logo
أمريكا .. شواهد تاريخية على جرائم الإبادة الجماعية

أمريكا .. شواهد تاريخية على جرائم الإبادة الجماعية

26 سبتمبر نيت٢١-٠٤-٢٠٢٥

مع نهاية الحرب العالمية الثانية , وبزوغ نجم الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمي في التدمير والقتل والتخريب والحيونة والشيطنة والقرصنة , بدأت السياسة الأمريكية تتسم بالغطرسة ومحاولة الهيمنة على العالم بأسره .
حتى لو أدى ذلك إلى إسقاط كل الأخلاقيات المتعارف عليها , أو أدى إلى خرق كل القوانين والمواثيق الدولية , فالمهم في النهاية هو تحقيق المصالح والاستراتيجية الأمريكية , والتي يجب أن تتحقق بأي شكل من الأشكال , حتى لو كان الثمن هو العبور على أشلاء جثث شعوب بأكملها .
علي الشراعي
ليس هناك دولة عضو في الأمم المتحدة غامرت عسكريا وارتكبت جرائم حرب داخل وخارج حدودها , كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية . فابتداء من مذابحها ومجازرها وإبادتها للهنود الحمر واستيطان أراضيهم , حيث يقدر عدد من قتلوا في تلك المجاز والإبادة الجماعية بأكثر من 100 مليون شخص هندي . ومن ثم بدأت مغامرتها خارج القارة الأمريكية بدءاً بالأرجنتين 1890 م , وتشيلي وهايتي1891م , والفيلبيين وكوبا عام 1898م , حتى الحرب على ما يسمى بالإرهاب عام 2001م , فقد تورطت الجيوش الأمريكية في أكثر من مائتي مغامرة عسكرية في كل قارات الأرض ارتكبت فيها مجازر ومذابح وإبادة جماعية وجرائم حرب وإلى اليوم .
مذبحة ساند كريك
مع تأسيس الجيش الأمريكي أصبح السلخ والتمثيل بالجثث تقليدا مؤسساتيا رسميا . فعند استعراض الجنود أمام وليم هاريسون الرئيس الأمريكي لاحقا بعد انتصار 1811م على الهنود الحمر , التمثيل ببعض الضحايا , وكان الرئيس " أندور جاكسون " الذي تزين صورته ورقة العشرين دولارا من عشاق التمثيل بالجثث , وكان يأمر بحساب عدد قتلاه بإحصاء أنوفهم المجدوعة أو آذانهم المصلومة وقد رعى بنفسه حفلة تمثيل بجثث 800 شخص من الهنود الحمر . ففي 27 مارس 1814م , احتفل الرئيس جاكسون بانتصاره على هنود الكريك وتولى جنوده التمثيل بجثث الضحايا من الأطفال والنساء والرجال , فقطعوا أنوفهم لإحصاء عددهم وسلخوا جلودهم لدبغها واستخدامها في صناعة أعنة مجدولة للخيول . أما الرئيس الأمريكي " تيودور روزفلت " فإنه تسامى بهذه البطولات فوصفها بقوله : " إن مذبحة ساند كريك كانت عملا أخلاقيا ومفيدا ذلك لأن إبادة الأعراق - بحسب وصفه - المنحطة حتمية ضرورية لا مفر منها " . ( منير العكش , أمريكا والإبادات الجماعية ) .
نقض الاتفاقيات
لقد أرغم الهنود الحمر , عبر مسيرة الإبادة الجماعية والاستيطان الطويلة طيلة خمسة قرون, على توقيع 370 معاهدة مع الحكومة الفيدرالية الأمريكية , إن أرشيف الحكومة الأمريكية يحتفظ بملفات تلك المعاهدات التي تبدو كل واحدة منها مستكملة لجميع الشروط الأصولية والقانونية , وتبدو كأنها هي المعاهدة الأخيرة غير القابلة للانتهاك والنكوص غير أنها انتهكت جميعها الواحدة تلو الأخرى , وتحولت إلى مجرد حبر على ورق , وصار واضحا أن عقد كل معاهدة كان الهدف منه تثبيت الأمر الواقع لصالج الإباديين المستوطنين الإرهابيين , وتجميد الوضع الراهن عند الحد الذي بلغه لصالحهم أيضا , وأنها مجرد خديعة هدفها إنهاك مقاومة الضحايا كي يتحقق القضاء عليهم في الجولات التالية بأقل تكلفة وأقل جهد وأقصر وقت ! .
نظرة دونية
في أربعينيات القرن الماضي دخلت اليابان أطلس المجاهل وانضم اليابانيون إلى قائمة الشعوب المتوحشة والحشرات بنظر الأمريكي منذ إبادتهم للهنود الحمر . فقد وصف الفيتنامي بالنمل الأبيض , والنملة البيضاء أخطر حشرة يخشى الأمريكي أذاها على بيته , ولذا فهي مرتبطة في ذهنه بحتمية وشرعية وأخلاقية مكافحتها بمبيدات الحشرات . في هذا السياق التاريخي الطويل من إبادة الحشرات على مدى أكثر من أربعة قرون , تستخدم أمريكا سلاح الإبادة دون أي رغبة في أن يعرف شكل ضحاياه أو عددهم . ولقد سهل القصف الجوي وإطلاق الصواريخ عن بعد والقتل الإلكتروني هذه المهمة حنى جعلها أشبه بلعب التسلية . إن الفيتنامي تحول إلى نملة بيضاء , مثلما تحول الهندي إلى دودة , والفيليبيني إلى حشرة , والعربي العراقي إلى صرصار . كان " هيو مانكه" رئيس قسم المتطوعين الدوليين , في شهادة له أمام الكونجرس عام 1971م , قد أكد على عزم القوات الأمريكية على إبادة فيتناميي الجبال واحدا بعد الآخر , وقال : " إننا سنحل مشكلتهم كما فعلنا مع الهنود " .
جرائم حرب
" إن تحت مدينة واشنطن مقبرة جماعية , كانت في يوم من الأيام مدينة " هندية حمراء : مسالمة تدعى ( نكن شتنكة ) , كانت مركزا تجاريا زاهرا لشعب " كونوي" هنا على ضفاف نهر " بوتومك " قبل أن يبني " جورج واشنطن " مدينته على أنقاضها ). ( د . ناصر ملوحي , إبادة الهنود الحمر أسوأ كارثة سكانية في التاريخ البشري )
إن سجل الولايات المتحدة الأمريكية حافل بمشاهد إهدار حقوق الإنسان وكذلك السيادة الوطنية للعديد من دول العالم , ومع بدء نشوب الحرب الأوروبية عام 1939م , تبنت القوة الجوية الملكية البريطانية والقوة الجوية للجيش الأمريكي أسلوب القصف الاستراتيجي والتدمير الواسع للمدن باستعمال القنابل الحارقة , فأمر الجنرال " جورج مارشال " رئيس الأركان الأمريكي آنذاك مساعديه بتخطيط هجمات حارقة على المدن اليابانية الكثيفة السكان , ومن ثم انطلقت 334 طائرة أمريكية لتدمير ما مساحته 16 ميلا مربعا من طوكيو بواسطة إلقاء القنابل الحارقة , مما أدي إلى مقتل 100 ألف شخص وتشريد مليون نسمة , بينما وصلت درجة حرارة الماء في القنوات إلى درجة الغليان وذابت الهياكل المعدنية , وتلاشت الأجساد في ألسنة من اللهب , ولم تكن طوكيو وحدها هي التي تعرضت لتلك الهجمات الأمريكية الوحشية , فقد تكرر هذا السيناريو في 64 مدينة يابانية أخرى , فضلا عن دك مدينتي هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين حصدتا عشرات الآلاف من الأرواح , وأهلكتا الزرع والضرع , رغم أن الحرب كانت قد انتهت بالفعل لصالح الأمريكان !
مذابح جماعية
تمثل الحرب الكورية فصلا آخر من فصول وحشية القوة الأمريكية في العالم , فقد وصف المفكر الأمريكي " ناعوم تشومسكي " للمجازر التي تمت على أيدي القوات الأمريكية في كوريا والعديد من دول أمريكا الجنوبية , حيث يقول : " عندما دخلت قواتنا كوريا عام 1945م , عزلت حكومة ذات شعبية معادية للفاشية , وقاومت الاحتلال الياباني , وأشعلنا حربا ضروسا سقط خلالها مئة ألف قتيل , وفي إقليم واحد صغير سقط 30000 – 40000 قتيل في أثناء ثورة الفلاحين " . ويستمر التاريخ الحافل بالمذابح الجماعية لأمريكا , فلم يخل السجل الأمريكي الحافل من التدخل في شؤون الدول قاطبة , حيث عمدت السياسة الأمريكية كما يقول " تشومسكي " إلى : "إعاقة الحكومات البرلمانية , بل وأسقاطها في إيران 1953م , وفي جواتيمالا عام 1954م , وفي شيلي عام 1972م , ولم تكن الأساليب طبيعية جدا , فلم يكن عمل القوات التي حركناها في نيكاراجوا أو عمل وكلائنا الإرهابيين في السلفادور أو جواتيمالا هو القتل العادي , ولكن كان بصفة رئيسية القسوة والتعذيب السادي : تعليق النساء من أقدامهن بعد قطع أثدائهن وفض بكارتهن , وقطع رؤوس الناس وتعليقها على خوازيق , ورطم الأطفال بالحوائط ". وبين عامي 1952م و 1973م , "ذبحت الولايات المتحدة الأمريكية زهاء عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامي ولاووسي وكمبودي" , ففي فيتنام مثلا يؤكد الراهب البوذي الفيتنامي " ثيتش ثين هاو " أن : " حرب فيتنام تسببت بحلول منتصف عام 1963م , في مقتل ألف شخص , وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص , واغتصاب 31 ألف امرأة , كما نزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء , وأحرق 4000 حتى الموت , ودمر ألف معبد , وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة ". كما أدى القصف الأمريكي لـ" هانوي وهايفونغ " عام 1972م , إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم , وبينما عاني الأمريكيون بعد الحرب من فقد " 2497 جنديا أمريكي " بحسب أحد التقديرات , كانت العائلات الفيتنامية تكافح للتكيف مع فقد 300 ألف فيتنامي , فضلا عن أن عدد القتلى في فيتنام بلغ 4 ملايين شخص , إلى جانب عدة ملايين آخرين من المعوقين والمصابين بالعمى والصدنات والتشوه , مما حول فيتنام إلى ساحة كبرى للقبور ومبتوري الأعضاء والأرض المسممة واليتامى والأطفال المشوهين وفيما يخص الفلبيين فقد أمر الجنرال الأمريكي " جاكوب سميث " بذبح 8294 طفلا , و 2714 امرأة , و 420 رجلا في جزيرة " سامار " أيام الاحتلال الأمريكي للفلبيين .
سجل أسود
يمتد السجل الأسود ليشمل التواطؤ الأمريكي في المجازر الإندونيسية والحروب ضد الفقراء في أمريكا الوسطي " نيكاراغوا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس " , والذي أسفر عن مقتل مئات الآلاف بواسطة الأسلحة الأمريكية , وتسهيل وتوفير التدريب وتقديم المشورة الأمريكية في الاضطرابات المدنية , وهو نفس السيناريو الذي كررته السياسة الأمريكية الرعناء في أفريقيا حين سعت إلى تأجيج واستمرار الصراع الدامي في أنجولا وموزمبيق وناميا وغيرها من دول القارة السمراء .
كما امتدت التدخلات غير المشروعة للقوات الأمريكية إلى مساندة ودعم أعمال القمع التي ارتكبها الطغاة والحكام الذين دعمتهم أمريكا عبر العقود المختلفة , ويكفي في هذا السياق أن نشير إلى مثال واحد من بين أمثلة عديدة حيث قام الجنود الذين دربتهم الولايات المتحدة الأمريكية عام 1981م , بذبح نحو 1000 فلاح أعزل و139 طفلا في جواتيمالا , كما قتل الجيش الأمريكي المدرب في جواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح خلال الفترة من عام 1966 إلى 1986م . وفي عام 1990 , ارتكبت القوات الخاصة الأمريكية مجزرة بشعة في بنما راح ضحيتها 500 و1000 قتيل لكي تتمكن من القبض على شخص واحد بتهمة وذريعة الإتجار في المخدرات ! وهو الرئيس " نورييجا " نفسه , بينما فقدت 23 من مقاتليها !
إذلال الغطرسة
في عام 1983م , منيت الغطرسة الأمريكية بفضيحة حين غزا الجيش الأمريكي بمساعدة القوات الخاصة جزيرة " جرينادا " لمعاقبة نظامها على اقترابه من نظام كوبا الشيوعي , إذ لقيت فرقة الكوماندوز الأولى التي تم إنزالها في البحر حتفها غرقا , في حين حاصر الجيش النظامي القوات الخاصة داخل مقر إقامة الحاكم , في الوقت الذي شنت فيه فرقة من المظليين الأمريكيين غارة جوية شعواء لتتسبب في مقتل 18 مريضا كانوا داخل مستشفى للطب النفسي .
تاريخ إرهاب
التاريخ القريب والبعيد لأوروبا وامريكا تاريخ بشع من الناحية الإنسانية والأخلاقية إلى درجة لا تصدق , فهو طافح بالمذابح الجماعية الرهيبة , وبالتطهير العرقي الظالم والغريب أنهم يتناسون تاريخهم القريب الحافل بالاستعمار والمظالم وينسون تاريخهم البعيد الحافل بكل أنواع القسوة والوحشية التي تتجاوز الخيال الإنساني ولا يتورعون عن اتهام المسلمين بإيقاع المذابح والإرهاب . لقد قتلت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مائة مليون إنسان من الهنود الحمر ومازال إجرامهم مستمراً , فقد افتعلوا أكثر من 2300 نزاع مسلح حروب بين الدول بين عامي 1816 و2001م , وهي حروب كارثية مدمرة محلية وإقليمية وعالمية وقتلوا فيها حوالى مئات الملايين من البشر .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتقادات حادة للمنظمات الأممية والدولية
انتقادات حادة للمنظمات الأممية والدولية

اليمن الآن

timeمنذ 22 دقائق

  • اليمن الآن

انتقادات حادة للمنظمات الأممية والدولية

لغياب الشفافية والخضوع للحوثيين.. يمنيون ينتقدون المنظمات الدولية وجه يمنيون انتقادات حادة للمنظمات الأممية والدولية وطبيعة عملها في اليمن، معتبرين أن غياب الشفافية والتعامل مع الحوثيين أفقدا هذه المنظمات مصداقيتها وساهما في استمرار معاناة اليمنيين. ومن جهتها، حذّرت أكثر من 100 منظمة إغاثية أممية ودولية من تفاقم الوضع الإنساني لليمنيين، بسبب استمرار الصراع أكثر من عقد، في ظل زيادة الاحتياجات، وتراجع تمويل خطة الاستجابة الأممية من الداعمين. وأشارت نحو 116 منظمة، في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى أن العام الجاري قد يكون الأصعب بالنسبة لليمنيين والأسر الأكثر احتياجا. ونوهت بخطورة التراجع الحاد في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، وأثر ذلك على تقليص المساعدات الأساسية التي تصل إلى ملايين اليمنيين المحتاجين. وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، قد سلّط الضوء في إحاطة قدمها الأربعاء الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة خُصصت لمناقشة الملف اليمني، على العواقب الوخيمة جراء نقص التمويل وانعكاس ذلك على عمل عدد من المشاريع والبرامج الصحية والغذائية؛ ما سيؤثر على ملايين المستفيدين. وأعلنت الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، يوم الجمعة الماضي، تعديل خطتها الإغاثية في اليمن، خلال العام الجاري، جراء نقص التمويل العالمي، واكتفت بتخصيص 1.4 مليار دولار للوصول إلى 8.8 مليون شخص، بانخفاض يصل إلى نحو أكثر من 50% من خطة الاستجابة الإنسانية الأصلية. *نهب المساعدات* ووجه مصدر يمني يرأس منظمة حقوقية محلية انتقادات للمنظمات الدولية، وقال لـ"إرم نيوز" إن "70 إلى 80% من أموال المساعدات الإنسانية تُنهب وتُسرق وتتقاسمها تلك المنظمات الدولية مع الحوثيين". وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "الهدف من مثل هذه الأرقام والإحباطات هو الضغط على المانحين لضخ أموال تمكن المنظمات الدولية والأممية من استمرار استثمارها في ضحايا النزاعات المسلحة خصوصا بعد توقف الدعم الأمريكي وتقلص الدعم الأوروبي". وأكد المصدر أنه "لن يكون لأي استجابات تمويلية أي أثر على المستفيدين المفترضين في اليمن، مهما بلغ حجم التمويلات"، لافتا إلى استمرار تدهور الوضع الإنساني لليمنيين رغم عشرات مليارات الدولارات التي أُعلن عن إنفاقها باسم العمل الإنساني، بحسب قوله. وأشار إلى أنه "لا تمتلك أي منظمة دولية الحق في تمويل أي منظمة محلية سواء في عدن أو صنعاء لتوزيع مواد غذائية وإغاثية إلا بعد أخذ الموافقة من قبل الحوثيين، الذين يملون عليهم توجيه الدعم إلى أي منظمة ومنعها عن أي جمعية". وأكد أن "أكثر من ثلثي اليمنيين الذين يعانون فقرا شديدا، يعيشون على التكافل الاجتماعي فيما بينهم وعلى الاكتفاء بالحد الأدنى في المعيشة، دون حصولهم على أي مساعدات". *حلول ترقيعية* بدوره، أشار المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عبد الرحمن برمان، إلى أن "المجتمع الدولي لم يعد يقدّم إغاثة كافية تتناسب مع حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون". وأضاف برمان، لـ"إرم نيوز": "بالرغم من أن هناك شحا كبيرا في ما يُقدَّم من مساعدات، إلّا أن ما يُقدَّم عبارة عن جزء بسيط جدا منها لسد الاحتياجات الفعلية، بسبب تُعرقل عملية وصول هذه المساعدات، فضلًا عن مصادرتها خصوصا من قبل الحوثيين". وبحسب برمان، فإن "الأمم المتحدة تقدم حلولًا ترقيعية، بل على العكس، ما تقوم به يسهم في عملية موت بطيء لليمنيين". وانتقد ما وصفه بـ"التعامل الناعم" للأمم المتحدة مع الجماعات المسلحة، وخصوصا ميليشيا الحوثيين، على أنها أمر واقع. وتابع برمان: "كان من المفترض أن يقف المجتمع الدولي موقفا جادا ضد الجماعات المسلحة، وأن يُجبرها على إلقاء السلاح، لا أن يتعامل معها". وأكد برمان ضرورة حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة والجيش النظامي، والتوجه نحو حل سياسي شامل. *غياب الشفافية* من جهته، دعا الكاتب الصحفي والباحث الحقوقي همدان العليي، إلى ترسيخ مبدأ الشفافية في العمل الإغاثي، مطالبا المنظمات الأممية والدولية بإطلاع اليمنيين على كشوفات دقيقة توضح كيفية صرف أموال المساعدات. وأكد العليي، لـ"إرم نيوز": "يجب أن تكون هناك شفافية في العمل الإغاثي، لاسيما أن اليمنيين أصبحوا اليوم لا يثقون بمصداقية هذه المنظمات، التي تتلقى أموالًا طائلة عبارة عن منح لمساعدة اليمنيين وباسم اليمنيين، لكن في نهاية الأمر لا يوجد أثر ملموس وواضح لتلك الأموال". وأشار العليي إلى أن "المنظمات الدولية والأممية العاملة في اليمن، لا تقوم ببذل أي جهود أو تنفذ مشاريع في الجانب التنموي، بمعنى المشاريع التي تتجاوز فكرة تقديم السلال الغذائية، وتسهم في تحسين أوضاع المواطنين بشكل دائم، من خلال خلق فرص عمل وما شابه ذلك، والعمل على إشراك الناس في تحديد احتياجاتهم". يذكر أن كبار المسؤولين الإنسانيين لمساعدة اليمن يعتزمون في وقت لاحق اليوم الأربعاء عقد الاجتماع السابع في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في محاولة جديدة منهم لحشد الدعم المالي اللازم لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.

الاتحاد الأوروبي يخصص 90.624 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن
الاتحاد الأوروبي يخصص 90.624 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

الاتحاد الأوروبي يخصص 90.624 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن

أعلنت المفوضية الأوروبية، الأربعاء/ تخصيص مبلغ 80 مليون يورو، اي ما يعادل نحو (624. 90 مليون دولار) كمساعدات إنسانية عام 2025، لدعم الفئات الأكثر احتياجا في اليمن. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان، إن هذه المساعدات ستنفذ عبر شركاء الاتحاد الأوروبي الإنسانيين ومن بينهم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الذين يواصلون تقديم الإغاثة للفئات الأكثر تضررا من النزاع والنزوح والأزمات المناخية المتكررة. وأشارت إلى أن البرامج الإنسانية ستتضمن تقديم خدمات الحماية بما في ذلك إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها لحماية المدنيين وتعزيز سلامتهم. وتزامن الإعلان مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن الذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، حاجة لحبيب، إلى جانب عدد من ممثلي الدول والجهات المانحة.

مسير مسلح بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة لتأكيد الجهوزية والبراءة من الخونة والعملاء
مسير مسلح بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة لتأكيد الجهوزية والبراءة من الخونة والعملاء

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ ساعة واحدة

  • وكالة الأنباء اليمنية

مسير مسلح بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة لتأكيد الجهوزية والبراءة من الخونة والعملاء

صنعاء - سبأ : شهدت مديرية الوحدة في أمانة العاصمة صنعاء ،اليوم، مسيراً شعبياً مُسلَّحاً، إسناداً لغزة والشعب الفلسطيني، وإعلاناً للبراءةً من الخونة والعملاء، والنفير والجهوزية لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني. وردد المشاركون في المسير الذي انطلق من شارع حدة، مروراً بشوارع مقديشو، الأمم المتحدة، نواكشط، الجزائر، وصولاً إلى الحي السياسي، هتافات الغضب والاستنكار لتصعيد العدو الصهيوني جرائمه في غزة. وأكدوا أن تخاذل الأنظمة العميلة لن يثني الأحرار عن مواصلة درب الجهاد والوقوف مع المقاومة في معركة الحرية والكرامة، مباركين قرار القوات المسلحة اليمنية بالحظر البحري على ميناء "حيفا"، رداً على تصعيد العدو الصهيوني على غزة، واستمراره في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع وتشديد الحصار الجائر غير المسبوق. وجدد أبناء مديرية الوحدة، تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والتأكيد على الموقف الثابت والمبدئي في نُصرة الشعب الفلسطيني المسلم حتى تحرير كامل أرض فلسطين. وأعلنوا دعمهم الكامل للقوات المسلحة والقوة الصاروخية والجوية والبحرية بالمال والرجال، وتفعيل وثيقة الشرف القبلي والبراءة والتصدي لكل الخونة والعملاء جواسيس الصهاينة والأمريكان. وأكد مدير المديرية سامي حُميد ومسؤول التعبئة عبدالله الظرافي، صلابة موقف الشعب اليمني، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ونصرته بكل الوسائل والخيارات، والجهوزية الكاملة لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني، مهما كانت التحديات والتضحيات. وجدّد المشاركون، التأكيد على مواصلة النفير العام والتحشيد للالتحاق بدورات "طوفان الأقصى"، اسناداً لغزة وكل فلسطين والتصدي لكل المؤامرات والمخططات العدوانية والإجرامية التي تستهدف الشعب اليمني ومقدراته. شارك في المسير، وحدات عسكرية رمزية، وقيادات محلية وتنفيذية ومسؤولو التعبئة بالأحياء وخريجو دورات "طوفان الأقصى" واللجان المجتمعية، ووجهاء وعُقَّال وشخصيات إجتماعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store