أيّ دوافع جعلت برّي يرسل تنبيهاً أولياً؟
لم يكن جديداً على المشهد السياسي أن يصعّد رئيس الحكومة نواف سلام في وجه "حزب الله" من بوابة التشديد على تسلم السلاح، ما فتح الباب أمام جولة جديدة من السجال الكلامي الذي انضمّ إليه جدد، لكن المفاجأة كانت في نزول رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ميدان المنازلة شخصياً، وهو ما فرض وقعاً جديداً ومساراً مختلفاً.
لذا كان السؤال: ما العنصر المستجد الذي استدعى من بري توجيه رسالة مقتضبة لكنها مكثفة عندما قال في تصريح له "إذا أراد سلام أن يسخن فنحن مستعدون وإذا أراد أن يبرد فنحن لها". فبالموقف الذي أطلقه رئيس المجلس، يكون الثنائي الشيعي قد جاهر باستعداده للمضيّ في أمرين:
الأول أنه ليس في وارد ترك الحزب وحده وأن موضوع السلاح ومصيره يخصّ الطائفة الشيعية كلها.
الثاني أنه لن يسكت بعد اليوم على أيّ موقف يعتبره مسيئاً له في المعادلة الداخلية.
فقبل بري كان لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وللمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان مواقف رافضة لتصريحات سلام، وممّا حفزهما على الإدلاء بتلك المواقف موقف سلام من أن فكرة تصدير الثورة الإيرانية قد انطوت. لذا لم يكن أمام بري أن يظلّ في موقف المتفرج – المحايد، فكان بديهياً أن يبعث برسالته المقتضبة تلك إلى سلام.
زوّار عين التينة خرجوا باستنتاج فحواه أن بري يسجل جملة مآخذ على أداء الحكومة ورئيسها إلى درجة أنه أطلق في جلسة خاصّة مع عدد من زواره تعبير أن الأمور لا تسير سيراً صحيحاً في داخل الحكومة لجهة إنفاذ ما تعهّدت والتزمت به من مهمات وتعهدات وخصوصاً لناحيتين:
الأولى إعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية على لبنان.
الثانية لجهة الالتزام بموجبات الإصلاح الإداري وإنهاء المحاصصة.
ففي الموضوع الأول يشكو وزراء مهتمون بموضوع إعادة الإعمار من عدم الحماسة الحكومية للأمر برمّته واستنكاف رئيسها عن اتخاذ أيّ إجراءات في هذا المجال تشي بأنه مهتم وبأنه سيفي بما تعهّد به في البيان الوزاري لحكومته، وخصوصاً لجة إقرار التشريعات والقوانين الواجبة الوجود لتكون أرضية لازمة عندما تأتي المساعدات.
فضلاً عن ذلك فإن الرئيس بري يتوقف ملياً عند مسألة التفاوت الواضح في الأداء تجاه قضايا حسّاسة كقضيّة حصرية السلاح بين رئيس الجمهورية جوزف عون وبين الرئيس سلام، وهو ما يعني بالنسبة إلى عين التينة أن التباين ليس في الأداء ومقاربة المواضيع فحسب بل في الخلفيات والدوافع، فثمّة رئيسٌ يحرص على إنجاح عهده عبر أداء موزون يدلّ على تفهّم للتعقيدات، وبين أداءٍ دوافعه مختلفة. وواقع الحال هذا يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد السياسي برمّته وعلى أداء الحكم.
أما بالنسبة إلى الأداء الحكومي فإن معظم الخطوات التي أقرتها الحكومة وخصوصاً في مسألة التعيينات، قد أسقطت إلى حدّ بعيد كلّ التعهدات بالإصلاح وطيّ صفحة المحاصصة، وأوضح دليل على ذلك تعيينات مجلس الإنماء والإعمار.
وبناءً على ذلك يبدو وفق المصدر أن هذه المعطيات والوقائع المتراكمة هي ما دفعت بري لبعث رسالته التحذيرية تلك وهو ما زال ينتظر الردّ ليُبنى على الشيء مقتضاه.
ابراهيم بيرم - "النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 30 دقائق
- IM Lebanon
نصيحة من بلاسخارت لـ'الحزب' سيكررها لودريان!
كتبت لارا يزبك في 'المركزية': منذ ايام قليلة، وفي 30 ايار الماضي تحديدا، اجتمع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في 'حزب الله'وفيق صفا مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت. واشار بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب الى، ان 'الاجتماع يأتي في اطار لقاءات التنسيق الدورية، حيث تمّ البحث، في قرار مجلس الأمن 1701 والتطورات الراهنة في جنوب لبنان، كما تناول اللقاء المستجدات على طول الخط الأزرق والاعتداءات الصهيونية المتكررة على لبنان ومخاطر التصعيد المحتمل، وضرورة الالتزام والتقيد بالقرار الأممي حفاظاً على الاستقرار في المنطقة'. هذا الاجتماع حضرت في صلبه، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ'المركزية'، الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها 'الاهالي' جنوبا وفي الضاحية الجنوبية احيانا، على اليونيفيل، حيث طالبت بلاسخارت حزب الله، بضبط ناسهم وبوقف هذا السلوك لانه لا يساعد في تثبيت الهدوء جنوبا عموما ولا في تمديد سلس لليونيفيل وفق الصيغة التي يطلبها لبنان الرسمي، خصوصا. غير انه وبعد هذا اللقاء، استمرت الاحتكاكات وقد عمد بعض الاهالي في بلدة صديقين في قضاء صور، الثلثاء الى رفع رايات حزب الله وحركة امل على آلية لليونيفيل، معترضين على دخولها البلدة. بلاسخارت تواصل حركتها واتصالاتها للتمديد لليونيفيل وهو الاستحقاق المحدد في 30 آب المقبل، وقد توجهت في 2 حزيران الجاري الى إسرائيل في اطار 'المشاورات الدورية التي تجريها في شأن الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني 2024 حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. لكن بحسب ما تقول المصادر، فإن إسرائيل تضغط للتخلص من اليونيفيل او تعزيز صلاحياتها واطلاق يدها في الجنوب.. وفي حال استمر الحزب عبر الاهالي في مهاجمة القوات الدولية، فإنه سيساعد إسرائيل في الحصول على مبتغاها، علما ان الدولة اللبنانية تريد بقاء اليونيفيل جنوبا. وتشير المصادر الى ان هذا التحذير الذي نقلته بلاسخارت الى حزب الله والى السلطات اللبنانية، سينقله ايضا المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يزور بيروت الاسبوع المقبل، خاصة ان باريس صديقة بيروت وهي تدعم وجهة نظره في تجديد ولاية القوات الدولية بالصيغة المعتمدة راهنا ومن دون اي تعديل، خلافا لواشنطن الأقرب الى وجهة النظر الإسرائيلية. فهل سيأخذ الحزب النصيحة الدولية بالاعتبار؟ وهل ستعرف الدولة كيف تضع حدا لهذه الاعتداءات؟


IM Lebanon
منذ 30 دقائق
- IM Lebanon
تسليم السلاح على رصيف الانتظار
كتبت نجوى أبي حيدر في 'المركزية': الكل ينتظر الكل. انه واقع حال جميع المعنيين بملف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية في الداخل كما في الخارج. وهو ما يُفسر المراوحة التي يقبع في ظلها، على رغم اصرار العهد، حكومة ورئيساً، على تنفيذ القرار الوارد في خطاب القسم والبيان الوزاري وعدم تفويت مناسبة للتأكيد على تطبيقه. اول الاستحقاقات بعد عشرة ايام بالتمام ، يتصل ببدء تسليم السلاح الفلسطيني في ثلاثة مخيمات في بيروت. بيد ان شكوكاً كثيرة ترتسم في الافق حول امكان اقران القول بالفعل، في ضوء جملة عوامل تتداخل الى درجة التعقيد. ومع ان مخيمات بيروت، بحسب ما تفيد مصادر امنية 'المركزية' لا تواجد فيها لحركة حماس والتنظيمات الاسلامية المسلحة ولا وجود لسلاح من العيار الثقيل ولا حتى المتوسط، انما الخفيف وهي بيئة فقيرة وتشكل في جزء واسع منها بؤرا للمخدرات وتجارتها ومرتعاً للمخلين بالأمن، الا ان ضبطها امنيا ينتظر قرارا سياسيا ما زال العمل جاريا لتوفيره، متوقعة ان يتأخر موعد التطبيق بضعة ايام على الارجح، اي الى ما بعد 15 حزيران بقليل. واذ تبقى مخيمات الشمال والبقاع في البداوي وبعلبك الى المرحلة الثانية، علما ان مخيم البداوي اصعب من الجليل في بعلبك، يبرز التحدي الاكبر في مخيمات الجنوب، ولاسيما في عين الحلوة، مخيم الشتات الجامع كل التناقضات الامنية والعسكرية والسياسية، وسحب سلاحه لن يكون بالسهولة التي يتوقعها البعض او بالاستناد الى مواقف تطلقها حركة فتح ورئيسها وموفدها عزام الاحمد الموجود في لبنان، انما بقرار سياسي لبناني واقليمي. وفي انتظار القرار الكبير من الداخل والاقليم بتسوية اوضاع المخيمات الفلسطينية عسكرياً، علما ان الجيش اللبناني سيتولى المهمة، وقيادته تنشط على الخطوط الاقليمية والدولية بحثا عن الدعم اللازم لتمكينه من بسط سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية بعد سحب كل السلاح، وفي انتظار مده بالدعم لا سيما من واشنطن وعدد من الدول العربية، تبقى الانظار متجهة الى سلاح حزب الله، المجموع بنسبة 90 في المئة جنوب الليطاني، بحسب المصادر، بالتعاون بين الجيش وقوات اليونيفيل التي تجهد في تحديد مواقع مخازنه من دون اي تنسيق مع حزب الله، على ما تؤكد. وفي السياق، تكشف اوساط وزارية معنية بالشأن الامني لـ'المركزية' عن اجراءات تنفذها الحكومة من دون الاعلان عنها، اذ تفضل معالجة الملفات الامنية خصوصا الحساسة منها بعيدا من الأعلام. وتؤكد ان واشنطن وباريس راعيتي تنفيذ وقف اطلاق النار في جنوب لبنان على معرفة واطلاع بهذه التدابير، ومثلهما اسرائيل عبر لجنة الاشراف على تنفيذ الاتفاق، وان التعاون والتنسيق مستمران بين لبنان والجانبين الأميركي والفرنسي. فالاول يزود لبنان بالمعدات اللازمة لإتلاف السلاح الذي تتم مصادرته بعد ان يأخذ منه الجيش ما يناسبه. والثاني يتابع عن كثب الاتصالات السياسية في هذا الشأن. ولا يقتصر التنسيق على البلدين، بل يمتد الى قوات حفظ السلام،اليونيفيل، التي تزود الجيش بالأحداثيات حول مخازن ومستودعات السلاح والانفاق، ليعمل بدوره على دخولها والتصرف فيها وفق المقتضى. وتوضح الاوساط ان الجيش يداهم ويصادر ويتلف السلاح، الا انه يحتاج الى مساعدة تقنية لتنفيذ ذلك نظرا لحساسية ودقة بعض الاسلحة، وهو يصر على التلف خوفا من الاستخدام في ما لو تغيرت المعادلة، وفي انتظار ان يأتيه الدعم التقني الخارجي والتسهيل الداخلي المتأتي من جانب حزب الله المنتظر قرارا ايرانياً يبدو رهن نتائج المفاوضات النووية، ولو ان مواقف وزير الخارجية عباس عرقجي اوحت بليونة غير مسبوقة، تختم الاوساط بالقول' ان عام 2025 هو عام تنفيذ احتكارالسلاح اللبناني والفلسطيني والايراني بيد الدولة، فلا سلاح خارج الشرعية بعد العام 2026 '.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 36 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
مفاوض الحدود السابق... العميد ياسين يتعرّض لإصابة بالغة!
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أفاد مراسل "ليبانون ديبايت"، اليوم الخميس، بأن "رئيس "وفد لبنان لمفاوضات الحدود البحرية" السابق العميد بسام ياسين نقل الى مستشفى الجعيتاوي بيروت، مصابا بحروق بالغة في معظم انحاء جسمه، اثر حادث حصل معه في منزله حيث يسكن في بلدة حبوش في قضاء النبطية". وأشار إلى أن الحادث تسبب بتسرب غاز واشتعال النيران في مطبخ المنزل، واصابته. ولفت المراسل، إلى أن "اصابة العميد ياسين هي من اصابات الحروق الدرجة الثانية، وتتم معالجته بعناية فائقة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News