logo
مصدر أمني يكشف للجزيرة بنود اتفاق السويداء وترحيب بوقف إطلاق النار

مصدر أمني يكشف للجزيرة بنود اتفاق السويداء وترحيب بوقف إطلاق النار

الجزيرةمنذ 5 أيام
قال مصدر أمني سوري للجزيرة إن الحكومة ستعمل على تبادل الأسرى والمعتقلين بين كل الأطراف بعد نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، وفي حين قوبل وقف إطلاق النار بترحيب أوروبي بوقف إطلاق النار في المحافظة، أكد مجلس القبائل والعشائر السورية التزامه بقرارات الدولة.
وأضاف المصدر أن قوى الأمن الداخلي بدأت بالانتشار التدريجي في معظم مناطق الريف الغربي والشمالي من محافظة السويداء، بهدف فض النزاع ووقف الاشتباكات، مشيرا إلى أن انتشار القوات يتركز حاليا على الطرق الرئيسة والمواقع الحيوية خارج المدن، لتفادي أي احتكاك مباشر في ظل الظروف الراهنة.
وأوضح المصدر أن تنفيذ بنود الاتفاق المبرم مؤخرا سيُتابع خلال الساعات الـ48 المقبلة، على أن يجري بعدها تقييم مدى التزام الأطراف الأخرى بالتفاهمات.
وأشار المصدر إلى افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي السويداء ودرعا، من بينها معبرا بصرى الشام وبصرى الحرير، لتأمين خروج المدنيين والمصابين والراغبين بالمغادرة، ريثما يكتمل انتشار القوات الأمنية.
من جهتها قالت وزارة الإعلام السورية -اليوم السبت- إن قوات وزارة الداخلية والأمن العام بدأت الانتشار في السويداء.
وأشار بيان لوزارة الإعلام السورية إلى تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارت وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى السويداء.
وتابع البيان أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تشمل فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة داخل السويداء وقوات العشائر العربية، في حين يتم إدخال المساعدات الطبية اللازمة وتوفير الخدمات الأساسية خلال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
أما المرحلة الثالثة، فتبدأ بعد تثبت التهدئة بتفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة.
وقال المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا للجزيرة إن الحكومة حريصة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع برعاية دولية "بأفضل صورة ممكنة"، مؤكدا ضرورة تغليب سلامة المدنيين على أي اعتبار آخر.
كذلك طالب الجميع بضرورة الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، مشيدا بـ"تجاوب" المجاميع العشائرية مع دعوة الرئيس أحمد الشرع للالتزام به.
وأعلنت الرئاسة السورية -في وقت سابق اليوم- وقفا فوريا وشاملا لإطلاق النار في السويداء وبدء انتشار قوات الأمن في عدد من المناطق من المحافظة، محذرة من أي خرق لوقف إطلاق النار ستعتبره "انتهاكا للسيادة".
موقف العشائر
وقد أكد مجلس القبائل والعشائر السورية التزامه بقرارات الدولة بوقف إطلاق النار، محذرا في الوقت ذاته من أنه إذا لم يلتزم الطرف الآخر، "فإنه سيكون جاهزا في كل وقت".
وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك قد قال في وقت سابق إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع وافقا بدعم أميركي على وقف إطلاق النار.
وأوضح المبعوث الأميركي -في منشور على منصة إكس- أن الاتفاق بين إسرائيل وسوريا تبنته تركيا والأردن وجيرانهما.
ودعا الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء أسلحتهم والعمل مع الأقليات الأخرى على "بناء هوية سورية جديدة وموحدة وبناء السلام والازدهار مع جيرانهم".
اتصالات وردود
من ناحية أخرى، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي ماركو روبيو ، وفقا لمصادر من وزارة الخارجية التركية.
وأضافت المصادر أن فيدان أكد ضرورة إنهاء الاشتباكات في سوريا بأسرع وقت ممكن وإحلال الهدوء، مشددا على أهمية تنفيذ التفاهم الذي تم التوصل إليه بين الأطراف في هذا الإطار.
وأشار فيدان إلى أن تدخلات إسرائيل في الأراضي السورية تزيد من تعقيد الأزمة، وقال إن أي اعتداء على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية يضر في الوقت ذاته بجهود إحلال السلام في المنطقة.
وشدد فيدان على أنه لن يُسمح مطلقا "للتنظيمات الإرهابية" بالاستفادة من الوضع في جنوب سوريا.
بدوره، رحب الاتحاد الأوروبي باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين سوريا وإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين.
وشدد الاتحاد على ضرورة احترام وقف إطلاق النار، داعيا جميع الأطراف إلى وقف فوري لجميع أعمال العنف.
كما دعا إسرائيل وجميع الجهات الفاعلة الأجنبية الأخرى إلى الاحترام الكامل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها.
كما رحبت المبعوثة الخاصة للمملكة المتحدة إلى سوريا بوقف إطلاق النار وثمنت "التصريحات البناءة" الصادرة عن الرئاسة السورية، مؤكدة ضرورة المحافظة على وقف إطلاق النار ووقف دائرة العنف.
اشتباكات
ميدانيا، أفادت مصادر من داخل المدينة بوقوع اشتباكات متقطعة صباح اليوم بين مقاتلي العشائر والفصائل الدرزية.
وأظهرت صور من داخل السويداء تصاعد الدخان جراء الاشتباكات ووجود أعداد من مسلحي العشائر في بعض أحياء المدينة.
وأكد مصدر بوزارة الداخلية للإخبارية السورية أن الأمن الداخلي منع دخول أي أرتال مسلحة باتجاه مدينة السويداء عبر طريقي دمشق ودرعا.
يأتي هذا بعدما قال مراسل الجزيرة في السويداء إن قوات العشائر باتت على تخوم مدينة السويداء بعد سيطرتها على عدد من المدن والبلدات المحاذية لها.
يشار إلى أن اشتباكات دامية تدور منذ الأحد الماضي بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء، تطورت إلى عمليات انتقامية، في حين عرقلت غارات جوية شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم "حماية الدروز" جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة.
وتصاعدت الاشتباكات عقب انسحاب القوات الحكومية مساء الأربعاء الماضي، بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية بالمحافظة.
وفي إطار مساعيها للحل، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار، كان آخرها صباح اليوم.
وقالت وزارة الصحة السورية إن 260 شخصا قُتلوا وأصيب 1698 في اشتباكات السويداء، في حين وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 321 شخصا خلال القتال منذ الأحد الماضي، من بينهم عاملون في الخدمات الطبية ونساء وأطفال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قتيل بهجوم إسرائيلي على جنوبي لبنان وعون يدعو اللبنانيين للوحدة
قتيل بهجوم إسرائيلي على جنوبي لبنان وعون يدعو اللبنانيين للوحدة

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

قتيل بهجوم إسرائيلي على جنوبي لبنان وعون يدعو اللبنانيين للوحدة

قُتل شخص جراء استهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة عيتا الشعب الحدودية جنوبي لبنان ، اليوم الخميس، في أحدث خروقات اتفاق وقف إطلاق النار، بينما دعا الرئيس جوزيف عون اللبنانيين إلى مواجهة الهجمات الإسرائيلية بالوحدة. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن مسيرة إسرائيلية أغارت على سيارة نقل في بلدة عيتا الشعب، مما أدى إلى مقتل شخص. ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل فوق بلدة عين عرب والوزاني على الحدود جنوبي لبنان. وفي وقت سابق اليوم، قالت الوكالة إن قوة إسرائيلية توغلت حوالي الرابعة فجرا، داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا جنوبي البلاد، حيث اخترقت الحدود بمسافة تقدر بنحو 800 متر. وأضافت أن القوة الإسرائيلية نفذت تفجيرا أدى إلى تدمير غرفة تستعمل حظيرة للمواشي قبالة موقع العباد العسكري في إسرائيل. في السياق، ذكرت الوكالة أن مسيرة إسرائيلية نفذت غارة بصاروخ على منطقة حرجية في أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل جنوبي البلاد، مما أدى إلى اشتعال حريق كبير في المنطقة. وأضافت أن المسيرة الإسرائيلية أطلقت صاروخا ثانيا لمنع فرق الإطفاء من الاقتراب من المنطقة. وقالت إن قوات إسرائيلية أطلقت الرصاص في تلة الحمامص في محيط رعاة للماشية. كما أفادت بتحليق مسيّرتين إسرائيليتين في أجواء مدينة النبطية، وبلدات زبدين، كفرجوز والجوار في جنوب لبنان. تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024. تصريحات عون وردا على تلك الانتهاكات، قال الرئيس جوزيف عون إن إسرائيل قائمة على مبدأ "فرق تسد"، مؤكدا أن بلاده ستواجهها بالوحدة. وذكر بيان للرئاسة اللبنانية أن عون قال خلال لقائه في العاصمة بيروت مفتي البلاد عبد اللطيف دريان "نستطيع أن نواجه التحديات أيا كان مصدرها، لا سيما من إسرائيل التي تقوم على التفرقة ومبدأ فرق تسد، وسنواجهها بالوحدة". وشدد عون على أن "اللبناني تعب ولم يعد قادرا على تحمل أي حرب". وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح. وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن إسرائيل خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، مما أسفر عن 259 قتيلا و562 جريحا، وفق بيانات رسمية. وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة إضافة إلى مناطق أخرى يحتلها منذ عقود.

6 شروط حاسمة لإنجاح اتفاق السويداء
6 شروط حاسمة لإنجاح اتفاق السويداء

الجزيرة

timeمنذ 14 ساعات

  • الجزيرة

6 شروط حاسمة لإنجاح اتفاق السويداء

يبرز التساؤل، بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، حول ممكنات نجاحه وفرص تنفيذه، حيث ما تزال الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظلّ فشل تطبيق أكثر من اتفاق سابق بين الحكومة السورية والزعامات الطائفية في المحافظة. وبالتالي، بماذا يتميّز الاتفاق الجديد عما سبقه؟، وهل سيفلح في إحداث اختراق في جدار الصراع بين الفصائل المسلحة المتناحرة في الجنوب السوري، خاصة في حال مواصلة كل طرف الأخذ بحساباته الميدانية والانتقامية غير آبه بالضمانات الأميركية، ولا بالرهانات الإقليمية التي وقفت خلف إقراره؟ مراحل الاتفاق جاء الاتفاق بعد انسحاب وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي التي تدخلت لفض الاشتباك بين المسلحين من الدروز، وعشائر البدو، وذلك بعد أن شنت إسرائيل هجمات على القوات الحكومية وعلى مقار حكومية في العاصمة دمشق، وقوبلت بموقف عربي وإقليمي رافض لاعتداءاتها السافرة. واستدعى تجدد الاشتباكات، في معظم مناطق محافظة السويداء بين مسلحي البدو، والدروز، تدخلات ووساطات دولية وإقليمية أفضت إلى التوصل لاتفاق جديد، لا يختلف كثيرًا عن الاتفاق الذي سبق أن وُقع بين الحكومة السورية والزعامات الروحية في السويداء، وتراجع عنه الشيخ حكمت الهجري بذريعة أنه وافق عليه تحت ضغوط خارجية، ثم طالب بتدخل خارجي (إسرائيلي) لحماية الدروز في موقف لا وطني، يضاف إلى موقفه الرافض للاعتراف بالتغيير الحاصل- بعد سقوط النظام السابق- وبشرعية الإدارة الجديدة، التي يصفها بالمجموعة الإرهابية. وهو موقف عدمي، وطائفي النزعة، وبعيد عن السياسة، ويستقوي بقوى الخارج على السلطة الجديدة. تضمن الاتفاق تفاهمات توافق عليها الوسطاء: الولايات المتحدة والأردن، وتركيا، مع الدولة السورية؛ لضمان فضّ الاشتباك القائم، ومنع تجدده في المستقبل، وإعطاء فرصة للحلول السياسية تحت مظلة الدولة، حيث يشكل الاتفاق فرصة لاختبار قدرة الدولة السورية على وضع حدّ للاقتتال الأهلي، وتمكنها من الوقوف في وجه دعوات ومشاريع التقسيم والتفتيت. وبالرغم من أنه لم تنشر كل تفاصيل الاتفاق، فإن تصريحات بعض المسؤولين أشارت إلى أنه يشمل مراحل ثلاثًا: الأولى؛ تتضمن انتشار قوى الأمن الداخلي، بصفتها قوات لفض الاشتباكات والنزاع في أغلب الريف الغربي والشمالي لمحافظة السويداء، إضافة إلى الطرق الرئيسية خارج المدن؛ منعًا للاحتكاك بالظروف الحالية. والثانية؛ تنص على افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء، لتأمين خروج المدنيين والجرحى والمصابين، وتبادل الأسرى والمخطوفين، وإدخال مساعدات إنسانية ومستلزمات طبية. والثالثة؛ تشمل ترسيخ التهدئة عبر تفعيل مؤسسات الدولة، وانتشار عناصر الأمن الداخلي في المحافظة تدريجيًا وفق التوافقات التي تم التوصل إليها. عوامل النجاح يحمل اتفاق السويداء في طياته فرصة سانحة، ليس لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، بل لإخماد نار التوتر والتعصب، لكن شروط نجاحه تبقى معلقة على أمور عديدة، أهمها: قدرة الأطراف على تجاوز حساباتها ومكاسبها الضيقة، وهو تحدٍّ يعيد إنتاج إشكاليات كل الأطراف والقوى السورية. توفر إرادة تنفيذ بنوده لدى كل الأطراف، احترامًا لحرمة دماء السوريين، وإبداء الرغبة في تغليب الحوار ونبذ العنف، والمساهمة في خلاص سوريا من وضعها الكارثي الذي تسبب به نظام الأسد البائد قد تكون المتغيّرات الداخلية والمواقف الإقليمية والدولية دافعًا للالتزام بالاتفاق الجديد، لكن نجاحه يحتاج إلى جهود استثنائية، تصب في خانة ردم فجوة انعدام الثقة بين المكونات السورية، وتطبيق كافة بنوده، وفي مقدمها تلك المرتبطة بتوفير الأمن في المحافظة. تشكيل لجنة تقصّي حقائق ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وفق القانون، وجبر الضرر، ثم البحث في آليات دمج أبناء محافظة السويداء وسواهم في مؤسسات الدولة السورية. اعتماد قوانين تدين وتحرّم التحريض، والتعبئة، والتجييش الطائفي، وكافة أنواع وأشكال التعصب الديني والإثني والعشائري، والعمل على ترسيخ السلم الأهلي والمصالحة المجتمعية. العمل على إشراك كافة الفعاليات السياسية والمدنية والاجتماعية في كل مفاصل الحكم، وإطلاق حوار وطني جامع لكل المكوّنات السياسية والاجتماعية، يمكنه صياغة عقد اجتماعي أو ميثاق وطني. نافذة انفتاح المأمول هو أن يشكل الاتفاق نافذة انفتاح ضرورية بين الحكومة السورية والفعاليات الدينية والاجتماعية في المحافظة، في وقت يتطلع فيه السوريون إلى الخلاص من سلسلة الأزمات الكارثية التي أنهكت البلاد. ولعل أهمية الاتفاق تتجلى في كونه خطوة نحو استعادة الثقة، وتعزيز دور مؤسسات الدولة باعتبارها مرجعية جامعة، عبر نبذ العنف وتغليب الحوار، بما يفضي إلى الخروج من النفق الدامي عبر توفر إرادة سياسية مسؤولة لدى الجميع، لتجنب إعادة إنتاج تشنجات الماضي، والاحتكام للقانون بوصفه الضامن الوحيد لأي حل مستدام، ونزع السلاح غير النظامي من كافة المجموعات. لقد عكست الأحداث الطائفية في محافظة السويداء أزمة سياسية عميقة، تجلّت في موجة من التعصب والعنف الطائفي، أصابت الساحل السوري في مايو/ أيار الماضي، وانتقلت بعده إلى مناطق أخرى، وباتت تشكل تهديدًا حقيقيًا لوحدة التراب السوري والنسيج الاجتماعي. ويزيد من خطورتها انتشار السلاح المنفلت بيد الأفراد والمجموعات المحلية، التي لم تتمكن الدولة من دمجها، بالنظر إلى عدم بناء المؤسستين الأمنية والعسكرية وفق عقيدة الدولة، التي تعامل الجميع باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات. كان المطلوب وما يزال هو أن تفتح الإدارة الجديدة نافدة واسعة للحوار بين السوريين حول شكل الدولة، وحول مستقبل سوريا. النطاق المسكوني ليس التنوع الديني والإثني جديدًا في سوريا، بل شهدت تعايشًا تاريخيًا بين مختلف مكوناتها الاجتماعية والدينية، حيث تشكلت روابط وتقاليد للعيش المشترك، أسست لنطاق مسكوني في سوريا الطبيعية والمشرق العربي منذ ما قبل الإمبراطورية العثمانية. وكان تاريخ المكونات الدينية والإثنية السورية هو تاريخ للعيش المشترك أيضًا، ونشأ الإطار المسكوني في المنطقة من التنوع الغني لمكوناتها، وشكل مانعًا أمام محاولات ضربه وحصره في لون ديني أو إثني وحيد، وخاصة خلال لحظات التحول والانتقال، التي شهدت صراعات وحروبًا. يقتضي إدراك النطاق المسكوني في سوريا توفير بيئة مناسبة للتعايش، عبر الوصول إلى تناغم أكبر بين مكوناتها. وهذه مهمة منوطة بالدولة، التي تحتضن الجميع، ليس وفق منطق الطائفة أو العشيرة، بل وفق مقتضيات مبدأ المواطنة المتساوية. لذلك تحتاج الإدارة السورية الجديدة إلى بذل جهود أكبر في الداخل السوري، بغية تقوية النسيج الاجتماعي، كي يقف حائلًا أمام قوى الخارج، وسدّ الثغرات التي يمكن أن تتسلل منها، أو أن تسوّغ تدخلاتها. أحد جوانب المشكلة هو أن الإدارة الجديدة ركّزت في تعاملها على الكيانات الطائفية ممثلة بزعمائها، والعشائر ممثلة بوجهائها، كما لم تلجأ إلى الفعاليات والقوى السياسية والمدنية، وذلك في ظل عدم وضع قانون ناظم للأحزاب السياسية، مع العلم أن سوريا معروفة بحياتها الحزبية الغنية قبل انقلاب البعث 1963، ولا يخلو الأمر من أحزاب ضعيفة وغير تمثيلية، فضلًا عن قوى المجتمع المدني ممثلة بالنقابات المهنية والجمعيات وسواهما. ولعل فتح الحوار مع هذه القوى ومع الأحزاب يسهم في إشراك غالبية السوريين في التوصل إلى حلول للمشاكل والتحديات، بينما الاقتصار على الحوار مع الزعماء الروحيين، لا يضمن إجماعًا سوريًا عامًا، لأن الإنسان السوري كائن سياسي أيضًا، وليس كائنًا دينيًا أو طائفيًا أو إثنيًا. لذلك فإن من الأهمية بمكان فتح حوار مع القوى السياسية والاجتماعية والشخصيات المستقلة، من أجل الوصول إلى إجماع وطني، يضع تصورًا مشتركًا لشكل الدولة ونظامها السياسي؛ بغية تجاوز المرحلة الانتقالية دون الوقوع بمطبّات جديدة.

الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: ندين استخدام أحداث السويداء والساحل لتبرير رفض الانضواء تحت راية الدولة
الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: ندين استخدام أحداث السويداء والساحل لتبرير رفض الانضواء تحت راية الدولة

الجزيرة

timeمنذ 15 ساعات

  • الجزيرة

الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: ندين استخدام أحداث السويداء والساحل لتبرير رفض الانضواء تحت راية الدولة

مصدر حكومي: ندين استخدام أحداث السويداء والساحل لتبرير رفض الانضواء تحت راية الدولة عاجل | الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: ندين استخدام أحداث السويداء والساحل لتبرير رفض الانضواء تحت راية الدولة عاجل | الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: لا يمكن لأي كيان عسكري خارج المؤسسة الرسمية أن يكون مشروعا للدولة عاجل | الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: رفض تسليم السلاح يتناقض مع الاتفاق بين الرئيس الشرع ومظلوم عبدي عاجل | الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: الحوار الوطني يكون بالتزام تام بوحدة البلاد ومرجعية الدولة ومؤسساتها عاجل | الإخبارية السورية عن مصدر حكومي مسؤول: لن نقبل أي خطاب يقوم على تهديد أو شروط مسبقة تتعارض مع مبدأ وحدة الدولة التفاصيل بعد قليل..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store