
من الفتق إلى التسمم.. تسلسل زمني يكشف كيف غاب نتنياهو عن جلسات محاكمته
صحيفة "يديعوت آحرنوت"، قالت إن نتنياهو شعر بتوعك خلال الليلة الماضية، وبعد الفحوصات شُخص بالتهاب معوي "نتيجة تناوله طعامًا فاسدًا"، وقد تلقى العلاج بالسوائل بسبب الجفاف، وبناءً على نصيحة أطبائه، سيدير شؤون الدولة من المنزل، لكنه "صحته جيدة"، وستُلغى شهادة نتنياهو في محاكمته قبل بدء العطلة القضائية، مما يشير إلى أنه اختلق المرض ليتمكن من الهروب من المحاكمة أو على الأقل تأجيلها.
محاكمة نتنياهو
يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة قد تقوده إلى السجن بحال أُقرت، وكان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم الفساد الموجّهة إليه، وتبدأ المحاكم الإسرائيلية إجازة نهاية الأسبوع تستمر حتى سبتمبر المقبل، ومن غير الواضح إذا ما كان القضاة سيحددون جلسات لنتنياهو خلالها.
كما أنه مطلوب للعدالة الدولية، إذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2024 مذكرة لاعتقاله؛ بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة، وبذلك، فإن نتنياهو لن يمثل أمام المحكمة غدًا ولا يوم الأربعاء، في جلستين كانتا مقررتين قبل خروج المحاكم الإسرائيلية في إجازة لمدة 3 أشهر نهاية الأسبوع.
ولوحظ أن نتنياهو حرص على محاولة التغيب عن المحكمة لأسباب مختلفة، بما فيها السفر أو الانشغالات الأمنية أو الحروب.
تهرب نتنياهو من المحاكمة
اعتبرت يعيل فريدسون، المراسلة القانونية لصحيفة "هآرتس" العبرية، عبر منصة إكس، أن "إعلان نتنياهو عن مرضه بسبب طعام فاسد هو استمرار لمحاولاته التهرب من الاستجواب".
وأضافت فريدسون: "ينبغي على القضاة تحديد مواعيد جلسات إضافية خلال فترة العطلة، في ضوء الظروف الاستثنائية التي ألغى فيها نتنياهو جلسات الاستماع الاعتيادية".
تعليق أعضاء الحكومة على مرض نتنياهو
بدوره قال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير: "أتمنى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشفاء العاجل والصحة الجيدة. شعب إسرائيل بحاجة إليك قويًا، حتى تتمكن من مواصلة قيادة كل ما نقوم به معًا من أجل الشعب والدولة والأمن، بقوة وعزيمة، على جميع الأصعدة، بحسب تغريدة على موقع إكس
مرض نتنياهو
في ديسمبر من العام الماضي، خضع نتنياهو لعلاج استئصال البروستاتا، وأفاد مكتبه آنذاك أن نتنياهو خضع لفحص شامل في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس، كشف عن إصابته بالتهاب في المسالك البولية ناتج عن تضخم حميد في البروستاتا، كما أُفيد في ذلك الوقت أن رئيس الوزراء تلقى علاجًا بالمضادات الحيوية.
أما في أبريل 2024، خضع نتنياهو لعملية جراحية تحت التخدير العام في مستشفى "هداسا عين كارم" بعد أن كشف فحص طبي عن وجود فتق، وخلفه وزير العدل ياريف ليفين، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء وبعد العملية، أعلن المستشفى أنه "في غرفة العمليات بمستشفى هداسا عين كارم، أُجريت بنجاح عملية الفتق لرئيس الوزراء".
وفي يوليو 2023، شغل ياريف ليفين، منصب رئيس الوزراء المؤقت لمدة ساعة وعشرين دقيقة، بينما خضع نتنياهو لعملية زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، وصرح مستشفى شيبا في تل هشومير آنذاك: "بعد إجراء جميع الفحوصات المخبرية، بما فيها الفحوصات المخبرية، شخّصنا سبب دخوله المستشفى بأنه جفاف، قلبه سليم تمامًا، دون أي نتائج". وأضاف شيبا آنذاك أن "الفريق الطبي قرر إجراء سلسلة من الفحوصات الشاملة والروتينية التي تُجرى بكامل وعيه، بما في ذلك فحص كهربائي للقلب، وقد جاءت جميعها طبيعية تمامًا. ولم يُشخّص أي اضطراب في نظم القلب في أي مرحلة من المراحل".
وكذلك في يناير 2023، خضع نتنياهو لفحص روتيني مُخطط له مسبقًا للجهاز الهضمي تحت تأثير التخدير الجزئي ، وحلّ محله الوزير السابق أرييه درعي أثناء الفحص، وبعد ذلك أفاد مكتبه أن "الفحص أظهر سليلتين صغيرتين حميدتين، وقد أُزيلتا بالكامل".
إصابة نتنياهو بـ"الفتاق"
و خضع نتنياهو، البالغ من العمر 75 عامًا، لعملية جراحية مماثلة لتلك التي خضع لها في أغسطس 2013 الفتق (ويُسمى أيضًا الفتق الإربي) هو انتفاخ يحدث نتيجة بروز عضو من خلال جدار البطن.
وفي أكتوبر 2022، شعر نتنياهو بتوعك أثناء صلاة الختام قبل انتهاء صيام يوم الغفران، ثم وصل إلى مستشفى شعاري تسيدك في القدس بعد أن اشتكى من آلام في الصدر. خضع لسلسلة من الفحوصات، وكانت نتائجها سليمة، لكنه بقي تحت المراقبة طوال الليل. في اليوم التالي، التُقطت له صورة وهو يركض في وادي الصليب بالقدس.
و في مارس 2018، وصل نتنياهو إلى مستشفى هداسا عين كارم بسبب ارتفاع في درجة الحرارة وسعال، وحينها أُفيد بأن "الفحوصات تُشير إلى مرض فيروسي خفيف في الجهاز التنفسي العلوي. أوصى الأطباء رئيس الوزراء بالراحة وتناول الأدوية".
ديسمبر 2015 وأكتوبر 2017، خضع نتنياهو لفحوصات تنظير القولون، وفي كلتا الحالتين أُزيلت عدة سلائل بنجاح، وفقًا لمكتبه، ونقل البيان نفسه عن الدكتور هيرمان بيركوفيتش، طبيب نتنياهو الشخصي، قوله إنه "قبل بضعة أشهر، أُزيلت حصوة بنجاح من مثانة رئيس الوزراء، الذي لا يزال تحت مراقبة طبيب أنف وأذن وحنجرة، أيضًا بسبب ضيق عرضي في تجويف الأنف الأيسر".
وفي أوائل عام ٢٠١٥، خضع نتنياهو لإجراء طبي تجريبي في مستشفى ماياني هايشوعا في بني براك، يتعلق بغدة البروستاتا. نُقل نتنياهو إلى المستشفى مرتين في سرية تامة: مرة في مركبة مُموّهة على شكل شاحنة خبز بيتا، والمرة الثانية في مركبة تابعة لشركة مكافحة حشرات، بينما تنكر حراس الأمن في هيئة مُبيدين للحشرات. في يناير ٢٠١٤، نُقلت صلاحيات نتنياهو لمدة ساعة إلى وزير الخارجية آنذاك أفيغدور ليبرمان، خلال عملية تنظير للقولون تطلبت أيضًا تخديرًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المستقبل
منذ ساعة واحدة
- المستقبل
إسرائيل تهدد مجددا باغتيال المرشد الإيراني
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قائلاً 'سنصل إليك مباشرة'. وذكرت صحيفة 'جيروزاليم بوست' أن كاتس صرح أثناء زيارته لقاعدة رامون الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. وزير الدفاع الإسرائيلي وقال وزير الدفاع الإسرائيلي: 'أريد أن أوصل رسالة واضحة للديكتاتور خامنئي.. إذا استمررت في تهديد إسرائيل، فستصل يدنا الطويلة إلى إيران مرة أخرى وبقوة أكبر، وهذه المرة ستؤذيك مباشرة'. كما أكد كاتس قائلا: 'لا تهددونا وإلا ستواجهون العواقب'. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفي سياق آخر، أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي بطواقم الطائرات المقاتلة في قاعدة رامون الجوية بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان كاتس قد هدد خامنئي بالموت في 17 يونيو. وحذر إياه بأنه 'قد ينتهي به المطاف مثل صدام حسين'، حسبما أفادت صحيفة 'جيروزاليم بوست'. خامنئي وجدير بالذكر أن السيد علي الحسيني خامنئي هو سياسي إيراني ولد في 19 أبريل 1939. ويعتبر مرجعاً دينياً شيعياً ويشغل منصب الولي الفقيه والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية منذ 4 يونيو 1989. وهو قائد محور المقاومة وقد صنفته مجلة فوربس كواحد من أقوى الشخصيات في العالم. رئيس إيران وكان ثالث رئيس لإيران بعد أبو الحسن بني صدر ومحمد علي رجائي. حيث تولى منصبه من 13 أكتوبر 1981 حتى 3 أغسطس 1989. وفقاً لموقعه الرسمي. فقد اعتقل ست مرات قبل أن ينفى ثلاث سنوات خلال حكم محمد رضا بهلوي. الأسلحة النووية وفي عام 2012، اختارته مجلة فوربس ضمن قائمة 19 شخصية مؤثرة في العالم. وقد أصدر فتوى بأن إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة النووية محرمة في الإسلام. حسب ما نشرت تقارير إعلامية.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
هل تنقذ "الهدنة الإنسانية" الفلسطينيين في غزة من "المجاعة"؟
وسط حالة من الحذر، أبدى فلسطينيون في قطاع غزة تفاؤلهم حيال الهدنة الإنسانية المعلنة من جانب واحد من قِبل إسرائيل لاستئناف دخول المساعدات التي انقطعت بشكل كامل منذ مارس الماضي. وتحدّث عدد من الفلسطينيين في القطاع لبي بي سي عن الهدنة ومدى فاعليتها في إنقاذ سكان القطاع من المجاعة وما قد تتعرض له من عراقيل في المستقبل قد تحول دون استمرار تدفق المساعدات. وقالت مصادر إعلامية من الجانب المصري لمعبر رفح لبي بي سي إن نحو 100 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت صباح الأحد إلى معبر كرم أبو سالم، إذ أفرغت حمولتها هناك لفحصها تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة. وأضافت المصادر أنها رصدت المزيد من الشاحنات القادمة من مدينة العريش بشمال سيناء باتجاه معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، فيما بدا أنه استعداد لدخولها لاحقًا إلى القطاع. وقال مراسل بي بي سي لشؤون غزة في إسطنبول رشدي أبو العوف إن سكان غزة رحبوا "بحذر" بتقارير عن هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، لكن الكثيرين يقولون إن هذه الإغاثة يجب أن تكون بداية لحل أوسع نطاقًا ودائمًا للأزمة المتفاقمة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيفتح ممرات إنسانية للسماح بدخول قوافل الغذاء والدواء، بعد تحذيرات من المجاعة وأسابيع من الضغط الدولي. تفاصيل "الهدنة" الإسرائيلية أعلن الجيش الإسرائيلي بدء "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية" في مناطق محددة من قطاع غزة، اعتبارًا من الأحد وحتى إشعار آخر. ويستمر التعليق يوميًا من الساعة السابعة صباحًا حتى الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش، ويشمل تعليق العمليات منطقة المواصي ومدينتي غزة ودير البلح، مع استمرار "العمليات الهجومية ضد المنظمات الإرهابية"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس. وأوضح أدرعي أن القرار جاء بعد مباحثات مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وجرى بموجبه تحديد "ممرات آمنة" من السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة مساءً، لتسهيل دخول قوافل الإغاثة. وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت أن القرار يأتي في إطار "هدنة إنسانية لساعات طويلة"، استجابة للانتقادات الدولية المتزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة. وأفادت الهيئة أن القرار اتُخذ خلال جلسة مشاورات مصغّرة عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزيري الدفاع يسرائيل كاتس والخارجية جدعون ساعر، دون حضور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي عبّر عن غضبه تجاه القرار. ورحّب منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، الأحد، بتوفير طرق برية آمنة لدخول القوافل الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ الأمم المتحدة ستحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يتضوّرون جوعًا. "أطعمة منتهية الصلاحية" قالت رشا الشيخ خليل، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 39 عامًا من مدينة غزة، لبي بي سي: "بالطبع أشعر ببعض الأمل مجددًا، لكنني أشعر أيضًا بالقلق من استمرار المجاعة بعد انتهاء تعليق القتال". وأضافت: "قافلة مساعدات واحدة أو بضع طرود جوية لن تكفي. نحن بحاجة إلى حل حقيقي، لإنهاء هذا الكابوس، ونهاية للحرب". وأعربت نيفين صالح، وهي أم لستة أطفال، عن مخاوفها حيال جودة الطعام تحديدًا، قائلة: "الأمر لا يتعلق بكمية الطعام فحسب، بل بجودته أيضًا". وأضافت: "لم نتناول فاكهة أو خضارًا طازجة واحدة منذ أربعة أشهر. لا يوجد دجاج، ولا لحم، ولا بيض. كل ما لدينا هو أطعمة معلبة غالبًا ما تكون منتهية الصلاحية، بالإضافة إلى دقيق". وقال رامي طه، الذي يسكن في وسط غزة لبي بي سي: "زوجتي وأحد أطفالي الخمسة مصابان بالداء البطني (السيلياك وهو حساسية الجسم ضد الغلوتين في القمح والشعير والشوفان وحبوب أخرى)". وأضاف: "قبل الحرب، كنت أشتري لهم منتجات خالية من الغلوتين. الآن، لا يوجد شيء. أضطر إلى نقلهم إلى المستشفى كل بضعة أيام للحصول على محاليل وريدية". وقال أحمد طه، صاحب متجر في شمال غزة: "هذا ليس حلًا دائمًا، إنه أشبه بإعطاء مسكنات الألم لمريض سرطان دون علاجه". شهود عيان قال شاهد عيان من غزة لبي بي سي: "بينما كنا نجلس، سمعنا ضوضاء هائلة فظننا أنهم يلقون علينا قنابل نووية. لكننا وجدنا أن مظلات تهوي من أعلى فأسرعنا، متجهين إليها كغيرنا وهجم الناس على مظلة منها". وأضاف، وهو يبكي: "حصلت على كيس سكر سبعة كيلو جرامات، لكننا نقول للعالم أننا لا نريد أي شيء إلا الخلاص فقط. لا نريد طعامًا ولا أي شيء آخر. انقذونا لوجه الله". وتابع، وهو يجهش بالبكاء: "أنا خسرت أهلي كلهم في الحرب، لم يعد منهم أحد، فأنقذونا". وقال شاهد عيان آخر: "أُلقيت المظلات وبدأ تدافع الناس نحوها. وأثناء التدافع سقط ولد تحت المظلة فتلقّى ضربة في خصره، وها هو يرقد بعد أن أُصيب بالشلل، والله وحده أعلم ماذا سيكون مصيره". وأكد ثالث: "فوجئنا أن هناك صوتًا غريبًا في المنطقة، فتفقّدنا الأمر لنكتشف المصيبة، قد سقطت في المنطقة كلها، وهي المظلات". وأضاف: "وُجِد 6 مليون شخص في المنطقة في خمس دقائق. لا ندري من أين جاء هؤلاء، هل ألقوهم مع المظلات؟! لم نتمكن حتى من رؤية محتويات هذه المساعدات... هذا ذل وحرام". من جانبها، قالت مسؤولة في مكتب برنامج الغذاء العالمي بمصر لبي بي سي: إن "الشاحنات التي انطلقت من الجانب المصري باتجاه معبر كرم أبو سالم ما زالت موجودة في المعبر الرابط بين إسرائيل وقطاع غزة ولم تدخل القطاع بعد". وبحسب المعلومات المتوفرة لديها حتى ظهر الأحد. وأشارت إلى أن البرنامج سيقوم بنشر مزيد من التفاصيل تباعًا. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عشرات الأشخاص يموتون بسبب سوء التغذية. وقدّرت يوم الأحد عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية منذ بدء الحرب بـ 133 حالة، معظمهم في الأسابيع الأخيرة. ونفت إسرائيل ما وصفته بـ"الادعاء الكاذب بالتجويع المتعمد" في غزة. "هذه ليست هدنة" قال أحد سكان غزة لبي بي سي: "باعتقادي أن هذه الهدنة بمثابة صورة تجميلية للاحتلال أمام العالم وأنه أصبح إنساني وأصبح يبحث عن الإنسانية بعد الجرائم التي ارتكبها بحق شعبنا بما فيها المراكز الإنسانية التي أنشأها بهدف إهانة وإذلال شعبنا". وأضاف أن "هذا إجراء تكتيكي لأن الهدنة لا تشمل جميع المناطق، إنما مناطق محددة لدخول المساعدات". وأكّد أن "هدنة ليوم واحد لا تكفي، وأعتقد الهدف هو إدخال 200 شاحنة لرسم صورة تجميلية". وقال آخر: "هذه أصلًا ليست هدنة لأنهم أعلنوا وقف إطلاق نار لساعات معينة، فهي ليست هدنة، إذ إن أكثر من 70 في المئة من مساحة غزة في الأساس لا تزال تحت سيطرة اليهود، وإن النازحين لن يعودوا إلى منازلهم، فما هي فائدة هذه الهدنة إذًا؟ إنها فقط ذر للرماد في العيون حتى يقولوا للعالم أدخلنا مساعدات، لكنها لم ولن تُجدي نفعًا". وأضاف أن "الشاحنات التي يدخلونها لو ظلوا سنة.... نحتاج إلى شهر كامل يدخل فيها 1000 شاحنة يوميًا حتى يأكل الناس فقط. نريد أن تدخل المساعدات، لكن لابد أن تدخل وتُوزّع بالطريقة الصحيحة". وأشار أحد السكان الآخرين من غزة، في تصريحات أدلى بها لبي بي سي: "طبعًا هذه ليست هدنة ولا وقف إطلاق نار، إنما هو وقف إطلاق نار تكتيكي في بعض المناطق حيث سيسمح الاحتلال بدخول الشاحنات من ممر إنساني لقوافل المساعدات، على حد زعمه". وأشار إلى أنه "بالتأكيد لن يكن هذا اليوم كافيًا، لكن الاحتلال أراد فصل الملف الإغاثي عن ملف العمليات العسكرية، وبالتالي سيسمح بظهور صورة إيجابية عنه مغايرة لما هو كائن على أرض الواقع تمامًا". وأكد أن هذه "ليست هي الطريقة الصحيحة، بل ينبغي أن تدخل عبر مؤسسات أممية، مؤسسات عالمية كما كان يجري قبل وقف إطلاق النار في بداية العام". وقالت سيدة فلسطينية من غزة لبي بي سي: "طبعًا الوقفات والهدنة الإنسانية غير كافية لأننا نتحدث عن شعب مُجَوَّع لأكثر من عام ونصف العام. وهناك مجاعة حقيقية في شمال وجنوب ووسط القطاع منذ استئناف الحرب على قطاع غزة". وأضافت: "ينبغي إدخال حوالي 600 شاحنة يوميًا إلى قطاع غزة ولم تكون كافية لأهل غزة الذين جاعوا منذ عدة أشهر". وتابعت: "نتمنى أن تكون الهدنة الإنسانية فاتحة خير على الجميع ويستمر ضخ المساعدات بمعرفة مؤسسات دولية وأن تُوزع على الناس بالشكل الصحيح". "تواطؤ في ارتكاب جرائم دولية" طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الأحد، دول العالم بممارسة جميع أشكال الضغط الممكنة على إسرائيل من أجل "إيقاف المجازر بشكل دائم في قطاع غزة". واعتبر تورك أن "عدم استخدام الدول لنفوذها من شأنه أن يمثل تواطًا في ارتكاب جرائم دولية". وشدد على أن ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة من قبل حكومات العالم لضمان امتثال إسرائيل لما يجب عليها من التزامات بتوفير الغذاء والكافي والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة لسكان غزة. وقال فولكر تورك: "أصبحت غزة مشهدًا بائسًا للهجمات المميتة والدمار الكامل، إذ يموت الأطفال جوعًا أمام أنظار العالم". وأشار إلى أن "مراكز توزيع المساعدات الفوضوية والعسكرية التي توفرها مؤسسة غزة الإنسانية بدعم من الولايات المتحدة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تفشل تمامًا في إيصال المساعدات الإنسانية بالحجم المناسب وعلى النطاق المطلوب". وأكد أن "إسرائيل قتلت أكثر من ألف شخصًا منذ نهاية مايو الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الطعام". وأشار إلى "ممارسات قوات الاحتلال خلّفت أكثر من 200 ألف فلسطينيًا بين قتيل وجريح منذ السابع من أكتوبر عام 2023، وهو ما يعادل حوالي 10 في المئة من سكان القطاع"، مؤكّدًا: "لن ننسى أبدًا أن 300 من زملائنا قُتلوا جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية". وأشار إلى أنه أدان ما حدث في السابع من أكتوبر في العديد من المناسبات، وما فعلته حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية. لكنه في نفس الوقت أكّد إدانته "نطاق وحجم القتال والدمار والبؤس الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة منذ ذلك الحين"، محذرًا من "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وأشار إلى أنه شدّد في وقتٍ سابقٍ على ضرورة اتخاذ كل ما يلزم من أجل الحيلولة دون تعرض الفلسطينيين للإبادة، بما يتوافق مع إجراءات محكمة العدل الدولية. "المفاوضات لم تتعثر" في غضون ذلك، قال مصدر مصري مطلع على مسار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بأن إدخال المساعدات من مصر إلى القطاع يجري بالتنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي، عبر "مسار تفاوضي مباشر بين البلدين". لكنه أوضح، في تصريحات أدلى بها لبي بي سي، أن "الهدنة الإنسانية هي فكرة أمريكية بالأساس"، واصفًا إياها بأنها "بروفة لما هو قادم". ورجح المصدر أن تُستأنف المفاوضات بشأن الهدنة في غزة خلال الأسبوع الجاري. وكانت القاهرة والدوحة قد أصدرتا بيانًا مشتركًا أكدتا فيه أن المفاوضات لم تتعثر رغم مغادرة الوفدين الإسرائيلي والأمريكي، وأنها ستُستأنف خلال هذا الأسبوع. من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير خلاف تميم في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز" المحلية، الأحد، أن "التحركات المصرية في هذا الملف تسير على ثلاثة مسارات متوازية: المسار الأمني، ويشمل السعي إلى التوصل نحو تهدئة ووقف شامل لإطلاق النار، والمسار السياسي، ويتمثل في مواصلة حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمسار الإنساني، ويهدف إلى ضمان تدفق المساعدات إلى قطاع غزة رغم العراقيل التي تفرضها إسرائيل". وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفييْ "الشفاء" بمدينة غزة و"العودة" بمخيم النصيرات وسط القطاع، إن ما لا يقل عن 20 شخصًا من منتظري المساعدات، بينهم 9 أطفال، قُتلوا منذ فجر الأحد، برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب موقع زيكيم شمال غربي غزة، وبالقرب من موقع نتساريم بوسط القطاع. وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ فجر الأحد، في قطاع غزة إلى 41 شخصًا، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع. وذكر شاهد العيان أبو سمير حمودة (42 عامًا) لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار "باتجاه المواطنين عندما حاولوا الاقتراب من الحاجز العسكري" الإسرائيلي في منطقة زيكيم شمال غرب منطقة السودانية. وقال الجيش الإسرائيلي، ردًا على سؤال لفرانس برس عن هذا الأمر، إنّه ينظر في المسألة. وأشار في بيان منفصل إلى أنّه يواصل عملياته في غزة، موضحًا أنّه استهدف أعضاء في "خلية إرهابية زرعوا عبوة ناسفة لاستهداف عسكريين"، بحسب تعبيره. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّه خلال 24 ساعة "ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف إرهابي في قطاع غزة". في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين من كتيبة "غولاني 51" في خان يونس جنوب قطاع غزة، الأحد، إثر انفجار استهدف مركبتهما المدرّعة. وأفادت مصادر عسكرية بأن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زرعها مسلح خرج من نفق، فيما فُتح تحقيق في الحادث. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة إكس، مقتل الجنديين إلى جانب جندي ثالث توفي متأثرًا بجروحه، قائلًا: "فقدنا ثلاثة من خيرة شبابنا في سبيل أمن دولتنا وعودة رهائننا".


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
فرنسا : الاتفاق الأمريكي الأوروبي يوفر "استقرارا مؤقتا"
أ ف ب قال الوزير الفرنسي المنتدب للشئون الأوروبية بنجامان حداد الإثنين إن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية، يوفر "استقرارا مؤقتا" لكنه "غير متوازن". موضوعات مقترحة وكتب الوزير عبر إكس "سيوفر الاتفاق التجاري الذي تفاوضت المفوضية الأوروبية بشأنه مع الولايات المتحدة استقرارا مؤقتا للأطراف الاقتصادية المهددة بالتصعيد الجمركي الأمريكي، لكنه غير متوازن". وحذر حداد من خطر "تخلف" الأوروبيين "في حال لم يستيقظوا". ورحب حداد بأن الاتفاق يستثني "قطاعات أساسية للاقتصاد الفرنسي (صناعة الطيران والكحول والأدوية)" ولا يتضمن "أي تنازل لمجالات زراعية حساسة" و"يحافظ على التشريع الأوروبي حول مسائل مثل القطاع الرقمي أو الصحي". وأضاف "لكن الوضع ليس مرضيا ولا يمكن أن يكون مستداما" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "اختارت الإكراه الاقتصادي والاستخفاف التام بقواعد منظمة التجارة العالمية". وأضاف "علينا أن نستخلص العبر والتداعيات سريعا وإلا قد نُمحى" كليا. وأعلن الاتفاق خلال لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد في أسكتلندا. ونص الاتفاق على فرض رسوم جمركية نسبتها 15 % على السلع الأوروبية المستوردة في الولايات المتحدة فيما تعهد الاتحاد الأوروبي شراء منتجات طاقة بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار إضافي في الولايات المتحدة. وقرر الطرفان أيضا رفع الرسوم الجمركية المتبادلة على بعض المنتجات الإستراتيجية من بينها التجهيزات في مجال صناعات الطيران، على ما أضحت فون دير لايين أمام الصحفيين.