
حرائق اللاذقية بين الكارثة البيئية والتهديد الإرهابي.. تنظيم "سرايا أنصار السنة" يعلن مسؤوليته عن الحرائق
للمزيد عن.. سرايا أنصار السنة في سوريا
مضمون إعلان التنظيم: الحريق كأداة حرب طائفية
في بيان مصوّر نشرته مؤسسة "دابق" الإعلامية، مساء السبت 5 يوليو 2025، أعلن تنظيم "سرايا أنصار السنة" مسؤوليته عن إشعال الحرائق التي اندلعت في غابات منطقة القسطل بريف اللاذقية يوم 8 محرم. البيان حمل لهجة دعائية متطرفة، واعتبر ما حدث "نصرًا إلهيًا"، متباهياً بقدرة عناصره على التسبب في أضرار ميدانية وإنسانية واسعة، من خلال وسائل غير تقليدية لا تتطلب مواجهات مباشرة أو قتال مسلح، بل تعتمد على التخريب البيئي كوسيلة ضغط وإرباك.
وأشار التنظيم في بيانه إلى أن إشعال الحرائق أدى إلى تمدد النيران نحو مناطق جديدة، ما تسبب بنزوح عدد من المدنيين، الذين وصفهم البيان بـ"النصيرية"، في إشارة طائفية مباشرة إلى أبناء الطائفة العلوية. ولم يتوقف البيان عند إعلان المسؤولية، بل ذهب إلى الإشادة بنتائج الحريق، مؤكدًا أن بعض المدنيين تعرضوا للاختناق نتيجة انتشار الدخان واقتراب ألسنة اللهب من منازلهم. هذا التوصيف لا يترك مجالًا للشك في نية التنظيم استخدام الكارثة كوسيلة لمعاقبة طائفة بعينها، وهو ما يدخل في إطار ما يمكن وصفه بجرائم كراهية منظمة.
البيان يكشف عن وجه جديد للإرهاب في المنطقة، حيث لم يعد يعتمد على الهجمات المسلحة أو التفجيرات، بل بات يوسّع من أدواته لتشمل استهداف البيئة والموارد الطبيعية والمناطق السكنية عبر الحرائق المتعمدة. ويعد هذا التصعيد امتدادًا لنهج سبق أن اتبعته تنظيمات كداعش وجبهة النصرة، التي كثيرًا ما ربطت عملياتها بأبعاد طائفية، مستهدفة المجتمعات المتنوعة دينيًا ومذهبيًا بهدف تفتيتها وإشعال الفتن الأهلية.
الدلالات الأمنية والسياسية لإعلان "سرايا أنصار السنة" :
إعلان "سرايا أنصار السنة" مسؤوليتها عن إشعال الحرائق في ريف اللاذقية لا يُعد مجرد بيان دعائي عابر، بل يمثل تحوّلاً نوعيًا في أساليب عمل الجماعات الإرهابية. فبدلًا من العمليات التفجيرية أو الهجمات المسلحة التي اعتاد عليها الرأي العام، تتجه هذه التنظيمات نحو استخدام أدوات غير تقليدية، تعتمد على إحداث تأثير بيئي ونفسي طويل الأمد. هذا الإعلان يطرح عدة دلالات أمنية وسياسية خطيرة لا بد من التوقف عندها وتحليل أبعادها:
1. تحوّل في أدوات الإرهاب:
يشير بيان الجماعة إلى استخدام الحرائق كوسيلة بديلة عن العمليات المسلحة المباشرة، ما يعكس تحوّلًا استراتيجيًا في أدوات الإرهاب. فبدلاً من استهداف التجمعات الأمنية أو الحواجز العسكرية، أصبح بالإمكان التسبب بكارثة إنسانية واقتصادية عبر إشعال النار في الغابات والمزارع، بما يؤدي إلى تهجير السكان، وتدمير البنية البيئية، واستنزاف قدرات الدولة في الإطفاء والإغاثة.
هذا التحول يعكس قدرة الجماعات الإرهابية على التكيف مع التغيرات الميدانية، واختيار أدوات أقل تكلفة ميدانيًا وأكثر تأثيرًا نفسيًا على المدنيين. كما يشير إلى وعي هذه الجماعات بأهمية الأثر الرمزي والعملي لتخريب البيئة، باعتبارها عنصرًا من عناصر الأمن القومي، خصوصًا في مناطق زراعية وسياحية كاللاذقية تعتمد على الغطاء الأخضر كمصدر للرزق والحياة.
2. رسالة طائفية مضمرة:
لم يخفِ التنظيم في بيانه الطابع الطائفي للعملية، مستخدمًا مصطلح "النصيرية" في وصف ضحاياه، وهو تعبير طائفي تحقيري يشير إلى أبناء الطائفة العلوية. هذه اللغة تكشف النية الحقيقية خلف إشعال الحرائق، إذ لا تهدف فقط إلى التخريب، بل إلى دفع سكان هذه المناطق للنزوح، في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي أو إشعال فتنة طائفية كامنة.
ما يزيد من خطورة هذه الرسالة هو أن ريف اللاذقية يضم مجتمعات مختلطة طائفيًا ومذهبيًا، ما يعني أن أي تصعيد من هذا النوع قد يؤدي إلى ردود فعل انتقامية، وزيادة التوترات بين المكونات المحلية، ما يفتح الباب أمام دوامات عنف جديدة. هذا الاستخدام المتعمد للحرائق كوسيلة "تطهير طائفي" صامت يشكّل تهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي الهش في تلك المناطق.
3. استغلال هشاشة الدولة وغياب الاستعداد
استفاد التنظيم من واقع التدهور الإداري والأمني في ريف اللاذقية، حيث تعاني الدولة من نقص كبير في قدرات الاستجابة السريعة للحرائق، وسوء في تجهيزات الدفاع المدني، إضافة إلى غياب خطط استباقية لحماية الغابات. هذا الضعف البنيوي مكّن الجماعة من تنفيذ مخططها التخريبي في منطقة حيوية دون أن تُرصد تحركاتها أو تُمنع الجريمة في مهدها.
الهجوم يكشف كيف باتت الجماعات الإرهابية تراقب عن كثب نقاط الضعف في جهاز الدولة، وتتحيّن اللحظة المناسبة لتوجيه ضربات رمزية قاسية دون تكلفة عسكرية تذكر. وبذلك، فإن الدولة تجد نفسها بين فكي كماشة: الخسارة البيئية من جهة، والانكشاف الأمني من جهة أخرى، ما يعمّق فجوة الثقة بين السكان والسلطات.
4. الإرهاب البيئي:
ما قامت به "سرايا أنصار السنة" يمثل نموذجًا واضحًا لما يُعرف بالإرهاب البيئي، أي استخدام الكوارث الطبيعية المصطنعة كوسيلة من وسائل القتال. هذا النمط من الإرهاب يتجاوز الأهداف العسكرية أو الأمنية التقليدية، ليطال مقومات الحياة الأساسية، كالهواء والماء والغابات، ويهدد الأمن البيئي ككل، ما يضع المجتمعات أمام نوع جديد من الحروب غير المتكافئة.
التعامل مع هذا النوع من التهديدات يتطلب مراجعة شاملة للعقيدة الأمنية، تشمل تدريب قوات خاصة لرصد ومنع هذه الأفعال، وتطوير وسائل إنذار مبكر في المناطق المعرضة للخطر، إضافة إلى إشراك المجتمع المحلي في منظومة الحماية البيئية. فالإرهاب البيئي لا يقتل فورًا، لكنه يخلّف آثارًا طويلة المدى على الصحة والاقتصاد والتماسك الاجتماعي.
للمزيد عن.. سرايا أنصار السنة في سوريا
عودة التنظيم في توقيت حساس
تُعد جماعة "سرايا أنصار السنة" واحدة من التشكيلات الجهادية ذات الخلفية السلفية المتطرفة، والتي يُعتقد أنها إما امتداد لأطياف من تنظيم القاعدة، أو أنها تشكلت نتيجة انشقاقات وانشطارات داخل الجماعات الجهادية الكبرى التي نشطت في سوريا خلال السنوات الماضية، مثل "جبهة النصرة" أو "داعش". وعلى الرغم من أن ظهور هذه الجماعة لم يكن واسع النطاق سابقًا، إلا أنها عُرفت بخطابها الطائفي الحاد، واعتمادها على نشر رسائل الكراهية والتحريض عبر وسائل إعلام بدائية ولكنها فعالة ضمن بيئات مشحونة.
ما يلفت الانتباه هو أن إعلان التنظيم عن مسؤوليته عن حرائق اللاذقية لم يأتِ في ظروف اعتيادية، بل في توقيت دقيق تمر فيه المنطقة الساحلية السورية بأزمات متداخلة. فالريف الغربي السوري يعاني من تدهور بيئي كبير، وشح في الموارد، وانكماش اقتصادي حاد نتيجة العقوبات وتراجع الإنتاج الزراعي. هذه البيئة المأزومة تشكل أرضًا خصبة للجماعات المتطرفة، التي تستغل الانهيارات المجتمعية والنفسية لتحقيق اختراقات سريعة، سواء عبر بث الرعب أو استقطاب أتباع جدد.
إن عودة "سرايا أنصار السنة" إلى الواجهة في هذا التوقيت تحمل دلالة استراتيجية، فهي ليست مجرد استعراض للقوة أو بيان معنوي، بل تعكس نية واضحة للدخول مجددًا على خط الأزمة السورية عبر أدوات جديدة، أقل تكلفة عسكريًا، وأكثر تأثيرًا مجتمعيًا. استخدامهم للحرائق كوسيلة لإحداث ضرر مركب – بيئي وإنساني وطائفي – يشير إلى تطور في التفكير التخريبي لهذه الجماعات، ويؤكد ضرورة التعامل معها ليس فقط كتهديد أمني مباشر، بل كفاعل يسعى لإعادة إنتاج الفوضى في الهامش، تمهيدًا لتوسيع حضوره في قلب المشهد السوري.
كيف توظّف التنظيمات الكوارث في خدمة خطابها؟
يعكس نشر بيان "سرايا أنصار السنة" عبر مؤسسة "دابق" الإعلامية عودة ملحوظة لنشاط القنوات الدعائية التابعة للتيارات الجهادية، بعد فترة من التراجع والانحسار الذي أعقب الهزائم الميدانية الكبرى لتنظيم داعش في سوريا والعراق. هذا الاستخدام الإعلامي ليس عفويًا، بل هو جزء من استراتيجية مدروسة تستثمر الكوارث – سواء كانت طبيعية أو مفتعلة – كمناسبات لإعادة بث الرسائل التحريضية، واستنهاض الحواضن الفكرية المحتملة، والتذكير بوجود التنظيم وقدرته على التأثير.
البيان الذي بثته "دابق" لم يأتِ في صيغة خبرية محايدة، بل صيغ بلغة تبشيرية تعبّر عن "الفرح بالنصر"، وتستحضر مفردات دينية تحفز الأتباع وتربط العمل التخريبي بمفاهيم الجهاد والانتصار الإلهي. هذا الأسلوب في الخطاب يُستخدم لرفع معنويات أنصار التنظيم، لا سيما في فترات التراجع والانكسار، كما أنه يهدف إلى الإيحاء بأن الجماعة ما زالت تمتلك زمام المبادرة وقادرة على إحداث الأذى للخصوم، ولو بوسائل غير تقليدية.
ولا يخفى أن عودة هذا النوع من الإعلام الجهادي تشكّل تهديدًا بحد ذاتها، إذ يسهم في إعادة تدوير الأفكار المتطرفة وترويج نماذج "العمليات الناجحة"، كما يعيد بناء شبكة التأثير الدعائي التي استخدمتها التنظيمات سابقًا في تجنيد المقاتلين وتبرير العنف. ومن هنا، فإن مواجهة هذا النوع من الخطاب لا يجب أن تكون أمنية فقط، بل إعلامية وثقافية أيضًا، عبر فضح التلاعب بالمصطلحات، وتفكيك المنطق الدعائي، وتقديم سرديات بديلة تفضح زيف "الانتصارات" التي يدّعيها هذا التيار.
الخاتمة: ما الذي يجب فعله؟
إعلان "سرايا أنصار السنة" مسؤوليتها عن حرائق اللاذقية يحوّل كارثة بيئية إلى حدث أمني من الدرجة الأولى. هذا يتطلب:
تحقيقًا عاجلًا من السلطات المحلية والدولية في صحة هذا الإعلان ومصدر الحريق.
تعزيز التنسيق الأمني بين الدفاع المدني والأجهزة الاستخباراتية لرصد النشاطات التخريبية في الغابات والمناطق الحساسة.
توسيع مفهوم مكافحة الإرهاب ليشمل حماية الموارد البيئية والبنية التحتية الحيوية.
مواجهة الخطاب الطائفي إعلاميًا وثقافيًا، لمنع إعادة إنتاج الكراهية التي تبرر الإرهاب.
إن الخطر الذي تمثّله جماعات كهذه لم يعد محدودًا بالسلاح التقليدي، بل بات يتسلل عبر الرياح والدخان وألسنة اللهب، ما يفرض على المجتمع الدولي إعادة النظر في خرائط التهديد ووسائل مواجهته.
للمزيد عن.. سرايا أنصار السنة في سوريا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 34 دقائق
- شفق نيوز
نزع سلاح العماليين.. لحظة تاريخية تبدأ الخميس في إقليم كوردستان
شفق نيوز - ترجمة خاصة حدد تقرير تركي، مسار عملية نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني (PKK) التي ستبدأ في مدينة السليمانية في اقليم كوردستان الخميس المقبل، في مراسم رمزية سيشرف عليها رئيس المخابرات التركية ابراهيم كالين، ويتابعها عن بعد الرئيس رجب طيب اردوغان، وهي عملية يفترض ان تستكمل في الخريف المقبل. وذكر تقرير لصحيفة " تركيا اليوم"، وترجمته وكالة شفق نيوز، أن عملية تدمير السلاح ستبدا خلال ايام، وتشارك فيها مجموعة رمزية عناصر حزب العمال الكوردستاني، خلال مراسم بين 10 و12 تموز/يوليو الحالي، وذلك في اطار مبادرة "تركيا خالية من الارهاب". وبعدما لفت التقرير الى بيان زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله وجلان في 27 فبراير/شباط والمؤتمر الذي عقده أعضاء الحزب والذي قرر حل الجماعة ونزع سلاحها، قال انه من المتوقع أن يقدم "عناصر الحزب" مشاهد لعملية القاء السلاح خلال "الحدث الاحتفالي" بين 10 و12 يوليو/تموز. واشار التقرير، الى ان المخابرات التركية، بقيادة كالين، ستراقب عملية نزع السلاح بأكملها، حيث سيتابع رئيس المخابرات التطورات عن كثب، ويقوم باطلاع الرئيس اردوغان بشمل منتظم على آخر التطورات. ونقل التقرير التركي، عن مصادر أمنية، قولها إن كالين قام مؤخرا بزيارة هكاري وقضاءي يوكسيكوفا وتشوكورجا التابعين لها، حيث عقد لقاءات مع محافظ هكاري علي جليك، وقائد الجيش الثاني الجنرال ليفنت ارغون، ومسؤولين عسكريين ومدنيين آخرين، تناولت بالتفصيل قضايا أمن الحدود مع العراق وايران وسوريا، والاجراءات المطبقة، والقواعد العسكرية في المنطقة. ولفت التقرير التركي، الى عملية تسليم السلاح تجري بالتنسيق بين جهات من تركيا والعراق وحكومة اقليم كوردستان. ونوه التقرير الى ان عمية تسليم السلاح سيتم تسجيلها وبثها تحت اشراف جهاز المخابرات التركي، بينما تمت دعوة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وكتاب مقالات من قِبل حزب الشعوب والمساواة والديمقراطية، المقرب من الكورد، للمشركة في المراسم. وتابع التقرير، أن "كل الاسلحة المنزوعة سيتم تسجيلها ولن تسمح تركيا بدخولها الى مخازن اي دولة اخرى، بينما ستواصل تركيا حربها ضد اعضاء التنظيمات الذين يرفضون تسليم اسلحتهم خلال هذه العملية". واضاف انه بموازاة عملية التسليم، فانه سيتم اخلاء سريع لمعسكرات العماليين في شمال العراق، مشيرا ايضا الى ان تم اتخاذ اجراءات للتعامل مع الاستفزازات خلال هذه العملية، بينما جرى تحديد اطار عمل لجنة من المعتقد انها ستشكل في البرلمان التركي. وخلص التقرير، إلى أن حزب الشعوب والمساواة والديمقراطية سيأتي بوفد من 20 كاتبا وممثلين عن منظمات غير حكومية واحزاب سياسية الى المنطقة لمتابعة ما يصفها بانها "خطوة تاريخية"، مؤكدا ان بامكان كل الاعلاميين متابعة الحدث "بوسائلهم الخاصة"، وهو ما سيجري بعلم الحكومة. وفي الختام، استعاد التقرير تصريحا لاردوغان اثناء عودته من زيارته الى اذربيجان، قال فيه ان قرار حزب العمال الكوردستاني بالقاء السلاح سيساهم في تسريع الجهود لتحقيق "تركيا خالية من الارهاب"، مضيفا ان "ازالة السلاح والدماء والدموع تماما من أجندة أمتنا، سيفتح ابواب جديدة امامنا"، كما اشار الى انه سيلتقي بوفد من حزب الشعوب والمساواة والديمقراطية لمناقشة الخطوات نحو تحقيق "هذا الهدف".


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 38 دقائق
- حزب الإتحاد الديمقراطي
دعوات دولية ومحلية للإفراج عن المعتقلات السياسيات في سجن قرجك الإيراني
أطلقت حملة 'الحرية لوريشة مرادي' نداءً أعربت فيه عن قلقها العميق حيال الأوضاع المأساوية التي تعاني منها المعتقلات السياسيات في سجن قرجك بمدينة ورامين، عقب نقلهن من سجن إيفين سيء الصيت. البيان أشار إلى أن السجينات محتجزات في زنازين الحجر الصحي، واصفاً الأوضاع داخل السجن بـ'القاسية واللاإنسانية'. وسلط البيان الضوء على حالة وريشة مرادي، التي تعاني من ظروف صحية حرجة، وعدم السماح لها بالحصول على العلاج رغم التوصيات الطبية. البيان حمل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلات، وطالب بتدخل عاجل من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلات السياسيات.


ساحة التحرير
منذ 42 دقائق
- ساحة التحرير
موسكو تحيي الذكرى الـ100 لميلاد المناضل باتريس لومومبا!
موسكو تحيي الذكرى الـ100 لميلاد المناضل باتريس لومومبا! أقامت جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو احتفالية بمناسبة الذكرى الـ100 لميلاد المناضل السياسي وأول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو الديمقراطية، باتريس لومومبا. حضر الاحتفالية سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية في موسكو، إيفان نغيمبي ، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية، ورئيس جامعة الصداقة بين الشعوب، فلاديمير فيليبوف، ورافق الحضور طلاب أفارقة وأعضاء من السلك الدبلوماسي لجمهورية الكونغو. افتتحت الاحتفالية بوضع أكليل من الزهور على النصب التذكاري لباتريس لومومبا في حرم الجامعة، ونوه المحتفلون إلى أهمية العلاقات بين روسيا ودول إفريقيا، وأن روسيا وإفريقيا تعتبران طرفان أساسيان في بناء عالم متعدد الأقطاب. ورافق الاحتفال فقرات موسيقية قدمها طلاب الجامعة، تم خلالها تقديم الأغنية الشعبية الروسية 'بوروشكل' على إيقاعات الطبول الإفريقية، وزيّنت فرقة 'رادوغا' الغنائية من مدغشقر الحفل بأغان باللغة الفرنسية. واحتفالا بهذه الذكرى أيضا أصدرت جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو كتابا بعنوان ' باتريس لومومبا: القصة غير المكتملة لحياة قصيرة'، تم تقديم نسخة منه لسفير الكونغو في روسيا. من جهته قال كونستانتين موغيليفسكي، نائب وزير العلوم والتعليم العالي في الاتحاد الروسي: 'هناك أناس تستمر حياتهم بعد الموت. باتريس لومومبا هو بالتأكيد واحد منهم. تستمر حياته لأن أعماله تخلّد في ذاكرة بلده'. وجاء في منشور على صفحة الجامعة على تليغرام:' سعى الزعيم الكونغولي جاهدا من أجل الحرية، ومن أجل أن تتاح لشعبه فرصة التطور واتخاذ القرارات بما يخدم مصالح وطنه. كان يؤمن بأن المعرفة والاستقلالية هما أساس مستقبل كل إنسان.. أُعيد اسم باتريس لومومبا إلى جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا بقرار من المجلس الأكاديمي لجامعة الصداقة بين الشعوب (RUDN) بعد القمة الروسية الإفريقية الثانية.. ويرتبط اسمه مع قيم الجامعة بالانفتاح والاحترام وتكافؤ الفرص للوصول إلى النجاح'. وباتريس لومومبا هو مناضل كونغولي ذو ميول اشتراكية، أصبح أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو ما بين آخر أيام الاحتلال البلجيكي لبلاده وأول أيام الاستقلال. ولد لومومبا في الثاني من يوليو عام 1925 في قرية أونالوا بمقاطعة كاساي، في عام 1936، أُرسل إلى مدرسة تبشيرية كاثوليكية، وفي سن الثالثة عشرة، انتقل لومومبا إلى مدرسة بروتستانتية، حيث التحق بدورات لتدريب المسعفين. في سن الثامنة عشرة انتقل لومومبا إلى ستانليفيل (كيسانغاني حاليا)، حيث عمل كعامل بريد، وهناك زار المكتبة العامة، حيث درس الفلسفة والاقتصاد السياسي والتاريخ بشكل مستقل، ولتحسين مهاراته في القراءة والكتابة، التحق لومومبا بدورات في الفرنسية بالمراسلة، وأتقن عدة لغات وبدأ بكتابة المقالات والقصائد للمجلات الكونغولية. عام 1955 انضم لومومبا إلى الحزب الليبرالي البلجيكي، داعيا إلى تطوير الشراكات بين الأفارقة والأوروبيين. وفي العام نفسه، وبعد عام دُعي للانضمام إلى مجموعة كونغوليين في رحلة تعريفية إلى بلجيكا. ومع ذلك، عند عودته من بروكسل، أُلقي القبض عليه بتهمة اختلاس أموال من مكتب البريد وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين، خُفّفت لاحقا إلى 11 شهرا. وبعد خروجه من السجن وفي عام 1958، أصبح لومومبا أحد مؤسسي ورئيس الحزب الوطني 'الحركة الوطنية للكونغو'، الذي كان يهدف إلى تحقيق الاستقلال الفوري للكونغو، دون أي شروط، وفي في 23 يونيو 1960 شكّل لومومبا أول حكومة منتخبة في بلاده، وحرص على أن تضم حكومته كل القوي الوطنية وأصدر عدة قرارات عشية استقلال البلاد لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شؤون البلاد. بعد أيام قليلة من إلقاء لومومبا خطابه في يوم الاستقلال في 30 يونيو/حزيران 1960، بدأ البلد في الانهيار. ووقع تمرد مسلح، ثم انفصلت مقاطعة كاتانغا الغنية بالمعادن في يوليو/تموز. وأرسلت بلجيكا قوات إلى كاتانغا، ثم طلبت الكونغو المساعدة من الأمم المتحدة، وعلى الرغم من إرسالها قوات حفظ السلام، فإنها لم تنشرها في كاتانغا. لذلك، لجأ لومومبا إلى الاتحاد السوفياتي للمساعدة، وهو ما أثار قلق بلجيكا والولايات المتحدة. ويوم 17 يناير 1961، تم نقل لومومبا واثنين من مساعديه، جوزيف أوكيتو وموريس مبولو، إلى كاتانغا بالطائرة، حيث قام الجنود بضربهم وتعذيبهم في أثناء الرحلة وفي وجهتهم. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أُعدم الثلاثة في كاتانغا رميا بالرصاص تحت إشراف بلجيكي. المصدر: وكالات روسية 03.07.2025