logo
ضربة إسرائيلية تغير المعادلة: هل تمهد إيران طريقها لصنع أول سلاح نووي؟

ضربة إسرائيلية تغير المعادلة: هل تمهد إيران طريقها لصنع أول سلاح نووي؟

لبنان اليوممنذ 10 ساعات

شنت إسرائيل، منذ 12 حزيران الجاري، سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، في محاولة لمنع طهران من إحراز تقدم إضافي نحو امتلاك أسلحة نووية.
استهدفت الهجمات قواعد صاروخية ومواقع نووية وعلماء في مجال الطاقة النووية، إضافة إلى أفراد عسكريين يُعتقد أنهم مرتبطون ببرنامج محتمل لتطوير أسلحة نووية.
في تحليل نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني، أشارت الباحثة ماريون ميسمير إلى أن إسرائيل كانت تهدد منذ وقت طويل بشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني.
جاءت هذه الهجمات في ظل تجدد محادثات دبلوماسية نووية بين الولايات المتحدة وإيران، كما تزامنت مع تصويت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مذكرة تُدين إيران بانتهاك التزاماتها المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية.
وأعربت الوكالة عن قلقها إزاء وجود مواد نووية غير معلنة داخل إيران، مع تزايد صعوبة مراقبة أنشطة التخصيب.
وأشار تقرير للوكالة إلى أن إيران تمتلك يورانيومًا مخصبًا يكفي لصنع نحو 9 أسلحة نووية.
كان الهدف من التقرير والتصويت تحذير إيران وتشجيعها على العودة للامتثال لعمليات التفتيش الدولية، مما قد يدعم استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة.
ورغم استعداد الدبلوماسيين لعقد جولة مفاوضات جديدة الأحد، أوقفت الهجمات الإسرائيلية الجهود الدبلوماسية مؤقتًا.
وأكدت الولايات المتحدة عدم مشاركتها في الهجمات، لكنها أخلت دبلوماسييها من المنطقة، في مؤشر على علمها بالهجوم المقبل وعدم رغبتها في منعه.
من جهته، زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجمات كانت جزءًا من استراتيجية أمريكية لإجبار إيران على قبول اتفاق نووي.
وترى ميسمير أن إسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، وأن ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية نتيجة ضربات العام الماضي، بالإضافة إلى بطء وتيرة الدبلوماسية، دفعا تل أبيب إلى اختيار الضربة الوقائية كخيار أفضل لمنع تطوير قنبلة نووية.
ومع ذلك، قد تكون لهذه الضربة تأثيرات عكسية، إذ قد تدفع إيران لتسريع تطوير سلاح نووي كوسيلة للردع وحماية منشآتها.
تُشير التقديرات إلى أن إيران لا تزال على بعد خطوة واحدة من صنع سلاح نووي، حيث تراهن الفصائل المتشددة داخل الحكومة على هذا الخيار، رغم تباين الآراء بشأن مخاطره وفوائده.
وفي حال تكررت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية، قد تزيد طهران من حافزها لإنتاج قنبلة نووية بأسرع وقت ممكن، في محاولة لإظهار قدرتها على الدفاع عن سيادتها.
تتجاوز الترسانة النووية الإسرائيلية في الحجم قدرة إيران الحالية، مما يضع طهران في موقف معقد بشأن إعلان وضعها النووي الجديد، خاصة مع الإمكانيات الاستخباراتية المكثفة التي تراقب أنشطتها.
كما قد يدفع اندفاع إيران نحو السلاح النووي إسرائيل إلى إعادة تقييم خياراتها الاستراتيجية، بما في ذلك احتمال استخدام السلاح النووي ضد المنشآت الإيرانية.
يُذكر أن المنشأة النووية في نطنز محصنة وتقع في عمق تحت الأرض، ولم تُسجل حتى الآن أي تسربات إشعاعية.
وحذرت ميسمير من أن الهجمات على المنشآت النووية قد تؤدي إلى انبعاث إشعاعات خطيرة تهدد السكان والبيئة في المنطقة وما وراءها.
وتواجه إسرائيل تحديًا في تدمير المنشآت النووية باستخدام الأسلحة التقليدية، ويبدو أنها مصممة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني حتى لو تطلب ذلك اللجوء لخيارات أقوى.
وترى الباحثة أن أي ضربة نووية ستزعزع استقرار النظام الأمني الدولي برمته.
وفي ختام تحليلها، شددت ميسمير على أن إيران والولايات المتحدة كانتا تقتربان من حل دبلوماسي قبل الهجمات الإسرائيلية، وهو أمر بالغ الأهمية اليوم لمنع تصعيد قد يكون خارج السيطرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية الفرنسي: باريس لم تحشد بعد مواردها العسكرية للدفاع عن إسرائيل
وزير الخارجية الفرنسي: باريس لم تحشد بعد مواردها العسكرية للدفاع عن إسرائيل

صدى البلد

timeمنذ 33 دقائق

  • صدى البلد

وزير الخارجية الفرنسي: باريس لم تحشد بعد مواردها العسكرية للدفاع عن إسرائيل

أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم الأحد، أن فرنسا لم تحشد بعد مواردها العسكرية لمساعدة إسرائيل على اعتراض الصواريخ الإيرانية التي تستهدف أراضيها. وخلال حلقة نقاشية مع إذاعة وتلفزيون لوكسمبورج وصحيفة لوفيجارو وقناتي 'بوبلي سينا' و"ام 6" الفرنسيتين، قال إن "في المرحلة الحالية، وبالنظر إلى طبيعة ومسار الهجمات الإيرانية على إسرائيل، لم يتم حشد الموارد العسكرية الفرنسية". وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد أعلن الجمعة الماضية أن فرنسا قد تشارك في عمليات لحماية إسرائيل والدفاع عنها في حال "رد" طهران على الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، إذا كانت "في وضع يسمح لها بذلك". وخلال الهجمات الإيرانية السابقة على إسرائيل في أبريل 2024، ساهمت باريس في اعتراض طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية. وأوضح بارو أن فرنسا ملتزمة التزامًا راسخًا بأمن إسرائيل، وقد برهنت على ذلك عندما تعرضت إسرائيل لهجوم إيراني في أبريل وأكتوبر من العام الماضي. وتابع أن إيران لديها الآن يورانيوم مخصب بمستوى أعلى بأربعين مرة من المستوى المتفق عليه قبل عشر سنوات، مشيرًا إلى أن البرنامج النووي الإيراني، كما يعلم الجميع، ليس لأغراض مدنية فحسب، بل له غرض عسكري واضح للغاية. ولفت إلى أن إيران أخفت قدراتها النووية عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن الأخيرة نشرت تقريرًا قبل أسبوع يثبت ذلك، داعيًا مجددًا أطراف الصراع في المنطقة إلى التحلي بـ"ضبط النفس". وختم متسائلًا "هل لا يزال هناك مجال للحوار والتفاوض؟ بالطبع هناك. دائمًا ما يكون هناك مجال لذلك، وهذا ما نهدف إليه".

بالصور - أقمار صناعية تكشف المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران
بالصور - أقمار صناعية تكشف المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

بالصور - أقمار صناعية تكشف المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران

منذ فجر يوم الجمعة، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات على عدد من المواقع في إيران، شملت قواعد دفاع جوي ومنشآت نووية وقواعد لصواريخ باليستية، في إطار الضربة الأولى في الحرب بين إسرائيل وإيران. وتُظهر صور الأقمار الصناعية دمارا في عدد كبير من القواعد المستهدفة. وقد كشف تقرير من هآرتس من خلال صور أقمار صناعية المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران. تعرضت منشأة تخصيب اليورانيوم لضربة. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن 'الضربة أصابت مساحة تحت الأرض تحتوي على قاعات متعددة الطوابق للتخصيب، وغرف كهرباء، وبنى تحتية أخرى'. وذكرت نيويورك تايمز أن منشأة إنتاج الوقود النووي فوق الأرض والبنية الكهربائية قد دُمّرت، فيما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأضرار اقتصرت على المنشآت فوق الأرض. أصفهان: تم استهداف منشأة تحويل اليورانيوم، حيث يُحوّل مسحوق اليورانيوم إلى غاز لتغذية أجهزة الطرد المركزي. الجيش الإسرائيلي قال إنه استهدف المختبرات فقط، دون المساس بمخزون الوقود النووي. ضُرب موقع إنتاج متقدم للصواريخ الباليستية تابع للحرس الثوري، يتم فيه تطوير صواريخ مثل 'خيبر شكن' التي تعمل بالوقود الصلب ويُعتقد أنها قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي. تبريز: تُظهر صور أقمار صناعية أضرارًا لعدة مواقع لإطلاق صواريخ باليستية من تحت الأرض، وتحديدًا عند بوابات الإطلاق. قم (فردو): لم تُلاحظ أضرار خارجية في منشأة تخصيب اليورانيوم المحصنة 'فردو'. وذكرت إيران أن انفجارات سُمعت قرب الموقع، لكن إسرائيل لم تؤكد ذلك.

في وجه العاصفةالاسرائيلية .. الطاقة الذرية الإيرانية: التكنولوجيا النووية خيار لا رجعة فيه
في وجه العاصفةالاسرائيلية .. الطاقة الذرية الإيرانية: التكنولوجيا النووية خيار لا رجعة فيه

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

في وجه العاصفةالاسرائيلية .. الطاقة الذرية الإيرانية: التكنولوجيا النووية خيار لا رجعة فيه

جدّدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تأكيدها على المضي قدمًا في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية. وجاء هذا الموقف الحازم في بيان نُشر اليوم عبر المنصات الرسمية للمنظمة، حيث شدّدت طهران على أن البرنامج النووي السلمي "لن يتوقف رغم التهديدات والهجمات الخارجية"، في إشارة مباشرة إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية. يأتي هذا التصريح في وقت بالغ الحساسية، بعد أن تبنّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول قرار من نوعه منذ عقدين يدين عدم تعاون طهران الكامل بشأن ثلاث مواقع غير مصرّح بها تحتوي على آثار لمواد نووية. رد إيران لم يتأخر، إذ أعلنت توقفها عن إبلاغ الوكالة بأي إجراءات حماية جديدة، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا دبلوماسيًا كبيرًا. لكن خلف هذا السجال التقني والدبلوماسي، تقف رؤية إيرانية واضحة ترتكز على الربط بين التنمية التكنولوجية والاستقلال السياسي. حيث يرى المسؤولون في طهران أن تعزيز القدرات النووية، حتى ضمن الإطار السلمي، هو جزء من مشروع أكبر للتحرر من الهيمنة الغربية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات العلمية والصناعية. البيان الذي أصدرته منظمة الطاقة الذرية لم يخلُ من النبرة الرمزية، إذ تحدّث عن "أرواح الشهداء من العلماء النوويين" وضرورة "تكريمهم بمواصلة الطريق"، وهو خطاب يهدف إلى حشد الدعم الشعبي الداخلي، خصوصًا في ظل ما تصفه إيران بـ"العدوان الصهيوني" المتكرر. وفي حين تستعد أوروبا لفتح باب المفاوضات من جديد، لا يبدو أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات. فالمسار الميداني يكشف عن خطوات تصعيدية واضحة، منها استكمال بناء منشآت تخصيب جديدة، وتطوير أجهزة طرد مركزي أكثر تطورًا، ما قد يُسرّع عملية إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب. أما على المستوى الإقليمي، فتزداد المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة. الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والخطاب المتشنج من الطرفين، يشيران إلى احتمال تدحرج الأوضاع نحو أزمة أكبر، قد تتجاوز الملف النووي لتشمل كامل خريطة الشرق الأوسط. وفي المحصلة، يبدو أن إيران مصمّمة على دفع برنامجها النووي السلمي إلى الأمام، حتى وإن كلّفها ذلك المزيد من العزلة الدولية. وهي بذلك تطرح معادلة جديدة: التنمية تحت الحصار، والسيادة رغم الضغوط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store