logo
تقرير: الصين تحتجز دبلوماسياً بارزاً "ساهم في تحسين العلاقات مع واشنطن"

تقرير: الصين تحتجز دبلوماسياً بارزاً "ساهم في تحسين العلاقات مع واشنطن"

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن السلطات الصينية احتجزت الدبلوماسي الصيني البارز ليو جيان تشاو، الذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع كمرشح محتمل لوزارة الخارجية، وكان يحظى بـ"ترحيب كبير" خلال زيارته إلى واشنطن، لاستجوابه.
ويعد ليو (61 عاماً) من كبار المسؤولين في السلك الدبلوماسي الصيني، وساهم في "الحملة على الفساد"، بصفته أحد أبرز مكافحي الفساد في الحزب الشيوعي، وكان يشغل منصب رئيس الدائرة الدولية للحزب، والتي تُشرف على العلاقات مع الأحزاب السياسية الأجنبية والدول الاشتراكية.
وقالت الصحيفة إن ليو اعتقل بعد عودته إلى بكين من رحلة عمل في الخارج، أواخر يوليو الماضي، ولم يتسن تحديد سبب احتجازه، إذ كانت آخر زيارات ليو إلى سنغافورة وجنوب إفريقيا والجزائر بصفته رئيساً للدائرة الدولية.
ووفقاً لأشخاص مقربين من مؤسسة السياسة الخارجية الصينية، فإن غياب ليو قد يؤدي إلى "تآكل الخبرة الدبلوماسية" في بكين، حيث يُفضّل الزعيم الصيني شي جين بينج بشكل متزايد "الولاء السياسي"، في تعيينات الموظفين.
ويُمثّل احتجاز ليو أعلى مستوى تحقيق معروف يشمل دبلوماسياً صينياً منذ أن أطاحت بكين بتشين جانج من منصب وزير الخارجية عام 2023، بعد سبعة أشهر فقط في المنصب.
وخلص تحقيق داخلي في الحزب حينها إلى أن تشين "تورط في علاقة خارج نطاق الزواج"، استمرت طوال فترة عمله سفيراً لبكين في واشنطن.
وخلف تشين في منصب وزير الخارجية سلفه، وانج يي، وهو أيضاً أكبر مسؤول في السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي وعضو في المكتب السياسي للنخبة المكون من 24 عضواً.
واستقال تشين من اللجنة المركزية للحزب العام الماضي، لكنه ظل عضواً في الحزب. وبعد إقالة تشين، اعتُبر ليو مرشحاً قوياً لتولي منصب وزير الخارجية، نظراً لخبرته وأقدميته في الجهاز الدبلوماسي الصيني.
إطاحات بتهم "الفساد"
وأطاح مسؤولو إنفاذ القانون في الحزب بعشرات كبار المسؤولين في إطار "عمليات التطهير التأديبية"، المتواصلة التي شنّها شي، والتي اتسمت بتشديد الرقابة على موظفي الحزب والدولة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
ومنذ تولي شي السلطة عام 2012، عاقب مفتشو الحزب أكثر من 6.2 مليون شخص بتهم تشمل الفساد والتقاعس البيروقراطي وتسريب أسرار الدولة، وفق "وول ستريت جورنال".
وخلال رحلة إلى واشنطن ونيويورك في أوائل عام 2024، حظي ليو بالثناء على أسلوبه الجذاب في توصيل الرسائل بشأن الحاجة إلى علاقات أميركية صينية مستقرة.
وأشار بعض المشاركين الأميركيين إلى استعداد ليو للاستماع إلى المخاوف بشأن سياسات الصين ومعالجتها، بما في ذلك فرض قيود على الشركات الغربية التي تُقيّم مخاطر الاستثمار في البلاد.
وخلال تلك الرحلة، تواصل ليو مع مراكز أبحاث أميركية مثل "جمعية آسيا"، ومستثمرين مثل الرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون"، ستيفن شوارتزمان، وراي داليو، مؤسس شركة "بريدج ووتر أسوسيتس"، بالإضافة إلى مسؤولين في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية آنذاك أنتوني بلينكن.
لكن الرحلة نفسها أثارت الدهشة في بكين، إذ كان من غير اللائق سياسياً أن يقدم ليو نفسه كوزير خارجية منتظر قبل أي إعلان رسمي عن توليه هذا المنصب.
من هو ليو جيان تشاو؟
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن ليو أمضى الجزء الأكبر من حياته المهنية في السلك الدبلوماسي، حيث شغل مناصب بارزة في وكالات الحزب والدولة التي قادت حملة شي على الفساد.
ويقول من التقوا ليو إنه كان شغوفاً بلعبة الجولف وكان يلعبها كثيراً، لكنه على الأرجح توقف عن ممارستها مع بدء الحزب في التعبير عن استيائه من لعب المسؤولين للجولف في ظل حملة شي على الإسراف.
وكان نجل ليو يعمل في القطاع المالي بالولايات المتحدة في وقت ما، وهو الآن مقيم في الصين، وانضم ليو، إلى الحزب الشيوعي الصيني ووزارة الخارجية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث أمضى وقتاً في دراسة العلاقات الدولية بجامعة "أكسفورد".
وبرز اسم ليو في الأوساط العامة بصفته متحدثاً باسم الوزارة، وهو المنصب الذي شغله خلال دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008.
وعيّنته الصين لاحقاً سفيراً لها لدى الفلبين ثم إندونيسيا، قبل ترقيته إلى منصب مساعد وزير الخارجية عام 2013، إذ انتقل ليو إلى مجال مكافحة الفساد عام 2015، عندما عُيّن رئيساً لمكتب التعاون الدولي في اللجنة المركزية لفحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعي.
وأصبح ليو شخصية رئيسية في "عملية مطاردة الثعالب" التي أطلقها شي، وهي جهد عالمي لملاحقة الصينيين المتهمين بالفساد والذين فروا إلى الخارج.
وفي عام 2017، ساعد ليو في قيادة هيئة حكومية جديدة لمكافحة الفساد تُعرف باسم "لجنة الرقابة" في مقاطعة تشجيانج الشرقية، حيث عين كأعلى مسؤول عن تطبيق الانضباط في المنطقة.
وعاد ليو إلى السلك الدبلوماسي عام 2018، عندما أصبح مسؤولاً رفيع المستوى في اللجنة المركزية للشؤون الخارجية التابعة للحزب، وهي هيئة يقودها شي وتُوجّه السياسة الدبلوماسية للصين.
وفي عام 2022، عيّن الحزب ليو رئيساً للدائرة الدولية، ثم رقّاه إلى العضوية الكاملة في لجنته المركزية النخبوية. وسافر أكثر من سلفه، بما في ذلك رحلات إلى الولايات المتحدة ودول ديمقراطية غربية أخرى لم يزرها عادةً رؤساء الدائرة الدولية السابقون.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محادثات تجارية بين أميركا والصين خلال شهرين
محادثات تجارية بين أميركا والصين خلال شهرين

الشرق الأوسط

timeمنذ 14 دقائق

  • الشرق الأوسط

محادثات تجارية بين أميركا والصين خلال شهرين

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، مساء الثلاثاء، إن المسؤولين التجاريين الأميركيين سيجتمعون مرة أخرى مع نظرائهم الصينيين في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر لمناقشة مستقبل العلاقة الاقتصادية بين البلدين. وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من تمديد الشركاء التجاريين هدنة التعريفة الجمركية لمدة 90 يوماً أخرى، ما أدّى إلى تجنب فرض رسوم جمركية كبيرة على السلع بين البلدين. وفي مقابلة على شبكة «فوكس بيزنس»، قال بيسنت أيضاً إن الرئيس الصيني شي جينبينغ دعا ترمب إلى اجتماع، لكن لم يتم تحديد موعد. وقال بيسنت: «لا يوجد موعد... الرئيس لم يقبل بعد». ومدّدت الولايات المتحدة والصين هدنة التعريفات الجمركية لمدة 90 يوماً أخرى، ليتفادى البلدان رسوماً باهظة في خانة المئات، في الوقت الذي يستعد فيه تجار التجزئة الأميركيون لزيادة المخزونات قبل موسم العطلات بنهاية العام. وأصدرت وزارة التجارة الصينية خطوات موازية في وقت مبكر يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي للصين. وقالت الوزارة إنها ستتخذ إجراءات لمعالجة الحواجز غير الجمركية التي تُواجه المنتجات الأميركية. وكان ترمب قد طالب الصين يوم الأحد بمضاعفة مشترياتها من فول الصويا الأميركي 4 مرات، لكن الأمر التنفيذي لم يتضمن أي ذكر لأي مشتريات إضافية. وجاء في قرار ترمب: «تواصل الولايات المتحدة إجراء مناقشات مع جمهورية الصين الشعبية لمعالجة عدم وجود معاملة بالمثل في علاقتنا الاقتصادية، وما ينتج عنها من مخاوف تتعلَّق بالأمن القومي والاقتصادي». ومضى يقول: «من خلال هذه المناقشات، تواصل (الصين) اتخاذ خطوات مهمة نحو معالجة الترتيبات التجارية غير المتبادلة ومعالجة مخاوف الولايات المتحدة المتعلقة بالمسائل الاقتصادية ومسائل الأمن القومي». وكان من المقرر أن تنتهي هدنة الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن يوم الثلاثاء في الساعة 0401 بتوقيت غرينتش. ويمنع الأمر التنفيذي ارتفاع الرسوم الأميركية على البضائع الصينية إلى 145 في المائة، في حين كانت الرسوم الصينية على البضائع الأميركية سترتفع إلى 125 في المائة، وهي معدلات من شأنها أن تؤدي إلى حظر تجاري فعلي. ويبقي القرار الرسوم الأميركية على الواردات الصينية عند 30 في المائة في حين تفرض الصين 10 في المائة على الواردات الأميركية.

اختراق ضخم يكشف أسرار أخطر قراصنة كوريا الشمالية
اختراق ضخم يكشف أسرار أخطر قراصنة كوريا الشمالية

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

اختراق ضخم يكشف أسرار أخطر قراصنة كوريا الشمالية

تعرّضت مجموعة القراصنة الكورية الشمالية «كيمسوكي» لاختراق كبير أدى إلى تسريب 8.9 غيغابايت من بياناتها، بما في ذلك أدواتها وعملياتها الأخيرة، وفق تقرير موقع «بليبنج كومبيوتر» المتخصص بالأمن السيبراني. ويشير التقرير إلى أن المجموعة مرتبطة بحكومة كوريا الشمالية وتنفذ هجماتها لدعم الأجندات السياسية للنظام، وفقًا للقرصانين «سابر» و«سايبورغ» المسؤولين عن الهجوم اللذين أكدا أن دوافعهم كانت أخلاقية. وتكشف البيانات المسربة أساليب مجموعة «كيمسوكي» في تنفيذ الهجمات، والربط بين عملياتها ومجموعات أخرى، فضلاً عن تفاصيل سرقت منها أخيرا، بما في ذلك هجمات لم تعلن عنها سابقًا. ورغم حجم التسريب، يرى التقرير أنه لن يكون له تأثير طويل الأمد على نشاط المجموعة في عالم القرصنة، لكنه قد يعيق استخدام بعض الأدوات والعمليات المحددة. وسبق لمجموعة «كيمسوكي» شن هجمات ضد أهداف بارزة في كوريا الجنوبية، منها وحدة مكافحة التجسس ووزارة الخارجية، فيما لم تصدر كوريا الشمالية أي رد رسمي، بما يتسق مع سياسة بيونغ يانغ في إنكار أي هجمات سيبرانية. أخبار ذات صلة

بيسنت يرفض استثمار الصين بأمريكا كجزء من صفقة تجارية
بيسنت يرفض استثمار الصين بأمريكا كجزء من صفقة تجارية

مباشر

timeمنذ 2 ساعات

  • مباشر

بيسنت يرفض استثمار الصين بأمريكا كجزء من صفقة تجارية

مباشر- رفض وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إمكانية أن تكون الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة جزءا من أي اتفاق تجاري، وهي التعليقات التي تضيق الخيارات أمام الجانبين لحل نزاعهما المستمر. وعندما سُئل عما إذا كانت الصين قادرة على تقديم تعهدات بمليارات الدولارات مثل اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي كجزء من اتفاقياتها التجارية، قال بيسنت "شعوري هو لا لأن الكثير من عمليات الاستحواذ أو الأموال الناتجة عن عمليات الاستحواذ ستذهب إلى الصناعات الحيوية التي نحتاج إلى إعادتها إلى الوطن والكثير منها يحتاج إلى إعادته بعيدًا عن الصين". وقال بيسنت في مقابلة مع قناة فوكس بيزنس يوم الثلاثاء في الولايات المتحدة: " سواء كانت الصناعة أشباه الموصلات أو مغناطيسات الأرض النادرة أو الأدوية أو الصلب، فإن إحساسي هو أن هذا ليس ما سيحدث". تشير تعليقات بيسنت إلى المنافسة بين الولايات المتحدة والصين حول مجموعة من القضايا، أبرزها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. مدد الرئيس دونالد ترامب تعليق فرض الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية لمدة 90 يومًا أخرى حتى أوائل نوفمبر، وهي خطوة ساهمت في استقرار العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم في سعيهما للتوصل إلى اتفاق. فتحت شركات صينية في قطاعات مثل السيارات الكهربائية مصانع في الخارج للوصول إلى أسواق جديدة، وهي الخطوة التي قد تساعدها أيضًا في تجنب التعريفات الجمركية الأمريكية. وفي المقابلة، قال بيسنت إنه سيجتمع مرة أخرى مع نظرائه الصينيين "في غضون الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة". وأشار أيضا إلى أن واشنطن تريد أن ترى تدابير من الصين على مدى فترة زمنية ممتدة لوقف تدفق المواد الكيميائية المستخدمة في صنع الفنتانيل قبل خفض الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بشأن هذه القضية . وقال "سنحتاج إلى رؤية أشهر، إن لم يكن أرباعًا، إن لم يكن عامًا، من التقدم في هذا الشأن قبل أن أتخيل خفض هذه التعريفات".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store