logo
الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

الدستور٢٦-٠٧-٢٠٢٥
فارقت الطفلة «زينب أبو حليب» الحياة في حضن أمها، نتيجة سوء التغذية والتجويع الإسرائيلي، والبالغ عمرها شهورًا قليلة. جسد الطفلة أبو حليب اختفى، ولا تكاد أن تشبه الأطفال، وُلدت دون أن تنمو، وبذراعيها الهزيلتين تمسك عنق أمها، وتلتف كما لو أنها تحاول أن تبقى على قيد الحياة بدفء، بعدما عجز الحليب والطعام والدواء عن الوصول إلى أطفال ونساء وعجائز غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» التقطتها كاميرات وسائل إعلام أجنبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفي ثوانٍ عبرت الصورة قارات العالم، وحدود السياسة، وأزاحت الإنكار الإسرائيلي والأمريكي، لتفضح حقيقة ما يجري في غزة من تجويع وإبادة.إنها صورة برسم الاتهام إلى الإنسانية والعالم بأسره.ليست «زينب أبو حليب» حالة استثنائية. الأرقام الصادرة عن منظمات دولية ترسم مشهدًا إنسانيًا قاتمًا ومؤلمًا في غزة.وجزء كبير من سكان غزة يموتون من الجوع، وإنها أكبر مجاعة في تاريخ البشرية، وإنها مجاعة من صنع الإنسان، ومُذيلة بتوقيع نتنياهو وترامب، وجنرالات وحاخامات أورشليم وأتباعهم. يُفترض أن تكون الطفلة «أبو حليب» وُلدت لتنمو وتكبر وتترعرع في كنف أسرتها ووالديها والمجتمع، ويُفترض ألا تموت من نقص الحليب وسوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية.تقول الأمم المتحدة إن ثلثي سكان غزة لم يتناولوا طعامًا ليومين متتاليين. وفي مستشفيات غزة الخارجة عن الخدمة الطبية، يموت الأطفال من الجوع وسوء التغذية، وأطفال أعمارهم شهور، وأوزانهم لا تتجاوز خمسة كيلوغرامات. عشرات الأطفال ماتوا، وآلاف مهددون بالموت الحتمي من الجوع وسوء التغذية.صورة المعاناة والمأساة من غزة لا يقوى الصحفيون على نقلها، وحتى الصحفيين فإنهم محاصرون بالجوع، وعاجزون عن التنقل، ونقل ورصد الصور الواقعية والحية لمأساة ونكبة وإبادة غزة. الإدارة الأمريكية تتطابق في موقفها مع الرواية الإسرائيلية وتنفي المجاعة. وأول أمس، وزير إسرائيلي قال: إن إسرائيل تسعى إلى طرد سكان غزة. وقارن حرب غزة بالحرب العالمية الثانية، وأن الإنجليز لم يقوموا بإطعام النازيين.والإدانة والاستنكار لا يكفيان، ولا يغيران شيئًا من واقع المأساة والحصار المطبق على أرواح الغزيين. إسرائيل ترمي من سياسة حصار وإقفال غزة، والفوضى في توزيع المساعدات، إلى السيطرة على المعابر والممرات الحدودية، والسيطرة أيضًا على أرواح وأنفاس المواطنين في غزة، ولتكون غزة بيد إسرائيل وحدها. في غزة، حرب إبادة، ولا حياة ولا دواء ولا كهرباء ولا ماء، وإنها حرب على كل شيء، وكل شيء شحيح ونادر ومفقود، وحتى ضوء الشمس والأوكسجين. صور الأقمار الاصطناعية تقول: إن غزة أصبحت مدينة مدمّرة، وعُمرانها تساوى مع سطح الأرض، وإنها مدينة قاتمة ومظلمة، وبلا حياة.العالم مفصوم، وضمير الإنسانية معدوم، في المحافل الدولية يتحدثون عن حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية، وبينما في غزة يُقتل الأطفال ويُحرَمون من زجاجة حليب، والتهمة: أنه غزّاوي وفلسطيني. «زينب أبو حليب» ماتت، وهي لا تعرف شيئًا عن الصراع والحرب والحصار والإبادة. ولا تعرف اسم وزير الحرب الإسرائيلي، ولا قادة الجيش، ولا حاخامات أورشليم، ولا اسم رئيس أمريكا، ولا تعرف من يحمل المسؤولية في مجاعة وإبادة وحصار غزة، من المقاومة أو حركة حماس، أمام مجتمع دولي عاجز ومتواطئ.الصورة فضيحة، واختبار فاصل لمفهوم الإنسانية. وإنها لحظة مراجعة وتحدٍّ للذات. وهل أن العالم سوف يبقى واقفًا أمام موت أطفال غزة، ويستمر التنديد والاستنكار وبالغ القلق والشجب؟ في يدي أمريكا، الراعي المنحاز وغير المحايد في مفاوضات وقف «إطلاق النار» في غزة، حوّلوا أطفال غزة إلى مجرد ورقة ضغط سياسية يستخدمها المفاوض الإسرائيلي في ماراثون المفاوضات الخرافي، وحتى موت آخر طفل فلسطيني في غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» كافية للإدانة، وتتحدى كل إنكارات ترامب ونتنياهو لمجازر وإبادة وتجويع غزة.والصورة واضحة، أوضح من كل التصريحات والبيانات والمؤتمرات الصحفية، وإنها دليل كافٍ، ولا يحتاج إلى تعليق. ومن لم يهتز ضميره من موت أطفال أبرياء، فليس في قلبه ذرة كرامة وحياء.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أرقام مرعبة.. عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة لليوم الـ669 وسط مجازر وتجويع
أرقام مرعبة.. عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة لليوم الـ669 وسط مجازر وتجويع

رؤيا

timeمنذ 8 ساعات

  • رؤيا

أرقام مرعبة.. عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة لليوم الـ669 وسط مجازر وتجويع

يونيسف: معدل استشهاد الأطفال في غزة يبلغ 28 طفلًا يوميًا الاحتلال يستهدف مراكز المساعدات: أكثر من 1500 شهيد منذ أيار نتنياهو يتجه نحو احتلال غزة وسط معارضة المؤسسة العسكرية تقارير: ترمب أعطى الضوء الأخضر لاجتياح غزة عسكريًا يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه الدامية على قطاع غزة لليوم الـ669 على التوالي، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ومشاهد مروعة من المجازر الجماعية والتجويع الممنهج، الذي يهدد حياة مئات الآلاف، خاصة من يسعون للحصول على ما يُعرف بـ"المساعدات الأمريكية" لسد رمق أطفالهم في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الإنسانية. الهجمات تترافق مع إغلاق تام للمعابر، ومنع دخول المساعدات، مما أدى إلى تفشي الجوع والأمراض المرتبطة بسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء. وفي اليوم الـ141 من استئناف العدوان بعد انهيار وقف إطلاق النار، ركز الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على مناطق قرب مراكز توزيع المساعدات، مستهدفاً المدنيين بشكل مباشر. ضحايا المساعدات يرتفعون مع استمرار القصف خلال الـ24 ساعة الماضية، استُشهد وأصيب عدد كبير من المواطنين خلال تجمعهم قرب مراكز توزيع المساعدات، رغم ادعاءات الاحتلال بتوفير "ممرات آمنة" لوصولها. وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 5 أشخاص بالغين نتيجة الجوع وسوء التغذية، ما رفع عدد ضحايا هذه الأزمة إلى 180 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا. كما حذّرت منظمات أممية من أزمة عطش خانقة، حيث يعاني قرابة 90% من سكان غزة من انعدام الوصول إلى مياه صالحة للشرب. أرقام متصاعدة للضحايا في ظل استمرار العدوان بحسب مصادر طبية، بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، نحو 60,939، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب 150,027 آخرين. ولا تزال فرق الإنقاذ غير قادرة على الوصول للعديد من الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض. منذ خرق الاحتلال لاتفاق الهدنة في 18 آذار/مارس الماضي، بلغ عدد الشهداء 9,440، والجرحى 37,986، كما وصل عدد ضحايا "مصائد المساعدات" ممن سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء إلى 1,516 شهيدًا، وأكثر من 10,000 مصاب. قصف متواصل لمراكز الإغاثة ومجازر بحق المدنيين استشهد ثلاثة مواطنين وأُصيب آخرون، مساء الاثنين، في قصف استهدف مدنيين شمال غرب غزة أثناء انتظارهم للمساعدات. وفي حادثة أخرى، أصيب طفل بطلق ناري من طائرة مسيّرة شرق دير البلح، كما استهدفت غارات الاحتلال مناطق قرب مسجد الدعوة بمخيم النصيرات وسط القطاع. وفي تطور مأسوي، ارتقى الممرض عدي ناهض القرعان متأثرا بجراحه إثر سقوط صناديق مساعدات عليه في الزوايدة أثناء محاولته المساعدة في توزيعها. كما استُشهد الشاب محمود جواد الدرة من مخيم البريج نتيجة إصابة سابقة. انتشار أمراض خطيرة وتحذيرات من كارثة صحية سجلت وزارة الصحة ثلاث وفيات جديدة جراء الإصابة بمتلازمة "غيلان باريه"، بينهم طفلان دون سن 15 عامًا. وعزت الوزارة الوفيات إلى نقص العلاجات والأدوية بسبب الحصار، مشيرة إلى أن الفحوصات كشفت انتشار فيروسات معوية تهدد بتفاقم أزمة صحية واسعة. واستشهد 8 مدنيين، ظهر الاثنين، برصاص الاحتلال أثناء تجمعهم لتسلّم المساعدات على شارع صلاح الدين. كما ارتقى شاب وامرأة وأصيب آخرون قرب مركز مساعدات شمال رفح. وارتفع عدد ضحايا تلك النقاط إلى أكثر من ألف شهيد ونحو 7,000 جريح، منذ 27 أيار/مايو. أرقام مرعبة من "اليونيسف" وتحذيرات دولية أعلنت "اليونيسف" أن معدل استشهاد الأطفال في غزة بلغ 28 طفلًا يوميًا، أي ما يعادل صفًا دراسيًا كاملاً، نتيجة القصف والجوع والمرض. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 1,500 شخص استشهدوا أثناء محاولاتهم الحصول على الطعام منذ أيار/مايو، ضمن نقاط توزيع المساعدات التي حولها الاحتلال إلى "أهداف عسكرية". خطة لتوسيع الحرب والاحتلال الكامل لغزة ذكرت القناة 12 العبرية أن نتنياهو اتخذ قرارًا بالاتجاه نحو "احتلال غزة"، مدفوعًا بضغوط من وزراء اليمين المتطرف. ويشمل القرار تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق يُعتقد وجود محتجزين فيها، رغم تحذيرات الجيش الإسرائيلي من أن التوغل في هذه المناطق قد يؤدي إلى مقتلهم. رئيس الأركان إيال زامير عارض الخطة، وألغى زيارة كانت مقررة إلى واشنطن بعد تصاعد الخلافات. وأكدت تقارير أن نتنياهو يعتزم عرض اقتراح للاحتلال الكامل للقطاع خلال جلسة الكابينيت القادمة. ترمب يمنح الضوء الأخضر لنتنياهو لاجتياح غزة نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية واسعة بغزة، وسط قناعة مشتركة بأن الحركة لا تنوي التوصل لاتفاق حول المحتجزين. نتنياهو يفضّل الحل العسكري على التفاوض كشفت شبكة ABC News عن مساعٍ يقودها نتنياهو لتوسيع العمليات العسكرية لتحرير الرهائن، في ظل فشل المساعي الدبلوماسية. كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن حكومته ترفض أي اتفاق يُبقي حماس في الحكم، مشددًا على أن تل أبيب لن تستجيب لأي شروط تضعها الحركة. وأشار إلى وجود مشاورات مكثفة مع واشنطن بخصوص اليوم التالي للعدوان على غزة، محذرًا من أن مواقف بعض الدول الغربية تُطيل أمد الحرب وتمنح "هدايا مجانية" لحماس.

غزة بين قتل وتجويع .. ارتفاع عدد الضحايا ونقص حاد في الأكفان
غزة بين قتل وتجويع .. ارتفاع عدد الضحايا ونقص حاد في الأكفان

سرايا الإخبارية

timeمنذ 9 ساعات

  • سرايا الإخبارية

غزة بين قتل وتجويع .. ارتفاع عدد الضحايا ونقص حاد في الأكفان

سرايا - قالت السلطات الصحية إن ما لا يقل عن 40 فلسطينياً قضوا، الاثنين، بنيران إسرائيلية، وغارات جوية إسرائيلية على غزة، منهم 10 كانوا يسعون للحصول على مساعدات، وأضافت أن 5 آخرين لقوا حتفهم جوعاً، وسط تحذير وكالات إنسانية من احتمال تفشي المجاعة. وأوضح مسعفون أن العشرة لقوا حتفهم في واقعتين منفصلتين بالقرب من مواقع تتيع مؤسسة غزة الإنسانية GHF المدعومة من الولايات المتحدة في وسط وجنوب غزة. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف شخص سقطوا في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات في القطاع، منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها في مايو 2025، معظمهم برصاص القوات الإسرائيلية المتمركزة قرب تلك المواقع. وقال الفلسطيني بلال ثاري (40 عاماً) إن كل من يذهب إلى هناك يعود إما حاملاً كيساً من الدقيق، أو محمولاً على نقالة "شهيداً أو مصاباً". جاء ذلك أثناء وجود ثاري بين المشيعين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، الاثنين، حيث تجمَّعوا لاستلام جثث ذويهم الذين قضوا في اليوم السابق بنيران إسرائيلية في أثناء سعيهم للحصول على المساعدات. وتقول السلطات الصحية في غزة إن 13 فلسطينياً، على الأقل، قضوا، الأحد، أثناء انتظارهم وصول شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى معبر زيكيم على الحدود الإسرائيلية مع شمال قطاع غزة. وفي المستشفى، لُفّت بعض الجثث ببطانيات سميكة منقوشة بسبب نقص الأكفان، نتيجة استمرار القيود الإسرائيلية على المعابر، وتزايد أعداد القتلى يومياً، وفقاً لما ذكره فلسطينيون. وقال ثاري لـ"رويترز": "لا نريد الحرب، وإنما نريد السلام، وإنهاء المعاناة". وأضاف أنهم جميعاً في الشوارع ينهشهم الجوع، والكل في حالة سيئة، وليس لديهم ما يكفي لعيش حياة طبيعية كسائر البشر. ولم يصدر بعد أي تعليق من إسرائيل على حوادث إطلاق النار يومي الأحد والاثنين. الموت جوعاً في ذات الوقت، توفي خمسة أشخاص آخرين بسبب الجوع، أو سوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما ذكرت وزارة الصحة في غزة، الاثنين. ورفعت الوفيات الجديدة عدد الذين لقوا حتفهم جراء الجوع إلى 180 شخصاً، منهم 93 طفلاً، منذ بدء الحرب. وقالت وكالات الأمم المتحدة إن عمليات الإنزال الجوي للمواد الغذائية غير كافية، وإن إسرائيل يجب أن تسمح بدخول مزيد من المساعدات عن طريق البر، وتسهيل الوصول إليها بسرعة. وذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية إنه خلال الأسبوع الماضي، دخل إلى غزة أكثر من 23 ألف طن من المساعدات الإنسانية في 1200 شاحنة، لكن مئات الشاحنات لم يتم نقلها بعد إلى مراكز توزيع المساعدات من قبل الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الأخرى. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، إن أكثر من 600 شاحنة مساعدات وصلت منذ أن خففت إسرائيل القيود في أواخر يوليو. لكن شهود عيان ومصادر في "حماس" قالوا إن العديد من تلك الشاحنات تعرضت للنهب على يد نازحين يائسين، وعصابات مسلحة. وأوضح مسؤولون فلسطينيون، ومسؤولون في الأمم المتحدة، إن غزة تحتاج إلى دخول نحو 600 شاحنة مساعدات يومياً لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وهو العدد الذي كانت إسرائيل تسمح بدخوله إلى غزة قبل الحرب. وقتلت إسرائيل أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر عام 2023، كما أصابت أكثر من 150 ألفاً آخرين، فضلاً عن إحداث دمار واسع في القطاع الذي يسكنه نحو مليوني شخص.

بالصور.. شاهد تجويع غزة والقتل في مصايد الموت
بالصور.. شاهد تجويع غزة والقتل في مصايد الموت

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 10 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

بالصور.. شاهد تجويع غزة والقتل في مصايد الموت

سالم عصفور فلسطيني مُسنّ نازح في خان يونس حيث يعاني من سوء تغذية حاد تسبب في فقدانه أكثر من 40 كيلوغراما من وزنه خلال الأشهر الماضية #سواليف منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، فُرضت سياسة تجويع ممنهجة تستهدف أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة. الرضيع الفلسطيني عبدالكريم صبح البالغ (5 أشهر) يعاني من سوء تغذية حاد ويواجه خطر الموت بعد أن حرمته والدته من الحليب والطعام تحت وطأة الحصار الإسرائيلي الخانق مكتفية بتغذيته بالماء داخل خيمة نزوح بمخيم اليرموك في غزة (الأناضول) تجويع ممنهج يحاصر الحياة في غزة ومع تشديد الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، تحوّلت المجاعة من خطر محتمل إلى واقع قاتل يفتك بالأجساد المنهكة. جثمان الفتى الفلسطيني عاطف أبو حاطر (17 عاما) ضحية جديدة لسوء التغذية في مستشفى الهلال بمدينة غزة (الأناضول) الطفلة جانا إياد المصابة بسوء تغذية تخضع لفحص طبي داخل مستشفى ميداني في دير البلح وسط إمكانات طبية شحيحة ونقص حاد في الغذاء والرعاية (رويترز) الطفلة مريم دوّاس (9 أعوام) تقف منهكة بجسد هزيل في حي الرمال وقد انخفض وزنها إلى 10 كيلوغرامات منذ بداية الحرب وفق ما أفادت به والدتها (الفرنسية) ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، سُجّلت حتى مطلع أغسطس/آب وفاة 175 شخصا على الأقل بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم أطفال ورضّع، في وقت تؤكد فيه المؤسسات الطبية أن أرقام الضحايا مرشحة للارتفاع مع تفاقم الكارثة. أطفال رُضّع يعانون من سوء تغذية يتلقون رعاية طبية محدودة داخل مستشفى ناصر بخان يونس وسط نقص شديد في الحليب العلاجي والأدوية (الأمم المتحدة) شحيناز الديبس ترعى ابنها المصاب موسى (14 عاما) في مستشفى الشفاء بعدما فقد وعيه وأصيب بشلل جزئي نتيجة غارة جوية قرب خيمتهم ويعاني حاليا من سوء تغذية بسبب نقص المكملات الغذائية (أسوشيتد برس) الأطفال الفلسطينيون من مختلف الأعمار يعانون من سوء التغذية ويتلقون علاجا طبيا محدودا بسبب نقص حليب الأطفال والأدوية في مستشفى ناصر في خان يونس (الأناضول) جثمان الرضيعة زينب أبو حليب التي توفيت نتيجة مضاعفات سوء التغذية في مستشفى ناصر بخان يونس وسط أزمة غذاء خانقة تحصد أرواح الأطفال (رويترز) وتحذّر منظمات دولية من أن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات، في حين لا تسمح إسرائيل بدخول سوى أعداد محدودة، وغالبا ما تُمنع أو تُستهدف قوافل الإغاثة خلال عبورها، الأمر الذي عمّق من عزلة السكان ودفعهم إلى التجمهر أمام مراكز التوزيع بحثا عن القليل من الطحين أو المعلبات. هذا ما حصل عليه الطفل من مساعدات أُلقيت جوا في منطقة الزوايدة وسط أزمة جوع متفاقمة في القطاع (رويترز) حشود من الفلسطينيين بينهم أطفال يصطفون لتلقي الطعام الذي توزعه إحدى الجمعيات الخيرية في مدينة غزة في ظل استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي (الأناضول) عائلة فلسطينية تتشارك وعاء عدس في العراء أمام خيمتها بحي الدرج في غزة وسط انعدام مقومات الحياة الأساسية (الفرنسية) وتؤكد منظمة 'أونروا' أن القطاع دخل المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، وهي الأعلى والأكثر فتكا، بينما تتواصل نداءات الإغاثة من المستشفيات والمراكز الصحية التي باتت عاجزة عن التعامل مع حالات الجفاف ونقص التغذية، في ظل انهيار كامل لمنظومة الرعاية الطبية. سالم عصفور الرجل المُسنّ البالغ 85 عاما يقف داخل خيمته في خان يونس بجسد نحيل يعكس قسوة المجاعة التي تفتك بكبار السن (الأوروبية) قتل متعمد في طوابير المساعدات لم تكتف إسرائيل بمحاصرة الفلسطينيين وتجويعهم، بل أمعنت في استهدافهم خلال محاولاتهم الحصول على الطعام، حيث تحوّلت مراكز توزيع المساعدات في غزة إلى 'مصايد موت'، بعد أن باتت مواقع تجمع المدنيين لقمة سائغة لهجمات مركزة. فلسطينيون يحملون جثامين ضحايا قُتلوا برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية قرب معبر زيكيم في غزة في واحدة من أكثر الهجمات دموية على المدنيين المجوعين (الأناضول) فلسطينيون يُجلون جثامين عدد من الضحايا بعدما فتحت قوات الاحتلال النار على حشود مدنيين كانوا ينتظرون مساعدات غذائية شمال غزة في واحدة من أكثر الهجمات دموية ضد المدنيين العزل (الأناضول) شهداء برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية قرب معبر زيكيم شمال غزة في مشهد صادم يوثق إحدى أكثر المجازر دموية بحق المجوعين (الأناضول) وتكشف الشهادات القادمة من الميدان أن القصف لا يقع في محيط المراكز عشوائيا، بل يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الحشود في ذروة تجمعها، مستخدما المدفعية والطائرات المسيّرة والرصاص الحي. فلسطينيون ينقلون مصابين على منصة خشبية بعدما استهدفتهم نيران إسرائيلية أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز) أم فلسطينية تبكي ابنها محمد المطوق الذي استشهد أثناء محاولته الوصول إلى شاحنة مساعدات قرب معبر زيكيم شمال غزة (أسوشيتد برس) مشيّعون يذرفون الدموع خلال جنازة عدد من الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم مساعدات غذائية في غزة وفق مصادر طبية (رويترز) وبين أن يُترك الفلسطيني جائعا حتى يفترسه جسده، أو يُستهدف وهو يمد يده نحو كيس طحين، تقف غزة اليوم شاهدة على أحد أبشع وجوه العقاب الجماعي في العصر الحديث. ولم يعد القتل في غزة يتم بصواريخ فقط، بل بالغذاء الممنوع، والماء الملوث، والمساعدة المشروطة بالدم. وتحت صمت دولي مريب، تتواصل جرائم التجويع والقتل الإسرائيلي، بينما يلاحق الموت سكان القطاع من مراكز الإغاثة إلى خيام النزوح، ومن الطفولة الجائعة إلى الأمهات الثكالى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store