logo
نبتة صارت قمة في دبي

نبتة صارت قمة في دبي

البيانمنذ 3 أيام

إذا شئت كلمة واحدة ترى من خلالها قمة الإعلام العربي، التي أنهت أعمالها في دبي قبل أيام، فهذه الكلمة هي الطموح الذي لا يحقق صاحبه شيئاً إلا ليذهب إلى ما سواه على طول الطريق، فقبل 24 عاماً كانت هذه القمة نبتة وليدة، وكانت النبتة بالكاد ترى النور، وكانت تتحسس خطاها وتتلمسه أمامها، فلما دار الزمان دورته صارت النبتة قمة، ولم تعد جائزة الصحافة العربية، التي رافقت البداية جائزة واحدة، ولكنها أضحت كأنها شجرة تتمدد فروعها في هذا الناحية مرة، وفي تلك النواحي مرات ومرات، وهذا يعود إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد رعى الفكرة منذ خطوتها الأولى، والرعاية في حالة كهذه لا تبقى مجرد كلمة تقال، ولا تقف عند حدود الشعار الذي قد ترفعه الجائزة من دورة إلى دورة وفقط، ولكن تجري ترجمتها إلى فعل يأخذ بيد الجائزة، ومعها نادي دبي للصحافة، الذي ولدت الجائزة في داخله، ومعهما القمة التي انتهى إليها التطور المتتابع، ثم المهنة التي من أجلها كان هذا كله قد رأى النور في الأساس.
أسمع الأستاذة منى المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، وهي تتكلم عن أن الإعلام في زمن التحولات هو شعار هذه الدورة من دورات القمة، فأفهم أن القصة كانت وراءها مند البداية فلسفة حاكمة، وأن الفلسفة كانت تتلخص في أن إعلام العرب يجب ألا يتخلف عن إعلام العالم المتطور، وأن الإعلام صناعة، وأن الصناعة من شأنها أن تشهد تطوراً في كل وقت، وأن هذا التطور إذا لم يواكب ما هو حاصل في إعلام العالم فإن المهنة تتوقف وتتجمد، وقد تموت، وهذا ما لا نستحقه، ولا يستحقه إعلامنا كعرب، ولا يجوز أن نقبل به أو نتقبله.
تسمع وتتابع أن قضية الذكاء الاصطناعي كانت في مقدمة القضايا التي وضعتها القمة على جدول أعمالها، فيتبين لك أن الذين وضعوا جدول الأعمال رأوا ما يطرأ كل يوم في هذه القضية بالذات، وتابعوا الصلة التي تربطها في الإعلام على مستوى الأداء، وعلى مستوى الشكل، وعلى مستوى المحتوى، الذي يقدمه الإعلام للمتلقي.
تابعوا ذلك ورصدوه فكان لابد أن تكون قضية الذكاء الاصطناعي في موقع متقدم على أجندة القمة، وأن يكون الهدف هو الوصول إلى طريقة تضمن أداء متنوعاً ومختلفاً لصالح المتلقي، وتكفُل محتوى لا بديل عن أن يصل إليه في مكانه، إذا كان له أن يكون على اتصال بطبيعة العصر الذي يعيشه فلا ينفصل عنه، ولا يبتعد عن مساره المتدفق.
الفكرة لم تعد جريدة تصدر ورقياً أو إلكترونياً، ولا عادت موجة إذاعية تحمل إلى المستمع ما تلتقطه أُذناه، ولا هي شاشة يطل من فوقها متكلم يخاطب الناس، ولا حتى مجرد موقع إلكتروني يخاطب جمهوره بلغة العصر.
ليست الفكرة كذلك، رغم أن الشكل مهم، ورغم أنه جزء من المضمون، ولكن الفكرة هي محتوى يخرج من هذه الأشكال والصور كلها، ليصل في النهاية إلى طرف يقصده ويستهدفه، هو المتلقي الذي ينتظر خدمة إعلامية مكتملة يستحقها بالتأكيد.
ولو أننا صورنا الخدمة الإعلامية، التي ينتظرها المتلقي على أنها سلعة، فلن يكون في ذلك ما يقلل من شأنها، لا لشيء إلا لأنها كذلك بالفعل في هيئتها الأخيرة، ولأن متلقي هذه الخدمة مستهلك في حقيقة الأمر، وكل الفارق أنه في حالة السلعة المادية يستهلك سلعة تخاطب حاجة جسدية لديه، بينما في حالة الخدمة الإعلامية يتطلع إلى سلعة من نوع آخر. سلعة تخاطب في المقابل حاجة عقلية عنده، ولا بديل عن مستوى من الجودة في الخدمة، كالمستوى الذي لا تكون السلعة سلعة بغيره، وإلا فإن الخدمة الإعلامية تصل منقوصة أو حتى مغشوشة.
هذه قمة إعلامية انعقدت في دبي، فكانت الخدمة الإعلامية، التي هي حق أصيل للمتلقي، هماً أول على طاولتها، وبنداً على رأس جدول أعمالها، وكانت الغاية أن تتسع الأجواء لما يتكفل بإنتاج ما يليق بعقولنا، وتليق عقولنا به في أرض العرب.
لنا أن نتصور كيف كان حال الإعلام هنا في منطقتنا العربية، ثم في العالم من ورائها، يوم بدأ نادي دبي للصحافة أولى خطواته في 2001، فإذا انعقدت مقارنة بين ما كان وبين ما هو كائن، تبين لنا أن ما كان يقاس بالسنوات عند بداية القرن قد صار يقاس في أيامنا بالشهور، وربما بالأسابيع والأيام، وأن ذلك يتجلى في الإعلام شكلاً وأداء بأكثر مما يتجلى في ميدان آخر.
إن نظرة شاملة على المشهد أمامنا سوف تكشف أن مسافة تقوم بين ما كان قبل ربع قرن، وبين ما هو كائن في الإعلام، وهذه مسافة لم تتولد من فراغ، ولكنها تولدت من انشغال الإعلام في جانب كبير منه عما هو مدعو إليه على مستوى صناعة الوعي بالذات، وإذا كان هناك شيء خرج به الجمهور المتابع من قمة الإعلام فهذا الشيء هو أن على إعلامنا العربي أن يعود لينشغل بما انشغل عنه، وأن يشتغل عليه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضيوف الرحمن يتوجهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية
ضيوف الرحمن يتوجهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

ضيوف الرحمن يتوجهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية

تتدفق جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الأربعاء، الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1446ه، إلى صعيد مشعر «مِنَى» غربي السعودية، لقضاء يوم التروية أولى محطات مناسك الحج، التي تتواصل على مدى 6 أيام، فيما أكدت وزارة الداخلية السعودية أن المقيمين المخالفين لشرط الحصول على تصريح للحج سيعاقبون بالترحيل والمنع من دخول المملكة لمدة 10 سنوات، مشددة على أن الحصول على تصريح حج نظامي شرط أساسي لأداء فريضة الحج. ويقضى ضيوف الرحمن، اليوم الأربعاء، «يوم التروية» على صعيد «مِنَى» اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ارتوى (تزود) بالمياه قبل أداء الحج، استعداداً للوقوف بعرفة، منسك الحج الأعظم، في التاسع من ذي الحجة يوم غد الخميس. وفي يوم التروية، سيقضى الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، وترديد تلبية الحج: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». كما يُصلّون في مِنَى الصلوات الخمس قصراً من دون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة. وأعدت المملكة ترتيبات ضخمة لاستقبال الحج مع قرب انطلاق أولى محطات المناسك، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). من جهة أخرى، أكدت وزارة الداخلية السعودية، أمس الثلاثاء، أن المقيمين المخالفين لشرط الحصول على تصريح للحج سيعاقبون بالترحيل والمنع من دخول المملكة لمدة 10 سنوات، مشددة على أن الحصول على تصريح حج نظامي شرط أساسي لأداء فريضة الحج. وأهابت الوزارة، في بيان صحفي، ب«الجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، والمبادرة بالإبلاغ عن مخالفي تلك الأنظمة والتعليمات». وأكدت الداخلية تطبيقها حزمة من الإجراءات التنظيمية المشددة في العاصمة المقدسة والمشاعر، تهدف إلى الحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم، وضمان انسيابية الحركة والتنظيم. وشددت الوزارة على منع رفع الأعلام السياسية والمذهبية داخل المشاعر، وكذلك منع ترديد الهتافات بجميع أشكالها، لما في ذلك من إخلال بالهدوء والسكينة العامة وتنافي مع قدسية المكان. وكثفت السلطات السعودية حملاتها الأمنية والتنظيمية لمنع الحجاج غير النظاميين من دخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، قبل أسابيع من انطلاق موسم الحج للعام الجاري. ويأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه المملكة إلى تجنب الاختلالات التي تكررت في مواسم سابقة، وتعزيز كفاءة التنظيم. ووفق الأرقام الرسمية المعلنة حتى أمس الأول الاثنين، تجاوز عدد الحجاج القادمين إلى المملكة من الخارج 1.47 مليون حاج. على صعيد آخر، دشّن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبدالرحمن السديس، مبادرة «إهداءات المصاحف» في المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي تُعنى بإهداء القرآن الكريم من المصاحف المترجمة إلى اللغات العالمية لحجاج بيت الله الحرام. وأعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي توزيع أكثر من مليون نسخة من القرآن الكريم مترجمة إلى عدة لغات على ضيوف الرحمن منذ بداية موسم الحج. (وكالات)

"ألف ليلة وليلة وعرس" تعيد المسرح الإماراتي إلى الواجهة في عيد الأضحى
"ألف ليلة وليلة وعرس" تعيد المسرح الإماراتي إلى الواجهة في عيد الأضحى

خليج تايمز

timeمنذ ساعة واحدة

  • خليج تايمز

"ألف ليلة وليلة وعرس" تعيد المسرح الإماراتي إلى الواجهة في عيد الأضحى

تستضيف شركة "دي إكس بي لايف"، المسرح التجريبي بمركز دبي التجاري العالمي، عرضين لمسرحية " ألف ليلة وليلة وعرس" بالتعاون مع مسرح دبي الأهلي يومي 7 و8 يونيو، خلال عيد الأضحى المبارك. "ألف ليلة وليلة وعرس" عمل مسرحي غني يمزج بين الكوميديا والدراما والموسيقى، ويحتفي بالتقاليد المتوارثة عبر الأجيال. ويقدّم مسرح الأهلي دبي هذا الإنتاج الفني ليبرز التوازن بين التقاليد العائلية الراسخة والواقع الذي يعيشه شباب اليوم. يمزج العمل الفني بين القصص التراثية والواقع الاجتماعي في الإمارات. وتقود مبادرة دي إكس بي لايف عودة المسرح الإماراتي، حيث تعمل على إعداد تقويم شامل لعام 2025، لتعزيز الاعتراف بالمسرح الإماراتي، ودعم الفن الإماراتي، وتسليط الضوء على مواهب الممثلين الإماراتيين الشباب. وقال خالد الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي: "من المهم بالنسبة لنا في دي إكس بي لايف أن نلبي احتياجات مجتمع دبي المتنوع من المقيمين والزوار على مستوى العالم". وقال: "بينما نحرص على إعداد أجندة فعاليات شاملة تضم عروضاً ترفيهية على المستويين التجاري والعام، من الضروري أيضاً أن ندعم المسرح الإماراتي والفنانين المحليين، وأن نسلّط الضوء على الواقع الاجتماعي الحديث في دولة الإمارات وخارجها."

الإمارات والكويت.. علاقة حاضرة في الوجدان
الإمارات والكويت.. علاقة حاضرة في الوجدان

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

الإمارات والكويت.. علاقة حاضرة في الوجدان

لطالما اتسمت العلاقات الإماراتية الكويتية، بروابطها الأخوية وعمقها التاريخي، الذي كان ولا يزال منذ أكثر من خمسة عقود يزداد رسوخاً ومتانة سواء على مستوى قيادتي أو شعبي البلدين. ضمن هذه الروابط وهذا العمق، كانت زيارة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة إلى دولة الكويت الشقيقة، حيث استقبله الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في قصر بيان، واستعرضا أوجه التعاون والعمل المشترك، وفرص تعزيز آفاقهما انطلاقاً من العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين، والتي ترتكز على الأواصر الأخوية والاحترام المتبادل والتفاهم والمصالح المشتركة. للإمارات في تاريخ الكويت شأن كبير، وللكويت أيضاً في تاريخنا شأن كبير، تعرفه السنوات والأيام، وذاكرة الأجيال، ووقوفنا إلى جانب بعضنا حاضر في وجداننا ووجدان كل العرب الذين يشهدون لهذه العلاقات بأن فيها الكثير والكثير من المحطات البارزة التي أسهمت في ترسيخ هذه الروابط والمضي بها قدماً سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي. علاقات البلدين التاريخية أرسى قواعدها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخوه الشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراهما، التي ترسخت عبر عقود من الزمن وتوطدت منذ اللقاء الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح عام 1973. ازدادت العلاقات رسوخاً ومتانة وعمقاً على مدى السنوات، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حيث تعتبر هذه العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك، وما أضفى على هذه العلاقة من الزيارات المتبادلة بين القيادتين. تشهد العلاقات السياسية بين البلدين تطوراً ملحوظاً يعكسه حجم التنسيق المتبادل في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصلحة الجانبين، عززته الزيارة التي قام بها أمير الكويت إلى أبوظبي في مارس 2024، والزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة الكويت في نوفمبر 2024. هي علاقة الأخوة، والتاريخ المشترك، والتوافق الكبير في معظم القضايا التي تتصل بالشأن الخليجي والعربي، وغالبية القضايا الدولية، وهو ما ترجم خلال المباحثات التي عقدها يوم أمس الشيخ مشعل الصباح والشيخ منصور بن زايد في قصر بيان، خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين وبما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store