خلال السنوات القادمة، اعتمادًا على تطورات الحرب في أوكرانيا. وقال مايكل كوفمان، زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن: "الجيش الروسي يشهد توسعاً كبيراً، وسيركز بعد الحرب على تعزيز المناطق المواجهة لحلف الناتو، بما في ذلك القطب الشمالي الذي تشكل السيطرة عليه جزءاً من هوية روسيا كقوة عظمى". aXA6IDgyLjIyLjIxMy4yNCA= جزيرة ام اند امز CR

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store