
اللقاحات سلاح لبنان في وجه الأزمات... دعم دولي وتخطيط مُستدام
بالتزامن مع مشاركة وزير الصحة العامة السيد ركان ناصر الدين، في القمة العالمية لتحالف اللقاحات "غافي"، التي انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، تحت شعار "الصحة والازدهار من خلال التطعيم"، والتي جمعت أكثر من 55 من القادة وصناع القرار حول العالم، عُقد اجتماع ثنائي بين الوزير والرئيسة التنفيذية للتحالف السيدة سانيا نيشتار. وقد خلص اللقاء إلى تأكيد التزام لبنان بسدّ الفجوة في التحصين الأساسي، وهي فجوة فُرضت بفعل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي مرّ بها البلد في السنوات الأخيرة.
وفي إطار تعزيز هذا التوجه، اتفق الجانبان على ضرورة قيام وفد من مسؤولي تحالف "غافي" بزيارة إلى لبنان قريبًا، بهدف تعميق التعاون المشترك، وتفعيل الشراكة الاستراتيجية في مجال التحصين وضمان وصول اللقاحات إلى جميع الفئات، لا سيما الأطفال، بما يعزز الأمن الصحي الوطني.
وكان لـ "الديار" حوار خاص مع الرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات "جافي" السيدة "سانيا نيشتار".
صمود صحي رغم الأزمات
شهد لبنان منذ عام 2019 سلسلة من الأزمات المتلاحقة، بدءاً بالانهيار الاقتصادي، مروراً بجائحة كوفيد-19، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى استضافة أعداد هائلة من اللاجئين. ورغم هذه الظروف القاسية التي أنهكت النظام الصحي، أظهرت الدولة اللبنانية التزاماً لافتاً في الحفاظ على برامج التحصين. وقد أشادت السيدة نيشتار بالجهود التي يقودها وزير الصحة وفريقه، والذين أصروا على اعتبار التحصين أولوية وطنية لا يمكن التهاون بها.
وأكدت "أن التجربة اللبنانية نموذج ملهم، حيث أظهرت كيف يمكن لدولة صغيرة تمر بأزمة أن تُبقي على برامجها الصحية الحيوية، معتمدة على رؤية واضحة بأن كل دولار يُستثمر في الوقاية، يعود بفوائد صحية واقتصادية مضاعفة".
تحالف "غافي" يدعم لبنان في مواجهة التحديات
ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية وتراجع التمويل الحكومي، تفاقمت التحديات التي تواجه برامج التحصين في لبنان. ورغم محدودية الموارد، أظهرت وزارة الصحة اللبنانية مرونة كبيرة، من خلال اعتماد أنظمة جرد ذكية لإدارة اللقاحات وتفادي نفادها، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية لتقاسم البنى التحتية وتوفير الخدمات الصحية في مواقع يسهل الوصول إليها.
وأكدت نيشتار أن "غافي" يواصل تقديم الدعم المالي والفني للبنان، لتمكينه من مواجهة هذه التحديات، والحفاظ على استمرارية خدمات التحصين في جميع المناطق، بما فيها المخيمات ومناطق النزوح.
وفي ما يخص استعادة معدلات التغطية باللقاحات، أوضحت نيشتار أن لبنان بالتعاون مع "غافي" وشركائه مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر اللبناني، تمكن من إعادة تفعيل حملات التحصين تدريجياً. كما تم تدريب الكوادر الصحية ودعم سلاسل التبريد والتوزيع لضمان وصول اللقاحات بأمان وفعالية.
وقد ساهم الصليب الأحمر اللبناني بشكل خاص في إيصال اللقاحات إلى المناطق النائية، مما ساعد في تقليص عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات الأساسية، وهو ما تعتبره السيدة نيشتار خطوة محورية في تعزيز الأمن الصحي.
الأولوية: عودة التغطية إلى مستوياتها السابقة
تراجع مستويات التغطية بالتطعيمات الروتينية منذ عام 2019 يُعدّ من أكبر التحديات الحالية، بحسب نيشتار. ولكن وجود شبكة واسعة من مراكز الرعاية الصحية الأولية، يشكل ركيزة قوية يمكن البناء عليها. وأشادت بجهود الفرق الميدانية، لا سيما في المناطق المحرومة، حيث تم إحراز تقدم لافت في إيصال اللقاحات للأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة سابقاً.
هذا، ورأت أن بناء الثقة باللقاحات يبدأ من توعية المجتمع. ففي المناطق التي تشهد ضعفاً في الثقافة الصحية، يزداد التردد في تلقي اللقاح. ولذلك، فإن حملات التوعية تلعب دوراً أساسياً في إزالة الشكوك وبناء قناعة مجتمعية بأهمية التحصين.
لقاح HPV: خطوة وقائية استراتيجية
وصفت نيشتار إدخال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ضمن الروزنامة الوطنية، بأنه خطوة استراتيجية لحماية صحة المرأة. ويهدف هذا اللقاح إلى الوقاية من سرطان عنق الرحم، أحد الأسباب الرئيسية لوفيات النساء المرتبطة بالسرطان.
وأكدت أن تحقيق هذا الهدف بحلول 2026 هو أمر واقعي، في ظل الالتزام السياسي القائم، والدعم الفني والمالي من جافي وشركائه، إلى جانب دور المجتمع في رفع الوعي وضمان قبول اللقاح لدى الفئة المستهدفة من الفتيات في سنّ المراهقة.
كما أشارت نيشتار إلى أن نجاح إدخال لقاح HPV يعتمد على التخطيط الدقيق، وتفعيل الشراكات بين وزارات الصحة والتعليم، والمؤسسات الصحية والمجتمع المحلي. وشددت على أهمية إشراك الأهل والمعلمين والأطباء لضمان تقبل اللقاح، وزيادة نسب التغطية، وتحقيق أهداف المبادرة على نحو مستدام.
زيارة مرتقبة إلى لبنان
وأكدت نيشتار أن زيارة وفد "غافي" المرتقبة إلى لبنان تهدف إلى مراجعة الإنجازات والتحديات، وتحديد الخطوات المستقبلية، لا سيما في ما يخص إطلاق لقاح HPV. كما ستعمل الزيارة على تعزيز التنسيق مع وزارة الصحة، وتأكيد التزام التحالف بدعم لبنان في ظل أزماته المتواصلة.
وأوضحت أن التحالف يعمل على تعزيز التعاون مع الحكومات التي تواجه أوضاعاً مشابهة للبنان، مثل سوريا والسودان وغزة. وكشفت عن تخصيص 20 مليون دولار لدعم اللقاحات في غزة والضفة الغربية، وكذلك للاجئين الفلسطينيين في لبنان، كجزء من التزام التحالف بضمان المساواة في الوصول إلى اللقاحات.
فجوة تمويلية ومصادر مبتكرة
رغم جمع "غافي" أكثر من 9 مليارات دولار خلال قمته الأخيرة، فإن الفجوة التمويلية ما بين عامي 2026 و2030 ما تزال تقارب 11.9 مليار دولار. ويسعى التحالف إلى إيجاد مصادر تمويل مبتكرة وجذب مانحين جدد للحفاظ على استمرارية برامجه، لا سيما في الدول الهشة.
في ختام حديثها، وجهت السيدة نيشتار رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي: "التحصين ليس رفاهية، بل ضرورة. هو أداة إنقاذ، واستثمار فعّال في الصحة والاستقرار. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى وقفة تضامنية لدعم برامج التحصين، من أجل حماية الأجيال المقبلة وتحقيق تنمية صحية واقتصادية مستدامة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 2 ساعات
- ليبانون 24
حملات التطعيم الطارئ خفّضت الوفيات بنسبة 60% وأنقذت مليارات الدولارات خلال 25 عامًا
أظهرت دراسة حديثة أن حملات التطعيم الطارئ، التي تُنفّذ أثناء تفشي الأمراض المعدية مثل الكوليرا والإيبولا والحصبة، ساهمت في تقليص عدد الوفيات بنسبة تقترب من 60% خلال الـ25 عامًا الماضية. وبحسب تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" واطلعت عليه "العربية نت"، فإن التحالف العالمي للقاحات "جافي"، بالتعاون مع باحثين من معهد بيرنت في أستراليا ، قدّم أول تحليل شامل للتأثير الصحي والاقتصادي لحملات التطعيم الطارئة على مستوى العالم. وقالت الرئيسة التنفيذية للتحالف، سانيا نيشتار: "للمرة الأولى، نمتلك بيانات تُظهر بوضوح الفوائد البشرية والاقتصادية للقاحات في التصدي لتفشي أخطر الأمراض". الدراسة التي شملت 210 تفشيات لخمسة أمراض معدية – الكوليرا، الإيبولا، الحصبة، التهاب السحايا، والحمى الصفراء – في 49 دولة منخفضة الدخل بين عامي 2000 و2023، وجدت أن حملات التطعيم خفضت الإصابات والوفيات بنحو 60% بشكل عام. وأظهرت نتائج لافتة، أبرزها أن التطعيم خفّض الوفيات خلال تفشي الحمى الصفراء بنسبة 99%، وبنسبة 76% في حالة الإيبولا. وقدّرت الدراسة أن هذه الحملات أنقذت ما يعادل 32 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية، عبر تجنّب الوفيات وفقدان سنوات العمر بسبب الإعاقة، رغم أن الرقم لا يشمل الكلفة الكاملة للأزمات أو الخسائر الاجتماعية الأوسع. وأشارت الدراسة إلى مثال تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا عام 2014، الذي سبق ظهور اللقاحات، وكلف وحده أكثر من 53 مليار دولار، بعدما انتشر خارج القارة. يأتي هذا التحليل في وقت تتزايد فيه حالات تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وسط تصاعد المعلومات المضللة وتراجع التمويل الدولي. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت في أبريل من تزايد خطر الحصبة والتهاب السحايا والحمى الصفراء على مستوى العالم. ويحاول التحالف العالمي للقاحات حاليًا تأمين جولة تمويل جديدة، خصوصًا بعد إعلان واشنطن وقف دعمها للمجموعة.


اغاني اغاني
منذ 2 ساعات
- اغاني اغاني
بحلول 2030... هدف التلقيح العالمي مهدد بالفشل
سجلت معدلات تلقيح الأطفال حول العالم استقرارا بعد التراجع الذي شهدته خلال أزمة كوفيد، على ما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء، إلا أن المعلومات المضللة وتراجع المساعدات الدولية تشكل تهديدات جديدة. في العام 2024، تلقى 85% فقط من الأطفال في الفئة العمرية التي ينبغي على أفرادها تلقّي هذا اللقاح، أي 108 ملايين طفل، ثلاث جرعات من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (أو اللقاح الثلاثي DTP)، إذ تشكّل الجرعة الثالثة مؤشرا رئيسيا على التغطية العالمية باللقاح، بحسب بيانات نشرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف التابعتان للأمم المتحدة. ويمثل ذلك ارتفاعا بنسبة نقطة مئوية واحدة مقارنة بعام 2023، أي ما يعادل مليون طفل إضافي. وتُعتبر هذه مكاسب "متواضعة" في ظل التحديات الكبيرة التي لا تزال قائمة، وفقا للأمم المتحدة. وفي العام 2024، بلغ عدد الأطفال حول العالم الذين لم يحصلوا على أي جرعات، 14,3 مليون طفل، ما يشكل انخفاضا طفيفا مقارنة بـ14,5 مليونا قبل عامين. ومع ذلك، لا يزال العدد أعلى من المستوى المسجَّل في العام 2019 (1,4 مليون)، قبل أن تتسبب جائحة كوفيد-19 في اضطراب الخدمات الصحية. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية، "الخبر السار هو أننا تمكّنا من تطعيم عدد أكبر من الأطفال بلقاحات منقذة للأرواح"، لكنها أضافت "لا يزال ملايين الأطفال محرومين من الحماية ضد أمراض يمكن الوقاية منها". ورجحت منظمة الصحة العالمية ألا يتمكن العالم من تحقيق الهدف المتمثل في ضمان أن تطعيم نسبة 90% من الأطفال والمراهقين باللقاحات الأساسية والضرورية بحلول العام 2030. وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في البيان من أن "الاقتطاعات الجذرية في المساعدات، إلى جانب المعلومات المضللة بشأن سلامة اللقاحات، تهدد بنسف عقود من التقدم". ويُظهر التقرير أيضا أن الوصول إلى اللقاحات لا يزال يشهد تفاوتا كبيرا، وأن النزاعات المسلحة تُعرقل بشدة الجهود الرامية إلى تعزيز نطاق بالتلقيح. وقد تتفاقم هذه الأوضاع أكثر مع تراجع الدعم الدولي، لا سيما من الولايات المتحدة. وقال المسؤول عن ملف التلقيح في اليونيسف إفريم ليمانغو خلال مؤتمر صحافي "لقد أضعفت التخفيضات في الميزانيات قدرتنا على الاستجابة لتفشي الأمراض في حوالى 50 دولة". وتُعد صعوبة لوصول إلى اللقاحات السبب الرئيسي لانخفاض معدلات نطاق التطعيم حول العالم، لكن وكالات الأمم المتحدة تُشير أيضا إلى الخطر الذي تمثله المعلومات المضللة بشأن اللقاحات. وأوضحت مسؤولة التطعيم في منظمة الصحة العالمية كيت أوبراين، لصحافيين أن تراجع الثقة في "سلامة اللقاحات" قد يسبب نقصا في المناعة الجماعية، وهو أمر قد يكون خطرا ويؤدي إلى تفشي الأوبئة. وينبه الخبراء خصوصا إلى الوضع في الولايات المتحدة حيث بدأ وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور المعروف بمعارضته للتطعيم، إجراء إصلاحات عميقة في السلطات الصحية الأميركية وسياسة التطعيم. وقد اتُهم خصوصا بنشر معلومات مضللة حول لقاح الحصبة، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة منذ مطلع العام 2025، أسوأ تفشٍّ لهذا المرض منذ أكثر من 30 عاما. وفي العام 2024، شهدت 60 دولة انتشارا "واسعا أو مقلقا" للحصبة، أي ما يقرب من ضعف عدد الدول المتأثرة في العام 2022 والذي بلغ 33 دولة، وفقا للتقرير. رغم ذلك، تلقى مليونا طفل إضافي لقاح الحصبة العام الماضي مقارنة بعام 2023، إلا أن معدل التغطية العالمية لا يزال دون المستوى المطلوب البالغ 95% وهو الحد الضروري لمنع تفشي الأوبئة. كذلك، يسلّط التقرير الضوء على جانب إيجابي، يتمثل في تحسّن معدلات التغطية بالتطعيم ضد عدد من الأمراض في 57 دولة تتلقى الدعم من منظمة "غافي"، التي تساند جهود التطعيم في أكثر الدول فقرا. المصدر: info3


صدى البلد
منذ 7 ساعات
- صدى البلد
العواصف الرملية خطر متصاعد قادم
من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، أصبحت العواصف الرملية والترابية ظاهرة تتكرر بوتيرة متزايدة، مسببة اضطراب في الحياة اليومية ومخاطر صحية متفاقمة منها مشاهد السماء المغبرة، وصعوبات التنفس، وتعطل حركة الملاحة. من أين تبدأ العاصفة؟ العواصف الرملية، تنشأ عندما تتسبب الرياح القوية في رفع الغبار والرمال من التربة الجافة إلى الغلاف الجوي. وتشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليوني طن من الرمال والغبار تنطلق سنويا في الجو، نصفها تقريبًا مصدره الصحراء الكبرى في أفريقيا. وتوضح المنظمة أن هذه الجسيمات يمكن أن تقطع آلاف الكيلومترات، ناقلة معها المغذيات التي تدعم النظم البيئية، من غابات الأمازون إلى المحيط الأطلسي، لكن في المقابل، تُنذر بمخاطر صحية وبيئية جسيمة. التأثيرات الصحية والاقتصادية تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية أن العواصف الرملية باتت أكثر تكرارا وحدة، وخصوصاً في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 330 مليون شخص حول العالم يتأثرون بهذه الظاهرة سنويًا. ولا تقتصر الأضرار على انعدام الرؤية أو توقف وسائل النقل، بل تتعداها إلى تأثيرات خطيرة على الجهاز التنفسي، منها الربو والالتهاب الرئوي. وتشير الدراسات إلى أن الجسيمات الدقيقة قد تصل إلى مجرى الدم، مؤثرة على أعضاء الجسم كافة. وفي عام 2017، بلغت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن تآكل التربة بفعل الرياح والغبار في الولايات المتحدة وحدها نحو 154 مليار دولار، وفق تقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. بؤر ساخنة حول العالم تتوقع المنظمة ازدياد بؤر الغبار الساخنة في عدد من المناطق، منها دول في غرب إفريقيا مثل ليبيريا وساحل العاج وغانا، إضافة إلى مصر، وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل في أمريكا اللاتينية، وأجزاء من الصين وآسيا الوسطى. كما لم تسلم دول أوروبية كإيطاليا وإسبانيا من آثار هذه العواصف. هل التغير المناخي هو السبب؟ بحسب خبراء المناخ، فإن التصحر وذوبان الأنهار الجليدية وسوء إدارة الأراضي عوامل تضاعف من حدة العواصف. مسؤولية بشرية وحلول ممكنة رغم أن الظاهرة جزء من دورة الأرض الطبيعية، إلا أن نحو 25% من انبعاثات الغبار تعود إلى أنشطة بشرية مباشرة، مثل البناء والزراعة وقطع الأشجار. وترى الأمم المتحدة أن هذا يعني إمكانية التخفيف من الظاهرة من خلال سياسات بيئية مستدامة، تعيد التوازن إلى العلاقة بين الإنسان والطبيعة.