
«طوق» تسجل أول حضور سعودي في مهرجان «فرينج» الدولي
ويأتي هذا العرض ضمن مشاركة «هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية» في المهرجان العريق الذي يُعد الأكبر من نوعه عالمياً، ويُقام هذا العام تحت شعار «Voices of the World Stage» احتفاءً بالتنوع الثقافي، حيث يجمع 3350 عرضاً فنياً يقدمها 2000 فنان دولي من 256 دولة من مختلف أنحاء العالم.
تدور أحداث «طوق» في مكتب كئيب حيث يقضي الموظفون أيامهم كأنهم على وضعية التشغيل الآلي (هيئة المسرح)
«طوق» مسرحية سعودية تدور أحداثها في مكتب كئيب، حيث يقضي الموظفون أيامهم كأنهم على وضعية التشغيل الآلي. وفي أحد الأيام، يفقد «فوزي»، رئيس القسم، أعصابه فجأة، ويقف على الطاولة ليكسر الصمت بانفجار بائس يتساءل فيه عن جدوى هذه الحياة المتكررة. لكن لا شيء يتغير. يعود الزمن إلى بدايته، تتكرر الأحاديث نفسها، ويعود الصمت ذاته، في دورة لا نهاية لها تحاصر الجميع.
ليست مسرحية «طوق» مجرد دراما مكتبية، بل مرآة تعكس الحياة المعاصرة: تكشف عن رتابة الروتين، ومخاوفنا الصامتة، والأقفاص غير المرئية التي نعيش فيها، وتطرح سؤالاً جوهرياً: ما الذي يلزم لكسر هذا الطوق؟
يشارك في بطولة العمل كل من: أحمد الذكر الله، فاطمة الجشي، مريم حسين، عبد العزيز الزياني، خالد الهويدي، وشهاب الشهاب، ويُعرض العمل ضمن برنامج «ستار» التابع لـ«هيئة المسرح والفنون الأدائية»، والهادف إلى دعم الإنتاج المسرحي المحلي وتحفيز المواهب السعودية الشابة.
فريق مسرحية «طوق» (هيئة المسرح)
وصرّح الدوسري بأن العرض يُقدّم في نسخة مخصصة للجمهور الأوروبي، حيث تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، بما يتيح تواصلاً أعمق مع جمهور المهرجان المتنوع. وأضاف: «مشاركة المملكة في إدنبرة هي تأكيد على أن المسرح السعودي لم يعد محلياً فقط، بل أصبح جزءاً من الحوار الفني العالمي».
الجدير بالذكر أن مسرحية «طوق» حازت جائزة أفضل عرض معاصر في مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية عام 2024، كما شاركت مؤخراً في مهرجان «أفينيون» الفرنسي العريق في دورته الـ79، ضمن عروض مخصصة للاحتفاء باللغة العربية.
مسرحية «طوق» تكشف عن رتابة الروتين ومخاوفنا الصامتة (هيئة المسرح)
هذا ويُقام مهرجان «فرينج» سنوياً خلال شهر أغسطس (آب) في العاصمة الاسكوتلندية، وهو مهرجان للفنون الأدائية يمتد لثلاثة أسابيع، ويعود تاريخه إلى عام 1947 حين قررت 8 فرق مسرحية تقديم عروضها بشكل مستقل على هامش مهرجان «إدنبرة» الدولي الرسمي، مما أطلق لاحقاً مصطلح «Fringe» الذي أصبح الاسم الرسمي للمهرجان.
وتؤكد مشاركة المملكة العربية السعودية في هذا الحدث العالمي من خلال مسرحية «طوق» التزامها المستمر بدعم الفنون، وتقديم «الرؤية السعودية» الثقافية الجديدة التي تجمع بين الأصالة والتطور، وتُبرز الطاقة الإبداعية للمواهب السعودية على أهم المنصات العالمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
جوتا العربي
هزّت مشاهد بكاء الثنائي البرتغالي جواو كانسيلو وروبن نيفيز؛ حزناً على رحيل مواطنهما ديوغو جوتا، مشاعرَ الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم، وتحول مشهد الوقوف دقيقة صمت قبل مباراة فريقهما الهلال السعودي ضد فلومينينسي البرازيلي، إلى الأكثر تداولاً في مواقع الصحف وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي عرفت اهتماماً لافتاً بخبر وفاة النجم الشاب، وردة الفعل التي تلتها من رفاقه في النادي والمنتخب. ولم يكن لرحيل جوتا أن يحظى بهذا الاهتمام العالمي، لولا ردة فعل ليفربول وتحرك مسؤوليه نحو إعطاء الحدث ما يستحقه؛ تكريماً للاعب الراحل، ومراعاة لمشاعر زملائه اللاعبين الذين أصيبوا بصدمة، قادت المصري محمد صلاح والهولندي فان دايك إلى التصريح بأنهما لا يتخيلان العودة إلى تدريبات الموسم الجديد في غياب جوتا عن النادي إلى الأبد. ومع أن عالم كرة القدم شهد سابقاً وفاة أكثر من لاعب داخل المستطيل الأخضر أمام آلاف المتفرجين، فإن رحيل هؤلاء لم يستأثر باهتمام يوازي حادثة تحطم سيارة النجم البرتغالي ووفاته مع شقيقه في إسبانيا. وباتت مبادرات ليفربول المتوالية نحو تخليد ذكرى جوتا والوقوف إلى جانب عائلته، تحظى بمتابعة خاصة منحت هذا النادي شعبية إضافية وتعاطفاً من أنصار اللعبة في العالم، وأدت إلى تلميع سمعته التي لطختها وسائل الإعلام الإنجليزية والأوروبية بعد حادثة استاد «هيسيل» في نهائي كأس أوروبا ضد يوفنتوس الإيطالي عام 1985، وكارثة ملعب «هيلزبره» في نصف نهائي كأس إنجلترا ضد نوتنغهام فورست، وما تلا هذه المذبحة من هجوم إعلامي وتحيز من الشرطة المحلية في تقريرها الجنائي، قبل أن يعاد فتح التحقيق وتظهر براءة أنصار ليفربول بعد 23 عاماً من إبعاد النادي عن البطولات القارية ونبذه مع جماهيره عالمياً. ساهمت بادرة مسؤولي ليفربول بمنح عائلة جوتا ما تبقى من قيمة عقده، في التفاف اللاعبين حول ناديهم بدرجة جعلت بعضهم يصفه بـ«بيت العائلة»، ولم تكن هذه آخرة المبادرات؛ إذ تلتها قرارات، منها تكليف نحات بصناعة تمثال للاعب، وحجب القميص رقم «20» الذي كان يرتديه النجم البرتغالي، فضلاً عن اعتماد شعار يحمل عبارة «20 إلى الأبد» سيوضع على قمصان اللاعبين طيلة الموسم المقبل؛ تكريماً للراحل ولمجهوداته خلال سنوات نشاطه في الفريق. ما قدمه ليفربول من أجل مواساة عائلة جوتا وإحياء ذكراه، من شأنه أن يلهم بقية الأندية في العالم لتغيير نظرتها نحو اللاعب «الإنسان» بعيداً عن حصر العلاقة في حسابات الربح والخسارة، من خلال منحه ما يستحق من اهتمام في حياته وتقدير في مماته. وربما كان كثير من الاتحادات والأندية العربية بحاجة إلى التمعن في تجربة النادي الإنجليزي ومكاسبه الكثيرة من ارتباط اسمه طيلة الأيام الماضية بتصدير مبادرات تحمل معانيَ سامية غابت في زمن تجارة كرة القدم، خصوصاً أن التاريخ يروي ممارسات مخجلة لأندية خذلت لاعبيها حتى بعد موتهم، وليس أكبر خذلاناً من تجاهل نادٍ خبر رحيل أحد لاعبيه القدامى واستكثار تقديم التعزية لعائلته والتذكير بمسيرته وإنجازاته... وربما أيضاً أن تغيير نظرة الكيانات الرياضية في البلدان العربية إلى اللاعب يتطلب الاستعانة بمختصين في علم الاجتماع ومحترفين في مجال العلاقات العامة، من أجل مراقبة وصيانة الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية، ولفت انتباه المسؤول ومعاونيه في كل مرة إلى أن هناك شيئاً سقط منهم!


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
مكتبة الملك عبدالعزيز تحتفي بالتراث في معرض المدينة للكتاب
شاركت مكتبةُ الملك عبدالعزيز العامّة في فعاليات النّسخةِ الرابعة من معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025، الذي نظِّمه هيئة الأدب والنّشر والتّرجمة خلال الفترة من 29 يوليو حتى 4 أغسطس، بمجموعةٍ واسعةٍ من الإصدارات الجديدة، إلى جانب برامجَ معرفيةٍ وثقافية تُسلِّط الضوءَ على مسارات التراث والإبداع الوطني، وتعكسُ دَور "المكتبة" كمؤسّسة معرفيةٍ راسخة في المشهد الثقافي السُّعودي. وعرضت "المكتبة" في جناحها عددًا من الكتب العلمية والفنية والأدبية التي تمثّل باكورةَ إصداراتها الحديثة، من أبرزها: "الخط العربي على النقود الإسلامية"، و"المسكوكات الإسلامية"، و"القهوة السعودية"، و"الكمأة في التاريخ والطب"، و"الحكايات الشعبية"، و"كأس الشوكران"، و"سقوط البرية"، و"صناعة السدو"، و"سعادة الإنسان مع الخيل"، إلى جانب كتابٍ توثيقيٍّ عن تاريخ العلاقات التجارية بين الصين والجزيرة العربية. وفي بُعد بصَري وثقافي موازٍ، عرضت مكتبةُ الملك عبدالعزيز العامة مجموعةً من الصُّوَر النادرة التي توثّق الحِرَفَ اليدويَّة في مناطق المملكة المختلفة، في إطار تفعيل "عامِ الحِرَف اليدوية 2025" الذي أطلقته وزارةُ الثقافة، بهدفِ إبرازِ التَّنوُّع التراثيِّ وتعزيز قيمةِ الحِرَف كمُكوِّن من مكونات الهوية الوطنية. كما قدمت "المكتبة" في ركنٍ خاصٍّ بالأطفال مجموعةً من قصصها التربوية والأنشطة التفاعلية، الموجّهة إلى مختلف الفئات العمرية، من بينها: "مذكرات فصيل"، و"قعود" (باللغتين العربية والإنجليزية)، و"العرضة السعودية للأطفال"، ضمن توجُّهٍ يهدِف إلى ترسيخ القيم الثقافية والتاريخية لدى الأجيال الناشئة بلغةٍ سَرديّة مبسطة وممتعة. وتأتي هذه المشاركةُ في سياقِ جهود مكتبةِ الملك عبدالعزيز العامّة في التعريف بالثقافة السُّعودية بمختلف أوجُهِها، وتعزيز القيم المعرفية والتراثية والحضارية للمملكة، إلى جانب إبراز دورها في حِفظ وإتاحة التراث العربي والإسلامي، من خلال المنصَّات الثقافية الكبرى.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
السعوديون وصياغة الجمال
في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، حيث تتناغم الرمال مع السماء، والحداثة مع الأصالة، يُعيد السعوديون صياغة الجمال في تفاصيل الحياة اليومية ويتقدمون بثقة نحو ساحات كانت يوما حكرا على ثقافات بعيدة. ومن بين هذه الساحات تلمع صناعة المفروشات، كحقل إبداعي حي يُجمّل المساحات، ويمنحها روحًا، ويلبسها هوية. ويعد الذوق السعودي، بما يحمله من إرث عميق، واستلهام عصري، ذوقا يعبر عن الهوية، وقد أصبح اليوم يبتكر، ويُعلّم، ويأخذ مكانته في منصات التصميم العالمية، من قلب الرياض، إلى عواصم الأناقة في العالم. ففي كل ركن من المفروشات السعودية الحديثة، نجد بصمة احترافية تنمو بثبات، مدفوعة بعقول وطنية واعية، ومواهب شبابية تتقن لغة التصميم، كما تتقن لغة الجذور، وجيل جديد من المصممين والمصممات السعوديين يعيدون نكهة التراث برؤية مستقبلية، ويصوغون الجذور في قوالب عصرية، ويُبدعون من البيئات المحلية ما ينافس أشهر دور التصميم العالمية. على سبيل المثال في التفاصيل الصغيرة داخل المنازل، وفي المكاتب، وفي الفنادق تتجلى بصمات سعودية رفيعة، تُراهن على الأناقة دون صخب، وعلى الانتماء دون تصنّع، وعلى الإبداع المحلي دون انغلاق. وفي ظل هذا الوعي المتصاعد، يتقدم الذوق السعودي من المحلية إلى العالمية، مُجدداً تعريف مفردات الراحة، ومقدماً للعالم تجربة سكن تنبض بالدفء. لقد أصبحت صناعة المفروشات في بلادنا صناعة واعدة، تدعمها الدولة، وتحتضنها رؤية 2030، ضمن مشروع وطني متكامل، يهدف إلى تمكين الصناعات المحلية، وتحسين جودة الحياة، وتوطين الذوق، والهوية البصرية. كما تشهد السوق المحلية نُموّاً متزايداً في إنتاج المفروشات، بأيدٍ وطنية، تجمع بين الحرفة والحداثة، وتلبي متطلبات السكن العصري، وتعبّر عن الخصوصية الثقافية للمكان، أيضاً يشكّل هذا القطاع فرصة استثمارية كبرى، تسهم في تنويع الاقتصاد، وخلق الوظائف، وتحقيق الاستدامة، من خلال دعم المصممين، والمبادرات، وتطوير سلاسل التوريد والتصدير. وتبقى الصناعة السعودية، هي صناعة تجمع بين الجمال والفكرة، بين الوظيفة والانتماء، وتفتح آفاقا واسعة للتوظيف، والتصدير، والاستثمار، وهي اقتصاد ناعم، وهوية فخر، ومجال تنافسي، يعكس طموح المملكة في أن تكون مصدراً للجمال، ومركزا لصناعة الذوق الأصيل. كوثر الدليبي