
السّر الكبير.. ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيكان؟
Alamy
على مدار أكثر من 750 عاما، ظلّت القواعد الصارمة التي تحكم ما يُسمح للكرادلة بتناوله وما يُمنع ثابتة دون تغيير، وذلك لمنع الرسائل المخفيّة المحشوّة داخل الطعام أو الأدوات كالمناديل.
خلال الأسبوع الماضي، لاحظ زوّار روما ارتياد عدد من الكرادلة لمطاعمهم المفضلة. وقبيل آخر انتخاب بابوي في عام 2013، أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن العديد من هؤلاء الكرادلة حرصوا على زيارة مطعم عائلي شهير يُدعى "أل باسيتو دي بورغو"، ويقع على بُعد 200 متر فقط من كاتدرائية القديس بطرس. ويُعرف عن الكاردينال دونالد ويليام وورل تفضيله للازانيا هناك، في حين يُقال إن الكاردينال فرانشيسكو كوكوبالميريو – الذي يُزعم أنه كان أكثر الكرادلة الإيطاليين حصولا على الأصوات في 2013 – يفضل الحبار المشوي. قد يشعر الكرادلة ببعض العجلة في الاستمتاع بوجبة أو اثنتين قبل انطلاق المجمع البابوي في 7 ماي، حيث سيشارك 135 كاردينالا في انتخاب سري لاختيار بابا جديد داخل كنيسة سيستينا بالفاتيكان. خلال هذه الفترة، سيكونون معزولين تماما عن العالم الخارجي لفترة غير محددة، إذ تتم عمليات التصويت، والنوم، وتناول الطعام جميعها ضمن عزلة صارمة، وتحت إجراءات رقابية مشددة. وتُعرف المجامع البابوية بسرّيتها الشديدة، إذ يُجمع الكرادلة في مكان واحد مشترك، ولا يُسمح بدخول أو خروج الرسائل، باستثناء الدخان الذي يدل على نجاح التصويت. يُشير الدخان الأبيض إلى انتخاب بابا جديد، فيما يعني الدخان الأسود ضرورة إجراء تصويت آخر للوصول إلى إجماع الثلثين زائد واحد اللازم لتتويج بابا جديد. لا يُعرف ما يحدث تحديدا في هذه المجامع، لكن المؤكد هو أن الكرادلة سيتناولون طعامهم على مدار الأيام أو الأسابيع التي يستغرقها انتخاب الزعيم الجديد لـ 1.4 مليار كاثوليكي في العالم.
Alamy
يُشير الدخان الأبيض إلى انتخاب بابا جديد، بينما يعني الدخان الأسود ضرورة إجراء تصويت آخر
لكن مع تداخل الأحكام، كيف يُحافَظ على سرّية المجمع؟ كيف يمكن للكرادلة ضمان نزاهة التصويت، بعيداً عن أي تأثير للرأي الخارجي؟ تاريخيا، كانت الوجبات تشكل خطرا محتملا: فقد يُحشى طعام الكاردينال برسالة سرّية من موظفي المطبخ، أو قد ينجح أحدهم في تهريب تحديثات التصويت إلى العالم الخارجي عبر مناديل متسخة. ومع ذلك، تُعد الوجبات الجماعية من السياقات التي يمكن أن تُجرى فيها المفاوضات الخفيّة. وقد استغلَّت الأعمال الثقافية الشعبية الحديثة هذه الفكرة، مستخدمةً ثقافة الطعام في المجمع البابوي لخلق جو من الشكوك والمكائد والسيطرة. خذ على سبيل المثال فيلم "المجمع" الذي أُنتج عام 2024، فمعظم أحداث القصة ليست في قاعات التصويت، بل في الكافتيريا. تتناقض الوجبات الصاخبة مع المجمع البابوي الهادئ تماماً، الذي يسير بدون مناقشات رسمية. التصويت الصامت يُقاطَع فقط في بعض الأحيان بلحظات من الخطاب الطقسي، مثل القَسم الذي يردّده الكاردينال بصوت مسموع أثناء إلقائه بطاقة التصويت في صندوق الاقتراع. ومع ذلك، يتخلل الصمتَ كثيرٌ من التواصل، ويحدث جزء كبير منه عبر الطعام. ورغم أنه لا يمكننا الافتراض أن الفيلم يعكس بدقة ما يحدث وراء الأبواب المغلقة، إلا أنه من المؤكد أن ثقافة الطعام البابوية – كما هو الحال في الثقافة بشكل عام – تحمل رسائل كبيرة في ما تأكله، وكيف تأكله، ومع من تأكله. تعود قوانين سرّية المجمع البابوي إلى عام 1274، عندما وضع البابا غريغوريوس العاشر اللوائح التي لا تزال جزئياً تحكم كيفية إجراء الانتخابات البابوية حتى اليوم. كما هو الحال مع تتويج العديد من البابوات، كانت انتخابات البابا غريغوريوس العاشر مثيرة للجدل. وقد تميزت أيضاً بأنها كانت الأطول على الإطلاق، إذ استغرقت ما يقارب ثلاث سنوات (1268-1271) للوصول إلى الإجماع المطلوب لتعيين بابا جديد. ووفقا للعالِم الكنسي الإيطالي هنريكوس دي سيغوسيو، الذي خدم في ذلك المجمع، فقد هدد السكان المحليون بتقييد طعام الكرادلة من أجل تسريع عملية الوصول إلى قرار.
Alamy
يُجمَع الكرادلة في مكان واحد مشترك، ولا يُسمح بدخول أو خروج الرسائل
تضمنت القواعد الجديدة التي وضعها البابا غريغوريوس العاشر عزلة المجمع البابوي – وهي قاعدة لا تزال سارية حتى اليوم – بالإضافة إلى تقنين طعام الكرادلة. بعد ثلاثة أيام من دون اتفاق، كان يُسمح للكرادلة بتناول وجبة واحدة فقط يومياً؛ وبعد ثمانية أيام، كانت الوجبات تقتصر على الخبز والماء. وفي منتصف القرن الرابع عشر، قام البابا كليمنت السادس بتخفيف هذه القواعد، حيث سمح بتقديم وجبات من ثلاثة أطباق تتكون من الحساء؛ طبق رئيسي يحتوي على السمك أو اللحوم أو البيض؛ والحلوى التي يمكن أن تشمل الجبن أو الفاكهة. ورغم أن تقنين الطعام لم يستمر، فإن السيطرة المُحكمة على المجامع البابوية ظلت قائمة. أدق سرد تاريخي لثقافة الطعام في المجامع البابوية يأتي من بارتولوميو سكابي، الذي كان أشهر طهاة عصر النهضة (وربما أول طاهٍ مشهور في العالم) - وقد خدم في بلاط الباباوين بيوس الرابع وبيوس الخامس. في كتابه الذي نشره عام 1570 أوبرا ديل آرتي ديل كوتشيناري (فن الطهي) – الذي يُعد أول كتاب طبخ نشره طاهٍ ممارِس – أصبح سكابي مشهوراً بشكل واسع. في هذا الكتاب، يكشف سكابي عن أسرار إطعام المجمع الذي انتخب البابا يوليوس الثالث، بالإضافة إلى الممارسات الصارمة في المراقبة التي لا تزال قائمة حتى اليوم. وفقاً لسكابي، كانت وجبات الكرادلة اليومية تُحضّر في مطبخ مشترك من قبل الطهاة والسقاة، وهما مجرد اثنين من العديد من المناصب المنزلية التي كانت تضمن سير عمل المجمع. يشير سكابي إلى أن المطبخ كان مساحة يمكن من خلالها تمرير الرسائل غير المشروعة، ويلاحظ أن الحراس كانوا موجودين هناك تحديداً لمنع ذلك. لذلك، مرتين في اليوم، وبترتيب تحدده القرعة، كان الخدم يقومون بتقديم الطعام من خلال عجلة مدمجة في الجدار، يُسمح من خلالها تمرير الطعام والشراب إلى الكرادلة في قاعتهم الداخلية. قبل أن يُمرر الطعام والشراب عبر الجدار، كان يتم فحصهما من قبل مختبرين لضمان عدم احتوائهما على رسائل غير قانونية. وكل خطوة كانت تخضع لمراقبة دقيقة من قبل الحراس الإيطاليين والسويسريين.
مكتبة فولجر شكسبير
صورة من عام 1605 تصور موكب المضيفين والحراس والمختبرين وهم يقدمون الطعام إلى أعضاء المجلس المنعزل عبر "الروتا"
كانت المواد الغذائية تحت مراقبة صارمة، حيث لم يُسمح بأي شيء قد يخفي رسالة سرّية. لم يكن يُسمح بالفطائر المغلقة، ولا الدجاج الكامل. وكان يجب تقديم النبيذ والماء في أكواب شفافة. كما كانت المناشف القماشية تُفتح وتفحص بعناية. كان جزء من هذه الترتيبات يهدف لضمان العزلة التامة للكرادلة، وجزء آخر منها للتخفيف من المخاوف المتعلقة بالتسمم. فبعد كل شيء، خاصة خلال عصر النهضة، كانت البابوية تمثل منصباً سياسياً ذا تأثير كبير. بعيداً عن البروتوكولات الصارمة وقيود الطعام، تبدو الوجبات التي يصفها سكابي غنية ومتوازنة، حيث تشمل السلطة، الفاكهة، اللحوم المدخنة، النبيذ والماء العذب. وبالمثل، يصف سكابي الإقامات المريحة للكرادلة، حيث كان لكل منهم غرفته الكبيرة الخاصة، المزينة بالحرير والمفروشة جيداً، وتحتوي على سرير، وطاولة، وحامل للملابس، وكرسيين، ووعاء للطوارئ، ووعاء يمكن غلقه، بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى. وفقاً لسكابي، لم يكن العمل في المجمع البابوي خلال عصر النهضة عملاً سيئاً - ما دمتَ لا تمانع المراقبة المستمرة. في المجمع البابوي القادم الذي يبدأ في 7 ماي، ستقوم الراهبات في دوموس سانكتي مارثا - المقر الحديث الذي يقيم فيه الكرادلة أثناء عزلتهم - بتحضير أطباق بسيطة تعكس تقاليد منطقة لاتسيو الإيطالية المحيطة بالفاتيكان، ومنطقة أبروتسو القريبة: الحساء (مينستروني)، السباغيتي، الأروستيسيني (أسياخ لحم الضأن) والخضراوات المسلوقة. ورغم أن هذا قد يبدو مختلفاً عن المجامع البابوية في عصر النهضة حيث كانت الوجبات تُعد من قبل خدم علمانيين يعملون تحت بروتوكول صارم وحراسة مشددة، إلا أن النتيجة هي نفسها: يتم التحكم في العملية بدقة، لضمان عدم تسرب أي معلومات سواء إلى الداخل أو إلى الخارج.
Alamy
في الاجتماع المقبل، ستقوم الراهبات بإعداد أطباق تقليدية من لاتسيو وأبروتسو للكرادلة
يحرص فيلم "المجمع" في أول مَشاهده على إظهار الراهبات وهن يطهون دجاجات كاملة لتحضير مرق – وهو طعام بسيط للغاية. لكن المهم هنا هو الرمزية. فالكنيسة الكاثوليكية الحديثة – وخاصة بعد قيادة البابا فرنسيس – تأمل في نقل صورة بسيطة وصحية. لقد تلاشت المخاوف بشأن احتمال احتواء الطعام (مثل الدجاج الكامل) على رسائل سرّية حرفياً. أما الآن، فإن القلق يكمن في التواصل غير المشروع عبر الوسائل الإلكترونية، وهو رمز متكرر آخر في الفيلم. وبينما يتم تفتيش الفاتيكان بحثاً عن أجهزة إلكترونية مخفيّة استعداداً للمجمع البابوي القادم، سيقوم الكرادلة بتحضيراتهم الشخصية الخاصة، حيث يتوجهون إلى شوارع روما للاستمتاع بوجبة أو اثنتين من أطباقهم المفضلة، ربما متسائلين عما إذا كانت تلك هي وجبتهم الأخيرة - قبل أن يحظى أحدهم بمنصب بابا الفاتيكان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- الأيام
انتخاب الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست 'الحبر الأعظم' الجديد
Reuters انتخب الكرادلة المجتمعون في الـ "كونكلاف" في كنيسة سيستين بحاضرة الفاتيكان، اليوم الخميس 8 مايو/أيار 2025، الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، ليكون الخليفة الـ 267 للقديس بطرس الرسول، والذي اتخذ اسم البابا "ليو الرابع عشر". والبابا الجديد مولود في شيكاغو، وكان مساعداً مقرباً من البابا الراحل فرنسيس. ويعرف في أوساط حكومة الفاتيكان بأنه "شخصية معتدلة" قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة. وظهر البابا الجديد على الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس خلال الساعة القادمة، خليفةً للبابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر ناهز 88 عاماً. وأكد كبير الكرادلة القرار بعبارة "Habemus Papam" - وهي كلمة لاتينية تعني "لدينا بابا" - ويُعرّف البابا الجديد باسمه البابوي المختار. أبرز ما جاء في كلمة البابا Reuters البابا ليو الرابع عشر في أول خطاب له بعد انتخابه الحبر الأعظم وجّه البابا ليو الرابع عشر "نداء سلام إلى جميع الشعوب" في أول كلمة ألقاها من شرفة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. وقال الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، بعد تصفيق آلاف المحتشدين في ساحة القديس بطرس: "أريد أنا أيضاً أن تدخل تحية السلام هذه إلى قلوبنا، وأن تصل إلى أسركم، وإلى كل الأشخاص أينما كانوا، وإلى كل الشعوب، وإلى المعمورة كافة". ودعا البابا إلى "بناء الجسور" عبر "الحوار" و"المضي قدماً بدون خوف، باتحاد، يداً بيد مع الله وبعضنا مع بعض". وفي خطابه الذي ألقاه باللغة الإيطالية، وجّه تحية بالإسبانية إلى أبرشيته السابقة في بيرو التي حاز جنسيتها. كما أشاد البابا أيضاً بذكرى سلفه البابا فرنسيس قائلاً: "لا يزال ذاك الصوت الضعيف لكن الجريء في آذاننا، صوت البابا فرنسيس، يمنح بركته لروما"، في أحد الفصح عشيّة وفاته، مضيفاً: "شكراً للبابا فرنسيس". وقال البابا ليو الرابع عشر: "اسمحوا لي أيضاً أن أشكر إخوتي الكرادلة الذين اختاروني خليفة للقديس بطرس لأمشي معكم ككنيسة موحّدة تُنشد دوماً السلام والعدالة"، في إشارة إلى الانقسامات التي هزّت المؤسسة الكنسية خلال حبرية البابا الراحل فرنسيس. ماذا حدث قبل إعلان اسم البابا الجديد؟ Reuters صورة من داخل الكونكلاف في كنيسة سيستين أثناء انتخاب البابا الجديد توجهت أنظار العالم إلى الشرفة لرؤية البابا المنتخب من شرفة بازيليك القديس بطرس، بعد أن توجه إلى السكرستيا أو كما تسمى "غرفة الدموع"، حيث خلع حُلّة الكاردينال وارتدي واحدة من ثلاث حُلل بيضاء كانت أُعدّت مسبقاً ثم صلى لبضع دقائق. ثم عاد إلى كنيسة سيستين، وجلس على الكرسي البابوي وبدأ طقوس مختصرة استهلها الكاردينال الأول من رتبة الأساقفة بكلمة ترحيب، عقبه الكاردينال الأول من رتبة الكهنة، الذي تلا مقطعاً من الإنجيل، غالباً يكون: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي"، أو مقطع: "ارع خرافي". ثم تلى الكاردينال دومينيك مامبيرتي صلاة من أجل خليفة بطرس الجديد، بعد ذلك، وتقدم الكرادلة الواحد تلو الآخر بحسب ترتيبهم، ليعربوا عن ولائهم وطاعتهم للبابا المنتخب، واختتم هذا الطقس بإنشاد جماعي لنشيد الشكر الـ "Te Deum"، يبدأ بتلاوته الحبر الأعظم الجديد نفسه. ثم توجه بعدها الكاردينال مامبيرتي، إلى شرفة البركات وخاطب الجموع المحتشدة والعالم بأسره بالعبارة الشهيرة: "أبشّركم بفرح عظيم: لدينا حبر أعظم"، في غضون ذلك، توجه البابا الجديد إلى بازيليك القديس بطرس، وتوقف للحظات في صلاة صامتة أمام القربان الأقدس، قبل أن يتوجّه إلى الشرفة، ويُلقي كلمته الأولى، ثم يمنح بركته الرسولية الأولى إلى مدينة روما والعالم. وقال عليم مقبول، محرر الشؤون الدينية في بي بي سي، من الفاتيكان يفيد بأن كان هناك حديثٌ عن أن الكرادلة رأوا أن البابا الجديد يجب أن يكون شخصاً يُواصل إرث البابا فرنسيس في التواصل مع المهمشين، وأن يجمع معه أيضاً طيفاً واسعاً من أعضاء الكنيسة، بمن فيهم أولئك الذين كان البابا فرنسيس على خلافٍ معهم أحياناً. عند بدء المجمع المغلق، اعتبر المراقبون الكاردينال روبرت بريفوست مرشحاً قادراً على أداء هذا الدور - شخصاً يُمكن أن يكون جسراً بين مختلف العوالم. إن حقيقة أن المجمع المغلق توصل إلى قرار في أربع جولات تصويت فقط تُشير إلى موافقة الكرادلة على هذا التصويت. "ردود فعل عالمية" Getty Images فور إعلان اسم البابا الجديد، انهالت التهنئة من قادة العالم، أبرزها تهنئة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في رسالة على منصته الاجتماعية تروث سوشال قال فيها: "تهانينا للكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، الذي أُعلن بابا للتو. إنه لشرف كبير أن نُدرك أنه أول بابا أميركي. يا للحماسة ويا له من شرف عظيم لبلدنا". وأضاف: "أتطلع إلى لقاء البابا ليو الرابع عشر. ستكون لحظةً بالغة الأهمية". وكشف الرئيس الأمريكي أن مسؤولي الفاتيكان "تحدثوا معنا بالفعل" بشأن تحضير لقاء، مضيفاً "سنرى ما الذي سيحدث". وقال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، وهو كاثوليكي محافظ، في بيان إن الولايات المتحدة "تتطلع" إلى بناء علاقة عمل مع البابا الجديد. كما هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، البابا ليو الرابع عشر، قائلاً على حسابه على منصة إكس: "أتمنى لأول بابا من الولايات المتحدة أن ينجح في نشر الأمل والمصالحة بين جميع الديانات". كما اعتبر الامين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، انتخاب البابا ليو الرابع عشر يأتي في مرحلة "يحتاج فيها العالم إلى الأصوات الأقوى من أجل السلام والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والتعاطف". وأضاف في بيان: "اتطلع بفارغ الصبر إلى مواصلة التعاون الطويل بين الأمم المتحدة والكرسي الرسولي لإعلاء شأن التضامن وتعزيز المصالحة وبناء عالم عادل ومستدام للجميع"، مؤكداً أن هذه المبادئ كانت "متجذرة في الكلمات الأولى للبابا". وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في رسالة نشرها الكرملين "أنا واثق بأن الحوار والتعاون البنّاءين القائمين بين روسيا والفاتيكان سيستمران في التطور على أساس القيم المسيحية التي توحدنا". وهنأ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي تخوض بلاده صراعاً مع موسكو، البابا الجديد، آملاً في أن يواصل الفاتيكان دعم كييف "أخلاقياً وروحياً" من أجل "استعادة العدالة وتحقيق السلام الدائم". ووصفت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، خطاب البابا الجديد بأنه "دعوة قوية إلى السلام". وكتبت ميلوني على منصة إكس: "إيطاليا تنظر باحترام وأمل" إلى "إرثه الروحي الذي يندرج في النهج الذي رسمه البابا فرنسيس". وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن هذا الانتخاب "تاريخي" يفتح "فصلاً جديداً في قيادة الكنيسة وفي العالم". كما أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن أمله في أن يساهم البابا ليو الرابع عشر "في إرساء السلام والأمل". وهنأ الرئيس اللبناني، جوزاف عون، وهو الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة العربية، الكنيسة الكاثوليكية و"العالم" بانتخاب البابا ليو الرابع عشر. ونقلت الرئاسة اللبنانية عن عون في بيان أمله في أن يوفق البابا "في مساعيه لنشر رسالة المحبة والسلام في العالم أجمع، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، وأن يكون عهده مليئاً بالإنجازات التي تخدم الإنسانية جمعاء".


صوت العدالة
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- صوت العدالة
تصاعد دخان أبيض وهتافات في الفاتيكان في إشارة لانتخاب بابا جديداً خلفاً لفرنسيس
أعلن الفاتيكان، اليوم، اختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية بعد ظهور الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، في إشارة تقليدية إلى انتهاء عملية التصويت بنجاح. ومن المتوقع أن يظهر البابا الجديد على الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس خلال الساعة القادمة، ليُعرّف العالم باسمه البابوي المختار، خلفاً للبابا فرنسيس الذي توفي عن عمر يناهز 88 عاماً. وسيُقتاد البابا المنتخب الآن إلى الغرفة الصغيرة المجاورة لكنيسة سيستين، حيث سيرتدي الرداء البابوي الأبيض، استعداداً للظهور العلني الأول أمام المؤمنين الذين تجمعوا في الساحة بترقب كبير. وفي تقليد متبع، سيؤكد كبير الكرادلة القرار التاريخي بعبارة 'Habemus Papam' التي تعني 'لدينا بابا'، مُعلناً بذلك اختيار القائد الروحي الجديد لأكثر من مليار كاثوليكي حول العالم. ورغم عدم الإعلان عن هوية البابا المنتخب حتى اللحظة، يُتوقع أن تُكشف شخصيته عند ظهوره الرسمي على شرفة كنيسة سيستين قريباً، في مشهد سيحظى بمتابعة واسعة النطاق من جميع أنحاء العالم.


لكم
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- لكم
الدخان الأبيض يتصاعد من الفاتيكان في إشارة إلى انتخاب بابا جديد
تصاعد دخان أبيض من كنيسة سيستين يوم الخميس ودقت أجراس كاتدرائية القديس بطرس لتعلن انتخاب الكرادلة بابا جديدا يتولى مسؤولية الكنيسة الكاثوليكية الرومانية خلفا للبابا فرنسيس. وجاءت الانتخابات في أول يوم كامل من التصويت الذي أجراه الناخبون من الكرادلة، وعددهم 133، والذين انعزلوا عن العالم الخارجي بعد ظهر يوم الأربعاء خلف أسوار الفاتيكان لاختيار خليفة للبابا الراحل. وستُعلن هوية البابا من الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس قريبا، وسيلقي البابا الجديد بعد ذلك أول خطاب عام له. وتوفي البابا فرنسيس في 21 أبريل بعد أن رأس الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أتباعها 1.4 مليار شخص، لمدة 12 عاما. وسعى خلال فترة ولايته إلى فتح هذه المؤسسة الراسخة أمام العالم الحديث وقام بمجموعة من الإصلاحات وسمح بمناقشة قضايا خلافية، مثل السماح للنساء بأن يصبحن كهنة وتحسين دمج الكاثوليك من مجتمع الميم.