بلديات لبنان: موسم انتخابي رقمي بلا سقوف مالية
خلافاً للانتخابات النيابية، لا تحدد القوانين اللبنانية سقوفاً محددة للانتخابات البلدية. بل تبدو آفاق حملاتها مفتوحة على سقوف متفاوتة، ترتفع أو تنخفض وفقاً لإمكانيات المرشحين، وربما تحركها النوايا الخفية والذمم التي لا تخضع لإشراف هيئات المراقبة المالية. ومع ذلك، تظهر الحملات الدعائية "التقليدية" في دورة الانتخابات الجارية، متراجعة نسبياً عن الانتخابات النيابية، لا بل تكاد تكون مقتصرة ببضعة بلدات وقرى، يتفاوت حماسها تجاه هذه الانتخابات، مقابل "اشتعال" وسائل التواصل الاجتماعي بحملات المرشحين الفرديين واللوائح. وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن الإعلام الرقمي يتقدم على وسائل الدعاية الانتخابية التقليدية في هذه الدورة. فهل نحن أمام خبو مصالح اقتصادية إرتبطت بمواسم الانتخابات في السنوات الماضية مقابل نمو وازدهار مصالح أخرى تتنافس في الإبداع واستقطاب المال الانتخابي؟
حملات محدودة
مع أن غياب سقف الإنفاق يوحي بأن إنعكاساته ستكون في إنعاش الحملات الانتخابية ووسائلها التقليدية المعتمدة من طباعة للصور والبوسترات وغيرها، يبدو الواقع الميداني مخالف تماماً. فساحات المنازلة التقليدية للحملات في الشوارع حاليا تظهر أقل صخباً، فيما الهواتف تضج بالحملات. الصور واللافتات تراجعت، وحلت محلها الـReels والـStories والمجموعات المغلقة.
وبحسب أحد أصحاب مؤسسات الطباعة المخضرمة جان لطيف، لطالما كانت الانتخابات البلدية أقل زخماً من النيابية من حيث الإنفاق، نظراً لأن الحملات تستهدف مجتمعات محلية صغيرة. فلكل بلدة حملتها المختلفة عن الثانية، وتستهدف عدداً محدوداَ من سكان البلدة وناخبيها، ما يعني أن التفاوت يبدأ في الأساس بحجم الإنتاج، هذا بالإضافة الى إمكانية التخلي عن بعض لوازم هذه الانتخابات من علب الطعام التي تحمل شعارات الحملات، والستر وحتى القبعات. وعليه لا يعتبر لطيف الانتخابات البلدية موسماً يمكن أن ينعش مؤسسات الطباعة، خصوصاً أن المضاربة كبيرة جداً في السوق، وهي تتفاقم في مواسم الانتخابات بسبب تطفل الدخلاء على المصلحة، وهذا ما يجعل أصحاب مؤسسات الطباعة الكبيرة لا يتحمسون كثيراً لموسم الانتخابات أرباحه بالنسبة لهم تبقى محدودة جداً.
ومع ذلك تشكل الحملات الدعائية المرافقة للمعارك الانتخابية في بعض القرى، منازلة واقعية بين الأطراف المتنافسة، يحاول من خلالها كل طرف أن يبين قوته من خلال حجم المساحات التي تحتلها صوره، أو حجم الصور نفسها التي ترتفع على المباني وأسطحها. ويختلف هذا الواقع وفقاً لايلي حاج موسى وهو صاحب مؤسسة طباعة أيضاً، قياساً مع حماوة التنافس، شارحاً أنه في بعض البلدات بدأت فعلاً تنفق الأموال الطائلة على "البوسترات" والصور، وأيضاً على السترات والقبعات وعلب الطعام، وحتى اللواصق على نوافذ السيارات والأقلام. إلا أن هذه الحملات محدودة جداً في معظم البلديات والقرى التي تخوض منافسات عائلية غير حامية هذا العام.
ويتجنب المسؤولون عن الحملات الانتخابية الخوض في التفاصيل المالية المخصصة لنفقات الطباعة أو لغيرها من النفقات، إلا أنه بحسب الحاج موسى فإن الكلفة تحددها الكمية كما النوعية. وكلما كانت كمية المطبوعات المطلوبة أكبر كلما قل سعرها بالنسبة للقطعة. ويلفت إلى أن كلفة الـ"تيشرت" مع قبعة تحمل شعار الحملة، تتراوح بين 4.5 و6 دولارات، مع فروقات حسب جودة الخامات وعدد الألوان. أما المتر المربع من البوسترات فيتراوح بين 4 و5 دولارات، مع كلفة إضافية بحسب الموقع الذي ترفع فيه الصور، خصوصاً عند حجز اللوحات الإعلانية الكبرى (Billboards).
حملات رقمية
مع أن معظم المال المرصود في الحملات الدعائية التقليدية هو حتى الآن للوائح المتنافسة، يبدو لافتاً في المقابل ما تتيحه وسائل التواصل الإجتماعي من فرص إضافية لتعزيز الدعايات الفردية لكل مرشح على حدة أو حتى للوائح المرشحين في القرى والبلدات الصغيرة التي لا تحتاج الى دعاية على نطاق واسع. وعليه اجتاحت صفحات المرشحين واللوائح، الميديا، وخصوصاً تطبيق فايسبوك، وأبرزت جهداً إحترافياً في تقديم المرشحين وبرامجهم.
لا شك أن الانتخابات البلدية الحالية شكلت فرصة يمكن استغلالها بالنسبة لصانعي المحتوى. ولكن "بيزنس" خلق صفحات للمرشحين على الميديا، يتجاوز هؤلاء الى شبكة من المصورين المحترفين، والصحافيين المبتدئين وكتاب الشعارات والنصوص القصيرة المخصصة للميديا، والناشرين، والمتخصصين بإدارة الصفحات.
انطلاقا من هنا شرح أحد المعنيين بإدارة حملة إنتخابية فضل عدم ذكر اسمه، أن المحتوى الإفتراضي يضاهي بأهميته الحملات التقليدية، ولكن من دون أن يعني ذلك إسقاطها نهائياً من الميزانية المخصّصة للحملات الإنتخابية. وإذ يتحدث عن أمور تقليدية أساسية لا يمكن التخلي عنها، مثل طباعة اللوائح والعلب واللواصق والـ"تيشرت" والقبعات، يشير في المقابل الى أن السوشيال ميديا أتاحت للبرامج الانتخابية سهولة الوصول الى جمهور أوسع وأكثر إستهدافاً، بأساليب وطرق مبتكرة، تتيحها خصوصا خاصيات الـ REEL والـ STORY، بالإضافة الى مجموعات الواتساب، التي أمنت تفاعلاً مباشراً مع الناخبين، وأغنت الحملات بشكل كلي عن وسائل الإعلام التقليدية، سواء أكانت مكتوبة أم مسموعة ومرئية، وبالتالي لم تعد هناك حاجة لتحصيص موازنات لها.
لا شك أن هذا التحول فتح آفاقاً جديدة أمام المرشحين للوصول إلى جمهور أوسع بوسائل أقل كلفة وأعلى فعالية. ولكنه في المقابل خلق تحديات جديدة أمام تحقيق العدالة الانتخابية الحقيقية، يرتبط معظمها بالقدرة على التحكم بالإمكانات التقنية كما المالية.
ومن هنا تشرح مصادر مؤسسة LADE لـ"المدن" أن المدة الزمنية القصيرة التي فصلت بين إعلان موعد الانتخابات وإجراؤها، ربما تركت هامشاً ضيقاً أمام التحضير التقليدي لها، فاندفع معظم المرشحين إلى استخدام الوسائل الرقمية، التي قد تتيح فرصاً متكافئة نسبياً لعرض البرامج، لكنها لا تضمن مساواة في الإنفاق. إذ يبقى بإمكان البعض استخدام خاصيات مدفوعة للوصول إلى جمهور أوسع. ومن هنا إصرار LADE على ضرورة تنفيذ بنودها الإصلاحية المقترحة، والتي يطالب أحدها بتحديد سقف للإنفاق الانتخابي في الانتخابات البلدية أسوة بالنيابية، على أن يبقى هذا السقف منخفضاً، وخاضعاً لرقابة فعلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 16 دقائق
- أخبارنا
"الإذاعة" تطلق بثًا وطنيًا غدًا بمناسبة ذكرى الاستقلال
أخبارنا : أعلنت إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، وموجاتها التابعة: راديو عمان FM وإذاعة إربد الكبرى، عن إطلاق بث وطني مشترك يمتد لـ16 ساعة اليوم الأحد، من الساعة الثامنة صباحًا وحتى منتصف الليل، إحياءً للذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة. وأشارت الإذاعة إلى مشاركة نخبة من الإذاعات الأردنية الوطنية في هذا البث، وهي: إذاعة الجامعة الأردنية، وفصحى FM، وهوا عمان، وصوت الجنوب، وصوت العقبة، وإذاعة جامعة الطفيلة التقنية، وصوت مادبا، وصوت الكرك، وهلا FM، وجيش FM، وإذاعة لقاء، وصوت جامعة المفرق، وصوت الزرقاء، وراديو البلد، وإذاعة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وسياحة FM، في تلاحم إذاعي يجسد وحدة الرسالة الإعلامية الوطنية وروح الانتماء لراية الوطن. ولفتت الإذاعة إلى إطلاقها، من العاصمة ومن جميع محافظات الشمال والجنوب، أكبر شبكة من المندوبين والمراسلين لتغطية أجواء الاحتفالات الرسمية والشعبية في مختلف المحافظات والمدن، بهدف توثيق مشاهد الفخر والفرح بصوت الوطن. وأشارت إلى أن هذه التغطية ستُبث عبر منصات التواصل الاجتماعي والصفحات الرسمية للإذاعة، لتصل إلى كل أردني في الداخل والخارج، ولتروي حكاية الاستقلال بصوت محبّيها، وبقلب الأردن النابض. وقال مدير الإذاعة، مهند الصفدي، إن الإذاعة دأبت منذ تأسيسها على الاحتفال بذكرى الاستقلال، فهي لم تكن يومًا مجرد وسيلة إعلام، بل كانت وستبقى صوت الوطن وراوية حكايات مجده. وأضاف: "نحن مستمرون هذا العام، كما في كل عام، في مواكبة هذه المناسبة العزيزة من خلال تغطية شاملة ومتكاملة، وبث وطني مشترك مع نخبة من الإذاعات الأردنية الشريكة، في صورة تعبّر عن وحدة الإعلام الأردني الوطني." وتابع: "تماشيًا مع توجهات الدولة في رقمنة الإعلام، وجّهنا الكوادر المعنية إلى نقل الجهد المبذول عبر الأثير إلى الفضاء الرقمي، ليتفاعل معنا الأردنيون في كل مكان عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولتكون احتفالات الاستقلال حاضرة في كل بيت وشاشة وهاتف." وأكد الصفدي أن الإذاعة تمتلك أكبر شبكة من المندوبين والمراسلين المنتشرين في العاصمة وسائر محافظات ومدن المملكة، يعملون جميعًا بروح المحبة والانتماء والتفاني، لإيصال نبض الشارع الأردني واحتفالاته إلى المستمعين والمشاهدين بكل مهنية واحترافية. --(بترا)


صدى مصر
منذ 16 دقائق
- صدى مصر
جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تعلن فتح باب التقديم لطلاب الثانوية العامة و الأزهرية
جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تعلن فتح باب التقديم لطلاب الثانوية العامة و الأزهرية للعام الماضي 2024… والشهادات المعادلة العام الماضي والحالي … السويس ….إبراهيم أبوزيد تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس والمفوض بتسيير أعمال جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، أعلنت الجامعة عن فتح باب القبول للعام الدراسي 2024، للحاصلين على الشهادات المعادلة العربية والأجنبية للعام الماضي 2024، والعام الحالي 2025 ولثانوية العامة والازهرية العام الماضي فقط وذلك تحت إشراف عام الدكتور عادل حسن نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، وإشراف الدكتورة غادة حداد عميد بقطاع الطب والعلوم الحيوية، وبإشراف تنفيذي من الدكتورة سهير أبو عيشه أمين عام الجامعة. يبدأ التقديم من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للجامعة عبر الرابط التالي: حيث يقوم الطالب بملء استمارة التسجيل الإلكتروني خلال الفترة من 25 مايو وحتى 25 يونيو 2025، مع سداد الرسوم الإدارية المقررة للتقدم أونلاين والبالغة 1500 جنيه غير قابلة للاسترداد، ويتم الدفع إلكتروني عن طريق موقع التسجيل ، وهناك وسيلتين للدفع إما عن طريق الفيزا أو عن طريق المحفظة الإلكتروني وطباعة استمارة التسجيل لتقديمها ضمن الأوراق المطلوبة لاحقًا. وتستقبل الجامعة أصول الأوراق من الطلاب المقبولين مبدئيًا، وذلك طبقًا للشروط والمعايير والقواعد المعتمدة من مجلس الجامعات الأهلية، ووفقًا للأماكن المتاحة، خلال الفترة من 15 يونيو وحتى 29 يونيو 2025، بمقرها الإداري الواقع بجامعة قناة السويس (الجامعة الجديدة) بالكيلو 4.5 بالطريق الدائري، وذلك من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا. وتشمل المستندات المطلوبة: أصل شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها وثلاث صور منها، أصل شهادة الميلاد وثلاث صور، عدد 6 صور شخصية حديثة، عدد 5 صور من بطاقة الرقم القومي للطالب، صورة بطاقة الوالد، وصورة بطاقة الوالدة، بالإضافة إلى استمارة 2 جند وصورة بطاقة 6 جند للذكور، إلى جانب حافظة بلاستيك بكبسولة، وطباعة استمارة التسجيل الإلكتروني من موقع تنسيق الجامعة. يشرف على التسجيل الإلكتروني الدكتور تامر حسنين مدير نظم المعلومات الإدارية. ويأتي هذا الإعلان تأكيدًا لحرص جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية على توفير بيئة تعليمية متميزة تواكب تطلعات الطلاب وأسرهم، وتفتح أمامهم آفاق المستقبل الأكاديمي والمهني وفقًا لأعلى المعايير الأكاديمية.


لبنان اليوم
منذ 16 دقائق
- لبنان اليوم
أسعار صرف العملات مقابل الليرة اللبنانية اليوم!
يشهد السوق اللبناني استقراراً نسبياً في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة اللبنانية. إليكم جدولاً مفصلاً بأسعار الشراء والبيع لأبرز العملات المتداولة في السوق المحلية اليوم: أسعار صرف العملات مقابل الليرة اللبنانية اليوم الأحد 25/05/2025 العملة الشراء البيع الدولار الأميركي 89,400 89,700 اليورو 101,624 101,970 الليرة التركية 2,291 2,301 الريال السعودي 23,857 23,940 الدرهم الإماراتي 24,339 24,424 الجنيه المصري 1,790 1,798 الدينار الليبي 16,373 16,433 الدينار الأردني 126,360 126,792 الدينار الكويتي 291,808 292,812 الجنيه الإسترليني 121,031 121,448 الريال القطري 24,577 24,663 الدينار البحريني 237,816 238,634 الكرونة السويدية 9,373 9,408 الدولار الكندي 65,067 65,293 الريال العُماني 232,956 233,758 الكرونة النرويجية 8,845 8,878 الكرونة الدنماركية 13,617 13,665 الدينار الجزائري 672 677 الدرهم المغربي 9,718 9,761 الدينار التونسي 29,997 30,107 الروبل الروسي 1,122 1,128 الرينغيت الماليزي 21,137 21,213 الريال البرازيلي 15,829 15,887 الدولار النيوزيلندي 53,522 53,717 الفرنك السويسري 108,879 109,260 الدولار الأسترالي 58,055 58,265 الراند الجنوب أفريقي 5,008 5,030 الدينار العراقي 68,384 68,613 الريال الإيراني 2,130 2,137 الدولار السنغافوري 69,664 69,908 ملاحظة: الأسعار المعروضة تقريبية وقد تختلف من وقت إلى آخر ومن صرّاف إلى آخر، لذا يُنصح بالتحقق من السعر عند التعامل الفعلي.