
الذكاء الاصطناعي وتغليب القيم المادية على الإبداع
وحيث بدا من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يغزو تفاصيل كثيرة في حياتنا اليومية من خلال استخداماته في مختلف المجالات، وأسفر عن ذلك أن أصبحت هذه التكنولوجيا واقعًا مفروضًا، وكذا الحال عندما فرضت تكنولوجيات سابقة نفسها منذ اختراع الهاتف الأرضي إلى الراديو إلى التلفزيون والعصر الفضائي، وإلى الانترنت ومن ثم الهواتف التقليدية والذكية، حتى وسائل التواصل الاجتماعي. رغم ما قوبلت به هذه الاختراعات في بداياتها من تخوف وتوجس لدى بعض الشعوب، والسعي منها للرفض والمقاومة، لكنها، ومع مرور الوقت، أثبتت فائدتها وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. وينطبق هذا الأمر اليوم على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وليس هذا الطرح بجديد، فالغالبية من الناس والحكومات تدرك تمامًا أن هذه التكنولوجيا ستعيد أو ستسهم في تشكيل العالم، وسوف تؤثر على سلوكيات البشر اليومية، بل وربما تمس بعض القيم لديهم. من هنا، تبرز أهمية ضبط هذه التقنية والتحكم فيها، حتى لا تتحول إلى قوة منفلتة تخرج عن السيطرة.
ومع توغل تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة - من الاقتصاد والتعليم إلى الحياة اليومية - فإن أثره أصبح ظاهرًا أيضًا في المجالات الإبداعية مثل: الموسيقى، والفن التشكيلي، والكتابة بأنواعها، وإنتاج الأفلام وغيرها.
ويرى بعض الخبراء والمتحمسين لهذه التكنولوجيا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية لدعم المبدعين، من خلال مساعدتهم على توليد أفكار أولية تساعد على تسهيل عملية الإبداع وتوفير الوقت والجهد وربما الموازنات. وهذا بدوره قد يؤدي إلى زيادة في الإنتاج الفني والإبداعي ومن ثم العوائد المالية وسهولة تنميتها، والتي أصبحت هذه العوائد ومع الأسف الشديد هي المعيار لتقييم الأفراد.
ومن هنا فإن انتشار هذه التقنية بهذه الطريقة في المجالات الإبداعية يثير إشكالية حقيقية، تتمثل في قدرة غير الموهوبين على إنتاج أعمال منافسة لأصحاب التخصص والموهوبين في المجالات الإبداعية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يؤدي إلى تشابه الأعمال وفقدانها لفرادتها الإبداعية، ومن ناحية أخرى تراجع قيمة الشعور والتميّز الذي كان يرافق المبدعين الحقيقيين بعد إنجازهم لأعمالهم الإبداعية. ويطرح هذا الوضع سؤالاً مهمًا: كيف تؤثر هذه الظاهرة في القيم الأخلاقية لدى المبدعين؟
عندما يصبح تركيز المبدع على كثرة الإنتاج وبالتالي تحوّل الأعمال الإبداعية إلى سلع استهلاكية خاضعة لمعايير السوق، من خلال تحكّم خوارزميات تعتمد على أذواق العامة. هنا قد تفقد هذه الأعمال جانبها الإنساني والوجداني، خاصة وأنه من أهم أدوات التفكير والعمل الإبداعي الجرأة والتفكير النقدي الذي سيفتقر له بسبب الآلات والتقنية الجامدة، وأيضًا ستفتقر الأعمال الإبداعية من الذوق والتقدير الشخصي للمبدع، وبالتالي تتراجع الدراسات والنقاشات النقدية لهذه الأعمال والتي بكل تأكيد هي عملية تسهم في تطور الأعمال الإبداعية، وهي عناصر جوهرية في أي عمل إبداعي حقيقي.
ومتى ما قلَّت الجوانب الإنسانية والوجدانية في الأعمال الإبداعية، وأصبح تركيز المبدع على كثرة الإنتاج من خلال تلك الآلات بهدف جني أكبر للمال، سيؤدي ذلك بلا شك أو إلى حد كبير إلى تركيز المتلقي أو الزبون الإبداعي في تقييمه للمبدعين على مبدأ كثرة أنتاج هذا المبدع وما يجنيه من وراء تلك الأعمال، ما يؤدي إلى تكريس النزعة المادية وتسللها إلى أخلاقيات وإنسانية العلاقة بين المبدعين وزبائنهم أو المتلقين أيًا كانوا.
وعلى المستوى الشخصي، وبالرغم من أنني أعتبر من الشخصيات الحذرة جدًا والمترددة في استخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها المتعددة، وبعد أن كنت استعين بأصدقاء أثق بهم لقراءة ما أكتب وأبداء الملاحظات خاصة من ناحية وضوح الفكرة، والتصحيح اللغوي، وفي كثير من الأحيان يشعرني ذلك بالإحراج، بسبب انشغالاتهم أو عدم توافر الوقت في ظل عجلتي للحصول على الرأي، فقد وجدت ضالتي في استخدام تطبيق «ChatGPT» لمراجعة وتصحيح ما أكتب، وأراه أداة فعَّالة في هذا السياق. ولا أعتقد أن استخدامه في هذا الإطار يفقد الكاتب مهنيته، بل يمكن أن يعزز من جودة عمله أو نصه، مع الحفاظ على فكرته الأصيلة.
وبالمناسبة، وفي معرض كتابتي لهذه المقالة، تناقشت مع محرك «ChatGPT» في حوار شبه مطول معه، وعَرَضَ عليَّ كتابة مقالة في هذا الشأن، وللأمانة فقد قدم لي مقالة مكتملة ربما تفوقت على هذه المقالة، وأنقل لكم فقط ما خلص إليه هذا المحرك الذكي بعد جدال محتدم معه في موضوعنا هذا:
«الذكاء الاصطناعي قد يكون محركًا عظيمًا للإبداع، ولكنه يحمل في طياته خطرًا صامتًا: أن يغري الإنسان بالإنتاج على حساب المعنى، وبالربح على حساب القيم، ولذلك، فإن مستقبل الإبداع لا يتوقف على تقدم الذكاء الاصطناعي، بل على ثبات الإنسان على أصالته وهو يبدع».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
الذكاء الاصطناعي في طريقه لفرض نفسه على الإعلام
منذ أن بدأ الحديث عن «الذكاء الاصطناعي» وما يمكن أن تستتبعه تطبيقاته في مجالات العلوم والطب والخدمات وغيرها من الأنشطة الإنتاجية، وقبل أن تنزل برمجياتها الأولى إلى الأسواق، بدأت الأوساط المهنية تضرب أخماساً في أسداس؛ لمعرفة تأثير هذه الثورة التكنولوجية على قواها العاملة. ويضاف إلى ذلك، بالطبع، طرائق الإنتاج والخدمات، وأخلاقيات المهن الإبداعية. وبالفعل، سارعت الدول المتقدمة إلى اشتراع ضوابط قانونية تحكم انتشارها وتحاول تأطير استخداماتها، ضمن حدود تمنع خروجها عن السيطرة وتحمي المجتمعات من الآثار السيئة التي كان أربابها أوّل الذين حذّروا منها. تأثر الإعلام لقد تبيَّن منذ الوهلة الأولى أن القطاعات المهنية التي كان قد ترسَّخ فيها الاعتماد بكثافة على التكنولوجيا الرقمية، هي التي ستكون الأكثر تأثراً بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفي طليعتها قطاع الإعلام، الذي كان ذهب شوطاً بعيداً في التحوّل الرقمي. ذلك أن السواد الأعظم من قراء معظم الصحف الكبرى التي حافظت على نسخها الورقية إلى جانب الرقمية، بات يكتفي بالنسخة الرقمية لتسقط الأخبار ومتابعة التطورات. يضاف إلى ذلك أن التطبيقات الرقمية، الصوتية والمرئية، غدت هي الأداة الأساسية للخدمات الإعلانية التي تقدمها هذه الصحف وتشكّل المصدر الرئيسي لإيراداتها. في التقرير السنوي الذي صدر نهاية العام الماضي عن «رابطة الصحافة الأوروبية»، وخصصت موضوعه الرئيس للذكاء الاصطناعي، وما يحمله من تداعيات راهنة ومستقبلية على مهنة الصحافة، جاء أن التطبيقات الموجودة حالياً لهذه التكنولوجيا بدأت تحدث تطورات وتحولات عميقة. وهذا يحدث على جميع المستويات في تصميم المواد الإعلامية الرقمية وإنتاجها، انطلاقاً من تقنيات لا تزال في مراحل تطورها الأولى. أي إنها من شأنها في المراحل التالية أن تغيّر المشهد الإعلامي بشكل جذري في غضون سنوات قليلة. التقرير تضمّن استطلاعاً واسعاً بين المحرّرين والمنتجين والمشرفين على النسخ الرقمية لعدد من وسائط الإعلام الأوروبية حول استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحافي، يستفاد منه ما يلي: - 84 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن المحرّرين سيستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي الرقمية بنسبة عالية في المستقبل. - 85 في المائة يرون أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تستولد المادة الإعلامية يجب أن يكون خاضعاً لقواعد صارمة تحدّ من انتشاره على نطاق واسع. - 97 في المائة يعتقدون أن استخدام الذكاء الاصطناعي ستكون له تداعيات كبيرة على أخلاقيات المهنة. - 91 في المائة يرجّحون أنه سيسهم في التضليل الإعلامي وترويج الأخبار الكاذبة. - 96 في المائة يؤمنون بأن من حق القارئ أن يعرف مُسبقاً باستخدام الذكاء الاصطناعي في المادة الموجودة بين يديه. - 73 في المائة يحمّلون الوسيلة الإعلامية المسؤولية عن استخدامه. وفي المقابل، جاء في الاستطلاع أن 31 في المائة فقط من الذين شاركوا فيه يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي حالياً في نشاطهم المهني لإعداد النصوص وتجميع المعلومات والترجمة. «تشات جي بي تي» بداية هذا التحوّل الجذري، الذي دفع بوسائل الإعلام إلى إعادة نظر شاملة في طرائق العمل والاعتماد بشكل متزايد على متخصصين في التكنولوجيات الرقمية، كانت أواخر خريف عام 2022. أي عندما نزل تطبيق «تشات جي بي تي (ChatGPT)» إلى الأسواق، ثم راح يتعمّم استخدامه في إنتاج أو توليد المادة الإعلامية لدى عدد من وسائل الإعلام السيبرانية الكبرى. وتُبيِّن الدراسات المتعمقة في هذا المجال، أن المؤسسات الإعلامية بدأت تنشط في استخدام التطبيقات التكنولوجية التي تتميز بسهولة الاستعمال وبمردودٍ عالٍ، وتستثمر في تطوير الأدوات الرقمية؛ بهدف دمج طاقاتها التكنولوجية مع القدرة الإبداعية البشرية. ويقول الخبراء إن قدرة هذه الأدوات لا تقتصر على تسهيل المهام الصحافية وإنتاج المواد فحسب، بل تساعد أيضاً على التثبّت من دقة المعلومات، وبإمكان المتطورة منها التفاعل مباشرة، وبصورة حصرية، مع القارئ بواسطة خوارزميات وشبكات عصبية. فضة المذيعة المولدة بالذكاء الاصطناعي في تلفزيون الكويت (آ ف ب) تغييرات كثيرة آتية كثيرة هي المعالم التي ستتغيّر في قطاع الاتصالات بفعل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. وهي تغييرات عميقة يؤكد الخبراء أنها ستشمل الهيكل التنظيمي لعملية الإنتاج في الوسائل السيبرانية، والبث الإذاعي والتلفزيوني المباشر أو المؤجل، وأيضاً في منصات التواصل التابعة لوسائل الإعلام. ويجمع كثير من الدارسين على أن وسائل الإعلام التي لا تسارع إلى الاستثمار في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي محكومة بالاندثار، أو بالتهميش التام في أحسن الأحوال. إلا أنهم، في المقابل، يحذّرون من عواقب الامتناع عن إخضاع هذا الاستخدام لضوابط قانونية ملزمة وواضحة وسريعة التنفيذ، وكذلك، من وقوع قطاع الإعلام في حال من التخبط والفوضى، تمهِّد لنهايته كما عرفناه حتى الآن. مارغريت بودين، العالمة البريطانية التي تعد من أبرز الأصوات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، يشكّل كتابها حوله مرجعاً أساسياً يعود إليه كل الباحثين. وهي ترى أن «الذكاء الاصطناعي مثل الفأس، يمكن أن تستخدمها للخير وللشر». وتحذّر بودين من أكبر خطأين شائعين عن هذه الظاهرة: الأول أنها تحمل طاقة أكثر مما هي قادرة عليه. والثاني أن طاقتها أقل بكثير مما نعتقد. وهي إذ تدعو إلى الاعتدال وتحاشي الوقوع في التعميم المفرط بالاتجاهين، السلبي والايجابي، فإنها ترى أن فوائد الذكاء الاصطناعي تتجاوز بكثير أضراره المحتملة، وأن من بين القطاعات المهنية التي يمكن أن تستفيد منه كثيراً: الطب والمواصلات والبحوث العلمية، والإعلام، شريطة أن تتوافر لاستخدامه الضوابط اللازمة والإرادة لتفعيلها. شريك أساسي وحتمي من جهة ثانية، يؤكد خبراء أن الذكاء الاصطناعي سيكون «شريكاً لا غنى عنه» لوسائل الإعلام الرقمية في مجالات إنتاج الأخبار، والعناوين، والفقرات التمهيدية، والرسوم البيانية، والهوامش النصيّة، وتوليد الصور المرافقة للمقالات، والأشرطة السمعية البصرية. أما بالنسبة للإذاعة والتلفزيون، فلن يقتصر التغيير على المستوى السردي، بل سيشمل مذيعين افتراضيين، وفيديوهات ينتجها الذكاء الاصطناعي بأصواته الخاصة التي يكيّفها وفق مقتضيات المادة الإعلامية. وبالتالي، يتوقع المتخصصون أنه بحلول نهاية العقد الحالي ستكون تطبيقات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مواد إعلامية في مجالات البحث والتحقيق، وفقاً لمعايير تحددها الوسيلة مسبقاً. ولا يُستبعد أن تنتج أيضاً عوالم افتراضية تولّد واقعاً بديلاً يصعُب تمييزه عن الواقع الحقيقي الملموس. هذا، ومع أن الذكاء الاصطناعي حالياً ما زال عاجزاً عن إنتاج المواد الإعلامية المعقّدة والطويلة بسردية متماسكة، فإن الخبراء يؤكدون أن هذه القفزة النوعية توشك أن تتحقق عبر التطبيقات الجاري تطويرها. وهم يتوقعون أن يكون الذكاء الاصطناعي حاضراً في جميع مراحل الإنتاج الإعلامي، وأن تكون تطبيقاته قادرة على إنتاج المادة السمعية البصرية والمكتوبة من ألفها إلى يائها. لا غنى عن الصحافي؟ على الرغم من كل هذا، ثمة مَن يرى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحلّ مكان الصحافيين. ويرون أن الخبر، في أساسه، إنتاج بشري صرف. وهو أصلاً «خبر» بفعل كونه فريداً، وجديداً، وحصرياً، ويتطور انطلاقاً من رسالة تنقل حدثاً وقع للمرة الأولى وتولى تغطيته صحافي... وهذا ما يعجز عنه الذكاء الاصطناعي. بيد أن آخرين يتوقعون أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي، بالتأكيد، إلى خفض عدد الإعلاميين في الصحف والمؤسسات الإذاعية والتلفزيونية، لا سيما أن المواد التي تنتجها التطبيقات الإلكترونية باتت ذات نوعية عالية بحيث يصعب جداً تمييزها عن المواد التي تخرج من الأقلام البشرية.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
53 % من سكان العالم يفضّلون الهاتف على الصديق.. و62 مليار كيلو نفايات إلكترونية
أظهر تقرير الاستدامة في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية 2025 الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST) أرقاماً صادمة، إذ جاء فيه أن أكثر من نصف سكان العالم (53%) يفضلون التمسك بهواتفهم المحمولة حتى لو كان الثمن خسارة صديق مقرّب، فيما يواصل الشباب بين 15 و24 عاماً تصدّر مشهد الاستخدام الرقمي بنسبة تصل إلى 70% عالمياً. الأرقام لم تتوقف عند السلوكيات الفردية، وامتدت إلى مخاطر جماعية، أبرزها إنتاج 62 مليار كيلوغرام من النفايات الإلكترونية في عام واحد فقط، مع إعادة تدوير رسمي لم يتجاوز 22.3% من هذا الكم الهائل. وأوضح التقرير، أن 20% من أبرز التهديدات العالمية ترتبط بفقدان الثقة والاتزان الرقمي، نتيجة انتشار المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وتصاعد الجرائم الإلكترونية، وتزايد تحديات الأمن السيبراني وهذه المخاطر باتت تشكل عنصر قلق دولي يوازي في خطورته التحديات الاقتصادية والسياسية. وفي مواجهة هذه المؤشرات، أطلق مؤتمر حوكمة الإنترنت بالتعاون مع برنامج سينك (Sync) مبادرة مؤشر الاتزان الرقمي. وجاءت المبادرة دعوةً عالميةً إلى إعداد مقارنات معيارية وتبادل أفضل الممارسات التنظيمية بين الدول، بما يضمن خلق عصر رقمي أكثر أماناً ومسؤولية. وتركز على ثلاثة محاور رئيسية: سد الفجوة الرقمية عبر تعزيز الوصول المتكافئ إلى الإنترنت والخدمات التقنية، رفع مستوى الوعي لتقليل المخاطر المرتبطة بالإدمان الرقمي وسوء الاستخدام، موازنة الآثار الرقمية لحماية الأفراد والمجتمعات من التبعات النفسية والاجتماعية والبيئية. ويرى خبراء، أن ما تكشفه هذه الأرقام يعكس إدراكاً عالمياً بأن التحول الرقمي لا يقتصر على تطوير البنية التحتية أو تعزيز الخدمات التقنية، بل يمتد إلى بناء إنسان متوازن رقمياً، قادر على الاستفادة من مزايا العصر الرقمي مع الحد من مخاطره. كما يشير التقرير إلى أن التحديات البيئية - وفي مقدمتها النفايات الإلكترونية - تمثل اختباراً لقدرة الحكومات على إيجاد حلول مستدامة، من خلال تعزيز التشريعات وتفعيل دور الاقتصاد الدائري. أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
كويكب صغير يقترب من الأرض يوم غد
تستعد الكرة الأرضية لاستقبال ظاهرة فلكية جديدة يوم غد الاثنين الموافق 18 أغسطس 2025، حيث يقترب من كوكب الأرض كويكب صغير مكتشف حديثًا يسمى 2025 PY1، يبلغ قطره حوالي 10 أمتار ويتحرك بسرعة 6.8 كيلومتر في الثانية، وسيعبر الكويكب على الأرض في أقرب نقطة إلى مسافة 295,398 كيلومتر، أي ما يعادل تقريبًا ثلاثة أرباع المسافة بين الأرض والقمر. وحسب ما ذكر المهندس ماجد أبوزاهرة ، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن الكويكب صغير جدًا وفقًا لمعايير الكويكبات القياسية، ولن يرى بالعين المجردة عند اقترابه من الأرض، وأكد العلماء أن الكويكب غير مهدد للأرض. ظاهرة فلكية تشهدها الأرض غدًا أشار المهندس ماجد أبوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة ، إلى أنه من المحتمل أن يتحول الكويكب خلال مساره إلى كرة نارية أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض وهو حدث طبيعي يتكرر عدة مرات في السنة لصخور فضائية بهذا الحج، وحسب بعض التقديرات، هناك مئات الملايين من الكويكبات الصغيرة بحجم 2025 PY1 لكن من الصعب للغاية اكتشافها إلا عند اقترابها الشديد من الأرض. في المجمل تمر الغالبية العظمى منها بأمان على مسافات أكبر بكثير وغالباً تكون أبعد بكثير من القمر، ويؤكد "أبوزاهرة" أن العثور على هذه الكويكبات الصغيرة يعد إنجازاًً مهماً لأنها تتحرك بسرعة وعادة ما تتاح نافذة زمنية قصيرة لبضعة أيام قبل أو بعد اقترابها. صعوبة رؤية الكويكب بالعين المجردة يرجع سبب صعوبة رؤية الكويكب بالعين المجردة لكونه يتحرك بسرعة كبيرة في السماء وبالتالي يصعب اكتشافه، ومن المقرر أن تتم عملية الرصد عندما يكون الكويكب قريباً بما يكفي من الأرض ليظهر بشكل كافٍ للتلسكوبات، تسمح هذه الظاهرة بدراسة الكويكبات وفهم طبيعة تكوينها، فهذه الأجرام تعمل مثل آلة زمن إذ تعتبر من مخلفات تشكل نظامنا الشمسي وتحفظ الكثير من أسرار تلك الحقبة وقد تكشف لنا المزيد عن أصل كوكبنا. كما تعتبر مراقبة حركة الكويكب فرصة ممتازة لاختبار القدرات على اكتشاف وتعقب الأجسام القريبة من الأرض وتقييم مدى استعدادنا للتعامل مع أي تهديد حقيقي من كويكبات محتملة في المستقبل، حسب ما أوضح "أبوزاهرة". على الجانب الآخر، وفي حدث نادر، تمكن العلماء باستخدام التلسكوب الكبير جداً في تشيلي من رصد كوكب يتشكل حالياً داخل دوامة حلزونية من الغاز، والغبار تحيط بنجم حديث التكون يشبه الشمس يعرف باسم HD 135344B ويقع على بعد 440 سنة ضوئية في كوكبة الذئب، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يرصد فيها كوكب بشكل مباشر وهو يعيد تشكيل الأذرع الحلزونية في سحابة تكونه تماماً في الموقع الذي تنبأت به النماذج الحاسوبية.