
بين تدمير غزَّة وقصف إيران... (إسرائيل) تلعب دور الضَّحيَّة بـ "سوروكا" لاستجداء التعاطف
غزة/ فلسطين أون لاين
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، فجر الخميس، إصابة مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع (جنوب البلاد) إصابة مباشرة بصاروخ أطلقته إيران، وفق الرواية الرسمية العبرية.
لكنّ طهران سارعت إلى نفي استهداف المستشفى بشكل مباشر، مؤكدة أن القصف الصاروخي الإيراني استهدف بدقة مركز قيادة واستخبارات تابع لجيش الاحتلال يقع بالقرب من المستشفى، وأن الأضرار التي لحقت بـ"سوروكا" ناتجة عن موجة الانفجار فقط.
وقال ناطق باسم المستشفى إن "سوروكا تعرض لأضرار واسعة في مناطق مختلفة من المبنى"، داعياً المواطنين إلى تجنب الحضور إلى المستشفى مؤقتاً. فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الأضرار طالت المبنى الجراحي القديم الذي أُخلي مسبقاً.
ويقع "سوروكا" في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، ويُعدّ أحد أكبر مستشفيات البلاد، وثالثها من حيث الحجم، ويشكل مركزاً أساسياً لعلاج جنود الاحتلال المصابين خلال العدوان المتواصل على غزة. وقد عالج المستشفى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 4189 جندياً إسرائيلياً مصاباً.
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم الصاروخي استهدف بدقة مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي الواقع بجوار مستشفى سوروكا، مشيرة إلى أن المنشأة العسكرية التي تضم آلاف الجنود وأنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية وأنظمة C4ISR تضررت بشكل مباشر، بينما تعرض مستشفى سوروكا لأضرار جانبية ناجمة عن موجة الانفجارات.
في المقابل، يرى مراقبون أن استخدام إسرائيل "الورقة الإنسانية" في هذه اللحظة، يهدف إلى تبرير تصعيد محتمل أو توسيع رقعة الحرب، عبر جرّ حلفائها الغربيين –وفي مقدمتهم واشنطن– إلى المواجهة مع إيران.
ويقول الكاتب والأكاديمي الإسرائيلي إيدان لاندو انتقد بسخرية رواية الاحتلال حول قصف مستشفى سوروكا، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تقتصر في عدوانها على قصف المستشفيات في غزة فحسب، بل طال المدارس والجامعات والمكتبات والبيوت البلاستيكية وخزانات المياه، وحتى سيارات الإسعاف، معبراً عن أمله أن الإيرانيين لم يسمعوا عن هذا كله.
في السياق نفسه، ندد الناشط الإسرائيلي يوآف غروفايس عبر منصة "إكس" بتبرير بعض الإسرائيليين لقصف مستشفيات غزة، معتبراً أن رد الفعل الغاضب على قصف مستشفى داخل إسرائيل يكشف ازدواجية المعايير، مشبهاً الموقف بلاعب يظلم باستمرار، لكنه حين يُلمس يختلق الأعذار ويصرخ "خطأ!".
يأتي ذلك رغم أن إسرائيل نفسها نفّذت عشرات الضربات الجوية المباشرة على مستشفيات ومراكز طبية في قطاع غزة وإيران، ما يجعل روايتها موضع شك في نظر منظمات حقوقية دولية.
فمنذ بدء عدوانها على إيران فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، استهدفت إسرائيل بشكل مباشر أكثر من منشأة طبية، بينها مستشفى أطفال في طهران، ومبنى الهلال الأحمر الإيراني، ومستشفى الفارابي في كرمنشاه، وفق بيانات رسمية إيرانية وتغطيات إعلامية محلية.
سجل دموي ضد المستشفيات
وفي قطاع غزة، دمرت إسرائيل معظم المستشفيات، خصوصاً في شمال القطاع، وقتلت وأصابت واعتقلت العديد من أفراد الطواقم الطبية والإسعاف. كما منعت عبر المعابر إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ورفضت السماح للجرحى بالخروج لتلقي العلاج بالخارج، ما تسبب بانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية.
ويقدّر عدد الشهداء والجرحى في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بـنحو 186 ألف فلسطيني، بينهم عشرات آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وفق وزارة الصحة بغزة.
ويعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد تدمير مساكنهم بالكامل، في وقت تواصل فيه إسرائيل ارتكاب مجازر يومية في مناطق النزوح ومحيط نقاط المساعدات، وسط تحذيرات أممية من مجاعة كارثية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 3 ساعات
- فلسطين أون لاين
مرداوي: اقتحامات الأقصى استغلال للموقف العربيِّ والإسلاميِّ الهزيل
الضفة الغربية/ فلسطين أون لاين حذّر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمود مرداوي، من خطورة التصعيد الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك، ومن استمرار مجازر الهدم في الضفة الغربية، مؤكداً أن هذه الانتهاكات لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني. وفي تصريح صحفي، الخميس، قال مرداوي إن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وآخرها بقيادة المتطرف "يهودا غليك" وقيام مئات المستوطنين بطقوس تلمودية وسجود داخل باحاته، تُعد انتهاكاً صارخاً لقدسية المسجد، واستغلالاً لحالة التخاذل العربي والإسلامي تجاه ما يجري في القدس. وأشار إلى أن ما يجري في الضفة الغربية، لاسيما في محافظتي جنين وطولكرم، من عمليات هدم ممنهجة يرقى إلى مستوى "مجازر تهجير قسري" تصبّ في إطار مخططات الضم وتفريغ الأرض من سكانها. وأضاف مرداوي: "هذه الجرائم لن تنال من عزيمة شعبنا، بل ستزيده إصراراً على المضي في درب الحرية حتى انتزاع حقوقه المشروعة"، مؤكداً أن مشاريع الاحتلال ستفشل أمام صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني. ودعا مرداوي شعوب العالم، والمؤسسات الدولية، إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما دعا جماهير الضفة والقدس إلى الوحدة والتكاتف والتصدي لاعتداءات المستوطنين، لإفشال مخططات الاحتلال على الأرض. وكان قد اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك وأدوا طقوسًا تلموديًا في باحاته، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، بعد إغلاقه تزامنًا مع الهجوم والعدوان على إيران الجمعة الماضية وحتى أمس الأربعاء، حيث أعلنت عن فتح أبواب بالمسجد الأقصى بشروط وقيود مشددة. ووضعت سلطات الاحتلال قيودًا وشروطًا مشددة، وذلك بالسماح بدخول 400–450 شخص فقط للأقصى، بعد إعادة فتحه بشكل جزئي، وسط استمرار القيود المشددة بحجة 'الوضع الأمني الراهن'. وأطلق ناشطون مقدسيون دعوات واسعة لأهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل للتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك، والمشاركة في الرباط ، وذلك بعد أن أعادت قوات الاحتلال فتح أبوابه مساء أمس، عقب إغلاق دام 6 أيام. وأكدت الدعوات الشعبية أهمية التوجه المكثف إلى الأقصى بعد إعادة فتحه، وأداء الصلوات فيه، باعتبار ذلك خطوة عملية لمواجهة إجراءات الاحتلال، وكسر محاولاته لعزل المسجد عن محيطه الشعبي والديني. وشدد الناشطون على أن الرباط في الأقصى في هذا التوقيت الحرج يمثل صموداً شعبياً في وجه التصعيد الاحتلالي، ورسالة واضحة بأن المسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه، مهما كانت الظروف والتحديات.


فلسطين أون لاين
منذ 5 ساعات
- فلسطين أون لاين
بين تدمير غزَّة وقصف إيران... (إسرائيل) تلعب دور الضَّحيَّة بـ "سوروكا" لاستجداء التعاطف
غزة/ فلسطين أون لاين أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، فجر الخميس، إصابة مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع (جنوب البلاد) إصابة مباشرة بصاروخ أطلقته إيران، وفق الرواية الرسمية العبرية. لكنّ طهران سارعت إلى نفي استهداف المستشفى بشكل مباشر، مؤكدة أن القصف الصاروخي الإيراني استهدف بدقة مركز قيادة واستخبارات تابع لجيش الاحتلال يقع بالقرب من المستشفى، وأن الأضرار التي لحقت بـ"سوروكا" ناتجة عن موجة الانفجار فقط. وقال ناطق باسم المستشفى إن "سوروكا تعرض لأضرار واسعة في مناطق مختلفة من المبنى"، داعياً المواطنين إلى تجنب الحضور إلى المستشفى مؤقتاً. فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الأضرار طالت المبنى الجراحي القديم الذي أُخلي مسبقاً. ويقع "سوروكا" في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، ويُعدّ أحد أكبر مستشفيات البلاد، وثالثها من حيث الحجم، ويشكل مركزاً أساسياً لعلاج جنود الاحتلال المصابين خلال العدوان المتواصل على غزة. وقد عالج المستشفى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 4189 جندياً إسرائيلياً مصاباً. وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم الصاروخي استهدف بدقة مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي الواقع بجوار مستشفى سوروكا، مشيرة إلى أن المنشأة العسكرية التي تضم آلاف الجنود وأنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية وأنظمة C4ISR تضررت بشكل مباشر، بينما تعرض مستشفى سوروكا لأضرار جانبية ناجمة عن موجة الانفجارات. في المقابل، يرى مراقبون أن استخدام إسرائيل "الورقة الإنسانية" في هذه اللحظة، يهدف إلى تبرير تصعيد محتمل أو توسيع رقعة الحرب، عبر جرّ حلفائها الغربيين –وفي مقدمتهم واشنطن– إلى المواجهة مع إيران. ويقول الكاتب والأكاديمي الإسرائيلي إيدان لاندو انتقد بسخرية رواية الاحتلال حول قصف مستشفى سوروكا، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تقتصر في عدوانها على قصف المستشفيات في غزة فحسب، بل طال المدارس والجامعات والمكتبات والبيوت البلاستيكية وخزانات المياه، وحتى سيارات الإسعاف، معبراً عن أمله أن الإيرانيين لم يسمعوا عن هذا كله. في السياق نفسه، ندد الناشط الإسرائيلي يوآف غروفايس عبر منصة "إكس" بتبرير بعض الإسرائيليين لقصف مستشفيات غزة، معتبراً أن رد الفعل الغاضب على قصف مستشفى داخل إسرائيل يكشف ازدواجية المعايير، مشبهاً الموقف بلاعب يظلم باستمرار، لكنه حين يُلمس يختلق الأعذار ويصرخ "خطأ!". يأتي ذلك رغم أن إسرائيل نفسها نفّذت عشرات الضربات الجوية المباشرة على مستشفيات ومراكز طبية في قطاع غزة وإيران، ما يجعل روايتها موضع شك في نظر منظمات حقوقية دولية. فمنذ بدء عدوانها على إيران فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، استهدفت إسرائيل بشكل مباشر أكثر من منشأة طبية، بينها مستشفى أطفال في طهران، ومبنى الهلال الأحمر الإيراني، ومستشفى الفارابي في كرمنشاه، وفق بيانات رسمية إيرانية وتغطيات إعلامية محلية. سجل دموي ضد المستشفيات وفي قطاع غزة، دمرت إسرائيل معظم المستشفيات، خصوصاً في شمال القطاع، وقتلت وأصابت واعتقلت العديد من أفراد الطواقم الطبية والإسعاف. كما منعت عبر المعابر إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ورفضت السماح للجرحى بالخروج لتلقي العلاج بالخارج، ما تسبب بانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية. ويقدّر عدد الشهداء والجرحى في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بـنحو 186 ألف فلسطيني، بينهم عشرات آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وفق وزارة الصحة بغزة. ويعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد تدمير مساكنهم بالكامل، في وقت تواصل فيه إسرائيل ارتكاب مجازر يومية في مناطق النزوح ومحيط نقاط المساعدات، وسط تحذيرات أممية من مجاعة كارثية.


معا الاخبارية
منذ 9 ساعات
- معا الاخبارية
طهران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها شريك في الحرب
طهران- معا- اتهمت إيران، اليوم الخميس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها "شريك" في الحرب العدوانية الإسرائيلية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت قرارا في 12 حزيران/يونيو يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها في الملف النووي ودعا الى حلّ عاجل لـ"إصلاح هذه المسألة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في منشور على إكس، متوجها إلى المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، "لقد جعلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريكا في هذه الحرب العدوانية الظالمة".