logo
عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (1)

عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (1)

كتاب الإعلامي أمجد زكي تتبع ثري شامل لمسيرة المسرحي والكاتب الكويتي المعروف عبدالعزيز السريع، وقراءة مدعمة بمادة ثقافية جيدة تغطي مختلف جوانب حياة وعطاء «أبو منقذ» الأدبية، وبخاصة مساهماته البارزة والمؤسسة في الكتابة المسرحية.
يقع كتاب الأستاذ زكي عن الأديب الكويتي المعروف في تسعة فصول ملحقة بدراسات وشهادات من شخصيات ذات مكانة في مجال المسرح مع صور ووثائق تزين الكتاب وتجعله عرضاً شائقاً لحياة السريع ودوره وعطائه.
لا يحتاج من له مكانة الأستاذ عبدالعزيز السريع إلى كتاب تبجيلي.
ومن هنا أعطى الكاتب زكي القلم للنقاد كي يطرحوا آراءهم في أعماله وإسهاماته وكذلك رصد نشاطه في مسرح الخليج العربي «ككاتب ومؤسس وصانع».
من هؤلاء الذين استعان بهم الكاتب المعروف د. سليمان الشطي، وأ. صالح الغريب، ود. علاء الجابر وآخرون.
الأستاذ السريع من مواليد 1939، ومن الذين تولعوا بالقراءة في سن الخامسة عشرة وبدأوا بقراءة المجلات وبخاصة «صباح الخير» وروايات نجيب محفوظ والآخرين من كتاب مصر المعروفين وأعمال تولستوي ودوستويفسكي وديكنز، وترجمات الأعمال المسرحية، وازداد تأثره بالثقافة والأدب ضمن التيار القومي بانضمامه إلى رابطة الأدباء مبكراً عام 1967، وقد نشرت له مجلة الرابطة «البيان» إحدى قصصه القصيرة في نفس العام.
ويتوقف الكاتب زكي مع السنوات التي شكلت مستقبل السريع وكونت منه «رجلاً من صناع الثقافة»، وبخاصة بعد أن تسلم مسؤوليته كأوائل موظفي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عند تأسيسه عام 1973.
وعندما استقال من هذا المجلس في 1993 تولى منصب الأمين العام لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، مواصلاً عطاءه الثقافي ضمن هذه الهيئة واسعة النشاط في الثقافة العربية.
لم تنشر حتى الآن دراسات معمقة عن دور الكويت الثقافي في هذه المرحلة، ولكن مثل هذه الدراسات ربما ستقف مع ما يقوله الأديب الفريد فرج، من أن السريع «يملك المواهب الثلاث: الإبداع والثقافة الشاملة ومكانة التأسيس والبناء»، أما كتاب أمجد زكي، كما يقول، فهو تسليط الضوء على «دور السريع في مسرح الخليج الذي هو محور كتابنا هذا». [ص 46]
كتب السريع أول أعماله المسرحية سنة 1963 خفية بعنوان «أنا محتار» ثم غير عنوانها لاحقاً بعد أن أعاد كتابة النص وقدمها بعنوان «عنده شهادة».
ويصف السريع تجربته الأولى مع توتر الكتابة المسرحية قائلاً: «قدمتها على استحياء لزملائي فقبلوها فوراً وأرسلوها إلى الرقابة التي رحبت بها بشكل ودي وكان من أعضائها الأديب الكبير عبدالرزاق البصير والممثل الكبير سعد الفرج اللذان طلبا لقائي فذهبت وقابلت الأستاذ البصير الذي أبدى إعجابه بالمسرحية وشجعني على الاستمرار». [ص 46]
كانت تلك لحظة ابتسم فيها الحظ مستقبلاً المسرحية التي فازت كذلك بالجائزة «الأفضل في أول مسابقة للتأليف المسرحي في الكويت نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد ذكر عن ذلك أنه فرح كثيراً بمبلغ الجائزة واستغله في السفر مع أسرته الصغيرة إلى كل من البصرة ثم بغداد ثم عمّان فالقدس وسائر المدن الفلسطينية... وصلى مع زوجته في الأقصى وفي الحرم الإبراهيمي، كما زار سورية ولبنان قبل عودته للكويت بعد أكثر من شهرين».
دخل الكاتب المسرحي السريع عقد السبعينيات، يقول أمجد زكي، وهو يطوي بين ذراعيه خمسة نصوص مسرحية.
وكان حينها في الثلاثين من العمر.
وقد شاركه في النشاط الكتابي رفيق دربه وصديقه الممثل الكبير صقر الرشود.
اعتاد السريع أن يكتب بقلم رصاص، و»كان يجد في ذلك سهولة في تعديل الحوار متى ما أراد ذلك، وفي تصحيح كلمة هنا أو هناك. وفي الكتاب صورة طريفة للسريع «في المخزن رقم 13 التابع لوزارة التربية حيث كتب بعض نصوص مسرحياته، وكان يشغل وقتها أمين المخزن (1958 - 1968).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليلى أضاءت سيرتها «رابطة الأدباء»
ليلى أضاءت سيرتها «رابطة الأدباء»

الرأي

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الرأي

ليلى أضاءت سيرتها «رابطة الأدباء»

- ليلى العثمان: الكاتب ينتهز كل فرصة ليعبّر عن مشاعره الداخلية ومواقفه - إبراهيم المليفي: عندما بدأت «العربي» كانت في الأساس رسالة قومية لدولة الكويت - أفراح الهندال: المجلات الثقافية أول الضحايا حين تقل المادة وتنحسر الإمدادات في اليوم الثاني من فعاليات ملتقى «مائة عام على الحركة الثقافية في الكويت»، والتي تقُام تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن الاحتفال بالكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025، أقيمت جلستان حواريتان في مقر رابطة الأدباء الكويتيين، الأولى حملت عنوان «سيرة ليلى... تاريخ الرواية الكويتية» للروائية ليلى العثمان، وأدارتها الكاتبة شيماء الأطرم. في حين أتت الجلسة الثانية بعنوان «المجلات الثقافية في الكويت تحديات وصراع بقاء (العربي والبيان نموذجاً)» وتحدث فيها كل من رئيس تحرير مجلة «العربي» إبراهيم المليفي وسكرتيرة التحرير لمجلة «البيان» الكاتبة أفراح الهندال، وحاورتهما الفنانة التشكيلية هدى كريمي. «وقود الصوت الأدبي» في البداية، تطرقت العثمان إلى مراحل عديدة في حياتها، والتي كانت سبباً في تشكيل هويتها الأدبية. وأهم ما تطرقت له طفولتها، التي كانت وقوداً لصوتها الأدبي، ما أسهم في تشكيل مفرداتها وتميزها في عالم الرواية، فقالت: «لو راجعنا التاريخ، سنجد كبار الكتاب من الأجانب والعرب عانوا في حياتهم، وهذه المعاناة دفعتهم لمحاولة الخروج منها، فالكاتب يجد فرصته في كتابة آلامه بحيث يكون مستفيداً منها، وأنا فعلياً استفدت من المعاناة التي عشتها في طفولتي، رغم قسوتها لكنني أدين لها بالشكر». كما تحدثت العثمان عن الصعوبات الاجتماعية التي واجهتها، فقالت: «أعتقد أنني عندما بدأت الكتابة، ونتيجة للضغط القديم من أسرتي تفجرت كتاباتي بجرأة، وأعتقد أنها لم تكن ترضي بعض الناس، إذ لا يوافقون على أن يقرأ أولادهم كتاباتي، لكنني استمررت بالكتابة حتى وصلت بي إلى المحكمة، فاستغللت هذه الفترة، وبدأت أكتب في المحاكمة وهي شبه سيرة ذاتية، فكتبتها بصدق وبكامل التفاصيل. هكذا هو الكاتب يستفيد سواء من لحظة فرح وهي قليلة أيضاً، أو لحظات حزن وألم وفقدان، الكاتب ينتهز كل فرصة ليعبّر عن مشاعره الداخلية ومواقفه». وحول الكتّاب الذين شكلوا وعيها الأدبي في بداياتها قالت العثمان: «نجيب محفوظ، غسان كنفاني، سميرة عزام، ليلى بعلبكي بجرأتها وكتابتها الجميلة، وأقرأ لكل الكتّاب العرب، فعلاً كل واحد فيهم أثر بي في شيء، ولا يوجد كاتب عربي إلا أكون قد قرأت له (...) تعرفت على يوسف إدريس وأحب كتاباته جداً. أما بالنسبة للأدب المترجم، فهناك تولستوي، وهمينغوي الذي أحببته كثيراً، والأخوات برونتي وغيرهم». «اسم مجلة ثقافية تحد» ومع بداية الجلسة الحوارية الثانية، التي أدارتها هدى كريمي، تحدث المليفي قائلاً: «فكرة وجود تحد وصراع بقاء، دائماً ما يوحي أننا على وشك السقوط، فالمشكلة الرئيسية ليست في المجلات ولا حتى في محتواها، حتى أن اسم مجلة ثقافية في عالم الصحافة هو بحد ذاته يعتبر تحدياً كبيراً كوننا نخصص لجمهور معين». وأضاف «عندما بدأت (مجلة العربي) كانت في الأساس رسالة قومية لدولة الكويت، كانت مشروع الدولة الثقافي لهذا كانت تحدياتها بسيطة. لقد كانت هناك مجلات في الوطن العربي تشكل الوعي الثفافي كله، إلا أن الكويت وقبل الاستقلال وفّرت كل الإمكانات وجلبت جميع العناصر التي تلخصت في شخصية الدكتور أحمد زكي المؤسس الأول إلى جانب طاقم العمل المثالي والمتفهم مثل أحمد السقاف الذي أوكلت إليه مهمة صناعة هذه المجلة وحفظ الأرشيف الكويتي». «قضية اقتصادية» وتابع: «أؤكد أن المشكلة الرئيسية هي قضية اقتصادية بحتة، إذ لا توجد أي مجلة قادرة على أن تعيش فقط على الاشتراكات أو الأسعار الرمزية في ظلّ غياب الدعم المادي. لكن مجلة العربي ما زالت حاضرة وقوية، وما زالت قادرة على أن تؤثر عند الأشخاص الذين يقرأون، وهذه مشكلة رئيسية أخرى وهي عدم وجود قرّاء». «مصاعب وتحديات» بدورها، أشارت الهندال إلى أن ما حملته على عاتقها في مجلة «البيان»، «هو ما أراده كل من تولّى المجلة إدارة وتحريراً... الحفاظ على هويتها ومنطلقاتها، والقيم النبيلة التي تأسست عليها ورغبة التطوير ومواكبة الجديد المعاصر بعيداً عن اعتبار ذاتي أو مزاج شخصي، حفاظاً على توجهها الثقافي العام وسياستها الثقافية والإعلامية المتنورة».أما عن المصاعب والتحديات، فقالت: «الدوريات والمجلات الثقافية تواجه تحدياً كبيراً في عصر المعلومات السريعة والانهيال المعلوماتي والتطور التكنولوجي الذي يتطلب ذكاء بشرياً يبقيه خاضعاً للاحتياجات البشرية لا مسيطراً عليه، فالصفحات الثقافية هي أول الضحايا دوماً في الجرائد والصحف، والمجلات الثقافية أول الضحايا حين تقل المادة وتنحسر الإمدادات، ولكن المعوّل على قدرة القائمين عليها بإدراك صراع البقاء هذا ومعرفة جوانبه، فالثقافة لا تنقرض ولكنها تُهمل وتنسى عند غياب الدعم المؤسسي الحكومي»، لافتة إلى أن «العامل الاقتصادي مؤثر أساسي وقبله إيمان المسؤولين والقيادات بالثقافة أساساً إستراتيجياً لأي خطة تنموية».

عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (2)
عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (2)

الجريدة

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة

عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (2)

في المقال السابق تناولنا كتاب الإعلامي أمجد زكي عن كاتبنا المسرحي عبدالعزيز السريع الذي حاول تغطية مختلف جوانب حياة وعطاء «أبو منقذ» الأدبية، وبخاصة مساهماته البارزة والمؤسسة في الكتابة المسرحية. وفي الأسطر التالية نكمل تحليلنا لذلك الكتاب، حيث يفرد الكاتب أمجد زكي فصلاً للنقاد، كما أشرنا، منهم الباحث الكبير في الإنتاج الثقافي الكويتي أ. د. محمد حسن عبدالله. ويقول د. عبدالله إن «السريع» أغزر كتاب المسرحية في الكويت إنتاجاً... بالعمق الذي تبلغه شخصياته. إنه أول من كتب المسرحية الفنية في الكويت». [ص 110] في الطبعة الثانية من كتابه «الحركة المسرحية في الكويت»، يخصص الفصل الثامن لمسرح «الخليج العربي»، الذي يصفه بأنه المسرح الوحيد الذي لم يعتمد في تأسيسه على جهود أفراد تمرسوا بالعمل المسرحي بقدر ما اعتمدوا على حماسة مجموعة من الشباب الهواة، الذين جمع بينهم حب المسرح والرغبة في التثقيف، وقد أسس هذا المسرح في 15/5/ 1963» [الحركة المسرحية في الكويت، د. محمد حسن عبدالله، ص 121] وعن مسرحية «الأسرة الضائعة» من وضع عبدالعزيز السريع يقول إنها المسرحية الوحيدة التي شارك السريع بالتمثيل فيها. ويضيف د. عبدالله أن المسرحية عرضت لمدة تسع ليال، «ويمكن اعتبار هذه المسرحية بداية الأسلوب الجاد الذي التزمه مسرح الخليج بعد ذلك... وفيها ظهر محمد المنصور لأول مرة». [نفس المرجع، ص 123] .related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;} . .related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;} .related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;} .related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:31%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:48%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:300px} .related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;} .related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;} .related-article-inside-body 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;} .related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;} .related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;} @media screen and (max-width: 992px) { .related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body 14px;line-height: 22px;} .related-article-inside-body .date{font-size: 12px;} } @media screen and (max-width: 768px) { .related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;} .related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} .related-article-inside-body . .articleBox{width:100%} } ومن نجوم التمثيل المسرحي الذين ظهروا لأول مرة في «عنده شهادة» 18/12/1965 الفنانة القديرة سعاد عبدالله، نجمة مسرح الخليج» [ص 125]. وكانت المسرحية تقوم على عشر شخصيات بينها خمس نساء. ويبين عرض د. حسن عبدالله مدى ما عبر المؤلف عبدالعزيز السريع عن مشاعر الجمهور من خلال حديثه عن مسرحيات «مسرح الخليج العربي» فنرى أن «الأسرة الضائعة» عرضت لمدة تسع ليال، و«لمن القرار الأخير» والتي أخرجها ومثل فيها كل من صقر الرشود ومنصور المنصور، وظهرت في ديسمبر 1968 عرضت لمدة ست ليال. وتتفاوت مسرحيات السريع الأخرى في فترة العرض، مثل «الدرجة الرابعة» التي عرضت في دمشق وبغداد والقاهرة وعرضت في الكويت لثلاث ليال. ومن المسرحيات التي عرضت لفترات أطول «ضاع الديك» و«شياطين ليلة الجمعة». وكان «مسرح الخليج العربي» كما هو مفهوم قد «أسس بإرادة حرة، دون إشراف أو امتيازات من وزارة الشؤون، أو أي جهة حكومية». [نفس المرجع، ص 134] ويصف د. محمد مبارك بلال، الناقد الأكاديمي المعروف في هذا المجال مسرح «السريع» بــ «المسرح التنموي»، حيث إن السريع، يضيف د. بلال، يمثل «الاتجاه الأكمل الأكثر فنية للمسرح التنموي». وقد وصف النقاد مسرحية «الجوع» بأنها تشكل «صفحة جديدة وانعطافاً جديداً في تاريخ المسرح الكويتي». [عبدالعزيز السريع، أمجد زكي، ص 118]. وقد نالت مسرحية «ضاع الديك» الكثير من الثناء من النقاد عند عرضها في المغرب. غير أن البعض يرى أن هذه المسرحية «قدمت بعض مشاكل الإنسان في الكويت، لكنها لم تسلط الأضواء على مسبباتها». [زكي، ص 119] يلاحظ المؤلف، أمجد زكي، أن السريع قد تبنى مسرح «القضية الاجتماعية». ويعلل هذا الاهتمام بأنه أراد تقديم مسرح «أقرب إلى الناس وألصق بهمومهم وأفراحهم وتقاليدهم وتراثهم». ويضيف زكي أن «السريع» يعتبر هذه المدرسة الأقدر على تغيير الناس والتعبير عن مكنوناتهم. ومثلما غاصت أعمال السريع المسرحية في الواقع الاجتماعي وبحثت قضاياه، فإن قصصه القصيرة تناولت الهموم الاجتماعية منذ ظهور أول هذه القصص في صحيفة «الهدف» عام 1964. ومن الذين أشادوا بدور ومكانة الأستاذ عبدالعزيز السريع الدكتور محمد غانم الرميحي الذي يعتبر ثقافة السريع «موسوعية». أما في مجال المسرح، يضيف د. الرميحي، فهو «حجة». ولهذا امتدت مساحة دوره وعطائه للمحيط العربي وامتداداته، «فهو عضو في لجنة تحكيم أو مشارك في ندوة». ويشير د. الرميحي إلى مجال ثقافي بحاجة إلى مقال أو مقالات وهو دوره في إصدارات مؤسسة البابطين للإبداع الشعري. ومن يعرف جودة هذه الإصدارات والفراغ الذي سدته بعض هذه الموسوعات الشعرية، «يعرف قدرة عبدالعزيز السريع التنظيمية في المتابعة والاهتمام بالتفاصيل». [ص 160] وهذا ما يؤكده د. علاء الجابر كذلك في شهادته لدور السريع في تنفيذ مشروع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، حيث «كان العم (بو منقذ) في حقيقة الأمر، العقل المنفِّذ له بتراتبية، حيث كنت من أوائل العاملين في أول انطلاق المشروع إلى جانب عملي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب». [كتاب عبدالعزيز السريع، أمجد زكي، ص 256]. ختاماً، لا يمكن اختصار كل عطاء السريع في مقال مهما طال، وقد أصدر الأستاذ أمجد زكي كتابه الأول قبل سنوات عن السريع بعنوان «عبدالعزيز السريع... ملامح في رحلة الاحتفاء والتكريم» لصالح هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام، بدولة الإمارات العربية المتحدة... وهذا كتابه الثاني. شكراً للأستاذ عبدالعزيز السريع وهذا العطاء في مختلف المجالات المسرحية والأدبية والثقافية، وشكراً للجهد التوثيقي والتحليلي الذي بذله الأستاذ أمجد زكي.

عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (1)
عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (1)

الجريدة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة

عبدالعزيز السريع... في كتاب جديد (1)

كتاب الإعلامي أمجد زكي تتبع ثري شامل لمسيرة المسرحي والكاتب الكويتي المعروف عبدالعزيز السريع، وقراءة مدعمة بمادة ثقافية جيدة تغطي مختلف جوانب حياة وعطاء «أبو منقذ» الأدبية، وبخاصة مساهماته البارزة والمؤسسة في الكتابة المسرحية. يقع كتاب الأستاذ زكي عن الأديب الكويتي المعروف في تسعة فصول ملحقة بدراسات وشهادات من شخصيات ذات مكانة في مجال المسرح مع صور ووثائق تزين الكتاب وتجعله عرضاً شائقاً لحياة السريع ودوره وعطائه. لا يحتاج من له مكانة الأستاذ عبدالعزيز السريع إلى كتاب تبجيلي. ومن هنا أعطى الكاتب زكي القلم للنقاد كي يطرحوا آراءهم في أعماله وإسهاماته وكذلك رصد نشاطه في مسرح الخليج العربي «ككاتب ومؤسس وصانع». من هؤلاء الذين استعان بهم الكاتب المعروف د. سليمان الشطي، وأ. صالح الغريب، ود. علاء الجابر وآخرون. الأستاذ السريع من مواليد 1939، ومن الذين تولعوا بالقراءة في سن الخامسة عشرة وبدأوا بقراءة المجلات وبخاصة «صباح الخير» وروايات نجيب محفوظ والآخرين من كتاب مصر المعروفين وأعمال تولستوي ودوستويفسكي وديكنز، وترجمات الأعمال المسرحية، وازداد تأثره بالثقافة والأدب ضمن التيار القومي بانضمامه إلى رابطة الأدباء مبكراً عام 1967، وقد نشرت له مجلة الرابطة «البيان» إحدى قصصه القصيرة في نفس العام. ويتوقف الكاتب زكي مع السنوات التي شكلت مستقبل السريع وكونت منه «رجلاً من صناع الثقافة»، وبخاصة بعد أن تسلم مسؤوليته كأوائل موظفي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عند تأسيسه عام 1973. وعندما استقال من هذا المجلس في 1993 تولى منصب الأمين العام لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، مواصلاً عطاءه الثقافي ضمن هذه الهيئة واسعة النشاط في الثقافة العربية. لم تنشر حتى الآن دراسات معمقة عن دور الكويت الثقافي في هذه المرحلة، ولكن مثل هذه الدراسات ربما ستقف مع ما يقوله الأديب الفريد فرج، من أن السريع «يملك المواهب الثلاث: الإبداع والثقافة الشاملة ومكانة التأسيس والبناء»، أما كتاب أمجد زكي، كما يقول، فهو تسليط الضوء على «دور السريع في مسرح الخليج الذي هو محور كتابنا هذا». [ص 46] كتب السريع أول أعماله المسرحية سنة 1963 خفية بعنوان «أنا محتار» ثم غير عنوانها لاحقاً بعد أن أعاد كتابة النص وقدمها بعنوان «عنده شهادة». ويصف السريع تجربته الأولى مع توتر الكتابة المسرحية قائلاً: «قدمتها على استحياء لزملائي فقبلوها فوراً وأرسلوها إلى الرقابة التي رحبت بها بشكل ودي وكان من أعضائها الأديب الكبير عبدالرزاق البصير والممثل الكبير سعد الفرج اللذان طلبا لقائي فذهبت وقابلت الأستاذ البصير الذي أبدى إعجابه بالمسرحية وشجعني على الاستمرار». [ص 46] كانت تلك لحظة ابتسم فيها الحظ مستقبلاً المسرحية التي فازت كذلك بالجائزة «الأفضل في أول مسابقة للتأليف المسرحي في الكويت نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد ذكر عن ذلك أنه فرح كثيراً بمبلغ الجائزة واستغله في السفر مع أسرته الصغيرة إلى كل من البصرة ثم بغداد ثم عمّان فالقدس وسائر المدن الفلسطينية... وصلى مع زوجته في الأقصى وفي الحرم الإبراهيمي، كما زار سورية ولبنان قبل عودته للكويت بعد أكثر من شهرين». دخل الكاتب المسرحي السريع عقد السبعينيات، يقول أمجد زكي، وهو يطوي بين ذراعيه خمسة نصوص مسرحية. وكان حينها في الثلاثين من العمر. وقد شاركه في النشاط الكتابي رفيق دربه وصديقه الممثل الكبير صقر الرشود. اعتاد السريع أن يكتب بقلم رصاص، و»كان يجد في ذلك سهولة في تعديل الحوار متى ما أراد ذلك، وفي تصحيح كلمة هنا أو هناك. وفي الكتاب صورة طريفة للسريع «في المخزن رقم 13 التابع لوزارة التربية حيث كتب بعض نصوص مسرحياته، وكان يشغل وقتها أمين المخزن (1958 - 1968).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store