
استهداف مقابر صنعاء تثير موجة سخرية عالمية: هل بلغ التخبط الأمريكي ذروته؟
عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
في مشهد غير مسبوق يختلط فيه العبث العسكري بالسخرية السياسية، شنت الطائرات الأمريكية، مساء السبت، غارات جوية استهدفت مقبرتين في العاصمة اليمنية صنعاء، في خطوة وُصفت بأنها 'الأكثر تخبطًا' منذ بدء تصعيد العدوان الأمريكي في اليمن.
التصعيد الأمريكي الجديد وصفه سياسيون وناشطون بـ'الأكثر عبثية'، ما أثار موجة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن جدوى التصعيد العسكري الأمريكي في اليمن.
الغارات استهدفت مقبرة ماجل الدمة في مديرية الصافية ومقبرة النجيمات في مديرية السبعين وسط العاصمة، دون وقوع ضحايا من الأحياء، في حين تناقلت مواقع يمنية تقارير 'ساخرة' عن إصابة 3 من الموتى بجروح متفاوتة، وسط دهشة الأهالي من تحويل مقابر الأموات إلى أهداف عسكرية.
الحدث، سرعان ما تحوّل إلى مادة دسمة للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث سخر رئيس تحرير صحيفة 'هيواد' الأفغانية، الدكتور شريف میاشتینۍ، من الحادثة بتغريدة نشرها على منصة 'إكس'، قال فيها:
'طائرة B-2 الشبح الأمريكية 'المرعبة' تقصف الليلة مقبرتي أموات بالعاصمة صنعاء.. هل هذا يدل على أن ترامب قد أعاد أمريكا عظيمة من جديد أم حولها إلى مسخرة؟!'
وفي ردود أفعال شعبية، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات لاذعة، أبرزها ما كتبه أحد النشطاء:
'قد سمعتم عن أحد ضرب ميت وهرب؟ إلا ترامب!'، في إشارة إلى عدم منطقية استهداف مقابر لا تضم سوى الأموات.
وفي سياق التهكم، تداول ناشطون تعليقًا ساخرًا منسوبًا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جاء فيه:
'يعرب عن قلقه من استهداف المقابر ويدعو جميع الأموات في مقابر صنعاء إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد.'
وفي تطور لافت، نسبت وسائل إعلام محلية ودولية إلى القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى تصريحًا عاجلًا مفاده:
'قصفنا المقابر في صنعاء بهدف القضاء على الحوثيين من جذورهم.'
العبارة أثارت عاصفة من التهكم، وكتب أحد النشطاء: 'هكذا يبدو الاجتثاث على الطريقة الأمريكية، يبدأ من المقابر وينتهي بالكوميديا!'
وكانت وسائل إعلامية سبقته بخبر آخر لا يقل سخرية عن البنتاغون، جاء فيه: 'نفذنا غارة دقيقة على اجتماع سري للأموات في إحدى مقابر صنعاء، كانوا يخططون لشن هجمات ضد مصالح أهل جهنم.'
ووصل الأمر ببعض النشطاء إلى إطلاق حملات تبرع بالدم على سبيل السخرية، من بينها:
'مطلوب متبرعين بالدم من فصيلة O+ لضحايا العدوان الأمريكي من الموتى في ماجل الدمة والنجيمات'، وهو ما يعكس حالة الاستهجان الشعبي حيال ما بات يُنظر إليه كفشل أمريكي في إدارة تصعيد العدوان العسكري ضد اليمن.
من جانبه، عبّر ناشطون يمنيون عن استغرابهم من أن تكون المقابر صارت أهدافًا عسكرية، متسائلين: 'هل بلغ العجز بالولايات المتحدة لدرجة أنها لم تجد غير الأموات هدفًا لضرباتها؟!'
وفي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة هجماتها تحت ذريعة 'حماية الملاحة الدولية'، يرى مراقبون أن مثل هذه الضربات العشوائية – التي وصلت حد استهداف الموتى – تكشف حجم التخبط في الاستراتيجية الأمريكية، وتفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة عن أهداف هذا التصعيد وجدواه السياسية والعسكرية.
ويرى مراقبون أن الضربات الأخيرة تعكس الإفلاس التكتيكي والسياسي للولايات المتحدة، التي فشلت في إحداث أي تغيير استراتيجي على الأرض، فلجأت إلى ضرب 'جذور' الخصم بطريقة حرفية وساذجة في آنٍ معًا.
ويشير المراقبون إلى أن هذا التطور يكشف مدى التخبط في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، التي لم تكتفِ بالفشل في تغيير المعادلة على الأرض، بل باتت محط تندر عالمي.
فيما اعتبر آخرون أن ضربات من هذا النوع تعكس الإفلاس الميداني والسياسي لواشنطن في إدارة ملف التصعيد العسكري باليمن، لا سيما بعد فشلها في إيقاف العمليات التي تستهدف الملاحة الإسرائيلية والمرتبطة بها في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي ظل استمرار الضربات العبثية، تؤكد صنعاء أن ردها لن يتوقف، وأن ضربات الأعداء – أياً كانت أهدافها – لن تُثني الشعب اليمني عن موقفه في دعم فلسطين ومواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
منذ 4 ساعات
- يمنات الأخباري
الاتحاد الأوروبي يطلب توضيحا بشأن تهديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50%
سعت المفوضية الأوروبية إلى الحصول على توضيح من الولايات المتحدة بعد أن أوصى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي بداية من الأول من يونيو/حزيران المقبل. وستُجرى مكالمة هاتفية بين المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ونظيره الأميركي جيميسون جرير اليوم. وقالت المفوضية التي تشرف على السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة إنها لن تعلق على تهديد الرسوم الجمركية إلا بعد المكالمة الهاتفية. وفي وقت سابق اليوم الجمعة، ذكر ترامب على منصته تروث سوشيال أن 'التعامل مع الاتحاد الأوروبي -الذي تشكل بالأساس لاستغلال الولايات المتحدة من الناحية التجارية- صعب جدا، مناقشاتنا معهم لا تفضي إلى أي نتيجة'. وتراجعت الأسهم الأوروبية بعد تعليقات ترامب، وتخلى اليورو عن بعض المكاسب، في حين انخفض العائد على السندات الحكومية بمنطقة اليورو بوتيرة حادة. ويواجه الاتحاد الأوروبي بالفعل: رسوما جمركية أميركية بنسبة 25% على صادراته من الصلب والألمنيوم والسيارات. ما تسمى 'الرسوم المضادة' بنسبة 10% على جميع السلع، وهي رسوم من المقرر أن ترتفع إلى 20% بعد مهلة مدتها 90 يوما أعلنها ترامب وتنتهي في 8 يوليو/تموز المقبل. وتقول واشنطن إن الرسوم الجمركية تهدف إلى معالجة العجز التجاري للسلع مع الاتحاد الأوروبي، والذي بلغ وفقا لوكالة يوروستات نحو 200 مليار يورو (226.48 مليار دولار) العام الماضي. لكن الولايات المتحدة لديها فائض تجاري كبير مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتجارة الخدمات. وقالت مصادر مطلعة إن واشنطن أرسلت إلى بروكسل الأسبوع الماضي قائمة من المطالب لتقليص العجز، بما في ذلك ما تسمى الحواجز غير الجمركية، مثل اعتماد معايير سلامة الأغذية الأميركية وإلغاء الضرائب على الخدمات الرقمية. وردّ الاتحاد الأوروبي بمقترح يعود بالنفع على الطرفين يمكن أن يشمل انتقال الجانبين إلى رسوم جمركية صفرية على السلع الصناعية وشراء الاتحاد الأوروبي مزيدا من الغاز الطبيعي المسال وفول الصويا، فضلا عن التعاون في قضايا مثل الطاقة الإنتاجية الزائدة للصلب، والتي يُلقي الجانبان باللوم فيها على الصين. وجرى الترتيب لمكالمة شيفتشوفيتش وجرير لاستكمال المباحثات بشأن تلك الاتفاقات وقبل اجتماع محتمل في باريس في أوائل يونيو/حزيران المقبل. حيلة تفاوضية وقال ميخائيل بارانوفسكي نائب وزير الاقتصاد البولندي -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- إن التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% يبدو أنه حيلة تفاوضية. وصرح بارانوفسكي لصحفيين على هامش اجتماع في بروكسل بأن 'الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتفاوضان، بعض المفاوضات تُجرى خلف أبواب مغلقة، وبعضها أمام الكاميرات'، مضيفا أن المفاوضات قد تستمر حتى أوائل يوليو/تموز المقبل'. وأكدت المفوضية الأوروبية مرارا أنها تفضل التوصل إلى حل عبر التفاوض، لكنها مستعدة لاتخاذ إجراءات مضادة في حال فشل المحادثات. من جهتها، دعت فرنسا اليوم الجمعة إلى 'احتواء التصعيد' في قضية الرسوم الجمركية عقب تهديدات الرئيس الأميركي، مؤكدة في الوقت نفسه أن الاتحاد الأوروبي مستعد 'للرد'. وقال الوزير الفرنسي المنتدب للتجارة الخارجية لوران سان مارتين على منصة إكس إن 'تهديدات ترامب الجديدة بزيادة الرسوم الجمركية لا تجدي خلال فترة المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، نحن نحافظ على النهج نفسه: احتواء التصعيد، لكننا مستعدون للرد'. أما في ألمانيا فقد انتقد وزير خارجيتها يوهان فاديفول اليوم الجمعة تهديدات دونالد ترامب، محذرا من أن مثل هذه الإجراءات ستكون ضارة على جانبي الأطلسي. وقال فاديفول في مؤتمر صحفي ببرلين 'مثل هذه الرسوم الجمركية لا تخدم أحدا، بل تضر فقط باقتصادات السوقين'. وأضاف 'نواصل الاعتماد على المفاوضات' التي تجريها المفوضية الأوروبية، في حين اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المناقشات الحالية 'تراوح مكانها'.


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
بوادر انقلاب جديد في هذه الدولة
شنت حكومة اردوغان حملة واسعة لملاحقة الأفراد المرتبطين بالانقلاب الفاشل الماضي وتعزيز الأمن الداخلي كما قالت في سياق متصل، تستمر التحقيقات المتعلقة برئيس بلدية إسطنبول السابق، أكرم إمام أوغلو، الذي تم اعتقاله في مارس/آذار 2025 بتهم فساد. وقد أثارت هذه القضية احتجاجات واسعة في تركيا، حيث يعتبر إمام أوغلو من أبرز المعارضين للرئيس رجب طيب أردوغان. وتشير التقارير إلى أن السلطات التركية قامت بحجب حساب إمام أوغلو على منصة "إكس" داخل البلاد، مما أثار انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمعارضة التركية. تظهر هذه التطورات تصاعد التوترات السياسية في تركيا، مع استمرار الحكومة في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المعارضين والمتهمين بالانتماء إلى منظمات معادية . وذكرت مراكز رصد تركية إن عدد الضباط المعتقلين على ذمة النية لتنفيذ انقلاب عسكري تجاوزوا 600 فرد بينما يصف معارضون اتراك ماتقوم به السلطات بانه يشبه الهلوسة وامرا لايعقل ولا يطاق


يمنات الأخباري
منذ 5 ساعات
- يمنات الأخباري
الجيش الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات بناء على نتائج مفاوضات الملف النووي مع إيران
أنهت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تمرينا واسعا يحاكي شن حرب متعددة الجبهات، في حال فشل المفاوضات الأمريكية مع إيران حول الملف النووي. وفي أعقاب تقرير شبكة CNN حول استعداد إسرائيل المحتمل لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كثف الجيش الإسرائيلي استعداداته لسيناريو حرب متعددة الجبهات. ووفق بيان صادر عن الجيش مساء الجمعة، جرى استكمال مناورة لهيئة الأركان العامة، شملت تدريبات على استمرارية العمليات في الجبهة الداخلية، والعمليات الدفاعية، والحفاظ على جاهزية المكونات الحيوية للنشاط العسكري. تأتي هذه التحركات وسط تجدد المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، رغم الشكوك العميقة التي يبديها الطرفان إزاء فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وقد اختتمت اليوم الجولة الخامسة من هذه المحادثات، التي استضافتها سلطنة عمان. وفي ختام الجولة، صرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر منصة 'إكس' بأنه 'تم تحقيق بعض التقدم، لكنه ليس نهائيا'. أما نظيره الإيراني عباس عراقجي، فوصف المفاوضات بأنها 'معقدة'، مؤكدا أن لدى سلطنة عمان 'أفكارا مختلفة' لكسر الجمود، داعيا في الوقت نفسه إلى استمرار الحوار. في المقابل، عبر مسؤولون إيرانيون عن شكوكهم في النوايا الأميركية، وقالوا لـCNN إن مطالبة واشنطن بتفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بالكامل ستقوض فرص التوصل إلى اتفاق. وأكد مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني لوكالة رويترز أن 'المحادثات ستستمر، على أن يتم تحديد الزمان والمكان من قبل سلطنة عمان'. من جانبه، هاجم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التهديدات الإسرائيلية، محذرا من أن طهران 'ستتخذ إجراءات خاصة' لحماية منشآتها النووية. وأوضح في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة 'ستتحمل المسؤولية القانونية' في حال تنفيذ إسرائيل هجوما على إيران. وكتب عبر منصة إكس: 'التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكن التسريبات الأخيرة التي نقلت عن مصادر أميركية تكشف خططا لهجوم على إيران، تتطلب إدانة شديدة من مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية'. وفي سياق متصل، أبدى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تشاؤمه إزاء المفاوضات، منتقدا ما وصفه بـ'المطالب الفاحشة' للولايات المتحدة. وقال: 'لا أحد في إيران ينتظر موافقة الأميركيين على تخصيب اليورانيوم… لن نقبل بأي طلبات أميركية أو أوروبية بوقف التخصيب'. وأضاف: 'لا أعتقد أن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتيجة'. وفي تل أبيب، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التمرين العسكري الأخير، والذي أُطلق عليه اسم 'باراك تامير'، جاء لمحاكاة سيناريوهات حرب متعددة المسارح، بهدف 'تحسين التنسيق بين الأذرع المختلفة للجيش في حالات الطوارئ، وتعزيز سرعة وكفاءة الاستجابة الميدانية للأحداث المتفجرة'.