logo
النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها

النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها

موقع كتاباتمنذ 17 ساعات

في مشهد سياسي واقتصادي لافت، بدا رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني وكأنه يلعب دورا مزدوجا: مبعوث استثماري يحمل بين يديه مفاتيح مستقبل الطاقة في الإقليم، وسفير سياسي يوقّع على رسالة مفادها أن كوردستان ما زالت حليفا استراتيجيا موثوقا وسط الشرق الأوسط المتقلب، حيث وقف في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، لا ليطلب دعماً عسكرياً كما كان يفعل الساسة في عراق ما بعد 2003، بل ليشهد توقيع اتفاقيتين في قطاع الطاقة بقيمة تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، نعم، مليارات وليست ملايين، وشركتا 'HKN Energy' و'Western Zagros' لم تكونا ضيفتين جديدتين على مائدة النفط الكوردستاني، بل شركاء قدامى، فالاتفاقيتان ليستا جديدتين بل تمت إعادة تثبيت أقدامهما في لحظة توقيت سياسي بالغ الحساسية، فالعراق، منذ 2005، لم يستطع حتى اللحظة أن يلد قانوناً موحداً للنفط والغاز، ليبقى الجنين التشريعي مُعلّقاً في رحم خلافات بغداد – أربيل، ورغم ذلك، تُصر أربيل على أن ما لا تستطيع بغداد تقنينه، تستطيع كوردستان استثماره، وهنا يكمن الذكاء السياسي، فمن خلال هذا التوقيع العلني، تضع كوردستان طابع 'الشرعية الدولية' على اتفاقياتها النفطية، وتقول بصوت عالٍ: نحن هنا، نتعاقد، ننتج، ونوقّع، والعالم يشهد.
الحدث الذي جرى داخل مقر غرفة التجارة الأمريكية، لا في دهاليز السياسة المعتمة، لم يكن مجرد توقيع بالأحبار الرسمية، بل أشبه بإشهار سياسي أنيق، يحمل بين سطوره رسائل سياسية دقيقة إلى كل من يهمه الأمر، عبر كلمات الترحيب التي كانت حافلة بالتفاؤل، وأُحيطت الاتفاقيات بهالة من المديح عن الاستقرار الكوردستاني والاستثمار طويل الأمد، فما حصل لم يكن فقط اتفاقاً نفطياً، بل مشهداً دبلوماسياً ناعماً يلمّح إلى تحولات في تموضع الإقليم في الخارطة الإقليمية والدولية، بارزاني لم يوقّع فقط على عقود طاقة، بل عزّز 'عقد شراكة' سياسي طويل الأمد مع واشنطن، بينما في بغداد، لا يزال البرلمان يُمسك بورقة 'مشروعية العقود'، رغم أن المحاكم العراقية نفسها، وفق ما أعلنته وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم، قالت كلمتها قبل سنوات وأقرّت بصحة الاتفاقيات، الطريف أن العراق، كدولة، لم ينجز بعد قانوناً واضحاً للنفط والغاز، لكنه لا يمانع من إصدار فتاوى سيادية حول دستورية ما لم ينظّمه بعد.
الاتفاقيتان، كما أكد مسرور بارزاني، ليستا مجرد صفقة نفطية، بل إعلان صريح بأن الإقليم يمضي قدما نحو 'أمن طاقي' مستقل، مدعوم ببنية تحتية وغطاء دبلوماسي ثقيل الوزن، فالكلمات التي نُطقت من واشنطن لم تكن دبلوماسية خالصة، بل جاءت مشحونة بدلالات استراتيجية، فحين تصف وزارة الخارجية الأمريكية هذا التوقيع بـ'تعزيز العلاقات التجارية وتوسيع إنتاج الغاز في العراق'، فإن الرسالة الأوضح قد تكون: من يملك الغاز، يملك مفاتيح التفاوض، ولم تكتفِ وزارة الخارجية الأمريكية بالترحيب، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بالحديث عن منافع تعود على 'الشعبين'، أي الشعب الأمريكي وشعب كوردستان، في تصريح فيه من الرمزية أكثر مما فيه من دبلوماسية، ليتحول إلى تحالف استراتيجي اقتصادي معلن.
والأكثر إثارة هو ما جاء من وزارة الثروات الطبيعية في كوردستان التي بدت وكأنها ترد على اتهامات استباقية من بغداد، مؤكدة أن العقود نافذة منذ سنوات، وأن التغيير الوحيد هو 'اسم الشركة المشغلة'، مشيرة إلى شرعية دستورية لا يمكن تجاهلها، الرسالة هنا كانت واضحة: لا تنتظروا موافقة بغداد، فالإقليم يتحرك بقوانينه، ومصالحه، وتحالفاته.
ما يُعقّد المشهد أكثر هو أن العراق 'كدولة اتحادية' لم ينجح حتى الآن في إقرار قانون موحد للنفط والغاز، ما يُضعف حجج الاعتراضات الرسمية من بغداد، كيف يمكن الحديث عن 'لا شرعية' لاتفاقيات، والقانون الذي يُفترض أن يحتكم إليه الجميع لم يولد بعد، وبينما ما تزال بعض القوى في بغداد تصرّ على استخدام لغة الوصاية، جاء الرد بلغة أكثر حضارية: تفضلوا بتشريع قانون النفط أولاً، ثم حدّثونا عن 'المشروعية'.
فحكومة الإقليم لم تتأخر في تسويق اتفاقياتها كجزء من صلاحياتها الدستورية، مستندة إلى المادة 112 من الدستور العراقي، التي فُسّرت وما تزال تُفسّر بطرق شتى، في المقابل، تلوّح بغداد دوماً بأن النفط والغاز 'ثروات وطنية'، وأن لا اتفاق شرعي دون المرور من بوابة الدولة المركزية، وفي الواقع، التوقيع في واشنطن لم يكن فقط إبراما لعقود طاقة، بل عرض سياسي يُذكّر المركز بأن كوردستان ليست مجرد وحدة إدارية تحت عباءة بغداد، بل كيان يعرف كيف يدير مصالحه، بمعنى آخر: كوردستان لا تسعى فقط إلى تصدير الوقود، بل تسعى إلى تصدير نموذجها الخاص في التنمية والطاقة والشراكة، في وقت ما زالت فيه بغداد غارقة في جدل قانوني بلا قانون.
خطاب رئيس حكومة إقليم كوردستان لم يكن اقتصادياً صرفاً، الرجل تحدث عن الاستقرار، والأمن، والإصلاح، والكهرباء التي 'نأمل أن نصدّرها لباقي العراق'، وهذا ليس مجرد طموح تقني، بل تلويحة رمزية للجهة الجنوبية تقول: حين تغرقون في الظلام التشريعي، نضيء نحن الطريق، ولو بيد واحدة، فأهمية هذه الاتفاقيات لا تكمن فقط في استثمار النفط، بل في إنتاج الغاز الطبيعي الذي سيُغذّي محطات الكهرباء في كوردستان، وربما لاحقاً في وسط وجنوب العراق، ومع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والغاز كبديل استراتيجي، يصبح من يملك مفاتيح الغاز لاعباً سياسياً لا يُستهان به، وكوردستان، كما يبدو، تسعى لتكون تلك اليد التي تُشعل المصابيح وتطفئ الأزمات.
صحيح أن الغاز الطبيعي سيكون وقود محطات الكهرباء في الإقليم وربما العراق، لكن الوقود الحقيقي هنا هو الرؤية، رؤية حكومة تعرف كيف تستخدم السياسة الدولية لصالح شعبها، وتدرك أن بناء علاقات مع واشنطن عبر الاقتصاد، أكثر نفعاً من التلويح بالخطابات القومية في مجالس السياسة الداخلية، فزيارة مسرور بارزاني شملت ملفات أكثر سخونة من الغاز والكهرباء، من الأمن والدبلوماسية إلى الاستثمار والسلام، كل تلك العناوين كانت على طاولة المباحثات مع المسؤولين الأمريكيين، وأي متابع يعلم أن توقيع اتفاق نفطي بهذا الحجم لا يتم دون ضوء أخضر سياسي ثقيل.
في المقابل، تقف بغداد أمام مشهد معقّد، فالاتفاقية قد تُحرج الحكومة الاتحادية وتفتح ملفا جديدا في العلاقة المتوترة أصلا مع إقليم كوردستان، فكلما خطا الإقليم نحو الاستقلال المالي والاستثماري، زادت وتيرة الجدل في البرلمان العراقي حول 'المشروعية' و'الحصة النفطية'، وكأن الجميع يُجمع على قطف ثمار لم تُزرع بعد، لكن الأهم أن أمريكا، من خلال هذه الاتفاقيات، باتت حاضرة بقوة في المشهد الطاقي العراقي، ولكن من بوابة كوردستان، وهو ما قد يدفع دولا أخرى، وربما لاعبين إقليميين، إلى إعادة حساباتهم في خارطة النفوذ.
الرسالة الأهم من كل ما جرى قد تكون ببساطة: كوردستان تريد أن تحجز مقعدها في المستقبل الاقتصادي للعراق، وربما أبعد من ذلك، بمساعدة شركات كبرى وحلفاء كبار، لكن الواقع يُشير إلى أن طريق الطاقة محفوف بالأسلاك السياسية، وأن كل برميل نفط أو متر مكعب من الغاز في هذا الجزء من العالم لا يُمكن عزله عن معادلات النفوذ، والسيادة، والتحالفات الدولية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها
النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها

موقع كتابات

timeمنذ 17 ساعات

  • موقع كتابات

النفط يمرّ من هنا.. كوردستان تكتب مستقبلها

في مشهد سياسي واقتصادي لافت، بدا رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني وكأنه يلعب دورا مزدوجا: مبعوث استثماري يحمل بين يديه مفاتيح مستقبل الطاقة في الإقليم، وسفير سياسي يوقّع على رسالة مفادها أن كوردستان ما زالت حليفا استراتيجيا موثوقا وسط الشرق الأوسط المتقلب، حيث وقف في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، لا ليطلب دعماً عسكرياً كما كان يفعل الساسة في عراق ما بعد 2003، بل ليشهد توقيع اتفاقيتين في قطاع الطاقة بقيمة تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، نعم، مليارات وليست ملايين، وشركتا 'HKN Energy' و'Western Zagros' لم تكونا ضيفتين جديدتين على مائدة النفط الكوردستاني، بل شركاء قدامى، فالاتفاقيتان ليستا جديدتين بل تمت إعادة تثبيت أقدامهما في لحظة توقيت سياسي بالغ الحساسية، فالعراق، منذ 2005، لم يستطع حتى اللحظة أن يلد قانوناً موحداً للنفط والغاز، ليبقى الجنين التشريعي مُعلّقاً في رحم خلافات بغداد – أربيل، ورغم ذلك، تُصر أربيل على أن ما لا تستطيع بغداد تقنينه، تستطيع كوردستان استثماره، وهنا يكمن الذكاء السياسي، فمن خلال هذا التوقيع العلني، تضع كوردستان طابع 'الشرعية الدولية' على اتفاقياتها النفطية، وتقول بصوت عالٍ: نحن هنا، نتعاقد، ننتج، ونوقّع، والعالم يشهد. الحدث الذي جرى داخل مقر غرفة التجارة الأمريكية، لا في دهاليز السياسة المعتمة، لم يكن مجرد توقيع بالأحبار الرسمية، بل أشبه بإشهار سياسي أنيق، يحمل بين سطوره رسائل سياسية دقيقة إلى كل من يهمه الأمر، عبر كلمات الترحيب التي كانت حافلة بالتفاؤل، وأُحيطت الاتفاقيات بهالة من المديح عن الاستقرار الكوردستاني والاستثمار طويل الأمد، فما حصل لم يكن فقط اتفاقاً نفطياً، بل مشهداً دبلوماسياً ناعماً يلمّح إلى تحولات في تموضع الإقليم في الخارطة الإقليمية والدولية، بارزاني لم يوقّع فقط على عقود طاقة، بل عزّز 'عقد شراكة' سياسي طويل الأمد مع واشنطن، بينما في بغداد، لا يزال البرلمان يُمسك بورقة 'مشروعية العقود'، رغم أن المحاكم العراقية نفسها، وفق ما أعلنته وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم، قالت كلمتها قبل سنوات وأقرّت بصحة الاتفاقيات، الطريف أن العراق، كدولة، لم ينجز بعد قانوناً واضحاً للنفط والغاز، لكنه لا يمانع من إصدار فتاوى سيادية حول دستورية ما لم ينظّمه بعد. الاتفاقيتان، كما أكد مسرور بارزاني، ليستا مجرد صفقة نفطية، بل إعلان صريح بأن الإقليم يمضي قدما نحو 'أمن طاقي' مستقل، مدعوم ببنية تحتية وغطاء دبلوماسي ثقيل الوزن، فالكلمات التي نُطقت من واشنطن لم تكن دبلوماسية خالصة، بل جاءت مشحونة بدلالات استراتيجية، فحين تصف وزارة الخارجية الأمريكية هذا التوقيع بـ'تعزيز العلاقات التجارية وتوسيع إنتاج الغاز في العراق'، فإن الرسالة الأوضح قد تكون: من يملك الغاز، يملك مفاتيح التفاوض، ولم تكتفِ وزارة الخارجية الأمريكية بالترحيب، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بالحديث عن منافع تعود على 'الشعبين'، أي الشعب الأمريكي وشعب كوردستان، في تصريح فيه من الرمزية أكثر مما فيه من دبلوماسية، ليتحول إلى تحالف استراتيجي اقتصادي معلن. والأكثر إثارة هو ما جاء من وزارة الثروات الطبيعية في كوردستان التي بدت وكأنها ترد على اتهامات استباقية من بغداد، مؤكدة أن العقود نافذة منذ سنوات، وأن التغيير الوحيد هو 'اسم الشركة المشغلة'، مشيرة إلى شرعية دستورية لا يمكن تجاهلها، الرسالة هنا كانت واضحة: لا تنتظروا موافقة بغداد، فالإقليم يتحرك بقوانينه، ومصالحه، وتحالفاته. ما يُعقّد المشهد أكثر هو أن العراق 'كدولة اتحادية' لم ينجح حتى الآن في إقرار قانون موحد للنفط والغاز، ما يُضعف حجج الاعتراضات الرسمية من بغداد، كيف يمكن الحديث عن 'لا شرعية' لاتفاقيات، والقانون الذي يُفترض أن يحتكم إليه الجميع لم يولد بعد، وبينما ما تزال بعض القوى في بغداد تصرّ على استخدام لغة الوصاية، جاء الرد بلغة أكثر حضارية: تفضلوا بتشريع قانون النفط أولاً، ثم حدّثونا عن 'المشروعية'. فحكومة الإقليم لم تتأخر في تسويق اتفاقياتها كجزء من صلاحياتها الدستورية، مستندة إلى المادة 112 من الدستور العراقي، التي فُسّرت وما تزال تُفسّر بطرق شتى، في المقابل، تلوّح بغداد دوماً بأن النفط والغاز 'ثروات وطنية'، وأن لا اتفاق شرعي دون المرور من بوابة الدولة المركزية، وفي الواقع، التوقيع في واشنطن لم يكن فقط إبراما لعقود طاقة، بل عرض سياسي يُذكّر المركز بأن كوردستان ليست مجرد وحدة إدارية تحت عباءة بغداد، بل كيان يعرف كيف يدير مصالحه، بمعنى آخر: كوردستان لا تسعى فقط إلى تصدير الوقود، بل تسعى إلى تصدير نموذجها الخاص في التنمية والطاقة والشراكة، في وقت ما زالت فيه بغداد غارقة في جدل قانوني بلا قانون. خطاب رئيس حكومة إقليم كوردستان لم يكن اقتصادياً صرفاً، الرجل تحدث عن الاستقرار، والأمن، والإصلاح، والكهرباء التي 'نأمل أن نصدّرها لباقي العراق'، وهذا ليس مجرد طموح تقني، بل تلويحة رمزية للجهة الجنوبية تقول: حين تغرقون في الظلام التشريعي، نضيء نحن الطريق، ولو بيد واحدة، فأهمية هذه الاتفاقيات لا تكمن فقط في استثمار النفط، بل في إنتاج الغاز الطبيعي الذي سيُغذّي محطات الكهرباء في كوردستان، وربما لاحقاً في وسط وجنوب العراق، ومع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والغاز كبديل استراتيجي، يصبح من يملك مفاتيح الغاز لاعباً سياسياً لا يُستهان به، وكوردستان، كما يبدو، تسعى لتكون تلك اليد التي تُشعل المصابيح وتطفئ الأزمات. صحيح أن الغاز الطبيعي سيكون وقود محطات الكهرباء في الإقليم وربما العراق، لكن الوقود الحقيقي هنا هو الرؤية، رؤية حكومة تعرف كيف تستخدم السياسة الدولية لصالح شعبها، وتدرك أن بناء علاقات مع واشنطن عبر الاقتصاد، أكثر نفعاً من التلويح بالخطابات القومية في مجالس السياسة الداخلية، فزيارة مسرور بارزاني شملت ملفات أكثر سخونة من الغاز والكهرباء، من الأمن والدبلوماسية إلى الاستثمار والسلام، كل تلك العناوين كانت على طاولة المباحثات مع المسؤولين الأمريكيين، وأي متابع يعلم أن توقيع اتفاق نفطي بهذا الحجم لا يتم دون ضوء أخضر سياسي ثقيل. في المقابل، تقف بغداد أمام مشهد معقّد، فالاتفاقية قد تُحرج الحكومة الاتحادية وتفتح ملفا جديدا في العلاقة المتوترة أصلا مع إقليم كوردستان، فكلما خطا الإقليم نحو الاستقلال المالي والاستثماري، زادت وتيرة الجدل في البرلمان العراقي حول 'المشروعية' و'الحصة النفطية'، وكأن الجميع يُجمع على قطف ثمار لم تُزرع بعد، لكن الأهم أن أمريكا، من خلال هذه الاتفاقيات، باتت حاضرة بقوة في المشهد الطاقي العراقي، ولكن من بوابة كوردستان، وهو ما قد يدفع دولا أخرى، وربما لاعبين إقليميين، إلى إعادة حساباتهم في خارطة النفوذ. الرسالة الأهم من كل ما جرى قد تكون ببساطة: كوردستان تريد أن تحجز مقعدها في المستقبل الاقتصادي للعراق، وربما أبعد من ذلك، بمساعدة شركات كبرى وحلفاء كبار، لكن الواقع يُشير إلى أن طريق الطاقة محفوف بالأسلاك السياسية، وأن كل برميل نفط أو متر مكعب من الغاز في هذا الجزء من العالم لا يُمكن عزله عن معادلات النفوذ، والسيادة، والتحالفات الدولية.

من واشنطن.. مسرور بارزاني: إقليم كوردستان سيوفر الكهرباء للعراق والمنطقة
من واشنطن.. مسرور بارزاني: إقليم كوردستان سيوفر الكهرباء للعراق والمنطقة

شفق نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • شفق نيوز

من واشنطن.. مسرور بارزاني: إقليم كوردستان سيوفر الكهرباء للعراق والمنطقة

شفق نيوز/ تحدث رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، يوم الخميس، في مؤتمر الطاقة في واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية عن "مشروع روناكي" وسعي حكومته لتوفير الكهرباء على مدار الساعة لجميع مناطق الاقليم، مؤكدا امكانية توفيرها لباقي مناطق العراق والمنطقة بعد الاستفادة من زيادة انتاج الغاز بفضل الاتفاقتين التي تم ابرامهما مع شركتين امريكيتين. وجاء في بيان لحكومة الاقليم ورد لوكالة شفق نيوز، ان "رئيس الحكومة مسرور بارزاني شارك، في حلقة نقاشية في "مؤتمر الطاقة في واشنطن" وتحدث عن مشروع "روناكي" والمشاريع المهمة المعنية بالطاقة"، معربا عن "شكره لوزير الطاقة الامريكي والحاضرين والمشاركين في المؤتمر". واضاف ان "مشروع روناكي واحد من تلك الخدمات الاولية الضرورية حيث ان من اللائق بالجميع ان يتمتعوا بالكهرباء على مدار الساعة، لان هذه المشكلة يعاني منها جميع المواطنين منذ عشرات السنوات، وقد بدأنا الاصلاح انطلاقا من هذا المشروع واعلنا عن مشروع روناكي وهو ما يعني توفير الكهرباء على مدار الساعة لجميع مناطق كوردستان". وبين بارزاني ان "المشروع طبق في البداية في مراكز المدن الرئيسة، ومن المؤمل ان تتوفر الكهرباء لجميع المدن في موعد لا يتعدى نهاية العام الجاري وان يشمل المشروع جميع مناطق اقليم كوردستان حتى نهاية العام المقبل"، منوها الى انه "بسبب عدم وجود المصادر اللازمة لم تتوفر الكهرباء بشكل مناسب للمواطنين وتم الاعتماد في اغلب الاوقات على المولدات، وهو ما ادى الى زيادة الحمل على كاهل المواطنين من الناحية المادية ولم تستطع توفير طاقة كهربائية دائمة". واكد ان "مشروع روناكي سعى قبل كل شيء الى توفير الكهرباء الدائمة للمواطنين وتكون تكاليفها المادية اقل بنسبة 80 بالمائة منهم مقارنة بالسابق اذ ان السعر سيكون اقل الا للذين استهلكوا كميات اكبر من الكهرباء من اجل الرفاهية الشخصية، والا فإن الاسعار اقل بكثير من السابق بالمقارنة مع كهرباء المولدات والنظم السابقة للكهرباء الوطنية". وذكر بارزاني ان "هدف الحكومة ليس توفير الطاقة الكهربائية لاقليم كوردستان فحسب، بل تريد عن طريق انتاج 'الكاز' انتاج كميات اكبر من الكهرباء وتوفيرها لباقي العراق وحتى المنطقة"، مبينا ان "العراق والمنطقة يعانيان من مشكلة الطاقة الكهربائية". وأعرب عن "افتخاره بتوقيع اتفاقيتين جيدتين للغاية مع اثنتين من الشركات الامريكية التي تعمل في الاقليم منذ اكثر من 15 عاما"، لافتا الى ان "ذلك سيساعد في التمكن من انتاج كميات اكبر من الغاز لتسهم في توليد الطاقة الكهربائية". على صعيد متصل تحدث وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت في مؤتمر للطاقة في واشنطن بالقول، ان "الطاقة هي العمود الفقري للحضارة، وهي التي تحسن اقتصاد شعبنا وإن السياسة الأميركية تجاه الاستثمار في قطاع الطاقة واضحة للغاية وتتجسد في، الرخاء في الولايات المتحدة والسلام فيها"، لافتا الى ان "هدف بلاده هو العمل المشترك للشركات ومحاولة نشر هذه العلاقة التجارية في جميع أنحاء العالم، وليس الصراع". واشار رايت الى انه "تباحث مع رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، وان اقليم كوردستان يتمتع بموارد طاقة جيدة، وفي الوقت نفسه، هناك فرصة جيدة للغاية للولايات المتحدة للاستثمار والتنسيق"، مبينا ان "من الأمثلة على ذلك توقيع الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهم".

بغداد:  لماذا هذا الصمت على تصرفات عائلة بارزاني !كاظم نوري
بغداد:  لماذا هذا الصمت على تصرفات عائلة بارزاني !كاظم نوري

ساحة التحرير

timeمنذ 2 أيام

  • ساحة التحرير

بغداد:  لماذا هذا الصمت على تصرفات عائلة بارزاني !كاظم نوري

بغداد: لماذا هذا الصمت على تصرفات عائلة بارزاني ! كاظم نوري من يتابع سلوك وتصرفات من يحكم في شمال العراق يشعر ان عائلة بارزاني تتصرف بعيدا كل البعد عن توجهات المركز وتمارس استقلالية في اتخاذ القرارات واقامة العلاقات مع الدول الاخرى وتستفز المركز دوما للحصول على الاموال وتطالب باكثر من حقها مقارنة ببقية محافظات العراق . وبعد ان مرت زيارة مسؤول تركي رفيع محافظة كركوك دون علم بغداد اواشعارها كما يفترض وقعت اتفاقا مع شركة امريكية لسرقة النفط بعد ان كانت تمارس السرقة بالسر لسنوات وقد اثنى الوفد الامريكي على الاتفاق . وهناك من يعتقد ان الحكومة في بغداد لاتعلم بما يحصل في شمال العراق حيث تحكم عائلة بارزاني وتتحكم بالصغيرة والكبيرة وتنفذ اجندات امريكية صهيونية اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا كونها تصرف النظر عن وجود الموساد'. بالامس طلع علينا احد افراد عائلة بارزني بتوقيع اتفاق مع شركة امريكية يتعلق بسرقة النفط دون اشعار بغداد ما اكثر هذه التصرفات التي لاتفسير لها سوى انها تحركات تستخف بشيء اسمه ' المركز' وتتصرف باستقلالية دون الاكتراث بشيئ اسمه ' حكومة' وتاكد ان الاتفاق الاخير مع الشركة الامريكية لا تعلم به وزارة النفط ولا ' البرلمان وقد صمتوا لان العقد يخص ' ماما امريكا'؟؟ لاندري الى متى هذا الصمت ازاء الذي يحصل في الشمال العراقي ؟؟ هل ان المظلومية' التي يزعمون ان الكرد وحدهم الذين تعرضوا لها في العهود السابقة تتطلب من الحكومة في بغداد ان توقع على ' ابيض' لهم دون ان يكتفوا بالذي حصل بعد الغزو والاحتلال رئيس العراق كردي وزارات سيادية خاصة الخارجية بيد الكرد في البرلمان لهم حصة الاسد ومن حقهم ان يعطلوا اي مشروع قرار يخص العراقيين هذا في بغداد اما في الشمال فلديهم ' برلمان وحكومة' ووزارات وجيش ' بيشمركة' لايخضع لاوامر القائد العام للقوات المسلحة بل يخضع للعائلة الحاكمة في منطقة كردستان؟؟ رغم عملية السطو على النفط الذي يعد ملكا لكل العراقيين فانهم يحصلون على حصة في الميزانية وكم تمنينا ان تستخدم هذه الحصة لخدمة الشعب الكردي الذي يعاني ولن تدخل حساباتهم المتضخمة في الخارج ليات اتفاق النفط مع شركة امريكية دون اشعار المركز اللهم سوى ان علم العراق كان يتوسط اعلام امريكا والكرد؟؟ ونقولها بامانة ان العلم العراقي فقط كان حاضرا خلال مراسم توقيع الاتفاق ؟؟ للمزيد أضغط على الرابط ‎2025-‎05-‎22 The post بغداد: لماذا هذا الصمت على تصرفات عائلة بارزاني !كاظم نوري first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store