logo
خاص حقوقي: الاحتلال يتعمد نشر الأوبئة بين الأسرى وأوضاع صحية كارثية تهدد حياتهم

خاص حقوقي: الاحتلال يتعمد نشر الأوبئة بين الأسرى وأوضاع صحية كارثية تهدد حياتهم

فلسطين أون لاينمنذ 15 ساعات

غزة/ محمد الأيوبي:
حذر مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، علاء سكافي، من خطورة الأوضاع التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هذه الأوضاع "غاية في السوء" نتيجة السياسات الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، وخاصة على الصعيدين الصحي والمعيشي.
وأوضح سكافي لصحيفة "فلسطين" أمس، أن سلطات الاحتلال تمعن في حرمان الأسرى من الطعام الكافي والمناسب، وتمنع عنهم الرعاية الطبية والعلاج الضروري، في ظل تزايد واضح في عدد الحالات المرضية داخل السجون، وخصوصا مع تفشي مرض الجرب (الاستايبوس) في عدد من السجون أبرزها سجن النقب الصحراوي ومعسكر عوفر.
وأضاف أن جميع السجون باتت مهددة بانتشار هذا المرض الجلدي المعدي، في ظل غياب النظافة ومنع الأسرى من الاستحمام المنتظم، إلى جانب رفض إدارة السجون إدخال مواد النظافة والمعقمات والملابس النظيفة.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تستخدم تفشي الأوبئة والأمراض الجلدية كأداة تعذيب وقمع ممنهج، من خلال الامتناع عن تقديم العلاج ومنع إدخال مواد التنظيف، في ظل بيئة مكتظة وغير صحية، ما يشكّل تهديداً مباشراً على حياة الأسرى وسلامتهم الجسدية.
وأضاف سكافي أن الأوضاع داخل السجون تتفاقم أيضاً بسبب الاقتحامات المتكررة التي تنفذها وحدات القمع الخاصة المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية والهراوات، والتي تستهدف الأقسام والغرف في ساعات الليل، ما يتسبب بإصابات متكررة في صفوف الأسرى، ويؤدي إلى توتر دائم داخل المعتقلات.
ولفت إلى أن العديد من الأسرى يُحتجزون في ما تُعرف بـ"عيادة سجن الرملة"، التي تفتقر لأدنى مقومات الرعاية الطبية، وخاصة قسم "نتيسان" الذي يضم معتقلين مرضى وجُرحى تم اعتقالهم بعد إصابتهم خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث جرى نقلهم من مستشفيات الشفاء وناصر وكمال عدوان، ليتحولوا لاحقاً إلى أسرى يعانون الإهمال والحرمان من العلاج.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أفادت في بيان مشترك، أنهما تلقيا رداً رسمياً من سلطات الاحتلال يؤكد استشهاد الأسير عمرو عودة (33 عاماً) من غزة، والذي ارتقى في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023 داخل معسكر "سدي تيمان" سيّئ السمعة، عقب اعتقاله وأفراد عائلته خلال الاجتياح البري لقطاع غزة. ويُعتبر هذا السجن من بين أسوأ مراكز الاحتجاز الإسرائيلية من حيث المعاملة والظروف.
ومع استشهاد عودة، يرتفع عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة في غزة إلى 70 أسيراً على الأقل، بينهم 44 من قطاع غزة تم التأكد من هوياتهم، في حين لا تزال هوية بقية الشهداء قيد التحقق نتيجة استمرار سياسة التعتيم الإسرائيلي.
وأكد سكافي أن هذه الأرقام تعكس تصعيداً خطيراً في استهداف الأسرى، وتكشف حجم الجرائم المرتكبة بحقهم، لافتاً إلى أن ما يجري داخل السجون "انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تضمن حق الأسرى في الرعاية الصحية والمعاملة الكريمة".
ودعا مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، وتوفير الحماية لهم، وضمان الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة التي يكفلها القانون الدولي.
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خاص حقوقي: الاحتلال يتعمد نشر الأوبئة بين الأسرى وأوضاع صحية كارثية تهدد حياتهم
خاص حقوقي: الاحتلال يتعمد نشر الأوبئة بين الأسرى وأوضاع صحية كارثية تهدد حياتهم

فلسطين أون لاين

timeمنذ 15 ساعات

  • فلسطين أون لاين

خاص حقوقي: الاحتلال يتعمد نشر الأوبئة بين الأسرى وأوضاع صحية كارثية تهدد حياتهم

غزة/ محمد الأيوبي: حذر مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، علاء سكافي، من خطورة الأوضاع التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هذه الأوضاع "غاية في السوء" نتيجة السياسات الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، وخاصة على الصعيدين الصحي والمعيشي. وأوضح سكافي لصحيفة "فلسطين" أمس، أن سلطات الاحتلال تمعن في حرمان الأسرى من الطعام الكافي والمناسب، وتمنع عنهم الرعاية الطبية والعلاج الضروري، في ظل تزايد واضح في عدد الحالات المرضية داخل السجون، وخصوصا مع تفشي مرض الجرب (الاستايبوس) في عدد من السجون أبرزها سجن النقب الصحراوي ومعسكر عوفر. وأضاف أن جميع السجون باتت مهددة بانتشار هذا المرض الجلدي المعدي، في ظل غياب النظافة ومنع الأسرى من الاستحمام المنتظم، إلى جانب رفض إدارة السجون إدخال مواد النظافة والمعقمات والملابس النظيفة. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تستخدم تفشي الأوبئة والأمراض الجلدية كأداة تعذيب وقمع ممنهج، من خلال الامتناع عن تقديم العلاج ومنع إدخال مواد التنظيف، في ظل بيئة مكتظة وغير صحية، ما يشكّل تهديداً مباشراً على حياة الأسرى وسلامتهم الجسدية. وأضاف سكافي أن الأوضاع داخل السجون تتفاقم أيضاً بسبب الاقتحامات المتكررة التي تنفذها وحدات القمع الخاصة المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية والهراوات، والتي تستهدف الأقسام والغرف في ساعات الليل، ما يتسبب بإصابات متكررة في صفوف الأسرى، ويؤدي إلى توتر دائم داخل المعتقلات. ولفت إلى أن العديد من الأسرى يُحتجزون في ما تُعرف بـ"عيادة سجن الرملة"، التي تفتقر لأدنى مقومات الرعاية الطبية، وخاصة قسم "نتيسان" الذي يضم معتقلين مرضى وجُرحى تم اعتقالهم بعد إصابتهم خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث جرى نقلهم من مستشفيات الشفاء وناصر وكمال عدوان، ليتحولوا لاحقاً إلى أسرى يعانون الإهمال والحرمان من العلاج. وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أفادت في بيان مشترك، أنهما تلقيا رداً رسمياً من سلطات الاحتلال يؤكد استشهاد الأسير عمرو عودة (33 عاماً) من غزة، والذي ارتقى في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023 داخل معسكر "سدي تيمان" سيّئ السمعة، عقب اعتقاله وأفراد عائلته خلال الاجتياح البري لقطاع غزة. ويُعتبر هذا السجن من بين أسوأ مراكز الاحتجاز الإسرائيلية من حيث المعاملة والظروف. ومع استشهاد عودة، يرتفع عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة في غزة إلى 70 أسيراً على الأقل، بينهم 44 من قطاع غزة تم التأكد من هوياتهم، في حين لا تزال هوية بقية الشهداء قيد التحقق نتيجة استمرار سياسة التعتيم الإسرائيلي. وأكد سكافي أن هذه الأرقام تعكس تصعيداً خطيراً في استهداف الأسرى، وتكشف حجم الجرائم المرتكبة بحقهم، لافتاً إلى أن ما يجري داخل السجون "انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تضمن حق الأسرى في الرعاية الصحية والمعاملة الكريمة". ودعا مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، وتوفير الحماية لهم، وضمان الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة التي يكفلها القانون الدولي. المصدر / فلسطين أون لاين

تقرير بلا ساق ولا معيل... خيمة غدير تئنُّ وجعًا تحت سماء غزَّة
تقرير بلا ساق ولا معيل... خيمة غدير تئنُّ وجعًا تحت سماء غزَّة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 أيام

  • فلسطين أون لاين

تقرير بلا ساق ولا معيل... خيمة غدير تئنُّ وجعًا تحت سماء غزَّة

غزة/ عبد الرحمن يونس: في خيمة لا تمتّ للحياة بصلة، داخل مركز إيواء مؤقت غربي غزة، لا تقي حرّ النهار ولا برد الليل، وحين تقترب منها لا تسمع سوى أنين خافت يكاد يخترق صدرك قبل أن يصل إلى أذنك. إنها خيمة غدير الداعور، أرملة الشهيد أحمد الداعور، وأم لثلاثة أطفال، أحدهم بُترت ساقه، والثاني جُبِرت يده على عجل وسط الحرب، وكلاهما يبكي من الألم؛ لا من الطفولة الضائعة فقط، بل من الجوع الذي ينهش أجسادهم كل ليلة. تروي غدير، وهي في بداية الثلاثين من عمرها، تفاصيل اللحظة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب: "كان أحمد، زوجي، يجلس معنا في البيت. كنا نتحدث عن احتمال النزوح مجددًا مع تصاعد القصف. فجأة، وكأن السماء سقطت على الأرض، دوّى انفجار هائل. صاروخ إسرائيلي مزّق بيتنا، قتل أحمد على الفور، وبتر ساق ابني الأكبر، وكسر يد الصغير... ومنذ تلك اللحظة لم أعد أشعر بشيء سوى وجع لا ينتهي". يتغير صوتها فجأة، يتشقق من الداخل، وتضيف بصوت كأنّه يأتي من تحت الركام: "كان زوجي سندي. لم نكن نملك الكثير، لكن بوجوده كنت أشعر بالأمان. الآن، أنا نازحة للمرة السابعة منذ بداية الحرب، بلا زوج، بلا معيل، بلا مأوى، وتحت أزيز الطائرات وقصف المدافع". تتكلم غدير عن ابنها المصاب كما لو أنها تحاول تخفيف ألمه بكلماتها، لكنها لا تملك سوى البكاء: "حين سقط الصاروخ، نزف ابني كثيرًا. في تلك اللحظة، لم يكن هناك مستشفى مجهز، ولا دواء، ولا حتى ضماد. أُجريت له عملية بتر مستعجلة في مركز ميداني، وبدون تخدير... صرخ كثيرًا، ثم غاب عن الوعي. وبعد أن أفاق، صار يبكي كلما لمح قدمًا تمشي أو طفلًا يجري". تقول لصحيفة "فلسطين" إن العملية لم تكن ناجحة تمامًا، وإنه يحتاج إلى متابعة أسبوعية، وعناية دقيقة، ودواء لا يتوفر في هذه الظروف. وتابعت: "يجب أن يتناول طعامًا صحيًا كي يتعافى. لكنه لا يجد سوى رغيف يابس كل يومين، إن وجد. أنا الآن أبكي دمًا، لا دموعًا. لأنني عاجزة عن تأمين دواء لابني، أو حتى وجبة تحفظ له حياته". غدير، التي هجّرت من بيت لاهيا في بداية الحرب، ذاقت مرارة الجوع والخوف آنذاك، لكنها تؤكد أن ما تعيشه الآن أقسى وأشد: "في المرة الأولى، كنا نأكل من علب قديمة وجدناها على الطرقات، نتقاسمها مع الجيران. أما الآن، فحتى تلك العلب لم تعد موجودة. الحرب أخذت كل شيء، ثم جاء الصاروخ وأخذ ما تبقى لي من روح". تغالب دموعها وتكمل: "أنا لا أطلب الكثير. فقط أن يتوقف هذا الجنون، أن أنقذ ابني، أن أطعمهما، أن أعود إلى بيت له سقف، وجدران تحفظ لي بعض الحنين. لكن حتى الخيمة التي أنام فيها الآن، لا تسكت الريح ولا تمنع نظرات الشفقة". الناظر إلى خيمتها، كما تصفها بنفسها، "يبكي القلب قبل العين". لا شيء فيها يوحي بالحياة: لا أثاث، لا فرش، لا طعام، ولا حتى أمل. فقط أكياس من الغبار، ورائحة من الخوف، وأصوات أطفال لا يفهمون لماذا تحوّل كل شيء إلى رماد. "أدعو الله كل ليلة أن ينتهي هذا الكابوس. لا أريد شيئًا سوى أن تعود الحياة كما كانت. أن أجلس مع أحمد على سطح منزلنا، ونشرب الشاي بعد المغرب، ونراقب أطفالنا وهم يركضون في الحي. لكنه الآن صار تحت التراب، وابني بلا ساق، وأنا بلا حياة". رغم كل هذا الألم، تتمسك غدير بكرامتها بإصرار يفوق القدرة على التصديق. تقول: "نعم، نحن نحتاج إلى المساعدات. لكننا لا نقبل أن تُستعمل كوسيلة إذلال. لسنا متسولين. نحن شعب صابر، يعيش الكارثة تلو الأخرى، لكنه لا ينحني". تنهض من أمام الخيمة لتجفف دموع ابنها، وتعيد ربط الجبس على يد الآخر، وتهمس لهم بكلمات لا يسمعها أحد، سوى الله. وبينما تعود إلى الجلوس، تهمس كمن يُحادث ذاتها: "أنا لم أمت بعد. وسأصبر. وسأُربّيهم كما كان يريد أحمد. في زمنٍ لا يريد لنا أحد أن نحيا، سنعيش من أجل من رحل". غدير الداعور ليست رقمًا في سجلات النازحين، ولا مجرد "حالة إنسانية" في تقارير الأمم المتحدة. إنها وجه من وجوه غزة، وصوت من أصوات النساء اللواتي يحملن الوطن في دموعهن، ويصرخن كل يوم: نحن هنا.. وما زلنا على قيد الكرامة. المصدر / فلسطين أون لاين

تقرير القاتل الخفيِّ في غزَّة: (إسرائيل) تلوُّث الهواء أيضًا!
تقرير القاتل الخفيِّ في غزَّة: (إسرائيل) تلوُّث الهواء أيضًا!

فلسطين أون لاين

timeمنذ 6 أيام

  • فلسطين أون لاين

تقرير القاتل الخفيِّ في غزَّة: (إسرائيل) تلوُّث الهواء أيضًا!

غزة/ نبيل سنونو: تتصاعد التحذيرات الصحية في غزة، من خطر يبدو أقل وضوحًا من تهديد الحياة بالقصف المباشر، لكنه لا يقل فتكا: تلوث الهواء. ومع استمرار حرب الإبادة الجماعية، وتوالي غارات الاحتلال الإسرائيلي على البنية التحتية والمواطنين، يتسلل "القاتل الخفي" إلى الغزيين، مسجلا "ارتفاعا ملحوظا" بالإصابة بأمراض متفاقمة، وفق مؤسسات صحية وأطباء. وبحسب استشاري الأمراض الصدرية والباطنية د. أحمد الربيعي، ينجم تلوث الهواء عن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستخدام الاحتلال الإسرائيلي مختلف أنواع الأسلحة، ودفعه المواطنين إلى حرق الحطب والبلاستيك بديلا عن الغاز. ويقول د.الربيعي لصحيفة "فلسطين": "يؤدي ذلك إلى ازدياد مطرد في أعداد مرضى الجهاز التنفسي، سواء الحالات الجديدة أو تفاقم حالات قائمة مثل الربو والتليف الرئوي". ويوضح أن التلوث يؤثر على الجهاز التنفسي مسببا التهابات تحسسية، وانسداد الجيوب الأنفية، والزكام، والربو الشعبي المزمن. لكن الأخطر، أن تأثيره يمتد إلى أجهزة الجسم الأخرى مثل القلب عبر مشاكل الشرايين، وأن التعرض الطويل للتلوث قد يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالأورام، وفق الربيعي. وهذا ما يؤكده أيضا استشاري علاج الأورام د. خالد ثابت، قائلا في تصريحات سابقة لصحيفة "فلسطين": إن مخلفات الحروب العدوانية الاحتلالية على القطاع، تمثل أحد الأسباب المؤدية إلى زيادة مطردة في عدد حالات السرطان في قطاع غزة. ومن الأسباب أيضا، التغير الديموغرافي السريع، حيث إن هناك زيادة في عدد سكان قطاع غزة في بقعة محصورة جدا، وفق ثابت. سلاح إضافي يدفع هذا الخطر الداهم لصحة المواطنين في غزة، المنظمات الدولية إلى التحذير منه وتسليط الضوء على جوانبه المختلفة. منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط (EMRO) تشير في تقريرها الصادر في يناير/كانون الثاني 2025، إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الربو، والسرطان، وحتى التشوهات الخلقية المرتبطة بالتعرض المستمر للملوثات المحمولة جوا. كذلك تؤكد منظمة السلام الأخضر (Greenpeace)، في تقريرها المعنون "الأرض المحروقة" (مايو 2024)، أن استخدام الفوسفور الأبيض في الهجمات الإسرائيلية تسبب بانبعاثات كيميائية سامة في الجو، ما أدى إلى تفاقم المشكلات التنفسية الحادة، خصوصا في أوساط الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة. فيما يذكر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في تقرير تقييم بيئي أولي لغزة، أنه مع نقص إمدادات الغاز، اضطر أهالي غزة إلى حرق الخشب والبلاستيك كمصدر بديل للطاقة، ما تسبب في تلوث كثيف للهواء. وفي السياق ذاته، أشار التقرير الصادر خلال حرب الإبادة، إلى أن القصف الجوي المكثف خلّف حوالي 39 مليون طن من الأنقاض المحملة بمواد سامة، منها الأسبستوس والمعادن الثقيلة، وهي ملوثات خطيرة تنتقل عبر الهواء وتُشكل خطرا صحيا مباشرا على الغزيين. ورغم حجم الكارثة، ما زالت غزة تفتقر إلى أنظمة فعالة لرصد جودة الهواء، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ما يعوق القدرة على قياس مستويات التلوث بدقة. إلا أن المؤشرات الميدانية، مثل كثافة الدخان المستمر وانبعاث الروائح السامة، تؤكد أن الهواء أصبح مشبعًا بملوثات خطرة على الصحة العامة. ومع استهداف الاحتلال المنظومة الطبية في غزة منهجيا، وتغييبه بنية صحية قادرة على الاستجابة، يصبح تلوث الهواء سلاحا إضافيا في حرب إبادة لا ترحم. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store