
مواقف متباينة في صنعاء حول الحرب الإيرانية
أثار إعلان الجماعة الحوثية وقوفها مع إيران في مواجهة إسرائيل، سخط الشارع اليمني، حيث يرى سكان وناشطون في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة تسعى مُجدداً لإقحام نفسها في حروب جديدة يدفع فاتورتها الشعب اليمني دون غيره.
ويأمل سكان في صنعاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» ألا يقحم قادة الانقلاب الحوثي اليمنيين في صراعات «لا ناقة لهم فيها ولا جمل»، بخاصة في ظل هذه المرحلة التي يصفونها بـ«العصيبة»، إذ يعاني الملايين من الجوع وانعدام فرص الحياة.
وكانت جماعة الحوثيين تبنّت، الأحد الماضي، أولى الهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل لمساندة إيران بالتنسيق مع الأخيرة، وذلك غداة تأكيد زعيمها عبد الملك الحوثي دعمه لموقف طهران «بكل ما يستطيع» للرد على الضربات الإسرائيلية.
وجاء تبني الجماعة للهجمات المنسقة مع طهران عقب ساعات من استقبال العاصمة المختطفة صنعاء ضربات إسرائيلية هدفت لاغتيال قادة حوثيين، يتصدرهم رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري، وسط تعتيم على نتائج العملية.
آثار الدمار إثر قصف صاروخي إيراني شرق تل أبيب (أ.ف.ب)
وشهدت صنعاء ومدن أخرى خاضعة للحوثيين تبايناً في ردود الفعل والمواقف الشعبية، لكنها اتسمت في معظمها إما بالصمت أو بالتشفي من طهران وتل أبيب على حد سواء، بسبب تقديم الأولى الدعم والتمويل للجماعة الحوثية لقتل وتجويع وتشريد اليمنيين، وبسبب ارتكاب إسرائيل المجازر في غزة.
أظهرت متابعة الشارع اليمني الخاضع للحوثيين أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية الحالية أفرزت السكان والناشطين إلى ثلاث فئات متباينة في ردود الفعل والمواقف، إذ تمثلت الفئة الأولى في «المتابعين بصمت» الذين يرون باختصار أن هذه الحرب هي «تصفية الظالمين بالظالمين». وفق تعبيرهم.
أما الفئة الثانية فتمثلت في أتباع الجماعة الحوثية والموالين لها ممن يؤيدون بقوة الضربات الإيرانية ضد إسرائيل، ويطالبون كبار قادة جماعتهم بسرعة التدخل لدعم إيران من باب رد الجميل لها.
تصاعد الدخان عقب هجوم إسرائيلي على مستودع للنفط في طهران (رويترز)
وتمثلت الفئة الأخيرة في المؤيدين لما يتعرض له النظام الإيراني، الذين يرون أنه حول اليمن إلى مسرح مفتوح للحرب وقام بدعم الانتهاكات الحوثية وتزويد الجماعة بالأسلحة لترسيخ انقلابها وقمع اليمنيين.
ويبدي «سامي»، وهو اسم مستعار لأحد سكان صنعاء، ارتياحه إزاء استمرار توجيه ضربات عنيفة للنظام الإيراني حتى يلاقي، بحسب قوله، مصيره حيال دعمه المتكرر للإرهاب الحوثي.
ويتمنى سامي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تؤدي هذه المواجهة إلى إضعاف النفوذ الإيراني أو حتى سقوطه بصورة نهائية في المنطقة، وعلى رأسه الذراع الحوثية في اليمن.
ويرى أن أي استهداف قوي وُمدمر للنظام الإيراني في الوقت الحالي سينعكس حتماً على حلفائه في اليمن الممثلين في الجماعة الحوثية.
على صعيد المنع الحوثي للتأييد المحلي في صنعاء لضرب إيران، فقد نشرت الجماعة العشرات من الجواسيس والمخبرين التابعين لها في معظم شوارع وأحياء صنعاء وعلى مستوى أماكن التجمعات والمقاهي والحدائق العامة، بغية مراقبة وتتبع أحاديث السكان بخصوص الصراع الحالي، والإبلاغ عن المؤيدين لضرب إيران.
صواريخ اعتراضية إسرائيلية تتصدى لهجوم حوثي (رويترز)
وكانت الجماعة الحوثية لجأت عقب تنفيذ الضربة الأولى ضد إيران لاستخدام كافة الوسائل والطرق الممكنة لإقناع السكان في صنعاء وبقية المدن بضرورة تأييد طهران، بزعم أن الأخيرة تقف حالياً بالنيابة عن الدول العربية والإسلامية في مواجهة إسرائيل والغرب.
ويرى مراقبون في صنعاء أن ذلك يأتي خوفاً من الخلاص من النظام الإيراني الذي لطالما قدم لها الدعم والتمويل لمواصلة انقلابها وحربها ضد اليمنيين وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وخشية من أن يأتي الدور القادم عليها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 22 دقائق
- عكاظ
إيران ترفض «تصفير التخصيب».. نائب ترمب: الوقت ينفد
فيما رفضت السلطات الإيرانية المقترح الأمريكي «تصفير تخصيب اليورانيوم»، حذر نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس من أن الوقت ينفد أمام الجهود الدبلوماسية. وقال إن الرئيس ترمب سيركز في قراره بعد انتهاء مهلة الأسبوعين على المصلحة الوطنية للبلاد. وأضاف في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، ليل الجمعة، أن ترمب سيمنح فرصة للدبلوماسية، وحين يقرر أن «الدبلوماسية قد استنفدت أغراضها، وأنه لن يحصل على شيء من المحادثات مع الجانب الإيراني عندها سيتخذ القرار المناسب». وأفاد بأنه «عند استنفاد الدبلوماسية أعتقد أن الرئيس سيفعل ما عليه فعله». وكان ترمب أعلن أن أمام إيران مهلة أسبوعين «كحد أقصى» لتفادي التعرض لضربات أمريكية محتملة، لافتاً إلى أنه قد يتخذ قراراً قبل هذا الموعد النهائي الذي حدده. وقلل ترمب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها كما طلبت طهران، قائلاً: «من الصعب جداً مطالبتهم بذلك الآن». وأضاف: «إذا كان الطرف رابحاً، فسيكون الأمر أصعب قليلاً منه إذا كان خاسراً». وكان مسؤولون مطلعون أفادوا سابقاً بأن الجانب الأمريكي قدم مقترحاً إلى الإيرانيين مطلع الأسبوع الماضي يقضي بـ«تصفير تخصيب اليورانيوم» مع الاستعاضة عنه بالتخصيب خارج الأراضي الإيرانية ضمن «كونسورتيوم إقليمي». وأفاد المسؤولون بأن واشنطن تنتظر الرد الإيراني مع استمرار التواصل بين البلدين عبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. إلا أن عراقجي أكد أمس أنه أبلغ ويتكوف رفض بلاده «تصفير التخصيب»، وكرر المطالبة بوقف الهجوم الإسرائيلي قبل الانخراط بأي مفاوضات مع الولايات المتحدة. في حين كشف دبلوماسي إيراني أن بلاده مستعدة لتقديم بعض التنازلات في الملف النووي. من جانبه، قال مسؤول أمريكي، اليوم (السبت)، إن الدبلوماسية ستحظى بالفرصة الأخيرة خلال الأسبوعين القادمين، وفق ما أفادت شبكة إي بي سي. وأفصح مسؤولون عرب وأوروبيون أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قدّم لإيران اقتراحاً في وقت سابق من هذا الأسبوع يُلزمها بوقف تخصيب اليورانيوم، لكنه يمنحها إمكانية الوصول إلى الوقود المخصب عبر اتحاد إقليمي أو ما عرف بالـ«كونسورتيوم». وكشف المسؤولون أن طهران أعربت عن استعدادها لتحديد نسبة تخصيبها عند 3.67%، وهو مستوى يتوافق مع الاستخدامات المدنية، لكنها لن تتخلى عنه، في شرط لم تقبله سابقاً الولايات المتحدة. وأفادوا بأن الجانب الأمريكي طلب من الإيرانيين رداً واضحاً على عرضه الأخير قبل استئناف المحادثات النووية، بحسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال». يذكر أن الاتفاق النووي الذي أُبرم بين إيران والدول الـ5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا) المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والذي وقع في يوليو 2015، حدد نسبة تخصيب اليورانيوم المسموح بها بما لا يتجاوز 3.67% من اليورانيوم-235، وهي نسبة كافية لتشغيل المفاعلات النووية المدنية، لكنها بعيدة جداً عن النسبة المطلوبة لصنع سلاح نووي (التي تتجاوز 90%). أخبار ذات صلة

العربية
منذ 23 دقائق
- العربية
للمرة الثانية.. إسرائيل تقصف موقعاً لأجهزة الطرد المركزي في أصفهان
للمرة الثانية، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، عن قصف الموقع النووي في أصفهان بإيران، مشيرا إلى استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في المجمع النووي. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس": "تم إعادة استهداف الموقع النووي في أصفهان الليلة الماضية". كما أضاف "شنت نحو 50 طائرة حربية الليلة الماضية سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف العسكرية في إيران". وأشار أدرعي إلى أنه كجزء من العمليات التي ينفذها الجيش لضرب المشروع النووي الإيراني، هاجمت طائرات حربية للمرة الثانية الموقع النووي في أصفهان والذي تم استهدافه للمرة الأولى في اليوم الأول للعملية (13 يونيو الجاري). كذلك قال "هاجمت الطائرات موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي داخل مجمع الموقع النووي،و أهدافا أخرى في منطقة أصفهان". أيضاً هاجم الجيش الإسرائيلي شاحنات مخصصة لإطلاق المسيرات الإيرانية، مرفقاً فيديو للحظة استهداف المركبات. "لا تسرب لمواد خطيرة" وكانت مصادر إيرانية أشارت في وقت سابق اليوم إلى أن إسرائيل استهدفت موقع أصفهان النووي، مضيفة أنه لا يوجد تسرب لمواد خطيرة جراء ذلك، وفق ما نقلت وكالة فارس. فيما كشفت صور أقمار صناعية سابقا عن وجود أضرار مرئية في أصفهان في ما لا يقل عن هيكلين داخل الموقع، بالإضافة إلى علامة احتراق واضحة قرب أطراف المنشأة النووية، وفق ما نشرته شركة "ماكسار". ومنذ الأسبوع الماضي (13 يونيو)، شنت إسرائيل بشكل مباغت هجمات على مناطق عدة في إيران، مستهدفة منصات إطلاق صواريخ ومواقع عسكرية، فضلا عن منشآت نووية. كما اغتالت عددا من القيادات الإيرانية و14 عالماً نووياً. في حين ردت إيران عبر إطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية نحو إسرائيل. بينما تصاعدت تحذيرات الوكاة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر استهداف المنشآت النووية، وامكانية حصول تسرب إشعاعي.


صحيفة سبق
منذ 32 دقائق
- صحيفة سبق
"تحول نوعي".. إيران: الصواريخ لم تتراجع بل أصبحت أدق.. وتل أبيب ستدفع ثمن الاستهانة
نفت إيران بشكل قاطع المزاعم الإسرائيلية بشأن تراجع قدراتها الصاروخية، مؤكدة أن ما يبدو انخفاضًا في عدد الهجمات ليس مؤشراً على ضعف عسكري، بل يعكس تحولاً نوعياً في استراتيجية الردع يقوم على الدقة بدلاً من الكثافة. وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، أوضح مسؤول إيراني رفيع أن بلاده غادرت مرحلة "الصواريخ العشوائية" وباتت تعتمد صواريخ دقيقة ومتطورة تستهدف مواقع عسكرية وأمنية حساسة بدقة عالية، مؤكداً أن أنظمة الدفاع الأميركية والإسرائيلية، مثل باتريوت وثاد وآرو 3، فشلت في التصدي لها. وأضاف أن أحد الصواريخ الإيرانية "أصاب هدفه المحدد مسبقاً رغم تطويق المنطقة بدفاعات متقدمة". وحذّر المسؤول تل أبيب من إساءة تفسير انخفاض وتيرة الإطلاقات، قائلاً: "من الأفضل لإسرائيل ألا تفرح، وعليها أن تصمت وتراقب توازن القوة الجديد الذي يميل لصالحنا". في السياق ذاته، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل تواجه أعباء مالية يومية تقدر بمئات الملايين من الدولارات بسبب المواجهة العسكرية المستمرة مع إيران، وهو ما قد يشكل عبئاً اقتصادياً يحد من قدرتها على مواصلة التصعيد. ويرى مراقبون أن التحول الإيراني إلى الدقة العسكرية يعكس ثقة متزايدة بقدراتها التقنية ويهدف إلى فرض قواعد اشتباك جديدة، فيما تواجه إسرائيل معركة استنزاف مكلفة قد تؤثر على استراتيجيتها طويلة الأمد في المنطقة.