
أميركا الفاشية..! (2)
فسّرت الفاشية التقليدية تطلعاتها الإمبريالية باعتبارها استجابة تاريخية وضرورية لما رأته «حتمية قومية» أو «قدرًا تاريخيًا» للشعب المتفوق. ولم يقدم الخطاب الفاشي الإمبريالية على أنها اعتداء، وإنما كتحقيق لحق طبيعي في التوسع، وتعبير عن الحيوية القومية التي لا تحتمل الانكماش أو الركود.في الحالة الإيطالية، على سبيل المثال، رأى موسوليني أن الإمبريالية هي مظهر طبيعي للقوة المتجددة للأمة، ووسيلة لتجاوز الحدود الضيقة للدولة القومية من أجل «إعادة المجد لروما» (لاحظ «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى»). وقدَّمت ألمانيا النازية التوسع شرقًا كـ»صراع وجودي» من أجل تحقيق «حيز العيش» Lebensraum للشعب الآري، بمعنى تأمين أرض وموارد للشعب الألماني «الأرقى»، على حساب شعوب الشرق «الدونية». وكانت هذه الفكرة مبررًا رئيسيًا للغزو والإبادة الجماعية في الحرب العالمية الثانية.بهذا المنطق، لم تكن الإمبريالية في الفكر الفاشي مسألة جشع سياسي أو اقتصادي فحسب، وإنما مسألة واجب أخلاقي وسياسي لإنقاذ الأمة، وتجديد العالم من خلال القوة، حتى لو عنى ذلك سحق الآخر تمامًا. ولا يصعب العثور على هذه الأفكار مجتمعة في الخطاب الاستعلائي للطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة. وتجعل سلطة الولايات المتحدة في توجيه العقوبات، وإشعال أو إنهاء الحروب، وتعريفات الإرهابي والحليف، من نزعاتها الفاشية خطرًا عالميًا، خاصة في الدول الضعيفة التي تقع في مدار الهيمنة الأميركية، حيث السيادة والعدالة وحقوق الإنسان رهائن لمزاج أيديولوجي شمولي يلتف بعباءة «الديمقراطية» بينما ينكرها على الشعوب.كما لاحظ الكاتب والروائي الأميركي ديفيد فوستر والاس، تتشكل الفاشية النمطية في الولايات المتحدة حين تتلاقى السلطة التنفيذية، والشركات الكبرى، والمؤسسات الرسمية، في تحالف قائم على التعزيز المتبادل. ويمكّن هذا الثالوث آلة سياسية تُحوّل لغة الديمقراطية إلى غطاء للإكراه الاقتصادي، والتلاعب الإعلامي، وعسكرة السياسات الخارجية. وعلى هذا الأساس، تُسمى التدخلات الأميركية في الشرق الأوسط «حملات أخلاقية»، مع أنها تُرسّخ التبعية الاقتصادية، وتُجهض الطموحات الديمقراطية، وتُفاقم الاضطراب الإقليمي.ويرصد الكاتب والصحفي الأميركي كريس هيدجز التماثلات المخيفة بين أميركا المعاصرة وأوروبا ما بين الحربين العالميتين، حين تسببت خيبة الأمل الجماعية، واليأس الثقافي، وتأليه العظمة القومية، في صعود الأنظمة الفاشية. مع تزايد الفوارق الطبقية، وانهيار الثقة بالمؤسسات، وتراجع مكانة أميركا العالمية، يشعر كثير من الأميركيين بالإحباط والضياع، فيبحثون عن الخلاص في السرديات القومية المتطرفة تعدهم بـ»استعادة العظمة». ويُستثمر اليأس في شعارات مثل «أميركا أولًا»، التي تمجّد الأمة وتشيطن «الآخر»، سواء كان مهاجرًا أو مسلمًا -أو مناصرًا لقضايا التحرر، وخاصة فلسطين. ومع انهيار النقاش العقلاني وتفكك الهوية الجماعية، يُعاد بناء الوطنية الأميركية حول مفاهيم القوة العسكرية، وسيادة البيض، والعداء للمختلف، في بيئة خصبة لصعود الفاشية بنسخة محدثة.في الشرق الأوسط، خصتنا الولايات المتحدة بتطبيق أحد أهم سمات النظم الفاشية التي تميل– تاريخيًا- إلى رؤية العالم وفق الثنائية المتعارضة الصارمة: «نحن» مقابل «هم». وأقامت علاقتها معنا على نظرية «صراع الحضارات» التي وضعت الأسس النظرية لاستهداف الشرق الأوسط تحديدًا، باعتباره مركز الحضارة العربية الإسلامية «الرجعية العنيفة»، والنقيض الحضاري الأخطر للتمدن والليبرالية.أعادت التصويرات الأميركية الفاشية للعرب والمسلمين كتهديد دائم إحياء الرؤى الاستشراقية الاستعلائية، وعززت السرديات الإسلاموفوبية، واستخدمت هذا التشويه لتبرير الاعتداءات العسكرية، وحظر الهجرة والسفر، وسَنّ سياسات تنتهك الحقوق المدنية للجاليات العربية والمسلمة داخل الولايات المتحدة وفي الدول الحليفة لها.وتحت شعار «الحرب على الإرهاب» ساهمت الولايات المتحدة الفاشية، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تدمير مجموعة من دول الإقليم العربية وتفكيك مجتمعاتها، بالتدخلات العسكرية، وتأجيج الصراعات الداخلية، وفرض العقوبات الاقتصادية.في العراق، أدى غزو 2003 إلى انهيار الدولة ومؤسساتها، وزرع الفوضى الطائفية، وتمهيد الطريق أمام صعود التنظيمات المتطرفة. وفي ليبيا، وجهت الولايات المتحدة حلف «الناتو» إلى إسقاط النظام في البلد، فتفكيك الدولة وانتشار المليشيات. وفي سورية، ساهمت أميركا في تأجيج الحرب الأهلية بدعم الفصائل المسلحة، والغارات الجوية، واحتلال أجزاء من البلد بحجة محاربة الإرهاب، ما نتج عنه دمار هائل وتهجير ملايين السوريين.وفي لبنان، تدخلت أميركا بدعم اجتياح الكيان الصهيوني البلد في 1982، ثم استخدمته كساحة صراع مع إيران، وأطالت أمد حربه الأهلية، وأضعفت دولته المركزية وقوضت اقتصاده واستقراره بالعقوبات والضغوط. وفي اليمن، دعمت الولايات المتحدة استمرار الحرب وأطالت أمدها لصناعة كارثة إنسانية بأبعاد فلكية. وفي السودان، لعبت واشنطن دورًا تخريبيًا بفرض العقوبات الطويلة التي أضعفت الدولة وساهمت في انفصال الجنوب. وفي الصومال، ختمت مصير البلد بالتدخل العسكري الفاشل ودعم القوى المتصارعة. أما فلسطين، فحكاية وحدها.ومع إخضاع المنطقة وأنظمتها لقاعدة «من ليس معنا هو ضدنا» –حيث «معنا» لا تعني في حالتنا النظير، وإنما التابع المنقاد- تشابكت القطوعات العمودية والأفقية في مجتمعات ودول المنطقة بحيث اختلطت المقاييس وغابت المعايير الأخلاقية والوطنية. ويمكن من مراقبة المناظرات والاشتباكات الخطابية للعرب في الإعلام الرسمي والشعبي– ناهيك عن المجازر الأهلية- ملاحظة الشيزوفرينيا الهوياتية التي صنعتها عمليات الفاشية الأميركية في النفسية العربية.لم تترك هذه الفاشية، بمساعدة النخب المحلية التابعة، أي فكرة يمكن للعرب التحشيد حولها: لا القومية، ولا اليسارية، ولا الدينية، ولا الوطنية. كل واحدة من هذه الأفكار كفيلة بجعل صاحبها هدفًا للتشويه والقمع المباشر، بحيث لم يعد من الآمن أن يقدم العربي نفسه بأي واحدة من هذه الهويات.في المقابل، شجعت أميركا ووكلاؤها كل نوع ممكن من الاختلاف، وتصغير وحدات الانتماء نزولاً إلى القبيلة أحيانًا. وهو اتجاه تلتقي فيه مصالح النخب المحلية النافذة مع المصلحة الأميركية على إدامة النفوذ والهيمنة بآلية «فرّقْ تسُدْ» المجرّبة. وكما يبدو الآن بوضوح، يجري الدفع بمواطني المنطقة، بالهجوم العسكري والتضييق المحلي، نحو عقيدة واحدة وحيدة: النجاة في الامتثال، والامتثال رأس الحكمة.لم تعد الولايات المتحدة، في طورها الفاشي الراهن، تهتم حتى بالتظاهر بالدفاع عن حقوق الإنسان أو القانون الدولي عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط. إنها لا تتعاون مع المؤسسات الأممية، ولا تحترم المعاهدات والأعراف الدولية في ما يخص قضايانا وشعوبنا التي تُعامل على أنها أقل من بشر، وبذلك غير جديرة بالتعامل على قدم المساواة. ولذلك، بدلًا من تسويق «حكمة» الاستسلام و»واقعيته»، ينبغي شرح طبيعة هذا النظام وفضحه ومواجهة سردياته، إذا ما أريد ادخار حد أدنى من الفرصة لاستعادة الكرامة والسيادة، والهوية والمعنى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
"عائلات الأسرى الإسرائيليين" تطالب الحكومة بوقف "الجنون" في غزة
طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين، السبت، حكومة بنيامين نتنياهو بوقف ما وصفته "بالجنون" في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة شاملة مع حركة حماس لإعادة ذويهم "المحتجزين" في القطاع. اضافة اعلان جاء ذلك على خلفية مقطع فيديو نشرته كتائب القسام، الجمعة، لأسير إسرائيلي بدا في حالة من الهزال الشديد، وفق صحيفة "معاريف" العبرية. وقالت هيئة عائلات الأسرى في بيان على إكس: "انظروا في أعينهم (الأسرى الإسرائيليين)، لقد نفد الوقت، إخواننا يمرّون بجحيم في الأسر، أوقفوا هذا الجنون - توصلوا إلى اتفاق شامل يعيدهم إلى الوطن". ودعت الهيئة الإسرائيليين إلى "المشاركة في مظاهرة حاشدة في وقت لاحق من صباح السبت في تل أبيب، للدعوة إلى إعادة الأسرى بشكل فوري". والجمعة، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعا للأسير الإسرائيلي أفيتار ديفيد، حيث ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب في غزة. وأظهر الفيديو الأسير جالسا على سرير في غرفة ضيقة، وقد برزت عظامه بشكل واضح نتيجة سوء التغذية. وقالت "القسام" في الفيديو، الذي بثّته بثلاث لغات (العربية، العبرية، الإنجليزية)، إن الأسرى المحتجزين لديها "يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب"، وأرفقته بمشاهد لأطفال من غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وقبل أيام، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات. ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة. ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة الجماعية بغزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.-(الأناضول)


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
"الاونروا": استبدال المنظومة الأممية في غزة فاقم المجاعة
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن المجاعة في قطاع غزة حدثت نتيجة لمحاولات إسرائيلية متعمدة لاستبدال منظومة الأمم المتحدة بما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية". وأضاف، لازاريني في منشور على منصة (إكس)، إن الوضع في قطاع غزة تفاقم بعد منع الأونروا من إدخال أي مساعدات إلى القطاع منذ 5 أشهر، مشيرا إلى أن "تهميش الأونروا وإضعافها، هو إجراء متعمد للضغط الجماعي ومعاقبة الفلسطينيين لمجرد عيشهم في غزة".


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو 'الرهائن الجوعى'
تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في 'ساحة الرهائن' في وسط تل أبيب يوم السبت في احتجاج طارئ في أعقاب نشر مقاطع فيديو دعائية تظهر رهينتين إسرائيليين هزيلين لا يزالون محتجزين في غزة. وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي هذا الأسبوع الرهينتين الإسرائيليين إيفياتار ديفيدوروم براسلافسكي في حالة ضعف واضحة. وتم عرض لقطات ديفيد غير المؤرخة بجانب صور لأطفال فلسطينيين يعانون من الجوع. وهما من بين خمسين رهينة لا يزالون في القطاع، ويُعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة. أصدرت الفصائل المسلحة مقاطع الفيديو في ظل تعثر محادثات وقف إطلاق النار، وفي وقت يواجه فيه الفلسطينيون أزمة جوع متصاعدة في القطاع. ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، حضر الساحة العامة يوم السبت وسط الاحتجاجات، وذلك بعد يوم من زيارته لموقع مثير للجدل لتوزيع المساعدات في قطاع غزة تدعمه الولايات المتحدة. وقال مصدر حضر الاجتماع لشبكة CNN إن ويتكوف عقد في وقت لاحق 'اجتماعًا عاطفيًا للغاية' استمر ما يقرب من ثلاث ساعات مع حوالي 40 ممثلاً عن عائلات الرهائن. خلال الاجتماع، قال ويتكوف إن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يجب أن تكون 'الكل أو لا شيء'، مع إعادة جميع الـ 50 رهينة في غزة إلى إسرائيل دفعة واحدة، وفقًا لما نقله عنه 'منتدى عائلات الرهائن والمفقودين'. ونُقل عن ويتكوف قوله: 'الخطة ليست توسيع الحرب، بل إنهائها. نعتقد أن المفاوضات يجب أن تتغير لتصبح (الكل أو لا شيء). أنهوا الحرب وأعيدوا جميع الـ 50 رهينة إلى الوطن في نفس الوقت – هذه هي الطريقة الوحيدة'. ووفقًا للمنتدى، قال ويتكوف إنه 'سيتحمل شخص ما المسؤولية' إذا لم يعد الرهائن الأحياء المتبقون إلى إسرائيل وهم لا يزالون على قيد الحياة. ووفقًا للمنتدى، قال ويتكوف إن الولايات المتحدة 'ستعيد أطفالكم إلى الوطن وستحاسب حماس على أي أفعال سيئة من جانبها' و 'ستفعل ما هو صواب من أجل سكان غزة'. وأضاف وفقًا للتقارير: 'لدينا خطة لإنهاء الحرب وإعادة الجميع إلى الوطن'. دعت عائلات الرهائن – التي قالت مرارًا إن القتال المستمر في غزة يعرض أحباءهم للخطر – يوم السبت إلى إنهاء الحرب في القطاع والتوصل إلى 'اتفاق شامل' من شأنه أن يطلق سراح الرهائن المتبقين. وقالت عائلات الرهائن الإسرائيليين في بيان: 'على خلفية اللقطات المروعة والتقارير القاسية حول حالة الرهائن، ستصرخ عائلات الرهائن هذا الصباح في قلب تل أبيب'. 'نناشد الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية – انظروا في أعين أحبائنا – وعيوننا'. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء إيال زامير، يوم الجمعة إن القتال سيستمر 'بلا هوادة' في غزة إذا لم يتم التوصل إلى صفقة للرهائن. وأضاف: 'أعتقد أننا في الأيام المقبلة سنعرف ما إذا كنا سننجح في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح أسرانا. وإذا لم يكن كذلك، فسيستمر القتال بلا هوادة'. ويوم الجمعة، نشر الجناح المسلح لحماس مقطع فيديو غير مؤرخ يظهر فيه ديفيد، البالغ من العمر 24 عامًا – الذي تم أسره من مهرجان نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر 2023 – وهو محتجز في زنزانة ضيقة. في البداية، حذّر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين من استخدام صور من الفيديو، لكنه قال لاحقًا إن عائلة ديفيد سمحت بنشر صورة ثابتة، بحسب شبكة سي إن إن الأميركية. ويوم السبت، نشرت حماس مقطع فيديو جديدًا يظهر فيه ديفيد، ويبدو أنه نسخة أطول من الفيديو الذي تم نشره يوم الجمعة. وقالت عائلة براسلافسكي في بيان: 'الناس يتحدثون كثيرًا عما يحدث في غزة، عن الجوع، وأريد أن أسأل كل من تحدث عن الجوع: هل رأيتم روم ابننا؟ إنه لا يتلقى طعامًا، ولا يتلقى دواءً. لقد نُسي هناك ببساطة'. وأضافت العائلة: 'نطلب من ويتكوف مشاهدة هذا الفيديو. ونوجه نداءً عاجلاً للرئيس ترامب: أعد ابننا إلى الوطن'. في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذّرت وكالة تابعة للأمم المتحدة للأمن الغذائي من أن 'أسوأ سيناريو للمجاعة' يتكشف في غزة، وهو أقوى تحذير حتى الآن في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة للسماح بدخول المزيد من الغذاء إلى القطاع. وقالت وزارة الصحة في غزة يوم السبت إن سبعة أشخاص ماتوا بسبب سوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم طفل واحد، مما يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب الجوع منذ بدء الصراع في عام 2023 إلى 169. بالإضافة إلى ذلك، أضافت الوزارة أن ما لا يقل عن 39 شخصًا قتلوا وأصيب أكثر من 800 في نفس الفترة أثناء انتظار المساعدات في أجزاء مختلفة من القطاع.