
من الهزيمة إلى المجد.. قصة اللاعب رقم 15 في إنتر ميلان الذي هزم السرطان وسجّل هدفًا خلد اسمه في تاريخ دوري الأبطال
في عالم كرة القدم، حيث تتصدر العناوين أرقام الصفقات وأهداف اللحظة الأخيرة، تظهر أحيانًا قصص إنسانية تتجاوز حدود الرياضة وتلامس جوهر الحياة. فرانشيسكو آتشيربي، المدافع الإيطالي صاحب الرقم 15 في فريق إنتر ميلان، هو أحد هؤلاء اللاعبين الذين لا تُقاس قيمتهم بما يُقدّمونه على العشب الأخضر فقط، بل بما يجسّدونه من قوة، وإيمان، وإرادة لا تُقهر.
في عام 2013، وبينما كان في طريقه للانتقال إلى نادي ساسولو، خضع آتشيربي لفحص طبي روتيني كشف عن إصابته بسرطان الخصية. ورغم نجاح العملية الجراحية الأولى، عاد المرض مجددًا، ليدخل اللاعب في رحلة علاج كيميائي شاقة، تزامنت مع فترة مظلمة من حياته، خاصة بعد فقدانه لوالده في العام السابق.
دخل آتشيربي دوامة من الحزن والاكتئاب، ووجد نفسه غارقًا في إدمان الكحول، إلى أن جاءته لحظة مفصلية، وصفها بأنها حلم من والده الراحل ومن الله، قلبت موازين حياته. نهض من جديد، أعاد ترتيب أولوياته، ابتعد عن العادات المدمرة، واختار الحياة… والكرة.
عاد المدافع الصلب إلى الملاعب بروح جديدة، وسرعان ما أصبح من ركائز المنتخب الإيطالي، مشاركًا في الفوز بلقب يورو 2021. لكن القدر لم يقل كلمته الأخيرة بعد.
في السادس من ماي 2025، خلال مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، سجّل آتشيربي هدف التعادل لإنتر ميلان في اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي. كان الهدف أكثر من مجرد إنقاذ للفريق؛ كان تتويجًا لمسيرة لاعب رفض الاستسلام، وعلّم العالم أن الهزيمة الحقيقية ليست في النتيجة، بل في الاستسلام للظروف.
تأهل إنتر ميلان إلى النهائي، لكن فرانشيسكو آتشيربي خرج من تلك الليلة بطلاً من نوع خاص. ليس فقط لأنه سدّد الكرة في المرمى، بل لأنه جسّد أمام الملايين قصة إنسان قاوم السرطان، وغلب الاكتئاب، وتحوّل إلى رمز للإلهام والأمل، خصوصًا في أعين المرضى والشباب الذين يبحثون عن معنى للنهوض.
آتشيربي ليس مجرد رقم في قائمة الفريق، إنه حكاية انتصار، ودليل حي على أن كرة القدم ليست فقط رياضة، بل منبر للقصص التي تُكتب بالقلب قبل القدم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البطولة
منذ 5 أيام
- البطولة
برشلونة يعلن خضوع فيران توريس لعملية جراحية طارئة
اضطر مهاجم نادي برشلونة ، فيران توريس ، للخضوع لعملية جراحية عاجلة، إثر إصابته بالتهاب في الزائدة الدودية. وأعلن برشلونة، خضوع اللاعب لعملية جراحية ناجحة، مساء يومه الأربعاء، لاستئصال الزائدة الدودية، وبالتالي غيابه عن مباراة الديربي غدا ضد إسبانيول، إضافة إلى المباراتين المتبقيتين في الدوري الإسباني، أمام كل من وفياريال وأتلتيك بلباو. وفي أسوأ الأحوال، ورغم أن فترة التعافي من هذا النوع من العمليات لا يفترض أن تستغرق وقتًا طويلاً، قد يغيب توريس عن مباريات نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث من المقرر أن تلعب إسبانيا ضد فرنسا


أكادير 24
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- أكادير 24
من الهزيمة إلى المجد.. قصة اللاعب رقم 15 في إنتر ميلان الذي هزم السرطان وسجّل هدفًا خلد اسمه في تاريخ دوري الأبطال
في عالم كرة القدم، حيث تتصدر العناوين أرقام الصفقات وأهداف اللحظة الأخيرة، تظهر أحيانًا قصص إنسانية تتجاوز حدود الرياضة وتلامس جوهر الحياة. فرانشيسكو آتشيربي، المدافع الإيطالي صاحب الرقم 15 في فريق إنتر ميلان، هو أحد هؤلاء اللاعبين الذين لا تُقاس قيمتهم بما يُقدّمونه على العشب الأخضر فقط، بل بما يجسّدونه من قوة، وإيمان، وإرادة لا تُقهر. في عام 2013، وبينما كان في طريقه للانتقال إلى نادي ساسولو، خضع آتشيربي لفحص طبي روتيني كشف عن إصابته بسرطان الخصية. ورغم نجاح العملية الجراحية الأولى، عاد المرض مجددًا، ليدخل اللاعب في رحلة علاج كيميائي شاقة، تزامنت مع فترة مظلمة من حياته، خاصة بعد فقدانه لوالده في العام السابق. دخل آتشيربي دوامة من الحزن والاكتئاب، ووجد نفسه غارقًا في إدمان الكحول، إلى أن جاءته لحظة مفصلية، وصفها بأنها حلم من والده الراحل ومن الله، قلبت موازين حياته. نهض من جديد، أعاد ترتيب أولوياته، ابتعد عن العادات المدمرة، واختار الحياة… والكرة. عاد المدافع الصلب إلى الملاعب بروح جديدة، وسرعان ما أصبح من ركائز المنتخب الإيطالي، مشاركًا في الفوز بلقب يورو 2021. لكن القدر لم يقل كلمته الأخيرة بعد. في السادس من ماي 2025، خلال مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، سجّل آتشيربي هدف التعادل لإنتر ميلان في اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي. كان الهدف أكثر من مجرد إنقاذ للفريق؛ كان تتويجًا لمسيرة لاعب رفض الاستسلام، وعلّم العالم أن الهزيمة الحقيقية ليست في النتيجة، بل في الاستسلام للظروف. تأهل إنتر ميلان إلى النهائي، لكن فرانشيسكو آتشيربي خرج من تلك الليلة بطلاً من نوع خاص. ليس فقط لأنه سدّد الكرة في المرمى، بل لأنه جسّد أمام الملايين قصة إنسان قاوم السرطان، وغلب الاكتئاب، وتحوّل إلى رمز للإلهام والأمل، خصوصًا في أعين المرضى والشباب الذين يبحثون عن معنى للنهوض. آتشيربي ليس مجرد رقم في قائمة الفريق، إنه حكاية انتصار، ودليل حي على أن كرة القدم ليست فقط رياضة، بل منبر للقصص التي تُكتب بالقلب قبل القدم.


البطولة
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- البطولة
أتشيربي (37 سنة) مُنقذ الإنتر أمام برشلونة في تصريحات سابقة: "السرّطان ساعدني على التطّور وأوقف إدماني على الكحول"
عاش مدافع إنترناسيونالي الحالي، فرانشيسكو أتشيربي ، فصولا من المعاناة والتحديات، أبرزها مرض السرطان الذي ألمّ به قبل 12 سنة، وكذلك إدمان استهلاك الكحول، والتي نجح في تجاوزها والانبعاث من جديد، ليُقدّم مستويات لافتة. واستأثر صاحب الـ37 سنة بالأنظار في مقابلة فريقه أمام برشلونة ، مساء أمس الثلاثاء، حينما أحرز هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، وأنقذ الإنتر من توديع دوري أبطال أوروبا من المربع الذهبي. واكتشف أتشيربي إصابته بالسرطان صيف سنة 2013 لمّا كان يحمل قميص ساسولو، ليخضع بناء على ذلك للعلاج الكيميائي، واستغرق ذلك حوالي سنة، ثم عاد إلى الممارسة الرياضية إثر تعافيه. ويقول اللاعب الإيطالي في هذا الإطار، ضمن تصريحات سابقة: " كنت في إي سي ميلان (ما بين صيف 2012 وشتاء 2013) ولم يكن هناك ما يُحفزِّني، لم أكن أعلم كيف ألعب، وبدأت أستهلك الكحول، كنت أشرب أي شيء، السرطان أنقذني من ذلك، لأنني وجدت معركة لأقاتل فيها". وأضاف أتشيربي قائلا: " يمكنني القول بأن المرض ساعدني على التطور، وأبعد عني أي ندم. توقفت عن الحُلم ووضعت أهدافا قابلة للتحقيق، كنت أسعى إلى حمل قميص المنتخب الوطني مثلا، وقد نجحت في ذلك". وزاد المدافع الإيطالي حديثه عن المرض في تصريحات قبل ست سنوات: " توقفت عن الخوف قبل ست سنوات (2013)، ودأبت على أن أقول لنفسي ماذا سأفعل إذا عاد المرض، لكنني أجبت بأنني سأواجهه مجددا". ووقّع أتشيربي هدف التعادل قبل دقيقتيْن من نهاية المباراة، مُعيدا الإنتر إلى الحياة في الصراع على التأهل إلى النهائي، وهو ما تأتى له عقب انتصاره بأربعة أهداف لثلاثة في لقاء الإياب الذي عرف المرور إلى الشوطيْن الإضافييْن.