logo
أنا عبد الحميد الغلبان

أنا عبد الحميد الغلبان

الدستورمنذ 6 أيام
« اسمي عبد الحميد. ولدت قبل أيام قليلة في خان يونس، ولم أتعلم بعد كيف أقول كلمة «ماما»، سأكتب الآن رسالتي الأولى والأخيرة. فأنا، كما أخبر الطبيب أمي، وهي تحتضن جسدي الذي برد فجأة، متّ من الجوع؛ في مجمع ناصر الطبي في خان يونس؛ أظنكم رأيتم «شريط الخبر» على شاشة الجزيرة أمس صباحاً.
« كنتُ خبراً، كما هي حال عشرات الرضع والأطفال أمثالي، لا تخافوا، لن أعاتبكم، أعلم أن العالم مشغول جدًا، وأن بعضكم يعتقد أن «السياسة أعقد من علبة حليب». فقط أردت أن أخبركم أنني كنت أريد الحياة، رغم كل ما حولي. كنت أحلم بحضن دافئ، بحليب لا تحسبه أمي بالقطرة، بثياب لا تشبه الشاش، بأن لا أنام كل ليلة على أنين الخائفين، ولا أستيقظ على أصوات الموت. الحمد لله أنني لم أعش لأرى عالما بهذا الحجم من الظلم؛ ولم أشاهد هذا العجز العربي؛ وهذا النفاق الدولي، ربما ذلك أفضل لي؛ لكن ماذا عن شعبي وأهلي الذين يموتون أمامكم !
« في غزة، نحن لا نموت مرة واحدة. نموت جوعًا، قصفًا وهمّاً، ونموت بصمتكم. أعرف أنكم تعرفون. ترونني في الصور، ملفوفًا بقطعة قماش باهتة، أنا «الرضيع المصلوب»، لكن بلا أحد يحمل عني الخطيئة. يقولون إن موتي جاء لأن «حماس» رفضت صفقة. فهل أنا «حماس»؟ وهل أمي التي بكت حتى جفّت دموعها كانت تفاوض؟ هل كنتُ تفاوضًا على طاولة؟ أم كنتُ رضيعًا ينتظر حليبًا لم يصل، ودواءً مُنع، وفرصة تنفّس تحت شمس لم تعد تشرق هنا؟
« إسرائيل قررت أن تجوّعنا عمدًا. هذه ليست حربًا تقليدية، ولا مواجهة مع عدو مسلح. هذه حرب على الماء، على الطعام، على الحياة. هي إبادة مكتملة الأركان، اختارت أن تبدأ من الأضعف: من الأطفال. قالوا لأمي إنني واحد من أكثر من 70 طفلًا ماتوا من الجوع خلال أشهر. وإن هناك مئات الآلاف مثلنا، جياع بلا أمل، وعطاشى في مدينة بلا ماء. ويقال إن 470,000 فلسطيني في غزة على حافة الموت جوعًا، وإن أكثر من مليون آخرين يعيشون على الفتات. أين العالم؟ لا أحد يجيب.
« أعرف أنكم تعبتم من سماع الأرقام. لكنها ليست أرقامًا. إنها أطفال مثلي، وأمهات مثل أمي، وآباء ماتوا وهم يركضون خلف شاحنة طحين، أو شربة ماء. في حادثة واحدة، قُتل أكثر من 90 إنسانًا فقط لأنهم كانوا ينتظرون مساعدة غذائية. ماذا تُسمّى هذه؟ مجزرة؟ لا، نحن في مرحلة ما بعد اللغة.
«حين حاول بعض الكبار أن يشرحوا ما يجري، قيل لهم: هذه حرب، هذه شروط تفاوض. لكن الجوع ليس تفاوضًا، والموت جوعًا لا يُفسَّر سياسيًا. الحقيقة التي يخشون قولها أن المطلوب هو إخضاع غزة، تفكيكها، طرد أهلها، وتحويلها إلى مكان غير صالح للحياة. نحن لا نموت صدفة. نموت لأن ذلك جزء من الخطة.
« لم أُولد لأسجّل في وثائق الإبادة، ولا لأكون صورة تبكيكم في المساء. كنت أحلم أن أعيش، فقط. لكن يبدو أن هذا كثير على من وُلد هنا. لا أطلب منكم أن تحرروني، فقط أن تتذكروا أن الجريمة لم تكن فقط موتي، بل إنكم رأيتم موتي، وسكتّم.
«إلى العرب: ماذا بقي من أخوّة الدم؟ لم نطلب الكثير، فقط أن تصرخوا بصوت واضح أن الجوع جريمة. أن لا تكونوا شهود زور. أن لا تكتفوا ببيانات مكررة، ومسيرات مؤقتة، ثم تعودون إلى صمتكم الطويل.
« أما أنت أيها العالم: أعرف أنكم تتحدثون كثيرًا عن القيم، وعن النظام الدولي، وعن الإنسانية. فأين كانت هذه كلها وأنا أذبل بين يدي أمي؟ أكان موتي متوافقًا مع القانون الدولي؟ أم أن القانون يغض الطرف حين يكون القاتل حليفًا قويًا؟
« في النهاية، لا شيء أطلبه أكثر من أن تتذكروا اسمي: عبد الحميد الغلبان. رضيع لم يعش أكثر من أسابيع، مات لأنه لم يجد شيئًا يأكله، ولا أحد يدافع عنه. اسمي لا يهم في نشرات الأخبار، لكنه كان يعني العالم كله لأمي. وربما، لو صرخ أحد لأجلي، كنت سأكبر، وأكتب أول مقالة حقيقية عن غزة، لا من قبر صغير، بل من حياة كاملة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زمان كان لمسؤول طنه ورنه ...
زمان كان لمسؤول طنه ورنه ...

جفرا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • جفرا نيوز

زمان كان لمسؤول طنه ورنه ...

جفرا نيوز - ثقل معنا بشبهنا مثلنا .... اخ على ذاك الزمان كان هيبة وكلمته لا تتغير ولا تتبدل .... زمان كان المسؤول بكل زيارة لمكان لموقع يكون بجيبتة خبر قرار بفرفح قلب الجميع... علشان الناس تتفاعل وتتفائل بزيارة المسؤول...... الناس بدهم يفرحوا بدهم يحطوا على النار ما بدهم صور وسواليف وتقارير ما شفنا اشي وربي العظيم ! وبلاش نحكي أكثر من هيك.. اليوم الزيارة لا طعم ولا نكهة... المواطن بنتظار زيادة مكافأة هدية اشي يخفف عنهم عجاف الأيام... للعلم نحن مع مملكتنا مع قيادتنا محبه من الله ولا نحتاج لتزين طبيعتنا واقعنا شكلنا لا نتغير بس واقعين أكثر من الواقع ليش ازين الواقع للمسؤول واقول كلشي تمام لا مش تمام نحن اكرمنا الله بقيادة هاشمية وطبيعي نكون متميزين عن باقي خلق الله. اليوم هم مش مثلنا ولا حاسين بينا تقول ضيوف بدلات ماركات عالمية وكبك ونظارات وسيارات ومرافقين ليش ما بتعرف ياعم انت موظف عامل براتب شهري مش إشي خارق مميز عن باقي خلق الله كونا مثلنا يرحم امواتكم. واخر دعوانا الحمد لله. تحية للقايش وبورية الجيش والأجهزة الأمنية درع الوطن . والمرابطين بفلسطبن جنود الله على أرض الأنبياء والمرسلين .

الدكتور / احمد الخلايلة ..( جاب التايهه )
الدكتور / احمد الخلايلة ..( جاب التايهه )

صراحة نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • صراحة نيوز

الدكتور / احمد الخلايلة ..( جاب التايهه )

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة إطلعت بالصدفة على فيديو يتضمن لقاءاً على ( قناة الحقيقة الدولية ) مع شخصية تبدى لي انها شخصية عسكرية مرموقه ، وتبين من كلامه انه ضابط متقاعد . بيّن حديثه انه شخصية منتمية حق الانتماء للوطن ، وعكس كلامه سعة إطلاعه ، ومعرفته للمخاطر التي تهدد الأردن وجودياً . بعد جهد جهيد ، وبمساعدة من شباب العائلة ، تمكنت والحمد لله من التشرف بمعرفة إسمه ، حيث تبين انه النائب الدكتور / احمد الخلايله ، كان نائباً في مجلس النواب التاسع عشر . وأتشرف بأن أنقل اليكم ما تضمنه الفيديو الذي يبدو انه مجتزأ من مقابلة طويلة ، وهنا أبدأ بالإقتباس الحرفي :— [[ عندنا ( ٣٨٠,٠٠٠ ) متقاعد عسكري ، وانا واحد منهم ، قادرون على حمل السلاح ، المتقاعد العسكري يتقاعد وعمره في سن ( ٤٠ ) الاربعين عاماً ، ما عدا الضباط . وفي عمر الأربعين سنة يكون في قمة العطاء ، ومتدرب على الكيماوي ، والاسلحة ، والمتفجرات ، والذخيرة ، والاتصالات ، والامن السيبراني . إذاً ما المانع من ان نستغل هذا الجيش ، في فترة تدريب لمدة شهر واحد بالسنة ؟ هذا جيش جاهز ، لا يحتاج لشيء ، بحاجة فقط ليلبس الفوتيك وينزل على الميدان . عندما نستغلهم فان العدو الصهيوني يحسب ألف حساب ويعرف ان الوضع ليس كما يتصور هو . يجب ان لا نعتبر خطوة الكنيست الصهيوني بانها خطوة بسيطة ، لا ، لأن الكنيست صوت اليوم ب ( ٧١ ) صوتاً على ضم الضفة الغربية ، نحن اليوم في خطر ، في خطر على القضية الفلسطينية وعلى الأردن ، والمستهدف الأردن والقضية الفلسطينية … ]] إنتهى الإقتباس ، وإختفى الفيديو . تنادى الكثير من أبناء الوطن المخلصين بالإستعداد لما يحاك ضد الأردن من تهديدات ، تهدده وجودياً . كما طالب الكثيرون بتمتين وتحصين الجبهة الداخلية . وكان هناك دعوات عديدة للعودة لخدمة العلم والتجنيد الإجباري والجيش الشعبي . كل تلك الدعوات ، لم تجد آذاناً صاغية ، ولم يلتفت لها أحد ، ولم تلقَ أي إهتمام . كما طُرح الموضوع على أحد مجالس النواب السابقة ، لكنه تم وأده بحجة عجز الموازنة ، وعدم التمكن من توفير الكلف اللازمة . ها قد أتحفنا النائب الدكتور / احمد الخلايله ، بفكره الوقاد ، وإنتمائه الصادق لوطنه ، ( وجاب لينا التايهه ) . لماذا لا يتم الأخذ بفكرته الرزينة بإستغلال وجود ( ٣٨٠,٠٠٠ ) متقاعد عسكري ، كانوا يعملون في الجيش العربي الأردني ، وتقاعد معظمهم في سِنٍ مبكرة ، سِن الشباب ، سِن العطاء ، سِن الأربعين !؟ وكما تفضل الدكتور / احمد الخلايله ، هم عسكريون مدربون على : الكيماوي ، والأسلحة ، والمتفجرات ، والذخيرة ، والإتصالات ، والأمن السيبراني . والمطلوب فقط تدريبهم لمدة ( ١ ) شهر واحد سنوياً ، ليبقوا على تواصل مع الحياة العسكرية ، وليستمر إنعاش ذاكرتهم بالتعامل مع الأسلحة ، ويطلعوا على ما يستجد عليها من تحديث وتطوير . وبهذا تسقط حجة عدم قدرة الموازنة على تحمل كلفة خدمة العلم ، والتجنيد الإجباري ، والجيش الشعبي ، لأن كلفة تدريب العسكريين المتقاعدين لمدة شهر واحدٍ في العام تكون كلفة زهيدة مقابل الحفاظ على الوطن ، والإستعداد للقادم المظلم الخطير الذي يهدد الوطن وجودياً . الخطر حقيقي ، وداهم ، ويهدد الأردن الحبيب وجودياً . وعلينا الإستعداد ، والأخذ بالأسباب ، وان نعد العُدة ، ونتهيأ للقادم الأخطر . علينا تعزيز وتمتين جبهتنا الداخلية ، ومنع أية محاولات مشبوهة لزعزعتها واختراقها لإضعافها . كما علينا ان نستعد ، ونتجهز عسكرياً لنشكل شوكة في حلق العدو . وعلينا ان نعمل بالممكن لعزيز مقاومتنا ، بتجهيز المتقاعدين العسكريين المدربين المجهزين للقتال ليكونوا سنداً لجيشنا الباسل واجهزتنا الأمنية القديرة . الأوطان لا تُبنى بالتمني ، ولا تُهاب من الأعداء بالأهازيج والأغاني والتفاخر الأجوف . بل تُصان ، وتُهاب بسواعد أبنائها الشجعان عندما ينزلون للميدان بجسارة وبسالة وإقتدار . وطننا في خطر داهم ، والعلي القدير جلّ جلاله يحثنا على الإستعداد وإعداد العُدّه ليومٍ حربٍ ضروس ، حيث قال تعالى : (( وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَّ اليكم وانتم لا تُظلمون )) . صدق الله العظيم/ آيه رقم ٦٠سورة الأنفال .

المجلس القضائي ينعى القاضي المتقاعد نايف سليمان
المجلس القضائي ينعى القاضي المتقاعد نايف سليمان

عمون

timeمنذ 13 ساعات

  • عمون

المجلس القضائي ينعى القاضي المتقاعد نايف سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم "وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" صدق الله العظيم عمون - ينعى رئيس المجلس القضائي رئيس محكمة التمييز وأعضاء المجلس وقضاة محكمة التمييز وكافة قضاة المحاكم النظامية والنيابة العامة بمزيد من الحزن والأسى المرحوم القاضي المتقاعد نايف سليمان ابراهيم سليمان . سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store