
"اليسوعي المزعج" – هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟
حين يقاربُ حبرٌ أعظمُ شتاءَ حبرِيّتِهِ، يكثُرُ الحديثُ عن إرْثِهِ وما حققَّه في سنين تولّيه السُّدَّةَ البابويّة. كما تَكثُرُ التَّكَهُّنَاتُ حولَ مَنْ سيخلِفُهُ وفي أيّ اتجاهٍ سوف ينحى بالكنيسةِ الكاثوليكيّة. ويحظى هذا التساؤلُ بأهميّةٍ كبرى خصوصًا عندما نتكلّمُ عن حبريّةٍ كحبريّةِ البابا فرنسيس، تميّزت بالجرأة في مقاربتِها للمواضيعِ الأكثر جدليّةً التي تُواجِهُ كنيسةَ الألفِ الثالث، وبدعوتِها لكنيسةٍ شاملةٍ، حوارِيّة. فهل نجح البابا فرنسيس في تكريسِ توجّهٍ جديدٍ للكنيسةِ الكاثوليكيّةِ أم أنّ خَلَفَهُ، القبطان الجديد لسفينةِ بطرس، سيديرُ الدفّةَ في اتّجاهٍ مغايرٍ؟ وما هي المواضيعُ الجدليّةُ التي واجهَها البابا فرنسيس؟ نستقي الإجابةَ من كتابٍ للأكاديميِّ والكاتبِ الكنديّ مايكل و. هيغينز [1] صدرَ سنة 2024 بعنوان: "اليسوعي المزعج" - لوحةٌ شخصيّةٌ للبابا فرنسيس".
' The Jesuit Disruptor: A Personal Portrait of Pope Francis'
بعد أنْ يتكلّمَ هيغينز عن تأثّرِ البابا فرنسيس بأربعِ شخصيّاتٍ كنسيَّةٍ طَبعَتْ فكرَهُ اللاهوتيّ وهي، القدّيسُ فرنسيس الأسّيزي [2] ، القدّيسُ اغناطيوس دي لويولا [3] ، اللاهوتيّ توماس ميرتون [4] ، واللاهوتيّ برنارد لونيرغان [5] ، يعرض نقاطًا عدّة (اخترتُ منها ثلاثًا)، "أزعج" بها البابا النظامَ الكنسيَّ الكاثوليكيَّ الحاليّ ودفعَ الكنيسةَ، إلى الحوارِ حولَ هذه النقاط، في مراجعةٍ نقديّةٍ ذاتيّة بعيدًا عن التصلُّب الفكريّ. إنَّ هذه الأفكار الثلاث لا تختصرُ فكرَ البابا فرنسيس ولاهوتَه، ولا تلخّصُ حبريَّتَه وإرثَه، إلّا أنّها تُعتبَرُ الأكثرَ التباسًا وإثارةً للجدل، نذكر منها:
المِثليّة الجِنسيّة
لا ينحى البابا فرنسيس عن تعليمِ الكنيسةِ الكاثوليكيّةِ الرسميّ في موضوعِ "المِثلِيّة الجِنسيّة"، الذي أكّد " انها تتعارضُ والشريعةِ الطبيعّية. إنّها تُغلقُ الفعلَ الجنسيَّ على عطاءِ الحياة. فهيَ لا تتأتّى من تكاملٍ حقيقيٍ في الحبِّ والجنس. ولا يمكنُ الموافقة عليها في أيِّ حالٍ من الأحوال [6]." غيرَ أنّه ذكّرَ بفقرةٍ في "التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة"، تؤكّد على أنَّ: " هذه النزعة، المنحرفة موضوعيًّا، هي بالنسبة إلى مُعظمِهِم مِحنَة. فيجِبُ تقبُّلُهم باحترامٍ وَشَفَقَةٍ ولُطفٍ. ويجبُ تحاشي كلّ علامةٍ من علاماتِ التمييزِ الظالمِ بالنسبةِ إليهِم. هؤلاءِ الأشخاص مدعُوُونَ إلى تحقيقِ مشيئةِ الله في حياتِهم، وإذا كانوا مسيحيّين، أن يَضُمُّوا إلى ذبيحةِ صليبِ الربِّ المصاعبَ التي قد يُلاقُوَنها بسببِ وَضعِهِم" [7].
ولعلَّ جوابَ البابا فرنسيس في تمّوز 2013 على متنِ الطائرةِ الّتي كانت تُقِلُّهُ منَ البرازيل بعدَ اختتامِ "اليومِ العالميِّ للشبيبة"، قد أصبحَ الأشهَرَ (والأزعَج)، حيثُ قالَ "إذا كانَ هُناكَ شَخصٌ مثليُّ الجِنس، يَسعى إلى الله، ويتحلَّى بالإرادةِ الخَيّرَةِ، فَمَن أنا كي أحكُمَ عليهِ؟"
لقد دعا البابا إلى التمييزِ بين الفعلِ الشائنِ وبين الشخصِ الّذي يَرتَكِبُهُ، وبالتالي إلى إدانة الفِعل لا الشَخص. وفي سنةِ 2014، دعا إلى سينودُس استثنائيّ حولَ "العائلة"، استغرَقَتْ أعمالُهُ سَنَتَيْن، واتّسمَ بتشجيعِ المشاركينَ على التكلُّمِ وإبداءِ الرأي، من دونِ خوفٍ أو حَيَاء. في نهايةِ هذا السينودس سنة 2016، أصدرَ البابا الإرشادَ الرسوليَّ " فَرَح الحُبّ - Amoris Laetitia".
وفي حينِ ذَكَرَتِ الفقرةُ 251 إنَّهُ لا يُمكِنُ المُساواة بينَ الزواجِ المسيحيِّ، أي تدبير الله حولَ الزواج والعائلة، وبينَ الاتِّحاداتِ المرتبطةِ بأشخاصٍ مثليّين، شدّدتِ الفقرات 307 حتّى 312 على "منطقِ الرحمةِ الرعويّة". في الفقرةِ 312 يحذِّرُ البابا من " تطويرِ تعليمٍ أدبيٍّ بَارِدٍ، ونَظَرِيٍّ بحتٍ، في الَتَعامُلِ معَ القضايا الأكثرِ حساسيَّة، وَيَضَعُنا بدلًا مِن ذَلِكَ في سِياقِ التَمييزِ الرعويِّ المُفعَمِ بالحبِّ الرحيم، الذي يجعَلُنَا مستعدِّينَ دائمًا لأن نفهَمَ، ونَغفِرَ، وَنُتَابِعَ، وَنَرجُوَ، وقبلَ كلِّ شيءٍ َنسعى لإدماجِ الآخرين. هذا هو المنطقُ الّذِي يجبُ أَن يسُودَ في الكنيسةِ، من أجلِ "عيشِ خِبرةِ انفتاحِ القلبِ على أُولَئِكَ الذينَ يعيشونَ في الضواحي الوجوديَّةِ الأكثرِ نأْيًا"".
في الخلاصةِ، لم يشأ البابا أَنْ يكونَ أيُّ إنسانٍ مؤمنٍ خارجَ الكنيسة، وبعيدًا عنها، فجعلَ من نفسِهِ جِسرًا للعُبُور، يُقَرِّبُ المسافاتِ لكلِّ مهمّشٍ، للعودةِ إلى حُضنِ الآب.
دورُ النساءِ في الكنيسة
على الرغم من أنَّ المجمعَ الفاتيكانيّ الثاني [8] أصدر قرارًا مجمعيًّا مخصّصًا لرسالةِ العلمانييّن في الكنيسة [9] ، ودعا في فصلِه الثالثِ إلى أنْ "يتزايدَ إسهامُ المرأةِ في مختلِفِ مجالاتِ العملِ الرسوليّ في الكنيسة"، إلّا أنَّ تطبيقَ هذه التوصيةِ تأخّرَ كثيرًا في الكنيسةِ الكاثوليكيّة، وعلى الرغم من إصدارِ قداسةِ البابا يوحنّا بولس الثاني رسالةً رسوليّةً عن "كرامة المرأة" [10] إلّا أنَّ المفاعيلَ التطبيقيّةَ لدعوةِ الكنيسةِ للمرأةِ إلى المشاركةِ في رسالتِها، بقيتْ محصورةً بأدوارٍ رمزيّة. على سبيلِ المثال، لم تعدّلِ الكنيسةُ الكاثوليكيّةُ قوانينَها التي كانتْ تمنعُ النساءَ من خدمةِ المذبحِ والقراءاتِ والترتيلِ حتّى سنة [11] 1994.
هذا ولم ينحَ البابا فرنسيس عن تعليمِ البابوات السابقين في موضوع "كهنوت المرأة" وعدم قبولها للدرجات المقدّسة [12] ، لكنَّه قاربَ خلالَ حبريّتِه، موضوعَ دورِ المرأةِ في الكنيسةِ بطريقةٍ تختلفُ عن الأحبارِ الذين سبقوه، من خلالِ مساعٍ ثلاثة:
أ. أقرَّ البابا فرنسيس بالتهميشِ الحاصلِ للنساءِ في الكنيسةِ وسعى لأنْ يكونَ جسرًا للحوار، وأنْ يبقى هذا الموضوعُ "مزعجًا" للنظامِ القائمِ وحاضرًا بشكلٍ دائمٍ في معظمِ كتاباتِه وتصريحاتِه.
ب. شكّلَ لجنةَ خبراء سنة 2016 لمناقشةِ موضوعِ قبولِ نساءٍ في درجةِ الشمّاسيّة [13] ، إلّا أنّ نتائجَ دراسةِ اللجنةِ لم تكنْ حاسمة، ممّا دفعه إلى تشكيلِ لجنةٍ من خبراء آخرين سنة 2020 لدراسة الموضوع نفسه.
ت. أقرنَ البابا فرنسيس القولَ بالفعل، وسعى لإشراكِ المرأةِ في "الإدارةِ الكنسيّة الفعليّة" من خلال تعييناتٍ ثوريّةٍ في مواقعِ القرارِ الكنسيّ. فعند إصدارِه سنة 2022 دستورًا رسوليًّا بعنوان "أعلنوا البشارة Predicate Evangelium"، أعادَ فيه هيكلةَ الكوريا الرومانيّة [14] ، صدمَ الكنيسةَ بإعلانِه انَّ جميعَ المؤمنين، "نساءً ورجالًا"، يستطيعون أنْ يتبوّأوا مناصبَ المسؤوليّةِ والإدارةِ في مجامعِ الكوريا ومجالسِها ولجانِها. وأثبتَ جدّيَّةَ هذا التوجّهِ بتعيينِه في السادس من كانون الثاني 2025 الأخت سيمونا برامبيلا، أوّلَ امرأةٍ تترأّسُ دائرةً من دوائرِ الكوريا، هي "دائرةُ مؤسّساتِ الحياةِ المكرّسةِ وجمعيّاتِ الحياةِ الرّسوليّة". واستتباعًا لهذه الخطوة، عيّن البابا في الخامس عشر من شباط 2025، أوّلَ امرأةٍ حاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان [15] ، الأخت رافاييلا بيتريني. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المناصبَ كانت محصورةً بالكرادلة فقط.
السينودسيّة
لقد تطرّقْنا إلى التعديلاتِ الإصلاحيّةِ التي أدخلَها البابا فرنسيس على نظامِ الكوريا الرومانيّة في معرضِ حديثِنا في النقطةِ الثانيةِ عن دورِ المرأةِ في الكنيسة. ويزعَمُ هيغينز أنَّ الذين انتخبوا البابا فرنسيس بهدفِ إصلاحِ الكوريا، خصوصًا بعد حبريّةِ بنديكتوس السادس عشر، تفاجؤوا بأنَّ البابا الجديدَ لا ينوي إصلاحَ الكوريا فقط، بل الكنيسة جمعاء. لا يخشى البابا فرنسيس الفوضى والفضائح، فهو يريدُ إزعاجَ الفسادِ إنْ وُجِد، ودَفعَهُ إلى التغييرِ الحتميّ.
لقد أرادَ البابا إعادةَ المهمّشينَ والمرذولينَ والمرفوضينَ إلى الكنيسة، على أنْ تصبحَ الكنيسةُ أوّلًا، جاهزةً لاستقبالِهِم. هو يرى الكنيسةَ كـ"فعل" وليس كـ"اسم"، يريدُها ديناميكيّةً فعّالةً حيّة، لذلك اختارَ أنْ تكونَ كنيستُه "سينودسيّة [16]".
يعرّف البابا فرنسيس "الكنيسة السينودسيّة"، بكنيسةٍ تصغي، وتُدركُ أنَّ الإصغاءَ أكثرُ من مجرّدِ سماع، هو إصغاءٌ متبادَل... الشعبُ المؤمن، مجمعُ الأساقفة، أسقفُ روما... يصغون لبعضِهِمِ البعض، ويصغون معًا للروح القدس، "روح الحق" [17].
ولكي يتأكّدَ البابا أنَّ مجمعَ الأساقفةِ سيتبعُ هذا النفس السينودسي، أصدرَ سنة 2018 دستورًا رسوليًّا بعنوان "الشراكة الأسقفيّة"، الذي أكّدَ فيه التالي: " إذا منحَ الحبرُ الروماني سلطةَ التداولِ لجمعيّةِ السينودس، بحسب القانون 343 من القانون الكنسي، فإنَّ الوثيقةَ الختاميّة تصبحُ جزءًا من السلطِة التعليميةِ العاديّةِ لخليفة بطرس بمجرّدِ التصديقِ عليها وإصدارِها [18]."
ومن ثمّ كلّلَ مسيرةَ الكنيسةِ السينودسيّة بمجمعٍ حول "السينودسيّة" استمرَّ من سنة 2021 حتّى سنة 2024، طبّقَ فيه ما أعلنَه في الدستور الرسولي "الشراكة الأسقفيّة" من خلال جعلِ الوثيقةِ الختاميّةِ جزءًا من تعليمِ الكنيسة. ورغم انتقادِ بعضِ التيّارات المحافظةِ لهذا المجمع، والتشكيكِ في جدّيةِ توجّهِ البابا فرنسيس نحو شراكةٍ أكبرَ في صنعِ القرارِ الكنسي، بقيَ البابا مصرًّا على "إزعاج" من يمثّلُ هذه التيّاراتِ والاصغاءِ للأصواتِ التي كانتْ سابقًا لا تحظى بفرصةٍ للتعبير عن تصوّرِها للكنيسةِ ورسالتِها. وتمثّلَ هذا الإصرارُ بإشراكِ سبعين علمانيًّا (نصفهم من نساء)، في أعمالِ وجلسات السينودس وإعطائهم حقَّ التصويت، وهي سابقةٌ في تاريخِ الكنيسة.
ختامًا ، يبدو أنَّ السؤالَ المطروحَ حولَ إرثِ البابا فرنسيس، بعد انتهاءِ حبريّتِه، لا يراودُ المحيطين به فقط، بل البابا نفسه. فعندَ بدءِ تدهورِ حالتِه الصحّيةِ في شباط 2025، عمدَ إلى اتّخاذِ بعضِ الخطواتِ لضمانِ سلاسةِ انتقالِ السدّةِ البطرسيّة، وتجنُّبِ مخاضٍ عسيرٍ لانتخابِ البابا المقبل. فهو، على سبيلِ المثال، مدّدَ في السادس من شباط، ولايةَ الكاردينال جيوفاني باتيستا راي، كعميدٍ لمجمعِ الكرادلة، وبقرارِه هذا، تخطّى البروتوكول المعتمَد. ولعلَّ هذا التدبيرَ يهدفُ إلى أنْ يحرصَ الكاردينال المخضرمُ على حسنِ سيرِ العمليّةِ الانتخابيّةِ للبابا الجديد.
كما وأنَّ مرسومَ تعيينِ الأختِ رافاييلا بيتريني، كحاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان، قد عجّلَ موعدَ تسلّمِها مسؤوليّاتِها في الأوّل من آذار، وقد أثارتْ هذه الخطوة تساؤلاتٍ عدّة حول ارتباطِ هذا التغييرِ في التواريخِ بوضعِ البابا الصحّي.
لقد ختمَ البابا فرنسيس الكنيسةَ بطابعِه الشخصيّ، ويتجلّى ذلك من خلال مجمعِ الكرادلة، الهيئة الانتخابيّة، التي يشكّل الكرادلةُ الذين عيّنَهم البابا فرنسيس بذاتِه حوالى الثمانين بالمئة منها. فاستمرارُ التوجُّهِ الذي أرادَه البابا فرنسيس للكنيسة، مرتبطٌ بالتزامِهِم بكنيسةٍ "سينودسيّة، منفتحةٍ على الجميع".
ويبقى المثلُ الإيطاليُّ القائل: "مَنْ دخلَ المجمعَ بابا، خرج منه كاردينالًا" [19]
الاب بسّام بو رعد جعجع
[1] هيغينز، حاصلٌ على شهادات جامعيّة في الأدبِ الإنجليزيّ والترّبية والفلسفة، أبرزها دكتوراه من جامعة "القلب الأقدس" في كونيكتيكت سنة 2008. وقد شغل مناصب أكاديميّة وإداريّة في جامعات كاثوليكيّة، له العديد من المؤلَّفات التي تشمل مواضيعَ كنسيّة ولاهوتيّة.
[2] فرنسيس الأسيزي (1181 – 1126)، راهبٌ وروحانيٌّ إيطاليٌّ اشتَهَرَ بتأسيسِ "رهبانيّة الإخوة الأصاغر"، عُرِفَ بتَوَاضُعِهِ وَمحبَّتِهِ للفُقراء وعَيْشِهِ للنذورِ الرهبانيِّة الثلاثة "الفقر والعفّة والطاعة".
[3] اغناطيوس دي لويولا (1491 – 1556)، راهبٌ ولاهوتيٌّ اسبانيّ اشَتهَرَ بتأسيسِ الرهبانيِّة اليسوعيّة (جمعيّة يسوع)، اشتهر بكتابَة "الرياضات الروحيّة" كوسيلةٍ لمراجعةِ الذاتِ وتمييزِ مشيئةِ الله. أضافَ إلى النذورِ الرهبانيّةِ الثلاثة نُذرًا رابعًا هو "الطاعة لقداسة البابا".
[4] توماس ميرتون (1915-1968)، راهبٌ أميركيٌّ من رهبنةِ "الترابيست" التي تُعرَف بتشدُّدِهَا في اتّباعِ القوانينَ الرهبانيّةَ والمحافظةِ على الصمتِ لفتراتٍ طويلةٍ منَ النَهَار، وهو أبرزُ اللاهوتيِّينَ الأميركيِّينَ في القرنِ العشرين، تميّز بعُمقِ كِتاباتِهِ اللاهوتيّة وبتشجيعِهِ ل "حوارِ الأديان".
[5] برنارد لوريغان (1904 – 1984)، راهبٌ ولاهوتِيٌّ وفيلسوفٌ كنديّ من "الرهبانيّة اليسوعيّة"، عُرِفَ بمَنهَجِيتِهِ العِلميّة ومُقارَبَتِهِ الدقيقة للحقائقِ اللاهوتيّة، وارتكز في كتاباتِهِ على أعمالِ القدّيس "توما الأكوينيّ" والمقاربةِ بين الفلسفةِ واللاهوت.
[6] التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الفقرة 2357.
[7] التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الفقرة 2358.
[8] انعقد المجمع الفاتيكانيّ الثاني بين عامَيّ 1962 و1965 وصدر عنه أربعة دساتير، وتسعة مراسمَ وقرارات، وثلاثة تصريحات كانت محوريّة في تشكيل نهجٍ جديد للكنيسة الكاثوليكيّة في القرن العشرين.
[9]"في رسالة العلمانيين" Apostolicam actuositatem أعلنه البابا بولس السادس في تشرين الثاني 1965.
[10] Mulieris Dignitatem صدرت في عيد انتقال السيّدة العذراء سنة 1988.
[11] تحديدًا في النقطة الثانية من القانون 230 حيث أُزيلت كلمة "الرجال العلمانيّون" واستُبدلت بكلمة "الأشخاص العلمانيّون".
[12] في مقابلة نُشرت في مجلة الآباء اليسوعيين "America Magazine"، في تشرين الثاني 2022، صرّح البابا فرنسيس بشكل لا لبس فيه إنّه لا يمكن رسامة النساء لنيل سرّ الكهنوت، لكنه شدّد على الدور المهم الذي يجب أن تؤدّيَه النساء في حياة الكنيسة.
[13] توجدُ شواهدُ في تاريخ الكنيسة الأولى عن نساءٍ قمْنَ بخدمة الشمّاسيّة، وقد ذكر إحداهنّ القدّيس بولس في رسالته إلى أهل روما، الفصل السادس عشر، الآية الأولى.
[14] الكوريا الرومانيّة هي الجهاز الإداريّ والاستشاريّ والتنفيذيّ الذي يعاون البابا، وهي مؤلَّفة من رئاسة وزراء دولة الفاتيكان والمجامع والمجالس واللجان المختلفة.
[15] اللقب الرسميّ الكامل لمنصبها هو "رئيسة اللجنة الحبريّة لحاكميّة دولة حاضرة الفاتيكان ورئيسة حاكميّة دولة حاضرة الفاتيكان".
[16] كلمة "سينودس" تأتي من اليونانيّة σύνοδος وتعني "تجمّع – اجتماع"، وقد درج استعمالُها إشارةً إلى مجامع الأساقفة خلال التاريخ.
[17] حديث البابا فرنسيس بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيس سينودس الأساقفة 2015.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
بمناسبة عيد تحرير الجنوب اللبناني.. بيان للحوثيين
صدر عن المكتب السياسي لأنصار الله البيان التالي: نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لأمين عام حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني بمناسبة العيد 25 للمقاومة والتحرير. مناسبة العيد 25 للمقاومة والتحرير توجت بالهزيمة المذلة للصهيوني وطرده من جنوب لبنان. انتصار المقاومة الإسلامية في 25 مايو 2000 متغير استراتيجي مهم في إطار الصراع العربي والإسلامي مع العدو الصهيوني. الأمة العربية والإسلامية بانتصار المجاهدين في حزب الله استعادت الثقة بنفسها وشعوبها وإمكانياتها الذاتية. انتصار حزب الله على العدو في 2006 رسم خطوط معادلات وقواعد اشتباك جديدة مع كيان الاحتلال. نجدد العهد والوفاء مع حزب الله ومع المقاومة والسير على خطى القادة الشهداء، وفي مقدمتهم شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه. نؤكد التضامن مع لبنان والمقاومة الإسلامية ونستنكر الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق الأراضي والسيادة اللبنانية. ندعو الأطراف اللبنانية إلى استلهام دروس التاريخ التي أكدت أن قوة لبنان كانت وستبقى في مقاومته الشريفة، وفي سلاحها الذي شكل توازن الردع مع العدو الصهيوني.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
"لبنان بلا سلاح المقاومة لن يكون أكثر من مستوطنة إسرائيلية".. قبلان: من يهمه لبنان لا يستسلم لا للأميركيين ولا لأحد آخر
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة تمنين التحتا قال فيها: "ولأننا في يوم الخامس والعشرين من أيار، بكل ما يعنيه هذا التاريخ، من تاريخ مقاومة وتضحيات وعيد تحرير وانتصار وطني وفخر سيادي شامل، ولأننا على منبر أم مربّية، وبيت مقاوم، يعيش واقع البلد والمنطقة بالصميم، لأننا في لحظة تاريخية تكاد تكون غير مسبوقةـ ولأن واقع المنطقة والبلد معقّد للغاية، والعين الإقليمية والدولية فيه على ضرب صميم من هزم الاحتلال الإسرائيلي، والمشروع الأميركي، الذي احتل البلد منذ الاجتياح الإسرائيلي، والذي واكبته متعددة الجنسيات بقيادة واشنطن لتهويده وصهينته والانتهاء من أمره، فانتهى الأمرُ بأسوأ هزيمة طالت أسطورة إسرائيل ومتعددة الجنسيات على يد المقاومة التي انتشلت لبنان من أسوأ احتلال، وأعزّته بأعظم الانتصارات، ولأن كل يوم من أيامنا هذه يضعنا في قلب التاريخ، وعين العاصفة". أضاف: "أتوجّه للبنانيين أولاً والرسميين والسياسيين ثانياً، بالمنطق القرآني والانجيلي، وبتراث آل محمد وتعاليم المسيح، لا شيء أعظم من النخوة: نخوة الوعي والاعداد والتلاقي والشراكة والتضحية والعائلة الواحدة والأخلاقيات الضامنة والمواقف الشجاعة، وبدين الله ورسالات نبوّاته: الانسان أولاً، ببعد النظر عن الملّة واللون والعرق والتراث والاثنية. والإنسان بعهد الله مقرونٌ بكرامته وأخلاقياته، وخسارة الإنسان لكرامته وأخلاقياته أو التفريط بها يُعتبر خيانة عند الله، ولا شيء أسوأ يوم القيامة من خيانة العدل والفطرة وسيادة الأوطان عند الله سبحانه وتعالى. وهذا ما رفعه الامام الحسين (ع) كشعار مركزي لثورته المباركة، التي قدّم فيها أكبر أولياء الله ليقول للخليقة: إياكم والسكوت عن ظالم أو طاغية أو فاسد أو جبّار أو قارون مالي أو داعية استسلام. والظالم والفاسد والطاغية ومن لا يهمّه وطن لا دين له، وأي سكوت عن هؤلاء وعن غرف الخراب الإقليمي والدولي أو أي فشل بالخيار السياسي والأخلاقي والوطني يضع الناس في وجه بعضها البعض، ويُشعل نار الفتن المجنونة، ويدفع بهذا البلد وأهله نحو كارثة الخراب". وتابع: "لذلك بنظر الامام الحسين (ع): السلطة التي تُصادر الإنسان تصاحب الشيطان، والقضاء الذي يلعب دور ناطور السلطة الفاسدة يُضيّع أمانة الله بالشعب والدولة وشراكة الناس، والدعاة أو الإعلام الذي يتغذّى على التمويل الفاسد والتعاليم المسمومة التي تُصادر مصالح البلد والناس، يضع الناس والبلد بين أنياب إبليس، ويأخذ البلد على الخراب، والكيانات المالية التي تلعب لصالح كارتيلات الطغيان الدولي والإقليمي ليست أقل عداوة لهذا البلد من إسرائيل ورعاتها، مع العلم أنه لا شيء أكثر فساداً وإرهاباً من إسرائيل ورعاتها. وموقفنا هنا: البلد وطن الله والعائلة اللبنانية، والإسلام والمسيحية ذمة واحدة، وحقّ واحد، وميزان واحد، وشراكة واحدة، ولا يمكن أبداً أن يكون الدين سبب العداوة أو الفرقة أو الخراب، فقط السياسة النَزِقة وبالأخص السياسية الإقليمية والدولية القذرة. والخطورة داخلياً تكمن باللعبة السياسية التي تعتاش على الارتزاق الرخيص ومشاريع الفتن، وخندقة الطوائف، والارتزاقُ بالسياسة الإقليمية والدولية خطير، خطير لدرجة أنه يريد تفجير البلد للخلاص ممن يعارض إسرائيل بكل ما تعنيه إسرائيل من طغيان وإجرام وفظاعات. وبصراحة أكثر: النوايا الإقليمية والمشروع الدولي يريدُ رأسَ المقاومة بكل ما تعنيه المقاومة من تحرير وضمانة وطنية وضرورة استقلال، ولا تحرير بلا مقاومة، ولا سيادة بلا مقاومة، ولا دولة ومؤسسات بلا مقاومة، فالمقاومة وسلاحها والجيش الوطني ضمانة وجود وبقاء واستمرار لبنان، ودون ذلك خيانة للبنان واستسلام وليس فينا من يستسلم، بل زمن الاستسلام ولّى الى غير رجعة". وقال: "ولأننا في قلب أخطر الأزمات الوطنية على الاطلاق، أنصحُ الفريق السياسي الجديد أن يقرأ المنطقة والعالم ومشاريع الخراب بشكلٍ جيد، وأن لا يتجاوز الخطوط الوطنية الحمراء، فلا مصلحة فوق مصلحة لبنان، ومصلحة لبنان من مصلحة المقاومة، والمعادلة الدفاعية تقوم على حقيقة: أن المقاومة والجيش ضمانة سيادية عليا للبنان، والمطلوب سياسة دفاعية تليق بأكبر بطولات المقاومة منذ عام 1982، ويجب أن نتذكّر أن إسرائيل والمشروع الأطلسي انكسر على تخوم بلدة الخيام الحدودية بفضل المقاومة وتضحياتها الأسطورية، ولبنان بلا سلاح المقاومة لن يكون أكثر من مستوطنة إسرائيلية، والشجاعة الوطنية ضرورة عليا، والهروب وبيانات الإدانة فشل واستسلام، والثقة بالأميركان ثقة بإبليس، والبقاع والجنوب والضاحية ميدان ملاحم وسيادة وتضحيات، ولولا هذه التضحيات لما بقي بلد اسمه لبنان، والإصرار على خنق بيئة المقاومة يضع البلد بفوّهة بركان، واللعبة مكشوفة، والنوايا واضحة، ولا قيام للبنان بلا قيام جنوبه وضاحيته وبقاعه". وختم: "من يهمه لبنان لا يستسلم، لا للأميركيين ولا لأحد آخر".


المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
قبلان: من يهمه لبنان لا يستسلم للأميركيين
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة تمنين التحتا قال فيها: "ولأننا في يوم الخامس والعشرين من أيار، بكل ما يعنيه هذا التاريخ، من تاريخ مقاومة وتضحيات وعيد تحرير وانتصار وطني وفخر سيادي شامل، ولأننا على منبر أم مربّية، وبيت مقاوم، يعيش واقع البلد والمنطقة بالصميم، لأننا في لحظة تاريخية تكاد تكون غير مسبوقةـ ولأن واقع المنطقة والبلد معقّد للغاية، والعين الإقليمية والدولية فيه على ضرب صميم من هزم الاحتلال الإسرائيلي، والمشروع الأميركي، الذي احتل البلد منذ الاجتياح الإسرائيلي، والذي واكبته متعددة الجنسيات بقيادة واشنطن لتهويده وصهينته والانتهاء من أمره، فانتهى الأمرُ بأسوأ هزيمة طالت أسطورة إسرائيل ومتعددة الجنسيات على يد المقاومة التي انتشلت لبنان من أسوأ احتلال، وأعزّته بأعظم الانتصارات، ولأن كل يوم من أيامنا هذه يضعنا في قلب التاريخ، وعين العاصفة". أضاف: "أتوجّه للبنانيين أولاً والرسميين والسياسيين ثانياً، بالمنطق القرآني والانجيلي، وبتراث آل محمد وتعاليم المسيح، لا شيء أعظم من النخوة: نخوة الوعي والاعداد والتلاقي والشراكة والتضحية والعائلة الواحدة والأخلاقيات الضامنة والمواقف الشجاعة، وبدين الله ورسالات نبوّاته: الانسان أولاً، ببعد النظر عن الملّة واللون والعرق والتراث والاثنية. والإنسان بعهد الله مقرونٌ بكرامته وأخلاقياته، وخسارة الإنسان لكرامته وأخلاقياته أو التفريط بها يُعتبر خيانة عند الله، ولا شيء أسوأ يوم القيامة من خيانة العدل والفطرة وسيادة الأوطان عند الله سبحانه وتعالى. وهذا ما رفعه الامام الحسين (ع) كشعار مركزي لثورته المباركة، التي قدّم فيها أكبر أولياء الله ليقول للخليقة: إياكم والسكوت عن ظالم أو طاغية أو فاسد أو جبّار أو قارون مالي أو داعية استسلام. والظالم والفاسد والطاغية ومن لا يهمّه وطن لا دين له، وأي سكوت عن هؤلاء وعن غرف الخراب الإقليمي والدولي أو أي فشل بالخيار السياسي والأخلاقي والوطني يضع الناس في وجه بعضها البعض، ويُشعل نار الفتن المجنونة، ويدفع بهذا البلد وأهله نحو كارثة الخراب". وتابع: "لذلك بنظر الامام الحسين (ع): السلطة التي تُصادر الإنسان تصاحب الشيطان، والقضاء الذي يلعب دور ناطور السلطة الفاسدة يُضيّع أمانة الله بالشعب والدولة وشراكة الناس، والدعاة أو الإعلام الذي يتغذّى على التمويل الفاسد والتعاليم المسمومة التي تُصادر مصالح البلد والناس، يضع الناس والبلد بين أنياب إبليس، ويأخذ البلد على الخراب، والكيانات المالية التي تلعب لصالح كارتيلات الطغيان الدولي والإقليمي ليست أقل عداوة لهذا البلد من إسرائيل ورعاتها، مع العلم أنه لا شيء أكثر فساداً وإرهاباً من إسرائيل ورعاتها. وموقفنا هنا: البلد وطن الله والعائلة اللبنانية، والإسلام والمسيحية ذمة واحدة، وحقّ واحد، وميزان واحد، وشراكة واحدة، ولا يمكن أبداً أن يكون الدين سبب العداوة أو الفرقة أو الخراب، فقط السياسة النَزِقة وبالأخص السياسية الإقليمية والدولية القذرة. والخطورة داخلياً تكمن باللعبة السياسية التي تعتاش على الارتزاق الرخيص ومشاريع الفتن، وخندقة الطوائف، والارتزاقُ بالسياسة الإقليمية والدولية خطير، خطير لدرجة أنه يريد تفجير البلد للخلاص ممن يعارض إسرائيل بكل ما تعنيه إسرائيل من طغيان وإجرام وفظاعات. وبصراحة أكثر: النوايا الإقليمية والمشروع الدولي يريدُ رأسَ المقاومة بكل ما تعنيه المقاومة من تحرير وضمانة وطنية وضرورة استقلال، ولا تحرير بلا مقاومة، ولا سيادة بلا مقاومة، ولا دولة ومؤسسات بلا مقاومة، فالمقاومة وسلاحها والجيش الوطني ضمانة وجود وبقاء واستمرار لبنان، ودون ذلك خيانة للبنان واستسلام وليس فينا من يستسلم، بل زمن الاستسلام ولّى الى غير رجعة". وقال: "ولأننا في قلب أخطر الأزمات الوطنية على الاطلاق، أنصحُ الفريق السياسي الجديد أن يقرأ المنطقة والعالم ومشاريع الخراب بشكلٍ جيد، وأن لا يتجاوز الخطوط الوطنية الحمراء، فلا مصلحة فوق مصلحة لبنان، ومصلحة لبنان من مصلحة المقاومة، والمعادلة الدفاعية تقوم على حقيقة: أن المقاومة والجيش ضمانة سيادية عليا للبنان، والمطلوب سياسة دفاعية تليق بأكبر بطولات المقاومة منذ عام 1982، ويجب أن نتذكّر أن إسرائيل والمشروع الأطلسي انكسر على تخوم بلدة الخيام الحدودية بفضل المقاومة وتضحياتها الأسطورية، ولبنان بلا سلاح المقاومة لن يكون أكثر من مستوطنة إسرائيلية، والشجاعة الوطنية ضرورة عليا، والهروب وبيانات الإدانة فشل واستسلام، والثقة بالأميركان ثقة بإبليس، والبقاع والجنوب والضاحية ميدان ملاحم وسيادة وتضحيات، ولولا هذه التضحيات لما بقي بلد اسمه لبنان، والإصرار على خنق بيئة المقاومة يضع البلد بفوّهة بركان، واللعبة مكشوفة، والنوايا واضحة، ولا قيام للبنان بلا قيام جنوبه وضاحيته وبقاعه". وختم: "من يهمه لبنان لا يستسلم، لا للأميركيين ولا لأحد آخر".