
الصراع في المنطقة: متى تتحرك أميركا؟
خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى وقع القتل الوحشي لسكان قطاع غزة بواسطة آلة الدمار العسكرية، ومن خلال إحداث أكبر مجاعة بفعل الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية، بدأ العالم يكتشف أكذوبة الدولة المدنية الديمقراطية التي يحاول الكيان تسويقها للعالم، ليتكشف الوجه الحقيقي لمجموعة الإرهابيين الذين لا يتورعون عن ارتكاب أقسى الجرائم وأبشعها، من أجل تطهير الأرض الفلسطينية من أهلها الأصليين.
يقف قادة الكيان اليوم عاجزين أمام 'تسونامي' أوروبا الذي غير من شكل المعادلة باصطفافه لجانب الحق الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية. حتى المتطرف نتنياهو، يحاول أن يبدو 'إنسانيا' ويغازل أوروبا من خلال استغلاله العطلة الصيفية للكنيست، للسماح بدخول بعض المساعدات، بعيدا عن رقابة حلفائه من الإرهابيين في حكومته، وهي مساعدات لا تعدو أن تكون ذرا للرماد في العيون، من دون أن يكون الهدف الحقيقي منها محاصرة المجاعة المتفشية، أو إنقاذ أرواح الغزيين. لكن خطوته تكشف مدى القلق الذي يسيطر عليه، والذي يجبره على اتخاذ قرارات خارجة عن منظومته الأخلاقية.
ولكن، هل لنا أن نسأل عن الأمور التي قادت لمثل هذه التحولات الجوهرية في المزاج العالمي؟
منذ بداية هذه الحرب الإجرامية على الفلسطينيين، تمسك الخطاب الأردني بضرورة أن يتم النظر إلى الصراع من منظور شامل، لا أن يتم حصره في أحداث السابع من أكتوبر، وأن تتبنى عواصم التأثير العالمية وجهة نظر موضوعية وواقعية، يتم من خلالها دراسة المسألة الفلسطينية على أنها صراع طويل لم يجد حلا حتى اليوم، وأن الحل الوحيد الممكن هو بمنح الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
آمن الأردن بالسلام، ودافع عنه في جميع المحافل الدولية، ولعل أهم ما يميز الدبلوماسية الأردنية هو أنها انتهجت على الدوام خطابا عقلانيا، وأثبتت التجارب المختلفة بأن تحذيراتها الكثيرة من تجاهل الصراع وأسبابه، سيولد العنف الذي لن يطيح بأمن المنطقة فحسب، بل وبأمن العالم كله.
اليوم، وعلى إثر الزيارة الخارجية التي قام بها جلالة الملك، نرى عقدة الغرب تتفكك، كما نرى أن الرواية الأردنية العقلانية تنتصر، وهي الرواية التي تتفهم جذور الصراع وامتداداته، وتحلل منطلقاته. لذلك، فحين يقول الملك إن سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف تقوض حل الدولتين وسيكون لها تأثيراتها المدمرة على المنطقة والعالم، فهذا لأن الأردن يعي تماما أن ترك ملايين الفلسطينيين بلا أمل ولا مستقبل هو فعل مدمر، وأن الذي يعيش بلا أمل مستعد لفعل أي شيء. كما أن قضم الأرض الفلسطينية بالاستيطان غير الشرعي، ومحاولات تغيير الأمر الواقع في القدس المحتلة، هي أفعال لا تؤجج الفلسطينيين فحسب، بل وجميع العرب والمسلمين في العالم.
عقدة أوروبا تجاه الكيان المحتل تم تجاوزها، وتبقى عقدة الولايات المتحدة التي تحتفظ بعلاقات متينة مع الكيان. لكن هذه العلاقة 'أكلت' من رصيد واشنطن عالميا، وهو أمر لا ترحب به الإدارة الأميركية مهما كانت منساقة للرغبات الصهيونية. لذلك، وعلى ما يبدو، فإن إدارة الرئيس ترامب بدأت بمراجعة مواقفها في هذا السياق، فبدأنا نسمع تصريحات تعبر عن التبرم بسياسات إطالة أمد العدوان، خصوصا أن واشنطن تشعر بأنها تخسر حلفاءها، وهي التي تحتاجهم في مواجهة الصين وروسيا. إن سياسة واشنطن الحالية بالدعم غير المشروط للكيان، يمكن أن تكون الشعرة القاصمة، والتي قد تسرّع في نهاية دولة الاحتلال برمتها.
السلام هو طريق الأمن والازدهار. هذه هي السردية الأردنية الثابتة، وإذا أراد العالم أن ينهي الصراع في المنطقة، فعليه أن يحتكم إلى الرؤية الأردنية، وأن يمنع نتنياهو من أي تهور بتصعيد جديد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 35 دقائق
- رؤيا نيوز
الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إنه تحدث مع مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي زار في وقت سابق موقعًا لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة 'غزة الإنسانية' التي تدعمها الولايات المتحدة في قطاع غزة. وأوضح ترامب: 'تحدثت مع ستيف ويتكوف، وعقد اجتماعًا رائعًا مع العديد من الأشخاص، وكان الاجتماع الرئيسي حول الغذاء، وأجرى أيضًا محادثات أخرى سأخبركم عنها لاحقًا، لكنه عقد اجتماعًا حول توفير الطعام للناس، وهذا ما نريده'. وبرفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، زار ويتكوف موقعًا لتوزيع المساعدات في مدينة رفح الجنوبية، تديره مؤسسة 'غزة الإنسانية'، وهو واحد من ثلاثة مواقع تشغيلية فقط من هذا النوع في القطاع. وفي وقت سابق من الجمعة، قال ويتكوف، إنه زار قطاع غزةلتقييم الحقائق على الأرض بشأن الوضع الإنساني وتزويد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها. وأوضح ويتكوف في أول تصريح له بعد زيارته للقطاع: 'بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب التقيت أنا والسفير مايك هاكابي (السفير الأميركي في إسرائيل) مع مسؤولين إسرائيليين لمناقشة الوضع الإنساني في غزة'. وأضاف: 'اليوم قضينا أكثر من خمس ساعات داخل غزة لوضع الأساس للحقائق على الأرض، وتقييم الظروف، والاجتماع مع مؤسسة غزة الإنسانية ووكالات أخرى'. وأوضح أن 'الهدف من الزيارة هو تزويد الرئيس ترامب بفهم واضح للوضع الإنساني والمساعدة في صياغة خطة لتوصيل الغذاء والمساعدات الطبية إلى شعب غزة'. وتأتي هذه الزيارة في أعقاب وصول ويتكوف إلى إسرائيلأمس الخميس واجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل توقف مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس. واتفق الجانبان على ضرورة تغيير أسلوب وإطار المفاوضات بسبب عدم استعداد حماس للتوصل إلى حل وسط، حسبما صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة 'جيروزاليم بوست' بعد الاجتماع.


الرأي
منذ ساعة واحدة
- الرأي
بوتين: الجولة الثالثة من مفاوضات إسطنبول كانت إيجابية
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجولة الثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا، والتي استضافتها إسطنبول في 23 يوليو/ تموز الماضي، بأنها كانت "إيجابية عموما". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لصحفيين، الجمعة، عقب لقائه نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، في روسيا. وحول مفاوضات إسطنبول، قال بوتين: "المفاوضات ضرورية ومهمة دائما، المفاوضات إيجابية عموما، لا يمكن اعتبار عودة آلاف الأشخاص إلى أوطانهم أمرا سلبيا، هذا أمر إيجابي". وأضاف أن بلاده سلمت أوكرانيا جثامين ألف جندي، واستلمت في المقابل جثث عشرات الجنود الروس، ما وصفه بالأمر الإيجابي أيضا. ومضى قائلا: "جميع خيبات الأمل في المفاوضات تنبع من التوقعات المفرطة، من الضروري إجراء مشاورات شاملة بعيدا عن الأضواء". وأردف أن موسكو اقترحت على أوكرانيا تشكيل 3 مجموعات عمل، وأن الجانب الأوكراني رحب بالمقترح في العموم. وتابع: "لقد اتفقنا على مواصلة المفاوضات والبحث عن سبل للتفاهم، هذه المجموعات لم تبدأ العمل بعد، لكننا نأمل أن يتم البدء بهذا المسار". وأكد بوتين أن أهداف بلاده في أوكرانيا لم تتغير، لافتا إلى ضرورة إزالة أسباب الأزمة ومعالجة القضايا الأمنية. وبخصوص تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي قال فيها إنه "لا معنى للتفاوض مع روسيا، ويجب الانتظار حتى يتغير الحكم"، علق بوتين قائلا: "إذا كانت القيادة الأوكرانية ترى أن الوقت لم يحن بعد للمفاوضات ويجب الانتظار، فنحن مستعدون للانتظار". وفي 23 يوليو استضافت إسطنبول الجولة الثالثة من المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا. واحتضنت إسطنبول في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين جولتين من المفاوضات أسفرتا عن اتفاقيات بشأن إخلاء سبيل آلاف الأسرى من كلا الطرفين. والاثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين خذله فيما يخص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، مبينا أنه سيقلّص مهلة 50 يوما التي منحها لموسكو بتاريخ 14 يوليو/ تموز الماضي. وأضاف أنه يعتزم تحديد مهلة نهائية جديدة لروسيا تتراوح بين 10 إلى 12 يوما اعتبارا من 28 يوليو، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. كما أعلن ترامب عن إمكانية فرض واشنطن عقوبات إضافية على موسكو في حال لم تتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار مع أوكرانيا. وكان ترامب قد منح يوم 14 يوليو/ تموز، مهلة نهائية لروسيا مدتها 50 يوما لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، وفي حال عدم استيفاء الشروط، هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة على واردات السلع الروسية. ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.


الغد
منذ 6 ساعات
- الغد
الأردن بقيادة الملك يواصل جهوده السياسية لوقف الحرب على غزة
اضافة اعلان عمان - يواصل الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني الجهود السياسية والإنسانية لوقف الحرب على قطاع غزة، وإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني جراء حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها القطاع منذ نحو عامين.ولم تتوقف جهود الدبلوماسية الأردنية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة منذ بدء الحرب وحتى اليوم، وذلك عبر الاتصالات المستمرة مع القادة العرب والشركاء الدوليين للوصول إلى حل ينهي مأساة الشعب الفلسطيني.وتواصل المملكة حشد الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة إحياء الحلول السياسية العادلة التي تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.تغير بمواقف دول أوروبيةقال الوزير الأسبق د. هايل داوود إن الدبلوماسية الأردنية أدت دورا كبيرا في خدمة أهالي قطاع غزة والتخفيف من آثار الحرب عليهم، مشيرًا إلى تغير مواقف العديد من الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية فيما يتعلق بالاعتداء الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة.وأضاف أن الزيارات المستمرة التي قام بها جلالة الملك إلى العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية تهدف إلى إقناع هذه الدول بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على أهالي غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.وتابع: أثمرت هذه الجهود بتغيير الكثير من المواقف الغربية، خاصة ما شهدناه خلال الأيام الماضية من تغيير في الموقف الفرنسي والبريطاني والألماني، التي أعلنت نيتها خلال الفترة المقبلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.وأشار للجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية في تغيير قناعات العالم، وإظهار الوحشية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وفضح تصرفات الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم.ولفت إلى أن الموقف الأردني، ممثلا بمواقف جلالة الملك عبد الله الثاني، يتبنى القضية الفلسطينية ويحمل هموم الشعب الفلسطيني، ويتصدى للعدوان الإسرائيلي بالطرق الدبلوماسية. كما أن جلالة الملك يحظى باحترام وتقدير قادة العالم الغربي، ويستمعون إلى رأيه وحكمته.دور للأردن بكسر الحصاروقال أستاذ القانون العام والمحلل السياسي د. معاذ وليد أبو دلو: إن الأردن رسميًا وشعبيًا يقف مع الأشقاء الفلسطينيين في كل محنة يمرون بها، مؤكدًا أن الأردن يقف بكامل إمكانياته إلى جانب الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.وأشار إلى الدور الإنساني للأردن في كسر الحصار عن غزة، عبر الإنزالات الجوية للمساعدات الإنسانية والإغاثية، بالإضافة إلى قوافل المساعدات والمستشفيات الميدانية التي أرسلتها القوات المسلحة الأردنية، ممثلة بالجيش العربي والخدمات الطبية الملكية.ولفت أبو دلو إلى الدور السياسي للأردن في الدعوة إلى وقف الحرب، وإنهاء القتل والتهجير، والسعي بكل الإمكانيات لإيجاد حلول سلمية عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة والزيارات الخارجية إلى معظم دول العالم لوقف العدوان.الأردن يدعم القضية الفلسطينيةمن ناحيتها أكدت الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية، نجود الدقس، على الدور السياسي الأردني والجهود المبذولة لوقف الحرب ووقف مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.وقالت إن الأردن يعد لاعبا رئيسيا عبر جهوده المبذولة لوقف الحرب، وإنهاء معاناة أهالي القطاع، بالإضافة لدوره بالضغط على المستويين الإقليمي والدولي لإيجاد حلول سياسية دائمة.وأضافت أن الأردن لعب دورًا مهمًا سواء عبر الأمم المتحدة أو التحالفات العربية والإسلامية، لدعم القضية الفلسطينية وفضح الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.وأشارت للجهود الأردنية في تقديم المساعدات الطبية والغذائية لقطاع غزة، سواء عبر الإنزالات الجوية أو القوافل المستمرة التي يتم تسييرها، ضمن الجهود الإغاثية التي لم تتوقف منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع.-(بترا)