
أطفالنا في الصيف بين الترفيه والأمان الرقمي
لقد وفرت الدولة عناء البحث عن الأسر، فمن خلال المؤسسات والمراكز الشبابية والثقافية، واتساقا مع استراتيجيات التنمية ورؤية قطر الوطنية 2030 حرصت على تنظيم حزمة من الفعاليات المتنوعة التي تنمي ملكات الإبداع والابتكار عند الأطفال وفئة الشباب، وتعزز لديهم الهوية الوطنية واللحمة الاجتماعية، وترسخ فيهم والعادات والتقاليد القطرية والقيم الحضارية، تمزج بين الترفيه من جهة والتثقيف التكنولوجي الذي يضمن الأمان الرقمي من جهة أخرى.
ومن خلال هذا التحقيق الميداني حرصنا في «الوطن» على رصد آراء أولياء الأمور والأمهات، والاطلاع على ما يقوله متخصصين في علم النفس، وكيف استعدت المراكز والجهات التي تشارك في تنظيم الفعاليات الصيفية.
أوقات الفراغ
وفي جولتنا الميدانية على عدد من الأسر للوقوف على مدى ارتباط الأطفال بالأجهزة الذكية خرجنا بنتيجة مفادها أن هذه الأجهزة شغلت أوقات الفراغ المطلوبة للراحة لدى الأطفال، فوقت الفراغ أصبح معناه وقت الشاشات، وبالتالي نسبة مرتفعة من الأطفال يقضون ساعات طويلة أمامها خلال الصيف، لممارسة بعض الألعاب أو مشاهدة الفيديوهات التي تم إخراجها بمؤثرات جذابة، أو تصفح تطبيقات التواصل، وتحدث لـ «الوطن» السيد يوسف العبيدلي، وهو أب لعدد من الأطفال قائلا:
لم يعد لدى أطفالنا وحتى فئة الشباب وقت فراغ بمعناه الحقيقي دون جهاز رقمي، تجد الواحد منهم اعتزل الأسرة لساعات طويلة ويعيش مع مواقع النت المختلفة، ولا يدري كثير من أولياء الأمور شيئا عما يتصفح الأبناء على هذه الشاشات، وهذه ظاهرة عامة عند ما لا يقل عن 70 أو 75 % من الأطفال، والمشكلة أن كثيرا من الآباء والأمهات لا يعرفون ماذا يشاهد أبناؤهم ولا حتى مع من يتكلمون عبر هذه الأجهزة، إذ أن هناك تطبيقات وإعلانات تستهدفهم بمحتوى لا يرضى عنه رب الأسرة أو معلم المدرسة.
وحتى لو خرجت الأسر إلى الحدائق والمتنزهات تجد الأطفال مندمجين مع الشاشات داخل الحدائق، يعني الموضوع فيه نوع من العزلة.
ويرى خبراء الطب النفسي أن المجتمعات قد دخلت ذروة العصر الرقمي لا محالة، وعلى الجميع التعامل مع الأطفال بوعي، فالاستشاريون النفسيون وخبراء في شؤون الأطفال، يؤكدون أن الإفراط في استخدام الشاشات يؤدي إلى الإدمان الرقمي، العزلة الاجتماعية، فرط النشاط، اضطرابات النوم، وأحيانًا نوبات غضب عند سحب الجهاز من الطفل، وإذا لاحظت أن الطفل يهمل واجباته المدرسية من أجل الجلوس أمام الشاشات أو يغضب إذا سحبت منه الجهاز فهو هنا على وشك الوقوع في فخ الإدمان الرقمي، كما أن العزلة الاجتماعية يطل شبحها، وهي ضد الأسرة الممتدة أو البيت العود الكبير، وفي تصريحات سابقه للدكتورة موزة المالكي الخبيرة والمعالجة النفسية تحدثت عن أهمية التواصل الأسري وأن يلتقي أفراد الأسرة الكبيرة باستمرار لتصير بينهم أُلفة وحميمية يناقشون آراء واقتراحات بعضهم البعض في مواجهة العزلة.
ويرى الأطباء النفسيون أن الإدمان الرقمي يشكل خطرا على نمو الطفل النفسي والاجتماعي والعقلي. وللوقاية من هذا الخطر، ينصح الطب النفسي بوضع حدود زمنية واضحة للاستخدام لا تزيد عن ساعة لمن هم تحت سن العاشرة وساعتين لمن فوق سن العاشرة، وتوفير هوايات بديلة تغري الأطفال بالتنازل عن هذه الشاشات، وتوجيه الأطفال نحو تطبيقات تحقق الأمان الرقمي، ولتكن تطبيقات ذات محتوى مفيد يعلم الطفل كيف ينجح في حياته، وأهمية الترابط الأسري والاجتماعي، ويتعلم أيضا فنون البرمجة ليتحصن ضد المواقع المشبوهة.
الدولة وفرت
البدائل المفيدة
دولتنا من خلال المراكز الثقافية والشبابية وفرت خلال هذا الصيف العديد من البدائل المفيدة عبار عن فعاليات متواصلة حتى بدء العام الدراسي القادم، والنصيحة الأهم لأولياء الأمور ألا يحرموا أبناءهم من الانخراط في هذه الفعاليات المهمة التي تعزز لديهم قيم الهوية والمواطنة، وتشجعهم على الابتكار والإبداع، وفي نفس الوقت قالب ترفيهي رائع يعزز الصحة النفسية
فعلى سبيل المثال لا الحصر وفرت وزارة الثقافة حزمة من البرامج الصيفية تشمل العديد من الورش والندوات والدورات التدريبية التي تستقطب مختلف الفئات العمرية، مع التركيز على الأطفال واليافعين، وتتنوع هذه الفعاليات بين المجالات الأدبية والفنية والمسرحية، ففي مركز قطر للشعر يتم تنظيم أمسيات شعرية أسبوعية يشارك فيها نخبة من الشعراء بهدف صقل المهارات الأدبية، ويعقد مركز شؤون المسرح دورات تدريبية في فنون التمثيل والإخراج المسرحي، إلى جانب تنظيم عروض مسرحية مشوقة، ويستضيف مركز الفنون البصرية معارض فنية جماعية لفنانين قطريين ناشئين، إضافة إلى ورش لتعليم الرسم والتصوير والنحت تستهدف الأطفال والمبتدئين، ويشرف عليها فنانون محترفون، وينفذ مركز نوماس برامج صيفية تراثية لتعليم الأطفال المهارات القطرية الأصيلة، مثل ركوب الهجن، الصقارة، الحرف اليدوية، والطبخ الشعبي، في إطار بيئة ترفيهية آمنة وممتعة، وفي خطوة لافتة هذا العام، أدخلت المراكز الثقافية عناصر التكنولوجيا في الفعاليات، مثل استخدام الواقع الافتراضي في ورش الفنون، وتقديم مسابقات ثقافية عبر التطبيقات الذكية، مما جذب اهتمام شريحة كبيرة من النشء الشباب.
وفي مسار متواز تنظم المراكز التابعة لوزارة الرياضة والشباب فعاليات متنوعة تعد الأطفال والنشء للمستقبل.
تخفيف الجرعة الرقمية
وقال السيد عوض الصباح خبير تقنية المعلومات في زمن الأجهزة الذكية: أصبح الأمان الرقمي للأطفال ضرورة لحمايتهم من الإدمان، وما يسببه من عزلة واضطرابات نفسية وتراجع في الواجبات الدراسية. ينصح الخبراء بتحديد أوقات آمنة لاستخدام الأجهزة عبر تعيين منبّه أو توقيت محدد يناسب عمر الطفل، مع تقديم بدائل ممتعة مثل ممارسة الرياضة والقراءة والأنشطة الثقافية والفنية واللعب في الهواء الطلق، كما يُعدّ الوالدان قدوة مهمة في ترشيد استخدام الشاشات وإظهار التوازن الرقمي أمام أبنائهم، مع أهمية التدخل مبكرًا عند ملاحظة علامات الإدمان كالعزلة أو الانفعال المفرط عند انقطاع الإنترنت. باتباع هذه الإرشادات المدعومة بتوصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية، يمكن للأسرة أن تصنع بيئة رقمية آمنة وممتعة لأبنائها وتدعم نموهم النفسي والاجتماعي السليم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
شاهد.. ميسي يسجل هدفا رائعا من ركلة حرة بالدوري الأميركي
سجل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (قائد إنتر ميامي) هدفا مبهرا خلال مباراة فريقه ضد ناشفل في الدوري الأميركي لكرة القدم، عبر ركلة حرة مباشرة مخادعة. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
فيديو نادر أطلق واحدة من أشهر ألعاب العالم.. القصة الحقيقية لـ"برنس أوف بيرشيا"
قلّة من الألعاب تمتع بالشعبية التي وصلت إليها لعبة "برنس أوف بيرشيا" -أي أمير بلاد فارس- إذ تمكنت اللعبة من بيع مليوني نسخة رغم صدورها في عام 1989، ومع أن اللعبة كانت تعتمد على مستوى رسومي وأسلوب لعب مبسط، فإن القصة وراءها أعمق مما تبدو. إذ أوضح جوردان ميكنر في كتابه "صناعة أمير بلاد فارس: يوميات 1985-1993" أنه اعتمد على تسجيل مقاطع فيديو لشقيقه ديفيد وهو يقوم بالحركات البهلوانية والقفزات المختلفة التي تظهر في اللعبة، ومن أجل الحفاظ على مصداقية المقاطع، ارتدى ديفيد ملابس تشبه ملابس بطل اللعبة طوال فترة التسجيل. وأشار ميكنر في كتابه إلى أنه اعتمد على تقنية تدعى "روتوسكوبينغ" (Rotoscoping) في تطوير مشاهد الحركة باللعبة، وهي تقنية عتيقة يعود استخدامها إلى عام 1915 عندما قام رسام الرسوم المتحركة ماكس فلايشر لأول مرة في سلسلة عصر الأفلام الصامتة من أجل توليد صور متحركة أقرب إلى الواقعية، ولكن لم تنتشر التقنية حتى عام 1937 عندما استخدمت في فيلم ديزني الشهير "بياض الثلج والأقزام السبعة". وتعتمد هذه التقنية على تتبع مشاهد ملتقطة حقيقية ونقلها في أوراق الرسومات من أجل تطبيقها على الرسوم المتحركة وتحريكها على مجموعة من المشاهد المتحركة للشخصيات التي تظهر في اللعبة أو الفيلم، وهي تعد من العمليات التي تستغرق وقتا طويلا في التحريك ولكن نتائجها تعد أفضل من غيرها. وحتى يتمكن ميكنر من القيام بذلك، كان يحتاج إلى تشغيل شريط الفيديو بعد تسجيل شقيقه، ثم يقوم بالتقاط مجموعة من الصور لكل ثانية من شريط الفيديو، بعد ذلك تتم معالجة هذه الصور ويعود بها للمنزل ليقوم برسمها يدويا قبل إرسالها إلى الأستوديو لوضعها في اللعبة. ورغم أن جزءا من هذه العملية كان يتم رقميا بحلول عام 1985، فقد كانت تستغرق وقتا طويلا وذلك بفضل رغبة ميكنر في تقديم تجربة ألعاب تحاكي التجربة التي قدمها سابقا في أولى ألعابه "كاراتيكا" (Karateka) التي كان والده هو نموذج الشخصية بداخلها. ويذكر ميكنر في كتابه أن شقيقه ليس الوحيد الذي كان نموذجا في لعبة "برنس أوف بيرشيا"، بل امتد الأمر إلى تينا ابنة زميله بيتر لا دو التي كانت ترتدي فستان حفلة التخرج الخاصة بها وكانت تعانق المنتج برايان إهيلر لالتقاط مشهد النهاية في اللعبة حين يصل الأمير إلى الأميرة.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
نجم شباك التذاكر.. لماذا ينجح كريم عبد العزيز حيث يفشل الآخرون؟
يواصل النجم المصري كريم عبد العزيز تعزيز موقعه كواحد من أبرز نجوم شباك التذاكر في السينما المصرية، بعدما انفرد بتصدر قائمة الأفلام التي تخطّت إيراداتها حاجز الـ100 مليون جنيه (2 مليون دولار أميركي)، بمشاركته في أربعة من أصل ثمانية أفلام فقط حققت هذا الرقم خلال السنوات الأخيرة. ومن أبرز هذه الأعمال: "ولاد رزق 2″، "ولاد رزق 3″، "سيكو سيكو"، و"الحريفة 2″، إلى جانب أفلام حققت نجاحا جماهيريا ونقديا مثل "كيرة والجن"، "بيت الروبي"، "الفيل الأزرق 3″، وأحدثها "المشروع X". هذا النجاح المتواصل يؤكد قدرته على المزج بين الجاذبية التجارية والتقدير الفني، ليحافظ على موقعه المتقدم في صدارة نجوم السينما المعاصرين. "المشروع X": خلطة الأكشن والكوميديا حقق فيلم "المشروع X" نجاحا كبيرا منذ طرحه في مايو/أيار الماضي، إذ تجاوزت إيراداته 135 مليون جنيه، ليثبت كريم عبد العزيز من جديد قدرته على تصدّر شباك التذاكر المصري والعربي، ويعزز مكانته كأكثر النجوم تحقيقًا للإيرادات في السنوات الأخيرة. الفيلم من إخراج بيتر ميمي، وتأليف أحمد حسني، وينتمي إلى نوعية أفلام الأكشن والمغامرة الممزوجة بالكوميديا. تدور أحداثه عن عالم مصريات يُدعى يوسف الجمال، يواجه اضطرابات نفسية، ويجد نفسه مطاردا من منظمة غامضة بعد اكتشافه أسرارا قد تغيّر مستقبل الطاقة في العالم. يجمع الفيلم بين عنصر التشويق والبُعد الإنساني، وهو ما ساهم في جذب جمهور واسع وتعزيز الحضور الجماهيري للفنان كريم عبد العزيز. يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب كريم عبد العزيز، ياسمين صبري، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، وعصام السقا، مع ظهور خاص لعدد من النجوم في مشاهد قصيرة، مثل هنا الزاهد، ماجد الكدواني، كريم محمود عبد العزيز، مصطفى غريب، وفدوى عابد. شهد الفيلم تصاعدا لافتا في الإيرادات منذ أيام عرضه الأولى، محققا نحو 29.8 مليون جنيه في الأسبوع الأول فقط، ليرتفع إلى 48 مليونا في الأسبوع الثاني، ويواصل الصعود حتى تخطى حاجز الـ100 مليون لاحقا، بحسب بيانات غرفة صناعة السينما. "بيت الروبي".. إثبات جديد للنجاح حقق فيلم "بيت الروبي" إيرادات ضخمة تجاوزت 131 مليون جنيه منذ طرحه في عام 2023، ليؤكد مرة أخرى قدرة كريم عبد العزيز على تقديم أعمال جماهيرية تتجاوز الكوميديا السطحية، وتمتد لتلامس قضايا اجتماعية معاصرة. اعتمد الفيلم على ثنائية مميزة بين كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز، في تجربة تمثيلية لا تقوم على النجم الأوحد، بل على تكامل أداء وشخصيات، مدعومة بنص اجتماعي ذكي ورؤية إخراجية واضحة لـبيتر ميمي. يجسّد كريم عبد العزيز شخصية المهندس إبراهيم الروبي، الذي يعيش مع زوجته في عزلة طويلة، بعد أزمة صادمة سببها ضغط مواقع التواصل الاجتماعي وعالم المؤثرين. لكن مسار الأحداث يجبره على العودة إلى القاهرة لمواجهة ماضٍ لم يُغلق بعد. ورغم الطابع الكوميدي الظاهر للفيلم، فإنه يطرح تساؤلات جادة عن تغلغل وسائل التواصل في حياتنا اليومية، ومدى قدرتها على تشكيل العلاقات وتحديد المصائر الشخصية. "كيرة والجن".. قوة البطولة الجماعية في عام 2022، حقق فيلم "كيرة والجن" إيرادات بلغت 120 مليون جنيه، ليصبح واحدا من أعلى الأفلام دخلا في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط بفضل فكرته المأخوذة عن رواية 1919 للكاتب أحمد مراد، ولا لكونه ينتمي إلى النوع التاريخي، بل لأنه جمع بين اثنين من كبار نجوم الشباك، هما كريم عبد العزيز وأحمد عز، في تجربة جماعية مميزة كسرت النمط التقليدي للبطولة الفردية. يتتبع الفيلم مسار شخصيتي "كيرة" و"الجن" خلال أحداث ثورة 1919، حيث تتقاطع مصائرهما رغم اختلاف خلفياتهما وطباعهما. يجسد كريم عبد العزيز شخصية كيرة، العقل المدبر صاحب الطبع الهادئ والرصين، في حين يقدم أحمد عز شخصية الجن بروحه المتمردة وبنيته الصدامية، ما أضفى على العمل تناغمًا دراميًا مميزًا ومصداقية في الأداء المشترك. هذا التوازن منح الفيلم طابعا فريدا، خاصة مع وجود أسماء قوية في الأدوار المساعدة مثل هند صبري، سيد رجب، وأحمد مالك، تحت إدارة المخرج مروان حامد، ليخرج العمل بصورة مكتملة العناصر. نجح "كيرة والجن" في إثبات أن البطولة الجماعية، حين تكون مدعومة بكيمياء فنية صادقة، قد تكون أكثر تأثيرًا من البطولة المنفردة، ما جعله نموذجًا سينمائيًا متقنًا جمع بين العمق التاريخي والجاذبية الجماهيرية. "الفيل الأزرق 2".. 104 ملايين جنيه بعد النجاح الكبير للجزء الأول، عاد كريم عبد العزيز عام 2019 وقدم الجزء الثاني من فيلم "الفيل الأزرق"، الذي حقق أكثر من 104 ملايين جنيه، تأكيدا أن الجمهور يثق في هذه النوعية من الأفلام المعقدة نفسيا والمبنية على حبكات غير تقليدية. في هذا الجزء، يستكمل الفيلم قصة الدكتور "يحيى" بعد خمس سنوات من أحداث الجزء الأول، حيث يجد نفسه من جديد داخل قسم الحالات الخطرة ومع تصاعد التهديدات التي تطال حياته الشخصية والمهنية، يضطر إلى اللجوء مرة أخرى إلى "حبوب الفيل الأزرق" في محاولة لفهم ما يحدث، وفك شيفرات تتداخل فيها الهلاوس مع الواقع. الفيلم قدم الممثل المصري بشكل أكثر نضجا في الأداء وجرأة جعلته يتنقل بين العقلانية والجنون في لحظات دون أن يفقد تعاطف المشاهد أو مصداقيته. وقد ساعده في ذلك سيناريو أحمد مراد الذي صاغ حبكة أكثر قتامة وتعقيدا، وإخراج مروان حامد الذي حافظ على الهوية البصرية والجو المشحون بالغموض. مشاركة أسماء لامعة مثل هند صبري، نيللي كريم، إياد نصار، شيرين رضا وتارا عماد، أضافت إلى الفيلم، لكنه ظل في النهاية عملا يستند إلى حضور كريم عبد العزيز، الذي استطاع أن يصنع من شخصية "يحيى" واحدة من أكثر الشخصيات شهرة وتعقيدا في السينما المصرية الحديثة.