
لهذا السبب تستخدم إيران تكتيك "حزب الله" ضدّ إسرائيل
منذ قيام إسرائيل بشنّ عمليّة " الأسد الصاعد" على إيران ، واستهدافها المواقع النوويّة والعسكريّة ومنصات الصواريخ وقيادات بارزة في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، عمدت طهران ولا تزال إلى الردّ على القصف الإسرائيليّ في فترات مُحدّدة، عبر إطلاق مقذوفات بالستيّة وفرط صوتيّة، أصابت بعضها أهدافاً مهمّة ومدنيّة في تل أبيب وحيفا، والمناطق المُجاورة لهما.
وكما يتبيّن من الردّ الإيرانيّ، فإنّ الحرس الثوريّ يدرس جيّداً طريقة قصفه للمناطق والمدن الإسرائيليّة، وبأعدادٍ مُحدّدة من الصواريخ البالستيّة القادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيليّ. فبعد مفاجأة إسرائيل يوم الجمعة الماضي ببدء الحرب بطريقة غير متوقّعة وغير محسوبة بالنسبة لإيران، وبعد استهداف مصانع وقواعد ومنصات عسكريّة أساسيّة، فإنّ طهران تعمل على إطلاق عددٍ معيّن من المقذوفات والطائرات المسيّرة يوميّاً، كيّ تبقى قادرة على الإستمرار في المُواجهة إنّ طالت المعارك، كما حصل في لبنان ولا يزال يحصل في حرب غزة.
ليست إيران أوّل من يستخدم هذا التكتيك في الردّ على إسرائيل، فسبق لـ" حزب الله" أنّ اعتمده في مُواجهته الأخيرة مع تل أبيب، بعد تعرّض مخازن أسلحته للقصف. فبحسب تقديرات إسرائيليّة، تمتلك طهران آلاف الصواريخ البالستيّة، بينما يقول محلّلون عسكريّون لـ" لبنان 24"، إنّها "غير قادرة على شنّ عدّة عمليّات يوميّاً، كيّ تُوفّر مخزونها من المقذوفات والمسيّرات، إلى حين التوصّل لحلٍّ ديبلوماسيّ، كما حدث في لبنان، يُنهي الإعتداءات الإسرائيليّة، ويُعيد الجميع إلى طاولة المُفاوضات النوويّة".
ولُوحِظَ أنّ إيران لا تقصف فقط المواقع الحيويّة في إسرائيل ، بل تقوم أيضاً باستهداف تجمّعات سكنيّة في تل أبيب. والغرض من ذلك بحسب المحللين العسكريين، "هو دفع الإسرائيليين إلى مُمارسة الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإيقاف الحرب فوراً، وعدم تعريض المدنيين للخطر، بسبب حروبه التي لا تنتهي". ويُضيف المحللون أنّ "هناك غضباً في صفوف المستوطنين منذ 7 تشرين الأوّل 2023، وزاد بعد تدخّل "حزب الله" والحوثيين في إسناد " حماس"، وحاليّاً، يُعتبر الأخطر، لما تحمله الصواريخ الإيرانيّة من كميّة كبيرة من المواد المتفجّرة، وهذا ما بدا واضحاً جدّاً بعد مُعاينة مشاهد الأضرار داخل إسرائيل".
وعليه، فإنّ على إيران الإستعداد لحربٍ طويلة مع إسرائيل، في الوقت الذي لم يُعلن فيه نتنياهو عن موعد مُعيّن لإنهاء الهجمات على المدن الإيرانيّة، بينما الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لم يطرح أيّ مبادرة في ما يتعلّق بالصراع الإيرانيّ – الإسرائيليّ، وهو يستعدّ لتوجيه ضربة لمنشأة "فوردو" النوويّة، ويُريد من خلال الضربات الجويّة، إعادة النظام في طهران إلى طاولة المُفاوضات بالقوّة، والرضوخ لشروطه والتنازل عن البرنامج النوويّ بشكلٍ كاملٍ.
ويقول المحللّون العسكريّون، إنّه "على الرغم من الدمار الذي أحدثته الصواريخ الإيرانيّة في إسرائيل، فإنّ ضربات الحرس الثوريّ لم ترقَ إلى المستوى الذي كان متوقّعاً، وخصوصاً وأنّ طهران تمتلك بالفعل صواريخ ثقيلة جدّاً، وقادرة على مُباغتة أنظمة الدفاع الجويّ". ويختم المحللون بالقول إنّ "مُرشد الثورة علي خامنئي يُماطل في أيّ ردٍّ كبيرٍ كيّ لا تستنزف إيران كافة أوراقها العسكريّة والإقتصاديّة في ما يخصّ إغلاق مضيق هرمز، وهي تترقّب نتائج إجتماع البيت الأبيض يوم أمس، وإذا ما كانت الولايات المتّحدة ستتدخّل مباشرةً في الصراع، عبر إسناد نتنياهو، وتحقيق أهدافه العسكريّة عبر التخلّص من النوويّ الإيرانيّ بالكامل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 7 دقائق
- ليبانون 24
الأسبوع المقبل سيكون حاسما.. ترامب: أتمنى الحظ السعيد للمرشد الإيراني!
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة قد تساهم بضرب إيران أو لا تساهم، طالباً من إيران الجلوس للتفاوض. وأضاف: "لم يتأخر الوقت على إيران من أجل إيقاف الحرب، لا أعلم كم ستصم فقدراتها الدفاعية تضررت بقوة". وقال إن إيران تواصلت مع الولايات المتحدة واقترح الإيرانيون القدوم إلى البيت الأبيض. واعتبر ترامب أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما وربما قبل ذلك، متمنياً الحظ السعيد للمرشد الإيراني.


بيروت نيوز
منذ 15 دقائق
- بيروت نيوز
لماذا تُرسل أميركا ناقلات الوقود الجويّة إلى الشرق الأوسط؟
ذكر موقع 'الامارات 24″، أنّ الولايات المتحدة أرسلت أكثر من 30 ناقلة وقود جوية عسكرية إلى الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية، وفقاً لما صرح به مسؤولون أميركيون. وبحسب تحليل لشبكة 'سي ان ان' الإخبارية الأميركية، فإنه إذا أصدر الرئيس دونالد ترامب، أوامره للولايات المتحدة بالتدخل في الصراع الإسرائيلي – الإيراني، فقد تُستخدم الناقلات لدعم مهام الطائرات المقاتلة الإسرائيلية ضدّ إيران، من خلال قدرات التزود بالوقود جواً. ودون هذه القدرة، لا تملك الطائرات الحربية الإسرائيلية سوى وقت محدود للتحليق فوق إيران، بحثًا عن أهداف قبل العودة إلى إسرائيل للتزود بالوقود. ورغم أن سلاح الجوّ الإسرائيلي يمتلك عدداً قليلًا من ناقلات الوقود، إلا أنها لا تستطيع دعم عدد الطائرات التي ترسلها إسرائيل فوق إيران، والتي شهدت ما يصل إلى 200 طائرة في الضربات الأولى للصراع. وقد يكون زيادة وقت الطيران فوق إيران أمراً بالغ الأهمية، إذا كانت الطائرات الإسرائيلية تسعى لضرب منصات إطلاق الصواريخ الباليستية المتنقلة، والتي يمكنها إطلاق الصواريخ وإعادة تعبئتها، ثم العودة للظهور، عند عدم وجود طائرات إسرائيلية في السماء. وبحسب التحليل يمكن للناقلات الجوية دعم قاذفات 'بي2″، التابعة للقوات الجوية الأميركية، إذا أمرها ترامب بالتحرك لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، خصوصاً منشأة 'فوردو'، التي يتطلب تدميرها نوعاً خاصاً من القنابل المخترقة للحصون، لا تملكها سوى واشنطن. (الامارات 24)


ليبانون 24
منذ 22 دقائق
- ليبانون 24
لماذا تُرسل أميركا ناقلات الوقود الجويّة إلى الشرق الأوسط؟
ذكر موقع " الامارات 24"، أنّ الولايات المتحدة أرسلت أكثر من 30 ناقلة وقود جوية عسكرية إلى الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية، وفقاً لما صرح به مسؤولون أميركيون. وبحسب تحليل لشبكة " سي ان ان" الإخبارية الأميركية، فإنه إذا أصدر الرئيس دونالد ترامب ، أوامره للولايات المتحدة بالتدخل في الصراع الإسرائيلي - الإيراني ، فقد تُستخدم الناقلات لدعم مهام الطائرات المقاتلة الإسرائيلية ضدّ إيران ، من خلال قدرات التزود بالوقود جواً. ودون هذه القدرة، لا تملك الطائرات الحربية الإسرائيلية سوى وقت محدود للتحليق فوق إيران، بحثًا عن أهداف قبل العودة إلى إسرائيل للتزود بالوقود. ورغم أن سلاح الجوّ الإسرائيلي يمتلك عدداً قليلًا من ناقلات الوقود، إلا أنها لا تستطيع دعم عدد الطائرات التي ترسلها إسرائيل فوق إيران، والتي شهدت ما يصل إلى 200 طائرة في الضربات الأولى للصراع. وقد يكون زيادة وقت الطيران فوق إيران أمراً بالغ الأهمية، إذا كانت الطائرات الإسرائيلية تسعى لضرب منصات إطلاق الصواريخ الباليستية المتنقلة، والتي يمكنها إطلاق الصواريخ وإعادة تعبئتها، ثم العودة للظهور، عند عدم وجود طائرات إسرائيلية في السماء. وبحسب التحليل يمكن للناقلات الجوية دعم قاذفات "بي2"، التابعة للقوات الجوية الأميركية، إذا أمرها ترامب بالتحرك لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ، خصوصاً منشأة "فوردو"، التي يتطلب تدميرها نوعاً خاصاً من القنابل المخترقة للحصون، لا تملكها سوى واشنطن. (الامارات 24)