logo
نيتنياهو بين دبلوماسية الإدانة والمهمة الروحية!وليد عبد الحي

نيتنياهو بين دبلوماسية الإدانة والمهمة الروحية!وليد عبد الحي

ساحة التحريرمنذ يوم واحد
نيتنياهو بين دبلوماسية الإدانة والمهمة الروحية!
وليد عبد الحي
في لقاء تلفزيوني (القناة i24) قال نيتنياهو ما نصه ' انه في مهمة تاريخية وروحية وانه بالتأكيد متمسك 'جدا' برؤية اسرائيل الكبرى'…فرد عليه العرب 'بالادانة'.
للتذكير فقط بدأ الموضوع بوعد بلفور، ثم أقرته الامم المتحدة في قرار رقم 181 في نوفمبر 1947 بالاعتراف بتقسيم فلسطين الى دولة عربية شملت الضفة الغربية وغزة واغلب الجليل وامتداد بما يعادل مساحة قطاغ غزة في النقب وحتى حدود بئر السبع، والباقي هو دولة اسرائيل، لكن الحركة الصهيونية اخذت الجليل بكامله والنقب كله، وادان العرب ذلك التصرف.وفي عام 1967 اكملت الصهيونية مشروعها باحتلال فلسطين واجزاء من مصر وسوريا ولبنان لاحقا..وأدان العرب ذلك من 'امام حجاب'اما 'ما وراء الحجاب فشيء آخر. ثم اعلن ترامب ضم القدس في رئاسته الاولى ،فادان العرب الضم مرة اخرى.
ومع تصريح نيتنياهو ندخل مرحلة جديدة لا بد من ربطها مع مؤشرات أخرى لتتكامل الصورة:
أ‌- تصريح ترامب بأن اسرائيل منطقة ضيقة وتحتاج لمزيد من الأراضي او العقار بلغة ترامب.
ب‌- تصريح ترامب عن 'ريفيرا غزة' وتفسيرات سفيره في اسرائيل لذلك.
ت‌- عشرات التصريحات من بن غافير وسموتريتش وجالانت …الخ عن تهجير فلسطيني الداخل.
لقد تحدث نيتنياهو بلهجة 'رسولية' ، فهو في مهمة روحية' ينفذ امر الله' وهو ايضا ' في مهمة تاريخية' يكمل فيها تنفيذ امر ارض الميعاد' ووضع حدودا لمهمته في انجاز 'اسرائيل الكبرى'.
وثمة مفهومان لاسرائيل الكبرى في الادبيات الصهيونية المعاصرة ، الاول وهو المفهوم التاريخي الذي يتبناه اليمين الاسرائيلي الديني والذي يعني فلسطين وجوارها المباشر لتكون دولة اسرائيل بين نهر النيل ونهر دجلة، والعلم الاسرائيلي يوضحها، فنجمة داود تقع بين خط ازرق فوقها –وهو النيل – وخط ازرق تحتها –وهو دجلة'، بهذا يكون تعبير اسرائيل الكبرى هو تعبير 'جيوسياسي ديني '. لكنه في جوهره مشروع جيواستراتيجي أمني.
اما المفهوم الثاني لاسرائيل الكبرى فهو المفهوم 'الجيواقتصادي' والذي تبناه الثنائي اسحق رابين(وشرحه مطولا) ومعه شيمون بيريز 'الشرق الاوسط الجديد'، على
ان تكون اسرائيل هي 'قلب' هذه الكتلة الجيواقتصادية
ويشير المسار منذ 1979 الى الآن ان مشروع اسرائيل الكبرى بمضمونه الجيواقتصادي يتوارى تدريجيا لصالح توظيفه لخدمة المشروع الجيوسياسي الذي يجعل من اولوية الامن تعلو اي اولوية أخرى او تُطوعها لصالحه، فتفريغ السكان من فلسطين، والتمدد الجغرافي والسيطرة على مصادر المياه والغاز ، واحتلال كل منطقة استراتيجية مجاورة ، ومنع مشاركة قوى واقليمية عربية او اسلامية في جني اية مكاسب لها في المنطقة، كلها مؤشرات على اولوية الجيوسياسي على غيره، كل ذلك هزم المشروع الجيواقتصادي لاسرائيل الكبرى، بدليل ان انصاره الآن في الكنيسيت لا يملأون الا مقاعد محدودة للغاية من القوى الصهيونية، ذلك يعني ان المشروع الجيوسياسي له الاولوية وعلى المشروع الجيواقتصادي ان يخدم المشروع الجيوسياسي الامني لا العكس
ماذا يعني ذلك؟
الرد على المشروع الصهيوني الجيوسياسي والجيوأمني، يستلزم ردا جيوسياسية امنيا واضحا، وليس الانضمام العربي الى القيادة المركزية الامريكية(سينتكوم) مع اسرائيل لتسهيل التعاون الامني العربي الاسرائيلي وتقاسم الاعباء معها بخاصة بعد نقل اسرائيل من تبعيتها للقيادة الاوروبية(يوكوم)، وهو ما يعزز آليات المشروع الجيوسياسي الاسرائيلي الامريكي في المنطقة ، فتترابط حلقات القوات الامريكية والاسرائيلية بالمشروع الابراهيمي لنكون جزءا من التطويق الغربي للمشاريع الصينية الروسية الايرانية ، ويكفي ان نذكر ان انشاء القيادة الامريكية المركزية تم عام 1983 بعد اربعة اعوام من الغزو 'السوفييتي 'لافغانستان، وقيام الثورة الايرانية ، وفي عام 2004 تم نقل سوريا ولبنان لمجال عمل القيادة المركزية، والا كيف نفسر الادوار التي توزعت على دول المنطقة في المواجهة الامريكية الاسرائيلية مع ايران في الايام ال12 في يوليو الماضي؟
ان فراغ المنظور العربي من الابعاد الجيوسياسية والجيوأمنية لا تملأه بيانات الإدانة والتي لا توليها اسرائيل أدنى اهتمام،ان المهمة الروحية والتاريخية التي تتراءى لنيتنياهو، تحتاج لمهمة 'عربية روحية وتاريخية' مقابلة لا خنقها بدس قطن الابراهيمية في حلقها.
والاغرب في الدبلوماسية العربية انها تروج لمنافع السلام 'ومللنا الحروب..الخ' من ناحية، لكنها من ناحية اخرى هي التي تقف في المراتب الاولى عالميا في نسبة الانفاق العسكري الى اجمالي الناتج المحلي ، ولا أجد لذلك اي تفسير الا انه الرغبة في السلام مع اسرائيل للتفرغ للمهام الامنية الاخرى التي تخدم اسرائيل والمشروع الامريكي ضمن المنظور الجيوسياسي أمني.
ها هو نيتنياهو يمهد الارض لتهجير غزة ،وتهجير الضفة الغربية(قسرا وطوعا)،ويعيد هندسة سوريا جغرافيا وسكانيا، ويصر على اجتثاث أية مقاومة له في اية بقعة عربية، ويقف الاتجاه التاريخي الأعظم للدبلوماسية العربية المعاصرة الى جواره…وأتمنى من كل عربي ان يعود لمقال وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي جدعون ساعر(قبل عشر سنوات تماما) والذي ترجمته كاملا ونشرته واشرت له مرارا على صفحتي هذه بتاريخ 4 يناير 2025 وهو:
Gideon Sa'ar and Gabi Siboni-Farewell to Syria-INSS.no.754.oct.13.2015
فما يقوله ساعر في هذا المقال تأكيد قاطع على أولوية المشروع الجيو سياسي الاسرائيلي الامريكي وتوظيف المشروع الجيو اقتصادي لخدمته.
‎2025-‎08-‎15
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الأمن القومي الاسرائيلي يهدد البرغوثي داخل زنزانته
وزير الأمن القومي الاسرائيلي يهدد البرغوثي داخل زنزانته

الزمان

timeمنذ 7 ساعات

  • الزمان

وزير الأمن القومي الاسرائيلي يهدد البرغوثي داخل زنزانته

القدس (أ ف ب) – نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أحد أبرز شخصيات اليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مقطع فيديو الجمعة يظهره وهو يهدد داخل زنزانة، القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المسجون منذ العام 2002. وظهر بن غفير في الفيديو الذي نشر على حسابه على منصة إكس، واقفا الى جانب شخصين أحدهما حارس سجن، وهم يحيطون بالبرغوثي داخل زنزانته. وقال بن غفير 'لن تنتصروا علينا. كل من يؤذي شعب إسرائيل، كل من يقتل الأطفال، كل من يقتل النساء (…) سنمحوه'. وحين حاول البرغوثي التحدث، قاطعه بن غفير قائلا 'لا، يجب أن تعرف ذلك، وهذا سيكون على مدى التاريخ'. وأرفق بن غفير الفيديو بتعليق جاء فيه 'هذا الصباح (الجمعة)، قرأت أن العديد من +كبار المسؤولين+ في السلطة الفلسطينية لم يُعجبهم كثيرا ما قلته للإرهابي الأكبر مروان البرغوثي… لذا سأكرر ذلك من دون أي اعتذار: كل من يعتدي على شعب إسرائيل، كل من يقتل أطفالنا، كل من يقتل نساءنا، سنمحوه. بمشيئة الله'. وكان البرغوثي المولود في العام 1959، من أبرز القياديين في فتح وعضوا في لجنتها المركزية. اعتقلته السلطات الإسرائيلية في 2002، وحكمت عليه لاحقا بالسجن مدى الحياة خمس مرات، بتهمة الوقوف خلف سلسلة من العمليات التي استهدفت الدولة العبرية خلال الانتفاضة الثانية. ولم يتطرق فيديو بن غفير الى السجن الذي يقبع فيه حاليا البرغوثي. لكن مصدرا مقربا من الوزير قال ردا على استفسار لوكالة فرانس برس، إن المواجهة بين الرجلين حصلت 'بالصدفة' أثناء زيارة قام بها بن غفير الى سجن غانوت. ولم يحدد المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، تاريخ الزيارة والفيديو. – 'إرهاب دولة منظم' – وأثار الفيديو الذي انتشر بداية على منصات التواصل الاجتماعي ليل الخميس، تنديدا فلسطينيا واسعا. في مقابلة مصورة مع وكالة فرانس برس، أكد نجل المعتقل عرب البرغوثي أنه تلقى اللقطات 'بصدمة'. وقال 'نحن كعائلة لم نر والدي منذ أكثر من عامين. أنا شخصيا لم أره منذ ثلاث سنوات'. وأضاف 'الصدمة كانت من أكثر من جانب'، منددا بـ'تبجح صارخ' تمارسه الحكومة الإسرائيلية التي 'تعرف أن ما تفعله ضد القانون الدولي'، مضيفا 'لا يعني لهم… القانون الدولي والقانون الإنساني (شيئا)'. وتحدث عن حالة والده الذي 'خسر من وزنه بشكل كبير ويبدو متقدما في السن'. وقال 'نحن نخاف على حياته في ضوء المشاهد التي رأيناها'. وتابع 'سياسة الاحتلال واضحة جدا. يريدون أن يثبتوا للشعب الفلسطيني أنهم أقوى منه' من خلال 'إهانة قائده… لكن الشعب الفلسطيني قرأها بطريقة معاكسة تماما'. وقال عرب البرغوثي 'وقف والدي أمام الاضطهاد في زنزانة صغيرة، مكبل الأيدي، منهكا، والتعب واضح عليه، لكنه وقف شامخ'. وأكد أن والده مروان البرغوثي 'تعرض خلال العامين الماضيين لأمور لا يمكن تخيلها'. وأضاف 'الشعب الفلسطيني يعلم أن صورة مروان البرغوثي لن تنكسر لأنه يمثل الشعب الفلسطيني والأسرى الفلسطينيين مهما كانت المحاولات التي يقوم بها بن غفير أو أي فرد من الحكومة الفاشية الاسرائيلية'. واعتبرت السلطة الفلسطينية أن بن غفير 'اقتحم' زنزانة البرغوثي، بينما دانت وزارة الخارجية 'استفزازا غير مسبوق' و'إرهاب دولة منظما'. وحمّلت حركة فتح حكومة نتانياهو 'المسؤوليّة الكاملة' عن حياة البرغوثي، معتبرة أن تهديده 'يعدّ انتهاكا سافرا لكافة المواثيق والتشريعات الدولية'، وفق ما جاء في بيان نقلته وكالة 'وفا' الفلسطينية الرسمية. من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان أنه 'لم يبق للتوحش معنى إلا وتمثل في أحد مسؤولي هذا الكيان اللاإنساني'. وأضاف الرشق 'وزير صهيوني يجمع جيشه وحرسه ودموية دولته ويقف أمام قائد أسير مكبل ومعزول انفراديا، بالكاد يقوى على الوقوف'، متابعا 'لو كان بن غفير منتصرا في غزة، لما قال ما قال'.

مقالات الكاتب: صبحي ساله يي
مقالات الكاتب: صبحي ساله يي

موقع كتابات

timeمنذ 7 ساعات

  • موقع كتابات

مقالات الكاتب: صبحي ساله يي

صبحي ساله يي السودانی ومتقاعد من میسان وآخر من كوردستان 25 يوليو، 2025 صبحي ساله يي خلق المشكلات لإقليم كوردستان إستفزاز وغباء 13 مارس، 2025 صبحي ساله يي الشهيد إدريس وأدائه القائم على الحكمة 31 يناير، 2025 صبحي ساله يي رأس الأفعى الكوردي ! 9 يناير، 2025 صبحي ساله يي هل يمكن أن يكرروا الأنفال ؟ 9 ديسمبر، 2024 صبحي ساله يي أولويات البارتي وإزدواجيات الآخرين 30 أكتوبر، 2024 صبحي ساله يي لماذا لا يمكن أن يخسر البارتي ؟ 12 أكتوبر، 2024 صبحي ساله يي أوراق البارتي وناطحو الصخور 2 أكتوبر، 2024 صبحي ساله يي العقل السياسي الجرىء وإستفتاء شعب كوردستان 26 سبتمبر، 2024 صبحي ساله يي مزور مطرود… ماذا بعد؟ 22 سبتمبر، 2024 صبحي ساله يي ثورة أيلول، عرقلتها المؤامرة ولم ينصفها التأريخ 11 سبتمبر، 2024 صبحي ساله يي مداهمة مبنى في السليمانية، تتحول الى نقطة تحول دراماتيكية 7 سبتمبر، 2024 صبحي ساله يي ذكرى تأسيس البارتي وبعض المفارقات 17 أغسطس، 2024 صبحي ساله يي عندما أعاد التأريخ نفسه في شنكال وضواحيها 28 يوليو، 2024 صبحي ساله يي أربيل، ستبقى الأنقى والأبهى والأجمل 21 يوليو، 2024 صبحي ساله يي كركوك والسيناريوهات الأربعة المحتملة 14 يوليو، 2024 صبحي ساله يي زيارة الرئيس بارزاني لبغداد، وضعت النقاط على الحروف 7 يوليو، 2024 صبحي ساله يي من يدعم اللغة الهابطة في الإعلام الكوردستاني؟ 19 مايو، 2024 صبحي ساله يي تأجيل الإنتخابات المؤجل، ولا الرضوخ للإملاءات الخارجية؟ 21 أبريل، 2024 صبحي ساله يي أين فخامة الرئيس ؟ 17 مارس، 2024 صبحي ساله يي آخر وأخطر الهجمات على شعب كوردستان 22 فبراير، 2024 صبحي ساله يي قصف أربيل بَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ 22 يناير، 2024 صبحي ساله يي هل أنا عراقي ؟ 18 يناير، 2024 صبحي ساله يي ماذا بعد سياسة تجويع شعب كوردستان؟ 3 يناير، 2024 صبحي ساله يي لعبة بغداد مع أربيل … لعبة لا تنتهي 28 ديسمبر، 2023 صبحي ساله يي البارتي لم يغادر كركوك ! 16 ديسمبر، 2023 صبحي ساله يي الإنتخابات المحلية في العراق 2 ديسمبر، 2023 صبحي ساله يي بغداد ومسك الحقّ والباطل في قبضة واحدة 11 نوفمبر، 2023 صبحي ساله يي المحكمة الإتحادية وتركمان كوردستان 24 أكتوبر، 2023 صبحي ساله يي في كل إكتوبر نتذكر الوقائع ، وليس ما قيل في الإعلام 12 أكتوبر، 2023 صبحي ساله يي الكورد والسنة أمهلوا الحكومة والحكومة أهملت مطالبهم 7 أكتوبر، 2023 صبحي ساله يي الإستفتاء والذين إنحنوا لغير الله 3 أكتوبر، 2023 صبحي ساله يي كل عام وصوت كوردستان بخير 28 سبتمبر، 2023 صبحي ساله يي في ذكرى العبور نحو البقاء 24 سبتمبر، 2023 صبحي ساله يي الشرطي وآمره ، ومعاقبة الكورد 12 سبتمبر، 2023

تصريحات نتنياهو حول اسرائيل الكبرى: مرجعيات واهداف حاضرة وأخرى مؤجلة
تصريحات نتنياهو حول اسرائيل الكبرى: مرجعيات واهداف حاضرة وأخرى مؤجلة

موقع كتابات

timeمنذ 7 ساعات

  • موقع كتابات

تصريحات نتنياهو حول اسرائيل الكبرى: مرجعيات واهداف حاضرة وأخرى مؤجلة

في 13، اغسطس،يوليو، الجاري؛ ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قال في مقابلة مع قناة 'آي 24″ إنه يشعر بأنه في 'مهمة تاريخية وروحية' وأنه 'مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى'. ان تصريحات نتنياهو المفاجئة او التي شكلت مفاجئة للدول العربية، وحتى ربما لبقية دول العالم كونها تأتي في وقت العالم، تقريبا كل العالم؛ يشهد حروب او مناطق اضطرابات ومناطق اخرى ساخنة حبلى بالكثير من المفاجئات او التحولات والتغييرات. إنما من الجانبالثاني؛ فهي لم تكن مفاجئة لكل متابع حصيف او لكل متابع في الذي يجري او في الذي جرى او في الذي سوف يجري في القارة العربية من تغييرات وتحولات تنتجها وأنتجتها فوضى هنا وفوضى هناك وحرب هنا وحرب هناك، اكثر كثيرا مما جرى، ومما هو جاري في الحاضر المعيش. الكيان الاسرائيلي ونتنياهو وطاقم حكومته العنصرية لم يكن لها ان تتغول كل هذا التغول لولا الصمت والهوان العربي او ربما ابعد من الصمت المهين هذا. كل الدول العربية سواء في مشرق الاوطان العربية او في مغربها؛ قد ادانت وشجبت تصريحات نتنياهو كما هو ديدنها في كل ما تقوم او ما قامت به اسرائيل سواء في غزة او في الضفة الغربية او في سوريا مؤخرا، اضافة الى اغلب دول الاسلامية وبقية دول العالم، شجبت تصريحات نتنياهو، باستثناء الولايات المتحدة الامريكية. ان هذه التصريحات ليست وليدة هذه اللحظة التاريخية المشؤومة بل انها جزء من مخطط قديم قدم الحركة الصهيونية. لكن اوضاع العرب تقريبا كل الانظمة العربية فيها؛ في تراجع وهوان لامثيل له في كل تاريخ العرب اللهم الا في لحظة سقوط الدول العربية الاسلامية في بغداد، عاصمة العالم المتحضر في حينها،والتاريخ الذي تلى هذه اللحظة والذي استمر لقرون تالية،حتى هذه المحطة التاريخية التي لم تكن في سوء وعار؛مما يجري في الوقت الحاضر وقبل هذا الحاضر بسنوات. ان سقوط النظام السوري كان وكما قلت او كتبت في مقالات سابقة؛ كان بتخطيط ممنهج من تركيا ومن روسيا ومن (اسرائيل) التي دمرت كل قدرات وامكانات الجيش السوري. كي تفتح كل الابواب لها في احتلال الجنوب السوري حتى وصلت قواتها على مشارف العاصمة دمشق. النظام السوري هو كما غيره، من الانظمة العربية التي تم اسقاطها في سنوات سابقة؛ نظام دكتاتوري حكم الشعب السوري بقبضة من حديد ونار وسجون وتغيب للقوى الوطنية في اليسار والوسط واليمين لا فرق عنده بين هذا وذاك. الكيان الاسرائيلي يسيطر الآن على مساحات واسعة في الجنوب السوري، وليس في نيتها( اسرائيل نتنياهو) كما يظهر من خلال اجراءاتها العسكرية في تلك المناطق، الانسحاب منها، بل انها تؤسس لها قواعد عسكرية واخرى مدنية؛ لتكون هي الاساس في القضم والبقاء فيها وضمها إليها. في قطاع غزة تجري ومنذ سنتين إبادة واسعة النطاق فيها سواء في القتل المبرمج او في الجوع والعطش ورمي الناس في العراء بلا ادنى ظل يحميهم من حرة الشمس او بردالشتاء في هذه الاصقاع؛ لم تقم كل الانظمة العربية بما هو واجب عليها من اجراءات تجبر داعمي هذا الكيان العنصري والمجرم على ايقاف هذه المذبحة. مع العلم ان لديهم او في حوزتهم كل قدرات الضغط على امريكا وغيرها من دول الغرب؛ لإجبار هذا الكيان الاسرائيلي على التوقف. بل ان ما يجري هو تغطية سواء في الاعلام او في بقية الاجراءات من قبيل استمرار مفاوضات من اجل ابرام هدنة وليس ايقاف شامل لهذه المحرقة خلال هذه السنتين. يجري جميع هذا الذي يجري في ظل اجراءات اسرائيلية اخرى وعلى سمع وبصر الانظمة العربية والاسلامية وبقية دول العالم؛ من عملية تهجير منظم وبصمت وتحت ستار من التهميش الاعلامي المقصود، عبر سفن تنقل الراغبين الى اماكن اخرى وحسب الاختيار، وهذا هو ما كتب عنه مقال للدكتور فايز بو شماله، نشر في الرأي اليوم قبل مدة او قبل اسابيع. نفس الخطط بل هو اكثر يجري في الضفة الغربية. من هنا تكون المقاومة الفلسطينية، او هي كانت من لحظة انطلاقها قبل عقود مديدة الى اللحظة التاريخية الحاضرة الآن ، في غزة وفي الضفة الغربية؛ محطة افتراق بين ان نكون كعرب او كي تكون الدول العربية لها السيادة والاستقلال و لها القدرة بالمحافظة على جغرافيتها من القضم بالاستيلاء والضم. ان مقاومة هذه المشاريع سواء في لبنان او في غير لبنان مهمة جدا، بل هي اكثر اهمية من اي وقت مضى. اذ، لا يوجد من يقف الكيان الاسرائيلي عند حدوده الا حين يواجه بقوة وقدرة تجبرها ( اسرائيل) هي وداعميها على التوقف واجراء حسابات جديدة بالخسائر والارباح. ان الاكثر اهمية تاريخية؛ هي المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية، أذ، تكتسب اهمية خطيرة لجهة بعيدة المدى في صياغة الاوضاع ونتائجها على ارض الواقع بما يخدم قضية فلسطين وجميع قضايا الدول العربية وهنا ما اقصده الشعوب العربية. اذا، استمر هذا الموقف العربي الرسمي على ما هو عليه خلال السنتين الفائتتين في عدم تقديم الدعم العسكري والاقتصادي وكل ما له صلة بتقوية روح وذراع المقاومةفي فلسطين، في القطاع والضفة الغربية؛ ستلاحق تلك الانظمة العربية لعنة التاريخ سواء كانوا افرادا من اصحاب القرار او الهياكل السياسية لهذه الانظمة العربية. ان الدعم الحقيقي لا يكون ابدا بدعم استعراضي من قبيل انزال الحاويات من السماء، بل الدعم الحقيقي هو استخدام قدرات الضغط لتغيير مجرى الصراع بما يخدم قضية فلسطين وقضايا العرب جميع العرب. بالعودة الى تصريحات نتنياهو؛ فهذه التصريحات هي ليست متأتية من فراغ، بل ان لها مرجعتيها سواء الدينية او السياسية التي تؤكد ان ارض اسرائيل هي ليست الحالية بل انها اكبر مساحة من هذه التي عليها الآن الكيان الاسرائيلي، انها اسرائيل الكبرى. من هذا المنطلق الديني والسياسي الذي اعتمد عليه نتنياهو في تصريحاته الأخيرة؛ تكون جغرافية اسرائيل الكبرى ممتدة على ارض سورية واردنية ولبنانية ومصرية كما نقلته قناة روسيا اليوم بتاريخ 13اوغسطس، يوليو الحالي. ان العالم في الطريق الى التحول والتغير الى عالم جديد. ان كل المؤشرات تؤكد ان هذا التحول بات قريبا بل انه صار على مرمى البصر الذي يرى وبكل وضوح علائم ومحاطات تحوله. شراكات هنا وشراكات هناك وتحالفات هنا وتحالفات هناك في كل مكان على هذه المعمورة. اتفاقات وحل او حلحلة لأكثر من منطقة صراع في العالم كما حدث مؤخرا، بأنهاء صراع اذربيجان وارمينيا في ابرام معاهدة سلام برعاية امريكية على سبيل المثال لا الحصر. في المقابل الانظمة العربية عاجزة تماما ان تلعب دورا واضحا ومؤثرا في نزع فتيل الحرب سواء في السودان او اي مكان اخر من قارة العرب. لأن هذه الانظمة العربية من الجانب الثاني وهذاهو المؤسف جدا، الى حد الاسى؛ تنفذ املاءات امريكا او غير امريكا في سعيها لوضع حل ما لكل حرب او صراع في قارة العرب، وليس نابعا من قناعتها وقرارها المستقل وسيادتها ومصالح شعوبها بعيد الامد. في هذه الحالة ان كل هذه الحلول ما هي الا لتحقيق ما تريد امريكا ومن خلفها الكيان الصهيوني. لذا، تكون جميع هذه التحركات ميتة حتى قبل ان تبدا حركتها من لحظة خط شروعها. بناءا عليه؛ نرى ان جميع الصراعات او حروب العرب فيما بينهم سواء في داخل دولهم او مع بعضهم البعض؛ تستمر او انها مستمرة منذ سنوات كما هو الحال في سوريا وفي السودان وفي اليمن على الرغم من توقفها في اليمن لكنها بلا حل نهائي ومستدام. السبب هو ان قرارات الوساطة او ارضية ايجاد الحلول لم يكن عربيا او انه صنع في اروقة صناعة القرار العربي، بل يتم صناعته في واشنطن وتل ابيب التي تتجول بحرية في ممرات البيت الابيض وغرف صناعة القرار الامريكي. ان الحرب في غزة او ان الاصح الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني في غزة ستكون له تداعيات تاريخية على مجمل الاوضاع العربية. لذا، دعم صمود ابطال غزة فرض عين على الشعوب العربية. كما ان الحرب في اوكرانيا ستكون بنتائجها محطة انطلاق كبرى لتغيير النظام العالمي، وبالذات حين تحقق روسيا كل اهدافهااو القسم الاهم، من غزوها لأوكرانيا. من المتابعة لكل تصريحات سواء المسؤولون الروس او المسؤولون الامريكيون؛ ان اجتماع ألاسكا بين بوتين وترامب؛ سيكون على طاولة النقاش والبحث امامهم ليس قضية الحرب في اوكرانيا فقط، بل انها ستبحث ملفات اخرى رفيعة المستوى. مهما تكون نتائج الاجتماع بين رئيسي اعظم قوتين نوويتين في العالم؛ فان الطريق الى عالم جديد لسوف يستمر ويتواصل. المسؤولون الايرانيون يؤكدون دوما انهم على تواصل عبر وسطاء مع امريكا على الطريقة الامثل لبدء الحوار بينهما حول الملف النووي. كما، من الجانب الثاني هناك حوار بين روسيا والصين ايران حول ملف ايران النووي، وبالذات بين روسيا وايران. من وجهة النظر الشخصية ان المفاوضات بين ايران وامريكا ربما تبدأ في الاسابيع المقبلة التي ستفاوض فيها ايران من موقع القدرة والتمكن. عليه، فما هو موقع قارة العرب من كل هذه التحولات سواء الجارية الآن او التي سوف تجري لاحقا بعد زمن ما؟ اذا استمرت اوضاع العرب او الانظمة العربية على ماهي عليه حاليا؛ من انها تأتمر بأوامر واملاءات امريكا وغيرها وعلى سبيل المثال الكيان الصهيوني من خلال املاءات امريكا والتي هي في نهاية المشوار ماهي الا لخدمة اطماع الكيان الاسرائيلي. عندها تكون الانظمة العربية سواء من حيث تدري او من حيث لا تدري؛ قد عاونت الكيان الاسرائيلي او دفعته الى التغول والغطرسة، والاطماع والتوسع على حساب ارض العرب سواء في سوريا، التي يحتل الكيان جنوبها او في لبنان التي تحتل جزء من جنوب لبنان ومزارع شبعا، او بالطامة الكبرى في فلسطين، القطاع والضفة الغربية. اسرائيل لن تنسحب لا من الجولان ولا من جنوب سوريا، ولا من جنوب لبنان ولا من مزارع شبعا، ولا تقر وتعترف بحل الدوليتين الا حين تجبر على دفع اثمان وتكلفة باهظة لا قبل لها بتحملها سواء من النواحي العسكرية او الاقتصادية او البشرية واعني هنا هو اجبار المستوطنين على الهروب من ارض هي ليست ارضهم او هجرتهم من اسرائيل ذاتها حين تكون المنازلة ثقيلة على الداخل الاسرائيلي، وتحطم ابوابها الداخلية. ان تصريحات نتنياهو ليست محصورة فيه فقط، بل انها موجودة فيعقول ونفوس كل الاسرائيليين سواء كانوا من اليسار او من اليمين المتطرف او من الوسط. الفرق فقط هنا هو ان نتنياهو وحكومته العنصرية يصرحون بذلك، اما الاخرون يحتفظون بأطماعهم التوسعية في ذواتهم، ويدفنونها في اعماق عقولهم ونفوسهم حتى يحين حينها. هؤلاء يعتبرون نتنياهو قد اضر بإسرائيل وسمعتها ووجودها وعكر مياه انهار العلاقة بين اسرائيل وامريكا والغرب، وليس رفضا لحرب نتنياهو الاجرامي من حيث المبدأ ابدا، بل ان العكس هو الصحيح.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store