
محمود عابدين يكتب: ماراثون الانتخابات البرلمانية 2025 ( 4 )
كما يمكن أن تساهم الثقافة البرلمانية في زيادة وعي المواطنين بحقوقهم ودورهم في العملية الديمقراطية، مما يشجعهم على المشاركة في الانتخابات، والمساءلة، والرقابة على أداء الحكومة والبرلمان معا، بعيدا عن الشعارات: الزائفة، المغرضة، التجارية التي تستخدمها بعض: الجهات أو الأفراد أو الأحزاب أو الجماعات كجماعة الإخوان وشعارهم: " الإسلام هو الحل "....!!
وبحسب الدستور، فالثقافة حق تكفله الدولة، لذا فنحن الآن في أمس الحاجة إلى وعي بديل، تتكاتف فيه مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها وزارات: الثقافة، التربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي، الأوقاف، الكنيسة و.... بدورهم الفعال، خاصة أن هناك جيل في عام 2013 كان عمره 12 و13 عاما، وليس لديه أدنى معلومة بما تعرض له وطنه من مكائد ومؤامرات داخلية وخارجية، هذا الجيل هو من نعول عليه مستقبلا اختيار النائب الذي يخدم وطنه بعيدا عن المصالح والأهواء والتحزب و..... ، وخيرا فعل مجلس الشيوخ حينما طالب بعودة بيوت الثقافة، والمكتبات العامة في المناطق الشعبية التي تسكنها الأغلبية، فلدينا 25 مليون مواطن في سن العشرينيات، ولهم حق الانتخاب قريبا، ونحشى ما نخشاه من وقوعهم تحت تأثير الخطب المنبرية، أو أصحاب المال السياسي أو.....
في هذا السياق، يمكننا طرح السؤال التالي: من يحاسب من ...؟؟!!، سؤال "مش" برئ خاااالص: فإذا كان البرلمان يحاسب الحكومة على تقصيرها تجاه قضايا تمس أمن واستقرار المواطن، فمن يحاسب البرلمان على مسئوليته الرقابية على الحكومة عندما يقع حدث جلل مثل حريق سنترال رمسيس، الذي أعقبه انعقاد جلسة عامة طارئة بمجلس النواب، والتي شهدت، هجوما حادا من الأعضاء على الحكومة بسبب تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت والبنوك....؟؟!!
وخيرا فعل رئيس المجلس حينما جميع البيانات العاجلة إلى لجنة الاتصالات، قائلا: «يعنى هناك أخطاء جسيمة يا سيادة الوزير وحضرتك اعترفت بهذا، وأى خطأ جسيم نتج عنه وفيات ينم عن أخطاء جسيمة للوزارة، هذا خطأ جسيم لا يمر مرور الكرام»، وتابع:
- «بعد ان أوضح وزير الشؤون النيابية وجود وزير الاتصالات بالبلاد، يقرر المجلس إحالة جميع هذه البيانات العاجلة إلى لجنة الاتصالات، وعلى اللجنة عقد اجتماع عاجل عقب الجلسة، بحضور وزير الاتصالات، وسأقوم بنفسى بمتابعة مناقشات اللجنة فى هذا الشأن، ونقل الحقائق كاملة للرأى العام دون زيادة أو نقصان، وما يترتب على ذلك من آثار».
أما النائب ضياء داود، فقال: "كان من المتوقع أن يكون اليوم آخر يوم فى دور الانعقاد الخامس، لكنى أطالب ألا يرفع مجلس النواب ولا يفض دور الانعقاد إلا قبل أن نعلن نتائج كارثة سنترال رمسيس، كيف حدث هذا الفشل المركب للحكومة"، منتقدا أداء الحكومة بقوله: "مصر اللي صرفنا عليها تريليونات، فمتى يتحمل المسؤولون فى هذا البلد مسؤوليتهم، متى تحضر الحكومة مجتمعة تقدم كشف حساب، هنروح نقول إيه للناس واحنا على أبواب الانتخابات، هى دى الحكومة اللى لسه واخدة ثقة من البرلمان، هذه الحكومة لابد من محاسبتها حتى واحنا فى آخر ساعة لدور الانعقاد»، وتساءل النائب:
- "أمال لو احنا فى حرب وحد ضربلنا حاجة بالشكل ده، والأمن السيبرانى بتاعنا اتأثر، كانت الحكومة هتتصرف ازاي.. هل نفض دور الانعقاد ونترك النيران مشتعلة، أمان مصر فى هذا التوقيت أهم من أى شيء، أهم من الموازنة العامة للدولة، فهل هذه الحكومة هى اللى هتحل مشكلة الإيجار القديم، أتحدى، هذا التوقيت الصعب يتحمل كل منا مسؤوليته وفى المقدمة الحكومة، ونحن فى البرلمان ممتد عملنا حتى ١٢ يناير ٢٠٢٦".
ده كلام جميل جدا، وحتى تتضح الأمور أكثر، فلابد من تسليط الضوء على أن السلطة التشريعية والرقابية، تتمتع دائما وأبدا بقوة ونفوذ، كما انها تخلق قدرا مهما من الحراك السياسي العام، وهي سلطة إن تمثلت بقدر من النزاهة والأمانة انعكس ذلك على أداء السلطات الأخرى، والعكس هو الصحيح.
مع العلم، انه ليس بالضرورة أن كل من حصد عضوية البرلمان ممثلا للشعب، أن يكون هو الأفضل والأكثر نزاهة، بل إن هناك في السلطات الأخرى التي يفترض أن تحاسبها السلطة التشريعية من هو أكثر نزاهة وأمانة وصدقاً من بعض ممثلي الشعب، ولدينا عدد لا بأس به من الأمثلة بهذا الصدد، ولا نبالغ حين نؤكد بأن برلمانات العالم مملوءة بممثلين عن شعوبهم الذين انتفت عنهم صفات: الأمانة، النزاهة، الصدق، وذلك بسبب تضخم جيوبهم وزيادة فسادهم، وبالمقابل فإن هناك من كان منهم صادقا في تمثيله، نزيها في مواقفه، عاملا للصالح العام لا الخاص.
ما سبق يمثل معضلة حقيقية في آلية محاسبة النواب على مواقفهم ومغانمهم، مشكلة - أحيانا – تكون أصعب من محاسبة السلطات الأخرى، فإذا كانت المجالس التشريعية، هي السلطة المكلفة والمخولة بمحاسبة السلطة التنفيذية، فمن هو المخول والمكلف بمحاسبة السلطة التشريعية عند تجاوز أعضائها مسئولياتهم...؟؟!!، إذا دور النواب في مراقبة الحكومة ومحاسبتها، يفتح تساؤلات حول كيفية مراقبة أداء النواب أنفسهم تحت قبة البرلمان، وكيفية تقييم دور كل عضو منهم، بما يضمن تفعيل الدور الإيجابي للنائب وتقديمه خدمة حقيقة للمواطن فى البرلمان.
صحيح ان واقعنا الحالي، لا يوجد به طرق محددة وواضحة المعالم لكيفية محاسبة البرلمان ونوابه، سواء أكان ذلك قانونيا بمواد فى الدستور، أو من خلال جهات محددة تراقبه وتحدد آليات محاسبته سوى الناخب نفسه، فهو الجهة الوحيدة المخولة للقيام بهذا الدور، باعتباره ( الناخب )، هو صاحب الحق الأصيل والشرعي الذي منح النائب رخصة الفوز بعضوية البرلمان.
ولكي تكون مراقبة الناخب لنائب فاعلة، فهي تحتاج إلى بوصلة لوضع آليات لهذه المراقبة، بما يضمن تحسين أداء النائب لصالح الناخب، الأمر الذي دفع العديد من المراكز البحثية، ومنظمات المجتمع المدنى إلى الحديث عن تأسيس حملات متخصصة لمراقبة البرلمان، وأداء نوابه في فترة ما، وعرض هذه المراقبة على الرأي العام، صاحب الحق في محاسبة النواب، أو بشكل أبسط وأيسر، يفترض ان يكون في دائرة كل عضو برلماني مجموعة من الشخصيات الوطنية المحترمة التي تفرض عليه طريقة ما للمحاسبة عن أدائه البرلماني كل 6 شهور مثلا، هذا بالنسبة للنواب الذين فازوا بالعضوية بشكل قانوني ودستوري وشعبي بعيدا عن نواب المال السياسي ومن على شاكلتهم.. وللحديث بقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
وزير خارجية إسرائيل يهاجم مظاهرة في أستراليا طالبت بوقف الإبادة في غزة
جدعون ساعر: التحالف المشوَّه بين اليسار الراديكالي والإسلام الأصولي يجر الغرب للأسف إلى هامش التاريخ هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، مظاهرة حاشدة انطلقت في مدينة سيدني الأسترالية دعما للفلسطينيين وللمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.وتظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص، صباح الأحد، على جسر ميناء سيدني الشهير ضد إسرائيل ومن أجل الفلسطينيين في غزة، حاملين لافتات تصور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هيئة أدولف هتلر، ولوحوا بلافتات تحمل تعليقات مثل "(فلسطين) من البحر إلى النهر" و"إسرائيل تقتل الأطفال في غزة"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.وتعليقا على ذلك، زعم ساعر، في تدوينة بالإنجليزية على إكس، أن "التحالف المشوَّه بين اليسار الراديكالي والإسلام الأصولي يجر الغرب للأسف إلى هامش التاريخ".وأرفق منشوره بصورة لأحد المتظاهرين في سيدني يحمل صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.وعلق وزير الخارجية الإسرائيلية: "في الصورة متظاهرون متطرفون عند جسر ميناء سيدني اليوم يحملون صورة المرشد الأعلى لإيران، الزعيم الأكثر خطورة في الإسلام الأصولي، وأكبر مُصدّر للإرهاب في العالم ومنفّذ جماعي لعمليات الإعدام"، على حد قوله.وجرى تنظيم مظاهرة سيدني تحت شعار "مسيرة من أجل الإنسانية"، وحمل بعض المشاركين أواني طهي رمزا للمجاعة في غزة.وردد المتظاهرون هتافات من بينها "أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"كلنا فلسطينيون" وظهر الكثيرون منهم وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية، وفق "يديعوت أحرونوت".ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


تحيا مصر
منذ 4 ساعات
- تحيا مصر
هاجم الإخوان بشراسة.. الحبيب علي الجفري داعية يمني عابر للحدود يضع مصر في قلبه
في تصريحات أثارت اهتمام المتابعين للشأن الديني والسياسي على حد سواء، خرج الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، ليعبّر عن موقفه الواضح والصريح من مصر وشعبها ودورها في حماية الأمة، مبدياً رفضه الشديد لأي إساءة تتعرض لها، سواء من جماعات دينية متشددة أو من حملات خارجية تسعى إلى تقويض استقرارها. وفي هجوم مباشر على جماعة "الإخوان المسلمين"، شدد الجفري على أن الجماعة "اختطفت الدين لأغراض سياسية"، وأن ما قدمته للناس لم يكن إلا خطاباً مشوهاً يختزل الإسلام في شعارات وخصومة مع الدولة، في حين أن جوهر الدين "هو السكينة، الرحمة، والعقلانية". علاقة متجذّرة مع مصر لم تكن تصريحات الجفري المنحازة لمصر وليدة اللحظة أو مجرد موقف سياسي طارئ، بل جاءت امتداداً لعلاقة طويلة وراسخة جمعته بمصر على مدار سنوات طويلة فقد عُرف الداعية اليمني بعلاقته الوطيدة بالأزهر الشريف، المؤسسة الدينية التي طالما اعتبرها "المرجعية الكبرى لأهل السنة والجماعة". وظل الجفري طوال سنوات ضيفاً دائماً في المؤتمرات والفعاليات الفكرية والدينية التي تحتضنها القاهرة، وعبّر في أكثر من مناسبة عن تقديره للقيادة المصرية التي تسعى إلى تعزيز مفاهيم التعايش والاستقرار، مشيداً بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم خطاب ديني متزن، يحفظ للمجتمع تماسكه، ويواجه دعاة الفوضى والتطرف. صوفي الهوى بمرجعية علوية ينتمي الحبيب علي الجفري إلى التيار الصوفي، وتحديداً إلى المدرسة العلوية ذات الجذور في حضرموت باليمن، وهي مدرسة تتميز بالتركيز على البعد الروحي والأخلاقي في الإسلام، ونبذها للعنف وسلوكيات التطرّف الديني. أسّس الجفري "مؤسسة طابة" في أبو ظبي لتكون منبراً للتربية الروحية ونشر التسامح، وهي المؤسسة التي تحظى بقبول واسع في عدد من العواصم العربية والغربية، وتسعى إلى تقديم نموذج إسلامي يعكس روح المحبة والحكمة. ويحرص الجفري في خطابه الدعوي على التذكير بمكانة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، دون مغالاة أو تحزّب، ويدعو إلى احترام اختلاف المذاهب الإسلامية، مع التمسك بالثوابت الكبرى للدين. شبكة صداقات مصرية واسعة يرتبط الجفري بعلاقات صداقة وثيقة بعدد من العلماء والمفكرين، من بينهم مفتي الجمهورية الأسبق الدكتور علي جمعة، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، وغيرهم من رموز الخطاب الديني الوسطي في البلاد. وتُظهر هذه الصداقات طبيعة الخط الذي يتبناه الجفري، والذي يلتقي فيه مع الدعوات المؤسسية الرسمية للإصلاح الديني بعيداً عن الصخب والفتاوى الشعبوية. كما كانت له لقاءات فكرية مع عدد من الإعلاميين والكتاب المصريين، حرص خلالها على تأكيد أهمية التماسك الاجتماعي، والانتباه إلى محاولات استغلال الدين في الصراعات السياسية. مسيرة دعوية عابرة للحدود بدأ الحبيب علي الجفري مسيرته الدعوية في سن مبكرة، وتلقى تعليمه الديني على يد كبار علماء حضرموت، من بينهم الحبيب عبد القادر السقاف والحبيب أحمد مشهور الحداد. ثم انتقل إلى عدد من الدول الإسلامية والعربية ليواصل مسيرته في نشر التعاليم الدينية الوسطية. عُرف بقدرته على مخاطبة فئات متعددة، من الشباب إلى الأكاديميين، ومن العوام إلى رجال السياسة والدبلوماسية. كما كان من أوائل الدعاة الذين استخدموا الإعلام الحديث لبث محاضراتهم، حيث قدّم برامج تلفزيونية شهيرة مثل "هذا هو الإسلام"، و"أيام في بيت النبوة"، التي حصدت نسب مشاهدة مرتفعة في العالم العربي. نسب شريف ينتمي الحبيب علي الجفري إلى عائلة عريقة تعود في نسبها إلى الإمام علي بن أبي طالب، وقد وُلد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 1971، ونشأ في بيئة دينية محافظة حرصت على تلقينه علوم الدين منذ نعومة أظفاره. يُعرف عنه التزامه الشخصي بالهدوء، والابتعاد عن الجدل، وتفضيله الحوار العميق على المواجهات الصاخبة، وهو متزوج وأب لعدد من الأبناء، ويقيم حالياً بين الإمارات ومصر، حيث يواصل نشاطه الدعوي والبحثي من خلال مؤسسته ومشاركاته في المؤتمرات الدولية، وعلى الرغم من دعوته المتكررة إلى الحوار، لم يتردد في إعلان مواقفه الصريحة من جماعات الإسلام السياسي، معتبراً أن الزمن تجاوز تلك الحركات، وأن المجتمعات بحاجة إلى خطاب ديني يرتكز على البناء لا الهدم.

مصرس
منذ 5 ساعات
- مصرس
أمينة الفتوى: فقدان قلادة السيدة عائشة كانت سببا في مشروعية التيمم
روت زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أسباب مشروعية التيمم قصة وقعت للسيدة عائشة رضي الله عنها أثناء إحدى الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قصة شهيرة بين الصحابة وتناقلتها كتب السيرة والسنن. وأوضحت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن السيدة عائشة رضي الله عنها فقدت قلادتها، وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقرر النبي – جبراً لخاطرها – أن يُوقف الركب كله للبحث عنها، وبالفعل توقّف الصحابة جميعًا وظلوا يبحثون عن القلادة حتى أدركهم الصباح، ولم يكن معهم ماء يتوضؤون به للصلاة.وتابعت السعيد: "في هذا الموقف جاء سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يلوم ابنته عائشة، قائلاً إنها عطّلت الركب كله من أجل قلادتها، وكانت السيدة عائشة تجلس بجوار النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان نائمًا وقتها، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن استيقظ على نزول آية التيمم، فجاء التشريع السماوي برخصة التيمم لمن لم يجد الماء، وبهذا فُرجت الكربة عن الصحابة، وتمكنوا من أداء الصلاة دون وضوء مائي".وأضافت بأن أحد الصحابة قال للسيدة عائشة: "ما أصابك من أمر تكرهينه إلا جعل الله لك فيه خيرًا للمسلمين".قالت زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن شعور بعض الأشخاص بعدم القدرة على استعمال الماء بسبب برودته الشديدة قد يكون عذرًا شرعيًا يبيح التيمم، بشرط تحقق الضرر الحقيقي أو غلبة الظن بحدوثه.وأوضحت أن الفقهاء نصوا على أن "البرد الشديد" الذي يُخشى معه الضرر البالغ، خاصة على أعضاء البدن الحساسة، يُعد من الأعذار التي تبيح التيمم، لكن بشروط واضحة، أبرزها تعذر تدفئة المياه.وأضافت: "لو كان الإنسان لديه القدرة على تسخين المياه، فعليه أن يفعل ذلك ويتوضأ بالماء، لأن الطهارة المائية هي الأصل في الشريعة، ولا يُنتقل للتيمم إلا عند العجز عن استعمال الماء".ونوهت إلي أنه حال عدم توفر وسيلة لتسخين المياه، وكان البرد شديدًا لدرجة قد تُسبب المرض أو الضرر البدني، فحينها يُباح التيمم حفظًا للنفس ورفعًا للحرج، مؤكدة أن الإسلام دين يُراعي أحوال المكلفين ويرفع عنهم المشقة والضرر.