
لماذا توقفت في موقع الميزان عن تغطية مسلسل معاوية؟
منذ عام 2019 وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تغب عني في موقع 'الميزان' أيّ دراما تاريخية عُرضت، فقد كنت أتابعها عن كثب، مُقدِّمًا تقارير يومية أو أسبوعية، بغض النظر عن مستواها الفني، مقتصرًا في تغطيتي على الزاوية التاريخية فقط.
أُدرك جيدًا أن الدراما لا تلتزم بحرفيّة التاريخ، وكثيرةٌ هي الأعمال التاريخية التي وقعت في أخطاء فادحة، ومع ذلك تابعتها، لا لشيء سوى أن لها صدى واسعًا وجمهورًا متابعًا، وكان لزامًا عليّ تسليط الضوء على الجوانب التاريخية فيها، حرصًا على نشر المعلومة الصحيحة، لكن مسلسل 'معاوية' لم يندرج ضمن هذه الفئة، إذ لم يحظَ بتلك الأجواء التي تستدعي التغطية والمواكبة.
لماذا توقفنا عن تغطية مسلسل معاوية ؟
تتباين الآراء حول الغاية من الدراما؛ فهناك من يراها رسالةً تحمل مضامين ثقافية وتوعوية، وآخرون يرونها محض ترفيه، فيما يعتبرها فريق ثالث مجرد صناعة تهدف للربح، وبصرف النظر عن صوابية أيٍّ من هذه الرؤى، فإن مسلسل 'معاوية' لم يحمل في طيّاته أيًّا من هذه الأبعاد، مما جعل تغطيته أمرًا بالغ الصعوبة.
في الأعمال الفنية، لا سيما التاريخية منها، تجد نفسك مأخوذًا بعناصرها المختلفة، فإن لم يرقَ لك الإخراج، فربما يجذبك الأداء التمثيلي، وإن لم يستهوِك التمثيل، فقد يشدك الحوار، وإن خذلك الجميع، فستجد في الموسيقى بعض العزاء.
لكن مسلسل 'معاوية' حتى اللحظة لم يقدّم أيًّا من هذه المتع؛ فالأداء التمثيلي يفتقر إلى الإتقان باستثناء حالات نادرة (طبعًا بطل المسلسل ليس فيها) والحوار لم يحمل ما يشدّ الانتباه، أما الإخراج، فلستُ ضليعًا في نقده، لكنه لم يمنحني الدافع للاستمرار في المشاهدة، وذلك في حد ذاته أول سبب لصرف النظر عنه.
أما ثاني الأسباب التي تحول دون متابعتي للمسلسل، فهو افتقاده 'للروح'، لا أرغب في مقارنة عمل فني بآخر، لكن حتى الحلقة الثامنة، لم أتمكن بعدُ من تحديد الهوية الزمنية التي ينتمي إليها المسلسل؛ فديكوراته، وأسلوب التمثيل، والحوار لا تعكس إطارًا زمنيًا واضحًا، في مشاهد المدينة المنورة، يُخيَّل إليّ أنني أمام تصوّر منقول بتصرّف عن ديكورات مسلسل 'الزير سالم'، الذي تدور أحداثه في العصر الجاهلي، بينما في مشاهد دمشق، يراودني الإحساس بأنني أتنقل بين أروقة 'الأندلس'، لا بين أجواء عهد الدولة الراشدة، ولا حتى ملامح العصر الأموي، الذي لم يظهر بعد في الأحداث.
أما ثالث الأسباب التي دفعتني إلى العزوف عن متابعة المسلسل، فهو الرسالة التي يحملها، والتي حتى الآن غير واضحة أصلاً، فلا شك أن فكرة 'معاوية' تحمل جاذبية كبيرة، فهو يتناول شخصية مثيرة للجدل في حقبة تاريخية شديدة التعقيد، لكن حتى الآن، يبدو أن العمل قد فقد بوصلته، نتيجة قفزاته الزمنية المتسارعة وضعف الحوار والسيناريو، مما جعله يفتقر إلى الاتجاه الواضح الذي كان ينبغي أن يتبعه.
وربما يعود هذا إلى النهج الذي أعلنه خالد صلاح بقوله: «في 'معاوية'، لم نكتب التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم، لم نبحث عن الحقيقة في صياغاتها الجامدة، بل حاولنا أن نرى الإنسان خلف السياسة، وأن نعيد قراءة القصة بعيدًا عن صخب الروايات المتضادة»، بالتالي من هذا النص نعرف أن المسلسل لا هوية له.
رابع الأسباب، الأخطاء التاريخية الفجة التي من المرشح أن تزيد بعد سلسلة من الأخطاء البديهية التي وقع فيها العمل، فجميعها تجعلنا نسأل لماذا وقع المسلسل بهذه الميزانية الضخمة في مثل هذه الأخطاء الغريبة والعجيبة.
أما خامس الأسباب، وهو الأخير، فهو المنشور الذي كتبه كاتب المسلسل، الصحفي خالد صلاح، وليته صمت، فقد احتوى منشوره على كمٍّ من المغالطات التاريخية والمنطقية، ما يثير التساؤل حول مصداقية العمل الدرامي نفسه، ويجعلنا نتوقع أن تكون الأخطاء فيه بحجم الهفوات التي وردت في المنشور.
على سبيل المثال، استعرض خالد صلاح في منشوره التحولات الكبرى التي طرأت على حياة معاوية بن أبي سفيان بأسلوب صحفي مقبول، فتحدث عن نشأته في بيت يعج بالعظمة من جهة الأب والأم، قبل أن تنقلب الأمور فجأة مع ظهور الإسلام، إذ هاجرت أخته إلى الحبشة مع زوجها، وقُتل جده وخاله وعم أمه في غزوة أحد، ثم دخلت أمه الإسلام لاحقًا.
لكن المدهش أن هذه التفاصيل لم تظهر في المسلسل على الإطلاق، فقد كانت السرعة والتجاوز عنوان السيناريو، فتم اختزال غزوتي بدر وأحد، ولم يُقدم أي مشهد يعكس هذه التحولات الجوهرية. بل إن الكاتب وقع في خطأ عندما تحدث عن أخت معاوية بطريقة غير دقيقة.
وإذا قارنا بين محتوى المنشور وما عُرض في المسلسل، سنجد ليس فقط تناقضًا واضحًا يجسد الفجوة بين ما كُتب نظريًا وما تُرجم إلى مشاهد درامية.
في الختام
فإن ميزانية مسلسل معاوية أكبر من تأثيره، وتأثيره أقل بمراحل من انتشاره، وما في المسلسل أقل بقليل من من الجدل والصخب الذي صاحب الإعلان عنه، وعليه فمن الصعب تغطيته بشكل بحثي احترافي.
'دراما أم أخطاء؟' 5 اختزالات في الحلقة الأولى من مسلسل معاوية وقراءة لمشهد غزوة أُحُد
لهذه الأسباب وقعت الحلقة الثانية من مسلسل معاوية في أخطاء
الحلقة الثالثة من مسلسل معاوية 'مشاهد تبدو خاطئة تاريخيًا لكنها صحيحة'
'الحلقة الرابعة من معاوية' أخطاء في مشاهد قصر الخضراء وإجادة بمعارك قيسارية
'مسلسل معاوية الحلقة 5' التاريخ بعين طائفية
'الحلقتين 6 و7 من مسلسل معاوية' هذه قصة إهانة زوجته له وتأسيس الأسطول
الكاتب وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 2 أيام
- مصرس
سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة
تحدث الفنان السورى سامر المصرى عن مشاركته فى مسلسل «آسر»، الذى ُعرض مؤخرًا، وتصدر منصات التواصل الاجتماعى، وقال إنها جاءت بدافع عدة أسباب، أبرزها السيناريو المميز الذى جذبه منذ البداية، إلى جانب وجود نخبة من النجوم، على رأسهم باسل خياط. وأوضح أنه استعد لتجسيد شخصيته من خلال قراءة النص أكثر من مرة لفهم بيئة الشخصية وخلفيتها النفسية والاجتماعية بعمق. وكشف سامر المصرى، فى حواره ل«المصرى اليوم»، عن تفاصيل مشاركته فى رمضان الماضى بمسلسل «معاوية» وتجسيده شخصية عمر بن الخطاب، مشيرًا إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التى يقدم فيها شخصية تاريخية، إذ سبق وأن جسد دور خالد بن الوليد.وتابع أن التحضير لشخصية «عمر» تطلب مجهودًا خاصًا، إذ كثف من قراءاته، واطلع على عدد من الكتب المهمة، منها «سيرة عمر بن الخطاب» لابن الجوزى، وتاريخ الطبرى، وابن كثير... وإلى نص الحوار:الفنان السورى سامر المصرى■ بداية.. ما الذى دفعك للمشاركة فى مسلسل «آسر»؟- هناك عدة أسباب دفعتنى للمشاركة فى هذا العمل، أولها أن السيناريو جذبنى بشدة لما يحتويه من صراعات إنسانية حقيقية وعميقة، كما أن وجود نخبة من النجوم الكبار مثل باسل خياط، وخالد القيش، وباميلا الكيك، كان عاملًا محفزًا إضافيًا. فالمشاركة فى عمل يضم هذه الأسماء تُعد فرصة مهمة لأى فنان. إلى جانب ذلك، فإن الإنتاج السخى الذى حظى به المسلسل أضفى عليه قيمة فنية كبيرة.■ حدثنا عن كواليس تجهيزك لشخصية «عزت كماشة» المعقدة؟- شخصية «عزت» تُعد من الشخصيات المركبة للغاية، فهى تجمع بين القسوة والوجع الداخلى فى آنٍ واحد. قرأت النص أكثر من مرة لمحاولة فهم بيئة الشخصية وخلفيتها النفسية والاجتماعية بشكل أعمق، كما حرصت على عقد جلسات مطولة مع الكاتب والمخرج لمناقشة كل تفصيلة تخص الشخصية، بدءًا من نبرة الصوت وحتى لغة الجسد، لأننى أؤمن أن التفاصيل الدقيقة هى ما يصنع الفارق الحقيقى ويجعل الأداء أكثر إقناعًا للمشاهد.■ ما أبرز التحديات التى واجهتك أثناء تجسيد «عزت»؟- أكبر تحدٍ كان فى تقديم شخصية الشر بطريقة إنسانية دون مبالغة أو تحويلها إلى كاريكاتير. «عزت» شخصية قاسية ومؤلمة فى الوقت نفسه، وكان من الضرورى الحفاظ على توازن دقيق بين الانفعال والكتمان، وبين الغضب والألم الداخلى. التحدى الأكبر كان فى جعل المشاهد يتعاطف مع شخصية مؤذية، من خلال إبراز عمق جرحها الداخلى، حتى يرى الإنسان وراء القسوة.■ هل شعرت بتعاطف شخصى مع «عزت»؟الفنان السورى سامر المصرى- نعم، تعاطفت معه جدًا. لا يوجد شر مطلق فى الحياة، الإنسان ابن بيئته وتجربته، ولو وُضع «عزت» فى ظروف مختلفة، ربما كان ليصبح إنسانًا آخر. فهو ضحية مجتمع قاسٍ لم يحتويه، وأنا أؤمن أن كل شخصية، حتى الشريرة، تحمل بعدًا إنسانيًا يستحق الفهم.■ العمل يتناول موضوعات مثل الحب والصداقة والخيانة.. ما الرسالة التى شعرت بها؟- الرسالة الأساسية تتمحور حول هشاشة العلاقات الإنسانية، وكيف أن لحظة واحدة من الخيانة قد تغيّر كل شيء. فالخيانة لا تدمر علاقة فقط، بل تترك أثرًا فى النفس والروح. العمل يدعو للتأمل فى النوايا والقرارات، لأنه ليس كل ما يبدو فى ظاهره بسيطًا.■ «آسر» عمل معرب مقتبس عن مسلسل تركى شهير يحمل اسم «إيزيل».. كيف ترى فكرة الاقتباس؟مشهد من مسلسل «معاوية»- لا مانع لدى من الاقتباس طالما أنه يتم بذكاء ويُحترم فيه خصوصية البيئة الجديدة، ولا يجب أن يكون مجرد نقل حرفى، بل إعادة صياغة تناسب ثقافتنا وقيمنا. النجاح فى بلد معين لا يعنى أن العمل سينجح لدينا بالشكل نفسه إلا إذا تمت معالجته بوعى.■ وماذا عن كواليس التعاون مع فريق العمل فى «آسر»؟- التجربة كانت ممتعة جدًا. باسل خياط فنان ملتزم وذكى، وباميلا الكيك لديها طاقة تمثيلية قوية، أما خالد القيش فهو صديق قديم، والتفاهم بيننا كان كبيرًا. أجواء التصوير كانت إيجابية، وهذا انعكس بشكل واضح على أداء كل منا.■ بالعودة إلى مسلسل «معاوية».. كيف كانت استعداداتك لتجسيد شخصية «عمر بن الخطاب»؟- هذه لم تكن المرة الأولى التى أجسد فيها شخصية تاريخية، فقد سبق أن قدمت دور خالد بن الوليد، وبالطبع كان التحضير لتجسيد شخصية عمر بن الخطاب تحديًا كبيرًا. شعرت بمسؤولية عظيمة منذ اللحظة الأولى، وكنت حريصًا على أن أقدّمه بطريقة تليق بمكانته العظيمة. ركزت بشكل خاص على فهم شخصيته من الداخل، طريقة تفكيره، وقوة إيمانه، لأتمكن من تجسيده بشكل صادق ومؤثر.■ ما هى أبرز المراجع التى استعنت بها فى التحضير لتقديم هذه الشخصية؟مشهد من مسلسل «آسر»- بطبيعتى أحب القراءة، خصوصًا فى مجالى التاريخ والدين، وعندى خلفية جيدة عن المرحلة التى تنتمى إليها الشخصية. لم أبدأ الاطلاع عندما عُرض عليّ الدور فقط، بل كنت على معرفة سابقة بهذا العصر، وهذا ساعدنى كثيرًا فى فهم الشخصية بشكل أعمق. لكن بالتأكيد، مع بدء التحضير، زادت قراءاتى بشكل مكثف، واطلعت على عدد من الكتب المهمة، مثل «سيرة عمر بن الخطاب» لابن الجوزى، وتاريخ الطبرى، وابن كثير، وغيرها من المصادر التى ألقت الضوء على حياة الخليفة وشخصيته.■ إلى أى مدى استغرق منك التحضير للشكل الخارجى والأداء الفنى للدخول فى عمق الشخصية؟- من ناحية الشكل والأداء، استغرق التحضير وقتًا طويلًا، بلغ نحو ثلاثة أشهر من التدريب المكثف، والتحضيرات المستمرة، وتغييرات فى المظهر وطريقة التحدث، حتى وصلت إلى مرحلة شعرت فيها أننى أعيش الشخصية بكل تفاصيلها.■ البعض يرى أن تجسيد شخصيات الخلفاء الراشدين فى الأعمال الفنية أمر مثير للجدل.. ما رأيك فى هذه الانتقادات؟- أفهم هذه الانتقادات وأحترمها، لكننى أؤمن بأن الفن، إذا قُدّم باحترام وصدق وأمانة، يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لنقل القيم والتاريخ إلى الناس، خصوصًا للجيل الجديد الذى قد لا يُقبل كثيرًا على القراءة، لكنه يتأثر بشكل كبير بما يراه على الشاشة.■ كان الأزهر يرفض فى السابق تقديم الخلفاء الراشدين فى الدراما.. لكنه اليوم أجاز ذلك.. فهل يُعدّ هذا التحوّل خطوة فى إطار تجديد الخطاب الدينى؟- نعم، أرى فى ذلك نوعًا من التجديد والتطور فى فهم أهمية الوسائل الحديثة. فعندما تُفتح الأبواب لمثل هذه الأعمال، فإن ذلك يدل على وعى بأهمية مخاطبة الناس بلغتهم وأدوات عصرهم، ما دام العمل لا يخرج عن إطار احترام الدين والتاريخ.■ هل كان سيناريو المسلسل لتقديم عمر بن الخطاب مطابقًا للأحداث التاريخية.. أم أنه تضمن بعض الإضافات الدرامية؟- اعتمد السيناريو بشكل كبير على المصادر التاريخية الموثوقة، مع بعض الإضافات الدرامية البسيطة التى تهدف إلى ربط الأحداث وجعل القصة أكثر تماسكًا، ومع ذلك، فإن جوهر الأحداث ظل محافظًا على أصله دون تغيير.■ ما هى أبرز الصعوبات التى واجهتها فى شخصية عمر بن الخطاب؟- تمثلت الصعوبة الأكبر فى الإحساس بثقل المسؤولية. فعمر بن الخطاب شخصية عظيمة، وتجسيدها يتطلب دقة عالية وتوازنًا دقيقًا بين القوة والرحمة، وبين العدل والإنسانية. كما أن الحفاظ على مصداقية الأداء كان تحديًا كبيرًا فى حد ذاته.■ من وجهة نظرك.. هل غياب الدراما التاريخية أثّر على أفكار الأجيال الجديدة؟- نعم، إن غياب هذا النوع من الدراما أحدث فراغًا كبيرًا، وفتح المجال أمام ثقافات وأفكار أخرى أثّرت فى الجيل الجديد. ومن الضرورى أن نُعيد تقديم تاريخنا بأسلوب جميل وقريب من وجدانهم، حتى لا يبتعدوا عن جذورهم وهويتهم.■ هل تتوقع عودة الدراما السورية إلى مكانتها السابقة؟- شخصيًا متفائل جدًا، رغم التحديات الصعبة التى مرت بها. يبقى الفنان السورى مبدعًا، والدراما السورية تحظى بجمهور واسع فى جميع أنحاء الوطن العربى، ومع عودة الاستقرار والدعم الذى تشهده بلدى سوريا، أثق أنها ستعود أقوى من قبل.■ هل هناك شخصية تاريخية تتمنى تجسيدها؟- نعم، لطالما حلمت بتقديم شخصية ياسر عرفات، فهو من أغنى الشخصيات العربية دراميًا، وحياته مليئة بالأحداث التى تهم جميع الشعوب العربية. وقد طُلب منى سابقًا تجسيد شخصية جمال عبد الناصر، لكننى اعتذرت لأن الشخصية قد تم تقديمها كثيرًا، ولم أجد فى النص الجديد ما يضيف زاوية مختلفة.■ شاركت أيضًا فى الموسم الرمضانى الماضى بمسلسل «تحت الأرض».. حدثنا عن تجربتك فى هذا العمل؟- فى مسلسل «تحت الأرض»، قدمت شخصية مختلفة تمامًا عن شخصية عمر بن الخطاب، إذ اتسمت بالغموض والتعقيد. كانت تجربة مميزة، استمتعت خلالها بتجسيد دور يحمل أبعادًا نفسية واجتماعية عميقة، ضمن إطار البيئة الشامية، ولكن بطابع مختلف تمامًا عن أعمال البيئة الشامية التى شاركت فيها سابقًا.


المصري اليوم
منذ 4 أيام
- المصري اليوم
مهرجان المسرح العالمي يسدل الستار على دورته الرابعة
أسدل المهرجان المسرحى العالمى، أمس الأول، الستار على دورته الرابعة التى حملت اسم النجمة الكبيرة سوسن بدر، وانطلقت فى الفترة من ١١ وحتى ١٧ مايو الجارى على مسرح قصر ثقافة الأنفوشى، ونظمه المعهد العالى للفنون المسرحية بالإسكندرية، وتحت رعاية الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، ورئيس المهرجان الدكتور أحمد عبد العزيز، وكيل المعهد العالى للفنون المسرحية، وإدارة النجمة ليلى علوى، الرئيس الشرفى للمهرجان. شهدت الدورة الرابعة عددًا من الفعاليات المتنوعة منذ انطلاقها، وتنوعت بين العروض المسرحية والماستر كلاس، قدمها عدد من النجوم وصناع الفن، من بينهم الفنانة منال سلامة، والمخرج محمد النقلى، والفنانان محمد جمعة، وإبراهيم السمان، والدكتور علاء قوقة، والمخرج رؤوف عبد العزيز. تنافست فى الدورة عشرة عروض مسرحية على جوائز المهرجان، منها: «قبل أن تبرد القهوة»، «المؤسسة»، «can't pay won't pay»، «القفص»، «جريمة فى قطار الشرق السريع»، «إنهم يقتلون الجياد.. أليس كذلك؟»، «الأولاد الطيبون يستحقون العطف»، «اللعبة»، «الجلف»، و«كوازيموديو والساحر». كما شهدت الفعاليات تقديم عدد من الماستر كلاس، منها ما قدمه الفنان الدكتور علاء قوقة تحت عنوان «فن التمثيل الصامت»، حيث طالب بضرورة تخصيص مهرجان كامل لهذا النوع المهم من الفن، مشيرًا إلى أن الاهتمام به ضعيف رغم وجود مهرجانات كبيرة له فى دول عديدة حول العالم، وموضحًا الفرق بين المايم والبانتومايم، واستعرض حركات مهمة مثل المشى فى المكان، وصعود السلم، وتسلم الحبل. أيضًا قدم المخرج رؤوف عبد العزيز ماستر كلاس بعنوان «تناغم الأداء التمثيلى أمام الكاميرا»، مؤكّدًا أهمية معرفة الفنان بنوعية الكاميرات وطرق التصوير والتقنيات المستخدمة، مما يصنع التناغم بين الفنان والكاميرا، ويُبرز العمل بشكل مميز، مشددًا على ضرورة تطوير المناهج الدراسية بالمعاهد الفنية لتقليل الفجوة بين سوق العمل والدراسة الأكاديمية. واستشهد المخرج بالنجم الراحل نور الشريف، الذى كان يهتم كثيرًا بتفاصيل التصوير ويأتى قبل العمل بوقت كافٍ لمعرفة كافة التفاصيل ونقلات الكاميرا، مما ساعده على تقديم أعمال خالدة وتفاهم عميق بين الرؤية الإخراجية والممثل، مستشهدًا بالتعاون بين المخرج الراحل عاطف الطيب والفنان الراحل أحمد ذكى فى فيلمى «الهروب» و«البرىء»، واللذين شكلا علامة بارزة فى تاريخ السينما المصرية. ومن جانبها، قدمت الفنانة منال سلامة ماستر كلاس تحدثت فيه عن بداية قصتها مع الفن، والتى بدأت من خلال والدها المخرج سلامة حسن، الشهير بـ«عملاق الثقافة الجماهيرية» لكثرة أعماله، وأوضحت أن بدايتها الفعلية كانت مصادفة أثناء حضورها بروفة عرض مسرحى، حيث اعتذرت إحدى الفنانات وطلب منها المخرج عمل بروفة على الدور، وقد نجحت فى تقديمه، فتلقت بعدها دعوة للالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وتم ترشيحها من إحدى الفنانات إلى الراحل حمدى غيث لتقديم مسرحية «الزير سالم»، ثم بدأت مرحلة جديدة مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ الذى طلب وجوهًا جديدة، فكانت بداية مشوارها الحقيقى فى بطولة مسلسل «شارع المواردي»، وتوالت عليها بعد ذلك أعمال مثل «ليالى الحلمية» و«لن أعيش فى جلباب أبى». وطالبت الفنانة منال سلامة الشباب بعدم اليأس، مشددة على أن مهنة الفن من أرقى وأعظم المهن، مستشهدة بأن الله اختص بعض الناس بالموهبة دون غيرهم، لكنها أشارت إلى أن عالم الاحتراف أصبح موحشًا ويتضمن تجارة وصناعة، لذا يجب أن يكون الشباب متمكنين من أدواتهم الفنية، ويتعلمون جميع المهارات المرتبطة بالفن من إضاءة ومونتاج وتصوير، ليكونوا على دراية كاملة، ولكن دون التدخل فى أعمال الآخرين. كما أشارت إلى أن أبناء النجوم مظلومون بسبب نظرة البعض إليهم باعتبارهم دخلوا الفن بالواسطة، مؤكدة أن الأمر مشابه لأى مهنة أخرى، حيث يعمل كثير من أبناء الأطباء والمحامين فى نفس المهنة. وأكد الفنان محمد جمعة خلال الماستر كلاس الذى قدمه على أهمية إدراك الجميع أن العمل فى الفن مفتوح لكل الآراء ولكل شخص طريقته الخاصة، والمهم هو الناتج الذى يميز شخصًا عن آخر، موضحًا أنه لا يوجد طريق خاطئ فى العمل، بل هناك أساليب مختلفة مثل الحفظ مع زميل أو مع النفس، أو فى موقع التصوير، وكل شخص يفضل طريقته الخاصة، لكن المنتج النهائى هو الأهم. وأشاد بفنانى الإسكندرية خاصة الشباب، واصفًا الإسكندرية أنها منجم ذهب للفن، قائلاً إنه عندما التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية فى القاهرة لم يكن هناك فروع فى المعهد إلا بالقاهرة، لذا كان معظم المتقدمين من الإسكندرية، وكانت فرص التقدم من الأقاليم ضعيفة حتى تم فتح المعهد العالى فى الإسكندرية، وهذا ما اعتبره يدل على قوة الفن فى المحافظة. وشدد الفنان محمد جمعة على أن الفرص فى صناعة الفن حاليًا جيدة خاصة مع تطور التكنولوجيا ووجود الموبايل الذى يعتبرُ كنزًا للفنان لأن من خلاله يستطيع عمل فيلم كامل لدرجة أنه حاليًا يوجد مهرجانات للموبايل، وهذا يعنى أن الإمكانيات لم تعد العائق أمام الفنانين ولكن يجب السعى وعدم التوقف بأى إمكانيات ليقدم الشاب المنتج الخاص به، وأنه إذا عمل بإخلاص فمن المؤكد أنه سيصل وعليه الصبر والعمل المتواصل. وتحت عنوان «كيف تدار الموهبة» استهل الفنان إبراهيم السمان لقائه بالإشارة إلى أنه من أحد أبناء المحافظة، والتى انطلق منها إلى عالم الفن، لافتًا أن من الضرورة فى البداية تحديد الموهبة وتطويرها، مؤكدًا على كيف يعرض الفنان نفسه فى عالم تجارة الفن، لافتًا أن هذا ليس تقليلًا من نفسه وأنه حينما يذهب على عمل «كاستنج» يجب دراسة المشهد جيدًا، ومن المخرج، وكل تفاصيل العمل، وذلك احترامًا لنفسه وموهبته، محذرًا الشباب من الإحباط والخوف من الفشل ولكن على الشباب الاجتهاد فقط. وفى ختام الدورة الرابعة، أعلنت إدارة المهرجان الجوائز والتى جاءت كالتالى: اقتنص العرض المسرحى «الأولاد الطيبون يستحقون العطف» النصيب الأكبر للأفضل من جوائز المهرجان فى عدة فروع، حيث نال عرض «الأولاد الطيبون يستحقون العطف» أفضل عرض، وكذلك أفضل إخراج لمحمد أيمن، وفى جوائز التمثيل حصد أفضل ممثل دور أول عبد الرحمن مصطفى، وكذلك أفضل ممثل دور ثانى مناصفة التى ذهبت إلى أحمد عونى، وكذلك أفضل بوستر دعائى ذهبت إلى مينا صلاح، عن نفس العرض، بالإضافة إلى حصد نفس العرض جائزة أفضل موسيقى التى ذهبت إلى عمر غزلان، وحاز صهيب عصام أيضًا جائزة التميز فى التمثيل. وذهبت جائزة أفضل ممثلة دور أول إلى مريم عثمان عن عرض «القفص»، وأفضل دور ثانى يارا حسام عن «الشك»، بينما أفضل ممثل دور ثانى مناصفة خالد عباس عن عرض «المؤسسة». أيضًا تضمنت جوائز السينوغرافيا، أفضل إضاءة إلى أحمد علاء عن «الشك»، وفى الأزياء ذهبت إلى لورا عباس عن عرض «قبل أن تبرد القهوة»، بالإضافة إلى الديكور الذى ذهب إلى جورى الباجورى عن «الشك»، بينما ذهبت جائزة أفضل دراما حركية إلى أحمد عدلى عن عرض «المؤسسة». وذهبت جوائز التميز فى التمثيل إلى جاسر محمد عن عرض «القفص»، وأمنية باهى عن «الشك»، ومشيئة رياض أيضًا إلى نفس العرض. كما كرم المهرجان عددًا من الشخصيات الفنية على هامش حفل الختام، وهم الفنانة سوسن بدر، الدكتور أشرف زكى، نقيب الممثلين، الفنانين إبراهيم السمان، مصطفى عامر، رئيس اتحاد طلاب المعهد العالى للفنون المسرحية بالإسكندرية، وتامر طه، مدير المركز الإعلامى للمهرجان، ومدربى الورش: الفنان إبراهيم الفرن، دينا عزيز، نور الصيرفى، إسلام شوقى، مارينا مجدى. وقدمت لجنة تحكيم المهرجان عددًا من التوصيات، وهى ضرورة الاهتمام باللغة العربية، وتأمين المشاهد الحركية فى العروض ومراعاة جزئية تمصير العروض، وضمت لجنة التحكيم كل من الفنان علاء قوقة رئيس اللجنة، المخرج رؤوف عبد العزيز، المخرج محمد النقلى، الدكتور جمال ياقوت، والمهندس حازم شبل.


بوابة ماسبيرو
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة ماسبيرو
الفنانة منال سلامة:أبي كلمة السر في دخول عالم الفن..وأبناء الفنانين مظلومون
نظم مهرجان المسرح العالمي في السابعة من مساء الإثنين على مسرح الليسيه ماستر كلاس للفنانة منال سلامة ؛ في بداية اللقاء أشادت الفنانة بالتنظيم الجيد للمهرجان، وعبرت عن بالغ سعادتها بلقائها مع شباب الفنانين، وجمهور الإسكندرية من خلال الماستر كلاس. قالت منال سلامة إن بداية قصتها مع الفن كان من خلال والدها المخرج سلامة حسن، الذي كان يطلق عليه "عملاق الثقافة الجماهيرية"، لكثرة الأعمال التي قدمها، مشيرة إلى أن بداية العمل الفعلي لها كان بالصدفة أثناء حضورها بروفة أحد العروض، واعتذرت أحد الفنانات، وطلب منها المخرج عمل بروفة على الدور وقد كان، ونجحت بشدة .. بعدها التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ورشحتها إحدي الفنانات للأستاذ حمدي غيث وعملت مسرحية "الزير سالم " ونجحت، بعدها طلب المخرج إسماعيل عبد الحافظ وجوهاً جديدة، وكانت البداية الحقيقية في بطولة "شارع المواردي"، لتتوالى بعدها الأعمال، أهمها: "ليالي الحلمية" و"لن أعيش في جلباب أبي". طالبت سلامة الفنانين الشباب بعدم اليأس، لأن مهنة الفن من أرقى واعظم المهن، بدليل أن الله اختص أناساً بالموهبة دون غيرهم، لكن عالم الاحتراف عالم "موحش ومتوحش"، ودخل فيه تجارة وصناعة .. ثم الفن رقم ٣، لذلك يجب أن تكون متمكناً من أدواتك كفنان، لتتمكن من المنافسة، ويجب أن تعرف كل المهارات الفنية من إضاءة ومونتاج وتصوير وغيرها حتى تكون على دراية بكل الأمور ولكن لا تتدخل في عمل الآخرين. وأشارت إلى أن أبناء الفنانين مظلومين، لأن الجميع ينظر إليهم على أنهم في فمهم ملعقة من ذهب، وينظر لهم أهل الفن أنهم دخلوا المجال بالواسطة، ولكن الحقيقة نحن مثل أي مهنة .. كثير من الأطباء أبناؤهم أطباء، وكثير من المحامين أبناؤهم محامون وهكذا. جاء ذلك على هامش فعاليات الدورة الرابعة من "مهرجان المسرح العالمي" الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، تحت رعاية الاستاذة الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، ورئيس المهرجان الدكتور أحمد عبد العزيز وكيل المعهد العالي للفنون المسرحية، وإدارة الفنانة ليلى علوي الرئيس الشرفي للمهرجان، والفنان إسلام علي مدير المهرجان، والفنان مصطفي عامر رئيس اتحاد الطلاب ؛ تحتضن محافظة الإسكندرية المهرجان، فى الفترة من 11 إلى 17 من مايو الجاري.