
تفجير كنيسة دمشق... غضب وخشية من انهيار السلم الأهلي
لا تزال المشافي القريبة من موقع التفجير الدامي الذي وقع داخل
كنيسة مار إلياس
في حي الدويلعة بالعاصمة السورية
دمشق
، مساء أمس الأول الأحد، في حالة استنفار، وتشهد تزاحماً كبيراً ناجماً عن توافد أقارب الجرحى لمعرفة مصير أحبائهم، فيما بدأ أهالي الحي تنظيف الكنيسة، وإزالة آثار الدمار من داخلها ومن محيطها، وسط انتشار واسع لقوى
الأمن الداخلي
.
وقال بيان لوزارة الداخلية، إن "انتحارياً يتبع إلى تنظيم داعش الإرهابي دخل إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار على الموجودين، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة".
يقول السوري لورانس معماري، وهو أحد شهود العيان الذين كانوا في الكنيسة وقت وقوع التفجير، لـ"العربي الجديد": "بدأت الصلاة في الساعة السادسة مساء، وبعد نحو ربع الساعة، دخل شخصان مسلحان، وأطلقا النار على المصلين، ثم سمعنا صوت تفجير. كان المنظر مرعباً، والدماء والجرحى في كل مكان. شاركت شخصياً في نقل عشر جثث، وكان هناك أشلاء متناثرة، وعمت الفوضى المكان، ثم حضر عشرات من سكان المنطقة إلى الكنيسة للمساعدة".
ووفق الأرقام الرسمية، خلف الهجوم الدامي 25 قتيلاً و63 مصاباً نقل معظمهم إلى المشفى الفرنسي، وهو الأقرب إلى موقع الحادث، وقد شهد اكتظاظاً كبيراً نتيجة صغر مساحته، وكذا إلى مشفى المواساة بدمشق، ومن بين القتلى ستة أشخاص من عائلة واحدة.
ويقول إلياس الغانم، وهو من أهالي حي الدويلعة لـ"العربي الجديد": "الحي يضم أغلبية مسيحية، وأحد أبناء عمومتي أصيب في تفجير الكنيسة، ونقل إلى مشفى المواساة، وإصابته متوسطة. الانفجار خلف صدمة كبيرة بين سكان المنطقة، والتي كانت بعيدة عن أجواء الحرب، وهناك مخاوف من المستقبل، ويخشى الناس تكرار استهداف دور العبادة، أو الأقليات، وأن يعود خطر التنظيمات المتطرفة".
وينتقد الغانم التراخي الأمني، ويؤكد أن هناك مسؤولية على حواجز التفتيش، والتي تكتفي بإلقاء السلام على السيارات الداخلة إلى المنطقة، بينما ينبغي عليهم تفتيشها، ويطالب بوقف ما وصفه بـ "استفزازات" يقوم بها بعض غير المسيحيين، رغم علمهم أن المنطقة ذات أغلبية مسيحية.
جهود لإزالة آثار التفجير في كنيسة مار إلياس، 22 يونيو 2025 (رامي السيد/Getty)
وأمس الاثنين، دعت مطرانية بصرى حوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس، في بيان، إلى إقامة الصلاة على أرواح الضحايا، وأكدت أن "مجزرة مار إلياس أضافت أسماء قديسين جدد إلى لائحة الشهداء". بدورهم، نعى أهالي قرية خربا وقرية جبيب في محافظة السويداء (جنوب)، تسع ضحايا من أبناء القريتين قضوا في التفجير الذي طاول الكنيسة.
يقول الممرض حسن قوجة، من مشفى المواساة، إن "حالة المشفى المتردية لم تسمح باستقبال أعداد كبيرة من جرحى انفجار الدويلعة في وقت واحد. نعاني من نقص كبير في غرف العمليات والتجهيزات، ما دفع إدارة المشفى إلى توزيع الجرحى على مشاف أخرى".
يضيف قوجة لـ"العربي الجديد": "الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا يرجع إلى خطورة الإصابات، وبعضها وصلت إلى المشفى في حالة حرجة بسبب حجم الكنيسة الصغير وقوة الانفجار. هناك أيضاً مشكلة تتعلق بنقص احتياطات بنك الدم".
ويخشى كثيرون من تكرار جرائم مشابهة تستهدف أماكن عبادة أو أسواقاً أو مكونات عرقية وطائفية. ويشدد أسامة خضور، وهو أحد سكان حي الدويلعة، على أن "هذا التفجير يعيد السوريين خطوات إلى الوراء، كما يعيد إذكاء مخاطر الاقتتال الطائفي. تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سورية أمر لا يرضي كثيراً من الأطراف، داخلياً وخارجياً، ولا يمكن في الوقت ذاته إغفال ضعف إمكانات الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات العامة، وتقصير الحكومة في التواصل مع جميع الطوائف والأقليات".
أخبار
التحديثات الحية
عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق
بدوره، يؤكد أنس فوال، وهو من سكان دمشق، أن "هذه التفجيرات تذكرنا بأن التعافي من آثار الحرب لا يزال بعيداً، وأن مكافحة التطرف يجب أن تشمل الجانب الفكري مع الأمني، وأن يتم العمل على خطاب ديني وسطي، فالخطاب المتطرف والمتشدد بات ظاهراً لدى جميع الطوائف في سورية، وهذا أمر يخلف مخاطر كبيرة على المجتمع الذي لم يتعاف بعد من سنوات الحرب".
من جانبها، ترى عبير غندور، وهي من سكان حي القدم بدمشق، أن "هناك إجماعاً كبيراً بين السورين على إدانة هذه التفجيرات، كونها محاولة واضحة لجرنا من جديد إلى دائرة العنف، واستهداف الإخوة. هدفهم إظهار المجتمع السوري متشدداً، أو غير قادر على التعايش، وهذا أمر بعيد عن الواقع".
وبعد ساعات من وقوع التفجير، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، في مؤتمر صحافي، أن "أمن دور العبادة خط أحمر، وسورية اليوم أقوى من أي وقت مضى، ولن تسمح بأي تهديد".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
دمشق: خلية لـ"داعش" من مخيم الهول فجرت كنيسة مار إلياس
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الثلاثاء، عن تفكيك خلية تابعة لتنظيم " داعش " الإرهابي مسؤولة عن التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة دمشق يوم الأحد الماضي، والذي أودى بحياة 25 مدنياً وأصاب 63 آخرين، نافية بذلك ما ادعته جماعة غير معروفة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق، إن "الوزارة نفذت عملية مداهمة استهدفت أوكار التنظيم، حيث تم ضبط مستودع للأسلحة والمتفجرات، وأسفرت العملية عن تحييد أحد المتورطين في تفجير الكنيسة". وأوضح البابا أن "التحقيقات الأولية أظهرت أن الخلية تتبع رسمياً لتنظيم داعش، ولا علاقة لها بأي نشاط دعوي"، مضيفاً أن "متزعم الخلية يُدعى محمد عبد الإله الجميلي، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يُعرف بلقب والي الصحراء في صفوف التنظيم". وأشار المتحدث ذاته إلى أن الجميلي "أُوقف خلال مداهمة أمنية، وسيتم لاحقاً عرض اعترافاته المصورة بعد انتهاء التحقيقات معه"، لافتاً إلى أن "الانتحاري الذي نفذ تفجير كنيسة مار إلياس وآخر أُلقي القبض عليه أثناء توجهه لتنفيذ هجوم انتحاري في مقام السيدة زينب بريف دمشق، جاءا إلى العاصمة قادمين من مخيم الهول مروراً بالبادية السورية". وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، أمس الاثنين، عن تمكنها من تفكيك خلية "داعش" بالتعاون مع جهاز الاستخبارات خلال عملية أمنية في منطقتي حرستا وكفربطنا بريف دمشق، وأكدت أن الخلية مسؤولة عن تفجير كنيسة مار إلياس. أخبار التحديثات الحية عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق وبيّن البابا أن "الخلية تم كشفها في وقت قياسي بعد مقاطعة معلومات المصادر الميدانية مع الأدلة التقنية، ومن خلال ذلك تم تحديد هوية المشتبه به الذي أوصل الانتحاري الأول إلى الكنيسة، ثم تحديد مكانه". وأضاف البايا: "قوات المهام الخاصة في وزارة الداخلية توجهت لتوقيفه، ليتبين لاحقاً وجود شخص آخر برفقته، وحصل اشتباك مسلح أدى إلى تحييد سائق الدراجة النارية الذي كان ينقل الانتحاريين، وإصابة الشخص الثاني". وبحسب البابا، "أظهرت التحقيقات أن سائق الدراجة هو من أوصل الانتحاري الأول، وكان بصدد نقل الانتحاري الثاني إلى مقام السيدة زينب". وأوضح أنه "بناءً على اعترافات الانتحاري الثاني، تم الكشف عن الوكر الذي انطلقت منه الخلية الإرهابية، وخلال مداهمته تم إلقاء القبض على متزعم الخلية محمد عبد الإله الجميلي". وأشار إلى أن الجميلي "كشف بدوره عن وجود أربعة أوكار ومستودعات أسلحة ومتفجرات أخرى تابعة للتنظيم، وقد تمت مداهمتها جميعاً، وأسفرت العمليات عن اعتقال عناصر آخرين، وإحباط تفجير دراجة نارية كانت معدة لاستهداف تجمعات مدنية في العاصمة دمشق". وأكد البابا، التزام أجهزة الأمن وإنفاذ القانون في البلاد بحماية المواطنين من مختلف التهديدات، مشيراً إلى أن الوزارة "تعاهد أهلها بأنها ستكون دائماً درعهم وسيفهم في وجه أيّ تهديد إرهابي". وأوضح أن وزارة الداخلية "ستعلن المزيد من المعلومات حول الخلية التي نفذت تفجير كنيسة مار إلياس فور انتهاء التحقيقات اللازمة، وذلك عبر معرفاتها الرسمية". وأضاف أن "سورية كانت وما تزال أرض التسامح والإخاء ومنارة الحضارة، ولن يجد الإرهاب فيها إلا ما يخيب شره"، مشدداً على أن العمل الأمني في البلاد يسير وفق "مسارات متعددة ومتوازية تشمل جوانب توعوية واجتماعية وأمنية وتواصلية، ويحاول تنظيم داعش اختراقها". "سرايا أنصار السنة" تتبنى تفجير كنيسة مار إلياس وفي وقت سابق اليوم، تبنّت مجموعة غير معروفة تُطلق على نفسها اسم "سرايا أنصار السنة"، العملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة مار إلياس في دمشق . وفي تعليقه على بيان "أنصار السنة"، قال البابا إن "هذا التنظيم وهمي، ولم يتبنَّ العملية إلا بعد صدور التحقيقات الأولية عن وزارة الداخلية السورية"، معتبراً أن "تنظيم داعش تعرض لضربة أمنية قاصمة لم يكن يتوقعها خلال العملية التي أدت إلى تفكيك الخلية". وأكد المتحدث أن الوزارة "تحرص على أن تجد العدالة سبيلها الأمثل لمحاكمة هؤلاء المجرمين"، لكنه أشار إلى أنه "لا يمكن الجزم بوجود صلات خارجية للخلية الإرهابية قبل انتهاء التحقيقات الأولية بالكامل". وفي بيان تبنيها للعملية، قالت "سرايا أنصار السنة" في بيان على تطبيق "تيلغرام"، "أقدم الأخ الاستشهادي محمّد زين العابدين أبو عثمان... على تفجير كنيسة مار إلياس". وقالت إن العملية جاءت "بعد استفزاز" من مسيحيي دمشق "في حق الدعوة وأهل الملَّة". ونفت الجماعة الرواية الرسمية حول وقوف "داعش" خلف العملية الإرهابية ووصفتها بأنها "عارية عن الصحة، وملفقة لا يسندها دليل"، مضيفة أنها "محاولة لبثّ الوهم في زمن عزّ فيه من يُخدع"، على حد تعبيرها. ظهور غامض بعد عملية سابقة في الأثناء، يُعد هذا التفجير هو العملية الثانية التي تتبناها المجموعة المجهولة خلال أشهر قصيرة، إذ أعلنت في مطلع فبراير/شباط مسؤوليتها عن مجزرة وقعت في بلدة أرزة ذات الغالبية العلوية في ريف حماة الشمالي، والتي أدت إلى مقتل 11 شخصاً، بينهم مدنيون وضباط سابقون في جيش نظام بشار الأسد قبل سقوطه، كما سبقها تبني المجموعة لعدد من عمليات القتل والتصفية التي طاولت عدداً من الأشخاص في مناطق متفرقة من سورية. ومن اللافت أن جميع عمليات التبني لهذه المجموعة جاءت متأخرة بيوم على الأقل عن توقيت تنفيذ الهجمات، كما حصل في مجزرة أرزة وتفجير كنيسة مار إلياس ما يثير تساؤلات حول مدى الوجود الفعلي للمجموعة على الأرض. قضايا وناس التحديثات الحية ناج من تفجير كنيسة مار إلياس يروي لحظات الرعب وفي هذا السياق، تواصل "العربي الجديد" مع عدد من الباحثين المختصين في الشؤون الأمنية والجماعات المتطرفة، وقد أكدوا جميعهم عدم وجود أدلة على وجود فعلي للجماعة، مشيرين إلى أنها لم تظهر في أي دراسات أو بحوث سابقة، وظهرت فقط بعد سقوط نظام بشار الأسد بشهرين تقريباً. ويرى هؤلاء الباحثون أن تبني الجماعة عمليات نوعية بعد فترة قصيرة من ظهورها يعزز من الفرضية القائلة بأنها كيان افتراضي، وربما تُستخدم واجهة لأجندات أخرى. وتركّز "سرايا أنصار السنة" في خطاباتها على جميع المكونات الدينية وتركز خطاباتها على الطائفتين المسيحية والعلوية، إضافة إلى المرشدية والدروز، وتشن حملة تحريضية مستمرة عبر قناتها في "تيلغرام" ضد الحكومة السورية التي تشكلت عقب إسقاط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، متهمة إياها بـ"العمالة". كما تهاجم الجماعة يومياً الرئيس السوري أحمد الشرع، وتحرّض بشكل مباشر عليه، مستخدمة خطاباً دينياً متشدداً يدعو إلى "القصاص" و"التوبة قبل فوات الأوان". وتثير هذه التصريحات قلقاً متزايداً بين الأوساط السياسية والمجتمعية، لا سيما في ظل غياب معلومات مؤكدة عن هوية قادتها أو موقع نشاطها.


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
تفجير كنيسة دمشق... غضب وخشية من انهيار السلم الأهلي
لا تزال المشافي القريبة من موقع التفجير الدامي الذي وقع داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق ، مساء أمس الأول الأحد، في حالة استنفار، وتشهد تزاحماً كبيراً ناجماً عن توافد أقارب الجرحى لمعرفة مصير أحبائهم، فيما بدأ أهالي الحي تنظيف الكنيسة، وإزالة آثار الدمار من داخلها ومن محيطها، وسط انتشار واسع لقوى الأمن الداخلي . وقال بيان لوزارة الداخلية، إن "انتحارياً يتبع إلى تنظيم داعش الإرهابي دخل إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار على الموجودين، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة". يقول السوري لورانس معماري، وهو أحد شهود العيان الذين كانوا في الكنيسة وقت وقوع التفجير، لـ"العربي الجديد": "بدأت الصلاة في الساعة السادسة مساء، وبعد نحو ربع الساعة، دخل شخصان مسلحان، وأطلقا النار على المصلين، ثم سمعنا صوت تفجير. كان المنظر مرعباً، والدماء والجرحى في كل مكان. شاركت شخصياً في نقل عشر جثث، وكان هناك أشلاء متناثرة، وعمت الفوضى المكان، ثم حضر عشرات من سكان المنطقة إلى الكنيسة للمساعدة". ووفق الأرقام الرسمية، خلف الهجوم الدامي 25 قتيلاً و63 مصاباً نقل معظمهم إلى المشفى الفرنسي، وهو الأقرب إلى موقع الحادث، وقد شهد اكتظاظاً كبيراً نتيجة صغر مساحته، وكذا إلى مشفى المواساة بدمشق، ومن بين القتلى ستة أشخاص من عائلة واحدة. ويقول إلياس الغانم، وهو من أهالي حي الدويلعة لـ"العربي الجديد": "الحي يضم أغلبية مسيحية، وأحد أبناء عمومتي أصيب في تفجير الكنيسة، ونقل إلى مشفى المواساة، وإصابته متوسطة. الانفجار خلف صدمة كبيرة بين سكان المنطقة، والتي كانت بعيدة عن أجواء الحرب، وهناك مخاوف من المستقبل، ويخشى الناس تكرار استهداف دور العبادة، أو الأقليات، وأن يعود خطر التنظيمات المتطرفة". وينتقد الغانم التراخي الأمني، ويؤكد أن هناك مسؤولية على حواجز التفتيش، والتي تكتفي بإلقاء السلام على السيارات الداخلة إلى المنطقة، بينما ينبغي عليهم تفتيشها، ويطالب بوقف ما وصفه بـ "استفزازات" يقوم بها بعض غير المسيحيين، رغم علمهم أن المنطقة ذات أغلبية مسيحية. جهود لإزالة آثار التفجير في كنيسة مار إلياس، 22 يونيو 2025 (رامي السيد/Getty) وأمس الاثنين، دعت مطرانية بصرى حوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس، في بيان، إلى إقامة الصلاة على أرواح الضحايا، وأكدت أن "مجزرة مار إلياس أضافت أسماء قديسين جدد إلى لائحة الشهداء". بدورهم، نعى أهالي قرية خربا وقرية جبيب في محافظة السويداء (جنوب)، تسع ضحايا من أبناء القريتين قضوا في التفجير الذي طاول الكنيسة. يقول الممرض حسن قوجة، من مشفى المواساة، إن "حالة المشفى المتردية لم تسمح باستقبال أعداد كبيرة من جرحى انفجار الدويلعة في وقت واحد. نعاني من نقص كبير في غرف العمليات والتجهيزات، ما دفع إدارة المشفى إلى توزيع الجرحى على مشاف أخرى". يضيف قوجة لـ"العربي الجديد": "الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا يرجع إلى خطورة الإصابات، وبعضها وصلت إلى المشفى في حالة حرجة بسبب حجم الكنيسة الصغير وقوة الانفجار. هناك أيضاً مشكلة تتعلق بنقص احتياطات بنك الدم". ويخشى كثيرون من تكرار جرائم مشابهة تستهدف أماكن عبادة أو أسواقاً أو مكونات عرقية وطائفية. ويشدد أسامة خضور، وهو أحد سكان حي الدويلعة، على أن "هذا التفجير يعيد السوريين خطوات إلى الوراء، كما يعيد إذكاء مخاطر الاقتتال الطائفي. تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سورية أمر لا يرضي كثيراً من الأطراف، داخلياً وخارجياً، ولا يمكن في الوقت ذاته إغفال ضعف إمكانات الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات العامة، وتقصير الحكومة في التواصل مع جميع الطوائف والأقليات". أخبار التحديثات الحية عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق بدوره، يؤكد أنس فوال، وهو من سكان دمشق، أن "هذه التفجيرات تذكرنا بأن التعافي من آثار الحرب لا يزال بعيداً، وأن مكافحة التطرف يجب أن تشمل الجانب الفكري مع الأمني، وأن يتم العمل على خطاب ديني وسطي، فالخطاب المتطرف والمتشدد بات ظاهراً لدى جميع الطوائف في سورية، وهذا أمر يخلف مخاطر كبيرة على المجتمع الذي لم يتعاف بعد من سنوات الحرب". من جانبها، ترى عبير غندور، وهي من سكان حي القدم بدمشق، أن "هناك إجماعاً كبيراً بين السورين على إدانة هذه التفجيرات، كونها محاولة واضحة لجرنا من جديد إلى دائرة العنف، واستهداف الإخوة. هدفهم إظهار المجتمع السوري متشدداً، أو غير قادر على التعايش، وهذا أمر بعيد عن الواقع". وبعد ساعات من وقوع التفجير، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، في مؤتمر صحافي، أن "أمن دور العبادة خط أحمر، وسورية اليوم أقوى من أي وقت مضى، ولن تسمح بأي تهديد".


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
سورية مستنفرة بعد تفجير كنيسة مار إلياس
لم تتأخر الحكومة السورية في اتهام تنظيم داعش بالوقوف وراء تفجير كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بالعاصمة دمشق، أول من أمس الأحد، وسط ارتفاع عدد الضحايا إلى 25 قتيلاً و63 جريحاً، وتوالي الإدانات الدولية والعربية، فيما توعد الرئيس السوري أحمد الشرع أمس باستنفار الأجهزة الأمنية المختصة، لضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل. وخيّمت الصدمة على السوريين، لا سيما في دمشق جرّاء هذا التفجير. وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية تنظيم داعش عن التفجير الأول من نوعه في دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وأوضح المتحدّث باسم الوزارة، نور الدين البابا، في مؤتمر صحافي أول من أمس، أن منفّذ الهجوم هو انتحاري دخل الكنيسة وفجّر نفسه بعد إطلاق النار، بيد أنه أشار إلى أن "فلول النظام البائد لديهم مصلحة في إشاعة الفوضى في سورية، إضافة إلى تنظيم داعش الإرهابي"، قبل أن يشير البابا مساء أمس إلى أن "عملية أمنية نوعية، بالتعاون مع جهاز المخابرات العامة، استهدفت عدداً من أوكار تنظيم داعش في دمشق وريفها، من بينها وكر المجموعة المتورطة في الاعتداء الإجرامي على كنيسة مار إلياس". وأعلنت وزارة الصحة، أمس الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس إلى 25 قتيلاً، و63 مصاباً. وعززت وزارة الداخلية، أمس الاثنين، من إجراءات الحماية حول الكنائس في العاصمة والأحياء التي يقطنها مسيحيون (القصاع، باب توما، باب شرقي). استنفار قبل تفجير كنيسة مار إلياس وكان "العربي الجديد" رصد الأحد الماضي، قبيل ساعات من وقوع تفجير كنيسة مار إلياس حالة استنفار لقوات الأمن العام بمعظم شوارع دمشق وتكثيف عدد الدوريات على نحو يتجاوز الوضع الطبيعي، ما يمكن تفسيره بأنها قد تكون تلقت معلومات من جهات خارجية عن عملية إرهابية وشيكة، كما قد يفسر هذا الاستنفار الذي سبق الاعتداء مسارعة الحكومة إلى توجيه الاتهام لتنظيم داعش. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس الاثنين، أن وزير الداخلية أنس خطاب عقد اجتماعاً مع رئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة "للوقوف على آخر مجريات التحقيقات المتعلقة بالتفجير الإرهابي في كنيسة مار إلياس بدمشق". بدوره، قال الرئيس السوري، في بيان، إن "هذه الجريمة البشعة التي استهدفت الأبرياء الآمنين في دور عبادتهم تذكرنا بأهمية التكاتف والوحدة، حكومة وشعباً، في مواجهة كل ما يهدد أمننا واستقرار وطننا"، مضيفاً: "نقف اليوم جميعاً صفاً واحداً، رافضين الظلم والإجرام بكل أشكاله، ونعاهد المكلومين بأننا سنواصل الليل بالنهار، مستنفرين كامل أجهزتنا الأمنية المختصة، لضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة النكراء، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل". وجاء تفجير كنيسة مار إلياس بعد سلسلة من العمليات التي قامت بها وزارة الداخلية السورية ضد خلايا لتنظيم داعش في عدة مناطق سورية، لعل أبرزها التي أفضت في شهر مايو/أيار الماضي لإلقاء القبض على عدة خلايا في بلدات الكسوة، ودير خبية، والمقيليبة وزاكية، جنوب دمشق. كما تعاملت الوزارة مع خلايا في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الشهر الماضي، في عملية أدت الى مقتل عنصر من جهاز الأمن العام بعد تفجير أحد عناصر التنظيم نفسه. وأعلنت الإدارة في ديسمبر 2024 تقويض مخطط للتنظيم لتفجير مقام السيدة زينب جنوب دمشق. وكان "داعش" قد حذّر، الشهر الماضي، الحكومة السورية من مغبة الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده أميركا. وحذّرت واشنطن أكثر من مرة من هجمات محتملة في سورية، تشمل مراكز التسوق والفنادق، ومواقع يرتادها السياح، والمناطق التي تتجمع فيها الحشود الكبيرة. وكانت المرة الأخيرة في بيان لوزارة الخارجية الأميركية في 18 إبريل/نيسان الماضي، أعلنت فيه أنه "لا ينبغي اعتبار أي جزء من سورية بمأمن من العنف". قضايا وناس التحديثات الحية شقيقان حاولا منع تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق وبعد يوم على تفجير كنيسة مار إلياس اتضح أن من بين الأشخاص الذين قضوا فيه المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية المهندس جرجس بشارة، والمهندس معن كوسا العامل في المؤسسة نفسها. وقالت الصحافية رانيا مصطفى، التي كانت تعمل سابقاً في المؤسسة قبل استقالتها منها في العام 2020، لـ"العربي الجديد"، إن بشارة حاول إخراج المسلح الذي فتح باب الكنيسة، لكنه فجر نفسه، بحزام ناسف، ما أدى إلى مقتله وستة آخرين من عائلته. وفي تسجيل مصور، روت زوجة جرجس بشارة كيف تمت العملية، موضحة أن الإرهابي دخل من باب الكنيسة حيث كان الحضور يشارك في جنازة خالتهم التي توفيت في لبنان، فلاحظه جرجس وشقيقه بطرس اللذين حاولا إخراجه من المكان خشية أن يلحق أي أذى بالحضور، لكنه بادر لإخراج قنبلة كانت معه، فتمكن بطرس من ركلها بعيداً ولم تنفجر، ثم حاولا السيطرة عليه، لكنه فجر حزاماً ناسفاً. معلومات دفعت لاتهام "داعش" ورأى الباحث السياسي سعد الشارع، في حديث مع "العربي الجديد"، أن هناك معطيات ومعلومات استخباراتية دفعت الحكومة السورية لتوجيه الاتهام إلى تنظيم داعش على الفور، موضحاً أن التحقيق لم يكتمل بشكل كامل، ولكن شكل التفجير واستهداف أماكن دينية ومدنيين يشبه أسلوب التنظيم في تنفيذ الهجمات. وتابع: لم تستطع القوى الكبرى في العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، القضاء على التنظيم بشكل كامل فهو يتحرك بعقلية المجموعات، ما يجعله تهديداً أمنياً في سورية والعراق. وأشار إلى أن التنظيم "مخترق من عدة جهات لذا تستطيع توجيه حركته، وهو ما يزيد من خطورته"، مشيراً إلى أن الإدارة السورية الجديدة أفشلت الكثير من مخططات التنظيم في الآونة الأخيرة. وأعرب الخبير في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، في حديث مع "العربي الجديد"، عن اعتقاده أن لدى "داعش" القدرة على تنفيذ التفجير الذي ضرب كنيسة في حي الدويلعة على أطراف دمشق. وأشار إلى أنّ هذا التفجير أسهل ما يكون لدى التنظيم، ولكن أعتقد أن الأولوية لدى التنظيم إعادة الهيكلة وتثبيت نفسه في البادية السورية والأرياف والتمدد في المدن، ومن ثم لديه خطة أكثر بعداً للاستقطاب والتجنيد. وأشار إلى أن التنظيم نفذ أكثر من 600 عملية في سورية قبل إسقاط نظام الأسد، عندما كانت جهود محاربة الإرهاب في أوجها من قبل جميع الأطراف. وشكك أبو هنية في مسؤولية التنظيم عن تفجير كنيسة مار إلياس بالدويلعة، مشيراً إلى أنه لم يعلن حتى الساعة (حتى مساء أمس) عن وقوفه خلفها، ومضيفاً أن "الاحتمالات مفتوحة حول الجهات التي يمكن أن تكون وراء العملية. ه ذه العمليات سهلة لدى التنظيم، ولكن كما أسلفت لا أعتقد أنها أولوية لديه". ويُعتقد أن للتنظيم خلايا نشطة وأخرى كامنة، في عدة مناطق سورية، سيما البادية المرتبطة جغرافياً بصحراء الأنبار العراقية، والتي تحولت إلى معقل بارز في سورية له بعد القضاء عليه في المدن والبلدات بشكل كامل مطلع 2019. لكن التنظيم كما يبدو لم يعد يملك الموارد المالية والبشرية للسيطرة على مناطق جغرافية، سواء في سورية أو العراق، لذا يعتمد على عمليات خاطفة بين وقت وآخر مستغلاً ثغرات أمنية، تحدث صدى واسعاً. جهات إقليمية تدير "داعش" من جهته، رأى الخبير العسكري والأمني العميد عبد الله الأسعد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن هناك جهات إقليمية "تشغّل وتدير تنظيم داعش، ترسل إرهابيين إلى سورية لضرب الاستقرار". وبين أنه "ما يزال هناك حتى اللحظة خلايا متطرفة تنتمي إلى داعش في سورية، وخاصة في المناطق التي كانت تسيطر عليها المليشيات الإيرانية قبل الثامن من ديسمبر الماضي، وخاصة في البادية". وتابع: مطلوب من الإدارة السورية الجديدة الحرص الأمني، والدقة والحذر وتدريب العناصر في جهاز الأمن العام، تدريباً عالي المستوى، ليصبحوا قادرين على التعامل مع خطر عناصر التنظيم. كما دعا الأسعد إلى فرض حراسة مشددة على أماكن العبادة، وخاصة أثناء تأدية الصلوات، مضيفاً: يجب وضع عناصر ذوي خبرة لحراسة هذه الأماكن، فمعرفة الإرهابيين وتمييزهم يحتاج إلى فراسة ومهارة عالية، وتدريب استخباراتي. وسارعت العديد من الدول العربية والغربية لإدانة التفجير. وجددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، موقف الدوحة "الثابت من رفض العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع والأسباب"، مؤكدة تضامنها التام مع الحكومة السورية في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار. بدورها شددت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه. كما دان التفجير لبنان والعراق والأردن والسعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بيان: " لن نسمح باستدراج سورية مجدداً إلى بيئة غير مستقرة بواسطة تنظيمات إرهابية تابعة للغير، وسنستمر بدعم الحكومة السورية في مساعيها لمكافحة الإرهاب". وفيما حث المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسن، في بيان أول من أمس، على إجراء تحقيق شامل واتخاذ الإجراءات اللازمة، فقد طالب جميع الأطراف بـ"الاتحاد في رفض الإرهاب، والتطرف، والتحريض، واستهداف أي مكون في سورية". وكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توم برّاك على منصة إكس أن "هذه الأعمال الجبانة الرهيبة لا مكان لها في مجتمع التسامح والتعدد الجديد الذي ينسجه السوريون"، مضيفاً: "سنواصل دعم الحكومة السورية في نضالها ضد من يسعون إلى زرع عدم الاستقرار والخوف في بلدانهم والمنطقة برمتها". ودانت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، "الاعتداء الإرهابي المشين"، مذكرة "بالتزامها من أجل عملية انتقالية في سورية تتيح للسوريين والسوريات، مهما كانت ديانتهم، العيش بسلام وأمن في سورية حرة وتعددية ومزدهرة ومستقرة وسيدة". كما دانت التفجير اليونان وإسبانيا. تقارير عربية التحديثات الحية "داعش" في سورية... محاولة خروج من المخبأ