logo
تقرير صمت المكونات السياسية في الضفة عن انتهاكات الاحتلال.. استجابة للإملاءات أم تراجع محسوب؟

تقرير صمت المكونات السياسية في الضفة عن انتهاكات الاحتلال.. استجابة للإملاءات أم تراجع محسوب؟

رام الله- غزة/ علي البطة:
في وقت تتسارع وتيرة تدمير الاحتلال مخيمات شمال الضفة الغربية، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وتتوسع اعتداءات المستوطنين، ومحاولات تهويد المقدسات، يلف صمت غريب المشهد السياسي في الضفة الغربية.
ويرى خبراء أن القضايا التي تمس جوهر الوجود الفلسطيني وتهدد مستقبله تتراجع خلف موضوعات شكلية ونقاشات باهتة، تتعمدها النخبة السياسية الممسكة بمقاليد الأمور في الضفة. فما هو السر في ذلك في وقت تتطلب خطورة المرحلة تحرك نضالي ضد سياسات الاحتلال وممارسات مستوطنيه.
يقول أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، د. فريد ابو ضهير، هناك غياب واضح للحضور الفاعل للسلطة الفلسطينية ولشخصياتها القيادية، وتختفي كذلك بيانات الفصائل خصوصا المنضوية في منظمة التحرير.
حسابات سياسية باهتة
ويؤكد أبو ضهير لصحيفة "فلسطين"، أن هذا الغياب ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج شبكة معقدة من الضغوط الخارجية والسياسات الداخلية.
ويتابع، أن هناك سياسة أمريكية واضحة منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر ٢٠٢٣، تحذر العالم أجمع، وتحديدا الطرف الفلسطيني من أي تدخل في موضوع حرب الإبادة على غزة، وانسحب ذلك على الممارسات الاحتلالية في الضفة الغربية.
ويشير أبو ضهير إلى أن هذه السياسة خلقت حالة من "العزوف عن تسجيل مواقف حقيقية"، حتى أصبح التنديد والاستنكار في القضايا المصيرية محدود وبمواقف باهتة.
يضاف إلى ذلك، الملاحقة الشرسة التي تشنها مخابرات الاحتلال ضد أي صوت حر، مما بث رهبة وصلت إلى طلبة الجامعات بالضفة والأكاديميين، وجعل من أي تحرك سياسي أو إعلامي مغامرة محفوفة بالمخاطر.
ويصف أبو ضهير هذا الصمت بـ"التخاذل أو الجبن"، مؤكدًا أنه لا يجوز أن يمر حدث دون موقف قوي، وإلا على هذه القوى "أن تحل نفسها وتغادر المشهد".
تبديل الأولويات
بدوره، يؤكد المحلل السياسي الدكتور أمين الحاج، لصحيفة فلسطين، أن سياسة صمت الطبقة السياسية الرسمية وقوى منظمة التحرير متعمدة لتغييب الموضوعات المهمة في الضفة والقدس عن الاجندة السياسية والإعلامية.
والسبب في رأيه أن إبراز القضايا الوطنية الكبرى دون رد فعل يتناسب مع حجمها "يحولهم إلى مدانين ويزيد الضغوط عليهم"، فالحديث عن الاستيطان والمصادرة يترتب عليه استحقاقات لا يستطيعون تحمل تبعاتها، والجمهور بعد ذلك سيسائلهم عن تقصيرهم في حماية ما يعد من الثوابت.
ويتابع، لذلك يلجؤون مسؤول السلطة والأحزاب إلى سياسة "نفخ الموضوعات الصغيرة وتنفيس القضايا الكبرى والمهمة"، وتصدير قضايا شكلية لا تلامس هموم المواطن الحقيقية، كطريقة للهروب من المسؤولية.
وبخصوص موقف النشطاء السياسيين، ممن يتبنون سياسات مناوئة للاحتلال، فإنهم يعيشون وضعا معقدا، فالاحتلال يلاحقهم على أبسط أشكال التعبير، حتى على تعليق أو تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويردف، ما كان متاحًا قبل أكتوبر ٢٠٢٣ لم يعد كذلك بعده.
ويضاف إلى ذلك، كما أشار أبو ضهير، أن بعض وسائل الإعلام في الضفة لا تستضيف هؤلاء النشطاء، مما يكمل حلقة التغييب.
في المحصلة، فإن تراجع حضور مختلف المكونات السياسية في الضفة الغربية يترك الساحة الإعلامية فارغة أمام الاحتلال لتنفيذ مخططاته، وسط غياب رواية فلسطينية رسمية تفضح سياسات الاحتلال الاستعمارية.
المصدر / فلسطين أون لاين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير "النَّمر" في مرمى القسَّام... المقاومة تفجُّر هيبة الرَّدع الإسرائيليِّ في غزَّة
تقرير "النَّمر" في مرمى القسَّام... المقاومة تفجُّر هيبة الرَّدع الإسرائيليِّ في غزَّة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 أيام

  • فلسطين أون لاين

تقرير "النَّمر" في مرمى القسَّام... المقاومة تفجُّر هيبة الرَّدع الإسرائيليِّ في غزَّة

غزة/ علي البطة: في تحول لافت، أسقطت المقاومة الفلسطينية، وتحديدا كتائب القسام، الهيبة العسكرية لناقلات "النمر"، المدرعة الأشد تحصينا وتطورا في ترسانة الاحتلال الإسرائيلي. سلسلة من العمليات النوعية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، أظهرت قدرة المقاومة على اختراق أعمق المنظومات العسكرية للاحتلال، وتجاوز انظمة الحماية المتقدمة مثل نظام "تروفي"، عبر تكتيك "المسافة صفر" الذي أربك حسابات الاحتلال وأحدث اختراقا في منظومة الردع. تكرار استهداف هذه المدرعات، وتدميرها، لم يكن مجرد إنجاز ميداني، بل رسالة استراتيجية بأن المقاومة تتحكم في مسار الاشتباك، وتفرض معادلات جديدة على جيش طالما تباهى بتفوقه التكنولوجي. فـ"النمر"، التي كانت تروج كرمز للتفوق العسكري الإسرائيلي، باتت اليوم عنوانا لهشاشة غير مسبوقة في بنية الردع والقرار، وفق ما يقول خبراء في الشؤون العسكرية. ففي 25 يونيو الفائت، فجرت كتائب القسام ناقلتين بعبوات شديدة الانفجار غي منطقة معن جنوب شرق خان يونس، ما أدى إلى مقتل سبعة من جنود الاحتلال، بينهم ضابط. أعقب ذلك في 27 يوليو كمين مركب في بلدة عبسان الكبيرة، أدى لتدمير ثلاث ناقلات ومقتل عدد آخر من جنود الاحتلال. العملية الأخيرة اعتمدت على عبوتين زرعتا داخل قمرتي القيادة للناقلتين، ما تسبب في احتراقهما بالكامل، ثم جرى استهداف ناقلة ثالثة بقذيفة "الياسين 105". تكرار هذا المشهد يكشف عن ضعف في جاهزية قوات الاحتلال للتعامل مع نوعية العمليات الجديدة التي تفرضها المقاومة. تعطيل النظام الدفاعي الخبير العسكري الأردني نضال أبو زيد يؤكد أن القسام تعتمد تكتيك "المسافة صفر"، وهو ليس تعبيرا مجازيا بل خطة عسكرية فعالة تستهدف تعطيل نظام "تروفي" المضاد للصواريخ، والذي يفشل في التصدي للتهديدات من مسافة تقل عن 10 أمتار. يضيف أبو زيد لصحيفة "فلسطين" أن نجاح المقاومة في الاقتراب من الناقلات بشكل مباشر يعطل النظام الدفاعي المثبت عليها، ما يسمح بإلحاق دمار كامل بها. وهذا يبرر تكرار الهجمات المباشرة على الناقلات الثقيلة مثل "النمر"، رغم كلفتها العالية. "النمر" التي تبلغ تكلفتها نحو 3 ملايين دولار، وتتمتع بدروع مزدوجة، غابت عن الميدان لفترة طويلة. إلا أن تهديدات القسام وسرايا القدس بأسر جنود دفعت الاحتلال لإعادتها إلى محاور القتال في غزة من جديد، كوسيلة إضافية للحماية في بيئة فقد فيها الثقة بالناقلات الأقدم. يرى أبو زيد أن الاحتلال بات يفتقر إلى "ترف الخيارات"، إذ استنزفت قواته، ولم يعد يمتلك ألوية احتياط قادرة على تعويض الخسائر، مما اضطره لإعادة نشر ناقلات النمر التي طالما تجنب استخدامها، لثقلها وكلفتها ومحدودية تحركها في الأحياء. نمط قتال خاص من جانبه، يشير الخبير العسكري اللبناني إلياس حنا، إلى أن ما يحدث في غزة ليس حربا تقليدية بل مواجهة استنزاف طويلة، حيث باتت المقاومة تفرض نمط قتال خاص بها، قائم على الكمائن والتفجيرات والاشتباكات من مسافة قريبة. ويؤكد حنا في تصريحات لقناة الجزيرة، أن المقاومة تدير القتال من بيئة حضرية ضيقة تمنع تحرك المدرعات والدبابات، ما يجعلها أهدافا سهلة. كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يفتقر لأمن العمليات، خاصة عندما تعمل الوحدات الهندسية والعسكرية منفردة، كما حصل في عبسان ومعن بخان يونس. ويشير أبو زيد إلى أن العمليات الأخيرة أكدت أن ناقلات "النمر"، التي كانت رمزا للفخر العسكري الإسرائيلي، باتت اليوم عنوانا لإخفاق متكرر. فتدميرها أكثر من مرة في غضون شهر واحد أحرج المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وفتح تساؤلات حول قدرة الردع. ويؤكد أن تكرار استهداف هذه الناقلات يظهر هشاشة الأسلوب القتالي الإسرائيلي في بيئة لا تشبه حروبه السابقة. ويتابع الخبير الاردني، أن المقاومة نجحت في فرض معادلة اشتباك جديدة، تقوم على العمل الميداني الدقيق وتكتيكات المفاجأة والكمائن النوعية، بينما يجبر الاحتلال على الزج بوسائل قتالية باهظة الثمن دون ضمانات حقيقية للحماية أو الانتصار. ويضيف أبو زيد، بات واضحا أن "النمر"، التي طالما روج لها كأيقونة للتفوق العسكري الإسرائيلي، أصبحت رمزا لهزائم متكررة في غزة، فقد حولتها المقاومة الفلسطينية، بإمكانات محدودة إلى هدف مكشوف، وأسقطت جزءا من هيبة القوة الإسرائيلية. المصدر / فلسطين أون لاين

تقرير المساعدات تحت قبضة الاحتلال... الغزيون يرفضون التَّلاعب بغذائهم
تقرير المساعدات تحت قبضة الاحتلال... الغزيون يرفضون التَّلاعب بغذائهم

فلسطين أون لاين

timeمنذ 4 أيام

  • فلسطين أون لاين

تقرير المساعدات تحت قبضة الاحتلال... الغزيون يرفضون التَّلاعب بغذائهم

غزة/ نبيل سنونو: بدأت المسنة عبلة مصبح يوما جديدا في خيمة النزوح القسري، بجسد مرتجف بعد أشهر من اعتمادها على شرب المياه فقط وحرمانها من الغذاء، مع تفشي المجاعة، مبدية شكوكها حيال مزاعم الاحتلال بشأن إدخال مساعدات إنسانية لغزة. "هي جسمي بيرجف من قلة الأكل والجوع ولا حتى بيتوفر سكر.. النا ٤ شهور واحنا زي هيك"، هذه كلمات عبلة التي تهتز أيضا في حديثها مع صحيفة "فلسطين" على وقع المجاعة، ولهيب العيش والنزوح خصوصا في فصل الصيف. وللشهر الـ22 تواليا من حرب الإبادة الجماعية على غزة، يستخدم الاحتلال التجويع سلاح حرب ضد الأهالي، وهو ما وثقته المنظمات الدولية المعنية، في وقت يسعى تحت ضغوط دولية إلى "تجميل" صورته بإدخال بضعة شاحنات مساعدات، لا تحدث فرقا في واقع المجاعة التي تسببت بالفعل في استشهاد 122 مجوعا بينهم 83 طفلا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي. ويشمل التجويع الأطفال أيضا، فقد حذر المكتب في بيان أمس، من أن قطاع غزة على أعتاب مقتلة جماعية مرتقبة بحق 100,000 طفل خلال أيام إن لم يُدخَل الحليب فورا. "مش قادرين نشتري طحين" على مقربة من خيمتها، تحمل ملامحها هما ثقيلا يعتصر إنسانيتها مع انعدام مقومات الحياة. عبلة (65 عاما) هي أرملة تعيش فصول المعاناة مع أسرتها الممتدة، واستقر بها الحال في أحدث محطات النزوح القسري بمنطقة السرايا وسط مدينة غزة، بعد أن دمر الاحتلال منزلهم في حي الشجاعية، وصنف منطقة سكنهم على أنها "حمراء" يحظر دخولهم إليها. تفتقر عبلة وعائلتها إلى القدرة على مواكبة أسعار الدقيق الملتهبة في ظل شح إدخاله إلى القطاع المتعطش للغذاء، وأيضا ما أكدته جهات رسمية وحقوقية عن رعاية الاحتلال لعصابات من اللصوص التي تسرق المساعدات الشحيحة قبل وصولها إلى المعذبين والمجوعين. تنتفض يداها مع حدة نبرة صوتها وهي تشرح واقعا لا تعبر عنه الكلمات: "هينا مش قادرين نشتري كيلو الطحين.. تخيل وصل في الأيام الأخيرة لـ80 ولـ90 وحتى لـ150 شيكل الكيلوجرام؟ قعدنا فترة واحنا مرميين بس مية نشرب لعند ما ربنا يفرجها علينا وهينا مستمرين". ليلة أول من أمس تناولت عبلة وعائلتها لقيمات من الخبز بعد حرمان طويل، حيث اشترت كيلوجرام واحدا من الدقيق مقابل 50 شيكلا، لعائلتها المكونة من 33 فردا. ويلقي شح الطعام بظلاله على صحة المسنة، وتحرمها المجاعة حتى من وجبة الإفطار التي يوصي بها الأطباء حول العالم لتمكين الإنسان من تحمل أعباء يومه، لكنها لا تتمكن من الحصول على حبة واحدة من الطماطم أو الخيار منذ أشهر عدة. تقول بعبارات يخنقها القهر: "ايش بدنا نسوي لا فطور ولا غدا.. كل العائلات بيضلوا مرميين طول النهار بس بيتعشوا عشا إذا توفر شيء". ولا تتمكن عبلة من شراء أي من الخضار القليلة المزروعة محليا أو الأسماك الشحيحة المعروضة في بعض الأسواق، لارتفاع ثمنها، مع تدمير الاحتلال مقدرات المزارعين والصيادين واستهدافهم، ومنعه دخول مستلزمات عملهم. وأطبق الاحتلال حصاره على غزة منذ انقلابه على اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار، لكنه ادعى بعد ضغوط دولية استئناف إدخال مساعدات إنسانية لم تكن سوى قطرة في محيط، كما تقول مؤسسات الأمم المتحدة. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت سلطات الاحتلال منذ 7 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيليا وأميركيا ومرفوضة من الأمم المتحدة. وأسفرت عمليات الاستهداف المرتبطة بما يعرف بـ"فخاخ المساعدات الأميركية الإسرائيلية" عن استشهاد 1132 غزي مجوع وإصابة 7521 آخرين. ومع مزاعم الاحتلال أمس السماح بإدخال شاحنات مساعدات إنسانية لغزة، تؤكد عبلة عدم ثقتها بهذا الإعلان، قائلة: "الاحتلال بيضحك علينا، وبدو يموتنا سريريا، وبيعذب فينا، وبيدوبنا تدويب". وتشير إلى أن الاحتلال لا يكتفي بالتحكم بالمساعدات، بل يعمل على منع وصولها إلى أهالي غزة، وذلك عبر عصابات من اللصوص التي يرعاها: "ولادنا الهم شهر بيحاولوا يروحوا (على مناطق دخول شاحنات المساعدات) عشان يجيبوا لقمة العيش.. وإذا سلموا من الاحتلال بيسلموش من الحرامية (عصابات سرقة المساعدات) هدول مش قادرين عليهم". وفي الوقت نفسه، تشكو عبلة ما رأت أنه تواطؤ دول عربية مع الاحتلال الذي يتحكم بالمساعدات الإنسانية، وترك الغزيين فريسة للمجاعة. على مقربة منها، يئن ابنها معتز من عملية علاجية خضع لها مؤخرا، ومن ضيق الحال الذي وصل إليه، وهو أحد ضحايا المجاعة، وأيضا السرقة. يقول معتز لصحيفة "فلسطين": إنه وجد نفسه مجبرا تحت وطأة المجاعة قبل فترة على محاولة الحصول على كيس واحد فقط من الدقيق لسد شيء من حاجة عائلته، من شاحنات المساعدات في منطقة "زيكيم". وبعد انتظار تسع ساعات ومعاناة في الحصول على الكيس، تكالب عليه أربعة لصوص وانتزعوه منه تحت تهديد السلاح، وفق إفادته. ويعرقل الاحتلال تأمين المساعدات في غزة عبر استهداف رجال الشرطة، التي أكدت في بيانات عدة عزمها على مواصلة أداء مهامها في خدمة المواطنين، رغم الاستهدافات الإسرائيلية الممنهجة. ويسعى الاحتلال أيضا إلى إفشال محاولات العشائر تأمين المساعدات، ضمن سياسة متعمدة لإحداث حالة من الفوضى، وفق مراقبين. ووفق تحقيقات وزارة الداخلية في غزة بعدد من الحوادث التي وقعت مؤخرا، فإن اللصوص يقودهم عملاء، ويتم تحريكهم بغطاء جوي من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لاستهداف رجال الأمن والشرطة عند التصدي لهم. وجاء في بيان سابق للوزارة أن تكامل الأدوار بين اللصوص والعملاء مع الاحتلال، هدفه إحداث الفوضى وبث الخوف في نفوس المواطنين. وتطالب عبلة وابنها برفع الاحتلال يده عن المساعدات الإنسانية، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة. "الاحتلال بيضل عدوك" بعمر الـ67 عاما، يبدو رمضان أبو عايش على دراية تامة بحيل الاحتلال وتلاعبه في قوت وحياة الفلسطينيين. ينحدر أبو عايش من الأراضي المحتلة سنة 1948، ويقطن في مخيم المغازي للاجئين، لكن بيته هناك لم يسلم أيضا من التدمير الجزئي، كما لم يسلم هو من التجويع والمعاناة الممتدة على مدار 22 شهرا من الإبادة الجماعية. يكسو الشيب لحيته ورأسه كشاهد على سني عمره التي عاشها تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الطويل، قائلا لصحيفة "فلسطين": الاحتلال بيضل عدوك، عدو الدين والإسلام". ويقول أبو عايش: إن الاحتلال الذي يدعي إسقاط مساعدات جوا أو إدخالها برا لأهالي غزة، هو من أسقط قبل أيام كمية مما يشتبه أنه مخدرات ومادة النيكوتين في منطقة شرق مخيم المغازي، للإفساد في المجتمع. ويتفق الرجل مع سابقيه بأن الاحتلال يسلح ويحمي عصابات من اللصوص ليعيثوا في غزة فسادا ويسرقوا المساعدات ويقطعوا الطرق ويعدموا من يحاول الحصول عليها من المجوعين. ويدلل على ذلك بقدرة على عصابات اللصوص على الوصول إلى مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال، معتقدا أن هذه العصابات تضم أفرادا لهم سوابق في جرائم القتل والمخدرات. ويتمسك أبو عايش بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا لتولي ملف المساعدات الإنسانية، قائلا: "الحل هي الأونروا، طول عمرنا معها في التعليم والغذاء وغيره"، لكنه لم ينس أيضا المطالبة بوقف الإبادة الجماعية. ويطالب المسن ومعه الغزيون، المنهكون حد الارتعاش، بإنهاء تحكم الاحتلال بالمساعدات، ووقف التجويع الممنهج، وفتح الأبواب أمام قوافل الإغاثة الحقيقية، قبل أن يزهق الجوع ما تبقى من أرواحهم. المصدر / فلسطين أون لاين

محافظة القدس: الاحتلال حوّل القدس إلى ساحة عدوان شامل خلال النصف الأول من عام 2025
محافظة القدس: الاحتلال حوّل القدس إلى ساحة عدوان شامل خلال النصف الأول من عام 2025

معا الاخبارية

timeمنذ 4 أيام

  • معا الاخبارية

محافظة القدس: الاحتلال حوّل القدس إلى ساحة عدوان شامل خلال النصف الأول من عام 2025

رام الله- معا- أصدرت محافظة القدس تقريرًا يوضح اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة خلال النصف الأول من عام 2025 في القدس المحتلة، ما حوّلها إلى ساحة عدوان شامل يستهدف البشر والحجر والمقدسات، في محاولة ممنهجة لتكريس السيطرة الاستعمارية وتهويد المدينة. شهداء وجثامين محتجزة وبحسب تقرير محافظة القدس، فقد ارتقى خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري عشرة شهداء من أبناء القدس أو على أرضها، بينما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 47 شهيدًا، في سياسة انتقامية تخالف القوانين الدولية والإنسانية. تصاعد اعتداءات المستعمرين وثقت المؤسسات الحقوقية 143 اعتداءً نفذها المستعمرون الإسرائيليون بحق الفلسطينيين في القدس، بينها 26 اعتداءً جسديًا مباشرًا، تمّت جميعها تحت حماية جيش الاحتلال، وشملت تلك الاعتداءات تدنيس المقدسات، والتحريض على السكان الفلسطينيين في أحيائهم. إصابات متزايدة بلغ عدد الإصابات بين المقدسيين 128، طالت الأطفال والنساء والعمال، في مشهد يعكس حجم العنف المستخدم ضد السكان المدنيين في المدينة. اقتحامات المسجد الأقصى استمرت الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، حيث اقتحمه 33,634 مستعمرًا، بينهم 26,012 تحت غطاء "السياحة"، فيما شهدت "مسيرة الأعلام" اعتداءات على المقدسيين والصحفيين، ما يبرز الطابع التحريضي والاستفزازي لهذا الحدث السنوي. استهداف المقدسات المسيحية والمصلين وطالت الاعتداءات المقدسات المسيحية وأبناء شعبنا المسيحيين، إذ اعتدى الاحتلال على المصلّين خلال "سبت النور"، وتم إغلاق كنيسة القيامة لمدة 12 يومًا. كما حُرم أبناء شعبنا المسيحيون من الضفة الغربية من دخول القدس للعام الثاني على التوالي، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة. استهداف الشخصيات الوطنية طالت الإجراءات الاحتلالية شخصيات فلسطينية بارزة؛ فقد مُنع محافظ القدس عدنان غيث من دخول الضفة الغربية، كما أُبعد وزير شؤون القدس أشرف الأعور عن المدينة لمدة ستة أشهر. حملات اعتقال واسعة نفّذ الاحتلال 404 حالات اعتقال في القدس خلال النصف الأول من العام، من بينها 33 امرأة، و43 طفلًا، إضافة إلى صحفيين وطلبة وأسرى محررين، في إطار سياسة ترهيب تهدف إلى كسر الصمود المقدسي. أحكام وسجن منزلي وإبعادات أصدر الاحتلال 166 حكمًا بالسجن، منها 99 بالاعتقال الإداري دون تهمة، كما فرض 45 قرارًا بالحبس المنزلي، ضمن سياسة العقاب الجماعي. كما أصدر 107 قرارات بالإبعاد، بينها 69 عن المسجد الأقصى، إلى جانب 3 قرارات بمنع السفر، ضمن سياسة تقييد حرية الحركة والتنقل. استيلاء وهدم ممنهج أصدر الاحتلال 188 قرارًا وانتهاكًا مباشرًا بحق الممتلكات، تضمنت 149 إخطارًا بالهدم ووقف البناء، و31 قرار استيلاء على أراضٍ، و6 قرارات بالإخلاء القسري، طالت أحياءً وبلدات مثل: سلوان والعيسوية والشيخ جراح وبيت حنينا والجيب. كما شهدت مدينة القدس 186 عملية هدم وتجريف خلال الأشهر الستة، استهدفت المنازل والمنشآت والبنية التحتية الفلسطينية. استهداف المؤسسات والمعالم المقدسية امتدت انتهاكات الاحتلال إلى قطاع التعليم، بمنع توزيع المناهج الفلسطينية في مدارس الأقصى، وإغلاق مكتبات، واعتقال معلّمين وطلبة، إضافة إلى اقتحام متكرر لجامعة القدس في أبو ديس وتوزيع منشورات تهديدية داخل الحرم الجامعي. وفي إطار قمع حرية الإعلام، أبعدت سلطات الاحتلال صحفيين عن الأقصى خلال شهر رمضان، وتم اعتقال إعلاميين ومداهمة مكتبات في البلدة القديمة. كما تعرضت وكالة الأونروا لاعتداءات متكررة، من خلال اقتحام مقراتها، وإغلاق مدارسها، وإزالة شعاراتها الرسمية. فيما واجه الطلبة المقدسيون في الثانوية العامة تأجيلًا في امتحاناتهم بسبب إعلان الاحتلال حالة الطوارئ في حزيران/ يونيو، ما تسبب في إرباك العملية التعليمية. سجّل النصف الأول من 2025 إطلاق 41 مشروعًا استعماريًا جديدًا، منها 12 مخططًا تم إيداعها رسميًا، و17 صودق عليها، ومشروعان طُرحا في مناقصات، و7 مشاريع قيد التنفيذ، ومشروعان تم افتتاحهما بالفعل. كما رُوّج لحي استعماري جديد، في سياق سياسة التوسع الاستعماري المنهجي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store