
أطباء يدعون لإنشاء قاعدة بيانات وطنية لأمراض الفم
كشفت نتائج دراسات علمية أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الفم واللثة والأسنان أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والالتهاب الرئوي مقارنة بالأشخاص الأصحاء في حين تحد رائحة الفم الكريهة كثيرا من تواصل المصاب مع الآخرين.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية نخر الأسنان الدائمة غير المعالج المرض الصحي الأكثر شيوعاً، مشيرة الى أن نحو مليارَي شخص يعانون من تسوس الأسنان الدائمة و514 مليون طفل يعانون من تسوس الأسنان الأولية (اللبنية).
لكنها أشارت إلى التكلفة العلاجية المرتفعة لأمراض الأسنان والتي لا يتم شمولها بالتغطية الصحية الشاملة في أغلب الأحيان.
وفي الاردن يبلغ معدل انتشار تسوس الأسنان غير المعالج في الأسنان اللبنية لدى الأطفال (1-9 سنوات) ما يقارب 43 % ونسبة انتشار التسوس غير المعالج للأسنان الدائمة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 5 سنوات 39 % في يبلغ معدل انتشار أمراض اللثة الحادة لدى الأشخاص (15 سنة) فأكثر 13% مقارنة بـ 19% على الصعيد العالمي.
واكد أطباء أسنان لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أهمية إنشاء قاعدة بيانات وطنية لأمراض الفم والأسنان ووضع استراتيجيات للعلاج والوقاية منها.
عميد كلية طب الأسنان في الجامعة الهاشمية الدكتور زياد الدويري، يقول إن العالم يتحد كل عام في العشرين من آذار لتعزيز صحة الفم والأسنان، الذي جاء شعاره هذا العام بعنوان (ارتباط صحة الفم بالصحة العقلية والنفسية)، بسبب العبء الصحي الذي تشكله أمراض الفم والأسنان على الناس، وعلى العديد من الدول حيث تشير التقديرات إلى أن أمراض الفم تؤثر على ما يقرب من 3.5 مليار شخص.
وأشار إلى أن أكثر الفئات السكانية معاناة من عبء أمراض الفم والأسنان وحالاته هم ذوو الدخل المنخفض حيث بينت دراسات وجود صلة وثيقة للغاية بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي (الدخل والمهنة والمستوى التعليمي) وانتشار أمراض الفم في مختلف الفئات العمرية وبين جميع الفئات السكانية، لافتا الى انتشارها بنسب أكثر بين الأشخاص ذوي الإعاقة، وكبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو في دور الرعاية، وفي المجتمعات المحلية النائية.
وأكد الدويري أن انتشار أمراض الفم والأسنان الرئيسية يتزايد على الصعيد العالمي ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عدم التعرض بالقدر الكافي للفلوريد (في إمدادات المياه ومنتجات نظافة الفم مثل معجون الأسنان)، وإلى توافر الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر بأسعار في متناول الجميع، ونقص توافر خدمات رعاية صحة الفم في المجتمعات المحلية.
وأوضح أنه يمكن الحد من عبء أمراض الفم والأسنان من خلال تدخلات الصحة العامة التي تشمل اتباع نظام غذائي متوازن ومنخفض السكريات وغني بالفواكه والخضروات، وتفضيل اتخاذ الماء مشروباً رئيسياً؛ واستخدام معدات الحماية للحد من احتمالات إصابة الأسنان والوجه وتحسين فرص الحصول على معجون الأسنان المفلور الفعّال.
ولفت الدويري إلى أن دراسات أخرى بينت أن الأشخاص المصابين بالسكري هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة، وأن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية يعانون أيضاً من سوء صحة الفم والأسنان، ومن الممكن أيضاً أن تؤدي مشاكل صحة الفم إلى ضعف الصحة النفسية، حيث تؤثر الأعراض على الثقة والاستمتاع بالطعام والحياة الاجتماعية.
وأشار الدويري الى الآثار الإيجابية للصيام أو النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية على صحة اللثة والأسنان، حيث أن التقليل من استهلاك الأطعمة يقلل من النشاط البكتيري؛ ويحد من تراكم طبقة اللويحة السنية، إضافة إلى حدوث تغيير على الكيمياء الحيوية للعاب بموازنة درجة الحموضة عند تجنب تناول الوجبات الخفيفة المتكررة.
وأشار إلى أن كمية اللعاب الإضافية التي يفرزها الجسم أثناء الصيام لتعويض فقدان الطعام والسوائل تساهم كذلك في الحد من الإصابة بتسوس الأسنان وأمراض اللثة ورائحة الفم، كما أن الصيام يقلل من الاستجابات الالتهابية في الجسم؛ ما يساعد في الوقاية من أمراض اللثة وتحسين صحة الفم العامة، ويتم تحفيز عملية الإصلاح والتجديد الخلوي الطبيعية المعروفة باسم الالتهام الذاتي؛ ما يساعد في التئام أنسجة اللثة المصابة، ويساهم استخدام السواك الغني طبيعياً بالسيليكا والفلورايد وفيتامين ج والعفص والزيوت الأساسية، على تقليل التهاب اللثة وتنظيف البلاك وتحسين صحة الأسنان.
وقال:'لما تشكله أمراض الفم والأسنان من أهمية، فإنه لا بد من التركيز في برامج التوعية على طلبة المدارس من مختلف الفئات العمرية وأن لا تقتصر هذه البرامج على الكشف فقط، بل تتعداه إلى تقديم الرعاية المناسبة في مراكز متخصصة مقرونة بالتشخيص الدقيق والوقوف على الأسباب، داعيا إلى دعم الدراسات والأبحاث العلمية السريرية طويلة المدى لضمان توفر قاعدة بيانات علمية وبحثية تساهم في نوعية الإجراءات المتخذة والسياسات المرسمة في هذا المجال.
الدكتورة رولى الحباشنة عميد كلية طب الأسنان في جامعة العلوم والتكنولوجيا قالت: إن العناية بصحة الفم والأسنان تعتبر جزءًا أساسيًا من الصحة العامة، وتؤثر بشكل مباشر على الراحة اليومية والجودة العامة للحياة.
وتؤدي العناية بصحة الفم والأسنان الى المساهمة في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة مثل التهاب اللثة والتسوس وسوء رائحة الفم، والوقاية من الأمراض الشاملة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والولادة المبكرة، كما تسهم في عملية الهضم بشكل صحيح، إذ تحتاج الأسنان إلى كونها في حالة جيدة لمضغ الطعام بشكل صحيح.
وبالنسبة لتأثير الصيام على صحة الفم والأسنان، قالت ان الصيام لايؤثر سلبا على صحة الفم شريطة الالتزام بتفريش الاسنان والعناية بها.
ولفتت إلى أن العناية بصحة الفم والأسنان ليست مجرد مسألة جمالية، بل هي أساسية للحفاظ على الصحة العامة، من خلال اتباع عادات العناية الجيدة والاهتمام بتنظيف الأسنان واللثة بانتظام، يمكننا الوقاية من العديد من المشاكل الصحية والحفاظ على ابتسامة صحية وجذابة. لذا، دعونا نضع العناية بصحة الفم والأسنان في أولوياتنا للحفاظ على صحة عامة جيدة وجودة حياة محسنة.
وأوضحت أن العناية بصحة الفم والأسنان تحظى بأهمية كبيرة خلال شهر رمضان، حيث يتطلب الصيام اهتمامًا خاصًا بالعناية الشخصية من خلال اتباع النصائح الآتية: الحفاظ على نظافة الفم وتناول الأطعمة الصحية، وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، وتجنب الأطعمة السكرية، وشرب كميات كافية من الماء خلال ساعات الليل لتجنب الجفاف والمساعدة بإنتاج اللعاب الذي يعمل على حماية الأسنان من التسوس.
أمين سر نقابة أطباء الأسنان الأردنيين الدكتور أحمد الطراونة أشار إلى دور النقابة في نشر الثقافة الصحية السنية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال الجامعات والمدارس والتجمعات.
وقال، تعمل النقابة منذ تأسيسها على دعم وتعزيز قطاع طب الأسنان من خلال تقديم الدورات والمحاضرات التي تساهم في تطوير كفاءة الأطباء وعقد العديد من المؤتمرات الطبية التي ساهمت بنشر السياحة العلاجية وتعمل على تطوير التشريعات الناظمة لممارسة مهنة طب الأسنان حفاظا على حقوق الأطباء والمرضى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
الغذاء والدواء تؤكد التزامها بتعزيز ريادة الأردن في الصناعة الدوائية
صراحة نيوز ـ أكد مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، الدكتور نزار مهيدات، التزام المؤسسة بمواصلة تطوير الصناعة الدوائية الوطنية وتعزيز مكانة الأردن الريادية في هذا المجال، وذلك خلال لقاء جمعه اليوم الخميس مع ممثلي قطاع الأدوية وعدد من أعضاء مجلس النواب. وشدد مهيدات، بحسب بيان صادر عن المؤسسة، على الدعم الملكي المتواصل لهذا القطاع الحيوي، وأبرز دوره في تحقيق الأمن الدوائي الوطني، مستعرضًا أبرز إنجازات المؤسسة خلال السنوات الماضية، وخاصة خلال جائحة كورونا، التي شهدت تسجيل 10 لقاحات و22 دواءً جديدًا، إلى جانب استحداث 51 مصنعًا للمعقمات و56 مصنعًا للكمامات. وأشار مهيدات إلى أن المؤسسة تجاوزت دورها الرقابي التقليدي، لتصبح داعمًا رئيسيًا للاستثمار الدوائي، من خلال تقديم استشارات علمية عبر وحدة استحدثت خصيصًا لهذا الغرض، وتبسيط إجراءات تسجيل وتسعير الأدوية، ورفع كفاءة منظومة التشريعات المرتبطة بالقطاع. كما تطرق إلى إنجازات المؤسسة على الصعيد الدولي، ومنها اعتمادها كعضو في المجلس الدولي لتنسيق المتطلبات الفنية للأدوية (ICH)، واقترابها من نيل عضوية منظمة التفتيش الدوائي التعاوني (PIC/S)، إلى جانب التعاون المستمر مع منظمة الصحة العالمية لاعتماد الأنظمة التنظيمية الوطنية. وحصلت المؤسسة على العديد من الجوائز المرموقة، منها جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي، وجائزة التميز الحكومي العربي كأفضل مؤسسة حكومية عربية لعام 2024، إضافة إلى اختيار الدكتور نزار مهيدات كأفضل شخصية حكومية عربية في قطاع الصحة والأسرة والسكان للعام نفسه. وشهد اللقاء حضور رئيس لجنة الصحة والغذاء النيابية الدكتور شاهر شطناوي وعدد من النواب، ونقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني، وممثلي الاتحاد الأردني لمنتجي الأدوية، ومديري شركات ومستودعات الأدوية، وعدد من الجهات المعنية. وثمّن الحضور الجهود التي تبذلها المؤسسة في تطوير قطاع الدواء وتعزيز تنافسيته، مؤكدين دعمهم المتواصل لهذا القطاع الحيوي الذي يُعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، ومصدرًا لتوفير فرص العمل.

السوسنة
منذ 9 ساعات
- السوسنة
الكركم يعزز المناعة لكن امتصاصه ضعيف
السوسنة- يُعرف الكركم باحتوائه على مركب الكركمين، الذي يتميز بخصائصه المضادة للالتهابات، مما يساهم في تعزيز جهاز المناعة. وعلى الرغم من أن تناوله في شكله الخام يُعتبر مفيدًا للصحة، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الجسم قد لا يمتص الكركمين بكفاءة عند استهلاكه بهذه الطريقة. ورغم ذلك، فإن الكركم يُعد مكونًا أساسيًا في العديد من الوصفات التقليدية التي تستخدمها الجدات والأمهات منذ القدم، لما له من فوائد صحية متعددة. إليك الطريقة الصحيحة لتناول الكركمإلا أن هناك العديد من الطرق الأخرى لدمج الكركم في نظامك الغذائي للحصول على نتائج أفضل لتعزيز المناعة:-أضف البهارات إلى وجبتك اليومية من الخضار والكاري باستخدام الكركمبما أن الكركم غني بخصائص مضادة للالتهابات ومطهرة ومضادة للبكتيريا بفضل مادة الكركمين، أضفه إلى البقوليات أو الكاري، مع إضافة الكمون أو بذور الخردل والكركم والفلفل الحار، يمكنك أيضًا إضافة رشة من الكركم إلى البيض المخفوق والبولاو لإضفاء نكهة لذيذة وصحية-إضافة الكركم إلى الحليبإضافة الكركم إلى الحليب ممارسةٌ أيورفيديةٌ قديمةٌ لعلاج الجروح، يُستهلك عادةً قبل النوم. سخّن نصف ملعقة صغيرة من معجون الكركم في قطرتين من السمن أو زيت جوز الهند. أضف الحليب إليه، يمكنك تناول الحليب الذهبي كما هو، لكن إضافة الفلفل الأسود إليه سيزيد من ثبات الكركم، يمكنك أيضًا إضافة مسحوق القرفة والعسل لإضفاء نكهةٍ حلوة، إذا كنت من مُحبي المكسرات والبذور، فقد تكون هذه وصفةً جيدةً لإضافة حفنةٍ منها إلى الحليبأضرار إستخدام الكركم بافراط-شاي الكركمشاي الكركم من أبسط الوصفات لإضافة الكركم إلى نظامك الغذائي، حضّر كوبًا من شاي الكركم بغلي بعض الماء في قدر، ثم أضف ربع ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم أو الكركم الخام المبشور حديثًا، اتركه يغلي قليلًا، ثم أضف رشة من عصير الليمون الطازج، ورشّ العسل لنكهة غنية.-أضف قليلًا من الكركم إلى العصائر الخاصة بكإذا كنت تبدأ يومك بالقهوة، فقد حان الوقت لتغيير روتينك اليومي، ابدأ يومك بمشروبات سموثي غنية بخصائص مضادة للالتهابات ومكونات تُعزز جهاز المناعة، المكون الرئيسي هنا هو الكركم، أضف رشة من هذه التوابل الرائعة إلى سموثي التوت، أو سموثي المانجو والخوخ وماء جوز الهند، أو سموثي الفراولة والكرنب والبرتقال وحليب اللوز، أو سموثي الأناناس وجوز الهند وبذور الشيا، ولاحظ الفرق.-صحتك في بضعة أيامتناول مكملات/كبسولات الكركم/الكركمينيُستخدم الكركم تقليديًا كتوابل في الأطباق الهندية، كما يُستخدم في الطب الأيورفيدي منذ أكثر من 3000 عام لضمان اتباع نظام صحي شامل. مع ذلك، قد يكون من الصعب معرفة الكمية المناسبة منه للاستهلاك، يحتوي الكركم كتوابل على حوالي 3% من الكركمين، مقارنةً بـ 95% من الكركمين في المستخلصات المستخدمة في المكملات الغذائية أو الكبسولات المتوفرة حاليًا في الصيدليات.مع أن تناول جرعات عالية من الكركم والكركمين لا يُنصح به على المدى الطويل، إلا أن منظمة الصحة العالمية (WHO) تُوصي بتناول 0-3 ملغم/كغم من وزن الجسم يوميًا كجرعة مثالية. لذلك، يُمكن تناول مكملات الكركم للحصول على كمية كافية من الكركمين، ولكن فقط بعد استشارة طبيبك:


هلا اخبار
منذ 9 ساعات
- هلا اخبار
الصحة النفسية في الأردن.. جهود رسمية في مواجهة منصات التواصل الاجتماعي
هلا أخبار – محمد فريج – في الوقت الذي تضمنت فيه رؤية التحديث الاقتصادي إشارات واضحة لتوسيع مظلة الصحة النفسية، خاصة ضمن محور 'تحسين نوعية الحياة'. فإن إدماج الصحة النفسية في الرؤية دور يناط بوزارة الصحة التي تسعى لدمج خدمات الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية، لتسهيل الوصول إليها وتقديمها بجودة عالية، وتوسيع وتنوع تقديم الخدمات الصحية والنفسية. وكانت الوزارة قد أطلقت في آب 2024 تقرير دراسة مبررات الاستثمار في الوقاية من حالات الصحة النفسية وإدارتها في الأردن، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأردن وفريق العمل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. وأظهرت نتائج الدراسة أن كلفة المرض النفسي في الأردن بلغت نحو (252 مليون دينار) عام 2023، منها 53 مليون دينار في الإنفاق المباشر على الرعاية الصحية، ونحو 199 مليون دينار كنفقات غير مباشرة تتمثل بفاقد الإنتاجية بسبب الوفيات المبكرة والإعاقة وانخفاض الإنتاجية في مكان العمل. في حينها، قال وزير الصحة الدكتور فراس هواري إنه يتم 'منح التأمين الصحي للأشخاص ذوي الإعاقة ومن ضمنهم الإعاقة النفسية'، حيث بإمكان الحاصل على التأمين الصحي أن يستفيد من كافة الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة من تشخيص وتقييم وعلاج وادخال مستشفيات ومتابعات في العيادات. وبين الهواري أنّ وزارة الصحة استحدثت وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والهيئة الطبية الدولية عيادات نفسية وعيادات مجتمعية ووحدات إدخال في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، مما سهل حصول المرضى على خدمات الصحة النفسية بشكل عام. بالإضافة إلى أنه تم تدريب الكوادر الصحية على برنامج سد الفجوة في الصحة النفسية، وتم مأسسة هذا البرنامج ليكون من متطلبات الحصول على الاختصاص لأطباء طب الأسرة، ما يحقق 'دمج الصحة النفسية في الرعاية الصحية'. وتظهر خطة العمل الوطنية للصحة النفسية للأعوام من 2022 وحتى 2026 – التي نشرتها وزارة الصحة عبر موقعها الإلكتروني – طموحا جادا لتوسيع التغطية وتعزيز دمج الصحة النفسية في النظام الصح، حيث تستهدف إعادة توزيع الكوادر من المرافق المركزية إلى المحافظات والمراكز المجتمعية. ورفع عدد الفرق المتعددة التخصصات،و بناء سجل وطني للكوادر المدربة ومتابعة تدريباتهم، إضافة إلى تقليل الاعتماد على المراكز الكبيرة وزيادة الاعتماد على العلاج المجتمعي المحلي، و تدريب العاملين في الرعاية الأولية وتحديث الأدوات المستخدم، و تحسين الحوكمة والسياسات. في ظل ما ذكر، يلاحظ المتتبع لمنصات التواصل الإجتماعي لذهاب العديد من المستخدمين للاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي لطرح القضايا النفسية والاجتماعية، فظهرت صفحات ومجموعات لتقديم 'دعم نفسي وهمي'، تفتح باب الحوار والنقاش غير العلمي والموضوعي لحالات المرض النفسي والمشكلات الأسرية والسلوكية على تنوعها، ما دفع مختصين في المجال للتحذير من مخاطر ذلك على المريض وعلى المجتمع. العديد من المستخدمين يلجؤون إلى مجموعات وصفحات غير مرخصة لطلب النصيحة الدكتورة فداء أبو الخير، أستاذ مشارك في علم النفس الكلينيكي بجامعة عمان الأهلية، قالت إن 'تفشي ظاهرة تقديم الاستشارات النفسية غير المتخصصة عبر هذه المنصات، قد تفضي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها'. وأضافت إن العديد من المستخدمين يلجؤون إلى مجموعات وصفحات غير مرخصة لطلب النصيحة، والتي غالباً ما تكون من أشخاص لا يمتلكون أي خلفية علمية، بل يعتمدون على تجاربهم الشخصية، وهو ما يشكل خطراً كبيراً خاصة في القضايا النفسية المعقدة. وأشارت إلى أن بعض الأشخاص يختارون إخفاء هويتهم عند عرض مشكلاتهم، مما يؤدي إلى زيادة السلوك العدواني أو التهرب من المسؤولية، موضحة أن دراسات تُجرى حالياً في مركز الرعاية النفسية التابع للجامعة لبحث تأثير هذا السلوك. وأكدت أبو الخير أن منصات التواصل لا يمكن أن تكون بديلاً عن العيادات النفسية، وأن سرد المشكلة من طرف واحد غالباً ما يؤدي إلى نصائح سطحية مثل 'اترك'، 'اطلق'، أو 'أصلح'، دون التعمق في فهم جذور المشكلة وسماع الأطراف كافة كما هو متّبع في العلاج النفسي الصحيح. خرق مبدأ السرية من قبل المستخدمين ويضمن التوجه إلى عيادة مختصة بالصحة النفسية 'مبدأ السرية'، إذ أنها ليست فقط قاعدة أخلاقية للطبيب بل ملزمة قانونيا، بموجب المادة 321 من قانون العقوبات، وقانون الصحة العامة وقانون نقابة الأطباء الأردنيين، إضافة إلى ميثاق حقوق المريض والمبادئ الدولية للأخلاقيات الطبية. وحذّرت أبو الخير في حديثها لـ هلا أخبار، من تزايد تعرض المراهقين للاستغلال بسبب غياب رقابة الأهل، مشيرة إلى وجود حالات تم فيها استغلال أشخاص مادياً أو عاطفياً من خلال تلك المنصات. ودعت الأهل إلى الإنصات لأبنائهم عند طلب المساعدة النفسية، بدلاً من نفي حاجتهم أو الاستخفاف بمشكلاتهم. سبل التدخل المهني متاحة وأوضحت أبو الخير أن تكلفة العلاج النفسي ليست دائماً مرتفعة، مشيرة إلى توفر خدمات مجانية في المراكز الحكومية، بإشراف أطباء وأخصائيين مرخصين وفي بيئة آمنة. يقول الدكتور محمد القدومي مدير مديرية ذوي الإعاقة والصحة النفسية في وزارة الصحة لـ هلا أخبار: 'تتبع أكثر من 50 عيادة خارجية للمراكز الصحية، يشرف عليها أطباء نفسيون، عدى عن الوحدات النفسية التابعة للخدمات الطبية الملكية ومستشفى الطب الشرعي، ووحدات الصحة النفسية في مستشفيات معان والزرقاء وبعض الجامعات والمنظمات غير الحكومية، والدولية'. وتابع بأنه 'تغطي وحدات الدعم النفسي والتشخيص والعلاج أقاليم الوسط والشمال والجنوب'. ويؤكد القدومي أن 'الخطة تقضي أن تصبح الخدمات ضمن الرعاية الصحية الأولية، ومن خلال عيادات الأسرة'، لكي نتغلب على مفهوم 'الوصمة المجتمعية'. في هذا السياق، دعت الدكتورة فداء أبو الخير المختصين إلى تعزيز حضورهم عبر المنصات الرقمية لمواجهة هذا المد من 'الاستشارات العشوائية'، مؤكدة أن حماية الصحة النفسية مسؤولية مشتركة تبدأ من الوعي وتنتهي بالتدخل المهني.