
قيادي بقافلة الصمود: مصرون على بلوغ معبر رفح وتجاوب رسمي إيجابي
قال الدكتور محمد أمين بن نور، مشرف اللجنة الطبية في قافلة الصمود البرية، إن المشاركين في الرحلة الإنسانية مصممون على بلوغ معبر رفح الحدودي مهما بلغت الصعوبات، مؤكدا أن هناك تجاوبا رسميا إيجابيا من السلطات التونسية والليبية والمصرية حتى الآن.
وأكد بن نور -وهو طبيب عائد مؤخرا من غزة- في مداخلة من مدينة بنقردان جنوبي تونس مع برنامج "مسار الأحداث" أن القافلة تنقل رسالة كرامة قبل أن تنقل مساعدات، وأنها تمثل امتدادا لمبادرات مدنية متكررة تهدف إلى كسر الحصار وفضح التواطؤ الدولي مع آلة الحرب الإسرائيلية.
وكانت قافلة الصمود قد انطلقت صباح الاثنين، التاسع من يونيو/حزيران، من شارع محمد الخامس في قلب العاصمة تونس ، وسط مشهد مهيب ضمّ أكثر من ألف مشارك من مختلف الأعمار والتيارات، حاملين أعلام تونس و فلسطين ، ومرددين شعارات ضد العدوان الإسرائيلي وصمت المجتمع الدولي.
القافلة التي تنظمها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، ستمر بعدة مدن تونسية لجمع بقية المشاركين، قبل عبورها إلى ليبيا، ومنها إلى مصر فمعبر رفح، في رحلة تمتد 14 يوما. وتأتي القافلة بدعم من مؤسسات تونسية أبرزها اتحاد الشغل والهلال الأحمر وعمادة الأطباء.
وقال الدكتور محمد أمين إن السلطات التونسية "يسرت كل السبل لمرور القافلة بسلام"، مشيرا إلى تطمينات من السلطات الليبية ومنظمات المجتمع المدني هناك تؤكد استعدادها الكامل لاستقبال القافلة وتأمين عبورها حتى الحدود المصرية.
ووصف لقاءه بالسفير المصري في تونس حول هذا الموضوع بأنه كان إيجابيا ومثمرا، حيث جرى شرح طبيعة القافلة وأهدافها السلمية والإنسانية، وقال "أكدنا أن القافلة لا تحمل أي أجندة سياسية، بل تهدف فقط لكسر الحصار عن غزة. وقد لمسنا تفهما من الجانب المصري لهذا المسعى النبيل".
مؤشرات إيجابية
وشدد بن نور على أن "المؤشرات جميعها إيجابية، مما يدفعنا للتأكيد بأننا سائرون نحو معبر رفح"، مضيفا أن أي عقبات محتملة لن توقف إرادة المشاركين القادمين من تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا.
وأكد أن هذه المبادرة تمثل تحركا شعبيا صادقا في ظل "تقاعس الحكومات العربية والإسلامية وعجز المنظمات الدولية"، واصفا النظام العالمي بأنه "أصبح متواطئا مع آلة صهيونية غاشمة" تعيث في غزة قتلا وتجويعا وتدميرا من دون رادع.
وقال بن نور: "آن للشعوب أن تتحرك بما تملك من كرامة وعزيمة. لا ننتظر إذنا من حكومات فاشلة ولا نعوّل على أنظمة عاجزة. نتحرك بحافلات استأجرناها وبسياراتنا الخاصة، دفاعا عن أكثر من مليونَي إنسان يعيشون تحت الحصار والموت اليومي".
وأشار إلى أن قافلة الصمود الحالية ليست سوى البداية، وستتلوها قوافل أخرى، مضيفا: "قررنا من تونس والمغرب العربي أن نكون في طليعة من يتحرك من أجل غزة. هذه رسالة واضحة: بعد اليوم لن تسكت الشعوب عن حقها في تقرير مصيرها".
وفي الوقت الذي تنطلق فيه قافلة الصمود البرية لكسر الحصار المفروض على غزة تعرضت السفينة " مادلين" التي كان على متنها 12 ناشطا دوليا متجهين لكسر الحصار عن غزة لعملية اختطاف فجر اليوم الاثنين من كوماندوز البحرية الإسرائيلية.
كارثة تفوق الوصف
وفي سياق متصل، شدد بن نور -الذي أمضى شهرا في مستشفيات غزة- على أن ما شاهده هناك يتجاوز حدود الوصف، مشيرا إلى أنه عمل في مستشفيات "المعمداني" و"مجمع ناصر" وغيرهما، وعاين حجم الكارثة الطبية والإنسانية.
وأشار إلى أن النقص الحاد في المستلزمات الطبية بات يقارب مستوى "الانهيار الكامل"، حيث لا توجد مقومات لمواصلة تقديم الرعاية، مشيرا إلى أن "الكوادر تنهار أمام صدمة الأعداد الهائلة من الضحايا، وأمام العجز عن تقديم الحد الأدنى من العلاج".
وأكد أن صور الأطفال المصابين والمبتورين بفعل القصف وإطلاق النار المباشر لم تعد تخفى على أحد، مضيفا أن استمرار هذه الجرائم من دون أي رد فعل رسمي أو دولي كان أحد الدوافع المركزية لإطلاق هذه القافلة.
وأكد بن نور أن الشعوب، وإن تخلت عنها الحكومات، لن تتخلى عن المظلومين، داعيا إلى "كسر هذا التواطؤ بالصمت" بمزيد من التحركات الميدانية، وبتحويل معبر رفح إلى بوابة مفتوحة أمام المساعدات والمواكب الإنسانية.
وتعهد بأن تبقى قافلة الصمود في حالة مرابطة أمام المعبر، ليس فقط لتوصيل المعونات الغذائية والطبية، بل لتوجيه رسالة قوية بأن الشعوب المغاربية قررت الارتباط بغزة عبر جسر بشري دائم، قاعدته من تونس ومن كل المغرب العربي.
ويُذكر أن المنظمين تواصلوا رسميا مع السفارة المصرية بتونس في إطار المساعي لتأمين عبور القافلة، غير أن قرارا رسميا لم يصدر بعد، بينما يستمر الإعداد اللوجيستي والدبلوماسي لضمان نجاح المهمة في ظل وضع إنساني مأساوي يعيشه القطاع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
"مادلين" تصل إلى أسدود وغموض يلف مصير نشطائها
وصلت مساء اليوم الاثنين السفينة مادلين إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بعد أن استولى عليها جيش الاحتلال ومنع بلوغها غزة ، في حين نقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه "سيتم نقل النشطاء إلى منشأة احتجاز تمهيدا لترحيلهم من إسرائيل". وقد رافقت زوارق تابعة للبحرية الإسرائيلية نحو 18 ساعة خلال اقتيادها السفينة التي كانت تقل مساعدات لسكان قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن قوات الكوماندوز البحرية ووحدة سنفير وصلت إلى السفينة حين كانت تبحر في المياه الدولية، مشيرة إلى أن عناصر القوات الإسرائيلية صعدوا إلى السفينة وسيطروا عليها وأنها "تتجه الآن إلى ميناء أسدود وستصل قريبا". كما نقلت الأناضول عن مركز "عدالة" الحقوقي قوله إن "مادلين" لا تزال وطاقمها في عرض البحر، حيث تواصل البحرية الإسرائيلية سحبها قسرا نحو ميناء أسدود بعد منعها من الوصول لقطاع غزة. وقد اقتحمت قوة "كوماندوز" من البحرية الإسرائيلية -فجر اليوم- هذه السفينة التي كانت متوجهة إلى غزة وعلى متنها 12 متطوعا يحملون مساعدات إنسانية ضمن أسطول الحرية لرفع الحصار عن القطاع الفلسطيني المنكوب. واقتادت القوات الإسرائيلية "مادلين"، في حين نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر عسكري أن السفينة ستصل إلى ميناء أسدود حيث سيجري التحقيق مع أفراد الطاقم واستجوابهم. كما أفادت "يسرائيل هيوم" بأن مصلحة السجون تستعد لاستقبال النشطاء الذين كانوا على متن "مادلين" وقد تم تجهيز زنازين منفصلة لهم في سجن "غفعون" بمدينة الرملة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن النشطاء سينقلون من ميناء أسدود بواسطة وحدة "نحشون" التابعة لمصلحة السجون، وفي مركبات ذات نوافذ معتمة، لتقليل مظاهر الفرح العلنية قدر الإمكان. وقد أوعز وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لمصلحة السجون بمنع إدخال أي أجهزة تواصل أو إعلام إلى الزنازين التي يتوقع أن يُحتَجز فيها النشطاء، وفق ما أوردت الصحيفة الإسرائيلية. ومن جهته، زعم المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر أنّ إسرائيل سيطرت على "مادلين" بسلاسة من دون أي إصابات، مشيرا إلى أنه سيجري التأكد من عودة من كانوا على متنها إلى عائلاتهم في أقرب وقت. كما قالت الخارجية الإسرائيلية -في بيان- إن هذه السفينة "تتجه بأمان إلى سواحل إسرائيل، ومن المقرر أن يعود الركاب إلى بلدانهم". وقد توالت التنديدات الدولية، اليوم الاثنين، باختطاف الجيش الإسرائيلي السفينة مادلين ومنع بلوغها غزة، في حين قال إعلام إسرائيلي إن مصلحة السجون أعدت زنازين منفصلة للنشطاء الذين كانوا على متن هذه السفينة. وقد أفادت مصادر في الخارجية الإسبانية -للجزيرة- بأن مدريد استدعت القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية احتجاجا على ما جرى للسفينة "مادلين". وذكرت المصادر أن السلطات الإسبانية تمارس الحماية القنصلية لمواطن ضمن طاقم السفينة، وتواصلت مع عائلته، مشيرة إلى أن الخارجية على تواصل مباشر مع نظيرتها الإسرائيلية لمتابعة تفاصيل الواقعة. ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنّ بلاده كانت طالبت السلطات الإسرائيلية "بوضوح" بتجنب أيّ حوادث، مع اقتراب السفينة مادلين من سواحل قطاع غزة ضمن " أسطول الحرية". وأضاف بارو أن باريس أبلغت إسرائيل مسبقا اعتزامها ممارسة حقها في تفعيل الحماية القنصلية لمواطنيها المشاركين في رحلة هذه السفينة إلى شواطئ غزة. كما قالت المتحدثة باسم البرلمان الأوروبي إنهم اتصلوا بإسرائيل لضمان أمن النائبة ريما حسن التي كانت على متن "مادلين" مشيرة إلى أن "حماية أعضاء البرلمان في أي مكان في العالم ستظل على رأس أولوياتنا". وبدورها، قالت رئاسة الوزراء البريطانية إنها تريد أن تحل إسرائيل قضية احتجاز "مادلين" بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي ، قائلة "موقفنا بشأن الوضع الإنساني في غزة واضح، وهو أنه مريع ولا يُطاق". كما قال وزير الخارجية الأيرلندي إن السفينة مادلين "رمز قوي للحاجة الملحة لإنهاء الحصار المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة". وقد وصفت تركيا تدخل القوات الإسرائيلية ضد "مادلين" بأنه "عمل شنيع من حكومة بنيامين نتنياهو يثبت مجددا أن إسرائيل تتصرف كدولة إرهابية" في حين استنكرت إيران اعتراض السفينة ووصفته بأنه "قرصنة". ومن جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن "اعتراض إسرائيل للسفينة مادلين واحتجاز طاقمها انتهاك للقانون الدولي". احتجاز وزنازين ووصفت اللجنة الدولية لكسر حصار غزة اقتحام البحرية الإسرائيلية "مادلين" بأنه قرصنة وإرهاب دولة، وانتهاك للقانون الدولي بشكل فاضح، ودعت إلى الإفراج فورا عن جميع نشطاء السفينة الذين من بينهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ. كما طالبت العالم بإيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى الشعب الفلسطيني بعيدا عن سيطرة الاحتلال، وشددت على ضرورة محاسبة إسرائيل على هجومها على السفينتين (مادلين والضمير) مؤكدة أن "هذه الاعتداءات الإرهابية لن توقف محاولات كسر الحصار". كما وصف كويفا باترلي عضو تحالف أسطول الحرية -للجزيرة- اعتراض "مادلين" بأنه غير قانوني، قائلا "لا نملك القدرة على التواصل بشكل مباشر مع طاقم السفينة، وليس واضحا ما إذا كان النشطاء على متنها نقلوا إلى قارب آخر". وخلال ليل أمس، أعلن تحالف أسطول الحرية -المنظم للرحلة- أن الجيش الإسرائيلي اعترض "مادلين" قائلا -عبر تليغرام- إن الاتصال انقطع مع السفينة وإن قوات الجيش الإسرائيلي "اختطفت" الطاقم. وقالت تونبرغ في مقطع فيديو سجّلته مسبقا نشره تحالف أسطول الحرية "إذا شاهدتم هذا الفيديو، يعني أنه تم اعتراضنا واختطافنا في المياه الدولية". ومن جانبها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتراض إسرائيل "مادلين" التضامنية مع غزة في عرض البحر بأنّه "إرهاب دولة منظم، وانتهاك للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني". وحيّت حماس المتضامنين على متن السفينة الذين أكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا، وطالبت بإطلاق المتضامنين فورا، محمّلة جيش الاحتلال المسؤولية عن سلامتهم، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة والتحرّك لكسر الحصار. كما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن إقدام قوات الاحتلال على اقتحام "مادلين" انتهاك صارخ للقانون الدولي، وإن "اقتحام السفينة اختطاف دولي، ويضيف جريمة القرصنة البحرية إلى جريمة حرب الإبادة". إعلان ومن جهتها، أعربت شبكة الجزيرة الإعلامية عن قلقها البالغ على سلامة الناشطين والصحفيين الذين كانوا على متن "مادلين" وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة مراسلها عمر فياض الذي كان ينقل الأحداث مباشرة أثناء الاستيلاء القسري على السفينة. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
مراسل الجزيرة: بدء دخول قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة إلى الجانب الليبي من الحدود مع تونس
مراسل الجزيرة: بدء دخول قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة إلى الجانب الليبي من الحدود مع تونس التفاصيل بعد قليل..


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
محللون: قوافل فك الحصار تحول تاريخي وبداية كسر جدار الصمت العربي
اتفق محللون وقادة سياسيون بارزون على أن قوافل فك الحصار المتجهة إلى قطاع غزة تمثل تحولا تاريخيا في مسار التضامن الدولي، وبداية حقيقية لكسر جدار الصمت العربي، في مواجهة الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. جاء ذلك خلال حلقة برنامج "مسار الأحداث" بتاريخ التاسع من يونيو/حزيران، والتي تناولت تداعيات اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة " مادلين"، والانطلاق المتزامن لقوافل شعبية من تونس ومناطق مختلفة من العالم بهدف كسر الحصار المفروض على غزة. ووصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار اعتراض السفينة بأنه "قرصنة وإرهاب دولة"، بينما أدانت تركيا الحادثة واعتبرتها "عملا شنيعا" يعكس ما سمّته الفاشية الإسرائيلية، وسط دعوات أوروبية لحماية النشطاء والإفراج عنهم فورا. وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن ما جرى يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فشل رغم هذا الاعتداء، لأن السفينة أوصلت رسالتها وجذبت أنظار العالم إلى مأساة غزة. وشدد البرغوثي في حديثه لبرنامج مسار الأحداث على أن ما حدث يستوجب أكثر من الإدانات، داعيا الحكومات العربية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تشمل فرض المقاطعة، وقطع العلاقات مع إسرائيل، وإلغاء التطبيع، مؤكدا أن هذه اللحظة "تشهد بداية تحول تاريخي لا رجعة فيه". وقال إن الشعوب بدأت تتحرك بقوافل بشرية تتوجه إلى معبر رفح ، مضيفا أن هذه الاستجابة الشعبية تمثل شرارة انطلاق لحراك طويل الأمد لربط غزة بالعالم عبر جسر تضامني دائم، بينما تظل الحكومات متأخرة عن نبض الشارع. وتحدث البرغوثي عن الفجوة بين مواقف الشعوب العربية ومواقف الأنظمة، لكنه أكد أن الضغط الشعبي بدأ يؤتي ثماره في برلمانات أوروبا، حيث تتصاعد الأصوات المطالبة بمحاسبة إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها. مختلفة عما سبق واعتبر أن استجابة الجماهير العربية والدولية اليوم تختلف عن كل ما سبق، مشيرا إلى أن العالم بدأ يفقد ثقته بإسرائيل، وأن الفرصة باتت مهيأة للانتقال من التضامن العاطفي إلى الفعل السياسي والميداني المؤثر. من جانبه، قال عضو مجلس العموم البريطاني جيريمي كوربن إن ما جرى للسفينة "مادلين" كان عملا إرهابيا مدانا، وأكد أنه شارك في مظاهرة حاشدة أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني دعما للطاقم المعتقل ومطالبا بإطلاق سراحه. وأوضح كوربن أن الحراك الشعبي في أوروبا يتسع يوما بعد يوم، مشيرا إلى استعدادات لتنظيم مظاهرة كبرى في لندن في 21 يونيو/حزيران الجاري، ستكون الأكبر حتى الآن، تعبيرا عن تضامن البريطانيين مع الفلسطينيين في وجه المجازر المتواصلة. وأشار إلى أن الاحتجاجات المستمرة بدأت تحدث تأثيرا فعليا، لافتا إلى أن عددا من الحكومات الأوروبية أوقفت صفقات سلاح مع إسرائيل ، في حين يتزايد الضغط لوقف دعمها بالطائرات والأسلحة المتطورة. واعتبر كوربن أن "المحبط في الأمر هو صمت الحكومات رغم وضوح الجريمة"، لكنه شدد على أن استمرار النضال الشعبي والسياسي سيقود إلى تغيير ملموس، داعيا إلى عدم الوقوف متفرجين أمام ما وصفه بالإبادة الجماعية. وأكد أن حكومات غربية عدة، وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة، تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية بوصفها شريكة في تسليح إسرائيل، مشيرا إلى أن برلمانيين بريطانيين يعملون على فتح تحقيق في هذا التواطؤ. وعن الفارق المفترض في تعامل العالم لو كانت الضحية إسرائيل، قال كوربن "لو ظهرت صور أطفال إسرائيليين يموتون جوعا لما صمت العالم"، معتبرا أن ما يجري كشف زيف ادعاءات الغرب بالعدالة وحقوق الإنسان. أقل ما يمكن فعله وخلال مشاركته في مسار الأحداث من باريس، دعا الرئيس التونسي السابق الدكتور المنصف المرزوقي السلطات المصرية إلى عدم عرقلة قافلة "الصمود" التونسية والوفود المغاربية والدولية المتوجهة إلى معبر رفح، معتبرا أن السماح بوصول القوافل أقل ما يمكن فعله. وقال المرزوقي إن القافلة التونسية تمثل بداية الغيث، ويجب أن تتبعها قوافل متواصلة، مؤكدا أن القضية باتت في يد السلطات المصرية، التي تقع عليها مسؤولية أخلاقية وسياسية بفتح الطريق أمام الشعوب للتعبير عن غضبها. وأضاف أن ما يجري في غزة يمثل "أفظع ما تعرضت له الأمة منذ غزو المغول"، مطالبا الشعوب العربية بالخروج عن صمتها، ومعتبرا أن بقاء الجماهير في بيوتها "جريمة في حق التاريخ والشرف والكرامة". وأوضح أن الحكومات العربية إذا واصلت تجاهلها لهذه المذبحة فستواجه انفجارا شعبيا لاحقا، محذرا من أن الانفجار قادم لا محالة، وأن الشعوب لن تنسى مواقف حكامها من هذه المجازر الجماعية. وأشار المرزوقي إلى أن إسرائيل تدمر اليوم كل سرديتها الأخلاقية التي قامت عليها منذ عقود، قائلا إن ممارساتها الوحشية كشفت زيف خطابها، وإنها تدمر نفسها معنويا قبل أن تُهزم ميدانيا. الصمت تواطؤ من جهته، عاد الدكتور البرغوثي ليؤكد أن صمت بعض الدول العربية يُعد تواطؤا، خاصة أن الجرائم الإسرائيلية لم تقتصر على غزة، بل تشمل الضفة الغربية أيضا، حيث تتعرض مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس لحملات تدمير شاملة. وقال إن إسرائيل ترتكب مجازر في حق الشعب الفلسطيني من دون تمييز، متسائلا عن المبرر لبقاء علاقات التطبيع، وعن الجدوى من الصمت أمام قتل وجرح طفل فلسطيني كل 17 دقيقة منذ بدء العدوان. وشدد على أن المطلوب الآن هو "صرخة عربية وإسلامية" تقول للولايات المتحدة كفى، داعيا إلى تحرك رسمي يوازي الهبة الشعبية العالمية، ومعتبرا أن التراخي الرسمي لا يقل خطرا عن الجرائم ذاتها. وفي السياق ذاته، شدد المرزوقي على أهمية دور الشعوب، داعيا إلى استمرار تنظيم قوافل تضامنية لا موسمية، بل دائمة ومستمرة، قائلا إن من يقف في وجه هذه القوافل "لن يربح سوى العزلة والاحتقار الشعبي". وأضاف أن إسرائيل في سياستها الحالية تدمر ليس فقط صورة نفسها، بل أيضا مصداقية النظام الدولي، وأن ما يحدث في غزة يمثل فضيحة كبرى لمنظومة حقوق الإنسان التي أنشأها الغرب ويدعي الدفاع عنها. أما كوربن، فقد شدد على ضرورة محاسبة إسرائيل قانونيا، مشيرا إلى أن مذكرات التوقيف الدولية الصادرة مؤخرا تمثل خطوة أولى، ويجب البناء عليها لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن الإبادة الجماعية.